الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبا لها دنيا
!!
موت الأكباد!! مهداة إلى روح ابنتي "سعيدة"
أتينا إلى الدنيا برغم اختيارنا
…
ونرحل عنها مثلما قد أتينا
لقينا بها ما لا نطيق احتماله
…
من الهم والآمال فيها أضعناها
وهذ منى نفسي "سعيدة" لم أذق
…
هناء حياتي مذ فقدت محياها
بها نزل الموت المفرق فجأة
…
كصاعقة! لم ندر كيف فقدناها
ولم يرحم البيت الذي هي روحه
…
ولا أسرة تحنو عليها وترعاها
ولم يقدر العشر الأواخر قدرها
…
ولا العيد إذ في ليلة العيد وافاها
ولم يرحم البنت الوحيدة بعدها
…
"نعيمة" إذ كادت تلاقي مناياها
ولم يك- لما زارها الموت عندها-
…
سواها فكادت أن تجن لبلواها
ولا حافظ القرآن منية أمه
…
"مرادا" ولا الآي الكريمة راعاها
ولم يرع "سلمانا" ولا بكر أمه
…
"فؤادا" ولا الزوج الذي ليس ينساها
وإني من هول المصاب شقيقها
…
"رجاء" ولم يصبر أبوها لمنعاها
ولا أخوات لم يصبن بمثلها
…
صعقن جميعا للردى إذ توخاها
فلله ما أشقى الورى بحياتهم
…
ولله ما أشقى الحياة وأقساها
وتبا لدنيا لا يدوم صفاؤها
…
ولا تنقضي آلامها ورزاياها
ويا عجبا ممن يغر بزيفها
…
ويعبدها حبا وينسى بلاياها
فيا عالم النجوى ويا راحم الورى
…
وكاشف بلواها وسامع شكواها
سألتك إيمانا برحمتك التي
…
وسعت بها الدنيا وعمت عطاياها
سألتك لطفا عاجلا يطفأ الجوى
…
وصبرا يقي نفسي مفاتن دنياها
الجزائر آخر يوم من رمضان 1415 للهجرة.