الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن عبد الله بن نمير، عن أبيه، وأخرجه الترمذي، والنسائي، من طرق كلها ترجع إلى عكرمة بن خالد، فوقع لنا موافقة، والله أعلم.
الحديث العاشر من ((كتاب الأربعين))
جمع الإمام الحافظ شيخ العراق، وبقية حفاظ الآفاق أبي الحسن علي بن عمر بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني، شيخ وقته، وأوحد عصره، وواحد دهره، في علم العلل، وجمع المؤتلف والمختلف، والأطراف، وطرق الاختلاف، وعلم النحو والعربية، جمع كتاب السنن، وذكر علل الحديث، وبين الغريب، وميز الصحيح من السقيم. وشهد له أهل زمانه، والعلماء من أقرانه بالحفظ والإتقان، مع صحة الاعتقاد، وجودة الانتقاد. وقرأ الفقه في أول عمره على أبي سعيد الإصطخري، أو على بعض أصحابه. ورحل من بغداد بعد أن علت سنه إلى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر. واستفاد منه الحفاظ من أهل الشام ومصر. واقتدى به في تصانيفه أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، وتخرج به، وأحسن الثناء عليه. وسمع بالعراق أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث، وخلقاً سوى هؤلاء. روى عنه من الأيمة أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، صاحب كتاب المستدرك، والتاريخ، وأبو نعيم الأصبهاني وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي وغيرهم. وجمع الغرائب وتكلم عليها في مائة جزء، وكتاب العلل في أربع مجلدات كبار. وجمع هذه الأربعين على شرط الشيخين البخاري ومسلم -رحمهما
الله- وتعرف بأربعين أبي بردة، بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله عنه.
وكان مولده في ذي القعدة سنة ست وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله يوم [الأربعاء] لثمان خلون من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة ببغداد، ودفن قريباً من قبر معروف الكرخي، وزرت قبره بها.
أنا الشيخ الصالح أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن الحسين بن شنيف بن محمد البغدادي الدارقزي، بقراءتي عليه في المرة الأولى بالجانب الغربي من مدينة السلام، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا محمد بن هشام المروزي، ثنا أبو معاوية، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ:{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} .
وكذلك رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن بريد.
الدارقطني منسوب إلى محلة كبيرة ببغداد تعرف بدار القطن. وكذلك الدارقزي إلى محلة دار القز بالجانب الغربي.
وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير التميمي، من رجال الصحيحين.
وأبو بردة اسمه بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الكوفي، يروي عن جده.
وأبو بردة جده اسمه عامر بن عبد الله بن قيس. وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري، رضي الله عنه، وقال أبو موسى الحافظ الأصبهاني في كتاب ((الوظائف)) من تأليفه، أن اسم بريد اشتق من كنية جده أبي بردة، وكان مسترضعاً في البادية، فإنه أتي به إلى أبيه ملفوفاً في بردة، فكناه أبا بردة.
والحديث صحيح متفق عليه، رواه البخاري عن صدقة بن الفضل، عن أبي معاوية. وأخرجه مسلم عن أبي نمير عنه، فوقع لنا بدلاً عالياً برجل، ولله الحمد.