المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن شداد بن الهاد، عن علي عليه السلام - الأحاديث المختارة - جـ ٢

[ضياء الدين المقدسي]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ حَدِيثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْحَسَنِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌أَسِيدُ بْنُ صَفْوَانَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌بُرَيْدُ بْنُ أَصْرَمَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ الصَّحَابِيُّ عَنْ عَلِيٍّعليه السلام

- ‌جُرَيُّ بْنُ كُلَيْبٍ النَّهْدِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حَبِيبُ بْنُ حِمَازٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حُجْرٌ الْعَدَوِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حُجَيَّةُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ - وَقِيلَ: الْأَسَدِيُّ - الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رضي الله عنهما

- ‌الْحَسَنُ بْنُ يَسَارٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام

- ‌حُصَيْنُ بْنُ قَبِيصَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌حَنْظَلَةُ بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌خَالِدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ الْغَطَفَانِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌رَبِيعَةُ بْنُ نَاجِذٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أَبُو عُمَرَ زَاذَانُ الْكِنْدِيُّ - مَوْلَاهُمْ - عَنْ عَلِيٍّ، عليه السلام

- ‌زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ الْأَسَدِيُّ أَبُو مَرْيَمَ عَنْ عَلِيٍّعليه السلام

- ‌زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌زَيْدُ بْنُ يُثَيْعٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَقِيلَ: ابْنُ أُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عليه السلام

- ‌سَائِبُ بْنُ مَالِكٍ - وَقِيلَ: ابْنُ يَزِيدَ - الثَّقَفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌سَعْدٌ وَالِدُ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، أَوْ عَمْرٌو، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنٍ، الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌سَلَمَةُ بْنُ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ الشَّامِيُّ، أَبُو الصَّلْتِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ الْهَمْدَانِيُّ الصَّائِدِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلِيٍّ، عليه السلام

- ‌عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبَّادُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، وَقِيلَ: ابْنُ يَزِيدَ، الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ، عَنْ عَلِيٍّعليه السلام

- ‌عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍعَنْ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِالْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ حُنَيْنٍ الْهَاشِمِيُّ، مَوْلَاهُمْ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أَبُو الْخَلِيلِ، عَبْدُ اللهِ بْنُ الْخَلِيلِوَقِيلَ ابْنُ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبُعٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلِمَةَ الْمُرَادِيُّ الْكُوفِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَلِيٍّعليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيٍّعليه السلام

- ‌عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبِيدَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّلْمَانِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذُنَانٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيُّ أَبُو عِيسَى، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو نَوْفَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَبْدُ خَيْرِ بْنُ يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو عُمَارَةَ الْجَوَّانِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عُقْبَةُ بْنُ ظَهِيرٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَلِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيُّ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَلِيُّ بْنُ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عُمَارَةُ بْنُ عَبْدٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِيهِ عليه السلام

- ‌عَمْرُو بْنُ حُبْشِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو مَيْسَرَةَ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌فَضَالَةُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍعَنْ أَبِيهَا عليه السلام

- ‌قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ الْبَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌قَيْسٌ الْخَارِفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌قَيْسٌ الثَّقَفِيُّ، قِيلَ الْحَنَفِيُّ، أَبُو مَرْيَمَعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام

- ‌مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ الْمَكِّيُّ، أَبُو الْحَجَّاجِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ عليه السلام

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌مُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ الْكَاهِلِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌مَيْسَرَةُ الطُّهَوِيُّ، أَبُو جَمِيلَةَ الْكُوفِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌نَاجِيَةُ بْنُ كَعْبٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَقِيلَ الْأَسَدِيُّعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌نُجَيٌّ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ وَالِدُ عَبْدِ اللهِعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌نُعَيْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌نُعَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌وَهْبُ بْنُ الْأَجْدَعِ الْكُوفِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌هَانِئُ بْنُ هَانِئٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ الْهَمْدَانِيُّ، أَبُو الْحَارِثِ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌يَزِيدُ بْنُ أُمَيَّةَ الدَّيْلِيُّ، أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌يُسَيْعٌ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌الْكُنَى

- ‌أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أَبُو حَيَّةَ بْنُ قَيْسٍ الْوَادِعِيُّ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أَبُو خَلِيفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أَبُو رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

- ‌أُمُّ مُوسَى، وَقِيلَ: اسْمُهَا حَبِيبَةُ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

الفصل: ‌عبد الله بن شداد بن الهاد، عن علي عليه السلام

‌عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

ص: 222

605 -

أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْمُؤَيَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْإِخْوَةِ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ عَائِشَةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الرَّجَاءِ الصَّيْرَفِيَّ أَخْبَرَهُمْ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ - أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُقْرِئِ، أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَافِعٍ الْخُزَاعِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثَنَا سَلِيمُ بْنُ يَحْيَى

(1)

، ثَنَا ابْنُ خَيْثَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «جَاءَ

⦗ص: 223⦘

عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسًا مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ تُحَدِّثُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ.

قَالَ: وَمَا لِي لَا أَصْدُقُكِ؟

قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ.

قَالَ: فَإِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ، وَحَكَمَ الْحَكَمَانِ خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ فَنَزَلُوا أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءُ مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ، وَإِنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ. وَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ عز وجل وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ تَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللهِ تَعَالَى، فَلَا حُكْمَ إِلَّا لِلهِ، فَلَمَّا أَنْ بَلَغَ عَلِيًّا رضي الله عنه مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ، وَفَارَقُوهُ فِيهِ، أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي: أَلَّا يَدْخُلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ، فَلَمَّا امْتَلَأَتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ دَعَا بِمُصْحَفٍ، إِمَامًا عَظِيمًا، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ حَدِّثِ النَّاسَ! فَنَادَاهُ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ؟ ! إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رُوِينَا مِنْهُ، فَمَاذَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ عز وجل يَقُولُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ ذِمَّةً وَحُرْمَةً مِنِ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ؟ ! وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ: كَتَبْتُ

⦗ص: 224⦘

(عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ) وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحُدَيْبِيَةِ، حِينَ صَالَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قُرَيْشًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَا تَكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَكَيْفَ نَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، لَمْ أُخَالِفْكَ، فَكَتَبَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاللهُ عز وجل يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَمَشَى حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ، قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ، فَأَنَا أُعَرِّفُهُ إِيَّاهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل هَذَا مِمَّا أُنْزِلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ:{بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ عز وجل. قَالَ: فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللهِ عز وجل فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلِهِ، وَلَنَرُدَّنَّهُ إِلَى صَاحِبِهِ، فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ الْكِتَابَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه الْكُوفَةَ فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَتَدْخُلُوا مَعَهُمْ حَيْثُ شِئْتُمْ. بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنْ

⦗ص: 225⦘

أَنْتُمْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمْ:{عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} .

فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدْ قَتَلَهُمْ.

قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَتَلَهُمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ، وَانْتَهَكُوا الْكُوفَةَ.

فَقَالَتْ: آللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ؟

قَالَ: آللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ.

فَقَالَتْ: مَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَهُ يَقُولُونَ: ذُو الثُّدَيِّ؟ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ، وَقُمْتُ عَلَيْهِ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي الْقَتْلَى، فَدَعَا النَّاسَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِثَبَتٍ يُعْرَفُ إِلَّا ذَلِكَ.

قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟

قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ.

قَالَتْ: فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟

قَالَ: اللَّهُمَّ لَا.

قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا، إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ

⦗ص: 226⦘

لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ».

رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ.

(1)

كذا في طبعة دار خضر، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، والصواب:(يحيى بن سليم). كما في مصادر التخريج.

ص: 222

آخَرُ

ص: 226

606 -

أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ - بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا - قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفُضَيْلِ الْفُضَيْلِيُّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ - أَنَا أَبُو مُضَرَ مُحَلِّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الْقَاضِي أَبُو سَعِيدٍ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ السَّرَّاجُ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «الرَّجْمُ رَجَمْانِ: رَجْمٌ بِإِقْرَارٍ، وَرَجْمٌ بِبَيِّنَةٍ، فَمَا كَانَ مِنْهُ بِإِقْرَارٍ، فَأَوَّلُ مَنْ يَرْجُمُ الْإِمَامُ، ثُمَّ النَّاسُ، وَمَا كَانَ مِنْهُ بِبَيِّنَةٍ، فَأَوَّلُ مَنْ يَرْجُمُ الْبَيِّنَةُ، ثُمَّ الْإِمَامُ، ثُمَّ

⦗ص: 227⦘

النَّاسُ. وَالرِّيحُ رِيحَانِ: رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ. وَرِيحُ عَذَابٍ وَنِقْمَةٍ. وَعِرَةٌ - وَصَوَابُهُ: وَالْغَيْرَةُ - غَيْرَتَانِ: غَيْرَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ يُصْلِحُ بِهَا الرَّجُلُ أَهْلَهُ، وَغَيْرَةٌ تُدْخِلُهُ النَّارَ، تَحْمِلُهُ عَلَى الْقَتْلِ فَيَقْتُلُ».

ص: 226