الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوسف، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك. ولفظ الصحيح:((إذا سمعتم المؤذن)) .
الحديث الخامس والثلاثون، من ((كتاب الأربعين البلدان))
، من جمع الإمام الحافظ الناقد البارع أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر. أحد العلماء، والحفاظ المتقنين، والأيمة المذكورين. حج إلى بيت الله الحرام، ورحل إلى بغداد مرتين، ودخل خراسان، والعراق، وأصبهان، في طلب الفقه والحديث. وجمع الأبواب والطرق والمعجم بأسماء شيوخه، وأملى في كل فن، وجمع للشام تاريخاً لم يسبق إلى مثله في ثمان مائة جزء، وكتاب الأشراف في أطراف الكتب الأربعة: أبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجة ورتبها، وأتقنها إتقاناً لم يسبق إلى مثله. وتقدم وتصدر في بلده، وشهد له أهلها بالحفظ والفضل، وبنى له نور الدين الملك العادل محمود ابن قسيم الدولة داراً للحديث، وحدث بها، ونشر العلم، واجتهد في إفادته وبلغت أماليه قريب الأربع مائة، كل مجلس في فن. وحذا في هذه الأربعين حذوا الحافظ أبي طاهر السلفي، في ذكر الرواية في البلدان الأربعين، وزادها من الغرابة أن جعلها عن أربعين من الصحابة، وتكلم على
أحاديثها، ورواياتها، وله غيرها من الأربعينيات والمجموعات. وكان مولده بدمشق سنة تسع وتسعين وأربع مائة. وتوفي ليلة الاثنين الحادي عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مائة، رحمه الله.
أخبرنا جدي ووالدي -رحمهما الله- قراءة عليهما بدمشق، قالا: أنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر بدمشق، أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن الحسيني بدمشق، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن، أنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن [يزيد] ، عن أبي
إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أنه قال:((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسة واحدة. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) .
قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
أبو ذر سبق ذكره، وإنما أعدت حديثه ههنا لأن رواته كلهم شاميون، ولم أجد في الأربعين التي رويت عنها حديث أبي ذر المقدم ذكره -حديثاً على شرط ما ذكرته سوى ذلك الحديث.
وهذا آخر من الأربعين المذكورة عن صحابي آخر، وفاء بالشرط. أخبرنا جدي ووالدي -رحمهما الله- قالا: أنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر، أنا أبو القاسم عبد الواحد
ابن محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن المديني المعروف بدولجة، بقراءتي عليه بمدينة جي، أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ ببغداد، أنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، أنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، أنا شعبة عن عبد الملك ابن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم -
((أن رجلاً مات ودخل الجنة فيقال له: ما كنت تعمل؟ فأما ذكر وأما ذكر. فقال: كنت أبايع الناس وكنت أنظر المعسر وأتحرز، في السكة أو في النقد، فغفر له)) فقال أبو مسعود: ((وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) . المحاملي، منسوب إلى المحامل التي يركب فيها.
وأبو مسعود هو عقبة بن عمرو البدري، نسبة إلى ماء يقال له بدر، ولم يشهد بدراً في قول الأكثرين.
وحذيفة بن اليمان رضي الله عنه واسمه حسيل بن جابر العبسي.
والحديث الأول صحيح انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه، فرواه عن أبي بكر محمد ابن إسحاق بن جعفر الصاغاني، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني فقيه أهل دمشق. وليس لأبي إدريس عن أبي ذر في الصحيح غير هذا الحديث. وقد وقع لنا بدلاً عالياً، ولله المنة.