الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لماذا لا يجوز إطلاق مصطلح (الليبرالية الإسلامية)
(1):
السؤال: لقد اشتركتُ في أحد المنتديات، ولقد ذكر أحد الإخوة مصطلح (الليبرالية الإسلامية).
هل هذا المصطلح جائز شرعًا؟
وإليكم الجملة التي ذكر بها الأخ هذا المصطلح: «أنا لا أرفض مفهوم الليبرالية بشكل مطلق ولكني أؤكد على مبدأ الليبرالية الإسلامية التي تتيح للإنسان حريته المسئولة عن تصرفاته من خلال سلوك يحكمه الدين» .
الإجابة:
إطلاق مصطلح الليبرالية الإسلامية لا يجوز شرعًا لعدة اعتبارات:
(1) فتاوى موقع الشبكة الإسلامية، بإشراف الدكتور عبد الله الفقيه، الثلاثاء 7 جمادي الآخر 1425، 25 - 7 - 2004، رقم الفتوى ((51488.
الأول: أنه لا وجود لما يسمى بالليبرالية الإسلامية؛ لأن هذا جمع بين النقيضين، ومن أطلق هذا المصطلح المحدث يصدق عليه قول الشاعر:
سارَتْ مشرِّقَةً وسِرْتُ مُغَرِّبًا
شَتَّانَ بينَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ
فشتان شتان بين الليبرالية والإسلام، ولهذا فإن من يطلق هذا المصطلح (الليبرالية الإسلامية) يضطر إلى أن يفسر الليبرالية بتفسير يفرغها من حقيقتها ومضمونها، بحيث لا يبقى لها أي معنى، كما في هذه الجملة المذكورة في السؤال، فإذا كانت الليبرالية الإسلامية تعني التقيد بالدين، فأي فائدة لكلمة الليبرالية، فإن التقيد بالدين داخل في مفهوم الإسلام، فأي جديد أضافته كلمة الليبرالية حتى يقال: ليبرالية إسلامية؟!
الثاني: أن هذا المصطلح المحدث يُوهم التقارب بين الإسلام والليبرالية، ويسمح بتمرير ضلالات الليبرالية إلى
قلوب عوام الناس وعقولهم وهم لا يشعرون، وهذا لا ريب أنه محظور عظيم يجب سَدّ الطرق المفضية إليه.
الثالث: أن الإسلام منهج عظيم متكامل، والجمع بينه وبين المذاهب الأرضية التي هي في الحقيقة زبالات الأذهان ونفايات الأفكار، طَعْنٌ فيه بالنقص والحاجة إلى التكميل، وقد قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (المائدة:3)، وقال تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ، وقال:{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} (آل عمران: 83)، وقال:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} (المائدة: 50).
والله أعلم.