المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خلف الوعد الأمر الرابع: الخلف بالوعد فمن وعد ثم أخلف وعده - دروس الشيخ عائض القرني - جـ ١٢٦

[عائض القرني]

فهرس الكتاب

- ‌ثلاثون علامة للمنافقين

- ‌النفاق وخطره

- ‌أقسام النفاق

- ‌النفاق الإعتقادي

- ‌نفاق العمل

- ‌علامات المنافقين

- ‌الكذب

- ‌الغدر

- ‌الفجور

- ‌خلف الوعد

- ‌الكسل في العبادة

- ‌الرياء والسمعة

- ‌قلة الذكر

- ‌نقر الصلاة

- ‌لمز المطوعين

- ‌الاستهزاء والسخرية

- ‌الحلف مداجاة (مطاولة ومداراة)

- ‌الإنفاق كرهاً

- ‌التخذيل

- ‌الإرجاف

- ‌الاعتراض على القدر

- ‌الوقوع في أعراض الصالحين

- ‌التخلف عن صلاة الجماعة

- ‌الإفساد في الأرض

- ‌مخالفة الظاهر للباطن

- ‌التخوف من الحوادث

- ‌الاعتذار كذباً

- ‌الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف

- ‌يقبضون أيديهم شحاً وبخلاً

- ‌نسيان الله

- ‌التكذيب بوعد الله وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن

- ‌التفاصح والتملق والتشدق

- ‌عدم الفقه في الدين

- ‌الفرح بمصيبة المؤمنين والتضايق من مسراتهم

- ‌مسائل عرضت على الشيخ / ابن باز

- ‌حكم الدف

- ‌حكم الجمعيات بين الأساتذة

- ‌حديث (كل قرض جر منفعة فهو رباً)

- ‌حكم التمثيل

- ‌حكم بعض الأحاديث

- ‌الأسئلة

- ‌طلب العلم الشرعي للمبتدئين

- ‌حكم المشاركة في المخيمات والمراكز

- ‌حكم زيادة الثمن من أجل زيادة الأجل

- ‌حكم نقض المرأة شعرها في غسل الجنابة

- ‌حكم الزينة التي تحجب الوضوء

- ‌ملاحظات على كتاب إحياء علوم الدين

- ‌أحسن الكتب في العقيدة

- ‌المقام المحمود

- ‌البيت المعمور

- ‌المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)

- ‌المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله)

- ‌من هو شاهد بني إسرائيل

الفصل: ‌ ‌خلف الوعد الأمر الرابع: الخلف بالوعد فمن وعد ثم أخلف وعده

‌خلف الوعد

الأمر الرابع: الخلف بالوعد فمن وعد ثم أخلف وعده فقد ورث شعبة من شعب النفاق، يذكر عنه صلى الله عليه وسلم في السير بأسانيد تقبل التحسين، أنه وعد رجلاً عليه الصلاة والسلام أن يلاقيه، فأتى عليه الصلاة والسلام للموعد فأخلف ذاك الرجل، فبقي صلى الله عليه وسلم في المكان ثلاثة أيام بلياليها، فتذكر الرجل فجاء، فقال له صلى الله عليه وسلم:{لقد شققت عليّ} فمن أخلف في ميعاده ولم ينضبط ففيه علامة من النفاق، من وعدك في ساعة أو في يوم أو في مكان، ثم أخلف ميعادك بلا عذر، فاعلم أن فيه شعبة من النفاق، فاغسل يديك منه.

كان أحد الصالحين إذا وعد أخاه، قال: إن شاء الله ليس بيني وبينك موعد، إن استطعت حضرت وإن لم أستطع فالعذر، لئلا تكتب عليه شعبة من شعب النفاق والعياذ بالله، وهذا النفاق العملي الذي يأتي كثيراً، وذلك لقلة الإيمان في بعض المسلمين، أصبحوا يخلفون الميعاد، ويكذبون، ويفجرون، ويغدرون، فإذا سافر المسافر إلى دول الكفر ورأى انضباطهم -في النفع من أجل المادة- وانضباط مواعيدهم، قال: عجيب! وجدت هناك الإخلاص والصدق والأمانة، وأتى يمدح في أعداء الله، وأذناب كل ملحد رعديد، ويسب المسلمين، فنقول له: وجدت هناك قوماً يتعاملون بالدرهم والدينار، ويعبدون المنفعة، فانضبطوا، ووجدت هنا قوماً ليس عندهم إيمان، فخالفوا شرع الله، فقبحوا صورة هذا الدين في عيون المسلمين.

والعجيب أن هناك كتاباً في الساحة مذكرات للرئيس الأمريكي " ريجن " الهالك المتزحلق من الرئاسة، يذكرون عنه أن مواعيده كانت بالدقيقة بل بالثواني، وكان يدخل البيت الأبيض -وهذا من باب: الحكمة ضالة المؤمن- في الساعة الثانية والثامنة والخمسين دقيقة، فيتكلم مع نائبه دقيقتين ثم يجلس على مكتبه، فينقل بعض المعلقين الصحفيين، فيقول: هذا هو الانضباط، والصدق والإخلاص، وأي صدق عند ذلك الفاجر؟ وأي إخلاص عن رجل باع ذمته وعهده ووقته وأيامه؟ بل هو عدو لله، ولكنه نفعي، يعبد كرسيه وهو بعيد عن الله.

ص: 10