الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: الكسب المعرفي
مفهوم الكسب المعرفي:
الكسب: الطلب، والسعي في الرزق والمعيشة 1.
ويأتي الكسب بمعنى ما يناله ويحصل عليه الإنسان، جاء في كتاب المصباح المنير، يقال: كسبت زيداً مالاً وعلماً أي أنلته 2.
المعرفة: إدراك الشيء على ما هو عليه، وهي مسبوقة بجهل 3.
وبالتالي فإن الكسب المعرفي هو ما يناله ويحصل عليه الإنسان من العلوم.
1 ابن منظور، لسان العرب (1/716) .
2 الفيومي، المصباح المنير (2/721) .
3 الجرجاني، التعريفات، ص (221) .
أهمية الكسب المعرفي:
تعتبر المعرفة هي الغذاء الذهني؛ ذلك أنها الفاعل المؤثر في زيادة الفهم والإدراك والتخيل، بل هي العامل المؤثر في استثارة الجوانب الإبداعية لدى المتعلم، لما تحدثه من تفتح ذهني، فتصحح به خارطة التفكير، ومسارات الفهم، (فالتعليم من أهم وسائل نمو الخصائص العقلية، وبلوغ النضج العقلي، وصقل وتزكية القدرات والملكات، والمواهب والميول والهوايات، وبدونه يظل عقل الإنسان قاصراً معطلاً، غير قادر على العطاء والإنتاج الفكري والعملي)1.
وقد أولى الإسلام الجانب المعرفي أهمية كبيرة معتمداً على أهم عناصرها، وهي القراءة. قال تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} 1.
1 عبد الحميد الصيد الزنتاني، أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية (451) .
2 سورة العلق، آية (1ـ2) .
بل رفع من مكانة العلم والعلماء بما حوته نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأفرد لها علماء المسلمين من السلف والخلف كتباً عنت بذلك عناية فائقة، وذلك لما غرسه الإسلام في أذهانهم من أهمية العلم في دار الدنيا والآخرة. قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} 1.
وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 2.
وقال بعض البلغاء:"تعلم العلم فإنه يقومك ويسددك صغيراً ويقدمك ويسودك كبيراً، ويصلح زيفك وفاسدك، ويرغم عدوك وحاسدك، ويقوم ميلك وعوجك، ويصحح خطأك وأملك"3.
وقد قيل:
تعلم فليس المرء يولد عالماً
…
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
…
صغير إذا التفت عليه المحافل
ولا يلزم من المرء في كل الأحوال أن تكون له زيادة في توليد المعرفة واستحداثها، وإنما يلزمه المعرفة. والإلمام، وقد قيل:"ومن أخذ كلاماً حسناً عن غيره فتكلم به في موضعه وعلى وجهه، فلا ترين عليه في ذلك ضؤولة، فإن من أعين على حفظ كلام المصيبين وهُدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء ولا عليه أن لا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصة في رأيه، ولا غامطة من حقه أن لا يكون هو استحدث ذلك وسبق إليه"4.
ومن الملاحظ أنه ما اهتم شخص بجوانب المعرفة أو بجانب منها إلا وانقدح
1 سورة المجادلة، آية (11) .
2 سورة فاطر، آية (28) .
3 المارودي، أدب الدنيا والدين، ص (36) .
4 ابن المقفع، الأدب الصغر والأدب الكبير، ص (12ـ13) .