الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإني لا أدري لعلي لا ألقاها بعد عامي هذا)) (1).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((لتأخذوا مناسككم
…
)) فهذه اللام لام الأمر، ومعناه خذوا مناسككم، وهكذا وقع في رواية غير مسلم، وتقديره: هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي: من الأقوال، والأفعال، والهيئات، هي أمور الحج وصفته، وهي مناسككم، فخذوها عني، واقبلوها، واحفظوها، واعملوا بها، وعلِّموها الناس، وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج، وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم في الصلاة:((صلوا كما رأيتموني أصلي)) (2)، وقوله صلى الله عليه وسلم:((لعلي لا أحج بعد حجتي هذه)) فيه إشارة إلى توديعهم، وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه، وانتهاز الفرصة من ملازمته، وتعلم أمور الدين، وبهذا سميت حجة الوداع، والله أعلم)) (3).
الدليل الثالث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما
، قال:((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار إذا زالت الشمس)) (4).
الدليل الرابع: حديث عائشة رضي الله عنها
حين ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف طواف الإفاضة، قالت: ((
…
ثم رجع إلى منى فمكث بها لياليَ أيام
(1) ابن ماجه، كتاب المناسك، باب الوقوف بجمع، برقم 3023، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/ 47.
(2)
البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة، برقم 785.
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم، 9/ 50.
(4)
الترمذي، كتاب الحج باب ما جاء في الرمي بعد الزوال، برقم 898، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 463.