الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرب".كما أن اعتقاد المجيء السريع للمسيح كان منتشراً بين أناسٍ كثيرين من النصارى في تاريخهم المبكر بعد رفع المسيح عليه السلام. 6
وفي نهاية القرن الثاني الميلادي ادعت امرأتان اسم احداهما "بريسكلا" والأخرى "ماكسيميلا" النبوة، وأعلنتا عن قرب نهاية العالم، ورجوع المسيح عليه السلام وأن بيت المقدس الجديد سوف ينزل على القرية الصغيرة "بيبوزا" وأمرتا أتباعهما بالاستعداد لهذا المجيء بالكف عن الزواج، وزيادة أوقات الصيام، والامتناع عن شرب الخمر والأطعمة الشهية، واجتمع جمعٌ غفيرٌ منهم في "فريجيا" انتظاراً لرجوع المسيح، حتى إن أسقفاً من سوريا قاد كل أعضاء كنيسته ليقابلوا المسيح في الصحراء، ولكنهم ضلوا الطريق، وكانوا على شفا الموت جوعاً لولا أن أنقذتهم السلطات. 7
المبحث الثاني: الذين قالوا بمجيئه قبل القيامة وأنه يؤسس مُلكاً على الأرض مدته ألف سنة
مدخل
…
المبحث الثاني: الذين قالوا بمجيئه قبل القيامة وأنه يؤسس مُلكاً على الأرض مدته ألف سنة
طائفةٌ من النصارى يرون أن المسيح عليه السلام سيأتي إلى الأرض، ويؤسس بذلك مُلكاً مدته ألف سنة، يسمون "الألفيين"، وعلى هذا الرأي من المتقدمين:"جاستن مارتر" 8و"إيريانوس"، 9 و"ترتليان"10.
يقول "دين الفورد": "إن الكنيسة كلها في الثلاثمائة سنة الأولى من العصر المسيحي تفهم ملك الألف سنة في معناه الواضح، بأنه ملك حرفي على الأرض" 11، وعليه أيضاً "ناشد حنا"، صاحب كتاب " شرح سفر الرؤيا "، وكذلك أخذ به من النصارى من يُسمّون بـ"لأصوليين" 12، وهي
فرق انبثقت من " البروتستانت" 13، مثل:" السبتيين" 14، و" شهود يهوه" 15، و"المورمون"16.
ومن أقوالهم في هذا: قول صاحب كتاب "يسوع على الأبواب": "سيأتي المسيح ثانيةً، ويقيد الشيطان ألف سنة، ويؤسس مملكته على الأرض، وسيملك معه القديسون"17.
ويقول"إبراهيم صبري" صاحب كتاب "خطوة خطوة نحو نهاية العالم": "لابد للمسيح أن يعود مرةً ثانيةً ليسترد كرامته التي أُهينت في نفس المكان الذي أهين فيه، فإذا كان قد جاء في المرة الأولى إلى الأرض في صورة الضعف والاتضاع كالحمل الوديع من أجل تحقيق هدفٍ سامٍ هو رفع خطيئة العالم
…
فلابد أن يأتي مرةً أخرى إلى الأرض نفسها
…
كالأسد لكي يسود ويملك وتوضع أعداؤه موطئاً لقدميه" 18.
ويستدلون لهذا المجيء بنصوصٍ وردت في "العهد القديم" و"الجديد" فمما ورد في "سفر دانيال" 7/13 - 14 "كنت أرى في رؤى الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان، أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه، فأُعطي سلطاناً، ومجداً، وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب، والأمم، والألسنة، سلطانه سلطانٌ أبدي ما لن يزول، وملكوته مالا ينقرض".
ومما جاء في "العهد الجديد" ما ورد في "إنجيل متى" 24/30 "قال الرب: وحينئذٍ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحابٍ السماء بقوةٍ ومجدٍ كثير".