المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكسل في العبادة - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٢٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ثلاثون علامة للمنافقين

- ‌النفاق وخطره

- ‌أقسام النفاق

- ‌النفاق الإعتقادي

- ‌نفاق العمل

- ‌علامات المنافقين

- ‌الكذب

- ‌الغدر

- ‌الفجور

- ‌خلف الوعد

- ‌الكسل في العبادة

- ‌الرياء والسمعة

- ‌قلة الذكر

- ‌نقر الصلاة

- ‌لمز المطوعين

- ‌الاستهزاء والسخرية

- ‌الحلف مداجاة (مطاولة ومداراة)

- ‌الإنفاق كرهاً

- ‌التخذيل

- ‌الإرجاف

- ‌الاعتراض على القدر

- ‌الوقوع في أعراض الصالحين

- ‌التخلف عن صلاة الجماعة

- ‌الإفساد في الأرض

- ‌مخالفة الظاهر للباطن

- ‌التخوف من الحوادث

- ‌الاعتذار كذباً

- ‌الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف

- ‌يقبضون أيديهم شحاً وبخلاً

- ‌نسيان الله

- ‌التكذيب بوعد الله وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن

- ‌التفاصح والتملق والتشدق

- ‌عدم الفقه في الدين

- ‌الفرح بمصيبة المؤمنين والتضايق من مسراتهم

- ‌مسائل عرضت على الشيخ / ابن باز

- ‌حكم الدف

- ‌حكم الجمعيات بين الأساتذة

- ‌حديث (كل قرض جر منفعة فهو رباً)

- ‌حكم التمثيل

- ‌حكم بعض الأحاديث

- ‌الأسئلة

- ‌طلب العلم الشرعي للمبتدئين

- ‌حكم المشاركة في المخيمات والمراكز

- ‌حكم زيادة الثمن من أجل زيادة الأجل

- ‌حكم نقض المرأة شعرها في غسل الجنابة

- ‌حكم الزينة التي تحجب الوضوء

- ‌ملاحظات على كتاب إحياء علوم الدين

- ‌أحسن الكتب في العقيدة

- ‌المقام المحمود

- ‌البيت المعمور

- ‌المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)

- ‌المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله)

- ‌من هو شاهد بني إسرائيل

الفصل: ‌الكسل في العبادة

‌الكسل في العبادة

العلامة الخامسة: الكسل في العبادة، قال سبحانه:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى} [النساء:142] إذا رأيت الإنسان يتكاسل عن الصلاة، وعن الصف الأول، وعن الذكر، وعن الدعوة، والعلم، وعن مجالس الخير، فاعلم أن في نفسه وسوسة وأن الشيطان يريد أن يفرخ ويبيض في قلبه، فليتنبه لذلك، ليس المعنى أن من صلّى فهو بريء من النفاق، والمنافقون كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، لكن علامة صلاتهم كسالى: يقومون بكسل وببطء وببرود لا يعرفون القوة، ولا الحياة، والله يقول:{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [مريم:12] أما هؤلاء فيجر أحدهم أقدامه، فكأنما يجر بالسلاسل إلى المسجد، فيقف في طرف الصف أو في آخر المسجد، لا يدري ماذا قرأ الإمام، لا يتدبر ولا يعي.

فقل للعيون الرمد للشمس أعين تراها بحق في مغيب ومطلع

وسامح عيوناً أطفأ الله نورها بأبصارها لا تستفيق ولا تعي

وقد ورد في صحيح مسلم من حديث الأسود بن يزيد العراقي العابد {قال: قلت لـ عائشة: متى كان صلى الله عليه وسلم يستيقظ لصلاة الليل؟ -أي: قيام الليل- قالت عائشة: كان يستيقظ إذا سمع الصارخ} -الصارخ: هو الديك- وقالت عائشة: {وكان صلى الله عليه وسلم يثب وثباً} -ما قالت يقوم قياماً- إنما يثب وثباً، وهذا يدل على الشجاعة، والحيوية، وحرارة الإيمان، وعلى قوة الإرادة، يأتي إلى العبادة بطاعة، ولذلك تجد الصالح ينظر دائماً في عقارب ساعته، متى يؤذن؟ هل حان وقت الصلاة؟ هل أقبل الوقت؟ ثم يقوم مبادراً.

قال الإمام أحمد في كتاب الزهد في ترجمة عدي بن حاتم: [[والله ما قربت الصلاة إلا كنت لها بالأشواق]] ، وقالوا عن سعيد بن المسيب عن سيرته:[[ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام]].

وهذا هو الإيمان والله! وإذا رأيت الرجل في الروضة، وفي الصف الأول، فاشهد له بالإيمان.

وعند الترمذي بسند فيه مقال، فيه دراج أبي السمح عن أبي الهيثم وفيه ضعف، قال صلى الله عليه وسلم:{من رأيتموه يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان} لكن معناه صحيح عند أهل العلم، فإن من أتى المسجد وداوم على ذلك، برئ -إن شاء الله- من النفاق الاعتقادي، وعليه أن يبرأ نفسه من النفاق العملي.

فالكسل يا إخوتي في الله! علامة من علامات النفاق، وتظهر في العلامات الثلاث، في العبادة، في الصيام، في الذكر، في الإقبال للدروس وإلى العلم النافع، إلى الدعوة، فليتنبه العبد، وليحذر على نفسه من الكسل، فإنه والله داء خطير وصف الله به المنافقين والعياذ بالله.

ص: 11