الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخروج عن شريعة الله تعالى، وإشاعة الفوضى الفكرية والعقائدية في حياة الناس.
هذه هي الليبراليّة، وحكمها في الإسلام هو نفس حكم العلمانيّة سواء بسواء، لأنها فرع من فروع تلك الشجرة الخبيثة، ووجه آخر من وجوهها.
الأسس الفكرية لليبرالية:
تقوم الليبرالية على أسس فكرية هي القَدْر المشترك بين سائر اتجاهاتها وتياراتها المختلفة، ولا يمكن اعتبار أي فرد ليبراليًّا وهو لا يقر بهذه الأسس ولا يعترف بها، لأنها هي الأجزاء المكونة لهذا المذهب والمميزة له عن غيره.
وتنقسم هذه الأسس المكونة لليبرالية إلى قسمين:
1 -
ذاتية مميزة لليبرالية عن غيرها من المذاهب الفكرية الغربية التي ظهرت في عصر النهضة والتنوير، وهي أساسان هما:«الحرية» و «الفردية» .
2 -
مشتركة بين الليبرالية وغيرها من المذاهب الفكرية الغربية، وهي أساس واحد هو:«العقلانية» ، فكل المذاهب
التي ظهرت في أوروبا في العصر الحديث خرجت من الفكر العقلاني الذي يعتقد باستقلال العقل في إدراك المصالح الإنسانية في كل أمر دون الحاجة إلى الدين.
فالليبرالية حقيقة مركبة تركيبًا تامًّا من «الحرية الفردية العقلانية» ، ولكن هذه الأسس المكَوّنة لحقيقتها مُجْمَلة، تعددت تصورات الليبراليين في تفصيلاتها الفكرية، فضلًا عن آثارها العملية، والطريقة التطبيقية أثناء العمل السياسي أو الاقتصادي.
الأساس الأول: الحرية:
التي تعني أن الفردَ حُرٌّ في أفعاله، ومستقِلٌّ في تصرفاته دون أي تدخل من الدولة أو غيرها، فوظيفة الدولة حماية هذه الحرية، وتوسيعها، وتعزيز الحقوق، واستقلال السلطات، وأن يعطى الأفراد أكبر قدر من الضمانات في مواجهة التعسف والظلم الاجتماعي.
الأساس الثاني: الفردية:
وقد ارتبطت الحرية بالفردية ارتباطًا وثيقًا، فأصبحت الفردية تعني استقلال الفرد وحريته.
وقد جاءت هذه الفردية بمفهومين مختلفين:
أحدهما: الفردية بمعنى الأنانية وحب الذات، وهذا هو الاتجاه التقليدي في الأدبيات الليبرالية.
والثاني: الفردية بمعنى استقلال الفرد من خلال العمل المتواصل والاعتماد على النفس، وهذا هو الاتجاه البراجماتي، وهو مفهوم حديث للفردية.
الأساس الثالث: العقلانية:
تعني العقلانية استقلال العقل البشري بإدراك المصالح والمنافع دون الحاجة إلى قوى خارجية.
وقد أصبح الاعتماد على العقل المجرد وإقصاء الدين والقيم والأخلاق سمة من أبرز سمات الفكر الأوروبي المعاصر.