المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: الحديث الأول - زيادات القطيعي على مسند الإمام أحمد دراسة وتخريجا

[دخيل بن صالح اللحيدان]

الفصل: ‌المبحث الأول: الحديث الأول

‌الْفَصْل الثَّانِي: تَخْرِيج زيادات الْقطيعِي

‌المبحث الأول: الحَدِيث الأول

الْفَصْل الثَّانِي:

تَخْرِيج زيادات القَطِيعي. الحَدِيث الأول:

قَالَ القَطِيعي: "حَدثنَا أَبُو شُعَيْب: عبد الله بن الْحسن بن أَحْمد الْحَرَّانِي، ثَنَا أَبُو جَعْفَر النُفيلي، ثَنَا كثير بن مَرْوَان، عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عَبلَة الشَّامي، عَن أنس رضي الله عنه قَالَ: دخل علينا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَعْنِي الْمَدِينَة - فَلم يكن فِي أَصْحَابه أَشْمط غير أبي بكر، وَكَانَ يُغَلِّفُها بالحِناء والكَتَم ".

وَذكر ابْن حجر أَنه من زيادات القَطِيعي1.

1 -

دراسة الْإِسْنَاد:

أَبُو شُعَيْب، هُوَ: الْأمَوِي الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب.

سمع من أَبِيه، وجده، وَأحمد بن عبد الْملك الْحَرَّانِي، وَأبي جَعْفَر النُفيلي، وَكَانَ سَمَاعه مِنْهُ سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ قَالَه أَبُو عَليّ بن الصَّواف.

وروى عَنهُ الْمحَامِلِي، وَمُحَمّد بن مخلد، وَإِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي، وَغَيرهم، وَرِوَايَة الْقطيعِي عَنهُ مَشْهُورَة2.

قَالَ عَنهُ صَالح بن مُحَمَّد –جزرة -، وَالدَّارَقُطْنِيّ، ومسلمة:"ثِقَة "، وَزَاد الدَّارَقُطْنِيّ:"مَأْمُون".

وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون: "صَدُوق

السماع من أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي يفضل على السماع من غَيره؛ فَإِنَّهُ الْمُحدث بن الْمُحدث بن الْمُحدث ".

1 - إطراف المُسْنِد المُعتلي 1/275/155، وإتحاف المهرة 1/393/289، وبحثت عَنهُ فِي المطبوع – المصور عَن الطبعة الأولى الميمنية بِمصْر سنة 1313هـ -، فَلم أَجِدهُ، وَلم يجده أَيْضا مُحَقّق "إطراف الْمسند"، و"إتحاف المهرة"، كَمَا لم أظفر بِهِ –فِي مظانه - فِي عدد من النّسخ الخطية، مِنْهَا: نُسْخَة مصورة من المكتبة القادرية بِبَغْدَاد برقم (661) ، ونسخة دَار الْكتب المصرية برقم (448) ، ونسخة جَامِعَة الإِمَام مُحَمَّد بن سعود الإسلامية برقم (4246 ف) .

2 -

انْظُر: أَحَادِيثه عَنهُ فِي جُزْء الْألف دِينَار من ح 101حَتَّى ح 106

ص: 126

وَذكر نصر الصَّائِغ أَنه كَانَ يَأْخُذ الْأُجْرَة على التحديث، وَلَا يقْدَح هَذَا فِي ضبط الرَّاوِي.

وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وَقَالَ:"كتب عَنهُ أَصْحَابنَا، يُخطئ ويهم "، وَهَذَا جرح مُفَسّر فَيقدم؛ وَلِهَذَا فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ عَنهُ:"صَدُوق ".

وَالْخُلَاصَة أَنه: صَدُوق، وَمَات سنة 295 قَالَه أَبُو عَليّ بن الصَّواف، وَصَححهُ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ، ومولده سنة 206هـ1.

وَأَبُو جَعْفَر النُفيلي، هُوَ: عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن نُفيل الْقُضَاعِي الْحَرَّانِي.

روى عَن: الإِمَام مَالك، وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة، وَعبد الله بن مبارك، وَغَيرهم.

وروى عَنهُ: أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَأَبُو زرْعَة، وَيحيى بن معِين، وَغَيرهم.

وبالدراسة لحاله يتَبَيَّن أَنه: ثِقَة حَافظ، وَثَّقَهُ وَأثْنى عَلَيْهِ الإِمَام أَحْمد، وَأَبُو حَاتِم، وَأَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْن حبَان، وَغَيرهم، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ، وَأَصْحَاب السّنَن، وَمَات سنة 234هـ2.

وَكثير بن مَرْوَان بن مُحَمَّد بن سُويد الفِهْري الْمَقْدِسِي أَبُو مُحَمَّد.

روى عَن: إِبْرَاهِيم بن أبي عَبْلة، وَعبد الله بن يزِيد الدِّمَشْقِي، وَالْحسن بن عَرَفَة، وَغَيرهم.

وروى عَنهُ: مُحَمَّد بن الصَّباح، وَأَبُو جَعْفَر النُفيلي، وَابْنه مُحَمَّد بن كثير، وَغَيرهم.

1 - انْظُر: سُؤَالَات السَّهْمِي للدارقطني 326، والثقات لِابْنِ حبَان 8/369، وتاريخ بَغْدَاد 9/435، وَالْمِيزَان 2/406، وَاللِّسَان 3/338

2 -

انْظُر: الْجرْح وَالتَّعْدِيل 5/159، وسؤالات أبي دَاوُد للْإِمَام أَحْمد 318، وسؤالات الْآجُرِيّ لأبي دَاوُد 140، 1789، 1792، والثقات لِابْنِ حبَان 8/356، وتهذيب الْكَمَال 16/3545، وتهذيب التَّهْذِيب 6/15، والتقريب 3594.

ص: 127

قَالَ ابْن معِين: "ضَعِيف"1، وَقَالَ أَيْضا:"شَامي لَيْسَ بِشَيْء، كَذَّاب كَانَ بِبَغْدَاد يحدث بالمنكرات" 2، وَقَالَ أَيْضا:"رَأَيْته وَكَانَ كذابا "(3)، وَقَالَ مَحْمُود بن غيلَان:"أسْقطه أَحْمد وَابْن معِين وَأَبُو خَيْثَمَة " 3، وَقَالَ الْآجُرِيّ:"سَأَلت أَبَا دَاوُد عَن كثير بن مَرْوَان، قَالَ: شَامي، بَلغنِي عَن يحيى أَنه ضعفه " 4، وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان:"شَامي لَيْسَ حَدِيثه شَيْء " 5، وَقَالَ النَّسَائِيّ:"لَيْسَ بِشَيْء " 6، وَقَالَ أَبُو حَاتِم:"يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ " 7، وَذكره الْعقيلِيّ8 وَالدَّارَقُطْنِيّ9، وَابْن شاهين10، وَابْن الْجَوْزِيّ11 فِي الضُّعَفَاء، وَقَالَ ابْن حبَان فِي الْمَجْرُوحين:"مُنكر الحَدِيث جدا لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا وَجه التَّعَجُّب "12.

وَالَّذِي يظْهر أَنه: كَذَّاب يحدث بالمنكرات؛ لما تقدم من كَلَام الإِمَام ابْن معِين، حَيْثُ رَآهُ وسبر مروياته وَتبين لَهُ كذبه.

1 - تَارِيخ الدوري 4997، 5114

2 -

تَارِيخ بَغْدَاد 12/481

3 -

لِسَان الْمِيزَان 4/571، وتعجيل الْمَنْفَعَة 2/147

4 -

سؤالاته 1631

5 -

الْمعرفَة والتاريخ 2/450

6 -

تَعْجِيل الْمَنْفَعَة 2/147

7 -

الْجرْح وَالتَّعْدِيل 7/157

8 -

الضُّعَفَاء الْكَبِير 4/7

9 -

الضُّعَفَاء والمتروكين 447

10 -

تَارِيخ أَسمَاء الضُّعَفَاء والكذابين 529

11 -

الضُّعَفَاء والمتروكين 2793

12 -

2/225

ص: 128

وَإِبْرَاهِيم بن أبي عَبْلة الشَّامي، وَاسم أبي عَبْلَة: شِمْر بن يقظان بن عبد الله الفلسطيني الرَّمْلِيّ.

روى عَن: وَاثِلَة بن الْأَسْقَع1 رضي الله عنه، وَأم الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنْهَا2، وَغَيرهمَا.

وروى عَنهُ: مَالك، وَاللَّيْث، وَابْن الْمُبَارك، وَغَيرهم.

وبالدراسة لحاله يتَبَيَّن أَنه: ثِقَة، وَثَّقَهُ ابْن معِين، ودُحيم، وَالنَّسَائِيّ، وَيَعْقُوب بن سُفْيَان، وَأَبُو حَاتِم، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَغَيرهم، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ، وَمُسلم، وأبوداود، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه، وَمَات سنة 152هـ3.

2 -

– الحكم عَلَيْهِ: مِمَّا سبق يتَبَيَّن أَنه إِسْنَاد واهٍ، وَسَيَأْتِي أَنه معل بالنكارة، وَأما مَتنه فَثَبت من طرق أُخْرَى.

3 -

– تَخْرِيجه وَبَيَان اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ على وَجْهَيْن:

الْوَجْه الأول: من رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عَبْلَة، عَن أنس بن مالكرضي الله عَنهُ، وَهُوَ:

كثير بن مَرْوَان فِي هَذِه الرِّوَايَة الَّتِي أخرجهَا القَطِيعي.

الْوَجْه الثَّانِي: من رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عَبْلَة، عَن عُقبة بن وَسَّاج، عَن أنس رضي الله عنه، وهما:

أ – مُحَمَّد بن حِمْير:

1 - قَالَه ابْن أبي حَاتِم فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل 2/105/297

2 -

قَالَ ابْن معِين (تَارِيخ الدوري 5183، 5335) .

3 -

انْظُر: سُؤَالَات ابْن الْجُنَيْد لِابْنِ معِين 70، وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل 2/105، وتهذيب الْكَمَال 1/59ـ وتهذيب التَّهْذِيب 1/124، والتقريب 213

ص: 129

أخرجه البُخَارِيّ1، وَابْن سعد2، وَأَبُو نُعيم3 من طَرِيق مُحَمَّد، عَن إِبْرَاهِيم بِهِ بِنَحْوِهِ.

ب – وَأَبُو عُبيد المَذْحجي مولى سُلَيْمَان بن عبد الْملك:

علّقه البُخَارِيّ بِالْجَزْمِ4 وَوَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ5، وَابْن حبَان6 من طَرِيق الْأَوْزَاعِيّ عَنهُ بِهِ بِنَحْوِهِ وبلفظ:"فَكَانَ أسنَّ أَصْحَابه " وَزِيَادَة فِي آخِره.

النّظر فِي أَحْوَال الروَاة

كثير بن مَرْوَان، تقدم عِنْد دراسة الْإِسْنَاد.

وَمُحَمّد بن حِمْير، هُوَ: السَّليحي الْحِمصِي.

روى عَن: إِبْرَاهِيم بن أبي عَبْلَة، وَمُحَمّد بن زِيَاد، وَالْأَوْزَاعِيّ، وَالثَّوْري، وَغَيرهم.

وروى عَنهُ: سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي، ونُعيم بن حَمَّاد، وَهِشَام بن عبد الْملك، وَغَيرهم.

قَالَ ابْن معِين7، ودُحيم8:"ثِقَة "، وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات9، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ، وأبوداود فِي الْمَرَاسِيل، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن مَاجَه.

1 - فِي (63 كتاب مَنَاقِب الْأَنْصَار، 45 هِجْرَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه إِلَى الْمَدِينَة، 7/256/3919) .

2 -

الطَّبَقَات 3/191

3 -

حلية الْأَوْلِيَاء 5/248

4 -

فِي (63 كتاب مَنَاقِب الْأَنْصَار، 45 هِجْرَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه إِلَى الْمَدِينَة، 7/256/3919) .

5 -

كَمَا فِي تغليق التَّعْلِيق لِابْنِ حجر 4/97

6 -

كَمَا فِي الْإِحْسَان 12/283/5469

7 -

تَارِيخ الدَّارمِيّ 759

8 -

تَهْذِيب التَّهْذِيب 9/118

9 -

7/441

ص: 130

وَقَالَ الإِمَام أَحْمد: "مَا علمت إِلَّا خيرا " 1، وَقَالَ ابْن معِين2، وَالنَّسَائِيّ3، وَالدَّارَقُطْنِيّ4:"لَا بَأْس بِهِ ".

وَقَالَ أَبُو حَاتِم: "يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ" 5، وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان:"لَيْسَ بِالْقَوِيّ" 6، وَلِهَذَا أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الضُّعَفَاء والكذابين7، وَقَالَ الذَّهَبِيّ:"لَهُ غرائب وأفراد"8.

وَأَبُو حَاتِم متشدد، وَيَعْقُوب قد خَالفه الْجُمْهُور، وَتَفْسِير الذَّهَبِيّ لَا يحطه إِلَى مرتبَة الضَّعِيف، وَلِهَذَا فَإِن ابْن حجر قَالَ عَنهُ "صَدُوق "9.

وَالْخُلَاصَة أَنه: لَا بَأْس بِهِ، وَله غرائب وأفراد.

وَأَبُو عُبيد المَذْحجي مولى سُلَيْمَان بن عبد الْملك، قيل اسْمه حَي أَو حُيَي.

روى عَن: أنس، وَعمر بن عبد الْعَزِيز، وَعقبَة بن وَسَّاج، وَغَيرهم.

وروى عَنهُ: الْأَوْزَاعِيّ، وَمَالك، وَسُهيْل بن أبي صَالح، وَغَيرهم.

وبالداسة لحاله يتَبَيَّن أَنه: ثِقَة، وَثَّقَهُ أَحْمد، وأبوزرعة، وَيَعْقُوب بن سُفْيَان، وَعلي الْمَدِينِيّ، وَغَيرهم، وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم، وأبوداود،

1 - الْعِلَل لعبد الله 4129

2 -

معرفَة الرِّجَال لِابْنِ مُحرز 1/91/337

3 -

تَهْذِيب التَّهْذِيب 9/118

4 -

سُؤَالَات البرقاني 426

5 -

الْجرْح وَالتَّعْدِيل 7/1315

6 -

الْمعرفَة والتاريخ 2/309

7 -

3/55

8 -

الْمِيزَان 3/532

9 -

التَّقْرِيب 5837

ص: 131

وَالنَّسَائِيّ، وَمَات سنة بعد المئة 1.

النّظر فِي اخْتِلَاف الروَاة

مِمَّا سبق يتَبَيَّن أَن رِوَايَة كثير: مُنكرَة لمُخَالفَته رِوَايَة الثِّقَات، وَقَالَ ابْن حجرعن روايتهم:"وَهُوَ الصَّوَاب"2.

4 -

– الحكم الْعَام على الحَدِيث:

مِمَّا تقدم يتَبَيَّن أَن متن الحَدِيث قد صَحَّ من طرق أُخْرَى.

5 -

– شرح غَرِيبه:

قَوْله: "أَشْمَط "، الشَمْط: الشيب قَالَه ابْن الْأَثِير3، وَالْمَقْصُود بَيَان أَنه أكبرهم سنا، وَقد جَاءَ فِي رِوَايَة البخار ي الْمُتَقَدّمَة بِلَفْظ:"أسنّ "، وَهَذَا يدل أَيْضا على أَن الْبَقِيَّة كَانُوا شبَابًا.

وَقَوله: "الكَتَم " هُوَ: بِفَتْح الْكَاف والمثناة الْخَفِيفَة: ورق يخضب بِهِ، ينْبت فِي الصخور فيتدلى خيطاناً لطافاً4.

1 - انْظُر: الْعِلَل لعبد الله 1851، وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل 3/275، والمعرفة والتاريخ 2/472، وتهذيب الْكَمَال 34/7471، وتهذيب التَّهْذِيب 12/176، والتقريب 8227

2 -

إطراف المُسْنِد المُعتلي 1/270/155

3 -

النِّهَايَة فِي غَرِيب الحَدِيث 2/501

4 -

انْظُر: أَعْلَام الحَدِيث فِي شرح صَحِيح البُخَارِيّ للخطابي 3/1697، وَالنِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير 4/150، وَفتح الْبَارِي 7/258

ص: 132