الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقالة الثانية في الرياء وما يتعلق به
وفيها ثلاثة مباحث:
المبحث الأول في ذم الرياء وإرادة الدنيا بعمل الآخرة:
الآيات: قوله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (1).
قال الزمخشري (2): [يعني لم يكن لهم ثواب الآخرة (3)، لأنهم لم يريدوا به ثواب الآخرة، وإنما أرادوا به الدنيا، وقد وفيَّ إليهم ما أرادوا، وباطل ما كانوا يعملون، أي كان عملهم في نفسه باطلاً، لأنه لم يُعمل لوجه صحيح، والعمل الباطل لا ثواب له. انتهى](4).
وقال الإمام الرازي (5) في التفسير الكبير (6): [واعلم أن العقل يدل عليه قطعاً (7)، وذلك لأن
(1) سورة هود، الآيتان 15 - 16.
(2)
هو محمود بن عمر بن محمد أبو القاسم الزمخشري الملقب بجار الله، لغوي مفسر وكان معتزلياً له الكشاف في التفسير، الفائق في غريب الحديث، أساس البلاغة، توفي سنة 538هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 2/ 151، طبقات المفسرين للسيوطي 1/ 120.
(3)
ليست في ط.
(4)
تفسير الكشاف 2/ 262.
(5)
هو فخر الدين محمد بن عمر بن الحسيني الرازي، أصولي مفسر من علماء الكلام له مؤلفات كثيرة منها: المحصول في الأصول، التفسير الكبير، نهاية العقول توفي سنة 606 هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 21/ 500، وفيات الأعيان 4/ 248.
(6)
17/ 200.
…
=
(7)
قال الرازي قبل الكلام الذي نقله المصنف ما نصه [المسألة الثانية المراد من توفية أجور تلك الأعمال هو أن كل يستحقون بها من الثواب فإنه يصل إليهم حال كونهم في دار الدنيا فإذا خرجوا من الدنيا لم يبق معهم من تلك الأعمال أثر من آثار الخيرات بل ليس لهم منها إلا النار واعلم أن العقل
…
]. التفسير الكبير 17/ 200
من أتى بالأعمال الصالحة (1) لأجل [طلب البقاء (2) ولأجل الدنيا فذلك](3)(4) لأجل أنه غلب على قلبه حب الدنيا، ولم يحصل في قلبه حب الآخرة، إذ لو عرف حقيقة الآخرة وما فيها من السعادات لامتنع أن يأتي بالخيرات لأجل الدنيا (5)، فثبت أن الآتي بأعمال البر لأجل الدنيا لا بد وأن يكون عظيم الرغبة في الدنيا عديم الطلب (6) للآخرة، ومن كان كذلك فإذا مات فاته (7) جميع منافع الدنيا ويبقى عاجزاً عن وجدانها غير قادر على تحصيلها.
ومن أحب شيئاً ثم حيل بينه وبين المطلوب، فإنه لا بد وأن (8) يشتغل قلبه بالحسرات، فثبت بهذا البرهان العقلي، أن الآتي بعمل من الأعمال لطلب الأحوال الدنيوية، فإنه يجد تلك المنفعة الدنيوية اللائقة بذلك العمل، ثم إذا مات فإنه لا يحصل له منه (9) إلا (10) النار. ويصير ذلك العمل في دار (11) الآخرة محبطاً باطلاً عديم الأثر. انتهى)
(1) ليست في التفسير الكبير.
(2)
في التفسير الكبير: الثناء.
(3)
في التفسير الكبير [الثناء في الدنيا ولأجل الرياء].
(4)
نهاية 3/أ.
(5)
في التفسير الكبير [وينسى أمر الآخرة].
(6)
في ط طلب.
(7)
في التفسير الكبير [فإنه يفوته].
(8)
في ط أن.
(9)
ورد في أ [النجاة] وزيادتها خطأ وليست في التفسير الكبير، وورد في ط من، وفي أمنه وزيادتها خطأ
(10)
ليست في أ.
(11)
في أدار، وما أثبته من ط موافق للتفسير الكبير.
وقوله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ
جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا (1) سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) (2).
قال القاضي: فائدة اللام اعتبار النية والإخلاص (3).
وقال الزمخشري: اشترط ثلاث شرائط في كون السعي مشكوراً: إرادة الآخرة بأن
يعقد بها همه (4) ويتجافى عن دار الغرور والسعي فيما كلف من الفعل والترك والإيمان الصحيح الثابت.
وعن بعض المتقدمين من لم يكن معه ثلاث لم ينفعه عمله:
إيمان ثابت ونية صادقة وعمل مصيب (5)، وتلى هذه الآية. انتهى] (6).
(1) نهاية 3/ب.
(2)
سورة الإسراء: الآيتان 18 - 19.
(3)
تفسير البيضاوي ص 373، والقاضي هو عبد الله بن عمر البيضاوي، الفقيه الأصولي المفسر المتكلم، ولي القضاء بشيراز من مؤلفاته: المنهاج في الأصول وتفسيره المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل، توفي سنة 685هـ انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى 8/ 157، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 172.
(4)
في ط همته.
(5)
في ط مصيبة.
(6)
تفسير الكشاف 2/ 443.
وقال أبو الليث (1): فقد بين الله تعالى في هذه الآية، أن من عمل لغير وجه الله فلا
ثواب له في الآخرة، ومأواه جهنم، ومن عمل لوجه الله فعمله مقبول.
وقوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)(2).
قال القاضي: بأن يرائيه أو يطلب فيه (3) أجراً (4).
وقال الزمخشري: والمراد بالنهي عن الإشراك بالعبادة أن لا يرائي بعمله وأن لا يبتغي به إلا وجه ربه (5) خالصاً لا يخلط به غيره.
وقيل نزلت في جندب بن زهيْر (6) قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعمل العمل لله تعالى، فإذا اطلع عليه سرني، فقال صلى الله عليه وسلم:(إن الله لا يقبل ما شورك فيه)(7).
(1) هو نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، الفقيه أبو الليث المعروف بإمام الهدى، له تفسير القرآن والنوازل والفتاوى وخزانة الفقه وبستان العارفين، توفي سنة 393 هـ وقيل غير ذلك، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 322 - 323، الجواهر المضية 3/ 544.
(2)
سورة الكهف، الآية 110.
(3)
في ط منه.
(4)
تفسير البيضاوي ص 402.
(5)
نهاية 4/أ.
(6)
قيل هو جندب بن عبد الله وقيل جندب بن كعب بن عبد الله الأزدي العامري يكنى بأبي عبد الله له صحبة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البغوي يشك في صحبته وقال الطبراني اختلف في صحبته وتوفي في خلافة معاوية، انظر تهذيب التهذيب 2/ 102، سير أعلام النبلاء 3/ 175.
(7)
تفسير الكشاف 2/ 501، وأما الحديث فقد ذكره الواحدي في أسباب النزول، وقال الزيلعي: غريب، تخريج أحاديث الكشاف 2/ 313.
وروي صلى الله عليه وسلم قال له: (لك أجران، أجرُ السِّر وأجرُ العلانية)(1). وذلك إذا قصد أن يُقتدى به (2).
وقوله تعالى حكاية عن قوم مدحهم (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)(3)، قال أهل التفسير وذلك أن الإحسان إلى الغير، تارة يكون لأجل الله تعالى، لا يريد به غيره، هذا هو الإخلاص، وتارة يكون لطلب المكافآت، أو لطلب الحمد من الناس، وهذان القسمان مردودان لا يقبلهما (4) الله تعالى، لأن فيهما شركاً ورياءً (5)، فنفوا (6) ذلك عنهم بقولهم (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [لا نريد منكم] (7) الآية.
وقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)(8).
(1) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، سنن الترمذي 4/ 513، ورواه ابن ماجة 2/ 1412، وقال الألباني ضعيف، ضعيف سنن الترمذي ص 268، وانظر تخريج أحاديث الكشاف 2/ 314 - 315.
(2)
انظر التفسير الكبير 21/ 177.
(3)
سورة الإنسان، الآية 9.
(4)
في ط يقبل.
(5)
انظر التفسير الكبير 30/ 246.
(6)
في أفنفى وهو خطأ.
(7)
ما بين المعكوفين ليس في أ، وانظر تفسير فتح القدير 5/ 347.
(8)
سورة الماعون، الآية 4.
الأخبار:
عن الضحاك بن قيس (1) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى يقول أنا خيرُ شريك، فمن أشرك معي شريكاً فهو لشريكي، يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم، فإن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا هذا لله وللرحم، فإنها للرحم، وليس لله تعالى منها شيء، ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم، فإنها لوجوهكم، وليس لله تعالى منها (2) شيء) رواه البزار والبيهقي (3).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه (4) قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أرأيت رجلاً غزى يلتمس الأجر والذكر ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاث
(1) هو الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب الفهري، صحابي صغير أخو فاطمة بنت قيس، وقد اختلف في صحبته شهد صفين مع معاوية، قتل بمرج راهط سنة 64 أو سنة 65 هـ. انظر تهذيب التهذيب 4/ 394، سير أعلام النبلاء 3/ 241.
(2)
في ط فيها.
(3)
مسند البزار 4/ 217، شعب الإيمان 5/ 336، ورواه الدارقطني في سننه 1/ 51، وقال الألباني صحيح لغيره، سلسلة الأحاديث الصحيحة 6/ 1/624، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 105، والبزار هو الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو البزار البصري صاحب المسند الكبير توفي سنة 292 هـ انظر طبقات المحدثين بأصبهان 3/ 386. والبيهقي هو أحمد بن الحسين البيهقي الإمام الحافظ العلامة الفقيه له السنن الكبرى ومعرفة السنن والآثار ومناقب الشافعي وغيرها توفي سنة 458 هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 18/ 163، طبقات الشافعية الكبرى 4/ 8، البداية والنهاية 12/ 100.
(4)
هو صدي بن عجلان أبو أمامة الباهلي، صحابي مشهور، سكن الشام ومات بها سنة 86 هـ، انظر تقريب التهذيب 1/ 276، تهذيب الكمال 13/ 159.
مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما (1) كان خالصاً وابتغي به وجهه (2) رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد (3).
(1) في ط من وهو خطأ.
(2)
في أوجه وهو خطأ.
(3)
ذكر الشيخ الألباني أن عزو الحديث إلى أبي داود وهمٌ من المنذري حيث نقل عنه المصنف، وأما النسائي فرواه في المجتبى 6/ 25، وقال الألباني حسن، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 106. وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني، الإمام الحافظ المحدث، صاحب السنن وله المراسيل أيضاً توفي 275 هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/ 203، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 293، البداية والنهاية 11/ 58. والنسائي هو أحمد بن شعيب الخراساني النسائي الإمام الحافظ المحدث، صاحب السنن الصغرى والكبرى وله عمل اليوم والليلة، مات شهيداً بفلسطين سنة 303هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 125، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 14.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (2): (الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى) رواه الطبراني (3).
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالسناء
[والدين والرفعة](5)، والتمكين في الأرض (6)، فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا لم يكن (7) له في الآخرة من نصيب) رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد والبيهقي (8).
(1) هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، صحابي مشهور توفي في أواخر خلافة عثمان وقيل بعد ذلك، انظر ترجمته في الاستيعاب 3/ 1227، الإصابة 4/ 747.
(2)
نهاية 5/أ.
(3)
في المعجم الأوسط 4/ 236، ورواه الترمذي وقال حسن غريب، سنن الترمذي 4/ 561، ورواه ابن ماجة 2/ 1377، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 7/ 341، وقال الألباني حسن لغيره، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 107، والطبراني هو الإمام الحافظ الثقة الرحال محدث الإسلام أبو القاسم سليمان بن أيوب اللخمي الشامي وهو من طبرية فلسطين، من تصانيفه المعاجم الثلاثة الكبير والأوسط والصغير انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16/ 119
(4)
هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري الخزرجي، صحابي جليل اختلف في سنة وفاته قيل سنة 19هـ وقيل سنة 32هـ وقيل غير ذلك انظر ترجمته في الاستيعاب 1/ 65، الإصابة 1/ 27.
(5)
في ط (والرفعة والدين).
(6)
ورد في ط (البلاد والنصر).
(7)
في ط (فليس له).
(8)
مسند أحمد 5/ 134، صحيح ابن حبان 2/ 132، المستدرك 4/ 346، شعب الإيمان 5/ 334، وقال الألباني صحيح، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 117. وأحمد هو الإمام أحمد بن حنبل الشيباني إمام أهل السنة أحد الأئمة الأربعة الحافظ الفقيه له المسند وفضائل الصحابة والعلل ومعرفة الرجال توفي سنة 241 هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/ 177، = = تهذيب التهذيب 1/ 62. وابن حبان هو محمد بن حبان البستي أبو حاتم إمام حافظ له الصحيح، الثقات، المجروحين توفي سنة 354 انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 26/ 92. والحاكم هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الإمام الحافظ المحدث له المستدرك على الصحيحين ومعرفة علوم الحديث، وتاريخ نيسابور، توفي سنة 405 هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/ 162.
وفي رواية له (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب).
(1) أي للبيهقي وهي في شعب الإيمان 5/ 334.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما (1) قال: قال رجل يا رسول الله: إني أقف المواقف أريد بها وجه الله تعالى فأريد أن يُرى موطني فلم يردَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى نزلت (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما والبيهقي (2).
وروي عن أبي هريرة (3) رضي الله عنه (4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تزين بعمل الآخرة وهو (5) لا يريدها ولا يطلبها (6)، لعن في السموات والأرض) رواه الطبراني في الأوسط (7).
(1) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن صحابي جليل، كان يسمى البحر لسعة علمه من المكثرين في الرواية وأحد فقهاء الصحابة توفي سنة 68هـ انظر ترجمته في الإصابة 4/ 141، تهذيب التهذيب 5/ 242.
(2)
المستدرك 4/ 366، شعب الإيمان 5/ 341 وقال الألباني ضعيف، وقال أيضاً [وتصحيح الحاكم إياه من أوهامه الفاحشة] ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 22.
(3)
أبو هريرة اختلف في اسمه على أقوال أرجحها عبد الرحمن بن صخر الدوسي الصحابي الجليل من أكثر الصحابة رواية فقيه مجتهد سيد الحفاظ الأثبات توفي سنه 57هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 2/ 578، الإصابة 7/ 199، البداية والنهاية 8/ 107.
(4)
نهاية 5/ب.
(5)
في ط هو.
(6)
في ط يبطلها وهو خطأ.
(7)
5/ 96، وقال الألباني: موضوع، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 23.
وروي عن [الجارود](1) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار) رواه الطبراني في الكبير (2).
(1) في أالجاورد وهو خطأ، وفي ط جابر وهو خطأ وما أثبته من معجم الطبراني. والجارود اسمه بشر واختلف في اسم أبيه فقيل المعلى أو العلاء وقيل عمرو، صحابي جليل استشهد سنة 21هـ. انظر ترجمته في الاستيعاب 1/ 262، الإصابة 1/ 441.
(2)
2/ 268 وقال الألباني ضعيف جداً، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 23.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر الزمان رجال يجتلبون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله تعالى أبي يغترون أم علي يجتئرون فبي حلفت لأبعثن على أولئك (2) منهم فتنة تدع الحليم حيراناً) رواه الترمذي (3).
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعوذوا (4) بالله من جبِّ الحَزَنْ، قالوا يا رسول الله وما جُبُ الحَزَنْ؟ قال صلى الله عليه وسلم: وادٌ في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة، قيل يا رسول الله (5) من يدخله قال أُعدَّ للقراء المرائين بأعمالهم وإن أبغض القراء إلى الله الذين يزورون (6) الأمراء) رواه ابن ماجة (7).
(1) ليست في أ.
(2)
في ط هؤلاء.
(3)
في ط الطبراني وهو خطأ، والحديث رواه الترمذي في سننه وقال هذا حديث حسن غريب، سنن الترمذي 4/ 604 وقال الألباني ضعيف جداً، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 23
(4)
في ط نعوذ.
(5)
نهاية 6/أ.
(6)
في أيزرون وهو خطأ.
(7)
سنن ابن ماجة 1/ 94، ورواه الترمذي وقال حسن غريب، سنن الترمذي 4/ 593، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 5/ 339 وقال الألباني ضعيف، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 24. وابن ماجة هو محمد بن يزيد أبو عبد الله بن ماجة القزويني، الحافظ الكبير الحجة المفسر صاحب السنن والتاريخ والتفسير، توفي سنة 273هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/ 277، البداية والنهاية 11/ 156، شذرات الذهب 2/ 164.
وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء. يقول الله تعالى إذا جزى (2) الناس بأعمالهم، اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً) رواه أحمد بإسناد جيد وابن أبي الدنيا والبيهقي (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء [عن الشرك] (4)، فمن عمل لي عملاً أشرك فيه غيري، فإني منه بريء وهو للذي أشرك) رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواة ابن ماجة ثقات (5).
(1) محمود بن لبيد بن رافع الأنصاري الأوسي قال البخاري له صحبة، توفي سنة 96هـ انظر ترجمته في الإصابة 6/ 66، تهذيب التهذيب 10/ 59.
(2)
في ط أجزى وهو خطأ.
(3)
مسند أحمد 5/ 428، ورواه البيهقي في شعب الإيمان 5/ 333، والطبراني في الكبير 4/ 253. وقال الألباني صحيح، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 120.
(4)
ما بين المعكوفين ليس في ط.
(5)
سنن ابن ماجة 2/ 1405، صحيح ابن خزيمة 2/ 67، شعب الإيمان 5/ 329، ورواه مسلم بنحوه، صحيح مسلم 4/ 2289، وقال الألباني صحيح، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 121. وابن خزيمة هو محمد بن إسحق بن خزيمة النيسابوري، الإمام الحافظ الفقيه له مصنفات كثيرة منها: صحيح ابن خزيمة، التوحيد، إثبات صفات الرب، توفي سنة 311هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 365.
وعن القاسم بن مخيمرة (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقبل الله عملاً فيه مثقال حبة من (2) خردل من رياء) رواه ابن جرير الطبري (3) مرسلاً (4).
وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه (5) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الاتقاء على العمل، أشد من العمل، وإن الرجل ليعمل العمل، فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يُضعَّفُ (6) أجره سبعين ضعفاً، فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ويعلنه، فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره، كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ثانية، ويحب أن يذكر به ويحمد عليه، فيمحى من (7) العلانية ويكتب رياءً، فليتق الله امرؤٌ صان دينه وإن الرياء شرك) رواه البيهقي (8).
(1) في أمخيرة وهو خطأ، والقاسم بن مخيمرة هو أبو عروة الهمذاني الكوفي نزيل الشام ثقة فاضل مات سنة 100هـ. انظر تقريب التهذيب 1/ 452، تهذيب الكمال 23/ 442.
(2)
ليست في أ.
(3)
هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبو جعفر الإمام الفقيه المجتهد المحدث شيخ المفسرين له التفسير المعروف بجامع البيان، وتاريخ الأمم والملوك، وتهذيب الآثار توفي سنة 310هـ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 267.
(4)
كذا ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 36، وقال الألباني ضعيف مرسل، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 30.
(5)
نهاية 6/ب.
(6)
ورد في أ (له) وليست من الحديث كما في شعب الإيمان.
(7)
في أ
…
منه.
(8)
شعب الإيمان 5/ 344، وقال الألباني ضعيف، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 30.
وعن أنس رضي الله عنه (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين يدي الله فيقول الله: ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك ما رأينا إلا خيراً فيقول الله: إن هذا كان (2) لغير وجهي وإني لا أقبل إلا ما ابتغي به وجهي) رواه (3) البزار والطبراني بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح والبيهقي.
وعن أبي علي (4) رجل من بني كاهل قال خطبنا أبو موسى الأشعري (5) فقال: يا أيها الناس: اتقوا هذا (6) الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقام إليه عبد الله ابن حزن (7) وقيس بن المضارب (8)
(1) هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، الصحابي الجليل خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المكثرين في الرواية مات سنة 92. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3/ 395، الإصابة 1/ 126.
(2)
في ط لكان.
(3)
في ط رواه البيهقي
…
إلخ، والمثبت من أوهو موافق للترغيب والترهيب 1/ 37، حيث نقله المصنف، والحديث رواه الطبراني في الأوسط 3/ 97، 6/ 183، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 336، وقال الألباني ضعيف، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 32.
(4)
أبو علي رجل من بني كاهل يروي عن أبي موسى الأشعري وروى عنه عبد الملك بن أبي سليمان، انظر الثقات لابن حبان 5/ 562.
(5)
هو عبد الله بن قيس الأشعري، صحابي جليل مشهور أحد الحكمين بصفين، فقيه مقرئ توفي سنة 50هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 2/ 380، تهذيب التهذيب 5/ 317.
(6)
نهاية 7/أ.
(7)
لم أجد له ترجمة.
(8)
لم أجد له ترجمة.
فقالا: والله لتخرجن (1) مما قلت أو [لنأتين عمر (2) مأذوناً لنا أو غير مأذون](3)، فقال: بل أخرج مما قلت، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: فكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه) رواه أحمد والطبراني [ورواته إلى](4) أبي علي محتج بهم في الصحيح، وأبو علي وثقه ابن حبان، وقال الحافظ
(1) في ط لا تخرجن، وهو خطأ.
(2)
هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي، الصحابي الجليل ثاني الخلفاء الراشدين أول من لقب بأمير المؤمنين استشهد في محراب المسجد النبوي سنة 23هـ انظر ترجمته في تهذيب الأسماء واللغات 2/ 1/3، البداية والنهاية 8/ 137، الإصابة 4/ 279.
(3)
في ط (أو لنأتين غير مأذون).
(4)
في ط (ورواية عن) وهو خطأ، وفي أ (ورواة أبي علي) وهو خطأ، وما أثبته من الترغيب والترهيب حيث نقله المصنف.
المنذري (1) ولم أرَ أحداً جرحه (2)، ورواه أبو يعلى (3) بنحوه من حديث حذيفة (4) إلا أنه قال فيه يقول كل يوم ثلاث مرات (5).
(1) هو زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الإمام الحافظ المحقق له مختصر صحيح مسلم ومختصر سنن أبي داود والترغيب والترهيب توفي سنة 656هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 23/ 319.
(2)
في ط أخرجه وهو خطأ.
(3)
هو أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي الحافظ المحدث له المسند، والمعجم، توفي سنة 307هـ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14/ 174.
(4)
هو حذيفة بن اليمان العبسي، صحابي جليل من السابقين وأبوه صحابي استشهد بأحد وتوفي حذيفة بالمدائن سنة 36هـ، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 2/ 193، الإصابة 2/ 44.
(5)
الترغيب والترهيب 1/ 40، والحديث رواه أحمد في المسند 4/ 403، والطبراني في الأوسط 4/ 10، وأبو يعلى في مسنده 1/ 60، وقال الألباني حسن لغيره، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 121.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلَّم علماً لغير الله [أو] (2) أراد به غير الله، فليتبوء مقعده من النار) أخرجه الترمذي (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (4) صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة يعني ريحها) أخرجه أبو داود (5) رحمه الله.
(1) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل أحد المكثرين من الرواية كان من أشد الناس اتباعاً للأثر توفي سنة 73هـ انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3/ 203، الإصابة 4/ 181.
(2)
في أ + ط (و)، وما أثبته من الترغيب والترهيب 1/ 66 حيث منه نقله المصنف.
(3)
سنن الترمذي 5/ 33 وقال هذا حديث حسن غريب، ورواه النسائي في السنن الكبرى 3/ 457، ورواه ابن ماجة في سننه 1/ 95، وقال الألباني ضعيف، ضعيف الترغيب والترهيب 1/ 60.
(4)
نهاية 7/ب.
(5)
سنن أبي داود 3/ 323، ورواه ابن ماجة في سننه 1/ 92، وأحمد في المسند 2/ 338، والحاكم في المستدرك، وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم، وابن حبان في صحيحه 1/ 279، وقال الألباني صحيح لغيره، صحيح الترغيب والترهيب 1/ 153.