الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسالة إلى "الوزير شيبان عبد الرحمن
"
مهداة إلى الشاعر "أحمد سحنون" من الشاعر "عبد الرحمن زناقي"
لقد جئته صبحا مجيئة زأئر
…
لأشهد عملاقا بأثواب شاعر
وقائد أفكار يقود جيوشها
…
إلى النصر محفوفا بكل المفاخر
وقد كان طلق الوجه فيه مهابة
…
تنبئ عن نبل بأقصى السرائر
فذكرني جمعية سلفية
…
بها شرف المولى جميع المنابر
وأعلى بها قدر الجزائر في الورى
…
وأطلق منها بغتة كل ثائر
فزودني والزاد كان وصية
…
بها قد رأيت الله في حلم خاطري
وأقرضني ديوانه كي أرى له
…
حصاد سجون القهر في عهد جائر
ولما قرأت السفر يممت مسجدا
…
بهضبة مجد في ضواحي الجزائر
لكي أرجع الأشعار صبحا لربها
…
وقد خرزت في السفر مثل الجواهر
ولكن وجدت الشاعر الفحل غائبا
…
ومسجد ما فيه ظل لزائر
ولما سألت القوم قال كبيرهم:
…
وهم في مكان عامر بالمخاطر
لقد سجن الصقر الذي كان فكره
…
يقود إذا ما طار مليون طائر
فصليت شفعا ثم إني بلا ونى
…
لفظت كلاما فيه أرقى المشاعر
وعدت إلى داري بصحبة هاتف
…
يردد قولا في كهوف ضمائري
سأوصل أسفارا إلى خير شاعر
…
له انقادت الأبيات طوعا كناثر
ولو أنني في السجن صرت
…
لأنني أوفي ديوني أولا قبل آخر
ومن بعد أيام رجعت وإنني
…
وجدت حبيب الله بين العساكر
فقلت: -لعمر الله- سحنون قد غدا
…
أميرا بربع بالنبالة زاهر
وكان "رجال الأمن" في الحي كله
…
عيونا، ألا يا بؤس تلك النواظر
لقد أصبحت أرض الجزائر مسرحا
…
وقد مثلت فيها فصول "المساخر"
أيسجن شيخ في الثمانين سنه
…
وتفتح حانات لمليون ساكر؟
ويسرق أشخاص جهارا بأرضنا
…
وتبنى لأجل الفسق أرقى المواخر
فماذا جنى حتى رأينا ظلاله
…
تجاوز من عاشوا بشر العنابر
لقد أذنب الشيخ الجليل لأنه
…
بأقواله إحياء موتى البصائر
لقد قال للحكام في كل حقبة
…
كلاما يقود الناس نحو المآثر
ألا فاتركوا الإنسان في الأرض كلها
…
يقول الذي يبغي بثغر مجاهر
فحرية الإنسان فعلا ومنطقا
…
ألذ لنا من كل تلك المظاهر
نطقنا فقال الحاكمون بأننا
…
نريد به تضليل كل الدساكر
ومن بعد قالوا مثلنا، فغدت لهم
…
كفوف جميع الناس مزمار ساحر
ألا يا وزيرا، حاز كل فضائل
…
ومن هو فعلا كابر من أكابر
ومن عنده طبع به ساد في الورى
…
ومن كان يعفو عن جميع الجرائر
ألست من القوم الذين بخيلهم
…
بدا الظلم يغفو في كهوف المقابر
أ "شيباننا" أدرك أخاك فإنه
…
غدا حزن سكان القرى والحواضر
ألسنا جميعا أسرة؟ فادفع الأذى
…
عن الشيخ سحنون بأفعال قادر
فإنك -يا شيبان- في كل حقبة
…
به ربطت -والله- كل الأواصر