الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذي يظهر لي: أنّ العرب لم تكن في حاجة إلى تعريب (الخُوذة) ؛ لأنّ لديها بدائل تحمل هيئتها ومعناها، مثل: المِغْفَر (1)، ومثل: بيضة الحديد (2) ، والتي تشبه الخوذة في شكلها البيضاوي، وفي لونها الأبيض. ولكن إذا كان الهدف من تعريب (الخوذة) زيادة الثروة اللغوية، والإفادة من اللغات الأخرى، فإنّ الأولى بالعرب أن ينقلوا الخوذة إلى أقرب استعمالاتهم اللغوية وهو (الخُود) بضم الخاء؛ لأنّ له مشابها بفتح الخاء (الخَود)، والذي يعني بلغة العرب: المرأة الحسناء الحيِيَّة، كما قال أبو العلاء المعرّي:
وكلُّ ذؤابة في رأس خَوْد
…
تمنّى أن تكونَ له شِكالا
إذ المراد ب (الخَود) هنا: المرأة الحسناء الحييّة (3) ، أو الجارية الناعمة (4) .
(1) القاموس المحيط: 425، والمعجم الوسيط: 1/261.
(2)
الأجناس من كلام العرب: 70، ورسالة في الكلمات المعربة، لابن كمال باشا:736.
(3)
سقط الزند: 53.
(4)
الصحاح (خود) : 2/410.
*
الرَّصاص:
من الممكن استخدام (الرصاص) في ميادين الحرب والقتال، كما إنه من الممكن استخدامه في الطب أو التصنيع.
والرَّصاص: ((عنصر فِلِزّ ليّن، وزنه الذريّ (207،21) ، وعدده الذريّ (82) ، وكثافته (11،34) ، وينصهر عند (327م)) ) (5) .
والرصاص اسم أعجميّ معرَّب، واسمه بالعربية (الصَّرفان)(6) ، و (الآنِك) ،
(5) المعجم الوسيط: 1/348.
(6)
المزهر: 1/284، والصحاح: 4/1293، والوجيز في فقه اللغة:452.
و (الأُسْرُب)(1)، ومنه الحديث:"من استمع إلى حديث قوم صُبَّ في أُذنه الآنك"، وهو الأُسْرُب (2) .
((والرَّصاص بفتح الراء أكثر من الِّرصاص، والعامة تقوله بكسر الراء. وشاهد (الرَّصاص) بالفتح قول الراجز:
أنا ابنُ عمرو ذي السَّنا الوبَّاص
…
وابنُ أبيه مُسْعَطُ الرَّصاص
وأول من أسعط بالرَّصاص من ملوك العرب: ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزْد)) (3) .
وقد عرفت العرب هذه المادّة (ر ص ص) ، واستخدمتها لدلالات كثيرة، إذ (الرَّصاص) : الأزيز، وهو أيضا: صوت الرّعد من بعيد، وصوت البكاء في الجَوْف (4) .
أما إطلاق (الرصاص) على ما هو معروف ومتداول في العصر الحديث من استخدامه مع ما يُرمى به من البُنْدُق أم المسدَّس، فعُرْف محْدَث (5) .
والجديد الذي أضافته العرب في تعريب (الرَّصاص) فهو أنها حوّلتْه من صيغته الأعجمية، وأضفتْ عليه صِبغة عربية؛ إذ اسم (الرصاص) بالأعجمية:(إِرْزِرْز) ، فأبدلت الصاد من الزاي، والألِف من الراء الثانية، وحذفت الهمزة من أوّله، وفتحت الراء من أوّله فصار (رَصاص) على وزن: فَعَال (6) .
(1) دراسات في فقه اللغة: 356.
(2)
المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: 1/98
(3)
اللسان (رصص) : 7/41.
(4)
المعجم المفصل في الأصوات: 129.
(5)
المعجم الوسيط: 1/348.
(6)
المزهر: 1/ 284، وتصحيح الفصيح وشرحه، لابن درستويه:266.