الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنزل إليهم بعض عسكره والطواشي بدر الدين الصوابي وفي الثاني عشر ذي القعدة وردت الأخبار إلى الديار المصرية بأن البحرية عازمون على قصد البلاد فخرج الأمير علم الدين الغتمي - المعزي - وبعد العسكر وفي غد هذا اليوم وقع الانزعاج الشديد وخرجت الأمراء والحلقة واجتمع العسكر المصري بالصالحية فلما كان سحر ليلة السبت منتصف ذي القعدة وصلت البحرية ومن معهم من عسكر المغيث ووقعت الحرب بين الفريقين واشتد القتال وخرج جماعة من الناس والمصريون مع ذلك يزدادون كثرة وطلعت الشمس ورأت البحرية كثرة المصريين فانهزموا وأستوسر منهم سيف الدين الرشيدي وبه جراحات وهرب الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري وبدر الدين الصوابي إلى الكرك وبعض البحرية دخل في العسكر المصري ودخل العسكر إلى القاهرة وزين البلد لهذه الوقعة.
وفيها وصل الشيخ نجم الدين محمد البادرائي رسول الخليفة المستعصم بالله إلى دمشق المحروسة وأفاض الخلعة المكملة على الملك الناصر صلاح الدين يوسف والفرس والطوق الذهب ومعه التقليد بالسلطنة فركب بالخلعة الأمامية وكان يوماً مشهوداً.
ذكر ما تجدد للملك الناصر داود
كنا ذكرنا وصوله إلى دمشق وأقامته بتربة والده فلما رأى
إعراض الملك الناصر صلاح الدين يوسف عنه وبلغه أنه ربما يقبض عليه مضى إلى - 22 ب - الشيخ نجم الدين البادرائي فاستجار به وسأله أن يتوجه صحبته إلى العراق فأجابه فتوجه ومعه جماعة من أولاده فلما وصلوا حلباً وكان بها الملك العزيز غياث الدين محمد بن الملك الناصر يوسف وكان أبوه قد أرسله إلى ملك التتر فورد إلى الملك العزيز ومن معه بكتاب الملك الناصر يوسف بأن تشيروا على الشيخ نجم الدين البادرائي أن لا يستصحب الملك الناصر داود معه وانهم يتحيلون في انقطاعه عنه ويقبضون عليه فلما خرج الشيخ نجم الدين متوجهاً إلى العراق ومعه الملك الناصر داود خرج الملك العزيز وجماعة من أعيان الدولة لوداعه وتقدم إليه بعضهم وحدثه في ذلك وأحس الناصر داود بالقضية فتقدم إلى الشيخ نجم الدين وأخذ بذيله وقال معاذ الله أن يمنعني مولانا من قصد الأبواب الشريفة والاستظلال بظلها وأنا معي كتاب السلطان الملك الناصر لما كنت المرة الأولى بالعراق أنه يقرر لي كل سنة مائة ألف درهم ويأذن لي في التوجه إلى حيث شئت ولم يصل إلي منه ذلك وأخرج خط الملك الناصر يوسف فقال للبادرائي هذا قد استجار بالديوان وطلب التوجه إلى الخدمة الشريفة فما يسعني منعه ومعه خط الملك الناصر أنه لا يمنع من ذلك فرجعوا الجماعة إلى حلب وسافر الملك الناصر داود فلما وصلوا قرقيسيا خاف الشيخ نجم الدين أن يصل به إلى العراق من غير تقدم فأشار عليه أن يقيم بقرقيسيا حتى