المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القسم الأول: من عرفوا بأعيانهم، أو نسبوا - الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - جـ ٥

[سعود بن عيد الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌ المطلب الحادي عشر: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم - مولى: أبي حذيفة - وغيرهم

- ‌ المطلب الثاني عشر: ما ورد في فضائل زيد بن سهل، الأنصاري - أبي طلحة -، وأمسليم، وابنهما عبد الله بن أبي طلحة رضي الله عنهم

- ‌ المطلب الثالث عشر: ما ورد في فضائل صهيب الرومي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي

- ‌ المطلب الرابع عشر: ما ورد في فضائل صهيب الرومي وبلال الحبشي، وعمار بن ياسر، وخباب بن الأرت، وغيرهم

- ‌ المطلب الخامس عشر: ما ورد في فضائل الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدى، وزوجه حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وابنهما عبد الله بن الحارث - رضى الله عنهم

- ‌ المطلب السادس عشر: ما ورد في فضائل جماعة منهم في أحاديث متفرقة

- ‌ القسم الأول: من عرفوا بأعيانهم، أو نسبوا

- ‌ القسم الثاني: من لم يسم [المبهمون]

- ‌المبحث الثاني الأحاديث الواردة في تفصيل فضائلهم على الانفراد

- ‌ المطلب الأول: من عرفوا بأعيانهم

- ‌ القسم الأول: ما ورد فضائل أبي بكر الصديق (واسمه: عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر التيمي) رضي الله عنهما

- ‌ القسم الثاني: ما ورد في فضائل عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي (الفاروق) رضي الله عنه

الفصل: ‌ القسم الأول: من عرفوا بأعيانهم، أو نسبوا

*‌

‌ المطلب السادس عشر: ما ورد في فضائل جماعة منهم في أحاديث متفرقة

وفيه قسمان:

-‌

‌ القسم الأول: من عرفوا بأعيانهم، أو نسبوا

749 -

[1] عن أبي الدرداء - رضى الله عنه - أنه قال لعلقمة بن قيس: (أليسَ ففيْكُمْ

(1)

- أوْ منكمْ - صاحبُ السِّرِّ الَّذي لا يعلمهُ غيرُه)؟ يعني: حذيفة. قال: قلت بلَى. قال: (أليسَ ففيكُمْ - أوْ: منكُمْ - الَّذي أجارَهُ الله علَى لسان نبته صلى الله عليه وسلم يعني: من الشّيطان)؟. يعني: عمارًا. قلتَ: بَلى. قال: (أليسَ ففيكمْ - أوْ: منكمْ - صاحبُ السِّواكِ، والوِسَاد - أو: السِّرار -)؟ قال: بلى.

هذا حديث رواه: أبو عبد الله البخاري

(2)

،

(1)

أي: في أهل الكوفة، كما جاء في صدر الحديث.

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمار وحذيفة - رضى الله عنهما -) 7/ 113 - 114 ورقمه/ 3742، وفى (كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده (6/ 389 ورقمه/ 3287 عن مالك بن إسماعيل عن إسرائيل هو: ابن يونس)، وفي الموضع الأول نفسه 7/ 114 ورقمه/ 3743 عن سليمان بن حرب، وفي (كتاب: الاستئذان، باب: ما ألقى له وسادة) 10/ 70 - 71 ورقمه/ 6278 عن يحيى بن جعفر عن يزيد (هو: ابن هارون)، كلاما عن شعبة، وفي (باب: مناقب عبد الله بن مسعود، من كتاب: فضائل الصحابة) 7/ 128 ورقمه / 3761 عن موسى عن أبي عوانة، ثلاثتهم عن المغيرة به. إلا أنه في: كتاب بدء الخلق مختصر، ليس فيه إلا ذكر عمار بن ياسر، وليس في بعض ألفاظه تسمية المذكورين هنا.

ص: 47

ومسلم

(1)

، والترمذي

(2)

من طريق المغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن أبي الدرداء به، بقصة في أوله

- واللفظ للبخاري في بعض المواضع

(3)

-. وفي رواية له

(4)

: (أليس عندكم ابن أم عبد، صاحب النعلين والوساد والمطهرة). وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) اهـ.

ورواه: البخاري

(5)

، ومسلم

(6)

من طريق الأعمش عن إبراهيم به، مختصرا. ورواه: مسلم

(7)

وحده من طريق داود بن أبي هند عن عامر

(1)

في (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: ما يتعلق بالقراءات) 1/ 566 ورقمه / 824 عن قتيبة بن سعيد عن جرير عن المغيرة به، مختصرا، ليس فيه إلا ما يتعلق بقراءة ابن مسعود.

(2)

في (كتاب: القراءات، باب: ومن سورة الليل) 5/ 175 ورقمه / 2939 عن هناد (هو: ابن السري) عن أبي عوانة المغيرة به، مختصرا، فيه ذكر قراءة ابن مسعود فحسب.

(3)

في الموضع الثاني، من باب: مناقب عمار وحذيفة - رضى الله عنهما -.

(4)

في الموضع الأول من باب: مناقب عمار، وحذيفة - رضى الله عنهما -.

(5)

في (كتاب: التفسير، باب: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} 8/ 577 ورقمه / 4943 عن قبيصة بن عقبة عن سفيان (هو: الثوري)، وفي (باب:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} (8/ 577 ورقمه / 4944 عن عمر (هو: ابن حفص بن غياث) عن أبيه، كلاهما عن الأعمش به.

(6)

(1/ 565) ورقمه / 824 عن أبى بكر بن أبى شيبة، وأبو كريب (هو: محمد)، كلاهما عن أبى معاوية (هو: ابن خازم) عن الأعمش به.

(7)

(1/ 566) عن علي بن حجر السعدي عن ابن علية، وعن محمد بن المثني عن عبد الأعلى، كلاهما عن داود به، وذكر أن عبد الأعلى رواه بمثل حديث ابن علية. والحديث رواه - أيضًا -: النسائي في الفضائل (ص / 172 - 173) ورقمه / 194 بسند =

ص: 48

الشعبي عن إبراهيم به، مختصرًا - أيضًا -

والمغيرة هو: ابن مقسم، وإبراهيم هو: النخعى، وعلقمة هو: ابن قيس. والمغيرة يدلس

(1)

لا سيما عن إبراهيم

(2)

، ولم أقف على أنه صرح بالسماع منه لكن روايته عنه هذه في الصحيحين، فهي محمولة على الاتصال، لا سيما أن المغيرة معروف بالرواية عن إبراهيم، والملازمة له.

750 -

[2] عن أبي هريرة - رضى الله عنه - أنه قال لخيثمة بن أبي سبرة

(3)

: (أليسَ فيكمْ

(4)

سعدُ بنُ مالكٍ مجابُ الدَّعوة، وابنُ مسعود صاحبُ طهورِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَبغلته. وحذيفةُ صاحبُ سرِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وعمَّارُ الَّذِي أجارهُ الله منَ الشَّيطانِ على لَسان نبيِّه. وسلمانُ صاحبُ الكِتَابَين)؟ قال قتادة (وهو: ابن دعامة): (والكتابان: الإنجيل، والفرقان).

= عن شعبة، ورواه المهرواني في فوائده من تخريج الخطيب البغدادي له (3/ 967 - 969) ورقمه / 143 من طريقي شعبة وجرير، كلاهما عن المغيرة به، بنحوه.

(1)

انظر: تعريف أهل التقديس (ص / 46) ت / 107.

(2)

انظر: التقريب (ص/ 966) ت/ 6899.

(3)

بفتح المهملة - وسكون الموحدة. - التقريب (ص / 304) ت / 1783.

(4)

أي: في أهل الكوفة، كما ورد في صدر الحديث.

ص: 49

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن معاذ بن هشام الدستوائي

(2)

عن أبيه عن قتادة عن خيثمة به، بقصة في أوله، وقال:(هذا حديث حسن صحيح غريب، وخيثمة هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة، إنما نسب إلى جده) اهـ.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، عدا معاذ بن هشام فإنه صدوق، كما ذكر يحيى بن معين

(3)

، وابن عدي

(4)

، والحافظ ابن حجر

(5)

، وغيرهم

(6)

. وقتادة هو: ابن دعامة مدلس، ولم يصرح بالتحديث؛ فالإسناد: ضعيف.

وللحديث إسناد آخر عند أبي على الصواف في حديثه - رواية: أبي القاسم عنه -

(7)

، فقد رواه بإسناده عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن إبراهيم عن خيثمة بن أبي سبرة عن أبي هريرة به، بنحوه

واسم أبي

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه) 5/ 633 ورقمه / 3811 عن الجراح بن مخلد البصري عن معاذ به.

(2)

بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وضم التاء ثالث الحروف، وفتح الواو، وفي آخره الألف، ثم الياء آخر الحروف

نسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز، يقال لها: دستوا. عن السمعاني في الأنساب (2/ 476).

(3)

في: التاريخ - رواية: الدوري - (2/ 572).

(4)

الكامل (6/ 433).

(5)

التقريب (ص/ 952) ت / 6789.

(6)

انظر: تهذيب الكمال (28/ 139) ت / 6538، والكاشف (2/ 274) ت/

(7)

[ق / 163 - 164].

ص: 50

حمزة: ميمون الكوفي القصاب، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه

(1)

. وإبراهيم هو: النخعي. والحديث من طريقيه جميعًا: حسن لغيره - وبالله التوفيق -.

* وما جاء في ابن مسعود، وحذيفة، وعمار ورد في حديث صحيح عن أبي الدرداء - رضى الله عنه - - وتقدم في الحديث الذي قبل هذا

إلا أنه ليس فيه أن ابن مسعود صاحب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم.

* وسيأتي

(2)

من حديث سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه - ينميه: (اللهم استجب لسعد إذا دعاك). وهو حديث حسن لغيره، رواه: الترمذي، والبزار، غيرهما.

751 -

[3] عن أبي هريرز رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول:

(سمعَ الله لمنْ حَمدَه، ربَّنَا ولكَ الحمْد)، يدعو لرجال، فيسميهم بأسمائهم، فيقول: (اللَّهَّم أنج: الوليدَ بنَ الوليدِ

(3)

، وسلمةَ بنَ

(1)

انظر: الجرح (8/ 235) ت / 1061، وتهذيب الكمال (29/ 237) ت/ 6346.

(2)

في فضائل سعد - رضى الله عنه - برقم/ 1219.

(3)

ابن المغيرة القرشي، المخزومى، لما أسلم حبسه أخواله، ثم أفلت من أسرهم، وطلبوه، فلم يدركوه.

- انظر: الاستيعاب (3/ 628 - 629)، والإصابة (3/ 639) ت / 9151.

ص: 51

هِشَامٍ

(1)

، وعيَّاشَ بنَ أبي رَبيعَة

(2)

).

هذا الحديث رواه عن أبي هريرة: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعبيد بن عمير، وعبيد اللّه بن إبراهيم القرشي - أو: إبراهيم بن عبيد الله القرشي -.

فأما حديث أبي بكر، وأبي سلمة، وابن المسيب فيرويه عنهم ابن شهاب الزهري، وجاء عنه على عدة أوجه

(3)

: فرواه البخاري

(4)

- وهذا مختصر من لفظه - عن أبي اليمان (واسمه: الحكم بن نافع) عن شعيب

(5)

عنه

(1)

ابن عم الوليد بن الوليد

كان قديم الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، فلما رجع حبسه أبو جهل - وكان أخاه - وضربه، وأجاعه، وأعطشه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- انظر: الطبقات الكبرى (4/ 130)، والإصابة (2/ 68) ت / 3403.

(2)

واسمه: عمرو، ابن عم المتقدمين

كان من السابقين، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل إلى أن أرجعوه من المدينة إلى مكة، فحبسوه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن ينجيه، ومن معه.

- انظر: الاستيعاب (3/ 122 - 123)، والإصابة (3/ 47) ت / 6123، والفتح (8/ 74 - 75).

(3)

وكلها محفوظة

وانظر: العلل للدارقطني (9/ 187).

(4)

في (باب: يهوى بالتكبير حين يسجد، من كتاب: الأذان) 2/ 339 ورقمه / 804.

(5)

ورواه: البيهقي في السنن الكبرى (2/ 207) بسنده عن شعيب به، ولم يذكر سعيد بن المسيب.

ص: 52

عن أبي بكر

(1)

، وأبي سلمة وابن المسيب - جميعًا - عن أبي هريرة به

واسم أبي اليمان: الحكم بن نافع. وشعيب هو: ابن أبي حمزة.

ورواه: النسائي

(2)

عن عمرو بن عثمان عن بقية عن شعيب بن أبي حمزة به، بنحوه، لم يذكر فيه: أبا بكر بن عبد الرحمن

وبقية هو: ابن الوليد، مدلس، لم يصرح بالتحديث، وهو متابع - كما هو ظاهر -. وعمرو بن عثمان - في الإسناد - هو: ابن سعيد الحمصى.

ورواه - - أيضًا -: البخاري

(3)

عن موسى بن إسماعيل، ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن أبي كامل، ورواه: الدارمي

(5)

عن يحيى بن حسان، ثلاثتهم

(1)

ورواه: الطبري في تأريخه (7/ 201) ورقمه / 7820 عن مجاهد بن موسى عن يزيد عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن كعب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث به، بنحوه

وهذا مرسل، ضعيف الإسناد؛ أبو بكر تابعى (انظر: ذكر أسماء التابعين للدارقطني 1/ 427 ت / 1311، والتقريب ص / 1116 - 1117 ت / 8033، وص / 81). ومحمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالتحديث. وعبد الرحمن بن الحارث متكلم فيه، قال ابن حجر:(صدوق له أوهام)، وتقدم.

(2)

في (باب: القنوت في صلاة الصبح، من كتاب: الافتتاح) 2/ 201 - 202 ورقمه / 1074.

(3)

في (كتاب: التفسير، باب: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}) 8/ 74 ورقمه / 4560 - ورواه من طريقه: البغوي في شرح السنة (3/ 121) ورقمه / 637.

(4)

(12/ 431) ورقمه / 7465.

(5)

في (كتاب: الصلاة، باب: القنوت بعد الركوع) 1/ 453 ورقمه / 1595.

ص: 53

عن إبراهيم بن سعد

(1)

، ورواه: البخاري

(2)

عن أبي نعيم (هو: الفضل بن دكين)، ورواه: مسلم

(3)

عن أبي بكر بن أبي شيبة

(4)

وعمرو الناقد، ورواه: ابن ماجه

(5)

عن أبي بكر بن أبي شيبة - وحده -، ورواه: النسائي

(6)

عن محمد بن منصور، ورواه: الإمام أحمد

(7)

، ورواه: أبو يعلى

(8)

عن عمرو الناقد - وحده -، خمستهم (أبو نعيم، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور، والإمام أحمد) عن سفيان بن عيينة

(9)

، ورواه:

(1)

ورواه: ابن خزيمة في صحيحه (1/ 313 - 314) ورقمه / 619، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 242)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (ص / 108)، والبيهقى في السنن الكبرى (2/ 197)، كلهم من طرق عن إبراهيم بن سعد.

(2)

في (باب: تسمية الوليد، من كتاب: الأدب) 10/ 596 ورقمه / 6200.

(3)

في (باب: استحباب القنوت في جميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة) 2/ 467 ورقمه/ 675.

(4)

هو في مصنفه (2/ 316 - 317).

(5)

في (باب: ما جاء في القنوت في صلاة الصبح، من كتاب: إقامة الصلاة) 1/ 394 ورقمه/ 1244.

(6)

في الموضع المتقدم من سننه (2/ 201) ورقمه / 1073، وهو من هذه الطريق في السنن الكبرى له (1/ 225) ورقمه / 660.

(7)

(12/ 202) ورقمه / 7260.

(8)

(10/ 275) ورقمه / 5873.

(9)

ورواه: الشافعي في السنن (1/ 262) ورقمه / 151 - ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (3/ 119) ورقمه / 636، والحميدى في مسنده (2/ 419) ورقمه / 939، كلاهما عن سفيان. ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 130)، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 311 - 312) ورقمه/ 615، وابن الجارود في المنتقى (ص/ 60) ورقمه/ =

ص: 54

مسلم

(1)

عن أبي الطاهر وحرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب عن يونس بن يزيد

(2)

، ثلاثتهم (إبراهيم بن سعد، وابن عيينة، ويونس) عنه [أعني: الزهري]

(3)

عن أبي سلمة، وابن المسيب عن أبي هريرة به

ولم يقرن مسلم عن أبي بكر، وعمرو، وأبو يعلى عن عمرو - وحده - بابن السيب أحدا

(4)

.

واسم أبي كامل - في إسناد الإمام أحمد - مظفر بن مدرك. وأبو نعيم هو: الفضل بن دكين. وأبو الطاهر هو: أحمد بن عمرو بن السرح. وابن وهب هو: عبد الله.

= 197، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 269) ورقمه / 1512، والبيهقى في السنن الكبرى (2/ 179، 244)، كلهم من طرق عن سفيان.

(1)

الموضع المتقدم من صحيحه (2/ 466 - 467).

(2)

ورواه: الطبري في تفسيره (7/ 202) ورقمه / 7821، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 239، 241)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 5/ 321 ورقمه / 1983)، وابن حزم في المحلى (4/ 149)، وأبو نعيم في مستخرجه (2/ 268) ورقمه / 1511، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 197)، كلهم من طرق عن يونس بن يزيد الأيلي به.

(3)

وهكذا رواه النعمان بن راشد عن الزهرى

روى حديثه: الدارقطني في العلل (9/ 188).

(4)

والحديث من طريق ابن المسيب رواه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (3/ 1353) ورقمه/ 3415 الوطن.

ص: 55

ورواه - أيضًا -: الإمام أحمد

(1)

عن عبد الرزاق

(2)

عن معمر عنه [أعني: الزهري] عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - وحده - عن أبي هريرة به، بنحوه

وعبد الرزاق هو: ابن همام الصنعاني. ومعمر هو: ابن راشد.

والحديث عن أبي سلمة - وحده - رواه: جماعة

فرواه: البخاري

(3)

عن أبي نعيم، ورواه: مسلم

(4)

عن زهير بن حرب عن حسين بن محمد، ورواه: أبو داود

(5)

عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد، جميعًا (أبو نعيم، وحسين، والوليد) عن شيبان

(6)

، ورواه: البخاري

(7)

عن معاذ بن فضالة، ورواه: الإمام أحمد

(8)

عن عبد الصمد وأبي عامر والخفاف، ورواه

(1)

(13/ 101) ورقمه / 7669.

(2)

الحديث في مصنفه (2/ 446) ورقمه / 4028، ورواه من طريقه - أيضًا -: ابن حبان في صحيحه (الإحسان 5/ 301 ورقمه / 1969)، والدارقطني في علله (9/ 187).

(3)

في (كتاب: التفسير، باب: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}) 8/ 113 ورقمه / 4598.

(4)

الموضع المتقدم نفسه، من صحيحه (2/ 467 - 468).

(5)

في (كتاب: الصلاة، باب: القنوت في الصلوات) 2/ 142 ورقمه / 1442.

(6)

ورواه من طريق شيبان - كذلك -: أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 269) ورقمه / 1514، والبيهقى في سننه الكبرى (2/ 197 - 198).

(7)

في (كتاب: الدعوات، باب: الدعاء على المشركين) 11/ 197 ورقمه / 6393.

(8)

(16/ 439) ورقمه / 10754.

ص: 56

- مرة -

(1)

عن أبي عامر - وحده -، جميعًا (معاذ، وعبد الصمد، وأبو عامر، والخفاف) عن هشام بن أبي عبد الله

(2)

، ورواه: مسلم

(3)

عن محمد بن مهران الرازي عن الوليد بن مسلم، ورواه: البزار

(4)

عن بشر بن خالد العسكري عن محمد بن كثير، ورواه: أبو يعلى

(5)

عن أحمد بن إبراهيم الدورقى عن مبشر بن إسباعيل الحلبي، ثلاثتهم (الوليد، ومحمد، ومبشر) عن الأوزاعي

(6)

، ثلاثتهم (شيبان، وهشام، والأوزاعي) عن يحيى بن أبي كثير، ورواه: البخاري

(7)

عن يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال بن هلال بن أسامة، ورواه: الإمام أحمد

(8)

،

(1)

(16/ 96 - 97) ورقمه / 10072.

(2)

وهو: الدستوائى، رواى الحديث من طريقه - كذلك -: ابن خزيمة في صحيحه (1/ 312 - 313) ورقمه / 617، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 241)، وأبو إسحاق العسكري في مسند أبي هريرة والبيهقى في سننه الكبرى (2/ 198).

(3)

الموضع المتقدم نفسه، من صحيحه (2/ 467).

(4)

كوبريللّي.

(5)

(10/ 394) ورقمه/ 5995.

(6)

ورواه من طريق الأوزاعى - أيضًا -: ابن خزيمة في صحيحه (1/ 314) ورقمه / 621، والطحاوى في شرح المعاني (1/ 242)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 5/ 323 ورقمه / 1986)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 269) ورقمه / 1513.

(7)

في (كتاب: الإكراه) 12/ 326 ورقمه / 6940.

(8)

(16/ 309) ورقمه/ 10521.

ص: 57

ورواه: البزار

(1)

عن محمد بن بشار، كلاهما عن يزيد عن محمد

(2)

، ثلاثتهم (يحيى، وهلال، ومحمد) عنه به

وللبخاري عن أبي نعيم: (اللهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد)، وله نحوه من حديث معاذ بن فضالة، ونحوه لأبي داود، ولأبي يعلى. ولبقيتهم نحو اللفظ المتقدم.

وأبو نعيم هو: الفضل، والوليد - في إسناد أبي داود - هو: ابن مسلم - وصرح بالتحديث -. وشيبان هو: ابن عبد الرحمن النحوي. وعبد الصمد - في إسناد الإمام أحمد - هو: ابن عبد الوارث. وأبو عامر هو: العقدي عبد الملك بن عمرو. والخفاف لقب: عبد الوهاب بن عطاء. والليث - في بعض إسناد البخاري - هو: ابن سعد الفهمي. ويزيد - في بعض أسناد الإمام أحمد - هو: ابن هارون، حدث عن محمد، وهو: ابن عمرو بن علقمة.

ورواه: أبو نعيم في المعرفة

(3)

عن الطبراني بسنده عن شعيب عن الزهري عن أبي بكر وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة به.

(1)

[68/ ب] كوبريللّى.

(2)

ورواه من طريق محمد - كذلك -: الدارقطني في سننه (2/ 38) بسنده عن إسماعيل بن جعفر عن محمد به.

(3)

(5/ 2726) ورقمه/ 6507.

ص: 58

وأما حديث الأعرج فرواه: البخاري

(1)

، والإمام أحمد

(2)

، كلاهما عن قتيبة بن سعيد

(3)

عن المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، ورواه: البخاري

(4)

- أيضًا - عن قبيصة عن سفيان، ورواه

(5)

- أيضًا - عن أبي اليمان عن شعيب، ثلاثتهم جميعا (المغيرة، وسفيان، وشعيب) عن أبي الزناد بن ذكوان عنه به، بنحوه

وللبخاري عن أبي اليمان نحو حديثه عن معاذ عن هشام عن ابن أبي كثير عن أبي سلمة. وقبيصة - في أحد أسانيد البخاري - هو: ابن عقبة، أبو عامر. حدث بهذا عن سفيان، وهو: الثوري. واسم أبي الزناد: عبد الله.

وأما حديث عبيد بن عمير فرواه: الإمام أحمد

(6)

عن عبد الله بن بكر السهمي عن عباد بن منصور عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه به، بنحوه

وعباد بن منصور هو: أبو سلمة الناجى ضعفه الجمهور، وتغير

(1)

في (باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"، من كتاب: الاستسقاء) 2/ 572 ورقمه/ 1006.

(2)

(15/ 241) ورقمه/ 9413.

(3)

ومن طريق قتيبة رواه - كذلك -: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2726) ورقمه/ 6508.

(4)

في (كتاب: الجهاد والسير، باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة) 6/ 124 ورقمه / 2932.

(5)

في (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب قول الله - تعالى -: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}) 6/ 481 ورقمه/ 3386.

(6)

(15/ 75 - 76) ورقمه / 9149.

ص: 59

بأخرة، ولا يدرى متى سمع منه الراوي عنه، ومدلس - أيضًا -

(1)

، ولم يصرح بالتحديث - فيما أعلم -

فالإسناد: ضعيف، ويرتقى إلى درجة الحسن لغيره بمتابعاته.

وأما حديث عبيد الله بن إبراهيم - أو: إبراهيم بن عبيد الله - فرواه: الإمام أحمد

(2)

عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبيد الله بن إبراهيم القرشي - أو: إبراهيم بن عبيد الله القرشي - عن أبي هريرة به، بنحوه

وفيه: (اللهم خلص

). وعلى بن زيد هو: ابن جدعان، قدمت عن أهل العلم أنه ضعيف الحديث.

وهكذا وقع في طبعة المسند، ووقع في بعض الطبعات

(3)

: (عبد الله بن إبراهيم - أو: إبراهيم بن عبد الله -). ورواه: ابن سعد في الطبقات الكبرى

(4)

عن عفان بن مسلم به، وفيه:(عن عبيد الله بن إبراهيم القرشي، وإبراهيم بن عبيد الله القرشي) - جمع بينهما -، ولعله تحريف طباعي.

وعبيد الله بن إبراهيم - أو مقلوب اسمه - لم أقف على ترجمة لأي منهما، حتى في التذكرة، والإكمال - كلاهما للحسيني -، وتعجيل المنفعة لابن حجر، وغيرها من المظان، والحديث ثابت من غير طريقه هذه.

(1)

انظر: تعريف أهل التقديس (ص / 50) ت / 121.

(2)

(15/ 162) ورقمه/ 9285.

(3)

انظر: حاشية المسند (15/ 162).

(4)

(4/ 130).

ص: 60

752 -

[4] عن عبد الملك بن أبي بكر قال: فر عياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد بن المغيرة من المشركين

وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللّهمَّ أنج عيّاشَ بنَ أبي رَبيعةَ، اللّهمَّ أنج سلمَةَ بنَ هِشَامٍ، اللّهمَّ أنج الوَليْد).

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق

(2)

عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر

فذكره. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وهو مرسل صحيح، رجاله رجال الصحيح) اهـ، وهو كما قال

(4)

، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف.

ورواه عبد الرزاق

(5)

مرة - عن ابن جريج عن عطاء قال، فذكره. وعطاء بن أبي رباح، لم يصرح ابن جريج - وهو: عبد الملك بن عبد العزيز - بالتحديث عنه، وهذا مرسل - أيضًا -.

(1)

(7/ 54) ورقمه / 6362، وعنه: أبو نعيم في المعرفة (3/ 1353 - 1354) ورقمه / 3416 الوطن.

(2)

هو في مصنفه (2/ 447) ورقمه/ 4031.

(3)

(2/ 137 - 138).

(4)

عبد الملك بن أبى بكر هو: ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، تابعي.

- انظر: ذكر أتباع التابعين للدارقطني (1/ 229) ت/ 645، والتقريب (ص/ 621) ت/ 4195، و (ص / 82).

(5)

(2/ 447 - 448) ورقمه / 4032.

ص: 61

وروى نحوه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى

(1)

عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

فذكره.

وهذا مرسل ضعيف الإسناد - أيضًا -؛ داود بن الحصين هو: الأموي مولاهم، تابعي

(2)

. وابن أبي أويس، وشيخه ضعيفان - وتقدما -.

وهذه المراسيل صالحة للاعتضاد بحديث أبي هريرة - المتقدم -، وهى به: حسنة لغيرها - والله الموفق برحمته -.

753 -

[5] عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَا معَهُ

(3)

إلَّا خمسةُ أعْبُدٍ

(4)

، وامرأتَانِ

(5)

،

(1)

(4/ 130).

(2)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمم لتابعى أهل المدينة) ص/ 317، والثقات لابن حبان (6/ 284).

(3)

أي: ممن أسلم. قاله الحافظ في الفتح (7/ 29).

(4)

هم: بلال، وزيد بن حارثة، وعامر بن فهيرة، وأبو فكيهة - مولى: صفوان بن أمية -. والخامس يحتمل أن يفسر بشقران. وذكر بعض أهل العلم بدل أبى فكيهة: عمار بن ياسر، وهو محتمل. - انظر: الفتح (7/ 29).

(5)

هما: خديجة، والأخرى: أم أيمن - أو: سمية، أم عمار بن ياسر -

أفاده الحافظ في المرجع المتقدم، الحوالة نفسها -.

ص: 62

وأبُو بَكْر

(1)

).

رواه: البخاري

(2)

، والبزار

(3)

من طريق إسماعيل بن مجالد

(4)

عن بيان بن بشر عن وبرة

(5)

بن عبد الرحمن عن همام بن الحارث عن عمار به

قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمار إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد) اهـ. ومدار إسناده على إسماعيل بن مجالد، تفرد بروايته عن بيان بن بشر، وابن مجالد لا بأس به إلا أنه يخطئ، والجمهور على أنه حسن الحديث - كما تقدم في ترجمته -.

(1)

هذا فيه دلالة على قدم إسلام أبي بكر - رضى الله عنه - إذ لم يذكر عمار أنه رأى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال غيره، وقد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال.

- انظر: الفتح (7/ 207 - 208، 29)، وانظر: أسد الغابة (3/ 206 وما بعدها)، والإصابة (2/ 343 وما بعدها).

(2)

في (كتاب: فضائل الصحابة، باب: قوله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا") 7/ 22 ورقمه/ 3660 عن أحمد بن أبي الطيب عن ابن مجالد به.

(3)

(4/ 243) ورقمه/ 1411 عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه به

وعمر متروك (انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 205 ت/ 2439)، والحديث وارد من غير طريقه.

(4)

بمضمومة، وجيم، ولام مكسورة. - انظر: المغني (ص/ 221).

ورواه: ابن أبي خيثمة في تأريخه (ص/ 165) ورقمه/ 70، وعبد الله بن الإمام أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (1/ 208) ورقمه/ 232 كلاهما عن يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد به.

(5)

بمفتوحة، وموحدة محركة - وقيل: ساكنة -. - انظر: التقريب (ص/ 1035) ت/ 7447، والمغني (ص/ 263).

ص: 63

والحديث من طريق ابن مجالد رواه - أيضًا - ابن عدي في الكامل

(1)

، والحاكم في المستدرك

(2)

، والذهبي في السير

(3)

كلهم من طريق يحيى بن معين عنه به، بمثله

قال ابن عدي: (وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن بيان غير إسماعيل بن مجالد)، وقال الحاكم:(صحيح شرط الشيخين)، وقال الذهبي في السير:(وهو فرد غريب، ما أعلم رواه عن بيان بن بشر سوى إسماعيل، ولم يخرجه سوى البخاري) اهـ، ولم يذكره في التلخيص

(4)

.

754 -

[6] عن حذيفة بن اليمان - رضى الله عنه - أنه قال لأمه: دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فصليت معه المغرب، فصلى حتى صلى العشاء، ثم انفتل، فتبعته، فسمع صوتي، فقال:(منْ هذَا، حُذيفَة)؟ قلت: نعم. قال: (مَا حَاجتُكَ)، غفرَ الله لكَ، وَلأمِّك)، قال:(إنَّ هذَا مَلَكٌ لمْ ينزل الأرضَ قطُّ قبلَ هذه اللَّيلَة، استأذنَ ربَّهُ أنْ يُسلِّمَ علي، ويُبشِرُني بأن فاطمةَ سيِّدةَ نساء أهلَ الجنَّة. وأن الحسنَ، والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّة).

(1)

(1/ 319).

(2)

(3/ 393).

(3)

(1/ 427 - 428).

(4)

وانظر: إتحاف المهرة (11/ 730) رقم / 14941.

ص: 64

رواه: الترمذي

(1)

- وهذا لفظه -، والإمام أحمد

(2)

، والطبراني في الكبير

(3)

، ثلاثتهم من طريق إسرائيل

(4)

عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل) اهـ.

ورواه: الحاكم في المستدرك

(5)

بسنده عن الحسن بن الحسين العرني عن أبي مريم

(6)

الأنصاري عن المنهال بن عمرو به، بفضل فاطمة

(1)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب الحسن والحسين) 5/ 619 ورقمه / 3781 عن عبد الله بن عبد الرحمن (هو: الدارمي،) وإسحاق بن منصور (وهو: السلولي) كلاهما عن محمد بن يوسف (وهو: الفريابى) عن إسرائيل (هو: ابن يونس) به. والحديث من طريق إسحاق بن منصور رواه: الحاكم (3/ 151) مختصرًا فيه على فضل فاطمة - وحدها -.

(2)

(38/ 353 - 354) ورقمه / 23329 عن حسين بن محمد، و (38/ 355) ورقمه / 23330 عن أسود بن عامر، و (38/ 429 - 430) ورقمه/ 2343 عن زيد بن الحباب، ثلاثتهم عن إسرائيل به.

(3)

(3/ 37) ورقمه / 2607 عن عبد العزيز بن يعقوب القيسراني عن محمد بن يوسف به، مثله.

(4)

الحديث من طريق إسرائيل رواه: - أيضًا -: القطيعى في زياداته على الفضائل (2/ 788) ورقمه / 1406، والنسائى في الفضائل (ص / 172) ورقمه / 193، (ص / 200) ورقمه/ 260، والحاكم في المستدرك (3/ 151)، وأبو نعيم في المعرفة (6/ 3486) ورقمه / 7905، والخطيب في تأريخ بغداد (6/ 372 - 373).

(5)

(3/ 151).

(6)

في المطبوع: (مري)، وهو تحريف.

ص: 65

وحدها

والعرني لا يصدق، منكر الحديث

(1)

. وأبو مريم هو: عبد الغفار بن القاسم، متروك - وتقدم -.

ورواه: الطبراني

(2)

بسنده عن علي بن عاصم عن قيس بن الربيع عن ميسرة بن حبيب عن عدي بن ثابت عن زر عن حذيفة به، بلفظ:(إن ملكا من الملائكة استأذن ربه ليسلم علي، ويزورني لم يهبط إلى الأرض قبلها، فبشرني بأن حسنًا، وحسينًا سيدا شباب أهل الجنة)، ولم يذكر في الإسناد: المنهال بن عمرو، ذكر بدله: عدي بن ثابت، وليس في المتن ذكر فاطمة رضي الله عنها. وهذا إسناد لا يصح؛ فيه على بن عاصم شيعي ضعيف، وشيخه: قيس بن الربيع تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به، ولا يدرى متى سمع منه علي بن عاصم.

وللحديث طريق أخرى عن زر بن حبيش

رواها: الطبراني في الكبير

(3)

بسنده عن أبي الأسود عبد الله بن عامر الهاشمي عن عاصم عن زر به، بلفظ: رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور يوما من الأيام، فقلنا: يا رسول الله، لقد رأينا في وجهك تباشير السرور. قال:(وكيف لا أُسر، وقد أتاني جبريل فبشرني أن حسنًا، وحسينًا سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما أفضل منهما). وأورده الهيثمى في مجمع

(1)

انظر: الجرح (3/ 6) ت / 20، والميزان (2/ 6) ت/ 1828.

(2)

في الكبير (3/ 37) ورقمه/ 2606، و (22/ 402 - 403) ورقمه / 1005 عن علي بن عبد العزيز عن عاصم بن على به، بنحوه، مختصرًا.

(3)

(3/ 38 - 37) ورقمه / 2608 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن الهيثم بن خارجة (هو: المرادي) عن أبى الأسود به.

ص: 66

الزوائد

(1)

من هذا الوجه، وعزاه إلى الطبراني هنا، ثم قال:(وفيه: عبد الله بن عامر أبو الأسود الهاشمي، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي عاصم بن بهدلة خلاف) اهـ، وأبو الأسود ما عرفته أنا - أيضًا -. وقوله:(وأبوهما أفضل منهما) لم يتابعه أحد عليه من حديث حذيفة - رضى الله عنه -. وورد مثله، أو نحوه من أحاديث: على الهلالي، وقرة بن إياس، ومالك بن الحويرث، وابن عمر، وسلمان، وجابر

(2)

، وهو حسن لغيره من طرقه غير الواهية.

ورواه: ابن أبي شيبة

(3)

بسنده عن النعمان بن عمرو عن زر بن حبيش به

فهذه طريق ثالثة عن زر، والنعمان لم أعرفه!

وللحديث طريقان أخريان عن حذيفة

إحداها رواها: الإمام أحمد

(4)

بسند صحيح عن عامر الشعبي عن حذيفة به، بنحوه مختصرًا، وفيه أن حذيفة صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، والعصر والمغرب، والعشاء. وفي آخره أنه قال له: استغفر لي، ولأمى، ففعل صلى الله عليه وسلم.

(1)

(9/ 183).

(2)

تقدمت، وأرقامها / 197، 712، 694 - 697

(3)

المصنف (7/ 512) ورقمه / 3.

(4)

(38/ 355) ورقمه / 23330،

ص: 67

والأخرى رواها: الطبراني في معجمه الكبير

(1)

، والأوسط

(2)

من طرق عن عطاء بن مسلم الخفاف عن أبي عمرة الأشجعى عن سالم بن أبي الجعد عن قيس بن حازم عن حذيفة به، ولفظه: بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت عنده شخصًا، فقال لي:(حذيفة، هل رأيت)؟ قلت: نعم، يا رسول الله. قال:(هذا ملك لم يهبط إلي منذ بعثت، أتاني الليلة، فبشرني أن الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة)

قال في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن قيس إلا سالم بن أبي الجعد، ولا عن سالم إلا أبو عمرو الأشجعى، تفرد به عطاء بن مسلم). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إلى الطبراني هنا، ثم قال:(وفيه: أبو عمر الأشجعي، لم أعرفه - أو أبو عمرة - وبقية رجاله ثقات) اهـ، ولم أعرفه أنا. والراوي عنه: عطاء بن مسلم، لا يحتج به. وشيخ الطبراني: محمد بن الحسين الأنماطي، لا أعرف حاله، ترجم له الذهبي في تأريخ الإسلام

(4)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا.

(1)

(3/ 38) ورقمه / 2609 عن محمد بن الحسين الأنماطي عن عبيد بن جناب الكلبى عن عطاء بن مسلم به.

(2)

(7/ 155 - 156) ورقمه / 6282 عن محمد بن علي عن المسيب بن واضح عن عطاء بن مسلم به، مثله.

(3)

(9/ 183).

(4)

حوادث (291 - 300 هـ) ص / 261.

ص: 68

ومما سبق يتبين أن الحديث صحيح من طريق الإمام أحمد عن أسود بن عامر، وبقية طرق الحديث لا تخلو من علة، واختلف فيها في لفظ الحديث، المختار منها ما ثبت استقلالًا عند الإمام أحمد في المسند.

وقوله: (وأبوهما خير منهما) جاء في طريق للحديث، وهى: حسنة لغيرها. وقوله: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) سيأتي في فضائلها من طرق منها ما هو عند البخاري في صحيحه

(1)

. وتقدم قوله: (الحسن، والحسين سيدا شباب أهل الجنة) من طرق أخرى صحيحة

(2)

.

755 -

[7] عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء، وقال:(عليكمْ زيدُ بنُ حارثَةَ، فإنْ أُصِيبَ زيدٌ فجعفَر، فإنْ أُصيبَ جعفرُ فعبدُ الله بنُ رواحةَ الأنصاريّ)

وفيه: فانطلق الجيش، فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أُخبرُكمْ عنْ جيشكمْ هذَا الغَازِي، إنَّهمْ انطلقُوا حتَّى لَقُوا العدُوَ، فأُصيبَ زيدٌ شهيدًا، فاستغفرِوا لَه)، فاستغفر له الناس. (ثمَّ أخذَ اللِّواءَ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ، فشدَّ علَى القومِ حتَّى قُتلَ شهيدًا، أشهدُ لهُ بالشَّهادة، فاستغفرُوا له، ثم أخذَ اللِّواءَ عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ فأثبَتَ قدميْهِ حتَّى أُصيبَ شهيدًا، فاستغفِرُوا

(1)

انظر: فضائل فاطمة، وانظر الحديث ذى الرقم/ 1970.

(2)

انظر - مثلًا - الأحاديث ذوات الأرقام / 687، 694 - 696، 699، 710 وما بعدها.

ص: 69

لَه، ثمَّ أخذَ اللِّواءَ خالدُ بنُ الوَلِيد)، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه، وقال: (اللَّهمَّ هُو سَيفٌ سيُوفِكَ، فانصُرْه - وقال عبد الرّحمن

(1)

مرة: فَانتَصِرْ بِه).

هذا حديث رواه: الإمام أحمد في موضعين

(2)

- وهذا مختصر من لفظه - عن عبد الرحمن بن مهدي

(3)

عن الأسود بن شيبان

(4)

عن خالد بن سُمَيْر عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة به

وخالد بن سُمير هو: السدوسى، تقدم أنه وثقه: العجلى، والنسائى، وابن حبان، والذهبي، وقال ابن حجر:(صدوق يهم)

(5)

اهـ، والقول فيه قول الجمهور؛ فحديثه: صحيح.

(1)

ابن مهدي أحد رواته.

(2)

(37/ 246 - 244) ورقمه / 22551، و (37/ 257 - 258) ورقمه / 2256.

(3)

ومن طريق ابن مهدى رواه - كذلك -: النسائي في السنن الكبرى (5/ 69) ورقمه/ 8249 وفي الفضائل (ص/ 142 - 143) ورقمه / 145.

(4)

وكذا رواه من طرق عن الأسود: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 46 - 47)، والنسائي في الكبرى (5/ 48) ورقمه / 8159، و (5/ 76 - 77) ورقمه/ 828 - هو في الفضائل (ص/ 87) ورقمه / 56، و (ص / 161) ورقمه / 177 - وابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/ 522 - 523 ورقمه / 7048)، والبيهقي في الدلائل (4/ 368 - 367).

(5)

لعل ابن حجر قال هذا لخطأ خالد بن غير في بعض ألفاظ حديثه هذا؛ فإنه قال - مرة - عند ابن جرير، وابن عبد البر، والبيهقى: (كنا في جيش الأمراء

) - يعني: مؤته -، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحضرها. ولفظ حديثه هذا خال منها. - انظر: التهذيب (3/ 97).

ص: 70

756 -

[8] عن عبد الله بن الزبير - رضى الله عنه - قال - وقد ذكر بعض قصة مؤتة -: ولا أصيبوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخذَ الرَّايةَ زيدُ بنُ حارِثَةَ، فقاتلَ بها حتى قُتلَ شهِيْدا. ثم أخذَها جعفرُ فقاتلَ بها حتَّى قُتلَ شَهيْدا. ثمَّ أخذَها عبدُ الله بنُ رواحَة، فقاتلَ بها حتَّى قُتِلَ شَهيْدا) ثم قال: (لقدْ رُفعُوا في الجنَّةِ فيمَا يرَى النَّائمُ - علَى سُرُرٍ منْ ذَهَب).

هذا طرف من حديث رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن أبي شعيب الحراني عن أبي جعفر النفيلي عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده به

وابن إسحاق حسن الحديث إذا صرح بالسماع، وقد صرح به، فحديثه حسن. واسم أبي شعيب: عبد الله بن الحسن، وأبو جعفر هو: عبد الله بن محمد. ومحمد بن سلمة هو: ابن عبد الله الباهلي.

وروى أبو داود

(2)

بعض الحديث - دون الشاهد -، وحسّن ابن حجر

(3)

إسناده. وصححه: أحمد شاكر

(4)

، والأول أصح. وتقدم قبله شاهد له من حديث أبي قتادة الأنصاري - رضى الله عنه -، فهذا به: صحيح لغيره - والله الوفق -.

(1)

(13/ 182 - 183) ورقمه / 429.

(2)

(3/ 62 - 63) ورقمه / 2573.

(3)

الفتح (7/ 584).

(4)

انظر: حاشية سنن أبي داود (3/ 63).

ص: 71

757 -

[9] عن ابن المسيب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مُثّلُوا لي في الجنَّةِ، في خَيْمَةٍ منْ دُرَّةٍ، كلُّ واحدٍ منهمْ علَى سَرِيْر) يعني: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة -.

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(1)

عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن جدعان عن ابن المسيب به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وعزاه إليه، وقال:(وفيه: علي بن زيد، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل) اهـ. وعلى بن زيد بن جدعان ضعيف. والدبري سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه، وله عنه ما يستنكر - وتقدموا -؛ فالإسناد: ضعيف.

* وسيأتي

(3)

من مرسل سالم بن أبي الجعد قال: (أُريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فرأى جعفرًا ملكًا ذا جناحين، مضرجان بالدماء. وزيد مقابله على السرير)، وهو مرسل حسن الإسناد، رواه: الطبراني في الكبير، وابن أبي شيبة في المصنف.

758 -

[10] عن عبد الله بن جعفر - رضى الله عنهما -: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على رأسه ثلاثًا، وقال كلما مسح -:(اللهمَّ اخلُفْ جعفرًا في وَلَدِه).

(1)

(13/ 183 - 184) ورقمه/ 431، وعنه: أبو نعيم في الحلية (1/ 120).

(2)

(6/ 160).

(3)

في فضائل: جعفر بن أبي طالب، ورقمه / 1319.

ص: 72

رواه: الإمام أحمد

(1)

عن روح

(2)

. ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

عن معاذ بن المثني عن علي بن المديني عن يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن ابن جريج عن جعفر بن خالد بن سارة عن أبيه عنه به، مطولًا، في قصة

والحديث صحيح بإسناد الطبراني، حسن بإسناد الإمام أحمد

(4)

؟ فيه: خالد بن سارة، وهو: المخزومي، روى عنه اثنان

(5)

، وحسن له الترمذي في جامعه

(6)

، وذكره ابن حبان

(7)

، وابن خلفون

(8)

، في الثقات، وقال ابن القطان

(9)

: (لا تعرف حاله

ولا أعلم له إلا حديثين)، وقال

(1)

(3/ 284 - 285) ورقمه / 1760.

(2)

الحديث عن روح رواه - أيضًا -: البغوي في معجمه (3/ 507) ورقمه / 1485، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث 2/ 918 - 919 ورقمه / 1007) - ومن طريقه: أبو نعيم في المعرفة (ص / 156 - . ورواه من طريقه: البخاري تعليقا في التأريخ الكبير (7/ 194).

(3)

(13/ 83) ورقمه / 206.

(4)

وانظر: مجمع الزوائد (9/ 285 - 286)، فيه قول الهيثمى:(رواه أحمد، ورجاله ثقات).

(5)

انظر: تهذيب الكمال (8/ 78) ت / 1615.

(6)

(3/ 323) إثر الحديث ذي الرقم/ 998 وصححه في نسخة كما في: حاشية الكاشف لسبط ابن العجمى (1/ 364) ت / 1323.

(7)

الثقات (6/ 264).

(8)

كما في: إكمال مغلطاي [ق/ 312].

(9)

بيان الوهم (3/ 405).

ص: 73

الذهبي

(1)

: (وثق)، وقال ابن حجر في تقريبه

(2)

: (صدوق) - والقول قوله -؛ فالإسناد: حسن - كما مر -، وهو إسناد قوي كما قاله الحافظ في الإصابة

(3)

. وابن جريج هو: عبد الملك بن عبد العزيز، كثير التدليس، وقد زال الخوف من علة تدليسه بتصريحه بالإخبار، وروح هو: ابن عبادة القيسي.

ورواه: الحاكم في المستدرك

(4)

بسنده عن أبي عاصم الضحاك

(5)

عن ابن جريج به

وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي في التلخيص

(6)

، والصحيح الأول.

وللحديث طريق أخرى مطولًا بقصة غزوة مؤتة، رواها:

(1)

الكاشف (1/ 364) ت/ 1323.

(2)

(ص/ 286) ت/ 1647.

(3)

(2/ 289).

(4)

(3/ 567).

(5)

ومن طريق أبى عاصم رواه - أيضًا -: النسائي في السنن الكبرى (6/ 263) ورقمه / 10905، وهو في عمل اليوم والليلة (ص/ 577 - 578) ورقمه / 1066، و (ص/ 580 - 581) ورقمه / 1073، والبيهقى في السنن الكبرى (6/ 263، 265)، ورواه: الحاكم في المستدرك (1/ 372) - ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (4/ 60) - من طريق أبى عاصم قال أخبرني جعفر بن خالد بن سارة - وقد حدثنا ابن جريج عنه - قال: حدثني أبي

فذكره.

(6)

(3/ 567).

ص: 74

رواه: الإمام أحمد

(1)

- ومن طريقه: الطبراني في الكبير

(2)

-، ورواه: الطبراني في الكبير

(3)

- أيضًا - عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن موسى بن إسماعيل المنقري، كلاهما عن وهب بن جرير

(4)

عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب

(5)

عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا، واستعمل عليهم زيد بن حارثة

وفيه: فأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج، فرقي المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد: فإن إخوانكم لقوا العدو، فأخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل حتى قتل - أو استشهد -. ثم

(1)

(3/ 278 - 279) ورقمه/ 1750.

(2)

(2/ 105) ورقمه / 1461، وَ (4/ 103) ورقمه/ 3799، و (13/ 79) ورقمه / 194 عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه به. ومن طريق الإمام أحمد رواه - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (3/ 298). ورواه من طريق الإمام أحمد - أيضًا -، والطبراني: الضياء في المختارة (9/ 161 - 162) ورقمه/ 137، و (9/ 163 - 164) ورقمه/ 139.

(3)

(13/ 79) ورقمه/ 194 عن العباس بن الفضل الأسفاطى عن موسى بن إسماعيل المنقرى، ثم ساقه عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه عن وهب بن جرير، كلاهما عن جرير به.

(4)

الحديث من طريق وهب بن جرير رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 36 - 37)، وابن أبى عاصم في الآحاد (2/ 25) ورقمه/ 695، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 180) ورقمه / 8604، وفي الفضائل (ص/ 87 - 88) ورقمه/ 57، والبغوى في المعجم (2/ 224 - 225) ورقمه/ 584، و (3/ 509 - 510) ورقمه/ 1493.

(5)

وكذا رواه: السلمى في الجهاد [8/ 113 أ - ب] بسنده عن محمد بن يعقوب به

ص: 75

أخذ الراية جعفر، فقاتل حتى قتل - أو استشهد -. ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل - أو استشهد -. ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه)، وفيه أنه قال:(ادعوا لي بني أخي) - يعني: بني جعفر -، فلما جئ بهم إليه، قال حديثًا فيه: (

وأما عون [عبد الله]

(1)

فشبيه خلقي، وخُلقي)، ثم أخذ بيدي فشالها، فقال:(اللهم اخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد الله بن صفقة يمينه)، قالها ثلاث مرات -. قال: فجاءت أمنا، فذكرت يتمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(العيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة)! والحديث صحيح بهذا الإسناد. والحسن بن سعد هو: ابن معبد القرشي. ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب هو: التميمي البصري. وأورده الحافظ ابن حجر

(2)

مختصرًا، وعزاه إلى النسائي، وصحح إسناده.

وروى البغوي في المعجم

(3)

، وابن قانع في المعجم

(4)

بسنديهما عن فطر عن أبيه عن عمرو بن حريث - رضى الله عنه - قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دارنا، ومر بي، وبعبد الله بن جعفر - ونحن نلعب -، فقال:(اللهم بارك له في تجارته)

وفطر هو: ابن خليفة

(1)

هكذا.

(2)

الإصابة (3/ 44) ت / 6107.

(3)

(3/ 504 - 505) ورقمه / 1480.

(4)

(2/ 203).

ص: 76

المخزومي الكوفي، أبوه لين الحديث

(1)

. وإسناد حديثه: حسن لغيره بما قبله - وبالله التوفيق -.

* وسيأتي

(2)

قوله: (اللهم اخلف جعفرًا في ولده) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بسنده واه.

759 -

[11] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم، وقال:(انطلقُوا علَى اسْمِ الله)، وقال:(اللّهمَّ أعِنْهُم) - يعني: النفر

(3)

الذين وَجههم إلى كعب بن الأشرف -.

هذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق، ورواه عنه جماعة

فرواه: الإمام أحمد

(4)

- وهذا لفظه - عن يعقوب عن أبيه، ورواه البزار

(5)

عن

(1)

انظر: الجرح والتعديل (3/ 376) ت / 1718، وتهذيب الكمال (8/ 325) ت / 1724، والميزان (2/ 189) ت / 2564، والتقريب (ص / 301) ت / 1759.

(2)

ورقمه / 1316.

(3)

سمى البخاري (7/ 391) ورقمه / 4037 في رواية له منهم: محمد بن مسلمة، وأبا نائلة - وهو أخو كعب من الرضاعة - واسمه: سلكان بن سلامة، وأبو عبس بن جبر - واسمه: عبد الرحمن -، والحارث بن أوس بن معاذ، وعباد بن بشر.

وزاد البيهقي في رواية له في الدلائل (3/ 197): سعد بن معاذ - والله أعلم -

وانظر: سيرة ابن هشام (3/ 55)، وتأريخ الطبرى (2/ 489)، والفتح (7/ 394).

(4)

(4/ 221) ورقمه / 2391.

(5)

[ق/ 267] الكتاني.

ص: 77

سهل عن عبد الرحمن بن صالح عن يونس بن بكير

(1)

، ورواه البزار

(2)

- أيضًا - عن عمرو بن يحيى الأيلى عن زياد بن عبد الله

(3)

، رواه: الطبراني في الكبير

(4)

عن علي بن عبد العزيز عن أحمد بن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد، ورواه

(5)

- أيضًا - عن أبي شعيب الحراني عن أبي جعفر النفيلى عن محمد بن سلمة، خمستهم عنه

(6)

عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به

وللبزار: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه ابن مسلمة، وأصحابه إلى ابن الأشرف ليقتلوه، ثم ذكر نحوه. وللطبراني في حديث علي بن عبد العزيز: يعني في قتل ابن الأشرف.

وهذا حديث حسن حسنه: الحافظ ابن حجر

(7)

. ورجاله كلهم ثقات عدا محمد بن إسحاق، وهو صدوق إذا صرح بالتحديث، وقد صرح به

(1)

ورواه من طريق يونس بن بكير - أيضًا -: البيهقى في الدلائل (3/ 199 - 200).

(2)

كما في: المرجع المتقدم (2/ 331) ورقمه / 1802.

(3)

رواه من طريق زياد - أيضًا -: الحاكم في المستدرك (2/ 98) وقال: (هذا حديث غريب صحيح، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص (2/ 98)، والصواب أنه حديث حسن؛ - لما سيأتي -.

(4)

(11/ 177) ورقمه/ 11554.

(5)

(11/ 177) ورقمه/ 11555.

(6)

ورواه: الطبري في تأريخه (2/ 490) عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق به.

(7)

الفتح (7/ 392).

ص: 78

في السيرة

(1)

، وفي مسند الإمام أحمد

(2)

. ويعقوب - في بعض الأسانيد - هو: ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وسهل هو: ابن يحيى. واسم أبي شعيب: عبد الله بن الحسن. واسم أبي جعفر النفيلى: عبد الله بن محمد.

760 -

[12] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: يا نبي الله، إني أريد عتيقًا من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم قصدا. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:(انتَظِرِي حتَّى يَجِيءَ فَيءُ العَنْبَرِ غَدَا). قال عطاء بن خالد: فأخذت جدي رديحًا

(3)

، وأخذت ابن عمي سمرة

(4)

، وأخذت ابن عمي رخيًا

(5)

، وأخذت خالي زبيبا، ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده، فمسح بها رؤوسهم، وبرك عليهم

(6)

.

هذا الحديث رواه عن عائشة: ذؤيب العنبري، وابن معقل، وغيرهما.

(1)

سيرة ابن هشام (3/ 55 - 56).

(2)

وانظر: مجمع الزوائد (6/ 196).

(3)

بمهملات، مصغرا. - الإصابة (1/ 514) ت / 2649.

(4)

ابن عمرو بن قرط، له أخبار. - انظر: أسد الغابة (2/ 304)، والإصابة (2/ 79) ت/ 3478.

(5)

بالراء المهملة - ويقال: بالزاي -، ثم معجمة، مصغر. - انظر: الإصابة (1/ 514) ت/ 2646، و (1/ 547) ت/ 2792.

(6)

أي قال: (بارك الله فيهم)، أو نحو ذلك. - انظر: الفتح (7/ 292).

ص: 79

فأما حديث ذؤيب عنها فرواه: الطبراني في الكبير - واللفظ له -

(1)

، وفي الأوسط

(2)

عن موسى بن هارون عن عطاء بن خالد

(3)

عن أبيه خالد عن أبيه الزبير عن أبيه عبد الله عن أبيه رديح عن أبيه عنه عنها به

قال في الأوسط - وكان روى معه آخر -: (لا يروى هذان الحديثان عن ذؤيب العنبري إلا بهذا الإسناد، تفرد بهما عطاء بن خالد) اهـ، وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وعزاه إليه - في معجميه - ثم قال:(وفيه: جماعة لم أعرفهم) اهـ. وموسى بن هارون هو: ابن عبد الله البزاز، وشيخه عطاء بن خالد ترجم له ابن أبي حاتم

(5)

، وذكر حديثه هذا عن آبائه، ثم قال:(روى عنه: أبو حامد أحمد بن سهل الإسفرائيني)، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وذؤيب هو: ابن شعثم العنبري، له صحبة

وما بين هذين الأخيرين لم أقف على ترجمة لأي منهم، فالإسناد: ضعيف.

(1)

(4/ 231) ورقمه / 4216.

(2)

(8/ 466) ورقمه / 7963.

(3)

وكذا رواه: أبو نعيم في المعرفة (2/ 1125) ورقمه / 2825 - الوطن - بسنده عن الحسن بن على بن عمر، وبسنده عن الحسين بن محمد بن حماد، كلاهما عن عطاء بن خالد. ورواه (3/ 1220) ورقمه / 3066 الوطن. بسنده عن الحسن بن على بن عمر - وحده - به.

(4)

(9/ 47).

(5)

(6/ 331) ت/ 1844.

ص: 80

وأما حديث ابن معقل عنها فيرويه مسعر بن كدام عن عبيد بن الحسن المزني عنه، واختلف فيه عن مسعر وصلًا وإرسالًا

فرواه: أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عنه موصولًا، روى حديثه: الإمام أحمد

(1)

والبزار

(2)

عن عمر بن علي، كلاهما عنه به، بنحوه، ولفظ الإمام أحمد: أنه كان عليها رقبة من ولد إسماعيل، فجاء سبي من اليمن من خولان، فأرادت أن تعتق منهم، فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء سبي من مضر، من بني العنبر، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتق منهم.

وخالفه: أبو نعيم الفضل بن دكين، ويزيد بن هارون، فروياه عن مسعر به، مرسلا

روى حديث أبي نعيم: إسحاق بن راهويه في مسنده

(3)

. وروى حديث يزيد بن هارون: الحاكم في المستدرك

(4)

بسنده عنه به. وتابع شعبةُ بنُ الحجاج مسعرَ بنَ كدام عليه من هذا الوجه، روى حديثه: الحاكم في المستدرك

(5)

بسنده عن وهب بن جرير عن شعبة به،

(1)

(43/ 306 - 307) ورقمه / 26268.

(2)

كما في: كشف الأستار (3/ 313) ورقمه / 2827، ووقع في المطبوع منه:(عبيد بن حسين) بدلًا من: (عبيد بن حسن)، وهو تحريف.

(3)

(3/ 1020) ورقمه / 1768.

(4)

(2/ 216).

(5)

الحوالة المتقدمة نفسها.

ص: 81

بنحوه، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه) اهـ، ووافقه الذهبي في التلخيص

(1)

.

والبزار لما ساق حديث أبي أحمد الزبيري عن مسعر بالوصل قال عقبه: (رواه شعبة عن عبيد بن حسن عن ابن معقل قال: كان على عائشة محرر من ولد إسماعيل

ولم يقل: عن عائشة) اهـ، وقوله هذا فيه إشارة إلى إعلال الحديث الموصول بالإرسال. وهذا ما أشار إليه - أيضًا -: العراقي في محجة القُرب

(2)

؛ فإنه لما ساق الحديث الموصول بسنده عن الإمام أحمد به قال: (هذا حديث صحيح، أخرجه أحمد في مسنده هكذا. والبزار - أيضًا - في مسنده، ورجالهما رجال الصحيح. وروي مرسلًا عن ابن معقل قال: كان على عائشة. ولم يقل: عن عائشة) اهـ.

والأشبه في الحديث: الإرسال؛ لاتفاق أبي نعيم، ويزيد بن هارون عليه عن مسعر عن عبيد بن الحسن، ولمجيئه كذلك من طريق شعبة عن عبيد - أيضًا -، وهؤلاء (أبو نعيم، ويزيد، وشعبة) أئمة حفاظ، متثبتون، وقد اتفقوا، فروايتهم هي المحفوظة، وأما رواية أبي أحمد الزبيري فهى شاذة - وبالله التوفيق -.

وابن معقل في الإسناد وقع في حديث الحاكم من طريق شعبة أنه عبد الله بن معقل، وسماه الحافظ ابن حجر في أطراف المسند

(3)

: (عبد الله بن

(1)

(2/ 216).

(2)

(ص/ 388 - 389).

(3)

(9/ 85 - 86) رقم / 11635.

ص: 82

معقل المحاربي)

وهذا ترجم له المزي

(1)

، وذكر أنه يروي عن عائشة، وأنه روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء، ويونس بن عبيد. كما ترجمه الذهبي في الميزان

(2)

، وقال:(محله الصدق)، وما زاد على ما ذكر المزي في الرواة عنه أحدًا. وترجمه - كذلك - الحسيني في التذكرة

(3)

، بنحو ما تقدّم، ثم قال:(فيه نظر) اهـ. وله ترجمة في ذيل الكاشف

(4)

، والتهذيب

(5)

، ليس فيهما شيء أزيده على ما تقدّم. وقال ابن حجر في التقريب

(6)

: (مقبول) اهـ، يعني: إذا توبع، وإلّا فلين الحديث - كما هو اصطلاحه -، وقد توبع

والرجل فيه شئ من الجهالة.

ومع ذلك فأنا لست جازمًا أن ابن معقل المذكور في الأسانيد السابقة هو: عبد الله المحاربي، في نفسى شيء من هذا. ومن المحتمل عندي أنه: عبد الرحمن بن معقل بن مقرّن المزني، أخو عبد الله بن معقل؛ لأن عبد الرحمن بن معقل معدود في شيوخ عبيد بن الحسن

(7)

، وعبيد بن الحسن

(1)

تمييزًا، في تهذيب الكمال (16/ 171) ت / 3588.

(2)

(3/ 221) ت / 4622.

(3)

(2/ 932) ت / 3631.

(4)

(ص / 165) ت/ 827، ووقع في المطبوع منه:(البخاري)، بدلا من (المحاربي)، وهو تحريف. وانظر: تعجيل المنفعة (ص/ 158) ت/ 585.

(5)

(6/ 41).

(6)

(ص/ 549) ت/ 3661.

(7)

انظر - مثلًا -: تهذيب الكمال (19/ 196).

ص: 83

معدود في تلاميذه

(1)

، وقد روى له أبو داود

(2)

حديثًا له عنه. وعبيد بن الحسن هو الراوي عن ابن معقل في هذا الحديث. وعبد الرحمن بن معقل عُدّ في الصحابة وهمًا

(3)

، وما ذلك إلّا بسبب أحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة، كحديثه هذا، وهو متكلم فيه بسبب روايته عن قوم لم يسمع منهم لصغره

(4)

؛ فهو ممن يرسل. ولم أر من عدّه في الكتب المؤلفة في معرفة ذوي الإرسال!؟ كما أني لم أر في الكتب المؤلفة في معرفة رجال مسند الإمام أحمد من ذكر أنه يروي عن عائشة، وأن عبيد بن الحسن روى عنه

وهذا من أسباب ترددي في كونه هو المذكور في هذا الإسناد. وعبد الرحمن بن معقل هذا ثقة، لم يتكلم فيه أحد إلّا لروايته عن أبيه لصغره - والله أعلم -.

وتقدّم أن العراقي صحح الحديث في محجة القُرَب، وقال: إن رجاله رجال الصحيح، وهذا مشكل؛ لأن عبد الله بن معقل المحاربي لم يرو له الشيخان، ولا سائر أصحاب الكتب الستة. وعبد الرحمن بن معقل انفرد أبو داود بالرواية له

(5)

. فهل يقصد أن رجال الإسناد رجال البخاري، أو رجال ما يحكم له بأنه إسناد صحيح؟ ولا أعرف إلى وقت كتابتي هذه اصطلاحًا خاصًا للعراقى في هذه المسألة، وتحتاج إلى بحث. ولعلّ العراقى

(1)

انظر - مثلًا -: المصدر المتقدم (17/ 417).

(2)

السنن (4/ 163) ورقمه / 3809.

(3)

انظر - مثلًا - الإصابة (3/ 155) ت / 6712، غير أن اسم أبيه متحرف فيه.

(4)

انظر: الطبقات الكبرى (6/ 175)، والتقريب (ص / 600) ت / 4038.

(5)

انظر ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص / 600) ت / 4038.

ص: 84

ظنه عبد الله بن معقل - أخو عبد الرحمن المذكور -، وعبد الله تابعى ثقة. روى له الشيخان، وسائر أصحاب الكتب الستة، ولا أعلم أنه روى عن عائشة، أو روى عنه عبيد بن الحسن، حتى في الكتب التي ترجمت لرجال الإمام أحمد لم يذكر أصحابها شيئًا من ذلك

(1)

- والله تعالى أعلم -.

والخلاصة: أن الإسناد ضعيف؛ لإرساله، ولاحتمال أنه ابن معقل هو: عبد الله المحاربي، وفيه جهالة - كما سلف -. وتمييز ابن معقل المذكور فيه، وتحقيق عينه يحتاج إلى مزيد من العناية، والبحث، ولعل تمييزه عَسُر مرة على الهيثمي؛ لأنه ذكر حديثه هذا في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد -:(وفيه من لم أعرفه) اهـ؟ ولكنه مع هذا أورده في موضع آخر متأخر عن الأول

(3)

، وقال - وقد عزاه إلى الإمام أحمد، والبزار -:(ورجال أحمد رجال الصحيح) اهـ؟ وهذا مثل قول العراقى السالف ذكره، ولعله ظنه: عبد الله بن معقل - أيضًا -، والله سبحانه أعلم.

وجاء الحديث من غير طريقيه المتقدمين، فقد رواه: محمد بن إسحاق في السيرة

(4)

- ومن طريقه: أبو نعيم في المعرفة

(5)

- عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله، إن عليّ رقبة من ولد إسماعيل.

(1)

انظر: تهذيب الكمال (16/ 169) ت / 3586، والتذكرة (2/ 932) ت / 3629.

(2)

(4/ 242).

(3)

(10/ 46).

(4)

انظر: سيرة ابن هشام (4/ 621).

(5)

(5/ 2735) ورقمه / 6524.

ص: 85

قال: (هذا سبي بني العنبر يقدم الآن، فنعطيك منهم إنسانًا فتعتقينه)، ولم يسم أحدا من المعتقين، ولم يذكر قوله: (فمسح بها وؤوسهم، وبرك عليهم

)، وصرح ابن إسحاق بالتحديث، فالإسناد: حسن - وبالله التوفيق -.

* وانظر ما تقدم

(1)

من حديث شعيث بن عبد الله عن أبيه عن جده رفعه: (من كان عليه رقبة من ولد إسماعيل فليعتق من بلعنبر)

وهو حديث حسن لغيره.

761 -

[13] عن عقبة بن عامر - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نِعمَ أهلُ البيتِ: أبو عبدِ اللهِ

(2)

، وأمُّ عبد الله، وعبدُ الله).

رواه: الإمام أحمد

(3)

عن عبد الله بن يزيد (هو: أبو عبد الرحمن المقرئ) عن ابن لهيعة (واسمه: عبد الله)، قال أبو عبد الرحمن: أظنه عن مشرح (وهو: ابن هاعان) عن عقبة به

وابن لهيعة ضعيف، وهو من روايته عن مشرح ظنًا، وسيأتي مثل السند لحديث:(أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص)

(4)

.

(1)

في فضائل بلعنبر ورقمه/ 491.

(2)

يعني: عمرو بن العاص.

(3)

(28/ 590) ورقمه / 17360. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 354) وسكت عنه.

(4)

انظر الحديث ذي الرقم/ 1682.

ص: 86

وهكذا روى عبد الرحمن المقرئ الحديث عن ابن لهيعة، ورواه: يحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هلال عن المطلب بن عبد الله بن حنطب رفعه: (نعم أهل البيت: عبد الله، وأبو عبد الله، وأم عبد الله)

رواه: الإمام أحمد في الفضائل

(1)

بسنده عنه به، وهذا مرسل، المطلب كثير الإرسال والتدليس - وتقدم -.

وسيأتي

(2)

مثله من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عند الإمام أحمد بسند جيد في الشواهد؛ فهذا بهما: حسن لغيره.

وروى ابن عدي في الكامل

(3)

بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مثل هذا الحديث مرفوعًا

ولكن في سنده: حبيب بن أبي حبيب، وهو متروك، متهم بالوضع.

762 -

[14] عن خديجة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أين أطفالي

(4)

منك؟ قال: (في الجنَّة).

(1)

(2/ 912) ورقمه/ 1746.

(2)

في فضائل عمرو بن العاص برقم/ 1685.

(3)

(2/ 412).

(4)

أجمعوا على أنها ولدت له أربع بنات: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم، وابنًا هو: القاسم

وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم، وقال ابن شهاب: (زعم بعض العلماء قال إنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر

). وقال قتادة: (ولدت له خديجة غلامين، وأربع بنات: القاسم - وبه كان يكنى -، وعاش حتى مشى، وعبد الله - مات صغيرا -

). وقال الزبير: (ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم - وهو أكبر ولده - ثم زينب، ثم عبد الله - وكان يقال له: الطيب، ويقال له: الطاهر. .. ) اهـ. =

ص: 87

هذا طرف حديث رواه: أبو يعلى

(1)

عن إسحاق بن أبي إسرائيل، ورواه: الطبراني في الكبير

(2)

عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن أحمد بن أسد البجلى، كلاهما عن سهل بن زياد الحربي

(3)

عن الأزرق بن قيس عن عبد الله بن الحارث بن نوفل - ولأبي يعلى: أو عن عبد الله بن بريدة، شك سهل -، كلاهما عن خديجة به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وقال - وقد عزاه إليهما -:(رجالهما ثقات إلا أن عبد الله بن الحارث بن نوفل، وابن بريدة لم يدركا خديجة) اهـ، وهو كما قال، ولد عبد الله بن بريدة سنة: خمس عشرة للهجرة

(5)

، ولعبد الله بن الحارث رؤية، يقال كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنتان

(6)

، وماتت خديجة - رضى الله عنها - قبل الهجرة، بمدة

(7)

.

= انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 133 - 134) و (8/ 19 - 39)، والاستيعاب (4/ 281 - 282)، وأسد الغابة (1/ 23).

(1)

(12/ 504 - 505) ورقمه / 7077.

(2)

(23/ 16) ورقمه / 27.

(3)

وكذا رواه: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3207 - 3208) ورقمه / 7374 بسنده عن حفص الربالي عن سهل به.

(4)

(7 - 217 - 218).

(5)

الثقات لابن حبان (5/ 16)، والأعلام للذهبي (1/ 69) ت / 328.

(6)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 24) والإصابة (3/ 58) ت / 6169.

(7)

انظر: سيرة ابن هشام (2/ 416)، وأسد الغابة (6/ 85) ت / 6866.

ص: 88

والحديث رواه: الذهبي في السير

(1)

بسنده عن أبي يعلى، وقال:(فيه انقطاع)، وذكره الألباني ظلال الجنة

(2)

، وقال:(ضعيف؛ لانقطاعه). وفي الإسناد سهل بن زياد، وهو: أبو زياد الطحان، ترجم له البخاري

(3)

، وابن أبي حاتم

(4)

، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال الأزدي

(5)

: (منكر الحديث)، وترجم له الذهبي في الميزان

(6)

، وقال: (ما ضعفوه، له ترجمة في تأريخ الإسلام

(7)

) اهـ، فلم يلتفت إلى تضعيف الأزدي له. والأزدى لم يُوافقه أحد على جرحه لسهل بن زياد، فلا عبرة بقوله

(8)

. وأحمد بن أسد - في إسناد الطبراني - لم أقف على ترجمة له، وهو متابع.

(1)

(2/ 113).

(2)

(1/ 95).

(3)

التأريخ الكبير (4/ 102) ت / 2112.

(4)

الجرح والتعديل (4/ 197) ت / 850.

(5)

كما في: لسان الميزان (3/ 118) ت / 405، وانظره (ت / 407).

(6)

(2/ 427) ت / 3576.

(7)

حوادث (291 - 300 هـ) ص / 217.

(8)

قال الذهبي في السير (16/ 348) - وقد ذكر كتاب الأزدي في الضعفاء -: (عليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات؛ فإنه ضعف جماعة بلا دليل) اهـ.

والأزدى نفسه ضعيف، لا يقبل قوله في تضعيف أحد لم يوافق على تضعيفه له

انظر: تأريخ بغداد (2/ 243) ت / 709، والسير (13/ 389)، ولسان الميزان (5/ 139)، وهدي الساري (ص / 405).

ص: 89

وللحديث طريق أخرى، رواها: ابن أبي عاصم في السنة

(1)

، وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته على مسند أبيه

(2)

، كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي قال: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم

فذكر نحوه، أطول منه. وقال ابن الجوزي

(3)

: (وفي إسناده محمد بن عثمان، لا يقبل حديثه). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وقال - وقد عزاه إلى عبد الله -:(وفيه: محمد بن عثمان، ولم أعرفه. وبقية رجاله رجال الصحيح) اهـ. وحسّن أحمد شاكر

(5)

إسناد عبد الله

(6)

.

ومحمد بن عثمان هذا ترجم له الذهبي في الميزان

(7)

، وقال:(لا يدرى من هو! فتشت عنه في أماكن، وله خبر منكر)، ثم ذكر خبره هذا عن عبد الله بن الإمام أحمد. ولعل الذهبي إنما حكم على حديثه هذا بالنكارة لتفرده به من هذا الوجه عن خديجة. وعرفت أن الحديث تقدم عنها من وجه آخر.

(1)

(1/ 94) ورقمه / 213/ 1.

(2)

(2/ 349 - 348) ورقمه/ 1131.

(3)

كما في: كنز العمال (2/ 512).

(4)

(7/ 217).

(5)

تعليقه على المسند (2/ 77 - 78) ورقمه / 1131.

(6)

والشيخ أحمد شاكر متساهل في أحكامه على الأحاديث، وعلى الرواة

يعرف ذلك أهل العلم عنه، ويصفونه به.

(7)

(5/ 880) ت/ 7933.

ص: 90

وقال الألباني في تعليقه على السنة

(1)

: (إسناده ضعيف، رجاله ثقات غير محمد - وهو: ابن عثمان -

وهو مجهول) اهـ. والطريقان صالحتان لأن تعضد أحدهما الأخرى، فالحديث بمجموعهما: حسن لغيره - والله أعلم -.

763 -

[15] عن عبد الله بن أنيس - رضى الله عنه - قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا قتادة، وحليفًا لهم من الأنصار، وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق

(2)

؛ لنقتله

(3)

ثم ذكر القصة، وقال: وأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فقال - صلى الله عليه

(1)

(1/ 94).

(2)

بمهملة وقاف، مصغرا. وهو: أبو رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال: سلام بن أبى الحقيق.

- انظر: صحيح البخارى (كتاب: المغازى، باب: قتل أبى رافع عبد الله بن أبي الحقيق) 7/ 395، والسيرة لابن هشام (3/ 273) والفتح (7/ 396).

(3)

رقع في حديث البراء بن عازب - رضى الله عنه - في الموضع المتقدم من صحيح البخاري: (وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعين عليه). وقال ابن إسحاق في السيرة (3/ 237 ابن هشام): (وكان سلام بن أبي الحقيق - وهو: أبو رافع - فيمن حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 91):(قالوا كان أبو رافع بن أبى الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب، وجعل لهم الحفل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وكان قتله بعد الخندق، كما في: الموضع المتقدم من سيرة ابن هشام. وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 91).

ص: 91

وسلم -: (أفلَحَتْ الوُجُوْه). فقلنا: أفلح وجوهك، يا رسول الله. قال:(فقتلتموه)؟ قلنا: نعم.

هذا الحديث يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، واختلف عنه

فرواه ابنه إبراهيم، قال: حدثني أبي عن جدي - أبي أمي - عن عبد الله بن أنيس به، رواه: أبو يعلى

(1)

- وهذا مختصر من لفظه - عن أبي كريب محمد بن العلاء عن يونس بن بكير عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن إبراهيم به

وأورده من هذا الوجه الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إلى أبي يعلى -:(وفيه: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وهو ضعيف) اهـ، وهو كما قال. وفيه - أيضًا -: يونس بن بكير، قال ابن حجر:(صدوق يخطئ) - وتقدما -. وفيه: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وجده - أبو أمه -، لم أقف على ترجمة لأي منهما

فالإسناد: ضعيف.

ورواه: الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، واختلف عنه

فرواه: البيهقي في السنن الكبرى

(3)

بسنده عن أبي مروان - يعني: العثماني - عن إبراهيم - يعتي: ابن سعد - عنه عن عبد الرحمن بن عبد الله: أن الرهط الذين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبي الحقيق، فذكر الخبر، ثم قال: (وهذا وإن كان مرسلا، فهو مرسل

(1)

(2/ 204 - 206) ورقمه/ 907، وانظر: المطالب العالية (9/ 600 - 601) ورقمه/ 4778.

(2)

(6/ 198 - 197).

(3)

(3/ 222 - 221).

ص: 92

جيد) اهـ، وهو كما قال؛ عبد الرحمن بن عبد الله من التابعين

(1)

. وفي الإسناد إليه: أبو مروان، وهو: محمد بن عثمان العثماني، تقدم أنه صدوق له عن أبيه مناكير، وليس هذا منها.

ورواه: عبد الرزاق في المصنف

(2)

عن محمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال

فذكره، في حديث طويل. قال أحمد بن صالح

(3)

: (لم يسمع الزهري من عبد الرحمن بن كعب شيئًا)، وتعقبه أبو زرعة

(4)

بقوله: (روايته عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك في صحيح البخاري). وذكر الحافظ في الإصابة

(5)

أن الحسن بن سفيان رواه من طريق الزبيدي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن عبد الله بن عتيك به، وقال: قال ابن أبي حاتم: (تفرد به الزبيدي).

ورواه: ابن إسحاق في السيرة

(6)

عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك به، مطولًا

وهذا مرسل، عبد الله بن كعب تابعي، ثقة،

(1)

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة) ص / 129، والطبقات لخليفة (ص / 257)، والثقات لابن حبان (5/ 80).

(2)

(3/ 215) ورقمه / 5382.

(3)

كما في: المراسيل لابن أبى حاتم (ص / 190).

(4)

تحفة التحصيل (ص / 466).

(5)

(2/ 341).

(6)

كما في: سيرة ابن هشام (3/ 273 - 274) - ومن طريقه: ابن عبد البر في التمهيد (11/ 71 - 76). وانظر تأريخ ابن كثير (4/ 139 - 142) -.

ص: 93

يقال: إن له رؤية

(1)

.

ورواه: عبد الرزاق - مرة - عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال: لما قتل عبد الله بن عتيك الأنصاري، وأصحابه سلام بن أبي الحقيق

فذكره، مختصرًا، وفيه من لم يسم.

ورواه: البيهقي في السنن الكبرى

(2)

بسنده عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري، فذكره

وهذا مرسل - أيضًا -، الزهري تابعي

(3)

، كان يحيى بن سعيد لا يرى إرساله شيئا

(4)

. وفي الإسناد إليه: محمد بن فليح، وهو: ابن سليمان الخزاعي، قال ابن معين

(5)

: (فليح بن سليمان ضعيف، وابنه مثله)، وقال - مرة -

(6)

: (ليس بثقة، ولا ابنه)، وقال أبو حاتم

(7)

: (ما به بأس، ليس بذاك القوي)، وقال النسائي

(8)

: (ليس بقوي)، وترجمه العقيلي في الضعفاء

(9)

، وذكره ابن حبان في

(1)

انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 272)، وتأريخ الثقات للعجلي (ص/ 273) ت/ 870، والتقريب (ص/ 537) ت/ 3576.

(2)

(3/ 222).

(3)

انظر: الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة) ص/ 157.

(4)

كما في: التهذيب (9/ 451).

(5)

كما في: سؤالات ابن محرز (ص/) ت/ 161.

(6)

كما في: الجرح والتعديل (8/ 59) ت/ 269.

(7)

كما في: المصدر المتقدم، الحوالة نفسها.

(8)

كما في: الديوان (ص/ 322) ت/ 3397.

(9)

(3/ 466) ت/ 1522.

ص: 94

الثقات

(1)

، وقال الدارقطني

(2)

: (يختلفون فيه، وليس به بأس)، وأورده الذهبي في الديوان

(3)

، وقال:(له غرائب)، وقال ابن حجر في التقريب

(4)

: (صدوق يهم)

والمختار فيه: تضعيف الجمهور.

ومما سبق يتضح: أن الإسناد الموصول عند أبي يعلى فيه أكثر من علة، خالف الزهري فيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، فجاء عنه من طرق مرسلة، منها: طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري، وإسنادها حسن، لولا أنها مرسلة.

ورواه: ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك به

وهذا إسناد حسن، لولا أنه مرسل - أيضًا -، والمرسل من أنواع الضعيف. وذكر البيهقي في السنن الكبرى

(5)

أن الحديث روي بتمامه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن عبد الله بن أنيس، موصولًا، ولم أقف عليه.

والحديث رواه - أيضًا -: البيهقي في السنن الكبرى

(6)

بسنده عن حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة: حدثني أبو الأسود عن عروة به

وهذا

(1)

(7/ 440).

(2)

كما في: التهذيب (8/ 304)، وانظر سؤالات الحاكم للدارقطني (ص/ 172) ت/ 263.

(3)

(ص/ 322) ت/ 3397.

(4)

(ص/ 889) ت/ 6268.

(5)

(3/ 222).

(6)

الحوالة المتقدمة نفسها.

ص: 95

مرسل، عروة تابعي. وابن لهيعة هو: عبد الله، ضعيف الحديث - وتقدم -. وحسان بن عبد الله هو: الكندي، قال ابن حجر

(1)

: (صدوق يخطئ). وأبو الأسود هو: يتيم عروة.

والخلاصة: أن الصحيح في الحديث عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الإرسال. وأن الحديث جاء مرسلًا من طرق، منها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف معتضد، وهو بمجموعها: حسن لغيره. وما ورد فيه أن عبد الله بن أنيس هو الذي قتله منكر، والمحفوظ أن الذي قتله: عبد الله بن عتيك، رواه: البخاري من حديث البراء بن عازب - رضى الله عنه - قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطًا إلى أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلًا، وهو نائم، فقتله)، وله عنده طرق أخرى

(2)

.

ولابن إسحاق في السيرة

(3)

أنهم ابتدروه، وضربوه بأسيافهم، فتحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه، حتى أنفذه. وعند البخاري - في الموضع المتقدم - أن ابن عتيك قال لهم لما دنوا من حصنه:(اجلسوا مكانكم)، فدخل عليه، وقتله. وسمى عبد الله بن أنيس فيمن بعثهم النبي

(1)

التقريب (ص/ 233) ت / 1212، وانظر: تهذيب الكمال (6/ 31) ت/ 1192.

(2)

انظر مثلا: (كتاب: المغازى، باب: قتل أبى رافع) 7/ 395 - 396 رقم/ 4038 - 4040.

(3)

كما في: سيرة ابن هشام (3/ 274)، وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 91).

ص: 96

- صلى الله عليه وسلم إلى قتل ابن أبي الحقيق، في حديثه: نفسه. وأبا قتادة - وهو: الحارث بن ربعي الأنصاري -، وحليفًا لهم من الأنصار، سماه ابن إسحاق

(1)

، وعبد الرزاق

(2)

في رواية له: خزاعي بن أسود - رجل من أسلم، حليف لهم، يعني: الخزرج - وسماه الزهري

(3)

: أسود بن خزاعي، والأول أصح.

قال ابن حجر في الفتح

(4)

: (وأما خزاعي بن أسود فقد قلبه بعضهم، فقال: "أسود بن خزاعي"، ثم قال: (وفي حديث عبد الله بن أنيس في الإكليل: "أسود بن حرام". وكذا ذكره موسى بن عقبة في المغازي. فإن كان غير من ذكر، وغلا فهو تصحيف. ثم وجدته في دلائل البيهقي من طريق موسى بن عقبة مع الشك، هل هو: أسود بن خزاعى، أو أسود بن حرام) اهـ. وعبد الله بن عتيك - وهو: ابن قيس، من بني سلمة، وهو أميرهم في هذا البعث، كما في بعض الروايات، وبعض روايات البخاري، المتقدم الإشارة إليها

(5)

.

وسمى البخاري منهم في بعض طرق حديث البراء: عبد الله بن عتبة، قال ابن حجر

(6)

: (وعبد الله بن عتبة، لم يذكر إلا في هذا الطريق) اهـ.

(1)

كما في: سيرة ابن هشام (3/ 274).

(2)

المصنف (5/ 407 - 410) رقم/ 9747.

(3)

كما في: السنن الكبرى للبيهقي (3/ 222).

(4)

(7/ 398).

(5)

انظر: سيرة ابن هشام (3/ 274).

(6)

الفتح (7/ 397).

ص: 97

وسمى ابن إسحاق

(1)

منهم: مسعود بن سنان، وهو: ابن الأسود الأنصاري - حليف بني سلمة -

(2)

. قال ابن إسحاق

(3)

: (ورجل آخر، يقال له: فلان بن سلمة) اهـ، ولم أر من سماه.

764 -

[16] عن علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ كلَّ نَبيٍّ أُعطِيَ سبعةَ نُجبَاءَ

(4)

، رُفقَاءَ - أوْ قالَ: نُقبَاء -، وأُعطِيتُ أنَا أربعةَ عشَر)، قلنا: من هم؟ قال: (أنَا

(5)

، وابنَايَ، وجعفر، وحمزة، وأبو بكر، وعمر، ومصعبُ بنُ عميرٍ، وبلالٌ، وسلمانُ، والمقدادُ، وأبُو ذرٍّ، وعمَّار، وعبدُ الله بنُ مسعُود).

هذا الحديث رواه: الترمذي

(6)

- واللفظ له -، والطبراني في معجمه

(1)

كما في: سيرة ابن هشام (3/ 274).

(2)

وانظر: مصنف عبد الرزاق (5/ 407 - 410)، والتمهيد لابن عبد البر (11/ 76 - 72).

(3)

انظر: المصدرين المتقدمين، الحوالتين نفسيهما.

(4)

النحيب: الفاضل النفيس في نوعه. - انظر: النهاية (باب: النون مع الجيم) 5/ 17، وجامع الأصول (8/ 581).

(5)

أي: عليّ، أشار إلى نفسه بضمير المتكلم، معبرًا عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(6)

في (كتاب: المناقب، باب: مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما) 5/ 620 ورقمه/ 3785 عن ابن أبي عمر به.

ص: 98

الكبير

(1)

من حديث ابن أبي عمر

(2)

عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن كثير النواء

(3)

عن أبي إدريس المرهبي

(4)

عن المسيب بن نجبة

(5)

عن علي به

قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن علي موقوفا) اهـ. وقال الطبراني: (وخالف فطر بن خليفة بن عيينة في إسناد هذا الحديث) اهـ، وفي متن حديثه:(تسعة) بدل: (سبعة) وهو تحريف

(6)

.

هكذا رواه: الترمذي، والطبراني من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، كلاهما عن ابن أبي عمر به مرفوعًا، وخالفهما: الحسين بن إسحاق التستري (ثقة حافظ)

(7)

، فرواه: عن ابن أبي عمر به موقوفًا بنحوه

(1)

(6/ 616) ورقمه / 6048 عن أبي مسلم الكشى عن إبراهيم بن بشار الرمادي عن ابن أبي عمر به، بنحوه.

(2)

ومن طريق ابن أبى عمر رواه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (3/ 1329) ورقمه/ 3348 الوطن، و (4/ 1772) ورقمه / 4490.

(3)

بالتشديد. وفي سند الطبراني عن علي بن عبد العزيز - وسيأتي -: (كثير بيّاع النوا). - انظر: التقريب (ص/ 807) ت/ 5640.

(4)

- بضم الميم، وسكون الراء، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة. نسبة إلى: بني مرهبة، يقال اسمه: سوّار، أو مساور. - انظر: الأنساب (5/ 266)، والتقريب (ص/ 1106) ت/ 7985.

(5)

أوله نون، بعدها جيم مفتوحة، وباء مفتوحة معجمة بواحدة.

- انظر: الإكمال (500/ 1)، والتقريب (ص/ 944) ت/ 6722.

(6)

وما أكثر مثل هذا. - انظر: السير (10/ 648).

(7)

انظر: طبقات الحنابلة (1/ 142) ت/ 184، والسير (14/ 57).

ص: 99

أخرج روايته: الطبراني في الكبير

(1)

عنه به، وقال:(لم يتم عدد الأربعة عشر في هذا الحديث) اهـ، وسيأتي من أوجه أخرى موقوفًا على علي - رضى الله عنه -.

ورواه: القطيعى

(2)

عن إبراهيم (هو: ابن عبد الله البصري) عن إبراهيم بن بشار الرمادي به، مرفوعًا، إلا أنه لم يذكر أبا إدريس المرهبي في الإسناد بين كثير، وبين المسيب! ولعله سقط أثناء الطباعة.

والمسيب بن نجبة ترجم له البخاري في التأريخ الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ في التقريب:(مقبول) - أي: حيت يتابع -.

وأبو إدريس المرهبي صدوق، إلا أنه يتشيع

(3)

، والحديث فيه فضل جماعة من أهل البيت، وفيه ذكر علي وجماعة من أهل البيت قبل أبي بكر وعمر - والله أعلم -. والنواء تركه الجوزجاني، والجمهور على أنه ضعيف، غال في التشيع مفرط فيه.

وخالف فطرُ بن خليفة المخزومي مولاهم، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني الكوفي، وعلي بن هاشم بن البريد

(4)

الكوفي، وعلي بن

(1)

(6/ 215) ورقمه / 6047.

(2)

زياداته على الفضائل (2/ 636 - 637) ورقمه / 1082.

(3)

انظر: تهذيب الكمال (33/ 21) ت / 7198، والتقريب (ص / 1106) ت / 7985.

(4)

بفتح الباء، وكسر الراء إلى بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها. قاله ابن ماكولا في الإكمال (1/ 251).

ص: 100

عابس

(1)

الأسدي، ومنصورُ بن أبي الأسود ابنَ عيينة في إسناد هذا الحديث، فرووه عن كثير النواء عن عبد الله بن مليل

(2)

قال: سمعت عليًا - رضى الله عنه - يقول، فذكره مرفوعًا عنه. أخرج رواية فطر: الإمام أحمد في مسنده

(3)

، والبزار

(4)

، والطبراني في الكبير

(5)

، كلهم من طريق أبي نعيم (وهو: الفضل)

(6)

عنه به

زاد الإمام أحمد: (وزراء) بعد قوله: (نجباء)، وليس للبخاري في أوله:(أنا) وعدّهم جميعًا، وقال:(هذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي، ولا نعلم له إسنادًا عن علي إلا هذا) اهـ؟! والحديث مروي عن علي بغير هذا

(1)

بموحدة مكسورة، بعدها سين مهملة. - انظر: الإكمال (6/ 16)، والتقريب (ص/ 699) ت / 4791.

(2)

بلامين، مصغر. - انظر: الإكمال (7/ 288)، وتعجيل المنفعة (ص / 159) ت / 589.

(3)

(2/ 414) ورقمه / 1263، وهو في الفضائل له (2/ 715) ورقمه/ 1225، و (1/ 228) ورقمه / 277. ورواه من طريقه: ابن الجوزي في العلل (1/ 282) ورقمه / 454، وابن الأثير في أسد الغابة (1/ 342).

(4)

(3/ 109) ورقمه / 896.

(5)

(6/ 216) ورقمه / 6049. ورواه عنه: أبو نعيم في المعرفة (4/ 1772) ورقمه/ 4491 - وله فيه غير طريق الطبراني إلى فطر بن خليفة -، وفي الحلية (1/ 128).

(6)

وكذا رواه من طريق: أبى نعيم: ابن أبى عاصم في السنة (2/ 603) ورقمه/ 1421، والطحاوي في شرح المشكل (4/ 17 - 18). ورواه: تمام في فوائده (2/ 231) ورقمه/ 1597 بسنده عن خالد بن عبد الرحمن الخراساني عن فطر به.

ص: 101

الإسناد - كما تقدم عند الترمذي، وغيره -. وفطر صدوق إلا أنه يتشيع

(1)

.

وأخرج رواية إسماعيل بن زكريا: الإمام أحمد

(2)

عن محمد بن الصباح

(3)

عنه به، بنحوه، إلا أنه لم يسم أحدًا، وقال فيه:(سبعة من قريش، وسبعة من المهاجرين). وإسماعيل بن زكريا هو: الخلقاني صدوق في حفظه شئ - كما تقدم -. وأخرج رواية على بن هاشم: عبد الله في زوائد الفضائل

(4)

- ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل

(5)

عن زكريا بن يحيى (زحمويه)

(6)

، وأبو نعيم في المعرفة

(7)

بسنده عن محمد بن الصباح، كلاهما عنه به

وابن البريد صدوق إلا أنه يتشيع، والراوي عنه ثقة

(8)

.

(1)

انظر: الثقات للعجلى (ص / 385) ت / 1360، وتهذيب الكمال (23/ 312) ت / 4773.

(2)

(2/ 91) ورقمه / 665. وهو لابنه عبد الله في الموضع نفسه. ورواه من طريق الإمام: ابن الجوزي في العلل (1/ 282) ورقمه/ 456.

(3)

بفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء المعجمة بواحدة. - انظر: الإكمال (5/ 158 وما بعدها).

(4)

(1/ 228) ورقمه/ 276.

(5)

(1/ 282) ورقمه/ 455، رفي بعض سنده تحريف.

(6)

بالزاي

انظر: الإكمال (4/ 179)، وكشف النقاب (1/ 238) ت/ 677.

(7)

(4/ 1773) ورقمه / 4492.

(8)

انظر: الجرح والتعديل (3/ 601) ت / 2715، وذيل الميزان (ص / 249) ت / 399.

ص: 102

وأخرج رواية ابن عابس: عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الفضائل

(1)

عن عبد الرحمن بن صالح عنه به، إلا أنه موقوف، خالف رواية الجماعة عن كثير

وقدمت أن ابن عابس ضعيف. وأن الراوي عنه صدوق، لكنه شيعي محترق، يحدث بمثالب الصحابة - رضى الله تعالى عنهم جميعًا -، أولي الفضائل، والمناقب التي تنقطع دونها الآمال، جعلني الله وإخواني المسلمين ممن تبعهم بإحسان.

وأخرج رواية منصور بن أبي الأسود: ابن عدي في الكامل

(2)

بسنده عنه به، وابن أبي الأسود صدوق، من كبار الشيعة.

وفي أسانيدهم جميعًا: كثير النواء، وهو ضعيف. وعبد الله بن مليل كوفي، ترجم له البخاري في تأريخه الكبير

(3)

، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل

(4)

، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(5)

، وهو مجهول الحال. وبه أعل الهيثمى الحديث في مجمع الزوائد

(6)

.

وخالف من تقدم ذكرهم في سند الحديث، ورفعه من طريق كثير النواء: سعد أبو غيلان الشيباني، أخرج روايته الطحاوي في شرح

(1)

(1/ 136) ت / 109.

(2)

(6/ 66).

(3)

(5/ 192) ت / 608.

(4)

(5/ 168) ت / 774.

(5)

(5/ 43).

(6)

(9/ 157).

ص: 103

المشكل

(1)

بسنده عنه عن كثير عن يحيى بن أم طويل عن عبد الله بن مليل به، موقوفًا، وقال إن سعدًا أبا غيلان، وابن أم طويل ليسا بمعروفين، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم

(2)

: (يحيى بن أبي طويل)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولسعد أبي غيلان ترجمة عند ابن أبي حاتم

(3)

، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا - كذلك -.

ورواه: الإمام أحمد

(4)

عن عبد الرزاق عن معاوية بن هشام

(5)

، وفي الفضائل

(6)

عن عبد الرزاق - وحده -، وابنه عبد الله في زوائد الفضائل

(7)

عن معاوية - وحده -، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن شيخ لهم يقال له سالم قال: بلغني عن عبد الله بن مليل فغدوت إليه، فوجدته في جنازة، فحدثني رجل عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليًا، فذكره موقوفًا بنحوه، مختصرًا. وأشار إليه البخاري في التأريخ الكبير

(8)

عن الثوري عن سالم به

زاد الإمام أحمد في الموضع الثاني على لفظ الأول: (عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر). وسالم هو: ابن أبي حفصة تقدم أنه صدوق في

(1)

(7/ 198 - 199) ورقمه/ 2770.

(2)

(9/ 160) ت/ 664.

(3)

الجرح (4/ 99) ت/ 447.

(4)

(2/ 384) ورقمه / 1206.

(5)

(2/ 418) ورقمه/ 1274.

(6)

(1/ 228) ورقمه/ 275.

(7)

(1/ 228) ورقمه/ 276.

(8)

(5/ 192).

ص: 104

الحديث إلا أنه شيعي غال. ثم هو منقطع بينه وبين ابن مليل، يحتمل أن بينهما كثير النواء. أو ابن أبي طويل، وتقدم حالهما - والله تعالى أعلم -.

وخالف المأمون عبد الرزاق ومعاوية، فرواه: عن سفيان به مرفوعًا، بنحوه

أخرج روايته: ابن الجوزي في العلل

(1)

من طريق الحسين

(2)

بن عبيد الله الأبزاري

(3)

عن إبراهيم بن سعيد عنه به، وأعله بالأبزاري قال:(كان كذابًا صناعًا للحديث)، وهو كما قال

(4)

. والمأمون لعله: ابن أحمد السلمي، وضاع

(5)

.

ومما سبق يتبين أن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جزم به ابن الجوزي

(6)

، وأشار إليه الهيثمى في مجمع الزوائد

(7)

، والأشبه وقفه على علي - رضى الله عنه - كما مال إليه الذهبي في السير

(8)

،

(1)

(1/ 281) ورقمه / 453.

(2)

في العلل: (الحسن)، وهو صواب - أيضًا -، كما في: الميزان (2/ 25) ت / 1882.

(3)

بفتح الألف وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الزاي، وفي آخرها الراء. - الأنساب (1/ 74).

(4)

انظر: تأريخ بغداد (8/ 56) ت / 4124، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 214) ت / 894، ولسان الميزان (2/ 297) ت / 1229.

(5)

انظر: الميزان (4/ 349) ت / 7036.

(6)

العلل المتناهية (1/ 283).

(7)

(9/ 157).

(8)

(1/ 482).

ص: 105

وغالب رواته من الشيعة - كما سبق بيانه -، ولا أعلم له طرقًا أخرى، ولا شواهد - والله تعالى أعلم -

(1)

.

765 -

[17] عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار بن ياسر، وبأهله، وهم يعذبون في الله عز وجل، فقال:(أبشِرُوا آلَ ياسرٍ، موعدُكمْ الجنَّة).

رواه: الطبراني في الأوسط

(2)

عن أحمد عن إبراهيم بن عبد العزيز المقوم

(3)

عن مسلم بن إبراهيم عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عنه به

وقال: (لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام، ولا عن هشام إلا مسلم، تفرد به إبراهيم بن عبد العزيز). وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم، وهو ثقة) اهـ.

وقوله إن رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز صحيح، ويُضاف: وغير شيخ الطبراني أحمد، وهو: ابن محمد بن صدقة. وإبراهيم

(1)

وانظر: الرياض النضرة (1/ 39 - 40).

(2)

(2/ 304 - 305) ورقمه / 1531.

(3)

ورواه - أيضًا -: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2813) ورقمه / 6664 عن محمد بن علي عن الحسين بن محمد بن حماد الحراني عن إبراهيم المقوم به.

(4)

(9/ 293).

ص: 106

ابن عبد العزيز المقوم لم يسبق - فيما أعلم - الهيثمى في توثيقه غير ابن حبان

(1)

، ولا يكفى توثيقهما له لمعرفة حاله، لتساهلهما.

ولكن إبراهيم قد توبع

فقد رواه: ابن سعد

(2)

، ورواه: الحاكم

(3)

بسنده عن السري بن خزيمة، كلاهما عن مسلم بن إبراهيم - وهو: الأزدي - به

وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص

(4)

، ولم يخرج مسلم للسري بن خزيمة

(5)

. وأبو الزبير - في الإسناد - هو: محمد بن مسلم بن تدرس، مشهور بالتدليس، ولم يصرح بالتحديث؛ فالإسناد: ضعيف.

وقال الحافظ

(6)

: (أخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل عن الزهري عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر، وأم عمار، وهم يؤذون في الله - تعالى -، فقال لهم: (صبرًا يا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة). أخرج أحمد في الزهد

(7)

من طريق يوسف بن ماهك نحوه، مرسلًا.

(1)

الثقات (8/ 84).

(2)

الطبقات الكبرى (3/ 249).

(3)

المستدرك (3/ 388 - 389).

(4)

(3/ 389).

(5)

وانظر ترجمته في: السير (13/ 245).

(6)

الإصابة (3/ 647 - 648) ت/ 9208.

(7)

رواه من طريقه: أبو نعيم في المعرفة (5/ 2813) ورقمه/ 6663، ولم أره في نسختي من كتاب الزهد.

ص: 107

وأخرجه: الحارث في مسنده

(1)

، والحاكم أبو أحمد، وابن منده من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان، وهو منقطع

(2)

ورواه ابن الكلبي في التفسير عن أبي صالح عن ابن عباس، نحوه).

وخلاصة القول: أن طرق هذا الحديث يصلح بعضها لجبر البعض الآخر، والحديث بمجموعها: حسن لغيره - والله تعالى أعلم -.

766 -

[18] عن عثمان - رضى الله عنه - قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذًا بيدي، نتمشى في البطحاء

(3)

، حتى أتى على أبي عمار، وأمه، يعذبون، فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(اصْبِر)، ثمّ قال:(اللَّهمَّ اغفرْ لآلِ ياسِرٍ، وقدْ فعَلْت).

هذا الحديث رواه: أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل

(4)

عن عبد الصمد عن القاسم - قال: يعني ابن الفضل -

(5)

عن عمرو بن

(1)

هو في بغية الباحث (2/ 923) ورقمه / 1016، وفي سنده عبد العزيز، وهو: ابن أبان، متروك الحديث - وتقدم في موضع غير هذا -.

(2)

تقدم حديث عثمان - آنفًا -.

(3)

بطحاء مكة. - انظر: معجم البلدان (1/ 446).

(4)

(1/ 492 - 493) ورقمه / 439، ورواه من طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 487).

(5)

والحديث رواه - أيضًا -: ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 248 - 249)، و (4/ 136 - 137) عن مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبى قطن، كلاهما عن القاسم بن الفضل به.

ص: 108

مرة

(1)

عن سالم بن أبي الجعد عنه به، في حديث أطول من هذا

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

وقال - وقد عزاه إليه -: (ورجاله رجال الصحيح) اهـ، والقاسم بن الفضل، انفرد مسلم بإخراج حديثه في الصحيح

(3)

، وسالم بن أبي الجعد - في الإسناد - حديثه عن عثمان مرسل

(4)

فالإسناد: ضعيف، لانقطاعه، وللاضطراب في سياق إسناده، ومتنه على أوجه

فقد رواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن محمد بن عبد الله الحضرمى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أسد بن خالد عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الله بن الحارث عن عثمان بن عفان به، بلفظ: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبي عمار وأم عمار، [وعمار]: (اصبروا آل ياسر، موعدكم

(1)

ورواه: الخطيب في تأريخ بغداد (11/ 343) بسنده عن منصور بن أبى الأسود عن الأعمش عن عمرو بن مرة به

ثم قال: (هكذا قال منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن عمرو بن سالم، ورواه عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عن الأعمش عن سالم. ورواه سليمان بن قرم عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبى زناد عن عبد الله بن الحارث) اهـ

وسيأتي حديث ابن قرم.

(2)

(9/ 393).

(3)

انظر: ما رقم له به الحافظ في التقريب (ص/ 793) ت/ 5517.

(4)

انظر: المراسيل لابن أبى حاتم (ص/ 79 - 80) ت/ 126، وجامع التحصيل (ص/ 179) ت/ 218.

(5)

(24/ 303) ورقمه/ 769، وعنه: أبو نعيم في المعرفة (6/ 3361 - 3362) ورقمه/ 7689.

ص: 109

الجنة)

وأورده نور الدين الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(ورجاله ثقات) اهـ.

وقوله هذا فيه مناقشة؛ لأن في الإسناد: سليمان بن قرم، وهو ضعيف الحديث، غير محتج به - كما تقدم في موضع غير هذا -.

يروي حديثه هذا عنه أسد بن خالد، ولم أعرفه، إلا أن يكون: الخراساني، الذي ذكره الأزدي في الضعفاء

(2)

، وقال الذهبي

(3)

فيه: (لا يدرى من هو، والخبر الذي رواه باطل) اهـ، ولعله يعني خبرًا غير هذا. وعبد الرحمن بن أبي الزياد - ويقال: ابن زياد - المذكور في الإسناد وثقه جماعة من النقاد، وقال فيه البخاري:(فيه نظر)، وقال ابن حجر:(مقبول).

والحديث ذكره الدارقطني في العلل

(4)

عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن حسين بن محمد المروزي عن سليمان بن قرم به

ثم قال: (والصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص) اهـ.

ورواه: عبد العزيز بن أبان عن القاسم بن الفضل به، بلفظ:(صبرًا آل ياسر، فإن مصيركم إلى الجنة)

وعبد العزيز بن أبان هذا متروك

(1)

(9/ 293).

(2)

كما في: لسان الميزان (1/ 382) ت / 1197.

(3)

الميزان (1/ 206) ت/ 811.

(4)

(3/ 39).

ص: 110

الحديث، كذبه جماعة

(1)

. روى حديثه هذا: أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة

(2)

، وفي حلية الأولياء

(3)

بسنده عن به.

ورواه - أيضًا -: الخطيب البغدادي في تأريخه

(4)

بسنده عن عبد الرزق عن المعتمر بن سليمان عن القاسم بن الفضل الحداني عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن عثمان به، بلفظ:(اللهم اغفر لآل ياسر، موعدكم الجنة)

وقال: (لا أعلم روى هذا الحديث هكذا عن القاسم بن الفضل غير معتمر بن سليمان عنه، وعنه عبد الرزاق. وراه مسلم بن إبراهيم عن القاسم بن الفضل عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان. وتابع مسلما: أبو داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، في وياه كذلك عن القاسم، ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان، حدث به عن الأعمش هكذا: منصور بن أبي الأسود، وهذا القول يشد رواية مسلم بن إبراهيم، ومن تابعه. وقيل عن الأعمش عن سالم من غير ذكر لعمرو بن مرة. وروي عن الأعمش فيه قول آخر، والحديث في الأصل مضطرب - فالله أعلم -).

(1)

انظر: المجروحين (2/ 140)، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 108) ت/ 1940، والتقريب (ص/ 610) ت/ 4111.

(2)

(5/ 2812 - 2813/ 303) ورقمه/ 6663.

(3)

(1/ 140).

(4)

(3/ 314).

ص: 111

وروى ابن عبد البر في الاستيعاب

(1)

بسنده عن ابن لهيعة عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بلفظ: (اللهم لا تعذب أحدًا من آل ياسر بالنار)

وابن لهيعة هو: عبد الله، ضعيف، صرح بحديث. ومثله شيخه أبو صخر، واسمه: حميد بن زياد المدني - وتقدما -. وشيخه أبو معاوية.

مجهول الحال

(2)

، ويقال هو: عمار الدهني، وعمار صدوق - تقدم -. وأبو زرين اسمه: مسعود بن مالك الأسدي.

وخلاصة الكلام في تخريج هذا الحديث: أنه مضطرب؛ للاختلاف الكثير في سياق متنه، وإسناده. وبهذا حكم عليه الخطيب البغدادي - كما سلف في النقل عنه -. وقوله:(ابشروا آل ياسر موعدكم الجنة) ثبت باجتماع طرق تقدمت في الحديث الذي تقدم على هذا - والله تعالى أعلم -.

767 -

[19] عن عبد الله بن الحارث رحمه الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله، وعبيد الله، وكثيرًا بني العباس، ثم يقول:(منْ سبقَ إليَّ فلهُ كذَا، وكذَا). قال: فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره، وصدره، فيقبلهم، ويلتزمهم.

رواه: الإمام أحمد

(3)

عن جرير (هو: ابن عبد الحميد) عن يزيد بن أبي زياد عنه به

وعبد الله بن الحارث هو: ابن نوفل، له رؤية، وحديثه

(1)

(4/ 331).

(2)

انظر: الميزان (6/ 249) ت / 10619، والتقريب (ص/ 1207) ت/ 8442.

(3)

(3/ 335) ورقمه / 1836.

ص: 112

مرسل

(1)

. يرويه عنه: يزيد بن أبي زياد، وهو: الهاشمي - مولاهم - ضعيف، كبر، فتغير، وكان يتلقن، على شيعية فيه؛ فهو: مرسل ضعيف الإسناد. لا كما قاله الهيثمى

(2)

إنه حسن، أو كما قال الحافظ

(3)

إنه جيد الإسناد.

وهكذا حدث به يزيد بن أبي زياد - مرة -، وحدث به أخرى عن العباس بن كثير بن العباس عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمعنا أنا، وعبد الله، وقثم، وآخر، فيفرج بين يديه، ويقول:(من سبق فله كذا) الخ الحديث. أخرجه: أبو علي بن السكن، وابن منده من طريق صباح بن يحيى عن يزيد به، فيما أفاده: الحافظ في الإصابة

(4)

، وقال: (وخالفه جرير بن عبد الحميد، فقال: عن يزيد بن عبد الله بن الحارث

)، فذكر حديثه هذا، ثم قال:(وهذا أقوى من رواية صباح) اهـ. وصباح لعله الذي يروي عن الحارث بن حصيرة، ذكره ابن عدي في الكامل

(5)

، ونقل عن البخاري قال:(فيه نظر)، ثم ذكر أنه من الشيعة

(6)

.

(1)

انظر: المراسيل (ص / 111) ت / 178، وجامع التحصيل (/ 208) ت/ 343، والتقريب (ص/ 498) ت/ 3282.

(2)

مجمع الزوائد (9/ 17، 285).

(3)

التهذيب (8/ 421)، وكان قد عزاه إلى البغوي عن داود بن عمر عن جرير (وهو: ابن عبد الحميد).

(4)

(3/ 311).

(5)

(4/ 84 - 85).

(6)

وانظر: الميزان (3/ 20) ت / 3850.

ص: 113

وخلاصة الكلام عليه: أن الأشبه في سياق إسناده ما رواه صباح بن يحيي، وهو إسناد ضعيف.

768 -

[20] عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: (إذَا كانَ غداةُ الاثنينِ فأْتِنى بِولدكَ؛ حتَّى أدعُو لكَ بدعوةٍ ينفعكُ الله بِهَا، وولدَك)، فغدا، وغدونا معه، وَألبسنا كساء، ثم قال:(اللهمَّ اغفرْ للعبَّاسِ، وولَدهِ مغفرةً ظاهرةً، وباطنةً، لا تغادرُ ذنبًا، اللهمَّ احفظْهُ في ولَدِه).

رواه: الترمذي

(1)

بسنده عن عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس به

وقال: (هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه) اهـ. وزاد رزين

(2)

في حديث

(1)

في (كتاب: المناقب باب: مناقب العباس بن عبد المطلب - رضى الله عنه -) 5/ 611 ورقمه / 3762 عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن عبد الوهاب بن عطاء به. وتابع إبراهيم بن سعيد: يحيى بن جعفر بن أبى طالب، ورواه من طريقه: الخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 22) ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 287) ورقمه/ 465، والمزي في تهذيب الكمال (18/ 514 - 515).

(2)

كما في: جامع الأصول (9/ 23). ورزين هو: ابن معاوية السرقسطى الأندلسى (ت / 535 هـ). وكتابه اسمه: (تجريد الصحاح الستة)، جمع فيه بين الكتب الستة، ذاكرًا موطأ الإمام مالك بدل سنن ابن ماجه، ولا أعلم أنه موجود.

- انظر: جامع الأصول (1/ 48 - 50)، والسير (20/ 204)، وكشف الظنون (1/ 354)، وتاريخ الأدب العربى لبروكلمان (6/ 266).

ص: 114

الترمذي: (واجعل الخلافة باقية في عقبه)

(1)

. والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي

(2)

، وقال في تعليقه على المشكاة

(3)

: (وإسناده جيد، وأما زيادة رزين فهي منكرة، لا أعرف لها أصلا) اهـ. وتحسينه للحديث، وقوله إن إسناده جيد محل نظر؛ ففى السند: عبد الوهاب بن عطاء، وهو: الخفاف البصري، وثقه الجماعة، وقال البخاري، والنسائي:(ليس بالقوي)، وقال البخاري مرة

(4)

: (كان يدلس عن ثور، وأقوام أحاديث مناكير) اهـ، وحديثه هذا منها

قال صالح بن محمد الأسدي

(5)

: (أنكروا على الخفاف حديثًا رواه لثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في فضل العباس .... فكان يحيى بن معين يقول: "هذا موضوع"، وعبد الوهاب لم يقل فيه حدثنا ثور، ولعله دلس فيه). وسئل أبو زرعة عنه، فقال

(6)

: (روى عن ثور بن زيد حديثين ليسا من حديث ثور، وذكر ليحيى بن معين هذين الحديثين، فقال: "لم يذكر فيهما الخبر"، يعني: التحديث).

(1)

ولم أر هذه الزيادة في عدد من طبعات جامع الترمذي. ثم تبين لي أنها باطلة، لم يذكرها الترمذي أصلًا - كما سيأتي -.

(2)

(3/ 222) ورقمه / 2962.

(3)

(3/ 1736) رقم / 6149.

(4)

كما في: التهذيب (6/ 452 - 453).

(5)

كما في: تأريخ بغداد (11/ 23).

(6)

كما في: الجرح والتعديل (6/ 72) ت / 372.

ص: 115

والحديث إن من كان حديث ثور فإنه لم يصرح فيه بالتحديث - وهو يدلس - أحيانا -

(1)

. وفي السند: مكحول، وهو الشامي، مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالتحديث فيما وقفت عليه من طرق الحديث

فالحديث ضعيف من هذا الوجه على أقل أحواله.

والزيادة التى ذكرها رزين في كتابه لا أصل لها، بل هي باطلة، مكذوبة؛ لما قرره أهل العلم من أن كل حديث في ذكر الخلافة في بنى العباس فهو كذب

(2)

. ورزين أدخل في كتابه زيادات واهية لا تُعرف، وبلايا وموضوعات، لا يدرى من أين جاء بها، ولم ينبه على ذلك، وهذه إساءة

(3)

، وهذه من ذلك. والحديث قد ورد بنحوه، ومعناه من طرق لا يصح شئ منها - والله ولي التوفيق -.

769 -

[21] عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: (لا تبرحْ منزلَكَ، وبَنُوكَ

(4)

غدًا حتَّى آتِيْكُمْ، فإنَّ لي فِيكمْ حَاجَة). فانتظروه حتى

(1)

انظر: سنن أبى داود (1/ 117) عقب الحديث ذي الرقم/ 165. وملحق د/ عاصم القريوتي بآخر تحقيقه لتعريف أهل التقديس (ص/ 60).

(2)

انظر: المنار المنيف (ص/ 111).

(3)

انظر: السير (20/ 205)، والفوائد المجموعة للشوكاني، وتعليق المعلمي عليه (ص/ 62).

(4)

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه من ولد العباس: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وقثم، ومعبد، وكثير، وتمام، والحارث، وأم كلثوم. - انظر: الطبقات الكبرى (4/ 6)، والإصابة (1/ 187)، و (4/ 492) ت / 1824.

ص: 116

بعد ما أضحى، فدخل عليهم، فقال:(السَّلامُ عليْكُم)، قالوا: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال:(كيفَ أصْبَحتُم)، قالوا: نحمد الله. قال: (تقارَبُوا بزحفِ بعضكمْ إلى بَعْض)، حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته، ثم قال:(يَا رَبَ، هذَا عمِّي، وصِنُو أَبي، وهؤُلاء أهلُ بَيتي، فاستُرْهمْ منْ النَّارِ كسَتْرِي إيَّاهُم بملاءَتي هذِه)، فأمّنت أُسكُفّة

(1)

الباب، وحوائط البيت، فقالت: آمين - ثلاثا -.

هذا الحديث رواه: الطبراني في الكبير

(2)

عن علي بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله الهروي عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص

(3)

عن جده أبي أمه مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(4)

وقال - وقد عزاه إليه -: (روى ابن ماجه بعضه في الأدب

(5)

. رواه: الطبراني، وإسناده حسن) اهـ. وقوله إن إسناده حسن ليس بصحيح، لأن فيه: عبد الله بن

(1)

- بضم همزة القطع، والكاف، بينهما سين مهملة ساكنة، والفاء مشددة - يعنى: عتبة الباب السفلى.

الظر: شرح النووي على مسلم (9/ 225)، وهدى السارى (ص / 83).

(2)

(19/ 263) ورقمه / 584.

(3)

وكذا رواه أبو نعيم في فضائل الخلفاء (ص / 128) ورقمه / 145 بسنده عن محمد بن يونس عن عبد الله بن عثمان به.

(4)

(9/ 270).

(5)

(باب: الرجل يقال له كيف أصبحت) 2/ 1122 - 1123 ورقمه / 3711، من غير الشاهد.

ص: 117

عثمان بن إسحاق، قال ابن معين

(1)

: (لا أعرفه) اهـ، وذكره ابن عدي في الكامل

(2)

، ونقل عنه ابن حجر

(3)

أنه قال: (مجهول) اهـ، وذكره الأزدي في الضعفاء

(4)

، وقال:(منكر الحديث، لا أعرفه) اهـ، وقال الذهبي

(5)

: (ليس بقوي) اهـ، وقال ابن حجر

(6)

: (مستور) اهـ

ولم يقوه أحد - فيما أعلم -. حدث بهذا عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد، فيه جهالة، قال البخاري

(7)

في حديثه هذا: (لا يتابع عليه) ا هـ - وتقدم -، وحديثهما هذا منكر؛ لأنه حديث ضعيفين مجهولين لم يتابعهما أحد على لفظه، فيدل هذا على أنهما - أو أحدهما - تالف. يقول المعلمى

(8)

إن من كان يغرب مع جهالته وإقلاله فهو تالف.

ويشبه أن يكون الحديث - في غالب الظن -

(9)

موضوعًا بهذا السياق، بدليل قوله فيه: (فأمّنت أسكفة الباب، وحوائط البيت، فقالت: آمين -

(1)

كما في: تأريخ الدارمي عنه (ص/ 170) ت/ 608.

(2)

(4/ 161).

(3)

التهذيب (5/ 313).

(4)

كما في المرجع المتقدم (5/ 313).

(5)

الكاشف (1/ 572) ت/ 2847.

(6)

التقريب (ص / 525) ت / 3487.

(7)

كما في: تهذيب الكمال (27/ 132).

(8)

انظر: تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص/ 358).

(9)

والحكم بالوضع قد يكفي فيه غلبة الظن، كما جزم به المعلمى في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص/ 373).

ص: 118

ثلاثا -)!؟ فإن مثله لا يشبه ألفاظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يحيله العقل؛ فلا يقبل إلا بأسانيد ثابتة، ليس فيها مطعن. قال ابن دقيق العيد - لما ذكر الحديث الموضوع

(1)

-: (وأهل الحديث كثيرًا ما يحكمون بذلك باعتبار أمور ترجع إلى المروي، وألفاظ الحديث)، إلى أن قال:(كما سئل بعضهم: كيف تعرف أن الشيخ كذاب؟ قال: إذا روى: "لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها" علمت أنه كذاب) اهـ.

*وقوله: (هذا عمي وصنو أبي) ثابت من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - عند مسلم - وتقدم -

(2)

.

* والدعاء بسترهم من النار لم يرد إلا في أحاديث منكرة أو ضعيفة جدا، مذكورة هنا

وقال ابن القيم

(3)

: (وكل حديث في تحريم ولد العباس على النار فهو كذب) اهـ.

770 -

[22] عن عبد الله بن الغسيل - رضى الله عنهما - قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بالعباس، وقال:(يَا عمّ، اتْبعْني بنِيْك)، فانطلق بستة من بنيه: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وقثم، ومعبد، فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم بيتا، وغطاهم بشملة له سوداء، مخططة بحمرة، وقال: (اللهمَّ إن هَؤلاءِ أهلُ

(1)

الاقتراح (ص/ 25).

(2)

برقم/1405.

(3)

المنار المنيف (ص / 111).

ص: 119

بَيْتي، وعتْرَتي، فاستُرْهمْ منْ النَّارِ كمَا ستَرْتُهمْ بهذِهِ الشَّمْلَة)، قال: فما بقى في البيت مدر، ولا باب إلا أمن.

هذا الحديث رواه: الطبراني في الأوسط

(1)

عن علي بن سعيد الرازي عن محمد بن صالح بن مهران عن مروان بن ضرار الفزاري عن عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي عن أبيه عن عامر بن عبد الأسد العبسى عنه به

وقال: (لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن الغسيل إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن صالح بن مهران) اهـ. وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إلى الطبراني -:(وفيه جماعة لم أعرفهم) اهـ، ولعله يقصد: مروان بن ضرار، وعبد الرحمن بن الحكم، وأباه، وعامر بن عبد الأسد؛ فإني لم أقف على تراجمهم. وعلى بن سعيد - شيخ الطبراني - هو: ابن بشير، قال الدارقطني:(ليس بذاك، تفرد بأشياء) اهـ - وتقدم -، ولا أعلم أحدًا تابعه على الحديث من هذا الوجه. وشيخه محمد بن صالح لا بأس به

(3)

. وعبد الله بن الغسيل هو: عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، توفي

(1)

(5/ 49) ورقمه/ 4083، وعنه أبو نعيم في المعرفة والتأريخ (3/ 1746 - 1747) ورقمه/ 4426 - الوطن -.

(2)

(9/ 269 - 270).

(3)

انظر: الثقات لابن حبان (9/ 125)، والتقريب (ص/ 855) ت/ 6001.

ص: 120

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله هذا ابن سبع سنين - على القول الصحيح

(1)

-.

ورواه: ابن قانع في المعجم

(2)

عن محمد بن زكريا الغلابي عن شعيب بن واقد عن عبد الملك بن محمد الأسلمي عن عبد الرحمن بن الحكم به، بنحوه، مختصرًا.

والغلابي قال الدارقطني: (يضع الحديث) - وتقدم -؛ فهو موضوع بهذا الإسناد.

وهو بالإسناد الأول يشبه أن يكون كذبًا؛ لأنه ليس عليه أمارات القبول. وقد جزم ابن القيم كما سبق - قريبًا - نقله عنه بأن كل حديث في تحريم ولد العباس على النار فهو كذب.

771 -

[23] عن سهل بن سعد الساعدي - رضى الله تعالى عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: (ستركَ الله يا عمّ، وذرِّيتَكَ من النَّار).

(1)

انظر: الاستيعاب (2/ 286)، وجامع التحصيل (ص / 209) ت / 350، والإصابة (2/ 299) ت / 4637.

(2)

(2/ 73).

ص: 121

رواه: الطبراني في الكبير

(1)

بسنده عن أبي مصعب إسماعيل بن قيس

(2)

عن أبي حازم عن سهل بن سعد به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(3)

، وعزاه إليه هنا، ثم قال:(وفيه: أبو مصعب إسماعيل بن قيس، وهو ضعيف) ا هـ. وإسماعيل بن قيس حاله أنكى من ذلك، فقد قال فيه البخاري

(4)

: (منكر الحديث) ا هـ، ووافقه: الدارقطنى

(5)

، وقال ابن عدي

(6)

: (وعامة ما يرويه منكر) اهـ، وقد تفرد عن أبي حازم سلمة بن دينار بأحاديث في الفضائل لا يتابعه أحد عليها، يسبق إلى القلب أنها

(1)

(6/ 154 - 155) ورقمه/ 5829 عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدى عن سعيد بن سليمان عن أبي مصعب به.

(2)

الحديث رواه - أيضًا -: يعقوب بن سفيان في المعرفة والتأريخ (1/ 504)، وعبد الله في زياداته على الفضائل (2/ 940) ورقمه/ 1810، و (2/ 941) ورقمه/ 1812، والبغوي في المعجم (4/ 383) ورقمه / 1840، و (4/ 384) ورقمه / 1841، وابن حبان في المجروحين (1/ 127 - 128)، وابن عدي في الكامل (1/ 301)، وابن سمعون في أماليه - من رواية: هبة الله بن المظفر عنه، والحاكم في المستدرك، كلهم من طرق عن إسماعيل بن قيس به.

(3)

(9/ 269).

(4)

الضعفاء الصغير (ص/ 33) ت/ 18.

(5)

الضعفاء والمتروكون (ص/ 137) ت/ 80.

(6)

الكامل (1/ 301)، وانظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 118) ت /403.

ص: 122

موضوعة، ذكر بعضها بعض أهل العلم في تراجمهم له

(1)

. والذي يبدو أن سبب ذلك أنه قد أتى عليه أكثر من تسعين سنة، وكان عنده كتاب عن أبي حازم، فضاع منه، فوجدت المناكير في روايته عنه

(2)

. وهذا منها.

والحديث صححه الحاكم في المستدرك

(3)

، وتعقبه الذهبى في التلخيص

(4)

، فأعله بضعف إسماعيل. وتقدم نحوه - آنفًا قبل حديث واحد - من حديث أبي أسيد - رضى الله عنه -، وعلمت ما فيه.

والحديث: منكر، يشبه أن يكون كذبًا لما تقدم شرحه، ونقله عن ابن القيم رحمه الله في مثله، أو نحوه - وبالله التوفيق -.

772 -

عن سهل بن سعد - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ اغفرْ للعبَّاسِ، وأبناءَ العبَّاسِ، وأبناءَ أبناءِ العبَّاس).

رواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن عبد الرحمن بن حاتم المرادي عن نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت

(1)

انظر: المجروحين (1/ 127 - 128)، والكامل لابن عدي (1/ 301)، والميزان (1/ 245) ت / 927، والحديث ذي الرقم / 1494.

(2)

انظر: الضعفاء الصغير (ص / 33) ت / 18، والجرح والتعديل (2/ 193) ت / 653، والمجروحين (1/ 127 - 128).

(3)

تقدمت الحوالة.

(4)

(3/ 326).

(5)

(6/ 205) ورقمه / 6020.

ص: 123

عن سهل بن سعد به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(1)

، وقال:(رواه: الطبراني عن شيخه عبد الرحمن بن حاتم المرادي، وهو متروك) ا هـ، وهو كما قال، قال مسلمة بن القاسم

(2)

: (ليس عندهم بثقة)، وقال ابن الجوزي

(3)

: (متروك الحديث)

(4)

. وشيخه: نعيم بن حماد، وهو: أبو عبد الله الخزاعى، قال مسلمة بن القاسم:(كان صدوقًا كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها). والحديث ضعيف جدًّا بهذا اللفظ، ولا يشهد له إلا ما ينكر. وأبو الزناد في السند هو: عبد الله بن ذكوان.

773 -

[25] عن سعد بن تميم - رضى الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أينَ بَنُوك)؟ قلت: ها هم أولاء، قال:(فأْتني بِهِم). فأمرت أهلى، فألسبتهم قمصًا بيضاء، ثم أتيته بهم، فقال:(اللهمَّ إنِّي أُعِيذُهمْ بِكَ منْ الكُفرِ، والضَّلالَةِ، ومنْ الفقرِ الَّذي يُصِيبُ بَني آدَم).

رواه: الطبراني في الكبير

(5)

عن محمد بن حاتم المروزي عن حبان بن موسى عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بلال بن

(1)

(9/ 269).

(2)

كما في: لسان الميزان (3/ 409) ت/ 1611.

(3)

الضعفاء والمتروكون (2/ 91) ت / 1859.

(4)

وانظر الميزان (3/ 268) ت/ 4839.

(5)

(6/ 45) ورقمه/ 5462. وهو في: مسند الشاميين (1/ 352) ورقمه/ 611.

ص: 124

سعد عن أبيه به

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات

(1)

. ولكن له علة؛ فقد ذكر الحافظ في الإصابة

(2)

أن ابن أبي داود رواه: من طريق ابن جابر عن بلال بن سعد أن أباه لما احتضر قال: أي بنى، أين بنوك؟ قال بلال: فأمرت أهلى فألبسوهم قمصًا بيضاء، ثم أتيته بهم، فقال:(اللهم إني أعوذ بك من الكفر، ومن الضلال في العمل ومن السب ومن الفقر إلى بنى آدم). ثم قال: ورواه ابن المبارك في الزهد

(3)

كذلك. ثم ذكر رواية الطبراني المرفوعة وقال: (وكأن رفعه وهم - والله أعلم -) اهـ، وعليه: فكأن أحد رواته دون ابن المبارك وهم، فرفع الحديث، والأشبه ما رواه: ابن أبي داود - إن كان محفوظًا - والله تعالى أعلم.

774 -

[26] عن الزبير بن العوام - رضى الله عنه - قال: (دعَا لي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وولَدِي، ولِولَدِ ولَدِي

(4)

).

(1)

وانظر: مجمع الزوائد (9/ 414).

(2)

(2/ 22) ت /3131.

(3)

لم أعثر عليه.

(4)

ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 100 - 101)، والمحب الطبري في الرياض النضرة (2/ 291 - 294، 298 - 299) أن للزبير من الولد أحد عشر ذكرًا، وتسع نسوة. وبعد النظر تبين أنه ليس أحد منهم له صحبة، أو رؤية إلّا: عبد الله، وخديجة الكبرى، وزينبا.

ص: 125

هذا الحديث رواه: أبو يعلى

(1)

عن زهير عن محمد بن الحسن المدني عن أم عروة ابنة جعفر بن الزبير بن العوام عن أبيها عن الزبير به

وأورده الهيثمى في مجمع الزوائد

(2)

، وقال - وقد عزاه إليه -:(وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو متروك) اهـ، وابن زبالة قدمت أنه كذبه جماعة من أهل العلم واتهم بسرقة الحديث. وأم عروة لم أقف على ترجمة لها

(3)

. وأبوها ترجمه البخاري

(4)

، وابن أبي حاتم

(5)

، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات

(6)

، ولم يتابع - فيما أعلمه -

(7)

والحديث موضوع، ولا أعلمه ورد بغير هذا الإسناد. وزهير - شيخ أبي يعلى - هو: ابن حرب، أبو خيثمة.

* وسيأتي مما يدخل في هذا القسم من الأحاديث: ما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن أبي أوفى ينميه: (اللهم صل على آل أبي أوفى)

(8)

.

(1)

(2/ 43) ورقمه / 682.

(2)

(9/ 152).

(3)

وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (5/ 184)

(4)

التأريخ الكبير (2/ 190) ت/ 2156.

(5)

الجرح والتعديل (2/ 478) ت/ 1948.

(6)

(4/ 105).

(7)

وانظر: التهذيب (2/ 92).

(8)

سيأتي في فضائل: علقمة بن الحارث، ورقمه/ 1635.

ص: 126

* ما رواه: البزار، وغيره من حديث جابر بن عبد الله ينميه:(جزاكم الله معشر الأنصار خيرًا، ولا سيما: آل عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة)

وهو حديث صحيح

(1)

.

* وما رواه: أبو داود، وغيره من حديث قيس بن سعد بن عبادة ينميه:(اللهم اجعل صلواتك، ورحمتك على آل سعد بن عبادة)

وهو حديث حسن لغيره

(2)

.

* وروى الطبراني في الكبير من حديث أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى: (إن أول أربعة يدخلون الجنة: أنا، وأنت، والحسن، والحسين. وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا)

وهو حديث منكر - وتقدم -

(3)

.

(1)

تقدم في فضائل: الأنصار، ورقمه / 424.

(2)

سيأتي في فضائل: سعد بن عبادة، ورقمه / 1459.

(3)

في فضائل: علي، والحسنين، ورقمه / 698.

ص: 127