الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
* * *
داوود عليه الصلاة والسلام * * *
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على
النبيّ المصطفى
أما بعد. . . . . . . . . . . .
مع القرآن الكريم. . . .
ومع النبيّ المظلوم. . . . . .
سيدنا داوود عليه الصلاة والسلام
نعيش هذا اللقاء
قال تعالى: في سورة (ص) :
كثير من المسلمين أخطأ فهم هذه الآيات. . . . . . .
مع أن ملامح الحق فيها واضحة. . . . . . . . . . . . . . .
وسبب هذا الخطأ
هو رجوع المسلمين
إلى كتب الإسرائيليات
وأخذهم منها مع أنّها سهام موجّهة للإسلام
وحفظا على وقت القارئ الكريم اكتفي بذكر الحقّ الذي توحيه
الآيات
وأضربُ الذّكر صفحا عن قول البعض من المفسرين الذين شغلوا
أنفسهم بالنقل عن الإسرائيليات
- فشوهوا حقائق الإسلام -
فسامحهم الله
والبحث عن الفهم السَّليم للقصة يتطلب نظرة عامة إلى الآيات
السابقة لنفهم القرآن فهما موضوعيا
أولا: نلاحظ أن هذه القصة وردت في سياق مدح القرآن
لسيِّدنا داوود عله الصَّلاة والسَّلام
ثانيا: ليس في ألفاظ القرآن ولا في مفهومه العام ما يشير
إلى أن: القصة رمزية
- رتبها الله تعالى لعتاب داوود عليه السلام
على فعل يخالف شريعة الفضيلة -
التي جاء بها كلّ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام
وذلك لأنَّ:
عصمة الأنبياء جزء من عقيدة القرآن
والآن مع الآيات:
حتى لا نخطئ فهم القرآن
1 -
ساق القرآن هذه الآيات في مقام الأسوة لنبينا محمَّد
صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم
فكأنَّ الله يقول لنبينا محمَّد صلِّ يا ربِّ عليه وآله وبارك وسلِّم
إن ضاق صدرك من كُفر قومك
فاذكر عبدنا داوود
وصف القرآن داوود بأوصاف عظيمة
هي قوله تعالى: - - ((عبدنا)) : وهذا اللفظ لا يستعمل إلا
في مقام التكريم
((ذا الأيد)) . . . . أي القوة في الحق
((إِنَّهُ أَوَّابٌ)) . . . كثير الرجوع إلى الله
وقد أخبرنا القرآن بأن:
الجبال مسَّخرة معه. . . . . . . .
والطير مجتمعة عنده. . . . . . .
ورب العرش قوَّى ملكه. . . . .
ومنحه الحكمة في الأفعال. . . .
وعلَّمه فصل الخطاب. . . . . . .
{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ص20
وجعله خليفة في الأرض. . . . . .
ثمّ كشف اللثام عن مقامه في الآخرة
فقال تعالى:
{. . . وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} ص 25
أقول يا داوود
طبتَ حيًّا وميِّتا
هذا ما أفهمه من القرآن الكريم. . .
كل هذه الأوصاف تصحح فهم الذين ظلموا هذا النبيّ وتقوّلوا عليه
فما معنى الآيات إذن؟
وما
خبرالخـ ـصمان؟
أقول:
سيّدنا داوود عليه الصلاة والسلام
كان نبيّا وكان مَلِكًا
وكلاهما عبء ثقيل
فكيف يقسم وقته. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بين مطالب الرسالة وواجب الملك؟ ؟
أضف إلى ذلك انّه كان يأكل من عمل يده. . .
ومن أشق الأعمال البدنية. . .
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ.أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ: أي دروعا سابغات
وقدر في السّرد (إشارة إلى دقة صناعته)
فكيف يقسم الوقت بين:
النبوة. . .
والملك. .
والمصنع. .؟
لقد أعطى
العبادة يوما لا يخرج فيه من المحراب
وأعطى الملك والمصنع يوما
ولكن الله تعالى أراد أن يعرّف داوود أنه في اليوم الذي يخلو فيه
للعبادة يقع بين الناس مظالم تحتاج إلى عدل داوود
فمكَّن الله الرجلين (الخصمين) من الدخول عليه في يوم المحراب
يوم العبادة
وشرح أحدهما قصته واظهر ما فيه من ظلم أخيه له
وكيف أنّه وهو الثَّري صاحب النعاج الكثيرة يطلب من أخيه
الفقير أن يعطيه نعجته. . .
ففصل داوود بين المتخاصمين. . .
وتنبَّه أن الرعية يحدث بينها مظالم كثيرة في يوم العبادة فلا
يجد المظلوم من يدافع عنه. . .
إن الصُّلح بين الناس
ونصرة المظلوم أفضل من عبادة المحراب
فظن داوود أنمَّا فتناه وشغلناه بعبادة المحراب عن نصرة المظلوم. .
فاستغفر ربه
وخرّ راكعا
وأنـ ـاب
فغفرنا له ذلك. . .
إنَّ حسنات الأبرار سيئات المقربين
وكلما اشتد قرب العبد من ربه
أصبح موضع المؤاخذة من سيِّده. . .!!
أقول هذا:
حتى لا نخطئ فهم القرآن. . .
* * محمَّد * * صلِّ يا ربِّ عليه وعلى آله وبارك وسلِّم كما تحبه وترضاه آمين
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وسلام على النبيِّ المصطفى
أما بعد. . . . . . . . . . . .
قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب 36
المعرفة الصحيحة لسبب نزول هذه الآيات حصن من الخطأ في فهمها والآيات التي اخترتها في هذا اللقاء أخطأ في فهمها البعض بسبب جهلهم بقصة نزول الآيات والقصة في سطور. . . . . . أن النبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وعلى آله وبارك وسلِّم كما تحبه وترضاه آمين أعتق زيدا بن حارثة. . . . . . . . . . . ثم تبناه. . . . . . . . .
وسماه زيدًا بن محمَّد تكريما لإيثار زيد العيش مع النبيّ صلى الله عليه وسلم عبدا على أن يعيش مع أهله ووالده حرًّا ثمّ عزم النبيّ صلى الله عليه وسلم على تزويج زيد فاختار له السّيدة زينب بنت جحش - بنت عمة النبيّ - وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يهدف من وراء هذا الاختيار إلى تحطيم الأغلال التي وضعتها الجاهلية على العبيد.
فلا يتزوجون حرّة ولا يسعدون بعيش وهذه التجربة سوف تنقل تعاليم الإسلام من المثل إلى الواقع ولكن مع نبل التجربة إلا أنها صعبة على نفسيّة زينب - أول شريفة يتزوجها - عبـ ـد -
وإن أعتق فامتنعت. . . . . . . . . . . . . . . . . .
وامتنع أخوها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولكن السَّماء قالت كلمتها في هذا الموضوع فلا اختيار مع أمر الله تعالى قال تعالى: - {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب 36 أطاعت زينب أمر السَّماء. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وسلِّمت جسدها لزيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أمَّا قلبها فلا سلطان لها عليه إنّك تستطيع أن ترغم فرسك على الذهاب للحوض ولكنّك لا تستطيع أن ترغمها على أن تشرب وكان لابد لهذا الزواج أن ينجب المشاكل. . . . . . . . . . . . . ويذهب زيد إلى النبيّ صلِّ يا ربِّ عليه وعلى آله وبارك وسلِّم يشتكي ويطيب النبيّ صلى الله عليه وسلم خاطره. . . . . . . . .
ويتألم النبيّ صلى الله عليه وسلم نفسيا لأنه كان يتمنى نجاح التجربة ولكنَّ الوحي أخبر النبيّ أن السيدّة زينب ستصبح زوجة له بعد أن يطلقها زيد وفزع النبيّ صلى الله عليه وسلم من هذا الخبر لأنه سوف يفتح عليه أفواه المنافقين. .
ويسلط عليه ألسنة الذين استقر في قلوبهم قانون البيئة الذي يحرم على الرجل أن يتزوج امرأة ابنه من التبني وكتم الرسول صلِّ يا ربِّ عليه وعلى آله وبارك وسلِّم الخبر راجيا أن يعفيه الله تعالى من هذا الزواج وفي لحظات الخشية من ألسنة النّاس والرجاء في عفو الله تعالى جاء زيد يخبر النبيّ على طلاق زينب. . . . . . . . . . . . .
فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) . وهنا نزلت الآيات: - {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}
وإذ تقول للذي أنعم الله تعالى عليه - بنعمة الإسلام - وأنعمت عليه - بنعمة العتق - أمسك عليك زوجك - فلا تطلقها - واتق الله لأنَّ الطلاق أبغض الحلال وتخفي في نفسك ما الله مبديه - وهو أنَّ زينب ستصبح زوجا لك بعد طلاقها من زيد - كما أخبرك الوحي وتخشى الناس - أي وتخشى حديث الناس عنك بأنك تزوجت مطلقة ابنك من التبني - والله أحق أن تخشاه - وحده ولا تخشى معه أحدا - -
فلمّا قضى زيد منها وطرا - أي طلقها وانتهت عدتها - زوجناكها - فالتزويج من الله تعالى - - وليس للنبيّ صلى الله عليه وسلم أي دخل فيه. . . . . . . . . . . . . . . . .
سامح الله تعالى المفسرين الذين أخطئوا فهم القرآن لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعياهم إذا قضوا منهن وطرا
وهذا بيان للحكمة التي من أجلها فرض الله تعالى زواج زينب على النبيِّ صلِّ يا ربِّ عليه وعلى آله وبارك وسلِّم وواضح أن القرآن يستأصل بهذا الزواج ما بقي في أذهان الناس من قوانين الجاهلية المتعلقة بالتبني. . . . . . . . . . .
ومن قبل قد صحح القرآن نسب المتبنى فقال تعالى:
فلم يبقَ بعد ذلك في موضوع التبني إلا أخوّة الإسلام وهي الرباط الاجتماعي المقدس. . . . .
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا. . . . . . .
أبعد هذا الوضوح يصح لأحد من المفسرين أن يخطئ فهم القرآن؟ وأن يحمل الآيات من الأخبار الفاسدة ما نسجته عقول أعداء الإسلام من خيط كرههم لنبيه؟ ؟
أقول هذا. . . . . . . . حتى لا نخطئ فهم القرآن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .