الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1 ب) بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانَ مَنْ تنزّه جلالُ ذاتِهِ عن شوائبِ النسيانِ والغَلَطِ، وتقدّسَ كامِلُ صفاتِه عن سِماتِ المَيْنِ والشَطَطِ، ونُصَلِّي على فَخْرِ الرُّسُلِ وهادي السُّبُلِ مُحَمّدٍ الذي ما تعسّفَ في طريقِ الحقِّ وأساءَ قَطُّ.
وبَعْدُ فهذِهِ أوراقٌ سوَّدْتُها، وكلماتٌ أَوْرَدْتُها، من كُتِبِ اللغات، ورسائلِ الأئمةِ الثِقاتِ، التي صُنِّفَتْ في الردِّ على مَن ارتكبَ في كلامِهِ الغَلَطَ، وركبَ في صحاصِحِ الأوْهامِ مَطِيَةَ الشَطَطِ، وفتَح بالخرافاتِ فاه، واغترَّ بتُرهاتِهِ وتاه، إظهاراً للحقِّ والصوابِ، وإفصاحاً عمّا نَطَقَ به أولو الألبابِ، وسَمّيْتُها ب (خَيْرُ الكلامِ في التقصي عن أَغْلاطِ العَوامِ) ، ثم شَرَّفْتُها بالإتحافِ إلى المخدومِ السامي، المستغني عن الألقابِ والأسامي، زانَهُ اللهُ تعالى بالعلومِ الفاخرةِ، وزادَهُ شَرَفاً في الأولى والآخرةِ.
وها أنا أشرعُ في المقصود بعوِنِ الملكِ المعبودِ، معترفاً بقِصَرِ الباعِ وقِلّةِ الاطلاعِ، وسائلاً اللهَ السّدادَ، إنّهُ وليُّ التوفيقِ والرشادِ.
حرف الألف
قال الحريري في (درة الغواص (1)) : إنّهم يحذفون الألف من (ابن) في كل موضع يقع بعد اسم أو لَقَب أو كُنْية، وليس ذلك بمطّرد، بل يجب إثباتها في خمسة مواطن: أحدها إذا أُضيف (ابن) إلى مضمر، كقولك: هذا زيدٌ ابنك. والثاني إذا أُضيف إلى غير أبيه، كقولك: المعتضد بالله ابن أخي المعتمد على الله. والثالث إذا أُضيف إلى الأب الأعلى، كقولك: الحسن ابن المهتدي بالله.
(1) ص 200، والحريري هو القاسم بن علي، صاحب المقامات، ت 516 هـ. (الأنساب 4 / 138، نزهة الألباء 379، إنباه الرواة 3 / 23) .
والرابع إذا عُدِلَ به عن الصفة إلى الاستفهام، كقولك: هل تميمٌ ابنُ مرٍّ. الخامس إذا عُدِل به عن الصفة إلى الخبر، كقولك: إنّ كعباً ابنُ لؤيّ.
وألحق إليه الصفديّ (2) موضعين آخرين: أحدهما أن يقع (ابن) أوّل السطر. والثاني أن يقع بين وصفين دون علمين، كقولك: الفاضل ابن الفاضل.
أقول: وقد شاع في ديارنا لحن قبيح لا يسلم عند العامة وأكثر الخاصة، وهو أنّهم يسكنون ما قبل لفظ الابن من العَلَم، ويكسرون باءه (3) ، ويسكنون آخره.
قال الإمام أبو بكر الزُّبيديّ (4) في كتابه (ما تلحن فيه العامة)(5) :
يقولون: اللهم صلٍّ على محمدٍ وعلى آلِهِ. وقد ردّ [أبو] جعفر بن النحاس (6) إضافة (آل) إلى المضمر.
(2) تصحيح التصحيف 48. والصفدي هو صلاح الدين خليل بن أيبك، ت 764 هـ. أشهر كتبه: الغيث المسجم، نكت الهميان، الوافي بالوفيات (ينظر: طبقات الشافعية 10 / 5 - 32، الدرر الكامنة 2 / 176، النجوم الزاهرة 11 / 19) . وكتاب (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف) اعتمد فيه الصفدي على تسعة كتب رمز لكل واحد منها برمز معين، على النحو التالي:(1) درة الغواص للحريري (ح) .
(2)
التكملة للجواليقي (ق) .
(3)
ثقيف اللسان للصقلي (ص) .
(4)
ما تلحن فيه العامة للزبيدي (ز) .
(5)
تقويم اللسان لابن الجوزي (و) .
(6)
ما صحف فيه الكوفيون للصولي (ك) .
(7)
حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني (ث) .
(8)
التصحيف للعسكري (س) .
(9)
الأوراق للضياء موسى الناسخ. (م) . وقد وصلت إلينا هذه الكتب عدا السادس والتاسع منها.
(3)
في الأصل: بائه.
(4)
هو محمد بن الحسن الأندلسي، صاحب (طبقات النحويين واللغويين) ، ت 379 هـ. (معجم الأدباء 18 / 119، المحمدون من الشعراء 286، وفيات الأعيان 4 / 372) .
(5)
ص 14. وينظر: الرد على الزبيدي 30، تصحيح التصحيف 45.
(6)
هو أحمد بن محمد النحوي المصري، له مؤلفات كثيرة منها: إعراب القرآن، شرح القصائد التسع، القطع والائتناف. ت 338 هـ. (طبقات النحويين واللغويين 220، نزهة الألباء 291، معجم الأدباء 4 / 224
قال الحريري (7) : يقولون: ابْدَأ به أَوَّلاً. والصواب: ابدأ به أَوَّلُ.
وقال أيضاً (8) : ومن جملة أوهامهم أنْ يُسكنوا لامَ التعريف في مثل الأثْنَينِ (2 أ) ويقطعوا ألفَ الوصل. والصواب في ذلك أنْ تُسْقَطَ همزةُ الوصلِ وتُكْسَرَ لامُ التعريف.
وقال أيضاً (9) : يقولون للقائم: اجْلِسْ، والأختيارُ أن يقال له: اقْعُدْ وللمضطجع وأمثاله: اجْلِسْ. فإنّ القعودَ هو الانتقال من علوٍ إلى سُفْلٍ، والجلوس بالعكس.
وقال أيضاً (10) : يقولون: جاء القومُ بأَجْمَعِهِمْ، بفتح الميم، ظنّاً منهم أَنّهُ أَجْمَعُ الذي يُؤَكّدُ به. وليس كذلك لأنّه لا يدخل عليه الجار، وإنّما هو بضم الميم، جمع كعَبْد وأَعْبُد.
قال الزَمَخْشَريّ في (الأساس)(11) : قولهم: كانَ في الأَزَلِ قادراً عالماً، وعِلمُهُ أَزَليٌّ وله الأَزَليّةُ، مصنوعٌ ليسَ من كلام العرب. ولَحّنَهُ أيضاً الإمام جمال الدين [عبد الرحمن بن] علي الجوزي (12) وأبو بكر الزبيدي (13) .
قال الشيخ عمر بن خلف الصقلي في (تثقيف اللسان)(14) : يقولون: إطريفَل. والصواب: إطريفُل، بضم الفاء.
(7) درة الغواص 126. وينظر: شرح درة الغواص 167.
(8)
درة الغواص 188 - 189.
(9)
درة الغواص 143.
(10)
درة الغواص 167.
(11)
أساس البلاغة 5 (أزل) . والزمخشري هو محمود بن عمر المعتزلي صاحب تفسير الكشاف، ت 538 هـ. (إنباه الرواة 3 / 265، بغية الوعاة 2 / 279، طبقات المفسرين 2 / 314) .
(12)
تقويم اللسان 97. وابن الجوزي صاحب المؤلفات الكثيرة، ت 597 هـ. (وفيات الأعيان 3 / 140، غاية النهاية 1 / 375، طبقات المفسرين 1 / 270) .
(13)
لحن العوام 11.
(14)
ص 271. والصقلي ت 501 هـ. (إنباه الرواة 2 / 329، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 171، بغية الوعاة 2 / 218) .
وقال (15) : [يقولون: كتاب إقليدِس. هو] أُقليدُس، بضم الهمزة والدال.
وفي القاموس (16) : أُوْقلِيدِس، بالضم وزيادة واو: اسم رجلٍ وضع كتاباً في هذا العلم المعروف.
قال الحريري (17) : يقولون: قرأتُ الحواميمَ والطواسِينَ. والصواب: قرأت آل حم وآلَ طس. وعليه كلام صاحب القاموس (18) .
قال الإمام عبد الرحمن جمال الدين [بن] علي الجوزي في (تقويم اللسان)(19) : العامة تقول: ملحٌ أَندَرانيٌّ. والصواب: ذَرَآنيٌّ (20) ، بفتح الراء، والهمزة.
قال ابن السّاعاتي (21) في أماليه: ما كان من بلاد الروم وفي آخره ياءٌ مكسوعة بهاءٍ (22) فهي مخففة كانطاكِيَة ومَلَطْيَة وقُونية وقَيْسَارِيةَ، والعامة تشدِّد الياء.
وقال الحريري (23) والجوزي (24) : يقولون في جمع أرض أراضٍ فيُخطِئون لأنّ الأرض ثلاثي لا يجمع على أفاعل. والصواب: أَرَضون، بفتح الراء.
(15) تثقيف السان 141. وما بين القوسين المربعين منه.
(16)
القاموس المحيط 2 / 242.
(17)
درة الغواص 15.
(18)
القاموس المحيط 4 / 101 و 244.
(19)
ص 128. وينظر: إصلاح المنطق 172، أدب الكاتب 298، الزاهر 2 / 345.
(20)
في الأصل: أندرابي وذر آبي، بالباء في كليهما. وهو تصحيف.
(21)
في الأصل: ابن الساغاني. وهو تصحيف. والصواب ما ذكره الصفدي في تصحيح التصحيف 82 أما ابن الساعاتي فهو أحمد بن علي المتوفي سنة 694 هـ على الأرجح، كان مدرساً في المستنصرية:(ينظر: مرآة الجنان 4 / 227، الجواهر المضية 1 / 80، هدية العارفين 100) .
(22)
في الأصل: معكوسة بها. وما أثبتناه من تصحيح التصحيف.
(23)
درة الغواص 50.
(24)
تقويم اللسان 91. وينظر: بحر العوام 170.
وقال الجوهري (25) : والأراضي على غير القياس كأنّهم جمعوا آرُضاً.
قال الحريري (26) : يقولون: هبّتِ الأرياحُ. والصواب: الأرواح، لأنّ أصل ريحٍ رِوْح، وإنّما أُبدِلَت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، فإذا جمعت على الأرواح زالت تلك العلة. وتبعه الزُّبيدي (27) إلاّ أنّ صاحب القاموس (27 أ) ذكره أيضاً.
قال الحريري (28) : يقولون: فلانٌ أنصفُ من فُلانٍ، يريدون فَضْلَهُ في النّصَفَةِ فيُحيلون المعنى (29) ، لأنَّ الفعل من الإنصاف أَنْصَفَ ولا يُبنى أَفْعَلُ من رُباعي.
وأقول: قال الرضيّ (30) : وعند سيبويه (31) هو قياس من باب أفعل مع كونه ذا زيادة، وهو عند غيره سماعي. ونَقَلَ عن الأخفش (32) والمبرد (33) جواز بناء أَفعل التفضيل من جميع الثلاثي المزيد فيه قياساً.
(25) الصحاح (أرض) . والجوهري هو إسماعيل بن حماد، ت 393 هـ. (نزهة الألباء 334، معجم الأدباء 6 / 151، إنباه الرواة 1 / 194) .
(26)
درة الغواص 40 - 41. وينظر: رسالة الريح 222.
(27)
أخل به كتابه. وهو في تصحيح التصحيف 61 نقلا عن الزبيدي والحريري. وقد ألحقه محقق لحن العوام بالكتاب نقلا عن تصحيح التصحيف. (ينظر: لحن العوام 253) . (27 أ) هو الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، ت 817 هـ. (الضوء اللامع 10 / 79، بغية الوعاة 1 / 273، البدر الطالع 2 / 280) . وقوله في الريح يقع في القاموس 1 / 224.
(28)
درة الغواص 119.
(29)
في الأصل: فيميلون إلى المعنى. وما أثبتناه من الدرة.
(30)
شرح الكافية 2 / 213 - 214. والرضي هو محمد بن الحسن الأستراباذي النحوي، ت 686 هـ (بغية الوعاة 1 / 567، مفتاح السعادة 1 / 183، خزانة الأدب 1 / 12) .
(31)
هو عمرو بن عثمان، لزم الخليل ونقل آراءه في (الكتاب) ، ت 180 هـ. (مراتب النحويين 65، طبقات النحويين واللغويين 66، إنباه الرواة 2 / 346) .
(32)
هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة، أخذ النحو عن سيبويه، ت 215 هـ. (مراتب النحويين 68، نزهة الألباء 133، إنباه الرواة 2 / 36) .
(33)
هو أبو العباس محمد بن يزيد إمام أهل البصرة في النحو واللغة، ت 285 هـ. (أخبار النحويين البصريين 72، تهذيب اللغة 1 / 27، نور القبس 324) .
قال الحريري (34) : يقولون: انضافَ الشيءُ [إليه] وانْفَسَدَ الأمرُ عليه. ووجه القول: أَضِيفَ إليه وفَسَدَ الأمرُ عليه (2 ب) لأنّ انْفَعَلَ مُطاوع الثلاثية المتعدية كجَذَبْتُهُ فانْجَذَبَ، وضافَ وفَسَدَ إذا عُدِّيا بهمزةِ النّقْلِ [فقيل: أَضافَ وَأفْسَدَ] صارا رباعِيّيْنِ [فلهذا امتَنَعَ بناءُ انفعلَ منهما]، فإنْ قيلَ: قد نُقِلَ عن العربِ أَلفاظٌ من أفعال المطاوعة بنوها من أَفْعَلَ فقالوا: انْزَعَجَ وانْطَلَقَ [وانْقَحَمَ] وانْجَحَرَ، وأُصولُها: أَزْعَجَ وأَطْلَقَ [وأَقْحَمَ] وأَجْحَرَ، [فالجوابُ عنه أَنَّ] هذه شَذَّتْ عن القياس [المُطّرِد والأصل المنعقد، كما شَذَّ قولهم: انْسَرَبَ الشيءُ، من سَرَبَ، وهو لازمٌ] ، والشّواذُّ تُقْصَرُ على السّماعِ، [ولا يُقاسُ عليها بالإجماع] .
قال الجوزي (35) : العامة تقول: هذه النعمة الأَوَّلَةُ. والصواب الأُولى.
وفي الدرة (36) : لم يُسْمع في لغات العرب إدخال الهاء على (أفعل) ، لا على الذي هو صفةٌ، مثل أبيض وأحمر، ولا على الذي هو للتفضيل نحو أَفْضَل وأَوَّل.
أقول: رأيت كثيراً من أبناء الزمان ينشدون قول أبي النجم (37) : (شعر)
(أَنا أبو النّجْمِ وشِعْرِي شِعْرِي
…
)
بدون إظهار الألف من أنا. والصواب إظهارها.
قال ابن جني (38) في شرح تصريف المازني (39) : الأصل في أنا أنْ يوقف
(34) درة الغواص 38 - 39. وما بين القوسين المربعين منها.
(35)
تقويم اللسان 86 وفيه: هذه النعجة. وكذا في تصحيح التصحيف 84.
(36)
ص 127 وقد كتبها توربكه في الهامش. وهي في متن الكتاب في طبعة الجوائب 77.
(37)
هو الفضل بن قدامة، راجز أموي، ت 130 هـ. (طبقات فحول الشعراء 745، الشعر والشعراء 603، الأغاني 10 / 150) . والبيت في شرح المفصل 1 / 98 والمغني 366.
(38)
هو أبو الفتح عثمان بن جني النحوي اللغوي، أشهر مؤلفاته: الخصائص، سر صناعة الإعراب، المحتسب، المنصف في شرح تصريف المازني الخ
…
، ت 392 هـ. (تاريخ بغداد 11 / 311، نزهة الألباء 332، إنباه الرواة 2 / 335) .
(39)
المنصف 1 / 9 - 10. والمازني هو أبو عثمان بكر بن محمد، من علماء النحو واللغة، ت 248 هـ (أخبار النحويين البصريين 57، نزهة الألباء 182، معجم الأدباء 7 / 107)
عليه بالألف، ولا يكون الألف ملفوظاً في الوصل، وقد أجري في الوصل مجراه في الوقف في قوله:
(أنا سيفُ العشيرةِ فاعرفوني
…
) (40)
وقوله:
(أَنا أبو النّجْمِ وشِعري شِعري
…
)
ومن أوهامهم لفظ (الإباقة) زعماً منهم أنّه من باب الأفعال كالإفاقة (41)، وهو ثلاثي. في القاموس (42) : أَبَقَ العبدُ، كسمعَ وضربَ ومنعَ، أَبْقاً، ويُحَرَّكُ، وإباقاً.
ومن اختراعاتهم الفاسدة لفظ (الأنانيّة) فإنّه لا أصل له في كلام العرب (43) ومن أغلاطهم الفاضحة لفظ (الإيباء) والصحيح: الإباء، وهو مصدر أَبَى يأَبَى (44) .
ومنها لفظ (الإتمان) بالتاء فإنّه بالدال المهملة. في القاموس (45) : أَدْمَنَ الشيءَ أَدامَهُ.
ومنها قولهم: (مُغَيْلان) للشجرة التي تنبت في بوادي الحجاز. والصواب: أُمُّ غَيْلان (46) . في القاموس (47) : وأُمُّ غَيْلان: شجر السّمُر.
(40) صدر بيت لحميد بن بحدل وعجزه:
(حميداً قد تذريت السناما
…
) (خزانة الأدب 2 / 390، شرح شواهد الشافية 323) .
(41)
التنبيه على غلط الجاهل والنبيه 11. وسأكتفي باسم (التنبيه) في الحواشي الأخرى.
(42)
القاموس المحيط 3 / 208.
(43)
التنبيه 12.
(44)
التنبيه 11.
(45)
القاموس المحيط 4 / 223.
(46)
التنبيه 12.
(47)
القاموس المحيط 4 / 27.
ومنها قولهم: رمّان ملِّيسي. والصواب: إمْلِيسيّ (48) . في القاموس (49) : الإقْليِسي، وبهاءٍ: الفلاة ليس بها نبات، والرمان الإمليسي كأنّه منسوب إليه.
ومما يُوْهَمُونَ في لفظ (الإذعان) حيث يستعملونه بمعنى الإدراك، فيقولون: أذعنته بمعنى فهمته، والصحيح أَنَّ معناه الخضوع والإنقياد. كذا ذكره بعض الأفاضل (50) .
وتراهم يقولون للصحابي المعروف: كَعْبُ الأَخبارِ (51)، بالخاء المعجمة. وفي القاموس (52) : وكَعْبُ الحَبْرِ معروفٌ، ولا تقل الأخبار.
ويقولون: فتاوى الأستروشني، بتاء ثالثة الحروف بين السين والراء. وفي (الجواهر المضية) (53) : الأُسْرُوشَني (54) بضم الألف وسكون السين المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون، نسبة إلى أسروشنة، بلدة كبيرة وراء سمرقند وسيحون (55) .
(48) فصيح ثعلب 52، تثقيف اللسان 172، تقويم اللسان 87، شفاء الغليل 236. ورسمت في الأصل: أملسي، بلا ياء. وهو خطأ.
(49)
القاموس المحيط 2 / 252.
(50)
هو ابن كمال باشا في كتابه التنبيه على غلط الجاهل والنية 22.
(51)
هو كعب بن ماتع الحميري، تابعي مخضرم، أدرك النبي وما رآه، ت 32 هـ. (حلية الأولياء 5 / 364، الإصابة 5 / 647، تاج العروس: حبر) .
(52)
القاموس المحيط 2 / 3 وفيه
…
ولا تقل: الأحبار. بالحاء المهملة وليس بالمعجمة كما ذكر المؤلف. وكان الفراء يقول: هو كعب الحبر، بكسر الحاء، لأنه أضيف إلى الحبر الذي يكتب به، إذ كان صاحب كتب وعلوم (غريب الحديث 1 / 87) .
(53)
الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 282. وفي الأصل: المضيئة. وكذا أوردها في المواضع الأخرى. والصواب ما أثبتنا، ولم نشر إليها في المواضع الأخرى. (54، 55) في الجواهر المضية: الأستروشني، أستروشنة. أقول: وفي معجم البلدان 1 / 197 والروض المعطار 60: أشروسنة. ووردت أستروشنة. في معجم البلدان 1 / 77. وجاء في الأنساب 1 / 220: (وقد يزاد فيها التاء، فنسب إليها بالأسروشنتي، غير أن الصحيح هو الأول) . أي: الأسروشني.