الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيثُ الثَّانِي
أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ الْمُتْقِنُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَافِظِ زَكِيُّ الدَّينِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبِرْزَالِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الدَّرْجِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَعَفِيفَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الْفَارِفَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا إِجَازَةً، قَالُوا: أنا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوْزَدَانِيَّةُ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«الْمُسِلمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ، لَمْ يُخَرَّجْ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
تَرْجَمَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ.
شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ بِدِمَشْقَ، وَاسْتَجَازُوا لَهُ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيبِ، وَابْنِ عَلَّاقٍ، وَابْنِ عَزُّونَ، وَمَشَايِخِ الْعَصْرِ، وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ وَالِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ إِلَى سَمَاعِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ غُنَيْمَةَ الْإِرْبِلِيِّ، فَأَحَبَّ طَلَبَ الْحَدِيثِ، وَدَارَ عَلَى الشُّيُوخِ، وَنَسَخَ الْأَجْزَاءَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ ابْنِ أَبِي الْخَيْرِ، وَالْجَمَّالِ عُمَرَ بْنِ عَلَّاقٍ، وَابْنِ الدَّرْجِيِّ، وَابْنِ شَيْبَانَ وَرَافَقَ الْمِزِّيَّ فِي أَكْثَرِ مَسْمُوعِهِ، وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنَ الْعِزِّ الْحَرَّانِيِّ وَالْمَوْجُودِينَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْمَلِيحِ الصَّحِيحِ كَثِيرًا، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ لَا يُحْصَى مِنَ الْمَشَايِخِ وَكَتَبَ ثَبْتَهُ لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ، فَبَلَغَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مُجَلَّدَةً، انْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ كَثِيرًا فِي زَمَانِهِ وَمِنْ بَعْدِهِ وَإِلَى الْيَوْمِ، وَعَمِلَ تَارِيخًا بَدَأَ فِيهِ مِنْ عَامِ مَوْلِدِهِ وَهُوَ عَامُ وَفَاةِ أَبِي شَامَةَ، فَجَعَلَهُ صِلَةً لِتَارِيخِهِ وَهُوَ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ مَجَامِيعُ مُفِيدَةٌ، وَعَمَلٌ فِي فَنِّ الرِّوَايَةِ قَلَّ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ، وَبَلَغَ مُعْجَمُهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَةِ فَوْقَ الثَّلَاثَةِ آلَافٍ، وَكَانَ صَادِقَ اللَّهْجَةِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَأَتْبَاعٍ، فَصِيحَ الْقِرَاءَةِ سَرِيعَهَا، قَرَأَ مَا لَا يُوصَفُ، وَرَوَى مِنْ
ذَلِكَ جُمْلَةً وَافِرَةً، وَكَانَ كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، مُتَوَدِّدًا، لَا يَتَكَثَّرُ بِفَضَائِلِهِ، وَلَهُ وُدٌّ فِي الْقُلُوبِ وَمَحَبَّةٌ فِي الصُّدُورِ، وَحَدَّثَ قَدِيمًا فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ ابْنِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يَخْلُفْ فِي مَعْنَاهُ مِثْلَهُ، قَدْ تَفَقَّهَ مُدَّةً بِالشَّيْخِ تَاجِ الدِّينِ الْفَزَارِيِّ، وَصَحِبَهُ كَثِيرًا حَضْرًا وَسَفَرًا، تُوُفِّيَ مُحْرِمًا بِالْخُلَيْصِ فِي يَوْمِ الْأَحَدِ رَابِعِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ