الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(التكرار في القرآن) * * *
قال لي ما سبب التكرار في القرآن؟
قلت له: هل يمكن أن تصور الجامع صورة واحدة تظهر كل جوانبه قال لا. . . لا بد من عدة لقطات من جوانب مختلفة.
قلت: هذا سر التكرار في القرآن.
حتى قول الله تعالى في سورة الرحمن ((فبأي آلا ربكما تكذبان)) وهي أكثر آية تكررت في سورة واحدة. . . فإن كل مرة تذكر فيها تشير إلى أمر يغاير ما سبقت له في المرة السابقة فهي بعد كل مقطع قرآني في السورة تذّكر بالنعمة التي أشار لها المقطع والقارئ الفاهم للقرآن لا يصعب عليه إدراك ذلك. .
أما التكرار في القصة فيمكنك - قارئي الكريم - أن تدرك سره لو أحضرت مصحفا وقرأت الآيات التي أشير إليها حتى لا يطول المقال بكتابة الآيات.
والقصة التي اخترتها لك: -
- قصة الناقة - وقد ذكرت في السور الآتية - الأعراف. هود. الإسراء. الشعراء. القمر. الشمس. ثم ذكرت في النمل والحجر وفصلت والحاقة إشارة لا تصريحا.
والآن مع الآيات.
سورة الأعراف - 73 - إلى - 79 - والدراس للآيات يراها تكلمت عن النقاط الآتية: -
أولا: ذكرت أن الناقة هي * ناقة الله * نسبها الله إليه تعظيما لها.
ثانيا: ذكرت الجانب الحضاري في عهد ثمود قال تعالى: ((وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا)) .
ثالثا: ذكرت الحوار الذي دار بين المستكبرين والمستضعفين من قوم صالح واستهانة المستكبرين بالمعجزة ثم عقرهم الناقة. . .
ثم تأتي صورة هود آية - 61 - إلى - 68 -
فتضيف جانبا جديد من الأخبار:
أولا: حوار القوم مع صالح عليه السلام ورده عليهم.
ثانيا: تحدد المدة التي عاشها القوم بعد عقر الناقة بثلاثة أيام)) ثم أخذتهم الصيحة.
ثالثا: بينت أن الله نجى صالحا والذين آمنوا معه ((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)) . . .
وكل هذه الأخبار جديدة لم تذكر في سورة الأعراف. . . .
ثمّ تأتي سورة الحجر آية - 80 - إلى 84 وتذكر المكان الذي دارت عليه حوادث القصة. . .أن اسم المكان * الحِجْر * بكسر الحاء. . . .وهو مكان بين الحجاز والشام وتسمى مدائن صالح. . .
وفي سورة الشعراء تبرز ملامح جديدة في الآيات - 141 - إلى - 159 -
أولا: - تبين أن صالحا لم يطلب أجرا على دعوته ((وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145))
ثانيا: - تخبرنا عن الجانب الزراعي في بلادهم ((فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148))
ثالثا: - تبين أن القوم هم الذين طلبوا معجزة من النبي صالح ((فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)) .
رابعا: - تظهر ندم القوم بعد عقر الناقة ((فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ))
ومعلوم أنه ندم مشاهدة العذاب. . . . وليس ندم التوبة. . . .
سورة النمل من الآية - 45 - إلى - 53 -
تحدثنا السورة عن مؤامرة لزعماء القوم أرادوا قتل صالح عليه السلام وأهله ولكنَّ الله تعالى أبطل مكرهم وعذبهم. . . . . ((وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49))
وفي سورة فصلت والذاريات والحاقة لمحات سريعة كالتذكرة والعبرة. . . . .
ثمَّ تأتي سورة القمر آية - 23 - إلى - 32 -
فتذكر لنا أن القوم جميعا قد اشتركوا في عقر الناقة وذلك لأنهم ذهبوا إلى صاحبهم لعقرها. . . . ((فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30)) .
كما تذكر للمرة الأولى أن الذي عقر الناقة قد شرب الخمر قبل أن يرتكب جريمته لأن الخمر تهّون الجرائم ((فتعاطى فعقر)) أي تعاطى الخمر. . .
وتأتي سورة الشمس آية - 11 - إلى نهاية السورة
وهنا تظهر الملامح الأخيرة وتتلخص في نقطتين: -
الأولى: - أن الرجل الذي عقر الناقة هو أشقى القوم. . . . ((إذ انبعث أشقاها)) . . .
الثانية: - أن القوم قد أهلكوا بذنوبهم لم يظلمهم الله تعالى ((فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)) .
وبعد: -
هذه لمحة سريعة أتقدم بها بين يديك أيها القارئ الكريم حول هذا الموضوع العظيم تاركا لك الإجابة على هذا السؤال: هل في القرآن تكرار؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
وأظنه قد وضح ذلك أن مجموع آيات القرآن قي الموضوع الواحد تعطي صورة كاملة عن الموضوع.
أقول ذلك: -
حتى لا نخطئ فهم القرآن