الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب التاسع عشر
باب الفاء
فَصْلٌ الصحيح المُتَّفِقِ:
فَتَكَ الرَّجُلُ يَفْتُكُ وَيَفْتِكُ فَتْكاً، والفَتْكُ: القَتْلُ مُجَاهَرَةً، وَقِيلَ: كُلُّ مَنْ جَاهَرَ بِقَبِيحَةٍ فَهْوَ فَاتِكٌ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: الفَتْكُ والفِتْكُ والفُتْكُ، بِتَثْلِيثِ الفَاءِ.
فَرَثْتُ لِلْقَوْمِ جُلَّةً فَأنَا أفْرُثُهَا وَأفْرِثُهَا: إِذَا شَقَقْتَهَا ثُمَّ نَثَرْتَ مَا فِيهَا، وَالفَرْثُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الكَرِشِ إِذَا شُقَّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ} [النحل: 66].
فَطَرْتُ النَّاقَةَ أفْطُرُهَا وَأَفْطِرُهَا فَطْراً: إذَا حَلبْتُهَا بِأطْرَافِ الأصَابِعِ، فَلَا يَخْرُجُ اللَّبَنُ إلَاّ قَلِيلاً، يُقَالُ: مَا زِلْتُ أفْطُرُ النَّاقَةَ حَتَّى اشْتَكَيْتُ سَاعِدِي، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: أنَّهُ سُئِلَ عَنِ المَذْيِ فَقَالَ: "ذَلِكَ الفَطْرُ"، رَوَاهُ أبُو عُبَيْدٍ بِالفَتْحِ، وَرَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ بِضَمِّ الفَاءِ،
قالَ أبُو عُبَيْدٍ: سُمّي فَطْراً، تَشْبِيهاً بِالفَطْرِ فِي الحَلْبِ، لأنَّهُ يَخْرُجُ قَلِيلاً قَلِيلاً.
فَسَقَ يَفْسِقُ فِسْقاً وَفُسُوقاً: إذَا فَجَرَ، وَأصْلُهُ الخُرُوجُ، يُقَالُ: فَسَقَتِ الثَّمَرَةُ: إذَا خَرَجَتْ عَنْ قِشْرِهَا، وَسُمِّيَتِ الفَارَةُ والحِدَأَةُ والعَقْرَبُ وَالغُرَابُ وَالكَلْبُ العَقُورُ، وَهُوَ الأسَدُ: فَوَاسِقَ، لِخُرُوجِهَا عَنِ الحُرْمَةِ وَالأمْرِ بِقَتْلِهَا، وَقِيلَ: لِخُرُوجِهَا من السلامة إلى الضرر، وقيل: لتحريم أصلها، وفيه نظر، وقيل: سمي الغراب فاسقاً، لتخلفه عن نوح عليه السلام، وقيل: سميت الفارة فاسقةً لخروجها على الناس من جحرها. قال ابن الأعرابي: لم يسمع قط في كلام الجاهلية ولا في شعرهم: فاسق، قال: وهذا عجيب، وهو كلام عربي.