الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَصْلٌ فِي الصَّحِيحِ المُخْتَلِفِ:
عَتَقَ الشيْءُ يَعْتُقُ بِالضَّمِّ فَهْوَ عَاتِقٌ: إِذَا قَدُمَ. وَعَتَقَ العَبْدَ يَعْتِقُ عَتْقاً وَعَتَاقاً وَعَتَاقَةً، فَهُوَ عَتِيقٌ وَعَاتِقٌ.
مَسْأَلَةٌ:
فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33]، فَاخْتَلَفَ فِيهِ المُفَسِّرُونَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا سُمِّيَ عَتِيقاً لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعْتَقَهُ مِنَ الجَبَابِرَةِ، فَلَنْ يَصِلُوا إِلَى تَخْرِيبِهِ، وَيُعْزَى هَذَا القَوْلُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابنِ الزُّبَيْر وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ. وَنَقَلَهُ البُخَارِي رضي الله عنه فِي صَحِيحِهِ. وَقَالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: سُمِّي بِذَلِكَ لأَنَّهُ لَمْ يُمْلَكْ قَطَّ. وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقِدَمِهِ، لأَنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ، يُقَالُ: سَيْفٌ عَتِيقٌ، أَيْ: قَدِيمٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَرَمِهِ عَلَى اللَّهِ، يُقَالُ مِنْهُ: فَرَسٌ عَتِيقٌ.
قُلْتُ: وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ سَمَّوْا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه عَتِيقاً مِنْ هَذَا، لِكَوْنِهِ كَرِيماً. وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ، لعتَاقَةِ وَجْهِهِ، أَيْ: لِحُسْنِهِ. وَقِيلَ: لأَنَّهُ عُتِقَ مِنَ النَّارِ، وَقِيلَ: سُمي عَتِيقاً لِقِدَمِهِ فِي الخَيْرِ. وَقِيلَ: لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، فَلَمَّا وَلَدَتْهُ قَالَتْ: اللَّهُمَّ هَذَا عَتِيقُكَ مِنَ المَوْتِ فَهَبْهُ لِي، وَقِيلَ: لِشَرَفِهِ وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي نَسَبِهِ عَيْبٌ، وَيُقَالُ لِلشَّرِيفِ: العَتِيقُ، وَقِيلَ: لأَنَّ أُمَّهُ نَذَرَتْهُ لِلْكَعْبَةِ، كَمَا قَالَتْ حَنَّةُ:{نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أَيْ: مُعْتَقاً. وَقَدْ حَضَرْتُ يَوْماً بِدِمَشْقَ مَعَ بَعْضِ مَنْ يَدَّعِي العِلْمَ، مَعَ أَنَّهُ لَا يَفِي بِدَعْوَاهُ، فَقِيلَ فِي المَجْلِسِ: لأَيِّ شَيْءٍ سُمِّي البَيْتُ العَتِيقُ عَتِيقاً؟ فَنَقَلْتُ مع جُمْلَة الأَقْوَالِ أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ عَتِيقاً لِقِدَمِهِ، فَأَنْكَرَ هَذَا المُدَّعِي هَذَا القَوْلَ وَقَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ لُغَةُ العَوَامِّ، وَلَيْسَتْ بِعَرَبِيَّةٍ. فَاعْجَبْ لِجُرْأَةِ هَذَا الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ، وَقُبْحِ هَذِهِ الدَّعْوَى، مَعَ شُهْرَةِ هَذَا القَوْلِ، ثُمَّ العَجَبُ مِنْهُ أَنَّهُ يَدَّعِي الاطِّلَاعَ عَلَى كِتَابِ الجَوْهَرِيّ، مَعَ أَنَّ الجَوْهَرِيَّ قَدْ نَصَّ عَلَى هَذَا القَوْلِ فِي كِتَابِهِ.
عَجَزَتِ المَرْأَةُ تَعْجُزُ بِالضَّمِّ عُجُوزاً: صَارَتْ عَجُوزاً. وَعَجَزَ عَنْ كَذَا يَعْجِزُ بِالكَسْرِ عَجْزاً وَمَعْجِزَةً وَمَعْجَزَةً، وَفِي الحَدِيثِ:"لَا تُلِثُّوا بِدَارِ مَعْجِزَةٍ" أَيْ: لَا تُقِيمُوا بِبَلْدَةٍ تَعْجِزُونَ فِيهَا عَنِ الاكْتِسَابِ وَالتَّعَيُّشِ.
عَرَقْتُ العَظْمَ أَعْرُقُهُ بِالضَّمِّ عَرْقاً وَمَعْرَقاً: إِذَا أَكَلَتْ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وَعَرَقَ فُلَانٌ يَعْرِقُ بِالكَسْرِ عُروقاً: إِذَا ذَهَبَ.
عَشَرْتُ القَوْمَ أَعْشُرُهُمْ بِالضَّمِّ، عُشْراً، مَضْمُومَةً، إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُمْ عُشُرَ أَمْوَالِهِمْ، وَمِنْهُ: العَشَّارُ وَالعَاشِرُ. وَعَشَرْتُ القَوْمَ أعْشِرُهُمْ بِالكَسْر، عَشْراً، بِالفَتْحِ: إِذَا صِرْتَ عَاشِرَهُمْ.
عَنَدَ عَنِ الطَّرِيقِ: إِذَا مَالَ عَنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15] أَيْ: مَائِلٍ عَنِ الحَقِّ. وَعَنَدَ العِرْقُ: إِذَا اشْتَدَّ وَارْتَفَعَ، يَعْنُدُ وَيَعْنِدُ فِيهِمَا، فَيَدْخُلَانِ فِي بَابِ المُتَّفِقِ وَالمُخْتَلِفِ.