المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام د. سعود بن عبد - دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام

[سعود بن عبد العزيز الخلف]

فهرس الكتاب

- ‌ملخص البحث

- ‌الفصل الأول: دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام

- ‌مقدمة:

- ‌المبحث الأول: الذين قالوا بمجيئه بعد ارتفاعه بوقتٍ قصير

- ‌المبحث الثاني: الذين قالوا بمجيئه قبل القيامة وأنه يؤسس مُلكاً على الأرض مدته ألف سنة

- ‌مدخل

- ‌المطلب الأول: وقت وكيفية مجيئه:

- ‌المطلب الثاني: علامات المجيئ:

- ‌المطلب الثالث: الحوادث التي تقع بعد الألف سنة

- ‌المبحث الثالث: من يرى أن مجيء المسيح عليه السلام إنما هو للقيامة والحساب وأنه لا يؤسس ملكاً على الأرض

- ‌مدخل

- ‌المطلب الأول: العلامات التي يتفقون عليها:

- ‌المطلب الثاني: الأشياء التي يختلفون فيها:

- ‌الفصل الثاني: الرد على النصارى في دعاوى المجيء

- ‌المبحث الأول: بطلان المصادر المعتمدة إجمالاً

- ‌المطلب الأول: العهد القديم، وطعن طائفة من اليهود والنصارى فيه

- ‌المطلب الثاني: العهد الجديد وإقرار النصارى بجهالة كُتَّاب تلك الكتب:

- ‌المبحث الثاني: في بطلان ما استدلوا به من دعاويهم في المجيء سنداً ومتناً

- ‌المطلب الأول: "سفر دانيال

- ‌المطلب الثاني: "رسائل بولس

- ‌المطلب الثالث: سفر "رؤيا يوحنا

- ‌الخاتمة

- ‌الحواشي والتعليقات

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام د. سعود بن عبد

دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام

د. سعود بن عبد العزيز الخلف.

أستاذ مشارك – قسم العقيدة – كلية الدعوة وأصول الدين – الجامعة الإسلامية

‌ملخص البحث

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:

فإن بحث "دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام يكشف عن اضطراب النصارى في هذه الدعوى كسائر تقريراتهم الدينية فقد كانوا بعد رفع المسيح عليه السلام على أمل في مجيئه ودعوته قريبا.

وكثر كلامهم في هذا الموضوع حتى ظن بولس أن المسيح سيعود وهو حي وأنه سيرتفع معه إلى السماء ولا زال هذا هاجسا لهم إلى أن ارتقع الاضطهاد عنهم فزالت عنهم حالة الترقب التي يقويها في الغالب الخوف والضعف فأعرض الجمهور الأعظم منهم عن هذه الدعوى وزعموا أن مجيئه إنما يكون للقيامة وخالفهم في ذلك طوائف أخرى جعلوا جل نشاطهم في إظهار ذلك الأمر وادعوا أن المسيح سيعود قريبا ويقيم حكما لمدة ألف سنة على الأرض بعدها تكون القيامة بعد أن يقضى على الدجال ويأجوج ومأجوج والشيطان.

وبدراسة أقوالهم يتبين أن النصارى ينطلقون في دعاويهم من أمرين:

أولا: نصوص ليست ثابتة في أصلها وليست واضحة في مدلولها بل ربما تكونألغازا مستغلقة لا يمكن فك رموزها إلابضرب من التخمين.

ثانيا: فهوم خاصة تنبع من الأهواء المستحكمة.

وقد قمت في هذه الدراسة بتفصيل هذا كله ليكون المسلم أكثر حمدا وشكرا لله تعالى بما أنعم على المسلمين من الهداية إلى دينه القويم وصراطه المستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 343

مقدم

ة

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.

فإن نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان كما هو الاعتقاد الحق لدينا نحن المسلمين، من العقائد التي يشاركنا فيها من وجه كلٌ من النصارى واليهود، وهو من الموضوعات - بالنسبة للنصارى واليهود - القديمة المعاصرة، بمعنى أن الاعتقاد بنزوله عليه السلام لمَّا صار مستقراً في أذهانهم ولم يتحدد له وقت معين بصورةٍ مؤكدة، صار أصحاب كل من الديانتين في ترقبٍ شبه دائم، مع بروز الدعوات عن قرب مجيئه وأنه وشيك، حيث تسمع المناداة بقرب مجيئه في كثيرٍ من شوارع الغرب التي يجوبها بعض متحمسيهم، بل إنني أذكر أن أحد الإخوة في فرنسا كان يسكن في بيت عجوزٍ فرنسية، فسألته مرةً عن حالها، فأخبرني أنها امرأة متمسكة بدينها وأنها لم تتزوج قط، وأخبرني أنه من الغريب في شأن هذه المرأة أنها تعتقد أنها لن تموت؟! وإنما سيأتي المسيح قريباً فيأخذها إليه، وهي في انتظارٍ دائمٍ لهذا الحدث السعيد. فقلت: سبحان الله كيف تَزيَّن الباطل لأهله

ص: 344

فصاروا يرونه حسناً وصدق الله القائل: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام 108] .

وقوله تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر 8] .

واليهود كذلك ينتظرون المسيح بلهفٍ شديدٍ وترقبٍ دائم، حتى إن من حاخاماتهم من كان يقول لأهله إذا أراد النوم: إذا جاء المسيح المخلص وأنا نائمٌ فأيقظوني دون تردد، ومنهم من جعل غرفةً خاصةً في بيته ووضع فيها كل غالٍ وثمين، ولا يسمح لأحدٍ بدخولها يسميها "غرفة المسيح" 1،بل إن بعض الكَّتاب يرى أن من أكبر دوافع الغرب وخاصةً أمريكا في دعم اليهود للتجمع في فلسطين وحماسهم للدفاع عنهم، هو اعتقادهم أنهم بهذا يمهدون الطريق لسرعة مجيء المسيح.2

هذه التصورات والأعمال مبنية على اعتقاداتٍ لدى القوم، فأحببت أن أكتب في هذا الموضوع بالنسبة للنصارى أولاً، فأجلّيَ موقفهم الديني من مجيء المسيح عليه السلام وأبين بالتالي أن كثيراً مما ادعوه باطلٌ بناءً على بطلان مصادرهم وبطلان مفهومهم لها.

وقد قسمت هذا البحث إلى فصلين وخاتمة:

الفصل الأول: في دعاوى النصارى في مجيء المسيح عليه السلام.

وفيه مقدمة وثلاثة مباحث:

المقدمة وفيها: أدلة النصارى على المجيىء.

المبحث الأول: الذين قالوا بمجيئه بعد وقت قصير من ارتفاعه.

ص: 345

المبحث الثاني: الذين قالوا بمجيئه قبل القيامة، وأنه يؤسس ملكاً على الأرض مدته ألف سنة. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: كيفية مجيئه.

المطلب الثاني: علامات مجيئه.

المطلب الثالث: الحوادث التي تقع بعد الألف سنة.

المبحث الثالث: من يرى أن مجيء المسيح إنما هو للقيامة والحساب وأنه لايؤسس ملكاً على الأرض. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: العلامات التي يتفقون عليها.

المطلب الثاني: العلامات التي يختلفون فيها.

الفصل الثاني: الرد على النصارى في دعاوى المجيء. وفيه مبحثان:

المبحث الأول: بطلان المصادر المعتمدة إجمالاً. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: العهد القديم، وإنكار طائفة من اليهود والنصارى لقدسيته.

المطلب الثاني: العهد الجديد، وإقرار كثير من النصارى بجهالة كتاب تلك الكتب.

المبحث الثاني: في بطلان مااستدلوا به على دعاويهم في المجيء سنداً ومتناً. وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: سفر دانيال.

المطلب الثاني: رسائل بولس.

المطلب الثالث: سفر رؤيا يوحنا.

ثم الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث.

ص: 346