المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدّمَة الْمُؤلف

- ‌حُرْمَة رِوَايَة الحَدِيث الْمَوْضُوع

- ‌ذِكْرُ بَعْضِ الْقِصَصِ الْمَشْهُورَةِ

- ‌صَلَوَاتُ يَوْمِ السبت

- ‌صلوَات يَوْم الْأَحَد

- ‌صلوَات يَوْمِ الاثْنَيْنِ

- ‌صلوَات يَوْمِ الثُّلاثَاءِ

- ‌صلوَات يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ

- ‌صلوَات يَوْمِ الْخَمِيسِ

- ‌صلوَات يَوْمِ الْجُمُعَةِ

- ‌فِي ذِكْرِ أَحَادِيثِ صَلَوَاتِ أَيَّامِ السَّنَةِ وَلَيَالِيهَا وَمَا يتَعَلَّق بهَا

- ‌صَلَاة لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَبٍ

- ‌صَلَاة لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ

- ‌حَدِيث صَلاةِ الرَّغَائِبِ

- ‌ذِكْرُ عَاشِرِ رَجَبٍ

- ‌صَلاةُ يَوْمَ السَّابِعُ وَالْعِشْرِينِ مِنْ رَجَبٍ

- ‌صَلاةُ لَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ

- ‌الْقَضَاء الْعمريّ فِي رَمَضَان

- ‌صَلاةُ لَيْلَةِ يَوْمِ الْفِطْرِ

- ‌صَلَاة يَوْمِ الْفِطْرِ

- ‌صَلَاة يَوْمَ عَرَفَةَ

- ‌صَلَاة لَيْلَةِ النَّحْرِ

- ‌صَلَاة أول لَيْلَة من رَجَب

- ‌صَلَاة رَجَبٍ

- ‌صَلَاة يَوْمَ عَاشُورَاءَ

- ‌أَحَادِيث مُتَعَلقَة بِيَوْم عَاشُورَاء وَأَحَادِيث

- ‌صِيَام يَوْم عَاشُورَاء

- ‌فَضْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَصِيَامِهِ

- ‌ذكر صلوَات وأدعية مَخْصُوصَة

- ‌أَقْوَال الْعلمَاء على هَذِه الصَّلَوَات

- ‌صَلَاة التَّسْبِيح

- ‌كَلَام ابْن تَيْمِية رَحْمَة الله عَن صَلَاة التَّسْبِيح

- ‌كَلَام الشَّوْكَانِيّ رحمه الله عَن صَلَاة التَّسْبِيح

- ‌فَائِدَة فِي كَيْفيَّة صَلَاة التَّسْبِيح

الفصل: ‌صلاة ليلة البراءة

‌صَلاةُ لَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ

حَدِيثُ عَلِيٍّ مَرْفُوعا. رَأَيْت رَسُول الله لَيْلَةَ النِّصْفِ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ الْفَرَاغِ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ أَرْبَعَ عشرَة مَرَّةً وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَربع عشرَة مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة وَقل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة، وَآيَة الْكُرْسِيّ مرّة، وَلَقَد جَاءَكُم رَسُول، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ سَأَلْتُهُ عَمَّا رَأَيْتُ مِنَ صَنِيعِهِ قَالَ: مَنْ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ عِشْرُونَ حِجَّةً مَبْرُورَةً وَصِيَامُ عشرُون سَنَةً مَقْبُولَةً فَإِنْ أَصْبَحَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صَائِمًا كَانَ لَهُ صِيَام سنتَيْن سنة مَاضِيَة وَسنة مقبلة.

أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعًا وَهُوَ مُنْكَرٌ وَفِي رِوَايَتِهِ مَجْهُولُونَ انْتَهَى.

وَقَالَ ابْن حجر الْمَكِّيّ، وَمن ثُمَّ ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ غَيره إِسْنَاده مظلم وَالْحَاصِل أَنه واه سَاقِطا انْتهى. وَقَالَ على الْقَارِي فِي رِسَالَة لَهُ ألفها فِي لَيْلَة الْقدر وَلَيْلَة الْبَرَاءَة بعد نقل كَلَام الْبَيْهَقِيّ قلت: جَهَالَة بعض الروَاة لَا يقتضى كَون الحَدِيث مَوْضُوعا وَكَذَا إِنْكَاره الْأَلْفَاظ فَيَنْبَغِي أَن يحكم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ضَعِيف ثُمَّ يعْمل بالضعيف فِي فَضَائِل الْأَعْمَال اتِّفَاقًا مَعَ أَن نفس الصَّلَاة النَّافِلَة فِي تِلْكَ اللَّيْلَة ثَابِتَة عَن رَسُول الله بطرق صَحِيحَة فَلَا يضر ضعفه بِبَيَان الكمية والكيفية فَإِن الصَّلَاة خير مَوْضُوع وَبِهَذَا تبين جَوَاز مَا يفعل النَّاس فِي بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وَالروم وَالْفرس والهند وَغَيرهَا من صَلَاة مائَة رَكْعَة كل رَكْعَة فِيهَا سُورَة الْإِخْلَاص عشر مَرَّات على مَا ذكره صَاحب قوت الْقُلُوب وَالْإِمَام الْغَزالِيّ فِي الْإِحْيَاء وَغَيرهمَا فَإِنَّهُ وَإِن لم يَصح وُرُوده عَنهُ عليه الصلاة والسلام لَكِن لَا مَانع من فعله وَلَو على الدَّوَام وَنعم إعتقاد كَونه سنة غير صَحِيح وَكَذَا أَدَاؤُهُ جمَاعَة عِنْد بعض الْفُقَهَاء انْتهى.

ص: 80

قلت؛ فِيهِ أنظار شَتَّى فَإِن مُجَرّد جَهَالَة بعض الروَاة وَإِن لم يقتض كَون الحَدِيث مَوْضُوعا لَكِن الْقَرَائِن الحالية الملحقة بهَا تقتضى ذَلِكَ، فَإِن الحَدِيث إِذا لم يكن لَهُ سَنَد جيد لم يخل طَرِيق من طرقه من مَجْهُول وَضَعِيف وساقط وَنَحْو ذَلِكَ من الْمَجْرُوحين وَكَانَ فِي نفس الْمَتْن مَالا يَخْلُو من ركاكة دلّ ذَلِكَ على كَونه مَوْضُوعا وَأما الْعَمَل بالضعيف فِي فَضَائِل الْأَعْمَال فدعوى الِاتِّفَاق فِيهِ بَاطِلَة. نعم هُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور لكنه مَشْرُوط بِأَن لَا يكون الحَدِيث ضَعِيفا شَدِيد الضعْف، فَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يقبل فِي الْفَضَائِل أَيْضا وَقد بسطت هَذِه الْمَسْأَلَة فِي رسالتي الْأَجْوِبَة الفاضلة للأسئلة الْعشْرَة الْكَامِلَة وفى تعليقات رسالتي تحفة الطّلبَة فِي مسح الرَّقَبَة الْمُسَمَّاة بتحفة الكملة، وَأما مَا ذكره بقوله مَعَ أَن نفس إِلَخ فمخدوش بِأَنَّهُ لَا كَلَام فِي اسْتِحْبَاب إحْيَاء لَيْلَة الْبَرَاءَة بِمَا شَاءَ من الْعِبَادَات وبأداء التطوعات فِيهَا كَيفَ شَاءَ لحَدِيث ابْن مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْأَيْمَان عَن على مَرْفُوعا: إِذا كَانَ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَقومُوا لَيْلهَا وصوموا نَهَارهَا فَإِن الله ينزل فِيهَا لغروب الشَّمْس إِلَيّ سَمَاء الدُّنْيَا، فَيَقُول: أَلا من مُسْتَغْفِر فَأغْفِر لَهُ أَلا من مسترزق فأرزقه، أَلا من مبتلي فأعافيه، أَلا من سَائل فَأعْطِيه، أَلا كَذَا وَكَذَا حَتَّى يطلع الْفجْر. وَقَالَ ابْنُ رَجَبٍ فِي لَطَائِفِ الْمَعَارِفِ فِي فضل لَيْلَة نصف شعْبَان أَحَادِيث أخر مُتعَدِّدَة وَقد اخْتلف فيا فضعفها الْأَكْثَرُونَ وَصحح ابْن حبَان بَعْضهَا وخرجه فِي صَحِيحه وَمن أمثلها حَدِيث عَائِشَة قَالَت: فقدت رَسُول الله، فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ: أكنت تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، فَقُلْتُ: ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتُ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ بَنِي كلب، خرجه الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ انْتهى. وَفِي الْبَاب أَحَادِيث أَخَرُ أَخْرَجَهَا الْبَيْهَقِي وَغَيْرُهُ عَلَى مَا بَسَطَهَا ابْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ فِي الإِيضَاحِ وَالْبَيَانِ دَالَّةً عَلَى أَن النَّبِي أَكْثَرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالدُّعَاءِ وَزَارَ الْقُبُورَ وَدَعَا للأموات فَيعلم بِمَجْمُوع الأَحَادِيثِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ اسْتِحْبَابُ إِكْثَارِ الْعِبَادَة فِيهَا، فالرجل مُخَيّر

ص: 81

بَيْنَ الصَّلاةِ وَبَيْنَ غَيْرِهَا مِنَ الْعِبَادَاتِ، فَإِنِ اخْتَارَ الصَّلاةَ فَكِمِّيَّةُ أَعْدَادِ الرَّكَعَاتِ وَكَيْفِيَّتُهَا مُفَوَّضَةٌ إِلَيْهِ مَا لم يَأْتِ بِمَا مَنَعَهُ الشَّارِعُ صَرَاحَةً أَو إِشَارَة إِنَّمَا الْكَلَام فِي اسْتِحْبَابِ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْمَخْصُوصَةِ بِالْكَيْفِيَّاتِ الْمَخْصُوصَةِ وَثُبُوتِهَا عَنْ رَسُولِ الله وَكَوْنُ الرِّوَايَةِ مَوْضُوعَةٌ أَوْ ضَعِيفَةٌ شَدِيدٌ الضَّعْفِ لَا شُبْهَةَ فِي أَنُّهُ يَضُرُّهُ وَلا يُفِيدُهُ كَوْنِ الصَّلاةِ خَيْرًا مَوْضُوعًا وَاسْتِحْبَابُ مُطْلَقِهَا فِي هَذِه اللَّيْلَة وَغَيرهَا.

وَأما مَا ذكره بقوله وَبِهَذَا تبين جَوَاز الخ. فمردود بِأَنَّهُ إِن أَرَادَ بِالْجَوَازِ مَا يُقَابل الْحُرْمَة فَلَا كَلَام فِيهِ، وَإِن أَرَادَ بِهِ غَيره فَلَا صِحَة لَهُ، وَمن الْمَعْلُوم أَن من يُصَلِّي مثل هَذِه الصَّلَوَات فِي أَمْثَال هَذِه اللَّيْلَة لَا يُؤَدِّيهَا اتِّفَاقًا بل يعْتَقد ثُبُوتهَا شرعا ويظن أَن لَهُ بهَا ثَوابًا مَخْصُوصًا فبناء عَلَيْهِ يجب الْمَنْع عَنْهَا سدا للذريعة وخوفا من ظن مَا لَيْسَ من الشَّرِيعَة من الشَّرِيعَة.

وَأما ذَكَرَ الْغَزَالِيُّ فِي الإِحْيَاءِ هَذِهِ الصَّلاةَ بِقَوْلِهِ: أَمَّا صَلاةُ شَعْبَانَ فَلَيْلَةُ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْهُ يُصَلِّي مِائَةَ رَكْعَةٍ كُلُّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَى عشر مَرَّةً وَإِنْ شَاءَ صَلَّى عَشْرَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَهَذَا أَيْضا مَرْوِيّ فِي جملَة الصَّلَوَات كَانَ السّلف يصلونها ويسمونها صَلَاة الْخَيْر ويجتمعون فِيهَا وَرُبمَا صلوها جمَاعَة وروى الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَلاثُونَ من أَصْحَاب النَّبِي أَنَّ مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ نَظْرَةً وَقَضَى لَهُ بِكُلِّ نَظْرَةٍ سَبْعِينَ حَاجَةً أَدْنَاهَا الْمَغْفِرَة. انْتهى فَلَا يُعْتَبَرُ بِهِ.

فَائِدَة: قد مر غير مرّة أَنه لَا عِبْرَة بِذكر أَمْثَال هَذِه الصَّلَوَات فِي الْإِحْيَاء، وقوت الْقُلُوب والغنية وَغَيرهَا من كتب الصوفيه، وَقد قَالَ الْعِرَاقِيُّ فِي تَخْرِيجِ أَحَادِيثِ الإِحْيَاءِ حَدِيث صَلَاة نصف شعْبَان حَدِيث بَاطِل انْتهى.

حَدِيثُ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُول الله قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ: مَنْ صَلَّى مِائَةَ رَكْعَةٍ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ الله أحد

ص: 82

أحد عشر مَرَّةً مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي هَذِهِ الصَّلاةَ إِلا قَضَى اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَهَا، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ اللَّهُ جَعَلَهُ شَقِيًّا أَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَوْ كَانَ مَكْتُوبًا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنَّ فُلانَ ابْن فُلانٍ خُلِقَ شَقِيًّا يَمْحُوهُ اللَّهُ وَيَجْعَلُهُ سَعِيدًا وَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَيَمْحُونَ عَنْهُ السَّيِّئَاتِ وَيَرْفَعُونَ لَهُ الدَّرَجَاتِ إِلَى رَأْسِ السَّنَةِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ سبعين ألف ملك أَو سَبْعمِائة أَلْفِ مَلَكٍ يَبْنُونَ لَهُ الْمَدَائِنَ وَالْقُصُورَ وَيَغْرِسُونَ لَهُ الأَشْجَارَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِ الْمَخْلُوقِينَ فِي كُلِّ جَنَّةٍ مِثْلُ مَا وَصَفْتُ لَكُمْ مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ وَالأَشْجَارِ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ مَاتَ شَهِيدًا أَوْ يُعْطِيهِ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعِينَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لِكُلِّ حَوْرَاءَ وَصِيفٌ وَوَصِيفَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ غِلْمَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ وِلْدَانٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ قَهَارِمَةٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ وَكُلُّ مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا وَتُقْبَلُ صَلاتُهُ الَّتِي صَلاهَا قَبْلَ ذَلِكَ وَيُقْبَلُ مَا يُصَلَّى بَعْدَهَا وَإِنْ كَانَ وَالِدَاهُ فِي النَّارِ وَدَعَا لَهُمَا أَخْرَجَهُمَا بَعْدَ أَنْ لَمْ يُشْرِكَا بِاللَّهِ شَيْئًا وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كَمَا خَلَقَهُ اللَّهُ أَوْ يُرَى لَهُ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيُصَافِحُونَهُ وَيَدْعُونَ لَهُ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ وَيُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَيَأْمُر الْكَاتِبين أَن لَا يكتبوا عَلَى عَبْدِي سَيِّئَةً وَاكْتُبُوا لَهُ حَسَنَة إِلَى أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ، وَمَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلاةَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ نَصِيبًا مِنْ عِنْدِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.

أَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ وَحَكَمَ بِوَضْعِهِ وَقَالَ جُمْهُورٌ رِوَاتُهُ مَجَاهِيلُ وَفِيهُمْ ضُعَفَاءُ وَأَقَرَّهُ عَلَيْهِ السُّيُوطِيُّ وَابْنُ عِرَاقٍ وَابْنُ حجر الْمَكِّيّ غَيرهم

حَدِيثُ خَمْسِينَ رَكْعَةٍ فِي لَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي مِيزَانِ الِاعْتِدَال

ص: 83

وَابْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيُّ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ فِي حَرْفِ الْمِيمِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الطِّبِرُيُّ لَا يَدْرِي مَنْ هُوَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجْلِيِّ مَجْهُولٌ مِثْلُهُ أَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ أَنَا أَنَسٌ مَرْفُوعًا مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ خَمْسِينَ رَكْعَةً قَضَى لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ طَلَبَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَإِنْ كَانَ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ شَقِيًّا يَمْحُو اللَّهُ ذَلِكَ وَيُحَوِّلُهُ إِلَى السَّعَادَةِ وَيبْعَث إِلَيْهِ سَبْعمِائة أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ الْحَسَنَاتِ وَسَبْعمائة أَلْفِ مَلَكٍ يَبْنُونَ لَهُ الْقُصُورَ فِي الْجَنَّةِ وَيُعْطَى بِكُلِّ حَرْفٍ قِرَاءَةَ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ مِنْهُنَّ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ وصيفة وَيُعْطى أجر سَبْعمِائة أَلْفِ شَهِيدٍ وَيَشْفَعُ فِي سَبْعِينَ ألف إِلَى أَن قَالَ وَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ يُعْطَى بِكُلِّ حَرْفٍ مَنْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَهُ فَلَقَدْ أَتَى فِيهِ مِنَ الْكَذَبِ والإفك مَا لَا يُوصف من ذَلِك قَالَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ يُعْطَى بِكُلِّ حَرْفٍ أَلْفَ ألف حوراء من أحيى سَاعَةً مِنْ سَاعَاتِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُعْطَى بِعَدَدِهِ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ جَنَّاتٍ فِي كُلِّ جَنَّةٍ بَسَاتِينُ إِلَى أَنْ قَالَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَا يَرْغَبُ عَنْ هَذِهِ الصَّلاةِ إِلا فَاسِقٌ أَوْ فَاجِرٌ إِلَى أَنْ قَالَ وَيُرْفَعُ لَهُ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ فِي الْجَنَّةِ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي الْقَصْرِ أَلْفُ أَلْفِ دَارٍ فِي الدَّارِ أَلْفُ أَلْفِ صُفَّةٍ فِي الصُّفَّةِ ألف ألف وسَادَة وَألف أَلْفِ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ لِكُلِّ حَوْرَاءَ أَلْفُ أَلْفِ خَادِمٍ وَفِي الْبَيْت ألف ألف مَائِدَةٌ عَرْضُهَا كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَلْفُ أَلْفِ لَوْنٍ فَمَا أَتَعَجَّبُ إِلا مِنْ قِلَّةِ وَرَعِ ابْنِ نَاصِرٍ كَيْفَ رُوِيَ هَذَا وَسَكَتَ عَنْ تَوْهِينِهِ فَإِنَّا للَّهِ انْتَهَى كَلَامه.

حَدِيث اثْنَتَي عَشْرَ رَكْعَةً أَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ من شعْبَان اثنتى عشر رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثَلاثِينَ مَرَّةً لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى يَرَى مَقْعَده من الْجنَّة ويشفع

ص: 84