الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَائِدَة؛ قد كنت لما سَافَرت من الوطن مَعَ الْوَالِدين المرحومين إِلَى حيدر آباد الدكن فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد الْألف والمائتين من الْهِجْرَة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَوَات والتحية دخلت بَلْدَة حيدر أباد فِي الْيَوْم الْخَامِس عشر من رَجَب فلقيني بعض مشايخها وَقَالَ: مرْحَبًا نعم الْمَجِيء جِئْت مَا أحسن وصولك فِي الْيَوْم الْمُبَارك يَوْم الاستفتاح فَقلت فِي نَفسِي لَعَلَّ لهَذَا الْيَوْم فضلا ثَابتا بالرويات ثُمَّ طلبت ذَلِكَ من مظانه فَلم أجد لذَلِك أصلا، ثُمَّ وقفت على كَلَام الشَّيْخ الدهلوي فِي مَا ثَبت بِالسنةِ أعلم أَنا لم نجد فِي كتب الْأَحَادِيث لَا إِثْبَاتًا وَلَا نفيا مَا اشْتهر بَينهم من تَخْصِيص الْخَامِس عشر من رَجَب بالتعظيم وَالصَّوْم وَالصَّلَاة وتسميته بِيَوْم الاستفتاح وتسميته بمريم دوزه انْتهى. فَعلمت أَنه لَيْسَ إِلَّا من جنس الْأُمُور الْمَشْهُورَة بَين الصُّوفِيَّة مِمَّا لَيْسَ لَهُ أصل فِي كتب الشَّرِيعَة.
صَلاةُ يَوْمَ السَّابِعُ وَالْعِشْرِينِ مِنْ رَجَبٍ
حَدِيثُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ إِذَا كَانَ يَوْمَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ أَصْبَحَ مُعْتَكِفًا وَظَلَّ مُصَلِّيًا إِلَى وَقْتِ الظُّهْرِ، فَإِذَا صَلَّى الظُّهْرَ تَنَقَّلَ هُنَيْهَةً ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمد لله مرّة والمعوذتين مرّة وَإِنَّا أَنزَلْنَاهُ ثَلَاثًا، وَقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِينَ مَرَّةً ثُمَّ يَخْلُدُ إِلَى الدُّعَاءِ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ وَيَقُولُ هَكَذَا كَانَ يصنع رَسُول الله فِي هَذَا الْيَوْمِ.
ذَكَرَهُ فِي غُنْيَةِ الطَّالبِيِنَ قَائِلا أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ إِلَخ وَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَقَدْ مَرَّ حَالُ هِبَةُ اللَّهِ.
حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ قَالَ، قَالَ رَسُول الله: مَنْ قَرَأَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ الله أحد فِي مِائَةِ رَكْعَةٍ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي مَنَامه مَلَكٍ ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ مِنَ النَّارِ وَثَلاثُونَ يَعْصِمُونَهُ من أَن يُخطئ وَعشر يكيدون من عَادَاهُ.
أَخْرَجَهُ الْجَوْزَقَانِيُّ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ مِنْ طَرِيقِهِ وَالدَّيْلَمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الذُّهْلِيِّ عَنْ أَبِيهِ يَحْيَي قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْبَعَةٌ وَثَلاثُونَ مِنْ أَصْحَاب النَّبِي قَالُوا، قَالَ رَسُول الله فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ من طَرِيق آخر عَن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زيد العابدين على بْن الْحُسَيْن بْن على المرتضي عَن أَبِيه مُرْسلا مَرْفُوعا بِلَفْظ من قَرَأَ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألف مرّة فِي مائَة رَكْعَة لم يمت حَتَّى يبْعَث الله إِلَيْهِ مائَة ملك ثَلاثُونَ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ وَثَلاثُونَ يُؤَمِّنُونَهُ من الْعَذَاب وَثَلَاثُونَ يقومونه أَن يُخطئ وَعشرَة أَمْلَاك يَكْتُبُونَ أعداءه.
هَذَا مَوْضُوع جُمْهُور رُوَاته فِي جَمِيع طرقه مَجَاهِيل وَفِيهِمْ ضعفاء وساقطون كَذَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ والسيوطي وَابْن عراق وَغَيرهم. وَقَالَ ابْن حجر الْمَكِّيّ فِي رسَالَته الْإِيضَاح وَالْبَيَان لما جَاءَ فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان بعد ذكر هَذَا الحَدِيث وَالْأَحَادِيث الثَّلَاثَة الْآتِيَة لم يتعقب ابْن الْجَوْزِيّ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الْأَرْبَعَة بِشَيْء بل وافقوه على أَنَّهَا واهية سَاقِطَة مَوْضُوعَة بَاطِلَة لما ذكر أَمَام الْفُقَهَاء والحفاظ من الْمُتَأَخِّرين مُحي السّنة وَالدّين أَبُو زَكَرِيَّا يحيى النَّوَوِيّ وتبعة عَليّ ذَلِكَ من جَاءَ بعده من الْفُقَهَاء والحفاظ انْتهى.
وَقد ذكر فِي غنية الطالبين هَذِه الصَّلَاة بقوله فَأَما الصَّلَاة الْوَارِدَة فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَهِيَ مائَة رَكْعَة بِأَلف مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كل رَكْعَة عشر مَرَّات، وتسمي هَذِه الصَّلَاة صَلَاة الْخَيْر وتتفرق بركتها. وَكَانَ السّلف الصَّالح يصلونها جمَاعَة يَجْتَمعُونَ لَهَا وفيهَا فضل كثير، وثواب جزيل. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَلاثُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله أَنَّ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ نَظْرَةً وَقَضَى لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ سَبْعِينَ حَاجَةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَة. انْتهى.