المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة {طه} - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٦

[سعيد بن منصور]

الفصل: ‌تفسير سورة {طه}

‌تَفسيرُ سُورةِ {طه}

[قولُهُ تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)}]

[1411]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوَانةَ، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِه عز وجل:{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} ؛ قال: السِّرُّ: ما تُسِرُّ في نفسِكَ، وأَخْفَى من السِّرِّ: ما لم يكنْ وهو كائنٌ.

[1411] سنده ضعيف؛ لاختلاط عطاء بن السائب؛ فقد تقدم في الحديث [6] أنه ثقة اختلط، والراوي عنه هنا هو أبو عوانة، وقد قال ابن معين كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/ 334):"وقد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة وفي الاختلاط جميعًا، ولا يحتج بحديثه".

ولم نجد أحدًا روى عنه هذا الحديث ممن روى عنه قبل الاختلاط. وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 161 - 162) لعبد بن حميد وابن المنذر.

والحديث في "تفسير مجاهد"(940) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 15) من طريق محمد بن فضيل؛ كلاهما (ورقاء، وابن فضيل) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير؛ قال: السر: ما أسررت في نفسك، وأخفى: ما لم تحدث به نفسك.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 14) من طريق أبي كدينة يحيى بن المهلب، وابن جرير أيضًا (16/ 13)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 378)؛ من طريق عمرو بن أبي قيس، وأبو الشيخ في "العظمة"(170)، وهلال الحفار في "جزئه"(22)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(2/ 287)؛ من طريق الفضيل بن عياض، وابن بطة في "الإبانة"(1638/ كتاب القدر) من طريق سليمان بن طرخان؛ جميعهم (أبو كدينة، وعمرو، وفضيل، وسليمان) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

ولفظ رواية أبي كدينة: السر: ما يكون في نفسك اليوم، وأخفى: ما يكون في غد وبعد غد، لا يعلمه إلا الله.=

ص: 253

[1412]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن عطاءِ بنِ السَّائِبِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، قال: أنتَ تعلَمُ ما تُسِرُّ اليومَ، ولا تعلمُ ما تُسِرُّ غدًا، والله يعلمُ ما أسررتَ اليومَ وما تُسِرُّ غدًا.

= ولفظ رواية عمرو بن أبي قيس: السر: ما علمته أنت، وأخفى: ما قذف الله في قلبك مما لا تعلمه.

ولفظ رواية فضيل بن عياض: يعلم ما تسر في نفسك، ويعلم ما تعمل غدًا.

ولفظ رواية سليمان بن طرخان مثل رواية المصنف هنا.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 14) من طريق الحسين بن داود سنيد، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: السر: ما أسر الإنسان في نفسه، وأخفى: ما لم يعلم الإنسان مما هو كائن.

وسنيد قال عنه الحافظ في "التقريب": "ضعيف - مع إمامته ومعرفته - لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه".

وهذا الأثر من رواية سنيد عن شيخه حجاج بن محمد.

وابن جريج تقدم في تخريج الحديث [9] أنه مدلِّس، ولم يصرِّح هنا بالسماع، بل لم نجد من نصَّ على أنه سمع منِ سعيد بن جبير، ولم نجد في شيء من الروايات التي رواها عن سعيد - مع قلَّتِها - تصريحه بالسماع في شيء منها، والله أعلم.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(7106) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير؛ قال: السر: ما حدثت به نفسك.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 13) من طريق علي بن أبي طلحة وعطية بن سعد العوفي، والثعلبي في "تفسيره"(6/ 238) من طريق الضحاك بن مزاحم؛ جميعهم (علي، وعطية، والضحاك) عن ابن عباس، نحوه.

وانظر الأثر التالي.

[1412]

سنده ضعيف كسابقه.

وذكره الثعلبي في "تفسيره"(6/ 238) عن عطاء بن السائب، به.

وانظر الأثر السابق.

ص: 254

[1413]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حفصُ بنُ مَيسرةَ الصَّنْعانِيُّ

(1)

، عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ؛ في قولِه عز وجل:{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} ؛ قال: يَعلمُ أسرارَ العبادِ، وأخفى سرَّه؛ فلا يُعلَمُ.

[قولُهُ تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}]

[1414]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا شَريكٌ

(2)

، عن أبي إِسحاقَ

(3)

، قال: أُراه عن أبي الأَحْوَصِ

(4)

؛ قال: أتى عبدُ اللهِ

(5)

أبا موسى في

(1)

تقدم في الحديث [1268] أنه ثقة ربما وهم.

[1413]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 162) لأبي الشيخ في "العظمة".

وقد أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(169) من طريق المصنف.

وأخرجه الفريابي في "القدر"(106)، وابن بطة في "الإبانة"(1814/ كتاب القدر)؛ من طريق سويد بن سعيد، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(14982) من طريق عبد الله بن وهب؛ كلاهما (سويد، وابن وهب) عن حفص بن ميسرة، به.

(2)

هو: ابن عبد الله النخعي، تقدم في تخريج الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء.

(3)

هو: السبيعي.

(4)

هو: عوف بن مالك.

(5)

يعني: ابن مسعود.

[1414]

هو حديث صحيح إن شاء الله، فشريك من قدماء أصحاب أبي إسحاق، وقد تابعه إسرائيل، كما سيأتي.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (7970) عن وكيع، عن شريك، به، من غير شك.

وأخرجه عبد الرزاق (1507) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9261) - عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، به، مختصرًا.

ورواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، به نحوه، وزاد:"لقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الخفين والنعلين". قال زهير: لم يسمعه من علقمة.

وقد أخرج هذه الرواية عن زهير: الطيالسي في "مسنده"(395)، وابن أبي شيبة (7968)، وأحمد (1/ 460 - 461 رقم 4397)، وابن ماجه (1039)، والبزار (1604)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 511)،=

ص: 255

دارِهِ، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، فقال لعبدِ اللهِ: تقدَّمْ، فقال له عبدُ اللهِ: تقدَّمْ أنتَ في دارِكَ. فتقدَّمَ، فنَزَع نَعلَيْهِ - أو قال: فخَلَع نَعلَيْهِ - فقال له عبدُ اللهِ: أَبِالوادِ المقدَّسِ أنتَ؟!

[قولُهُ تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}]

[1415]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن مُغيرةَ، عن إبراهيمَ؛ في قولِه عز وجل:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}

(1)

؛ قال: [صَلِّها]

(2)

إذا ذكرتَها.

= والطبراني في "الكبير"(9/ رقم 9262)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(400)، وتمام في "فوائده"(354/ الروض البسام). واختصره بعضهم فلم يذكر منه سوى الزيادة التي سبق ذكرها.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8493) من طريق مغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله، به، ولم يذكر قصة الصلاة في النعل، وخالف فيه، فذكر أن أبا موسى أبى أن يصلي بهم، حتى تقدم مولًى لأحدهما.

ومغيرة تقدم في الحديث [54] أنه يدلس عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه بالعنعنة، مع المخالفة.

(1)

في الأصل: "أقم" بلا واو. وكلمة "لذكري" كأن فيها أثر تصحيح.

(2)

في الأصل: "أصلها".

[1415]

سنده ضعيف، لما تقدم - في نهاية الحديث - السابق عن رواية مغيرة عن إبراهيم.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 175 و 177) بألفاظ متعددة، ومعناها واحد، وعزاه مرة لعبد بن حميد، ومرتين لابن أبي شيبة.

وأخرجه عبد الرزاق (2248)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 32)، من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (4776 و 4782) عن هشيم، كلاهما (الثوري، وهشيم) عن مغيرة، به.=

ص: 256

[1416]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيّبِ؛ قال: عَرَّس

(1)

رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بعضِ الطَّريقِ، فناموا، فما استيقظوا إلا بحرِّ الشَّمسِ في وُجوهِهِم، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتوضَّأ وصلَّى، وقال: "إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: {وَأَقِمِ

(2)

الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ".

= وأخرجه ابن أبي شيبة (4779) من طريق أشعث بن سوَّار، عن الشعبي وإبراهيم؛ قالا:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} أي: صلها إذا ذكرتها وقد نسيتها.

وهذا سند ضعيف أيضًا؛ لضعف أشعث بن سوَّار كما تقدم في تخريج الحديث [289]، ومع ذلك فهو لم يسمع من إبراهيم النخعي كما قال يحيى بن معين في "تاريخه"(1910/ رواية الدوري).

(1)

التَّعْريس: نزول المسافر آخر الليل نَزْلَة للنوم والاستراحة. "النهاية"(3/ 206).

(2)

في الأصل: "أقم" بلا واو.

[1416]

الحديث هنا مرسل، وقد روي عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة موصولًا، وصحح أبو زرعة الموصول، وكذا مسلم بن الحجاج وأخرجه في "صحيحه" كما سيأتي. وقد اختلف على الزهري وعلى بعض الرواة عنه؛ في وصله وإرساله كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 175 - 176) للترمذي وابن ماجه وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردوبه عن أبي هريرة.

وقد أخرجه السراج في "مسنده"(1357) فقال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، ثنا الزهري، عن سعيد، وقال مرة: عن سعيد، عن أبي هريرة، به.

قال الدارقطني في "العلل"(1350): "واختلف عن ابن عيينة؛ فرواه عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة، وقال فيه: قال مرةً: عن أبي هريرة، وخالفه الحميدي وسعيد بن منصور وأبو عبيد الله المخزومي؛ رووه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، مرسل".

وقال في "الأفراد"(5052/ أطراف الغرائب): "غريب من حديث ابن عيينة عنه، تفرد به عبد الجبار بن العلاء عنه متصلًا، ورواه جماعة عن ابن عيينة، لم يذكروا فيه أبا هريرة".

ورواه مالك عن الزهري، واختلف عليه:

فأخرجه في "الموطأ"(1/ 13) عن الزهري، به، مرسلًا.=

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 32 - 33) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله بن وهب، عن يونس ومالك، عن الزهري، به، موصولًا.

وأخرجه السلفي في "الطيوريات"(161) من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، عن مالك، به، موصولًا.

قال الدارقطني في "العلل"(1350): "واختلف على مالك؛ فرواه عنه القدامي، عن مالك، عن سعيد، عن أبي هريرة، وكذلك قال ابن أخي ابن وهب، عن عمه، عن مالك، وأما القعنبي ومعن وابن القاسم والشافعي وابن وهب وجويرية وغيرهم فرووه عن مالك، عن الزهري، عن سعيد، مرسلًا".

وقال ابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 385): "هكذا روى هذا الحديث عن مالك مرسلًا جماعةُ رواةِ الموطأ عنه لا خلاف بينهم في ذلك".

ورواه معمر، عن الزهري، واختلف عليه:

فأخرجه عبد الرزاق (2237 و 2244) عن معمر، عن الزهري، به، مرسلًا.

وأخرجه أبو داود (436)، وأبو عوانة (2097)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3988)، وابن منده في "التوحيد"(149)، والبيهقي (1/ 403)؛ من طريق أبان بن يزيد العطار، والنسائي (620) من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو أحمد الحاكم في "مجلس من أماليه" - كما في "أسباب ورود الحديث" للسيوطي (ص 79) - من طريق خلف بن أيوب العامري؛ جميعهم (أبان، وابن المبارك، وخلف) عن معمر، عن الزهري، به، موصولًا، إلا أن المزي ذكر في "تحفة الأشراف"(10/ 73 رقم 13373) أن النسائي رواه من طريق ابن المبارك مرسلًا.

قال الدارقطني في "العلل"(1350): "واختلف عن معمر؛ فرواه أبان العطار وخلف بن أيوب عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وخالفهم ابن أبي عروبة وعبد الرزاق وابن زريع؛ فرووه عن معمر، ولم يذكروا أبا هريرة".

ورواه محمد بن إسحاق، عن الزهري، واختلف عليه:

فأخرجه ابن جرير في "تاريخه"(3/ 17) من طريق سلمة بن الفضل الرازي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، به، مرسلًا.

وأخرجه النسائي (618)، وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 386 - 387)؛ من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، به،=

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=موصولًا.

وأخرجه البزار (6320)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(6129)؛ من طريق عمر بن يحيى الأبلي، عن زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من نام عن صلاة فليصلها إذا ذكرها".

قال الدارقطني في "العلل"(2613): "يرويه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس؛ قاله زياد البكائي عنه، وهو وهم، والصحيح: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، مرسلًا".

وأخرجه مسلم (680)، وأبو داود (435)، وابن ماجه (697)، والبزار (7752)، والنسائي (619)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 32 - 33)، والسراج في "مسنده"(1359)، وابن حبان (2069)، وابن منده في "التوحيد"(148)، وأبو نعيم في "المستخرج"(1531)، والبيهقي (1/ 403)، و (2/ 217)، وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 250 - 251)؛ من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأبو داود - كما في "تحفة الأشراف"(10/ 64 رقم 13326) - من طريق الأوزاعي، والترمذي (3163)، والبزار (7752)؛ من طريق صالح بن أبي الأخضر؛ جميعهم (يونس، والأوزاعي، وصالح) عن الزهري، به، موصولًا عن أبي هريرة.

قال الترمذي: "هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحد من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد بن المسيب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة، وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث؛ ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه".

قال الدارقطني في "العلل"(1350): "والمحفوظ هو المرسل"، وقال في (2613):"والصحيح مرسلًا".

وخالفهما أبو زرعة ومسلم؛ فقد قال أبو زرعة - كما في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (605) -: "الصحيح: هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وأخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" موصولًا كما تقدم.

قال ابن رجب في "فتح الباري"(3/ 329): "وصحح أبو زرعة ومسلم وصله، وصحح الترمذي والدارقطني إرساله".

ص: 259

[1417]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ

(1)

، عن سِمَاكِ بنِ حربٍ، عن سَمُرةَ بنِ يَحيى

(2)

؛ قال: نَسِيتُ العَتَمَةَ

(3)

حتى أَصبحتُ، فغدوتُ على ابنِ عبَّاسٍ فسألتُه؟ فقال لي: قمْ فصلِّيها

(4)

الآنَ،

(1)

هو: سلام بن سُليم.

(2)

ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 178 و 188 رقم 2404 و 2405 و 2433)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 155، 295 - 296 رقم 682، 1284)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 341)، وقد اختلف في اسمه، فقيل: سمرة بن يحيى، وقيل: سمرة بن نخف، وقيل: سبرة بن يحيى، وقيل: سبرة بن نخف.

[1417]

سنده ضعيف؛ فيه سمرة بن يحيى وهو مجهول الحال.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 176) للمصنِّف وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1131) من طريق المصنف، به، وزاد فيه: ثم قرأ قوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} .

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 178) عن محمد بن سلام، عن أبي الأحوص، به، وفيه الزيادة.

وأخرجه ابن أبي شيبة (4741)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 188) تعليقًا؛ من طريق علي بن صالح، عن سماك بن حرب، عن سبرة بن نخف، عن ابن عباس، به.

(3)

أي: صلاة العشاء. وانظر "النهاية"(3/ 180). وقد ورد النهي عن تسمية العشاء بالعتمة، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سماها العتمة، وانظر تفصيل ذلك في:"فتح الباري"(2/ 45).

(4)

كذا في الأصل، وكذا عند ابن المنذر. والجادة:"فصلِّها" بحذف الياء؛ لأنه أمر معتل الآخِر يبنى على حذف حرف العلة. وما في الأصل صحيح في العربية؛ وله وجهان:

الأول: إجراء الفعل المعتل الآخِر مُجرى الصحيح فيجزم مضارعُه ويبني أمره بسكون آخره؛ وهي لغة لبعض العرب.

والثاني: أنَّه من باب الإشباع، أي: بني هنا الفعل المضارع على حذف حرف العلة كلغة الجمهور، لكن أشبعت كسرة اللام فتولَّدت عنها ياء، وإشباع الحركات لتتولَّد منها حروف المد لغة أيضًا لبعض العرب.=

ص: 260

[1418]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا [هُشيمٌ، قال: نا أيُّوبُ أبو العلاءِ]

(1)

، عن قَتادةَ، عن أنسٍ؛ قال: قال رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا".

= وعلى هذين الوجهين يخرج كل مضارع أو أمر معتل الآخِر في موضع جزم أو بناءٍ، ولم يحذف منه حرف العلة.

وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "الإنصاف"(1/ 23 - 30)، و "سر صناعة الإعراب"(2/ 630)، و "أوضح المسالك"(1/ 69 - 74)، و "شرح الأشموني"(1/ 118).

(1)

ما بين المعقوفين موضعه في الأصل: "أبو عوانة"، ورواية أبي عوانة عن قتادة هي الآتية في الحديث التالي، ولعله حصل انتقال نظر للناسخ أثناء كتابة هذا الحديث والذي بعده، فإن الناسخ كتب بعد هذا الحديث:"حدثنا سعيد قال: نا هشيم قال: نا أيوب أبو العلاء، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثم ضرب عليه من أول قوله: "هشيم"، ثم كتب:"أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس؛ قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم ". ولفظ هذا الحديث هنا إنما رواه هشيم، عن أبي العلاء، عن قتادة، وأما لفظ رواية أبي عوانة عن قتادة فهي الآتية في الحديث التالي، ويؤيد ما ذهبنا إليه أن ابن عدي أخرج هذا الحديث في "الكامل" من طريق المصنف عن هشيم بإسناد المصنف نفسه ولفظه هنا - بعد تعديلنا - وأخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق المصنف عن أبي عوانة بإسناد المصنف أيضًا ولفظه في الحديث التالي.

[1418]

سنده فيه أيوب بن مسكين أبو العلاء القصاب، والراجح انه لا بأس به كما تقدم في الحديث [106]، وحديثه في عداد الحسن، والحديث صحيح متفق عليه من طريق قتادة كما سيأتي.

وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل"(1/ 354) من طريق المصنف.

وأخرجه ابن أبي شيبة (4768 و 37091) عن هشيم، عن أيوب، عن أبي العلاء، عن قتادة؛ كذا وقع في "المصنَّف"، وأيوب كنيته "أبو العلاء".

وأخرجه أسلم بن سهل في "تاريخ واسط"(ص 95) عن زكريا بن يحيى، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(3/ 486) من طريق حيان بن بشر؛ كلاهما (زكريا، وحيان) عن هشيم، به.=

ص: 261

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(395) من طريق يزيد بن هارون، عن أيوب أبي العلاء، به.

وأخرجه أحمد (3/ 216 رقم 13262) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وأحمد أيضًا (3/ 100 رقم 11972)، والدارمي (1265)، ومسلم (684)، والبزار (7095)، والنسائي في "الكبرى"(11654)، وأبو يعلى (2855 و 3066 و 3109 و 3177)، وابن الجارود في "المنتقى"(239)، وابن خزيمة (992)، والطوسي في ا"مختصر الأحكام"(161)، ومحمد بن إسحاق السراج في "مسنده"(1366)، وأبو عوانة في "مسنده"(1144 و 2095 و 2102)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(450)، وفي "شرح معاني الآثار"(1/ 466)، والثعلبي في "تفسيره"(6/ 240 - 241)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(1538)، والبيهقي (2/ 456)"من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد (3/ 269 رقم 13848)، والبخاري (597)، ومسلم (684)، وأبو داود (442)، وأبو يعلى (2856)، وابن خزيمة (993)، والسراج في "مسنده" (1367 و 1368)، وأبو عوانة (1142 و 1143 و 2094)، والبغوي في "الجعديات" (3109)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (451)، وفي "شرح معاني الآثار" (1/ 466)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج" (1536)، والبيهقي (2/ 218 و 330 و 456)؛ من طريق همام بن يحيى، وأحمد (3/ 183 رقم 12909)، ومسلم (684)، وأبو يعلى (3192)، وأبو عوانة (1144 و 2095)، والبيهقي (2/ 456)، من طريق المثنى بن سعيد القصير، وأحمد (3/ 267 رقم 13822)، وابن ماجه (695)، والبزار (7096)، والنسائي (614)، وأبو يعلى (3065)، وابن خزيمة (991)، والسراج في "مسنده" (1365)، وأبو عوانة (1141 و 2103 و 2104)، وابن المنذر في "الأوسط" (1137)، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 259)؛ من طريق حجاج بن حجاج الباهلي، وأحمد (3/ 282 رقم 14007)، وأبو عوانة (2095)، وابن حبان (1556)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 194)؛ من طريق شعبة، وابن عدي (3/ 422) من طريق سويد بن إبراهيم، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 93) من طريق نصر بن طريف وحماد بن سلمة؛ جميعهم (هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام، والمثنى، وحجاج، وشعبة، وسويد، ونصر، وحماد) عن قتادة، به. وانظر الحديث التالي.

ص: 262

[1419]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانَةَ

(1)

، عن قَتادةَ، عن أنسٍ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا".

(1)

في الأصل قبل قوله: "أبو عوانة" ما نصه: "هشيم، قال: نا أيوب أبو العلاء، عن قتادة، عن أنس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ثم ضرب عليه، وانظر التعليق على الحديث السابق.

[1419]

سنده صحيح، وهو متفق عليه.

وقد أخرجه مسلم (684) عن المصنف.

وأخرجه أحمد (3/ 243 رقم 13550)، وأبو عوانة في "مسنده"(2095)؛ من طريق سريج بن النعمان، ومسلم (684)، والترمذي (178)، والنسائي (613)، ومحمد بن إسحاق السراج في "مسنده"(1364)؛ من طريق قتيبة بن سعيد، ومسلم (684)، والبيهقي (2/ 218)؛ من طريق يحيى بن يحيى، وابن ماجه (696) عن جبارة بن المغلس، والترمذي (178) عن بشر بن معاذ، وأبو يعلى (2854) عن خلف بن هشام البزار، و (2854)، وابن حبان (2647)؛ من طريق عبد الواحد بن غياث، وأبو عوانة (2095) من طريق الهيثم بن جميل، وابن المنذر في "الأوسط"(1129) من طريق مسدد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 466) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ"(ص 93) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وأبو نعيم في "المسند المستخرج"(1537) من طريق معلى بن أسد؛ جميعهم (سريج، وقتيبة، ويحيى، وجبارة، وبشر، وخلف، وعبد الواحد، والهيثم، ومسدد، وأبو الوليد، والمقرئ، ومعلى) عن أبي عوانة، به.

وانظر الحديث السابق.

ص: 263

[قولُهُ تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}]

[1420]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا الحارثُ بنُ نَبْهانٍ

(1)

، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ

(2)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، في قولِه عز وجل:{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} ؛ قال: أَكادُ أخفيها في نَفْسِي

(3)

.

(1)

تقدم في الحديث 201، أنه متروك.

(2)

تقدم في الحديث [6] أنه ثقة اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه قبل الاختلاط، وقد روى عنه هذا الأثر، لكنه وقفه على سعيد بن جبير كما سيأتي.

[1420]

سنده ضعيف جدًّا؛ لشدة ضعف الحارث بن نبهان، وروي عن عطاء، عن سعيد قوله، وهو الصحيح كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 178) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 35) عن محمد بن حميد الرازي، عني جرير بن عبد الحميد، عن عطاء، به. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف جدًّا، وقد رماه غير واحد بالكذب. وانظر:"التاريخ الكبير"(1/ 169)، و "الجرح والتعديل"(7/ 232 - 233 رقم 1275)، و "المجروحين" لا بن حبان (2/ 303 - 304)، و "الكامل" لابن عدي (1/ 379)، و (6/ 74 - 75 و 274 - 275)، و"تهذيب الكمال"(25/ 97 - 108).

والأثر في "تفسير مجاهد". (944) من طريق ورقاء بن عمر، وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 36) من طريق سفيان الثوري ومحمد بن فضيل؛ جميعهم (ورقاء، والثوري، وابن فضيل) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قوله. وهذا هو الصواب؛ فالثوري روى عن عطاء قبل الاختلاط، والسند إلى الثوري صحيح؛ فقد رواه ابن جرير عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري.

(3)

كذا في الأصل. وفي جميع مصادر التخريج: "مِن نفسي"، بل إن في مصحف أُبيٍّ وابن مسعود وفي قراءة لابن عباس وعطاء:"أكاد أخفيها من نفسي". "معجم القراءات" للخطيب (5/ 420 - 421). والمعنى - كما ورد في بعض الروايات عن السُّدِّي -: يقول: كتمتها من الخلائق، حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي لفعلت. اهـ. "الدر المنثور"(10/ 178).

ص: 264

[قولُهُ تعالى: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا

(40)}]

[1421]

حدَّثنا سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حبيبِ بنِ أبي عَمْرةَ

(1)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِه عز وجل:{وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ؛ قال: ابْتلَيْناكَ ابتلاءً.

[قولُهُ تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)}]

[1422]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حُدَيجٌ، قال: نا أبو إِسحاقَ، عن عَمْرِو بنِ مَيْمونٍ، عن رَجلٍ من أصحاب محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ قال: تَعجَّلَ موسى عليه السلام إلى ربِّهِ، فقال اللهُ عز وجل:{وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)} ؛ قال: فَرَأى في

(1)

هو: القصَّاب، أبو عبد الله الحِمّاني، الكوفي، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة، ثقة؛ وثقه جرير بن عبد الحميد الضبي وابن سعد وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي، وقال أبو حاتم الرازي:"صالح". وانظر: "الطبقات" لابن سعد (6/ 340)، و "التاريخ الكبير"(2/ 322)، و "الجرح والتعديل"(3/ 106)، و"الثقات" لابن حبان (6/ 177)، و"تهذيب الكمال"(5/ 386).

[1421]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 188) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث"(3/ 933) من طريق عبد الله - ولم نستطع تعيينه - عن حبيب بن أبي عمرة، به، بلفظ: ابتليناك بلاء بعد بلاء.

وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(604) عن رجل لم يسمِّه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: ابتلاك ببلاء.

[1422]

سنده ضعيف؛ فحديج بن معاوية تقدم في الحديث [1] أنه صدوق يخطئ، وقد خولف في هذا الحديث؛ فروي عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون الأودي، قوله، وهو الصحيح. وسيتكرر هذا الأثر برقم [2679].=

ص: 265

ظِلِّ العرشِ رَجُلًا، فعَجِب له، فقال: مَنْ هذا يا ربِّ؟ فقال: لا أحدِّثُكَ مَن هو، ولكنْ سأُخْبرُكَ بثلاثٍ فيه: كان لا يَحْسُدُ النَّاسَ على ما آتاهُمُ اللهُ مِن فضلِهِ، ولا يَعُقُّ وَالِدَيْهِ، ولا يَمْشِي بالنَّمِيمةِ.

[قولُهُ تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}]

[1423]

حدَّثثا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، عن مَنصورٍ

(1)

، عن

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 225) للمصنِّف وابن أبي شيبة والبيهقي في "شعب الإيمان". وظاهر عزوه أن ابن أبي شيبة رواه كالمُصَنِّف، وليس كذلك، وإنما رواه ابن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون، قوله.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(10606) من طريق المصنف، ووقع عنده:"جرير" بدل: "حديج".

وأخرجه وكيع في "الزهد"(445) عن أبيه الجراح بن مليح وإسرائيل بن يونس، وعبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 165 - 166)، وأحمد في "الزهد"(ص 85)، والحسين المروزي في "البر والصلة"(106) وابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 133)؛ من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (26998) من طريق الأعمش، وابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان"(265)، والبغوي في "الجعديات"(2536)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(257)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 149)؛ من طريق زهير بن معاوية، والخرائطي (222 و 257)، وابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 177) من طريق أبي بكر بن عياش؛ جميعهم (الجراح بن مليح، وإسرائيل، والثوري، والأعمش، وزهير، وأبو بكر بن عياش) عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون الأودي، قوله.

وأخرجه ابن وهب في "الجامع في الحديث"(108) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 130) من طريق الحسن بن عمارة؛ كلاهما عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، قوله. والمسعودي تقدم في الحديث [51] أنه ثقة اختلط قبل موته. والحسن بن عمارة متروك كما في "التقريب".

(1)

هو: ابن زاذان.

[1423]

سنده فيه هشيم؛ وهو مدلس كما تقدم في الحديث [8]، ولم يصرح بالسماع.=

ص: 266

الحَسَنِ؛ في قولِه عز وجل: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ؛ قال: أعطاه خَلْقَه، وهداه لما يُصلِحُه.

[1424]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عَمرُو بنُ ثابتٍ، عن أبيه

(1)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِه عز وجل؛ قال:{أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ؛ قال: كيف يأتي الذكرُ الأُنثى.

[قولُهُ تعالى: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}]

[1425]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، عن القاسمِ بنِ أبي أَيُّوبَ

(2)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ في قولِه تبارك وتعالى:{مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} ؛ قال: يومُ عاشُوراءَ.

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 211) للمصنِّف وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 17) عن معمر، عن قتادة، عن الحسن؛ في قوله:{أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} ؛ قال: أعطى كل شيء ما يصلحه، ثم هداه لذلك.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 81) عن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قوله، ولم يذكر الحسن.

(1)

هو: ثابت بن هرمز الكوفي، تقدم في الحديث [200] أنه ثقة.

[1424]

سنده ضعيف جدًّا؛ فعمرو بن ثابت تقدم في تخريج الحديث [179] أنه متروك.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 212) للمصنِّف وابن المنذر.

(2)

تقدم في الحديث [1355] أنه ثقة.

[1425]

سنده ضعيف؛ لأن هشيمًا لم يسمع من القاسم كما تقدم في الحديث [1355]، ولكنه توبع كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 216) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

وقد أخرجه أسلم بن سهل في "تاريخ واسط"(ص 78) تعليقًا عن هشيم، به.=

ص: 267

[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)}]

[1426]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(1)

، عن محمَّدِ بنِ كعبٍ؛ في قولِه عز وجل:{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} ؛ قال: ليس فيه ماءٌ ولا طِينٌ.

[قولُهُ تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)}]

[1427]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَصِ، عن الكَلْبيِّ

(2)

، عن أبي صالحٍ

(3)

؛ في قولِه عز وجل: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} ؛ قال: صام وصلَّى، {ثُمَّ اهْتَدَى}؛ قال: عَلِم أنَّ

= وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (5760/ 1) - وأسلم بن سهل في "تاريخ واسط"(ص 78)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(61/ 87)، من طريق أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، به، بحديث الفتون الطويل، وفيه ما أورده المصنف هنا.

وأصبغ بن زيد قال عنه الحافظ ابن حجر في "التقريب": "صدوق يغرب".

(1)

هو: نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

[1426]

سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 223) للمصنِّف وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(2)

هو: محمد بن السائب، تقدم في الحديث [1014] أنه متهم بالكذب، وروايته عن أبي صالح باذام عن ابن عباس حكم عليها جمع من الأئمة بأنها موضوعة، وقد اعترف هو على نفسه بذلك.

(3)

هو: باذام، تقدم في الحديث [1014] أنه ضعيف، وتقدم في الحديث [1310] أن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان أبو صالح يكذب، فما سألته عن شيء إلا فسره لي.

[1427]

سنده ضعيف جدًّا؛ لحال الكلبي وأبي صالح.

وقال السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 225): "وأخرج سعيد بن منصور=

ص: 268

[لِعَمَلِهِ]

(1)

ثوابًا يُجْزَى عليه.

[قولُهُ تعالى: {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)}]

[1428]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن قَتادةَ؛ أنَّه كان يَقرأُ:{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً}

(2)

.

= والفريابي عن ابن عباس

"، ثم ذكره هكذا على أنه عن ابن عباس، فلعل رواية الفريابي كذلك، وحمل السيوطي عليها رواية سعيد بن منصور.

(1)

في الأصل: "لعلمه"، والتصويب من "الدر المنثور".

[1428]

سنده صحيح.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 151) من طريق هشيم، عن عباد بن راشد، عن قتادة؛ أنه قرأها:{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً} بالصاد. وهشيم مدلِّس كما تقدم في الحديث [8]، ولم يصرِّح بالسماع هنا.

(2)

كذا ضُبطت القراءة في الأصل، بالضاد المعجمة، وضبطت الباء في {فَقَبَضْتُ} بالكسر، ولم يقرأ بكسرها أحد. والذي روي عن قتادة في هذه الآية إنما هو بالصاد المهملة في الكلمتين مع ضم قاف "قبصة" وفتحها.

وقراءة جمهور القراء - وهي القراءة المتواترة -: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً} بالضاد المعجمة فيهما، وبفتح قاف {قَبْضَةً} .

وقرأ الحسن بالضاد فيهما مع ضم قاف "قُبضة".

وقرأ أُبَيٌّ وابن مسعود والحسن أيضًا وابن الزبير وحميد وابن سيرين وأبو رجاء - بخلاف عنهما -: "فَقَبَصْتُ قَبْصَةً" بالصاد المهملة فيهما وفتح القاف.

وقرأ الحسن أيضًا ونصر بن عاصم بالصاد المهملة فيهما أيضًا لكن مع ضم القاف من "قُبْصَةً". وانظر: "معاني القرآن" للفراء (2/ 190)، و "تفسير الطبري"(16/ 151)، و"مختصر ابن خالويه"(ص 92)، و"المحتسب"(2/ 56 - 55)، و "المحرر"(4/ 61)، و "زاد المسير"(5/ 318)، و "تفسير الرازي"(22/ 110)، و"تفسير القرطبي"(14/ 128)، و"البحر المحيط"(6/ 254)، و"الدر المصون"(8/ 94 - 95)، و"إتحاف فضلاء الشر"(2/ 256)، و"معجم القراءات" للخطيب (5/ 487 - 489).

ص: 269

[1429]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيم، قال: نا عوفٌ

(1)

وأبو الأَشْهَبِ

(2)

؛ أنهما سَمِعَا الحسنَ يقرأُ: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً}

(3)

.

[قولُهُ تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)}]

[1430]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خَلَفُ بنُ خَلِيفةَ، عن منصورِ بنِ

(1)

هو: ابن أبي جميلة الأعرابي؛ تقدم في الحديث [345] أنه ثقة.

(2)

هو: جعفر بن حَيَّان العطاردي؛ تقدم في الحديث [182] أنه ثقة.

[1429]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 236) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 151) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، عن هشيم، عن عباد بن راشد وعوف، عن الحسن؛ أنه قرأها:{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً} بالصاد.

وقال ابن قتيبة في "غريب الحديث"(1/ 413): "قرأت بخط الأصمعي: حدثني أبو الأشهب، عن الحسن؛ أنه كان يقرأ: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ}؛ على صاد غير معجمة". والأصمعي هو: عبد الملك بن قريب.

وأخرجه البغوي في "الجعديات"(3258) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن.

(3)

رسمت في الأصل بالضاد المعجمة في الكلمتين، وتحت ضاد "فقبضت" كسرة، ولعل الناسخ أراد وضعها تحت الباء؛ لأنه ضبط "قبضت" في الحديث السابق بكسر الباء. وقد نص أكثر من خرَّج الحديث أنها بالصاد المهملة.

والقبض يكون بجمع الكف، والقبص يكون بأطراف الأصابع. "تاج العروس"(ق ب ص، ق ب ض).

وقد تقدم تخريج القراءة في التعليق على الحديث السابق، وتقدم فيه أن الحسن

يقرأ: "فقبضتُ قُبضة} بالمعجمة فيهما، وضم القاف في الثانية، ويقرأ:{فقبصْتُ قُبْصَةً} بالمهملة فيهما، وبضم القاف في الثانية وفتحها.

[1430]

سنده فيه خلف بن خليفة، وقد تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط=

ص: 270

زاذانَ

(1)

، عن الحسنِ؛ في قولِه عز وجل: {فَلَا

(2)

تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} قال: نَقْلَ أَقْدامِهم.

[1431]

حدَّثنا سعيد، قال: نا خَلَفُ بنُ خَلِيفةَ، عن الكَلْبيِّ

(3)

قال: الكلامُ الخفيُّ وذاك

(4)

.

= في الآخر، ولكنه لم ينفرد به؛ فالأثر صحيح عن الحسن.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 242) لعبد بن حميد، بلفظ:"وطء الأقدام".

وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(183) عن فضيل بن عبد الوهاب، عن خلف بن خليفة، به.

وأخرجه أبو حاتم الرازي في "الزهد"(61)، والحربي في "غريب الحديث"(3/ 1109)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 169)؛ من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن؛ قال:"همس أقدامهم".

وهو في "تفسير مجاهد"(977) من طريق حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 169) من طريق قتادة، عن الحسن؛ قال:"وقع أقدام القوم".

(1)

تقدم في الحديث [57] أنه ثقة ثبت عابد.

(2)

في الأصل: "لا" بلا فاء.

(3)

هو: محمد بن السائب، تقدم في الحديث [1014] أنه متهم بالكذب.

[1413]

سنده ضعيف؛ فخلف بن خليفة تقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر، والكلبي لا عبرة بكلامه؛ لأنه كذَّاب.

وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(184) عن فضيل بن عبد الوهاب، عن خلف بن خليفة، به.

(4)

عند ابن أبي الدنيا: "هو ذاك من الكلام الخفي". ولعله هنا يقصد بقوله: "وذاك" صوت وقع الأقدام على أرض المحشر؛ وعلى هذين المعنيين - الكلام الخفي، ووقع الأقدام - مدار كلام المفسرين.

انظر: "تفسير الطبري"(16/ 169)، و"تفسير القرطبي"(14/ 139).

ص: 271

[قولُهُ تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}]

[1432]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، قال: نا حُصَينٌ

(1)

، عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ

(2)

، عن طَلْقِ بنِ حَبيبٍ؛ في قولِه عز وجل:{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ؛ قال: السُّجُودُ على سبعةِ أعضاءٍ: الجَبْهَةِ، والكفَّينِ، والرُّكبتينِ، والقَدَمينِ.

[قولُهُ تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}]

[1433]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، قال: نا سُفيانُ بنُ

(1)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن هشيم بن بشير ممن روى عنه قبل تغيره، كما في الحديث [91].

(2)

تقدم في الحديث [22] أنه ثقة عابد، كان لا يدلس.

[1432]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 244) لابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه ابن أبي شيبة (2691)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 174) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، والدورقي) عن هشيم، به.

وأخرجه ابن جرير (16/ 173) من طريق عبثر بن القاسم، و (16/ 174) من طريق محمد بن فضيل؛ كلاهما عن حصين، به، نحوه.

وأخرجه ابن جرير (16/ 174) من طريق ليث بن أبي سليم، عن عمرو بن مرة، به، نحوه.

وأخرجه ابن جرير (16/ 173) من طريق سليمان التيمي، عن طلق قال: إذا سجد الرجل فقد عنا وجهه.

[1433]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 246) للمصنِّف وعبد بن حميد.

وقد أخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في "أحكام القرآن"(95) من طريق جرير بن حازم، عن الحسن.

ص: 272

حُسينٍ

(1)

؛ أنه سَمِعَ الحَسَنَ يقرأُ: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ}

(2)

.

[1434]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا الأعمشُ، عن إبراهيمَ

(3)

، عن علقمةَ، قال: صلَّيتُ إلى جَنْبِ عبدِ اللهِ

(4)

، فلم

(1)

هو: سفيان بن حسين بن حسن، أبو محمد - أو أبو الحسن - الواسطي، ثقة في غير الزهري باتفاقهم، كما في "التقريب". وانظر:"التاريخ الكبير"(4/ 89)، و"الجرح والتعديل"(4/ 227 - 228)، و "الثقات" لابن حبان (6/ 44)، و"تهذيب الكمال"(11/ 139 - 142).

(2)

ضبطها في الأصل بفتح النون وسكون القاف وكسر الضاد وفتح الياء: {نَقْضِيَ} على تسميه الفاعل، ويقتضي ذلك نصبَ {ووَحْيَهُ} ، وهي قراءة عبد الله بن مسعود والجحدري والحسن وأبي حيوة ويعقوب وسلام والزعفراني وابن مقسم. وقراءة الجمهور {يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} بالياء المضمومة وفتح الضاد مبنيًّا للمفعول، و {وَحْيُهُ} بالرفع نائبًا عن الفاعل.

وقرأ الأعمش كقراءة الحسن إلا أنه سكن الياء {أَنْ نَقْضِي إِلَيْكَ وَحْيَهُ} ؛ وذلك على لغة من لا يرى فتح الياء بحال إذا انكسر ما قبلها، وحلَّت طرفًا.

وانظر: "زاد المسير"(5/ 326)، و "تفسير القرطبي"(14/ 45)، و "البحر المحيط"(6/ 261 - 262)، و"الدر المصون"(8/ 111)، و"النشر"(2/ 322)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 257 - 258)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (5/ 501 - 502).

(3)

هو: النخعي.

(4)

يعني: ابن مسعود.

[1434]

سنده صحيح، وقد توبع الأعمش كما سيأتي.

وقد أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(372) من طريق يوسف بن موسى القطان، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه عبد الرزاق (4045) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9390) - عن الثوري، وابن أبي شيبة (3676)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(372)"من طريق وكيع، كلاهما (الثوري، ووكيع) عن الأعمش، به. وسقط من "مصنف عبد الرزاق" قوله: "عن الثوري".

وأخرجه ابن أبي شيبة (3677) عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: حدثني مَن صلى خلف ابن مسعود.=

ص: 273

أعلمْ أنَّه يقرأُ

(1)

حتَّى مرَّ بهذِهِ الآيةِ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} .

[1435]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا شَريكٌ

(2)

، عن هلالٍ الوزَّانِ

(3)

، عن عبدِ اللهِ بنِ عُكَيْمٍ

(4)

؛ أنَّ ابنَ مسعودٍ كان يَدْعُو: اللَّهُمَّ زِدْني إيمانًا، وفقهًا، ويقينًا، وعِلمًا.

= وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"(ص 146)، وابن أبي شيبة (3684)؛ من طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، به.

وأخرجه يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي في "الآثار"(150) عن أبي حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم؛ أن رجلًا كان يصلي إلى جنب ابن مسعود رضي الله عنه فسمعه وهو يقول:{رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} فعلم الرجل أنه في {طه} .

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"(ص 146) عن معاذ بن معاذ العنبري، عن عبد الله بن عون؛ قال: حدثني رجل من أهل الكوفة: أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة، قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح. قال ابن عون: بلغني أن الآية: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} .

(1)

لا يقصد - والله أعلم - مطلق القراءة، ولعل هنا إيجازًا بالحذف، وتمام العبارة:"فلم أعلم أنه يقرأ في سورة طه". ويؤيد هذا رواية أبي يوسف في "الآثار" كما سبق في مصادر التخريج.

(2)

هو: ابن عبد الله النخعي، تقدم في تخريج الحديث [4] أنه صدوق يخطئ كثيرًا.

(3)

تقدم في الحديث [807] أنه ثقة.

(4)

هو: عبد الله بن عُكيم - بالتصغير - الجهني، أبو معبد الكوفي، ثقة مخضرم.

انظر: "التاريخ الكبير"(5/ 39)، و"الجرح والتعديل"(5/ 121)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 247)، و"تهذيب الكمال"(15/ 317 - 320).

[1435]

سنده ضعيف، لضعف شريك من قبل حفظه.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 247) للمصنف وعبد بن حميد.

وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8549)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(46)؛ من طريق المصنف.=

ص: 274

[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)}]

[1436]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا فَرَجُ بنُ فَضَالةَ، عن لُقمانَ بنِ عامرٍ

(1)

، عن أبي أُمامةَ؛ قال: سمعتُه يقولُ

(2)

: لو أنَّ أحلامَ بني آدمَ جُمعتْ منذُ يومَ خُلِقَ آدمُ إلى أن تقومَ السَّاعةُ، فوُضعتْ في كِفَّةٍ، وحِلْمُ آدمَ في كِفَّةٍ، لرَجَحَ حِلْمُه بأَحْلامِهِم. ثُمَّ قال: قال اللهُ عز وجل: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} : حِفْظًا.

= وأخرجه أحمد في "الإيمان"(1120/ كتاب السنة للخلال) - ومن طريقه عبد الله بن أحمد في "السنة"(797)، والآجري في "الشريعة"(218)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(1704) - عن وكيع، عن شريك، به.

وذكر ابن الملقن في "التوضيح"(2/ 442)، والعيني في "عمدة القاري"(1/ 115)؛ أن أحمد بن حنبل رواه في كتاب "الزهد"، ولم نجده في المطبوع من "الزهد"، وذكر الحافظ في "فتح الباري"(1/ 48) أن أحمد رواه في "الإيمان".

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1132) من طريق وكيع، والبيهقي في "شعب الإيمان"(45) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ كلاهما عن شريك، به.

(1)

تقدم في الحديث [19] أنه صدوق.

(2)

أي: قال لقمان بن عامر: سمعت أبا أمامة يقول.

[1436]

سنده ضعيف؛ لضعف فرج بن فضالة؛ فقد تقدم في الحديث [19] أنه ضعيف.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 247) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 185) من طريق الحسين بن داود سُنَيد، وابن منده في "الرد على الجهمية"(22) من طريق آدم بن أبي إياس، والواحدي في "الوسيط"(3/ 224) من طريق وكيع، جميعهم (سنيد، وآدم، ووكيع) عن فرج بن فضالة، به.

وهو في "تفسير مجاهد"(981) من طريق آدم بن أبي إياس، عن فرج، به.

ص: 275

[قولُهُ تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)} إلى قولهِ تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)}]

[1437]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(1)

، عن محمَّدِ بنِ قيسٍ

(2)

، قال: نَهَى اللهُ تبارك وتعالى آدمَ وحوَّاءَ أنْ يأكُلا من شجرةٍ واحدةٍ في الجنَّةِ، ويَأكُلَانِ

(3)

رغدًا حيثُ شاءا، فجاء الشَّيطانُ، فدخل في جوفِ الحيَّةِ، فكلَّمَ حوَّاءَ، ووَسْوَسَ إلى آدمَ، {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ}

(4)

، فقَطعَتْ حوَّاءُ

(1)

هو: نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

(2)

تقدم في الحديث [934] أن هناك اثنان ممن يقال له: محمد بن قيس، ويروي عنه أبو معشر نجيح السندي، الأول: هو محمد بن قيس المدني قاص عمر بن عبد العزيز، وهو ثقة، والثاني: محمد بن قيس مولى آل أبي سفيان بن حرب، ولعله الذي قال عنه ابن معين:"ليس بشيء، لا يروى عنه"، وتقدم توهيم الحافظ ابن حجر لمن خلط بينهما.

[1437]

سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر، ولو صحّ عن محمد بن قيس لما كان حجة؛ لأنه من أتباع التابعين، وواضح من هذه الرواية أنها من الإسرائيليات. ولفظه قريب جدًّا مما في الإصحاح الثالث من سفر التكوين من التوراة الحالية المحرفة، خلا ما هنا من آياتِ الذكر الحكيم، وذِكْر الشيطان الرجيم.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 341 - 342) لابن جرير فقط.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(1/ 567) و (10/ 114 - 115)، وفي "التاريخ"(1/ 109)؛ من طريق حجاج بن محمد، عن أبي معشر، به.

وعلقه الثعلبي في "تفسيره"(4/ 224 - 225) عن محمد بن قيس، مختصرًا.

(3)

الواو هنا ليست العاطفة وإنما هي استئنافية، فالفعل مرفوع.

(4)

الآيات (20 - 22) من سورة الأعراف.

ص: 276

الشَّجرةَ، فدَمِيَتْ

(1)

، فسَقَط عنهما رِياشُهما

(2)

الَّذي كان عليهما، {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

(3)

. قال: "لِمَ أكلتَها يا آدمُ وقد نَهيتُكَ عنها؟ " قال: أَيْ ربِّ، أَطعمتْني حوَّاءُ. قال:"لِمَ أطعمتِيهِ (*) يا حوَّاءُ؟ " قالتْ: أمرتْني الحيَّةُ. قال لِلْحيَّةِ: "لِمَ أَمرْتِيها (*)؟ " قالت: أمرني إبليسُ. قال: "مَلْعُونٌ مَدْحُورٌ! أمَّا أنتِ يا حوَّاءُ، كما أدميتِ الشَّجرةَ تَدْمَيْنَ في كلِّ شهرٍ، ولكِ أن يَحكُمَكِ ولدُكِ. وأما أنتِ يا حيَّةُ، أَقطعُ

(4)

قوائِمَكِ، وتَمْشِينَ جرًّا على وَجْهِكِ، ويَشْدَخُ

(1)

أي: الشجرةُ، كما جاء مصرَّحًا به في مصادر التخريج.

(2)

الرياش والرِّيش: ما ظهر من اللباس، والكسوة التي يتزين بها؛ استعير من ريش الطائر. ويحتمل "الرياش" أن يكون جمع "ريش" أو مفردًا مبنيًّا على وزن "فِعال". "غريب الحديث" لابن قتيبة (2/ 88)، و "مشارق الأنوار"(1/ 305)، و "الفائق"(2/ 98)، و "النهاية"(2/ 288).

(3)

الآيتان (22، 23) من سورة الأعراف.

(*) قوله: "لِمَ أطعمتِيهِ" وقوله: "لِمَ أَمرْتِيها"، كذا في الأصل؛ بزيادة الياء، وكذا عند السيوطي. والجادة أن يكون "أطعمتِه" و"أمرتِها" كما وقع عند ابن جرير في "تفسيره" و"تاريخه"، ولكن ما في الأصل له وجه صحيح في العربية؛ وإذ إن إشباع كسرة تاء المخاطبة المؤنثة لغة لبعض العرب؛ قال سيبويه:"وحدثني الخليل أن ناسًا يقولون "ضربتيه" فيلحقون الياء، وهذه قليلة". اهـ. وإشباع الحركات حتى تتولَّد منها حروف العلة، لغة، ولها شواهد كثيرة؛ منها قول الشاعر [من البسيط]:

وإنَّني حَيْثُما يُثْني الهَوى بَصَري

مِن حَيْثُما سَلَكُوا أَدْنُو فأَنْظُورُ

أراد: فأنْظُرُ، فأشبع الضمة فنشات الواو. انظر:"كتاب سيبويه"(4/ 200)، و "سر صناعة الإعراب"(2/ 669)، و"الإنصاف"(1/ 27 - 28)، و"اللباب" للعكبري (2/ 108)، و "أوضح المسالك"(1/ 69 - 74).

(4)

كذا في الأصل بحذف الفاء في جواب "أما"، والجادة أن يقال: "فكما =

ص: 277

رأسَكِ

(1)

مَنْ لَقِيَكِ بالحِجارةِ، و {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} "

(2)

.

[1438]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، عن خالدٍ الحذَّاءِ، قال: قلتُ للحَسَنِ

(3)

: آدمُ خُلِق للجنَّةِ أم للأرضِ؟ قال: بل للأرضِ. قلتُ: فلوِ اعْتَصَمَ

(4)

؟ قال: لم يكنْ بدٌّ من أن يأتيَ على الخَطيئةِ.

= أدميت"، و"فأقطع"؛ كما في مصادر التخريج جميعها؛ لأن "أما" حرف شرط بمعنى "مهما يكن من شيء" وإن لم تعمل عملها، وتكون للتفصيل؛ كقوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} [الضحى: 9]، والأصل أن يقترن جوابها بالفاء، وما جاء في الأصل له وجهٌ في العربية، فقد ذهب النحاة إلى أن هذه الفاء قد تحذف في الشعر للضرورة، وفي النثر على قلة. وذهب ابن مالك والدماميني وغيرهما إلى أن حذفها جائز في الاختيار وسعة الكلام، وأورد ابن مالك شواهد على ذلك من "صحيح البخاري" منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "أما بعد ما بال رجال"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أما موسى كأني أنظر إليه

"، ثم قال ابن مالك: "وقد خولفت القاعدةُ في هذه الأحاديث، فعُلم بتحقيتي عدمُ التضييق، وأن من خصَّه بالشعر مقصر في فتواه، عاجز عن نصر دعواه". "شواهد التوضيح" (ص 136). وانظر:"سر صناعة الإعراب"(1/ 264 - 267)، و "عقود الزبرجد"(3/ 227 - 229)، و"شرح ابن عقيل"(4/ 52 - 54).

(1)

أي: يكسره. "مشارق الأنوار"(2/ 346).

(2)

جزء من الآية (24) من سورة الأعراف.

(3)

أي: البصري.

(4)

أي: فلو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ كما جاء مصرَّحًا به في بعض مصادر التخريج.

[1438]

سنده صحيح، وسيعيده المصنف في "الزهد"[3239].

وقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1678/ القدر) من طريق المصنف.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(945) عن أبيه، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلية، به.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 34)، وأبو داود (4614)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 41 - 42)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(108)، والفريابي في "القدر"(353)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(318)، والآجري في "الشريعة"(467)، وابن بطة في "الإبانة"=

ص: 278

[1439]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(1)

، عن أبي وَهْبٍ - مولى أبي هُريرةَ

(2)

- عن أبي هُريرةَ؟ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ اللهَ أَنْ يُرِيَهُ آدَمَ، فَأَرَاهُ آدَمَ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ؟ قَالَ: أَنَا آدَمُ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي عَصَيْتَ رَبَّكَ وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الجَنَّةِ

(3)

؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ! أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ عز وجل التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّ شَيءٍ تَجِدُ كُتِبَ عَلَيَّ الذَّنْبُ الَّذِي عَمِلْتُهُ؟ كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي

(4)

؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: يَا بُنَيَّ، لا تَلُمْنِي

= (1388 و 1391 و 1679 و 1680/ القدر)؛ من طريق حماد بن زيد، والفسوي (2/ 39 - 38)، وابن أبي حاتم (318)، وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي في "حديثه"(1012/ "الفوائد" لابن منده)، وابن بطة (1389 و 1391 و 1679 و / 1680 القدر)؛ من طريق حماد بن سلمة، وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد (1011) من طريق خالد بن الخضيب، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(1006) من طريق وهيب بن خالد؛ جميعهم (حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وخالد، ووهيب) عن خالد الحذاء، به.

(1)

هو: نجيح بن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

(2)

تقدم في الحديث [1258] أنه مجهول.

[1439]

سنده فيه أبو معشر وأبو وهب مولى أبي هريرة، وتقدم بيان حالهما، لكنهما لم يتفردا بهذا الحديث، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه من طرق في الصحيحين وغيرهما كما في الحديث التالي.

(3)

كتب بعدها في الأصل: "قال أنا آدم"، ثم جرَّ خطًّا من فوق كلمة "آدم" ورجع به إلى "قال". ولعل هذا الخط تضبيبًا من الناسخ، أو ضربًا، أو لحقًا. والله أعلم.

(4)

كذا جاء لفظه في الأصل. وأقرب الألفاظ إلى ما هنا لفظ رواية مسلم وابن وهب في "القدر" للحديث التالي، وفيها: "قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كلّ شيء، وقرّبك نجيًّا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عامًا. قال آدم: فهل وجدت فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} ؟ قال: نعم. قال: أفتلومني

" إلخ.

ص: 279

عَلَى ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ كتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً". قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَحَجَّ

(1)

آدَمُ مُوسَى".

[1440]

حدَّثنا سعيد، قال: نا يعقوبُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ وعبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ الدَّرَاوَرْديُّ، عن عَمْرِو بنِ أبي عَمْرٍو، عن عبدِ الرَّحمنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هُريرةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"احْتَجَّ آدَمُ ومُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ أَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَمَرَكَ أَنْ تَسْكُنَ الجَنَّةَ؛ تَأْكُلُ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتَ رَغَدًا، وَنَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَعَصَيْتَ وَأَكَلْتَ مِنْهَا؟! فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدَّرَ ذَلِكَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ ".

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى" ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

(1)

أي: غلبه بالحجَّة. "تاج العروس"(ح ج ج).

[1440]

الحديث في سنده عمرو بن أبي عمرو؛ وتقدم في الحديث [69] أنه ثقة ربما وهم، وحديثه حسن، ولكنه لم ينفرد به، فهو صحيح متفق عليه كما سيأتي.

وقد أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(10918 و 10944) عن قتيبة بن سعيد، وابن منده في "التوحيد"(80) من طريق محمد بن خلاد الإسكندراني؛ كلاهما (قتيبة، ومحمد) عن يعقوب بن عبد الرحمن وحده، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(154) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، والبزار (8841) جمن أحمد بن أبان القرشي، والفريابي في "القدر"(112)؛ من طريق قتيبة بن سعيد؛ جميعهم (ابن كاسب، وأحمد بن أبان، وقتيبة) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي وحده، به.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(93)، ومالك في "الموطأ"(2/ 898) - ومن طريقه مسلم (2652) - وابن وهب في "القدر"(6)، والحميدي (1149)، والبخاري (6614)، وابن أبي عاصم في "السنة"(155)، وابن خزيمة في "التوحيد"(59)، والطبراني في "مسند الشاميين"(3291)، والأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة"(35)؛ من طريق أبي الزناد =

ص: 280

[1441]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ

(1)

، قال: قال ابنُ عبَّاسٍ: مَنِ اتَّبع القرآنَ لم يَضِلَّ في الدُّنيا، ولا يَشقى في الأُخْرَى؛ لأنَّ اللهَ عز وجل يقولُ:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} .

= عبد الله بن ذكوان، وابن وهب في "القدر"(2)، ومسلم (2652)، وابن أبي عاصم (156)، وابن خزيمة (بعد الحديث 62)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(493)؛ من طريق الحارث بن أبي ذباب، وابن أبي عاصم (153)، والبزار (8833)؛ من طريق الزهري؛ جميعهم (أبو الزناد، والحارث بن أبي ذباب، والزهري) عن الأعرج، به.

وأخرجه البخاري (3409 و 7515)، ومسلم (2652)؛ من طريق حميد بن عبد الرحمن، والبخاري (4736)، ومسلم (2652)؛ من طريق محمد بن سيرين، والبخاري (4738)، ومسلم (2652)؛ من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، والبخاري (6614)، ومسلم (2652)؛ من طريق طاوس، ومسلم (2652) من طريق يزيد بن هرمز وهمام بن منبه؛ جميعهم (حميد، وابن سيرين، وأبو سلمة، وطاوس، ويزيد، وهمام) عن أبي هريرة.

وقد روي هذا الحديث أيضًا من طريق ذكوان أبي صالح السَّمَّان، وعمار بن أبي عمار، وعامر الشعبي، وعمر بن الحكم بن ثوبان، والقعقاع بن حكيم، وعبيد بن عمير؛ جميعهم عن أبي هريرة.

(1)

تقدم في الحديث [6] أنه ثقة اختلط، ولكن الراوي عنه هنا هو سفيان بن عيينة، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط.

[1441]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين عطاء وابن عباس، ويتقوى - إن شاء الله - بالطرق الآتية في التخريج التي يرويها عكرمة عن ابن عباس.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 254 - 255) للمصنِّف والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في "شعب الإيمان".

وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 20 - 21)، وفي "المصنف"(6033)؛ عن شيخه سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 40/ ب) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن رجل، عن ابن عباس.=

ص: 281

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة (30453)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 381)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(193)، والواحدي في "الوسيط"(3/ 225)؛ من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتقدم أن عطاء بن السائب اختلط، والرواي عنه هنا هو محمد بن فضيل، وهو ممن روى عنه بعد اختلاطه - فيما يظهر - فقد خالفه سفيان بن عيينة كما سبق، فلم يذكر سعيد بن جبير في سنده، وسفيان سمع من عطاء قبل الاختلاط، وقد قال أبو حاتم الرازي - كما في "الجرح والتعديل" (6/ 333) - عن رواية ابن فضيل عن عطاء:"وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويه عن التابعين، فرفعه إلى الصحابة".

والحديث في "تفسير مجاهد"(ص 982) من طريق ورقاء بن عمر، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 34) من طريق شعيب بن صفوان؛ كلاهما (ورقاء، وشعيب) عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، بلفظ مقارب.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 191 - 192) من طريق أحمد بن محمد النسائي، عن أبي سلمة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وأبو سلمة هذا هو المغيرة بن مسلم القَسْمَلي، ولم أجد من نص على أنه روى عن عطاء بن السائب، فضلًا عن معرفة كونه روى عنه قبل الاختلاط أو بعده.

وهذا إن كان عطاء هو ابن السائب، فإنه لم ينسب في رواية ابن جرير، وأما إن كان غيره، فإن ابن أبي حاتم قال في "المراسيل" (ص 223 رقم 842):"سئل أبو زرعة عن المغيرة بن مسلم عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح مرضيًا لوالدته"؟ فقال أبو زرعة: "المغيرة لم يسمع من عطاء شيئًا، وهو مرسل".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12/ رقم 12437)، و "الأوسط"(5466)؛ من طريق أبي شيبة، عن عمران بن أبي عمران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وسنده ضعيف جدًّا؛ فأبو شيبة هذا هو إبراهيم بن عثمان العبْسي، وهو متروك الحديث كما في "التقريب".

وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(622) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، =

ص: 282

[قولُهُ تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}]

[1442]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا يَعقوبُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ وعبدُ العزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن أبي حازمٍ

(1)

، عن النعمانِ بنِ أبي عَيَّاشٍ الزُّرَقيِّ

(2)

، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ في قولِه عز وجل:{مَعِيشَةً ضَنْكًا} ؛ قال: هو عذابُ القبرِ.

= عن عامر الشعبي، عن ابن عباس، به. وجابر الجعفي تقدم في تخريج الحديث [101] أنه ضعيف جدًّا.

وأخرجه الثعلبي في "التفسير"(6/ 264) من طريق يحيى بن الضريس، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن الشعبي، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (30454 و 35788)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 191)؛ من طريق أبي خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: تضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم تلا:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} .

وأخرجه ابن جرير (16/ 191) عن محمد بن حميد، عن حكام بن سلم الرازي، عن أبي عبد الرحمن أيوب بن يسار، عن عمرو بن قيس الملائي، عن رجل، عن ابن عباس.

وأخرجه ابن جرير أيضًا (16/ 191) عن نصر بن عبد الرحمن، عن حكام بن سلم الرازي، عن أيوب بن موسى، عن عمرو بن قيس الملائي، عن ابن عباس.

فهذه الطرق تدل على أن طريق عمرو بن قيس هذه فيها اختلاف بإثبات عكرمة أو إسقاطه أو تسميته. ورواية أبي خالد الأحمر قوية - إن كانت هي الراجحة - فإنا لم نهتد لشيخ حكام بن سلم، وهو أيوب بن يسار في الإسناد الأول، وأيوب بن موسى في الإسناد الثاني، فلعل الحديث من طريق أبي خالد الأحمر - مع طريق عطاء بن السائب السابقة - لا ينزل عن الحسن، والله أعلم.

(1)

هو: سلمة بن دينار.

(2)

المدني، كنيته: أبو سلمة، وهو ثقة؛ كما في "التقريب"، وانظر:"التاريخ الكبير"(8/ 77)، و "الجرح والتعديل"(8/ 445)، و "الثقات" لابن حبان (5/ 472)، و "تهذيب الكمال"(29/ 454).

[1442]

سنده صحيح.=

ص: 283

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 255) للمصنِّف وعبد الرزاق ومسدد في "مسنده" وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في "عذاب القبر"، وذكر أنهم رووه مرفوعًا ولم يفصِّل؛ فإن بعضهم رواه موقوفًا كما عند المصنف هنا، وهو الصواب، وبعضهم رواه مرفوعًا.

وعزاه الحافظ في "فتح الباري"(8/ 433) للمصنف والحاكم.

وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 198) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن أبي حازم، به.

وأخرجه مسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية"(3659 و 4533) - وابن أبي شيبة (35844)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 196)؛ من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابن جرير (16/ 198) من طريق محمد بن جعفر؛ كلاهما (عبد الرحمن، ومحمد) عن أبي حازم، به.

وسيأتي عند المصنف في الحديث التالي عن سفيان بن عيينة، عن أبي حازم.

وأخرجه ابن جرير أيضًا (16/ 197) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن أبي حازم، عن أبي سعيد، فأسقط النعمان من سنده.

ورواه حماد بن سلمة عن أبي حازم، واختلف على حماد:

فأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 28/ ب - 29/ أ)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 381)؛ من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، عن أبي حازم المدني، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} قال: عذاب القبر. زاد البستي: "يلتهب على صاحبه فلا يزال يعذب فيه حتى يبعثه الله".

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

ورواه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(59) من طريق الحاكم، ثم قال: كذا أخبرناه مرفوعًا، وكذلك رواه حفص بن عبد الرحمن عن حماد مرفوعًا.

ثم أخرجه البيهقي (60) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، به، فوقفه على أبي سعيد. وكذا أخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 225) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير، عن حماد، به، موقوفًا.

وقال ابن رجب في "أهوال القبور"(1/ 96 - 97): "وروى منصور بن صقير، =

ص: 284

[1443]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، قال: نا أبو حازمٍ، قال: نا أبو سَلمةَ

(1)

، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ في قولِهِ عز وجل:{مَعِيشَةً ضَنْكًا} ؛ قال: يُضيَّقُ عليه قبرُهُ حتى تختلفَ أضلاعُهُ.

= عن حماد بن سلمة، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عيَّاش، عن أبي سعيد؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:{مَعِيشَةً ضَنْكًا} ؛ قال: "المعيشة الضنك عذاب القبر، يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ولا يزال يعذب حتى يبعث". خرجه الخلال، ومنصور بن صقير فيه ضعف. وخالفه آدم بن أبي إياس فرواه عن أبي حازم، عن حماد بن سلمة، ووقفه. وكذا رواه الثوري وسليمان بن بلال والدراوردي وغيرهم عن أبي حازم، عن النعمان، عن أبي سعيد، موقوفا أيضًا". وهذه الرواية عن حماد بن سلمة الموقوفة توافق باقي الروايات عن أبي حازم، فهي أشبه بالصواب، ولو سلمنا أن الصحيح عن حماد بن سلمة روايته مرفوعًا، فإن روايته تكون شاذة، والصحيح موقوف، وهذا ما رجحه ابن كثير في "تفسيره" (9/ 378)، بعد أن أورد الحديث من طريق آخر ضعيف عن أبي سعيد، والله أعلم.

(1)

هو: النعمان بن أبي عياش المذكور في الطريق السابق، قال ابن رجب في "أهوال القبور" (1/ 97):"فمنهم من قال: أخطأ فيه ابن عيينة؛ كذا قاله أبو زرعة والعلائي، وقيل: بل أبو سلمة هذا هو النُّعمان بن أبي عيَّاش؛ قاله أبو حاتم الرازي وأبو أحمد الحاكم وأبو بكر الخطيب". وانظر: "كتاب العلل" لابن أبي حاتم (1694).

[1443]

سنده صحيح، وهو طريق آخر للحديث السابق، والمعنى واحد.

وقد أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(60) من طريق المصنف.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(6741)، وفي "التفسير"(2/ 21)؛ عن شيخه سفيان بن عيينة، به، مثله.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 28/ ب)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 196 - 197) عن حوثرة بن محمد المنقري؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"(4685/ أطراف الغرائب) من طريق الهيثم بن جميل، عن ابن عيينة، عن أبي حازم، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري.

وعلقه ابن أبي حاتم في "كتاب العلل"(1694) عن سفيان بن عيينة، به.

ص: 285

[قولُهُ تعالى: {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)}]

[1444]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ

(1)

، عن الأَعمشِ

(2)

، عن مسلمٍ

(3)

، عن مَسروقٍ

(4)

، عن عبدِ اللهِ

(5)

؛ قال: خمسٌ

(6)

قد مَضَيْنَ:

(1)

هو: محمد بن خازم.

(2)

في الأصل: "نا أبو معاوية، عن مغيرة، عن الأعمش". وقوله: "عن مغيرة" سهو من الناسخ فيما يظهر، فإن المصنف سيعيد هذا الحديث برقم [1963] في سورة الدخان على الصواب ليس فيه:"عن مغيرة"، وهكذا جاء عند كل مَن أخرجه من طريق أبي معاوية.

(3)

هو: أبو الضحى مسلم بن صُبَيح.

(4)

هو: ابن الأجدع.

(5)

هو: ابن مسعود.

(6)

كلمة "خمس" في الحديث نكرة، والنكرة لا يبتدأ بها إلا إذا أفادت وكان هناك مسوغ للابتداء بها، والمسوغ هنا هو الوصف بجملة:"قد مضين". انظر: "مغني اللبيب"(ص 445 - 450)، وشرح الكافية" (1/ 363)، و"همع الهوامع" (1/ 331).

[1444]

سنده صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجاه. وسيتكرر عند المصنف برقم [1963]، وقد جاء أيضًا ضمن حديث طويل سيورد المصنف معظمه في الحديث [1964]، وانظر تخريجه هناك.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(11/ 236) للمصنِّف والفريابي والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل".

وقد أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1688) عن أبي معاوية، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 538)، و (18/ 450)، و (21/ 16)، و (22/ 106 - 107) عن أبي السائب سلم بن جنادة، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1676)، والبخاري (4825)، ومسلم (2798)؛ من طريق وكيع، والبخاري (4820) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السكَّري، والبخاري أيضًا (4767)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2/ 423)؛ من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2798) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي في "دلائل النبوة"(2/ 327) من طريق يعلى بن عبيد؛ جميعهم (وكيع، وأبو حمزة السكري، وحفص، وجرير، ويعلى) عن الأعمش، به.=

ص: 286

الدُّخَانُ

(1)

، واللِّزَامُ

(2)

، والبَطْشَةُ

(3)

، والرُّومُ

(4)

، والقَمَرُ

(5)

.

= وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1676)، والبزار (1967)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11324)، وإسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق/ 192/ أ)، وابن جرير في "تفسيره"(18/ 456)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2/ 423)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9049)؛ من طريق فطر بن خليفة، والنسائي في "السنن الكبرى"(11310) من طريق منصور بن المعتمر؛ كلاهما (فطر، ومنصور) عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، به.

(1)

يشير إلى قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} سورة الدخان.

وفي الدخان أقوال ثلاثة:

أحدها: أنه أصاب قريشًا؛ جاعوا بسبب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم بسنين كسني يوسف؛ فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد.

والثاني: أنه يوم فتح مكة؛ لما حجبت السماءَ الغبرةُ.

والثالث: أنه من أشراط الساعة لم يجئ بعد. انظر: "تفسير القرطبي"(16/ 131 - 130).

(2)

وهي اللفظة الواردة في الآية هنا، وفي قوله تعالى:{فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} سورة الفُرقان. واللِّزام هو الملازمة؛ أي: سيكون العذاب ملازمًا لهم. واللزام أيضًا الفيصل؛ أي سيكون فيصلًا بينكم وبين المؤمنين، واختلف في المراد به على وجهين؛ قيل: تأخيرهم إلى يوم بدر، وهذا أحد ما قيل في البطشة الكبرى كما سيأتي. وقيل: يوم القيامة. وانظر: "تفسير القرطبي"(11/ 260) و (13/ 85).

(3)

إشارة إلى قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} سورة الدخان، والبطشة الكبرى قيل: يوم بدر وهو أحد ما قيل في اللزام كما سبق. وقيل: عذاب جهنم يوم القيامة. وقيل: دخان أو جوع أو قحط يقع في الدنيا قبل يوم القيامة. وقيل: هي قيام الساعة؛ لأنها آخر البطشات في الدنيا. انظر: "تفسير القرطبي"(16/ 134).

(4)

إشارة إلى قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)} سورة الروم، وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

(5)

إشارة إلى قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} سورة القمر. وقد وقع أيضًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 287

[قولُهُ تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)}]

[1445]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ اللهِ بنُ المُباركِ، عن مَعمَرٍ، عن [محمَّدِ بنِ]

(1)

حَمزةَ

(2)

بنِ

(3)

عبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

ما بين المعقوفين سقط من الأصل، والمثبت موافق لما سيأتي عند المصنف برقم [2956]، ولما في "شعب الإيمان" حيث أخرجه من طريق المصنف كما سيأتي في التخريج.

(2)

هو: محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال عنه أبو حاتم الرازي:"لا بأس به"؛ كما في "الجرح والتعديل"(7/ 236 رقم 1289). وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 426)، وقال ابن حجر في "التقريب":"صدوق". وهو من أتباع التابعين. انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 59)، و "تهذيب الكمال"(25/ 96).

(3)

كذا في الأصل، وقد كرر المصنف هذا الحديث برقم [2956] ووقع فيه:"عن" ثم صوبها الناسخ إلى "بن"، وقد أخرج البيهقي هذا الحديث في "شعب الإيمان" (3180 - ط. زغلول) من طريق المصنف ووقع فيه:"بن"، لكن وقع في النسخة الهندية من "شعب الإيمان" (2911):"عن"، وكذا في مصادر التخريج:"عن" إلا "مصنف عبد الرزاق" كما سيأتي.

[1445]

سنده ضعيف جدًّا؛ لإعضاله، ووقع في مصادر التخريج:"محمد بن حمزة، عن عبد الله بن سلام"، وهذا أيضًا سنده ضعيف؛ للانقطاع بين محمد بن حمزة وجده عبد الله بن سلام، وبه أعلَّه الذهبي، فقال في "سير أعلام النبلاء" (8/ 411):"هذا مرسل؛ قد انقطع فيه ما بين محمد وجد أبيه عبد الله".

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 267) للمصنِّف وأبي عبيد وابن المنذر والطبراني في "الأوسط" وأبي نعيم في "الحلية" والبيهقي في "شعب الإيمان"، وحكم على سنده بالصحة.

وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2911) من طريق المصنف.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(886) من طريق سعيد بن سليمان، والبيهقي في "شعب الإيمان"(9255) من طريق يحيى بن عبد الحميد =

ص: 288

= الحماني، والواحدي في "الوسيط"(3/ 228) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، جميعهم (سليمان، والحماني، وأبو النعمان) عن عبد الله بن المبارك به، ولفظ رواية الواحدي:"كان إذا نزل بأهله خير أمرهم بالصلاة". ووقع في جميع نسخ "شعب الإيمان" - كما قال محققه -: "عن محمد بن زيد، عن يوسف بن عبد الله بن سلام" وخطَّأ المحقق ما جاء في النسخ، ولكن لو صح ما وقع في النسخ، فإنه لا يعني صحة الرواية، بل يتحمل تبعتها الراوي عن ابن المبارك، وهو يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ فإنه متَّهم بسرقة الحديث كما تقدم في تخريج الحديث [841]. وقال الطبراني بعد أن أخرج الحديث:"لا يُرَوى هذا الحديث عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرّد به معمر". وقد زاد محقق "المعجم الأوسط" في الإسناد: "عن أبيه، عن جده" بين محمد بن حمزة وجده عبد الله بن سلام، اعتماذا على ما جاء في "مجمع البحرين"(6/ 54 - 55 رقم 3366)، وهو خطأ بيقين، فقد روى الحديث أبو نعيم في "الحلية"(8/ 176) من طريق الطبراني، ولم يذكر هذه الزيادة. ومن طريق أبي نعيم أخرجه الضياء في "المختارة"(9/ رقم 434)، والذهبي في "السير"(8/ 411) ولم يذكرا الزيادة.

وقال أبو نعيم: "غريب من حديث معمر وابن المبارك، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(4744) عن معمر، عن رجل من قريش قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم

فذكره.

ص: 289