المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الشعراء - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٦

[سعيد بن منصور]

الفصل: ‌تفسير سورة الشعراء

‌تَفسيرُ سُورةِ الشُّعَراءِ

[قولُهُ تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}]

[1650]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشَيمٌ، قال: نا مُغيرةُ

(1)

، عن إبراهيمَ؛ وجُوَيبرٌ

(2)

، عن الضَّحَّاكِ؛ أنهما كانا يقرأانِ:{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}

(3)

.

(1)

هو: ابن مقسم الضبي، تقدم في الحديث [54] أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح فيها بالسماع.

(2)

هو: ابن سعيد الأزدي، تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا.

[1650]

سنده ضعيف عن إبراهيم؛ لعنعنة المغيرة، وهو ضعيف جدًّا عن الضحاك؛ لشدَّة ضعف جويبر. وله طريق آخر سيأتي، لكن فيه راو مجهول.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 253) لعبد بن حميد، عن إبراهيم وحده.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 76) عن هشيم، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 578) من طريق أيوب بن أبي العوجاء، عن الضحاك، به، ووقع فيه:"أيوب عن أبي العرجاء".

وأيوب بن أبي العوجاء مجهول، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 421)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 254)؛ ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 56). وانظر:"لسان الميزان"(2/ 251).

(3)

رسمها في الأصل بالألف بعد الحاء، وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر، وقرأ بها ابن مسعود وابن عباس والأسود بن يزيد والضحاك وزيد بن علي والأعمش.

وقرأ باقي العشرة - ومنهم هشام عن ابن عامر أيضًا - والحسن واليزيدي وابن محيصن: {حَاذِرُونَ} بلا الألف.

وقرأ ابن مسعود وابن أبي عمار ومحمد بن السميفع وسميط بن عجلان: "حَادِرون" بالألف والدال المهملة. والحادر: السمين القوي، وقيل: المعنى: ممتلئون غيظًا. =

ص: 481

[1651]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن أبانِ

(1)

بنِ تَغْلِبَ

(2)

؛ أنَّ الأسودَ بنَ يزيدَ كان يَقرأُ: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُون}

(3)

؛ يقولون

(4)

: مُقْوُونَ

= انظر: "معاني الفراء"(2/ 280)، و"تفسير الطبري"(17/ 576 - 578)، و"مختصر ابن خالويه"(ص 158)، و"تهذيب اللغة" للأزهري (4/ 409)، و "المحتسب"(2/ 128 - 129)، و "المحرر الوجيز"(4/ 232)، و "تفسير القرطبي"(16/ 25 - 26)، و"البحر المحيط"(7/ 17)، و "الدر المصون"(8/ 524 - 522)، و"لنشر"(2/ 335)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 315 - 316)، و"معجم القراءات " للخطيب (6/ 420 - 421).

(1)

"أبان" علمٌ يُصرف ولا يصرف؛ الأشهر والأكثر: الصرف؛ لأنه على وزن "فَعَال" وهمزته أصلية. ومن لم يصرفه جعله على وزن "أفعل" إما فعلًا ماضيًا، وإما اسم تفضيل؛ ولكن القياس فيه:"أبين"، لا "أبان". وانظر:"شرح النووي على صحيح مسلم"(1/ 95)، (8/ 124)، و"تاج العروس"(أب ن).

(2)

في الأصل: "ثعلب"، وقد تكون نقطة الغين التصقت بنقطتي التاء. وهو: أبان بن تغلب، الربعي، أبو سعيد الكوفي، توفي سنة إحدى وأربعين ومئة، ثقة؛ وثقه ابن سعد ويحيى بن معين وأحمد وأبو حاتم والنسائي، وزاد أبو حاتم: صالح. ومدحه ابن عيينة في "الفصاحة والبيان". وقال العقيلي: سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلًا وأدبًا وصحة حديث. وذكره ابن حبان في "الثقات".

انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 453)، و"الجرح والتعديل"(2/ 296)، و"الثقات"(6/ 67)، و"تهذيب الكمال"(2/ 6).

(3)

تقدم تخريج القراءة في التعليق على الحديث السابق.

(4)

كذا في الأصل. وفي بعض مصادر التخريج: "قال"، وفي بعضها:"قال: يقول".

[1651]

كذا جاءت رواية المصنِّف دون ذكر لأبي إسحاق السبيعي في السند بين أبان والأسود، ولعله سقط من الأصل؛ فقد قال الخطابي في "غريب الحديث" (3/ 17):"يرويه سفيان، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن الأسود". اهـ. وهذا إسناد متصل صحيح إلى الأسود بن يزيد، وقد صرح أبو إسحاق بالسماع من الأسود عند البستي وابن جرير كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 252) للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. =

ص: 482

مُوْدُونَ

(1)

.

[1652]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، قال: أظنُّ عَمْرٌو

(2)

ذكره

(3)

،

= وقد أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(742) - ومن طريقه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 88/ ب)، وابن جرير في "تفسيره"(17/ 577) - عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأسود، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 76) عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، به.

وهو في "تفسير مجاهد"(1157) من طريق آدم بن أبي إياس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، به.

(1)

قوله: "مقوون"؛ أي: ذوو قوةٍ، أو أصحاب دواب قوية؛ من "أَقْوَى": إذا صار قويًّا في نفسه ودابته.

وقوله: "مُوْدُون" كذا في الأصل، بلا همز. ومعناه: متسلِّحون، يقال: أَوْدى الرجلُ فهو مُوْدٍ: إذا تكفَّر بالسِّلاح. نقله الصاغانيّ عن ابن الأعرابيِّ. وقال ابن بَرّي: وهو غَلَطٌ، وليس من (أودى)، وإنما هو من (آدى): إذا كان ذا أداةٍ وقوَّةٍ من السِّلاح. انظر: "تاج العروس"(و د ي).

وما رجَّحَهُ ابن بَرِّي محتملٌ هنا، إذ من عادة الناسخ إغفال الهمز، وعليه تكون اللفظة:"مُؤْدُون"؛ أي: أقوياء، كاملو أدوات الحرب وأسلحتها.

وانظر: "تفسير الطبري"(17/ 577)، و"تاج العروس"(أ د و، ق و ي).

(2)

هو: عمرو بن دينار المكي، تقدم في الحديث [15] أنه ثقة.

(3)

قوله: "أظنّ عمرو ذكره" كذا في الأصل. والجادة: "أظنّ عمرًا

". ويتوجَّه ما في الأصل على أن الفعل "أظن" ملغًى، فلا يعمل في الاسم بعده؛ وإلغاؤه مع تقدُّمه جائز مطلقًا عند الكوفيين والأخفش والزُّبيدي وابن الطراوة، والبصريون يوجبون إعماله إذا تقدم تقدمًا محضًا، ويتأولون ما جاء على غير ذلك على الإعمال بتقدير ضمير الشأن، أو على التعليق بتقدير لام الابتداء.

وعلى كلِّ يعربُ "عمرٌو" مبتدأ خبره جملة "ذكره".

وفي حال تقدير ضمير الشأن يكون الضمير هو المفعول الأول، وجملة "عمرو ذكره" سدت مسد المفعول الثاني. وانظر:"أوضح المسالك"(2/ 54 - 69)، و"همع الهوامع"(1/ 551 - 561).

[1652]

سنده صحيح. =

ص: 483

عن عُبيدِ بنِ عُميرٍ

(1)

: أنه كان يَقرأُ: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُون}

(2)

.

[قولُهُ تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)} إلى قولهِ تعالى: {ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)}]

[1653]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدٌ

(3)

، عن حُصينٍ

(4)

، عن عبدِ اللّه بنِ شدَّادِ بنِ الهادِ

(5)

؛ قال: جاء موسى إلى فرعونَ وعليه جُبَّةٌ من صوفٍ، ومعه عصًا، فضحك فرعونُ، فألقى عصاه، قال: فانطلقتْ نحوَهُ كأنَّها عُنُقُ بُخْتِيٍّ

(6)

، فيها أمثالُ الرماحِ، تهتزُّ، فجعل

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 253) لعبد بن حميد عن عمرو بن دينار؛ قال: قرأ عبيد: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} .

(1)

هو: عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، تقدم في الحديث [635] أنه ثقة.

(2)

تقدم تخريج القراءة في الحديث [1650].

(3)

هو: ابن عبد الله الواسطي، تقدم في الحديث [18] أنه ثقة.

(4)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد الله الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.

(5)

تقدم في الحديث [400] أنه ثقة وأنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يسمع منه شيئًا.

[1653]

سنده صحيح إلى عبد الله بن شداد بن الهاد، إلا أنه لم يذكر عمن أخذه، والظاهر أنه من الإسرائيليات.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 259 - 260) للمصنِّف وابن جرير.

وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(247)، وابن جرير في "تفسيره"(1/ 655 - 657) و (12/ 275 - 276 و 281) و (17/ 573)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10559 و 15658)؛ من طريق محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، نحوه، مع اختلاف في اللفظ.

(6)

يعني: طويلة؛ قال في "النهاية"(1/ 101): "البُختِيّة: الأنثى من الجمال البخت، والذكر بختي، وهي جمال طوال الأعناق، وتجمع على بُخت وبخاتى". وفي "تاج العروس"(ب خ ت) أن البخت هي الإبل الخراسانية، =

ص: 484

فرعونُ يتأخَّرُ وهو على سَريرِهِ، فقال فرعونُ: خذها وأُسْلِمُ. فعادت كما كانت، وعاد فرعونُ كافرًا، فأُمر موسى أن يسيرَ إلى البحرِ، فسار بهم في ستِّ مئةِ ألفٍ، فلمَّا أتى البحرَ أُمر البحرُ إذا ضربه موسى بعصاه أن ينفرجَ له، ولم يُؤمَرْ موسى أَنْ يضربَهُ بعصاه، فبات البحرُ له أَفْكَلُ

(1)

، فأُمر موسى أن يضربَ بعصاه البحرَ، فانفلق منه اثْنَا

(2)

عَشَر طريقًا، لكلِّ سبطٍ منهم طريقٌ، وجعل لهم فيها أمثالَ [الكَوَّاتِ]

(3)

ينظرُ بعضُهم إلى بعضٍ، وأقبل فرعونُ في ثمانِ مئةِ ألفٍ، حتى أشرف على البحرِ، فلما رآه هابه وهو على حصانٍ له، وعرض له ملكٌ وهو على فرسٍ له أنثى

(4)

، فلم يملكْ فرعونُ فرسَهُ حتى أقحمه

(5)

، وخرج آخِرُ بني إسرائيلَ، وولج أصحابُ فرعونَ، حتى إذا صاروا في البحرِ أُمر البحرُ فأُطبق عليهم، فغرق فرعونُ بأصحابِهِ، فقالت بنو إسرائيلَ لموسى: ما غرق فرعونُ! فأَمر اللهُ البحرَ فلفَظَهُ حتى رأوا جسدَهُ.

= والكلمة أعجمية معربة، وقيل: إنها عربية.

(1)

تشبه فاؤها في الأصل باءً غير منقوطة.

والأفكلُ - كأحْمَد - الرعدة من الخوف أو البرد أو نحوه. ولا فِعْل منه. "تاج العروس"(ف ك ل). والجملة من المبتدأ والخبر "له أَفْكَلُ" في محل نصب خبر "بات".

(2)

رسمها في الأصل: "ثنى" غير منقوطة الياء.

(3)

في الأصل: "الكواكب"، والمثبت من "الدر المنثور". والكَوَّاتُ: جمع كَوَّةٍ، وهي الفتحة في الحائط ونحوه. وتجمع أيضًا على كُوًى وكُوَاءٍ. "تاج العروس"(ك و و).

(4)

الفَرَسُ تقع على الذكر والأنثى. "المصباح المنير" و "تاج العروس"(ف رس).

(5)

في رواية الطبري (12/ 275 - 276): "وخرج فرعون على حصانٍ أدهم،

وكانت تحت جبريل عليه السلام فرسٌ وديق (أي: تشتهى الفحل) ليس فيها أنثى غيرها،

فلما خرج آخِرُ بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا، وقال: أَقْدِمو".

ص: 485

[قولُهُ تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)}]

[1654]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ

(1)

، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ

(2)

، عن عامرٍ الشَّعبيِّ؛ في قولِهِ:{الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} ؛ قال: المُثْقَلِ.

[قولُهُ تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128)}]

[1655]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا مسلمُ بنُ خالدٍ

(3)

، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ عز وجل:{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} ؛ قال: يعني: بُرُوجَ الحَمَامِ.

(1)

تقدم في الحديث [18] أنه ثقة.

(2)

تقدم في الحديث [6] أنه ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وخالد بن عبد الله الواسطي روى عنه بعد الاختلاط كما تقدم في تخريج الحديث [661].

[1654]

سنده ضعيف؛ لحال عطاء بن السائب.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 280) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

(3)

هو: مسلم بن خالد المخزومي الزَّنْجي، تقدم في الحديث [213] أنه صدوق كثير الأوهام.

[1655]

سنده ضعيف؛ لحال مسلم بن خالد الزنجي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 281) للمصنِّف والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مُجاهدٍ؛ في قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} ؛ قال: بكل فجٍّ بين جبلين، {آيَةً}؛ قال: بنيانًا، {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} قال: بروج الحَمَام.

وقد أخرجه حرب بن إسماعيل الكرماني في "مَسائله"(1474) عن المصنِّف.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(15808) من طريق علي بن الفضل، عن مسلم بن خالد الزنجي، به، ولفظه: قوله: {آيَةً} ؛ الآية: اتخاذ أبرجة الحَمَام.

وأخرجَه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 611) من طريق يحيى بن حسان،=

ص: 486

[قولُهُ تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)}]

[1656]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدٌ

(1)

، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ في قولِهِ:{وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِين} ؛ قال: يعني: السَّوطَ والسَّيفَ.

= وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15813) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ كلاهما (يحيى بن حسان، والحماني) عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح - ووقع عند ابن جرير: عن رجل - عن مُجاهدٍ؛ في قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)} ؛ قال: بروج الحمام.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(15800) من طريق عيسى بن جعفر، عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الريع: الثنية الصغيرة.

وأخرجه الفريابي في "تفسيره" - كما في "فتح الباري"(8/ 497)، و "تغليق التعليق"(4/ 272) - وابن جرير في "تفسيره"(17/ 610)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15807)؛ من طريق ورقاء بن عمر، وابن جرير في الموضع نفسه من طريق عيسى بن ميمون؛ كلاهما (ورقاء، وعيسى) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد؛ في قولِهِ عز وجل:{آيَةً تَعْبَثُونَ} ؛ قال: بنيانًا. وإسناده صحيح إلى مجاهد. وهو في "تفسير مجاهد"(1162) من طريق ورقاء، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 610)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 299)؛ من طريق ابن جريج، عن مجاهد؛ في قوله تعالى:{بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً} ؛ قال: بنيان الحمام.

وعلَّقه النحاس في "معاني القرآن"(5/ 92) عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد؛ قال: بروج الحمامات.

(1)

كذا جاء في الأصل، والأثر السابق رواه المصنِّف عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، فلعل الناسخ أخطأ في هذا الأثر، فخالد بن عبد الله الواسطي ليس له رواية عن ابن أبي نجيح، كما أن ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم رويا هذا الأثر من طريق مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، كما سيأتي.

[1656]

سنده فيه مسلم بن خالد الزنجي - فيما ترجَّح لنا - وهو صدوق كثير الأوهام كما في الأثر السابق، ولكنه توبع كما سيأتي، فالأثر صحيح عن مجاهد.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 282) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. =

ص: 487

[قولُهُ تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)}]

[1657]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا يزيدُ بنُ هارونَ

(1)

، عن داودَ

(2)

، عن الشَّعْبيِّ، عن عَلْقمةَ، عن ابنِ مسعودٍ؛ أنه كان يَقرأُ: {إِنْ هَذَا إِلَّا

= وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول"(ص 252) عن إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15821) من طريق عيسى بن يونس؛ كلاهما (إسحاق، وعيسى) عن مسلم بن خالد الزنجي، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 107) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 89 - 90) من طريق زكريا بن إسحاق؛ كلاهما (الثوري، وزكريا) عن ابن أبي نجيح، به. وإسناد البستي صحيح.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(15820) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد.

(1)

تقدم في الحديث [43] أنه ثقة.

(2)

هو: ابن أبي هند القشيري، تقدم في الحديث [63] أنه ثقة.

[1657]

سنده صحيح؛ إلا أنه روي عن علقمة من قوله كما سيأتي في الأثر التالي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 282 - 283) للمصنِّف وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني.

وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8676) من طريق المصنِّف.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 616) عن محمد بن المثنى، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15828) من طريق مسدد؛ كلاهما (ابن المثنى، ومسدد) عن يزيد بن هارون، به، إلا أنه وقع في رواية ابن أبي حاتم من قول علقمة، ولم يذكر ابن مسعود.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 616) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وإسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، به، إلا أنه وقع في رواية ابن علية من قول علقمة، ولم يذكر ابن مسعود.

فظهر بهذا أن الأثر اختُلف فيه على داود بن أبي هند، وعلى يزيد بن هارون.

أما يزيد بن هارون: فرواه عنه سعيد بن منصور ومحمد بن المثنى فجعلاه من قول ابن مسعود. وخالفهما مسدد فرواه عن يزيد وجعله من قول علقمة.=

ص: 488

{خُلُقُ

(1)

الْأَوَّلِينَ}؛ ويقولُ: شَيْءٌ اختلَقُوهُ.

[1658]

حدَّثنا سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن داودَ، عن

= فترجح رواية سعيد بن منصور وابن المثنى على رواية مسدد؛ لاتفاقهما ومخالفته - وهو واحد - لهما.

وأما الاختلاف على داود: فروايه يزيد بن هارون وعبد الأعلى بن عبد الأعلى عنه، عن الشعبي، عن علقمة، عن ابن مسعود.

وخالفهما إسماعيل بن علية - كما سبق - فرواه عن داود، وجعله من قول علقمة. ووافقه خالد بن عبد الله الواسطي في الأثر التالي؛ لكنه ذكر القراءة فقط، ولم يذكر تفسيره للآية، وهو قوله:"شيء اختلقوه".

فالذي يظهر أن داود بن أبي هند كان ينشط أحيانًا فيجعله عن ابن مسعود، ويكسل أحيانًا فيقفه على علقمة. وقد ترجح رواية من رواه عن ابن مسعود؛ لتفرد إسماعيل بن علية؛ على اعتبار أن رواية خالد الواسطي الآتية قراءة فقط وليست تفسيرًا، والله أعلم.

وانظر الأثر التالي.

(1)

لم تضبط في الأصل. وقرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي وأبو جعفر - من العشرة - وعبد الله بن مسعود وعلقمة والحسن واليزيدي وابن محيصن: {خُلْقُ} بفتح الخاء وسكون اللام.

وقرأ باقي العشرة ووافقهم الأعمش: {خُلُقُ} بضم الخاء واللام.

وقرأ أبو قلابة والأصمعي عن نافع: {خُلْقُ} بضم الخاء وسكون اللام.

وروي عن علقمة عن عبد الله: {اختلاق} .

وانظر: "تفسير الطبري"(17/ 614)، و "مختصر ابن خالويه"(ص 109)، و"تفسير القرطبي"(16/ 59 - 60)، و "البحر المحيط"(7/ 32 - 33)، و "الدر المصون"(8/ 541)، و"النشر"(2/ 335 - 336)، و"إتحاف فضلاء البشر "(2/ 318)، و"معجم القراءات" للخطيب (6/ 444 - 445).

[1658]

سنده صحيح. وقد روي عن علقمة عن ابن مسعود كما في الأثر السابق، وتقدمت مناقشة ذلك.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 283) لابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 616) من طريق إسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، به. وانظر الأثر السابق.

ص: 489

الشَّعْبيِّ، عن عَلْقمةَ؛ أنه كان يَقرأُ: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ

(1)

الْأَوَّلِينَ}.

[قولُهُ تعالى: {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}]

[1659]

حدَّثنا سعيد، قال: نا أبو الأَحْوَصِ

(2)

، عن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، عن أبي العَلاءِ

(3)

، في قولِهِ:{وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيم} ؛ قال: هو الرُّطَبُ المُذَنِّبُ

(4)

.

(1)

لم تضبط في الأصل. وقراءة علقمة بفتح الخاء وسكون اللام، وانظر تخريج القراءة في التعليق على الحديث السابق.

(2)

هو: سلّام بن سُلَيم.

(3)

يروي أبو إسحاق السبيعي عن أكثر من واحد ممن يكنى بأبي العلاء، ومنهم: المسيَّب بن رافع الأسدي الكاهلي؛ وأبو العلاء الكوفي، وصلة بن زفر، ولكن لم نجد أحدًا سمَّى أبا العلاء هذا، أو نسبه حتى يمكن تمييزه، ووجدنا نسبة هذا التفسير ليزيد بن زيد، فقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (9699):"يزيد بن زيد، شيخ حدث عنه أبو إسحاق السبيعي كلمة في التفسير، لا نعرفه".

وقال ابن حجر في "لسان الميزان"(8/ 495): "وقال علي بن المديني في "لعلل": يزيد بن زيد؛ في قوله تعالى: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيم}؛ مجهول، لم يرو عنه غير أبي إسحاق". وذكر ابن محرز في "معرفة الرجال"(1/ 139) أنه قيل ليحيى بن معين: أبو إسحاق روى عن يزيد - في قوله: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيم} ؛ قال: المتهشِّم - من يزيد؛ قال: يزيد بن زيد السّوَائي. وذكر عباس الدوري في "تاريخه"(3134) أن يحيى بن معين قال: "أبو إسحاق عن يزيد بن زيد هو: السُّوَائي". قال عباس: "يعني: يزيد بن زيد".

ولم نجد من كنَّى يزيد بن زيد بأبي العلاء، وانظر تخريج الأثر.

(4)

المُذنِّبُ: هو الذي بدا فيه الإرطاب من قِبَل ذَنَبِهِ، أي: طرفه. "النهاية"(2/ 170)، و"تاج العروس"(ذ ن ب).

[1659]

سنده صحيح إلى أبي العلاء.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 284) للفريابي وعبد بن حميد عن يزيد بن أبي زياد؛ {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيم} ؛ قال: هو الرطب، وفي لفظ قال: المذنب الذي قد رطب بعضه.

وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(15847) من طريق مسدد، والثعلبي=

ص: 490

[1660]

حدَّثنا سعيد، قال: نا أبو الأَحْوَصِ، عن سِماكٍ

(1)

، عن عِكْرمةَ؛ قال: هو الرُّطَبُ اللَّيِّنُ.

[قولُهُ تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}]

[1661]

حدَّثنا سعيدٌ، نا خَلفُ بنُ خَلِيفةَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ

(2)

، عن أبي صالحٍ

(3)

؛ في قولِهِ عز وجل: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} ؛ قال: حاذِقينَ بِنَحْتِها.

= في "تفسيره"(7/ 176) من طريق وكيع؛ كلاهما عن أبي الأحوص، به.

وذكره ابن كثير في "تفسيره"(10/ 362) عن أبي إسحاق، عن أبي العلاء.

وقال النحاس في "معاني القرآن"(5/ 95 - 96): "وروى إسحاق، عن بريد؛ {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}؛ قال: منه ما قد أرطب، ومنه مذنب". كذا وقع عنده: "إسحاق، عن بريد" ونقل القرطبي في "تفسيره"(16/ 63) هذا النص عن النحاس وفيه: "وروى أبو إسحاق عن يزيد

" فذكره، وهذا الموافق لما ذكره ابن المديني وابن معين والذهبي وابن حجر كما تقدم، والله أعلم.

(1)

هو: سماك بن حرب أبو المغيرة الكوفي، تقدم في الحديث [1011] أنه صدوق، لكن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، فيما يرويه عن ابن عباس مرفوعًا.

[1660]

سنده حسن؛ لحال سماك، وما يخشى من رواية سماك عن عكرمة إنما هو فيما يرفعه عن ابن عباس.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 285) للمصنِّف وابن جرير وابن أبى حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 620) عن هناد بن السري، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15844) من طريق الحسن بن الربيع؛ كلاهما عن أبي الأحوص، به.

(2)

تقدم في الحديث [29] أنه ثقة.

(3)

هو: باذام مولى أم هانئ، تقدم في الحديث [1014] أنه ضعيف، وتقدم في الحديث [1310] أن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان أبو صالح يكذب، فما سألته عن شيء إلا فسره لي.

[1661]

سنده فيه خلف بن خليفة، وقد تقدم في الحديث [76] أنه صدوق إلا أنه =

ص: 491

[قولُهُ تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}]

[1662]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ؛ في قراءةِ عبدِ اللهِ

(1)

: "وَوَاعَدْنَاهُ أَن نُؤَمِّنَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزًا فِي [الغَابِرينَ]

(2)

".

[قولُهُ تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)}]

[1663]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(3)

، عن محمَّدِ بنِ

= اختلط في آخر عمره، وقد توبع؛ فالأثر صحيح عن أبي صالح باذام، ولا علاقة لضعفه بالحكم على الأثر؛ لأنه من قوله، وليس رواية.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 286) للفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 621) من طريق عثام بن علي ومروان بن معاوية الفزاري، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(15857) من طريق عثام؛ كلاهما (عثام، ومروان) عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ووقع في مطبوع "تفسير ابن أبي حاتم":"عثمان" بدل: "عثام".

(1)

كذا جاء عبد الله مهملًا، ولم نجد ما يدل على أنه ابن مسعود أو ابن عباس أو غيرهما، لكن إذا أطلق "عبد الله" غالبًا، فإنما يراد به عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولكن لم نجد من نسب هذه القراءة إليه.

[1662]

سنده صحيح إلى مجاهد، وهو منقطع بينه وبين ابن مسعود؛ لأن روايته عنه مرسلة؛ كما تقدم في الحديث [803]. وهذا بناء على غلبة الظن بأن عبد الله هو ابن مسعود، أما إن كان عبد الله هو ابن عباس أو ابن عمر، فالسند صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 289) للمصنِّف وابن المنذر.

(2)

في الأصل: "العرر" غير منقوطة. والمثبت من "الدر المنثور".

ولم نقف على خلاف في قراءة هاتين الآيتين، في غير هذا الأثر. والظاهر أنه من القراءة التفسيرية. وهو ضعيف كما في التخريج.

(3)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

[1663]

سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر. =

ص: 492

كعبٍ؛ في قولِهِ: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} ؛ قال: عُذِّبَ أهلُ مدينَ بثلاثةِ أصنافٍ من العذابِ: أَخذَتْهم الرَّجْفةُ في دارِهم حتى خافوا أن تَسقُطَ عليهم، فخرجوا منها، فأصابهم حرٌّ شديدٌ، فبعث الله الظُّلَّةَ، فنادَوْا: ما رأينا كاليومِ ظِلًّا قطُّ أبردَ ولا أطيبَ، هَلُمَّ لكمْ إلى الظَلِّ، فدخلوا جميعُهم في الظُّلةِ، فصاح بهم صيحةً واحدةً فماتوا كلُّهم.

[قولُهُ تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)}]

[1664]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا يعقوبُ الزُّهريُّ

(1)

، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لما نزلتْ عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 292) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

وعزاه في (8/ 642) لابن أبي حاتم وحده.

وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(11182 و 15929) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، عن أبي معشر، به.

(1)

هو: يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبدٍ القاري، تقدم في الحديث [263] أنه ثقة.

[1664]

سنده ضعيف؛ لإرساله، وقد اختلف على هشام بن عروة في هذا الحديث" فروي عنه عن أبيه مرسلًا، كما عند المصنِّف هنا، ورواه مسلم في "صحيحه" وغيره عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة متصلًا، كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 304) لعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عروة مرسلًا، وعزاه في (11/ 303 - 304) لأحمد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مروديه عن عائشة متصلًا.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 77) عن معمر، وابن جرير في "تفسيره"(17/ 655) من طريق عنبسة بن سعيد، كلاهما (معمر، وعنبسة) عن هشام بن عروة، به، مرسلًا.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(753) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، وأحمد (6/ 136 و 187 رقم 25044 و 25535)، ومسلم (205)، وابن جرير في "تفسيره"(17/ 654)، وأبوعوانة في "مسنده"(273)، وابن حبان (6548)، والدارقطني في "العلل"(3505)، وابن منده في "الإيمان "=

ص: 493

الْأَقْرَبِينَ}، قال:"يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رسُولِ اللهِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، لا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلُونِي مِنْ مَالِي ما شِئْتُمْ".

[1665]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُالرحمنِ بنُ أبي الزِّنادِ، عن أبيه

(1)

، عن الأعرجِ

(2)

، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

= (947 - 945)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(505)، والبيهقي (6/ 280 - 281)، والبغوي في "شرح السنة"(3743)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(57/ 49)، من طريق وكيع، والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 156)، والترمذي (2310 و 3184)، وابن جرير (17/ 654)، والدارقطني (3505)؛ من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ومسلم (205)، وابن جرير (17/ 654)، وابن منده (946 - 947)؛ من طريق يونس بن بكير، والدارقطني (3505) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر؛ جميعهم (أبو معاوية، ووكيع، ومحمد بن عبد الرحمن، ويونس، وأبو خالد الأحمر) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

قال البخاري: "وقال وكيع ويونس بن بكير: عن هشام مثله، ورواه مالك وغير واحد عن هشام، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل".

وقال يحيى بن معين في "تاريخه"(1140/ روِاية الدوِري): "حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}؛ إنما هو عن عروة فقط". وقال في (2972): "وكيع يسند حديثًا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، لا يسنده أحد غيره: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ".

وقد تقدم أن وكيعًا توبع في روايته لهذا الحديث بذكر عائشة.

قال الدارقطني في "العلل"(3505): "يرويه هشام بن عروة واختلف عنه، فرواه وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأبو خالد الأحمر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. ورواه مالك بن أنس ومفضل بن فضالة ومحمد بن كناسة، عن هشام، عن أبيه، مرسلًا، والمرسل أصح".

ولعل هذا الحديث موصولًا مما حدَّث به هشام بن عروة بعد ما تغيَّر، أو مما حدَّث به في العراق، وهو الذي تكلم بعض العلماء في هشام لأجله. انظر ترجمته في الحديث [251]، وانظر التعليق على الحديث [769].

(1)

هو: عبد الله بن ذكوان.

(2)

هو: عبد الرحمن بن هرمز.

[1665]

سنده فيه عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وقد تقدم في الحديث [67] أنه صدوق تغير حفظه، إلا أنه توبع؛ فالحديث صحيح، مخرج في الصحيحين. =

ص: 494

"يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ يَا عَمَّةَ رسُولِ اللهِ، يا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، لا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي ما شِئْتُمَ"، وذلك حينَ أُوحي إليه:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} .

= وأخرجه أحمد (2/ 448 - 449 رقم 9793) من طريق محمد بن إسحاق، وأخرجه أيضًا (2/ 398 رقم 9177)، ومسلم (206)، وابن منده في "الإيمان"(943)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(507)؛ من طريق زائدة بن قدامة، والبخاري (3527)، وأبو عوانة في "مسنده"(274)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3264)؛ من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6327) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، وأبوعوانة (274) من طريق عبد الوهاب بن بخت وموسى بن عقبة، وأبو عوانة (274)، والدينوري في "المجالسة"(3148)؛ من طريق مالك بن أنس، وابن منده (944) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن؛ جميعهم (ابن إسحاق، وزائدة، وشعيب، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الوهاب، وموسى، ومالك، ومغيرة) عن أبي الزناد، به.

وأخرجه أحمد (2/ 350 رقم 8651) من طريق ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، به.

وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"(228)، وأحمد (2/ 333 و 360 و 519 رقم 8402 و 8726 و 8727 و 15725)، والبخاري في "الأدب المفرد"(48)، ومسلم (204)، والترمذي (3185)، والفاكهي في "أخبار مكة"(1381)، وابن جرير في "تفسيره"(17/ 656 و 657)، وأبو عوانة في "مسنده"(268 - 270)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 285) و (4/ 387)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16012 و 16014)، وابن حبان (646)، والطبراني في "الأوسط"(8511)، وابن منده في "الإيمان"(933 - 940)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(504)؛ من طريق موسى بن طلحة، والدارمي (2774)، والبخاري (2753 و 4771)، ومسلم (206)، والبزار (7676)، والنسائي (3646 و 3647)، وابن جرير (17/ 655 و 656)، وأبو عوانة (272)، والطحاوي (3/ 285 و 286) و (4/ 388)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1200)، وابن حبان (6549)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3024)، والدارقطني في "العلل"(1807)، وابن منده =

ص: 495

[قولُهُ تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)}]

[1666]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، أو حُمَيدٍ (1)، أو داودَ (2)، عن مُجاهدٍ، في قولِهِ عز وجل:{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين} ؛ قال: كان يرى مَنْ خَلْفَهُ كما يرى مَنْ بَيْنَ يَدَيْهِ.

= (941 و 942)، والثعلبي في "تفسيره"(7/ 182)، وأبو نعيم (506)، والبيهقي (6/ 280)؛ من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن؛ جميعهم (موسى بن طلحة، وابن المسيب، وأبو سلمة) عن أبي هريرة، به.

هو: حميد بن قيس الأعرج، تقدم في الحديث [31] أنه ثقة.

هو: داود بن شابور أبو سليمان المكي، ثقة؛ وثقه الشافعي ويحيى بن معين، وأبو زرعة وأبو داود وإبراهيم الحربي والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال:"وقد قيل: إنه داود بن عبد الرحمن بن شابور".

وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 233)، و"الجرح والتعديل"(3/ 415)، و"الثقات" لابن حبان (6/ 279)، و"تهذيب الكمال"(8/ 399 - 455)، و "تهذيب التهذيب"(3/ 162).

[1666]

سنده صحيح إلى مجاهد، وضعيف لإرساله، وما وقع عند المصنِّف من الشك في شيخ ابن عيينة خطأ من سعيد، أو من الناسخ، فقد روى الحميدي وغيره - كما سيأتي - هذا الحديث عن سفيان بن عيينة، وفيه:"عن ابن أبي نجيح وحميد وداود".

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 316) للمصنِّف وسفيان بن عيينة والفريابي والحميدي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل".

وقد أخرجه الحميدي في "مسنده"(992) عن سفيان بن عيينة، عن داود وحميد وابن أبي نجيح، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 92/ أ) عن ابن أبي عمر العدني، والخلال في "السنة"(216) من طريق يحيى بن الربيع، وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 347) من طريق حامد بن يحيى البلخي؛ جميعهم (ابن أبي عمر، ويحيى، وحامد) عن سفيان بن عيينة، عن داود وحميد وابن أبي نجيح، به.=

ص: 496

[1667]

حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفْيانُ، عن أبي الزِّنَادِ

(1)

، عن الأعرجِ

(2)

، عن أبي هريرةَ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَهُنَا، فَمَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ".

= وأخرجه الفريابي في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(4/ 273)، و "فتح الباري"(8/ 497) - وابن جرير في "تفسيره"(17/ 667)، ابن أبي حاتم في "تفسيره"(16031)؛ من طريق ورقاء بن عمر، وابن جرير (17/ 667) من طريق عيسى بن ميمون؛ كلاهما عن ابن أبي نجيح وحده، عن مجاهد.

وهو في "تفسير مجاهد"(1173) من طريق ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح.

وأخرجه الثوري في "تفسيره"(749) عن الليث بن أبي سليم، والبستي في "تفسيره"(ق 92/ أ)، وابن جرير في "تفسيره"(17/ 667)؛ من طريق ابن جريح، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(16030)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/ 74)؛ من طريق قيس بن سعد؛ جميعهم (الليث، وابن جريج، وقيس) عن مجاهد، به. ووقع عند ابن أبي حاتم:"عن أبي عبيد الله أو قيس، عن مجاهد".

(1)

هو: عبد الله بن ذكوان.

(2)

هو: عبد الرحمن بن هرمز.

[1667]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 316) للمصنِّف ومالك والبخاري ومسلم وابن مردويه.

وقد أخرجه الحميدي في "مسنده"(991)، وأحمد (2/ 244 رقم 7333)؛ عن سفيان بن عيينة، به. ورواية أحمد مختصرة بلفظ:"إني لأرى خشوعكم".

وأخرجه أحمد (2/ 365 رقم 8771) عن الحسين بن محمد، والبزار (8868) عن أحمد بن عبدة؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 167) - ومن طريقه أحمد (2/ 303 و 375 رقم 8024 و 8877)، والبخاري (418 و 741)، ومسلم (424) - عن أبي الزناد، به.

وأخرجه السراج في "مسنده"(717) من طريق ورقاء بن عمر، و (718)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3253)؛ من طريق شعيب بن أبي حمزة؛ كلاهما (ورقاء، وشعيب) عن أبي الزناد، به. =

ص: 497

[1668]

حدَّثنا سعيدٌ، نا مُغيرةُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِزاميُّ

(1)

، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرج، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَرَوْنَ قِبْلَتَنَا هَهُنَا، فَوَاللّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكوعُكُمْ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ

(2)

وَرَائِي".

[1669]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ الرَّحمن بِنُ أبي الزِّنادِ، عن أبيه أبي الزِّنادِ

(3)

، عن الأعرجِ، عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَهُنَا، وَاللّهِ مَا [يَخْفَى]

(4)

عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ، أَنِّي لأراكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي".

* * *

= وأخرجه عبد الرزاق (3737)، وابن أبي شيبة (3557)، وأحمد (2/ 234 و 319 و 505 رقم 7199 و 7255 و 10565)، والبزار (8377)، والبغوي في "الجعديات"(2797 و 2808)، وابن حبان (6338)؛ من طريق عجلان مولى المشمعل المدنى، ومسلم (423)، والنسائي (872)، وابن خزيمة (474 و 664)، والسراج في "مسنده"(708)، وأبو عوانة في "مسنده"(1614)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 235 - 236)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(950)، والبيهقي (2/ 290)؛ من طريق كيسان أبي سعيد المقبري؛ كلاهما (عجلان، والمقبري) عن أبي هريرة، به. وانظر الحديثين التاليين.

(1)

تقدم في الحديث [1097] أنه ثقة له غرائب.

[1668]

سنده صحيح. وانظر الحديثين السابق والتالي.

(2)

بعده في الأصل: "خلفي" ثم ضرب عليها.

(3)

في الأصل: "عن أبيه عن أبي الزناد".

[1669]

سنده فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد تقدم في الحديث [67] أنه صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، ولكنه توبع كما تقدم في الحديثين السابقين، فالحديث صحيح.

وقد أخرجه أبو يعلى (6335) عن داود بن عمرو الضبي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، به.

(4)

في الأصل: "ما نخفى" بالنون.

ص: 498