المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

*‌ ‌ المَِنْجَنيق: من أدوات الحرب القديمة (المنجنيق) بفتح الميم وكسرها، وهو: - أثر التوجيه الشرعي في الدلالة اللغوية لبعض المناهي اللفظية

[يحيى بن أحمد عريشي]

الفصل: *‌ ‌ المَِنْجَنيق: من أدوات الحرب القديمة (المنجنيق) بفتح الميم وكسرها، وهو:

*‌

‌ المَِنْجَنيق:

من أدوات الحرب القديمة (المنجنيق) بفتح الميم وكسرها، وهو: آلة حربية من آلات الحصار، كانت تُرمى بها الحجارة وغيرها من القذائف (3) . وكانت بداياته الأولى عبارة عن قاعدة خشبيّة سميكة مستطيلة الشكل، يرتفع في وسطها عمود خشبي يَُّركّب في أعلاه ذراع المنجنيق؛ لقذف القذائف المختلفة، بواسطة حبال وأوتار سميكة؛ لتوليد طاقة كافية لعملية القذف، بواسطة رافعة للمنجنيق (4) .

و (المَِنْجَنيق) لفظ فارسي معرَّب من (جَهْ نِيْك) أي: أنا ما أجودني (5) ، أو أنا شيء جيّد؛ لأنه لا تُجمع الجيم والقاف في كلمة عربية، غير اسم صوت بكسر الميم (6) . وقيل: إنه معرّب (منْك جَنْك نِيْك)، ومعناه: أسلوب جيّد للحرب (7) ، أو

(3) معجم المصطلحات العسكرية: 141، ومعجم المذكر والمؤنث: 184، والإعداد المعنوي والمادي للمعركة:325.

(4)

التسليح الشخصي والعام في صدر الإسلام: 28.

(5)

القاموس المحيط: 1126.

(6)

معجم الألفاظ والتراكيب المولدة في شفاء الغليل: 482- 483.

(7)

الألفاظ الأعجمية في روايات غريب الحديث والأثر: 176، وشفاء الغليل:275.

ص: 478

(منْجَك نيك)، ومعناها: الارتفاع إلى فوق (1) .

وقد رجّح (أدّي شير) فارسية اللفظ من (منْك جَنْك نِيْك)(2) . إلا إن المراجع الحديثة تؤكّد يونانية اللفظة (منكنيكون - Magganik،on) ، وأن اليونانيين قد نقلوها عن الفينيقيين قديما، ثم انتشرت في أنحاء المعمورة، فدخلت الآرامية (منجنيقا) ، ومنها إلى العربية (منجنيق)(3) .

و (المنجنيق) أنثى، وبعض العرب يسمّيها منْجَنُوق، قال الفراء (ت 207هـ) :((حُكيت لي ولم أسمعها عن العرب)) (4) .

وفي (المنجنيق) لغتان: (المنجَنُوق، والمنجليق) . والجمع: (مجَانِق ومجانيق ومنْجَنيقات)(5) .

وقد حدث خلاف بين أئمة النحو في نون (منجنيق) الواقعة بعد الميم، أهي أصلية أم زائدة؟ فقال قوم: النون أصلية، ومن ثَمّ وزنها (منْفَعيل)، وهذا الوزن غير موجود في الكلام (6) . وقال بعضهم: ودالّ أيضا على أن النون زائدة، وعلى هذا فوزنه (فنعليل) ؛ لأن النون لو كانت

(1) المفصل في الألفاظ الفارسية: 149، ومعجم المصطلحات العسكرية:141.

(2)

الألفاظ الأعجمية في روايات غربي الحديث والأثر:176.

(3)

التسليح الشخصي والعام في صدر الإسلام: 26، والتعريب في القديم والحديث:52، والمعرب:572

(4)

المذكر والمؤنث للفرّاء: 90، والمذكر والمؤنث، للسجستاني: 178

(5)

المعرب: 571، والألفاظ الأعجمية في روايات غريب الحديث والأثر: 175، والمذكر والمؤنث، للفرّاء:90، ومعجم المؤنثات السماعية: 180، ومعجم المذكر والمؤنث: 184، والمذكر والمؤنث، للأنباري:1/512، والقاموس المحيط: 1126

(6)

المنصف:154

ص: 479

أصلية لثبتت (1)، كما إن فيه زيادة حرفين في أول اسم غير جار على فعله مثل: منْطَلِق، وهو نادر (2) . والذي يظهر: أن النون الأولى الواقعة بعد الميم في (منجنيق) نون زائدة؛ إذ لو أردنا البحث في الأصل الثلاثي لهذه اللفظة، لوجدناها تتكون من) ج ن ق) ، بإثبات النون الثانية، إذ لوكانت النون الأولى أصلية لكان جذر الكلمة (ن ج ق)، كما إن النون الأولى تُحذف مع جمع التكسير:(مجانيق، مجانق)(3) ، مما يبرهن زيادتها.

كما حدث خلاف في ميم (منجنيق) أهي أصلية أم زائدة؟، والراجح أن الميم أصلية، والدليل على ذلك: استقرار زيادة النون الأولى بدليل قولهم: (مجانيق) بحذفها. ولو كانت أصلية لقلت: (مناجيق) ، فإذا أثبت زيادة النون الأولى ثبتت بذلك أصالة الميم؛ إذ لو كانت زائدة والنون بعدها زائدة، لأدّى ذلك إلى اجتماع زيادتين في أول كلمة، وذلك لا يوجد إلا في الأفعال، نحو:(انطلق، ومنطَلق) . و (منجنيق) ليس باسم جار على الفعل. فإذا ثبتت أصالة الميم وزيادة النون الأولى، وجب أن يُقضى على النون الثانية بالأصالة؛ لأنك لو جعلتها زائدة، لكان وزن الكلمة (فنعليلا) ، وذلك بناء غير موجود (4) .كما يرى ابن جني (ت393هـ) أن الميم أصلية، وفي ذلك يقول:((والقول فيه عندي أنه مشتق من (المنجنيق) إلا إن فيه ضربا من التخليط، وكان قياسه (مجْنقُوهم،

(1) المصدر نفسه: 153 –154

(2)

شرح الشافية: 2/350، والكتاب:4/309

(3)

الكتاب: 4/309، والبيان والتبيين: 3/400، والقاموس المحيط:1126

(4)

الممتع في التصريف: 1/253، واللباب في علل البناء والإعراب: 2/254 –255، والنهاية في غريب الحديث والأثر:169

ص: 480