المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام - سنن سعيد بن منصور - تكملة التفسير - ط الألوكة - جـ ٦

[سعيد بن منصور]

الفصل: ‌تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام

‌تَفسِيرُ سُورَةِ الأنبِيَاءِ عليهم السلام

[قولُهُ تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)}]

[1446]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أَبو عَوانةَ، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ

(1)

، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: ما في الأرضِ قومٌ أبغضُ إليَّ مِن قومٍ يَجِيئوني يخاصِموني

(2)

من القَدَريَّةِ، وما ذاك إلا أنهم لا يَعلمونَ - أَحْسَبُ - قُدرةَ اللهِ؛ قال تبارك وتعالى:{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} .

[1447]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو عَوانةَ، عن عطاءِ بنِ السَّائبِ،

(1)

تقدم في الحديث [6] أنه ثقة، إلا أنه اختلط في آخر عمره، والراوي عنه هنا هو أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري، وقد سمع من عطاء في الصحة وفي الاختلاط جميعًا، ولا يحتج بحديثه كما قال ابن معين كما تقدم في الحديث [1411].

[1446]

سنده ضعيف؛ لاختلاط عطاء بن السائب. وسيأتي عند المصنف برقم [3229].

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 280) للمصنِّف وابن المنذر.

وقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1637/ القدر)، والبيهقي في "القضاء والقدر"(289)، من طريق المصنف.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(912) من طريق قتيبة بن سعيد، والفريابي في "القدر"(261) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما (قتيبة، ومعتمر) عن أبي عوانة، به. وانظر الحديث التالي.

(2)

كذا في الأصل: "يَجِيئوني يخاصِموني" بحذف إحدى النونين، نون الرفع، ونون الوقاية، والجادة أن يقال:"يَجِيئونني ويخاصِمونني" بإثبات النونين؛ لأن الفعل مرفوع، ويحتمل ما جاء في الأصل وجهين تقدما في التعليق على نحوه في الحديث [1258].

[1447]

سنده ضعيف، لاختلاط عطاء وإبهام شيخه. وتقدم برقم [945]، وسيأتي أيضا برقم [3230].=

ص: 291

عَمّن حدَّثه عن ابنِ عبَّاسٍ - وذَكَر القَدَريَّةَ - فقال: قاتَلَهم اللهُ! أليس يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ

}

(1)

.

[قولُهُ تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)}]

[1448]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مَعْشَرٍ

(2)

، عن محمَّدِ بنِ قَيسٍ

(3)

؛ في قولِهِ عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} ؛ قال: كانتِ السَّماءُ لا تُمطِرُ، والأرضُ لا تُنبِتُ، ففَتَقَ

(4)

اللهُ عز وجل السَّماءَ بالمطرِ، والأرضَ بالنَّباتِ، وجعَلَ من الماءِ كلَّ شيءٍ؛ أفلا يؤمنون.

= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 358) للمصنِّف وابن المنذر.

وقد أخرجه البيهقي في "القضاء والقدر"(86 و 290) من طريق المصنف.

وانظر الحديث السابق.

(1)

الآيتان (29، 30) من سورة الأعراف. والحديث ليس له علاقة بتفسير سورة الأنبياء، ولكن المصنف أورده لاتحاد سنده مع ما قبله، وموضوعه في الرد على القدرية. والله أعلم.

(2)

هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي، تقدم في الحديث [167] أنه ضعيف.

(3)

تقدم في الحديث [934] أن هنالك اثنين يقال لهما: محمد بن قيس، ويروي عنهما أبو معشر نجيح السندي.

[1448]

سنده ضعيف؛ لضعف أبي معشر.

(4)

فتق: شقَّ. "تاج العروس"(ف ت ق).

ص: 292

[قولُهُ تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)}]

[1449]

حدَّثنا سعيدٌ

(1)

، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصينٍ

(2)

، عن عِكْرِمةَ؛ قال: لما نُفِخَ

(3)

في آدَمِ الرُّوحُ، عَطَسَ، فقال: الحمدُ للهِ، فقالتِ الملائكةُ: يَرحمُكَ اللهُ. فذهَبَ أن يقومَ قبلَ

(1)

هذا الحديث في الأصل موضعه بعد الحديث رقم [1457]، فقدمناه هنا مراعاة لترتيب الآيات.

(2)

هو: ابن عبد الرحمن السلمي تقدم في الحديث [56] أنه ثقة، تغير حفظه في الآخر، وخالد بن عبد الله الراوي عنه هنا ممن روى عنه قبل التغير.

[1449]

سنده صحيح إلى عكرمة، لكنه لم يبين عمن أخذه، وقد روي عنه عن ابن عباس، ولا يصح كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 294) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر.

وقد أخرجه الفريابي في "القدر"(7) عن وهب بن بقية، عن خالد، به.

وأخرجه الفريابي (8)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 337)؛ من طريق جرير بن عبد الحميد، والمحاملي في "أماليه"(20) من طريق هشيم؛ كلاهما (جرير، وهشيم) عن حصين، به.

وأخرجه الحربي في "غريب الحديث"(1/ 83) من طريق عمران بن عيينة، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: لما نفخ في آدم الروح مار في رأسه فعطس. وعمران بن عيينة تقدم في تخريج الحديث [894] أنه صدوق له أوهام، وضعفه ابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه؛ لأنه يأتي بالمناكير.

وأخرجه الفريابي في "القدر"(6)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 261)؛ من طريق محمد بن سلمة، عن خصيف بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: لما خلق الله تعالى آدم فجرى فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله. فقال له ربه: يرحمك الله. وخصيف بن عبد الرحمن تقدم في الحديث [204] أنه صدوق سيئ الحفظ.

(3)

ذُكِّر الفعل هنا ثم جاء مؤنثًا في قوله: "تمور"؛ لأن الروح يُذَكَّر ويُؤنث، والتذكير أشهر. وانظر:"المصباح المنير"(ر وح، والخاتمة)، و "تاج العروس"(روح).

ص: 293

أن تَمُورَ

(1)

في رِجْلَيْهِ، فقال اللهُ عز وجل:{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} .

[قولُهُ تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}]

[1450]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيانُ، عن حُميدٍ الأَعْرَجِ

(2)

، عن مُجاهدٍ؛ أنه كان يَقرأُ:{وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا}

(3)

، قال: جازَيْنا بها.

(1)

أي: الروح. و"تمور" أي: تتردد وتتحرك. وانظر: "المصباح المنير" و "تاج العروس"(م و ر).

(2)

هو: حميد بن قيس، تقدم في الحديث [31] أنه ثقة.

[1450]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 300) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

وقد أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 24/ أ) عن ابن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 286) من طريق ابن أبي نجيح، و (16/ 286 - 287) من طريق ليث بن أبي سليم؛ كلاهما عن مجاهد، به.

(3)

قرأ ابن عباس ومجاهد: {أَتَيْنَا} بمد الألف على وزن "فاعلنا" من المواتاة وهي المجازاة والمكافأة، وكذلك قرأ عكرمة وسعيد بن جبير وابن أبي إسحاق والعلاء بن سيابة وجعفر بن محمد وابن شريح الأصبهاني وحميد بن قيس.

وقرأ الجمهور: {أَتَيْنَا} مقصورة الألف من الإتيان، أي: جئنا بها.

وقرأ حميد بن قيس: "أثبنا بها" من الثواب.

وقرأ أُبي وابن مسعود: "جئنا بها" وكأن هذه القراءة تفسير لقراءة الجمهور.

انظر: "تفسير الطبري"(16/ 287)، و"مختصر ابن خالويه"(ص 94)، و"الكشاف"(4/ 149)، و "زاد المسير"(5/ 355)، و"تفسير القرطبي"(14/ 213)، و"البحر المحيط"(6/ 294 - 295)، و"الدر المصون"(8/ 161 - 162)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (6/ 28).

ص: 294

[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48)}]

[1451]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن عَمْرٍو

(1)

، عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنه كان يَقرأُ:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً}

(2)

، ويقولُ: خذوا هذه الواو، واجعلوها ههنا: {وَالَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ

}

(3)

الآية.

(1)

هو: ابن دينار.

[1451]

سنده صحيح، وقد ذكرت مصادر التخريج الآية التي تجعل فيها الواو مختلفةً عما هنا كما سيأتي.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 300) للمصنِّف وابن المنذر، ثم عزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، وفيه:"انزعوا هذه الواو، واجعلوها في: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} ". سورة غافر، الآية (7).

وقد أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن"(ص 305)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي (3503) - من طريق الزبير بن الخريت، عن عكرمة، قال أبو عبيد:"لا أدري أهو عن ابن عباس أو لا". وفيه: "حولوا الواو إلى موضعها: {وَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} ".

(2)

كذا في الأصل: {ضِيَاءً} بحذف الواو، وقد قرأ بها ابن عباس وعكرمة والضحاك، على أن "ضياء" حال من "الفرقان".

وقرأ الجمهور بإثبات الواو وبالياء: {وَضِيَاءً} .

وقرأ ابن كثير في رواية قنبل: {وَضِيَاءً} بالواو وبهمزة مفتوحة بدل الياء.

ووافق قنبلًا على ذلك أحمد بن يزيد الحلواني، فرواها كذلك عن القواس شيخ قنبل. وقراءة ابن كثير في رواية البزي كالجمهور. انظر:"المحرر الوجيز"(4/ 85)، و"زاد المسير"(5/ 355)، و"تفسير القرطبي"(14/ 214)، و"البحر المحيط"(6/ 295)، و "النشر"(1/ 406)، و (2/ 324)، و "الإتحاف"(2/ 265)، و"معجم القراءات" للخطيب (6/ 29 - 30).

(3)

الآية (173) من سورة آل عمران. ولم نقف على خلاف في قراءتها؛ غير ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه، وقد اختلف في ألفاظ الحديث كما سبق في التخريج.

ص: 295

[قولُهُ تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}]

[1452]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا جَريرٌ

(1)

، عن قَابُوسَ، عن أبيه

(2)

، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: ما بعَثَ اللهُ نبيًّا إلا وهو شابٌّ، ولا أُوتِيَ العِلمَ فتًى إلا وهو شابٌّ، وأظنُّه تلا:{فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} .

[قولُهُ تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)}]

[1453]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن الشَّعبيِّ؛ قال: أُتي شُريحٌ

(3)

بشاةٍ أَكلتْ عَجِينًا، فقال:

(1)

هو: ابن عبد الحميد.

(2)

هو: أبو ظبيان حصين بن جندب.

[1452]

سنده ضعيف؛ فيه قابوس بن أبي ظبيان، وقد تقدم في الحديث [1060] أن فيه لينًا.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 505) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.

وقد أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير"(9/ 413) - والضياء في "المختارة"(10/ رقم 5)؛ من طريق المصنف، به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6421) من طريق قتيبة بن سعيد، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(814) من طريق إسماعيل بن عمرو، والضياء في "المختارة"(10/ رقم 4) من طريق عبيد بن إسحاق العطار؛ جميعهم (قتيبة، وإسماعيل، وعبيد) عن جرير بن عبد الحميد، به.

وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "كتاب العلم"(80) - ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(815) - عن جرير بن عبد الحميد، عن قابوس، عن أبي ظبيان؛ قوله، ولم يذكر ابن عباس.

(3)

هو: شريح القاضي.

[1453]

سنده صحيح.=

ص: 296

نهارًا أم ليلًا؟ فقالوا: نهارًا، فأبطلَه

(1)

، وقرأ: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ

}. وقال: إنَّما النَّفَشُ

(2)

باللَّيلِ.

= وقد أخرجه البيهقي في "السنن"(8/ 342) من طريق المصنف.

وأخرجه ابن أبي شيبة (28434 و 37298)، عن سفيان، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (28435) عن وكيع، وسريج بن يونس في "القضاء"(72)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 325)؛ من طريق هشيم، ووكيع في "أخبار القضاة"(2/ 254 و 259) من طريق سفيان الثوري، والحربي في "غريب الحديث"(2/ 805) من طريق شعبة، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 325) من طريق يزيد بن هارون وحكام بن سلم، وابن حزم في "المحلى"(11/ 4) تعليقًا من طريق موسى بن معاوية، جميعهم (وكيع، وهشيم، والثوري، وشعبة، ويزيد، وحكام، وموسى) عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

وأخرجه البيهقي (8/ 342) من طريق عبد الله بن عون، عن الشعبي، به،

مختصرًا، ووقع فيه:"ابن عوف" بدل: "ابن عون".

وأخرجه عبد الرزاق (18436) عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن الشعبي، عن شريح، وعن كل من قبلهم أنهم يأثرون أن الغنم نفشت ليلًا في الحرث على عهد سليمان، فإن أصابته نهارًا لم يغرم.

وأخرجه ابن أبي شيبة (28434 و 37298) من طريق محمد بن سيرين، ووكيع في "أخبار القضاة"(2/ 321 - 322) من طريق أشعث بن أبي الشعثاء؛ كلاهما (ابن سيرين، وأشعث) عن شريح.

وانظر الحديث التالي.

(1)

أبطله؛ أي لم يجعل عقوبة أو غرامة على أصحاب الشاة، ويؤيد هذا ما سيأتي في الحديث [1455].

(2)

قال الأزهري: "النفش" - بتحريك الفاء -: أن ينتشر الإبل بالليل فيرعى، وربما رعت مزارع الناس فأفسدتها

وأما النَّفْش - ساكن الفاء - فهو نفش الصُّوف". "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (508).

ص: 297

[1454]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حسَّانُ بنُ إبراهيمَ الكِرْمانيُّ، عن قتادةَ، قال: سمعتُ الشَّعبيَّ يقولُ: إنما النَّفَشُ باللَّيلِ، والهَمَلُ بالنَّهارِ.

[1455]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن الزُّهريِّ، سمع سعيدَ بنَ المسيّبِ وحَرَامَ بنَ سعدِ بنِ مُحَيِّصةَ

(1)

: إنَّ ناقةً للبراءِ

(2)

بنِ عازبٍ

[1454] سنده فيه حسان بن إبراهيم، وتقدم في الحديث [1115] أنه صدوق يخطئ، ولكنه توبع على هذه الرواية، فهي صحيحة.

وقد أخرجه إبراهيم بن إسحاق الحربي في "غريب الحديث"(2/ 805) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن حسان بن إبراهيم، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(18439)، وفي "تفسيره"(2/ 26)، عن معمر، عن قتادة، عن الشعبي؛ أن شاة وقعت في غزل حواك، فاختصموا إلى شريح، فقال الشعبي: انظره، فإنه سيسألهم أليلًا وقعت فيه أم نهارًا؟ ففعل، ثم قال: إن كان بالليل ضمن، وإن كان بالنهار لم يضمن، ثم قرأ شريح: {

إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ}، قال: النفش بالليل، والهمل بالنهار.

وأخرجه عبد الرزاق (18441) من طريق عبد الله بن شبرمة، و (18442) من طريق عبد الكريم؛ كلاهما عن الشعبي، في شاة دخلت على أهل بيت؛ قال: إن دخلت ليلًا غرم أهلها، وإن كانت دخلت نهارًا لم يغرموا.

وأخرجه عبد الرزاق (18440) عن سفيان الثوري، عن رجل، عن الشعبي، مثله.

وأخرجه ابن أبي شيبة (28432 و 37299) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن طارق، عن الشعبي. ووقع في الموضع الثاني:"طاوس" بدل: "طارق". وطارق هو: ابن عبد الرحمن البجلي.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 325) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة؛ قوله. وانظر الأثر السابق.

(1)

هو: أبو سعد - ويقال: أبو سعيد - الأنصاري، المدني. قال ابن سعد في "الطبقات" (5/ 258):"ثقة قليل الحديث". وفي "التقريب: "ثقة". توفي بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومئة. انظر "تهذيب الكمال" (520 - 521).

(2)

قوله: "عن الزهري، سمع سعيد بن المسيب

إن ناقة

" إلخ، عند البيهقي - من طريق المصنف -: "عن الزهري، عن سعيد

" إلخ، ويتوجَّه ما في الأصل على حذف فعل القول، أي: سمع سعيدًا وحرامًا يقولان. وحذف القول في العربية كثير، وانظر: "مغني اللبيب" (ص 596).

[1455]

سنده ضعيف؛ لإرساله، وقد اختلف فيه على الزهري: فرواه بعضهم عنه =

ص: 298

دخلتْ حائطًا لقومٍ من الأنصارِ، فاختَصموا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فقَضى أنَّ حفظَ الأموالِ على أهلِها بالنَّهارِ، وعلى أهلِ المَواشِي ما أفسدتِ المَواشِي باللَّيلِ.

= موصولًا كما سيأتي، ورُوي مرسلًا؛ وهو الصواب.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 323) للمصنِّف وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبي داود وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه. وذكر أيضًا أن ابن مردويه رواه عن عائشة رضي الله عنها.

وقد أخرجه البيهقي (8/ 342) من طريق المصنف.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده"(139)، وابن أبي شيبة (28433 و 29545 و 37296)، وأحمد (5/ 436 رقم 23694)؛ عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى"(796) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6160) من طريق الشافعي؛ كلاهما (ابن المقرئ، والشافعي) عن سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه الروياني في "مسنده"(418) من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به.

وأخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 747 - 748) عن الزهري، عن حرام وحده، به.

وأخرجه ابن ماجه (2332) من طريق الليث بن سعد، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 327) من طريق محمد بن إسحاق، وابن البختري في "الجزء الرابع من حديثه"(48/ مجموع فيه مصنفاته) من طريق محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي، والطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5470) من طريق النعمان بن راشد، والدارقطني في "السنن"(3/ 156) من طريق يونس بن يزيد؛ جميعهم (الليث، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن إسحاق، والنعمان، ويونس) عن الزهري، عن حرام بن محيصة وحده، به.

قال الدارقطني: "وكذا رواه صالح بن كيسان والليث ومحمد بن إسحاق وعقيل وشعيب ومعمر من غير رواية عبد الرزاق. وقال ابن عيينة وسفيان بن حسين: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام جميعًا؛ أن ناقة البراء، وقال قتادة: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، وقال ابن جريج: عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف؛ أن ناقة للبراء، قاله الحجاج وعبد الرزاق عنه".

ورواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عليه:

فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(6157) من طريق شعيب بن=

ص: 299

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إسحاق، و (6158) من طريق بقية بن الوليد، والبيهقي (8/ 341) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، جميعهم (شعيب، وبقية، وأبو المغيرة) عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام وحده، مرسلًا.

وأخرجه الشافعي في "المسند"(ص 406)، وفي "اختلاف الحديث"(ص 566)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 203)، وابن عدي في "الكامل"(1/ 361)، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين"(2/ 559)، والدارقطني في "السنن"(3/ 155)؛ من طريق أيوب بن سويد، وأحمد (4/ 295 رقم 18606)، والدارقطني (3/ 155)؛ من طريق محمد بن مصعب، وأبو داود (3570)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 47 - 48)؛ من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 80)، والنسائي في "السنن الكبرى"(5753)؛ من طريق الوليد بن مسلم، جميعهم (أيوب، ومحمد بن مصعب، والفريابي، والوليد) عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيّصة، عن البراء بن عازب، به.

ورواه محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، واختلف عليه:

فأخرجه الحاكم في "المستدرك"(2/ 47 - 48) من طريق محمد بن أحمد بن برد، عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، بالإسناد السابق.

وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(5754)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(36/ 231)؛ من طريق العباس بن عبد الله الأنطاكي، عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه معمر، عن الزهري، واختلف عليه:

فأخرجه عبد الرزاق (18437) - ومن طريقه أحمد (5/ 436 رقم 23697)، وأبو داود (3569) - عن معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيّصة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(6/ رقم 5470) من طريق وهيب بن خالد، عن معمر والنعمان بن راشد ومالك، عن الزهري، عن حرام بن محيّصة، مرسلًا، ولم يذكر:"عن أبيه".

قال الدارقطني في "السنن"(3/ 154)، والبيهقي (8/ 342) - بعد أن روياه من طريق عبد الرزاق -:"خالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج، عن معمر؛ فلم يقولا: عن أبيه".=

ص: 300

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه ابن أبي شيبة (37297)، وابن ماجه (2332)، والنسائي في "السنن الكبرى"(5752)، وابن الأعرابي في "معجمه"(1382)، والدارقطني في "السنن"(3/ 155)، والبيهقي (8/ 341 - 342)، من طريق معاوية بن هشام، والدارقطني (3/ 155) من طريق المؤمل بن إسماعيل؛ كلاهما (معاوية، ومؤمل) عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عيسى - وقرن معه النسائي إسماعيل بن أمية - عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن البراء بن عازب.

ومعاوية بن هشام تقدم في تخريج الحديث [877] أنه صدوق كثير الخطأ، وكذا مؤمل بن إسماعيل تقدم في تخريج الحديث [23] أنه صدوق سيئ الحفظ.

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"(2/ 289/ أطراف الغرائب) من طريق قتادة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، مرسلًا.

وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(198) - ومن طريقه النسائي في "الكبرى"(5755) - عن محمد بن ميسرة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن البراء بن عازب.

قال النسائي: "محمد بن ميسرة هو: ابن أبي حفصة، وهو ضعيف".

وأخرجه عبد الرزاق (18438) عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل: أن ناقة دخلت في حائط قوم

الحديث، هكذا؛ جعله عن أبي أمامة بن سهل بدل سعيد بن المسيب وحرام بن محيصة، وهذه الرواية شاذة، لم يتابع ابن جريج عليها أحد.

ورواه ابن أبي ذئب - كما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 81) - عن الزهري؛ أنه بلغه أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم

الحديث. ثم قال ابن عبد البر: "ولم يصنع ابن أبي ذئب شيئًا؛ لأنه أفسد إسناده".

فتلخص مما سبق: أن الحديث يُروى عن ابن شهاب الزهري على ستة أوجه:

1 -

عنه، عن سعيد بن المسيب، وحرام بن سعد بن محيصة، مرسلًا. كذا رواه سفيان بن عيينة، وزمعة بن صالح، عن الزهري، به.

ورواه قتادة عن الزهري، عن سعيد وحده، مرسلًا، ولم يذكر حرام بن سعد.

ورواه الباقون - وهم الأكثر -: مالك بن أنس، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن إسحاق، والنعمان بن راشد، ويونس بن يزيد، =

ص: 301

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وصالح بن كيسان، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد من غير رواية عبد الرزاق عنه، والأوزاعي في إحدى الروايات عنه؛ رووه عن الزهري، عن حرام وحده، مرسلًا.

2 -

عنه، عن حرام، عن البراء بن عازب. كذا رواه الأوزاعي في إحدى الروايات عنه، وعبد الله بن عيسى، وإسماعيل بن أمية، لكن لم يصح عن عبد الله بن عيسى وإسماعيل بن أمية.

3 -

عنه، عن حرام، عن أبيه. كذا رواه الأوزاعي في إحدى الروايات عنه، عن الزهري، وكذا رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج، فروياه عن معمر، ولم يقولا: عن أبيه.

4 -

عنه، عن سعيد بن المسيب، عن البراء. كذا رواه محمد بن ميسرة، لكن ضعفه النسائي.

5 -

عنه، عن أبي أمامة بن سهل مرسلًا. كذا رواه ابن جريج.

6 -

عنه، أنه بلغه أن ناقة للبراء .. ، هكذا معضلًا. كذا رواه ابن أبي ذئب.

ولا شك أن الراجح رواية من رواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد مرسلًا، أو عن الزهري عن سعيد وحده، أو عن حرام وحده، فهؤلاء ثقات، وهم أكثر عددًا، فاتفاقهم على روايته عن الزهري على هذا الوجه يدل على رجحانه، ورواية مَن ذكره عن الزهري عن حرام وحده لا تقدح في رواية سفيان بن عيينة بجعله عن سعيد وحرام جميعًا؛ لأنه تابعه قتادة، فذكره عن الزهري، عن سعيد وحده، وتؤيده رواية محمد بن ميسرة له عن الزهري، عن سعيد، عن البراء؛ فإنها تدل على أن له أصلًا عن الزهري عن سعيد، وإنما أخطأ محمد بن ميسرة بوصله عن البراء.

وأما الروايات الأخرى فشاذة أو منكرة. أما رواية الأوزاعي له عن الزهري، عن حرام، عن البراء، فشاذة، ولم يتابع الأوزاعيَّ أحدٌ ثقة، وإنما روي من طريق لا تصح عن عبد الله بن عيسى وإسماعيل بن أمية، عن الزهري، كما رواه الأوزاعي. كما أنه قد اختلف على الأوزاعي كما تقدم، فروي عنه ما يوافق رواية الجماعة، عن الزهري، عن حرام وحده، مرسلًا.

وأما رواية معمر له عن الزهري، عن حرام، عن أبيه، فشاذة أيضًا، والصواب أن معمرًا تابع الرواة الآخرين الذين أرسلوه، وإنما رواه هكذا موصولًا عبد الرزاق عنه، وقد تكلم أهل العلم في هذه الرواية. =

ص: 302

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال ابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 81): "ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك، وأنكروا عليه قوله فيه: عن أبيه" ثم ساق بسنده عن أبي داود أنه قال: "لم يتابع أحد عبد الرزاق على قوله في هذا الحديث: عن أبيه".

ونقل أيضًا (11/ 89) عن أبي داود قوله: "ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن حرام بن محيصة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ولم يتابع أحد عبد الرزاق على روايته عن حرام بن محيصة، عن أبيه". قال ابن عبد البر: "ذكره أبو داود في كتابه المفرد".

وقال ابن عبد البر (11/ 82): "هكذا قال أبو داود: لم يتابع عبد الرزاق. قال محمد بن يحيى الذهلي: لم يتابع معمر على ذلك، فجعل محمد بن يحيى الخطأ فيه من معمر، وجعله أبو داود من عبد الرزاق، على أن محمد بن يحيى لم يرو حديث معمر هذا، ولا ذكره في كتابه في علل حديث الزهري إلا عن عبد الرزاق لا غير. ثم قال محمد بن يحيى: اجتمع مالك والأوزاعي ومحمد بن إسحاق وصالح بن كيسان وابن عيينة على رواية هذا الحديث عن الزهري، عن حرام، لم يقولوا: عن أبيه، إلا معمرًا فإنه قال فيه: عن أبيه، فيما حدثنا عنه عبد الرزاق، إلا أن ابن عيينة جمع إلى حرامٍ سعيدَ بن المسيب".

ثم قال ابن عبد البر (11/ 82): "هذا الحديث وإن كان مرسلًا، فهو حديث مشهور أرسله الأئمة، وحدّث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز وتلقوه بالقبول، وجرى في المدينة به العمل. وقد زعم الشافعي أنه تتبع مراسيل سعيد بن المسيب فألفاها صحاحًا، وأكثر الفقهاء يحتجون بها، وحسبك باستعمال أهل المدينة وسائر أهل الحجاز لهذا الحديث".

وأما رواية محمد بن ميسرة له عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن البراء بن عازب، فمنكرة، وتقدم تضعيف النسائي لمحمد بن ميسرة عقب روايته لحديثه هذا.

وأما رواية ابن جريج له عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل مرسلًا فشاذة، إذ لم يتابع ابن جريج أحد على روايته هكذا.

وكذا رواية ابن أبي ذئب له عن الزهري: أنه بلغه أن ناقة للبراء .. ، هكذا معضلًا. وتقدم قول ابن عبد البر: ولم يصنع ابن أبي ذئب شيئًا؛ لأنه أفسد إسناده، والله أعلم.

ص: 303

[قولُهُ تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}]

[1456]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ وخالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن داودَ بنِ أبي هِندٍ، عن عِكْرمةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ أنه كان يَقرأُ: {وَحَرَامٌ

(1)

عَلَى قَرْيَةٍ}.

[1456] سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 371) للمصنِّف وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وقد أخرجه الفراء في "معاني القرآن"(2/ 211) عن هشيم، عن داود، به.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 37/ ب) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 395)، وابن بطة في "الإبانة"(1641/ كتاب القدر)؛ من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى؛ كلاهما (عبد الوهاب، وعبد الأعلى) عن داود بن أبي هند، به.

وذكره البخاري في "صحيحه"(11/ 502 - الفتح) تعليقًا عن منصور بن النعمان، عن عكرمة، عن ابن عباس:{وَحُرِّمَ} بالحبشية: وَجَبَ.

وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(652) عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ في قوله:{عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا} ؛ قال: لا يتوبون.

وأخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في "تفسيره"(ق 37/ ب)، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 395)؛ من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، كان يقرؤها:{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} .

(1)

ضبطت في الأصل بفتح الحاء وكسر الراء فقط: "حَرِم" ولم تضبط الميم.

ويروى عن ابن عباس في هذه الآية قراءات كثيرة، ويحتمل الضبط هنا قراءتين منها:{وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ؛ بفتح الحاء وكسر الراء وتنوين الميم بالرفع في الأولى، وبفتحها دون تنوين في الثانية؛ وكلاهما بلا ألف.

وإليك تفصيل الخلاف في هذا الحرف:

قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر شعبة عن عاصم - من العشرة - وابن عباس =

ص: 304

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وسعيد بن جبير وطلحة والأعمش وأبو حنيفة ويحيى بن وثاب وإبراهيم النخعي ورواية عن أبي عمرو: {وَحُرِّمَ} بكسر الحاء وسكون الراء وتنوين الميم بالرفع بلا ألف.

وقرأ باقي العشرة - ومنهم حفص عن عاصم - والحسن وابن محيصن واليزيدي: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء والراء وتنوين الميم بالرفع وقبلها ألف.

وقرأ ابن عباس وسعيد بن المسيب وعكرمة والضحاك وقتادة وأبو الجوزاء: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء والميم وكسر الراء بلا ألف.

وقرأ ابن عباس وعكرمة وزيد بن علي وسعيد بن المسيب وأبو العالية وأبو مجلز وأبو رجاء: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء والميم وضم الراء بلا ألف.

وقرأ ابن عباس وقتادة ومطر الوراق: {وَحُرِّمَ} بفتح الثلاثة بلا ألف.

وقرأ عكرمة: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء وكسر الراء وتنوين الميم بالرفع بلا ألف.

وقرأ ابن عباس ومعاذ القارئ وأبو عمران الجوني: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء وسكون الراء ورفع الميم منونة.

وقرأ عكرمة وسعيد بن جبير: {وَحُرِّمَ} بفتح الحاء والميم وسكون الراء.

وقرأ ابن عباس واليماني: {وَحُرِّمَ} بضم الحاء وكسر الراء مشددة وفتح الميم.

وقرأ ابن عباس أيضًا: {وَحُرِّمَ} بفتح الجميع مع تشديد الراء.

فهذه عشر قراءات: {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} .

وانظر: معاني الفراء" (2/ 211)، و"تفسير الطبري" (16/ 394 - 395)، و"مختصر ابن خالويه" (ص 95)، و"الحجة في القراءات السبع" لأبي علي الفارسي (5/ 261)، و "المحتسب" لابن جني (2/ 65)، و "التذكرة في القراءات" لابن غلبون (ص 368)، و"حجة القراءات" لابن زنجلة (ص 470)، و"المحرر الوجز" (4/ 99)، و "زاد المسير" (5/ 386 - 387)، و"تفسير القرطبي" (14/ 285)، و"البحر المحيط" (6/ 313)، و"الدر المصون" (8/ 198)، و"النشر" (2/ 324)، و"فتح الباري" (11/ 503)، و"الإتحاف" (2/ 194)، و "روح المعاني" (17/ 90 و 91)، و "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (6/ 55 - 57).

ص: 305

[1457]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حمَّادُ بنُ زيد، عن يَزيدَ بنِ حازمٍ

(1)

، عن عِكْرِمةَ؛ أنه كان يَقرأُ:{وَحَرَم}

(2)

.

[قولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)}]

[1458]

حدَّثنا سعيدٌ

(3)

، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن الأَعْمشِ، عن

(1)

تقدم في الحديث [37] أنه ثقة. وفي الأصل: "عن يزيد بن نحا بن حازم"، ولم تنقط النون، ثم وضع الناسخ خطًّا فوق "بن نحا" يشبه خط اللحق أو التصويب أو التضبيب، ولم يكتب شيئًا في الهامش، وقد تكرر مثل هذا في مواضع؛ منها ما تقدم في الحديث [1439]، فكأنه يعني الضرب على هاتين الكلمتين، علمًا بأنه يضرب على الخطأ صراحة كما تقدم في الحديث [1357] وغيره، والله أعلم.

[1457]

سنده صحيح.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 371) لعبد بن حميد، وعزاه في (10/ 372) لابن المنذر ولابن أبي حاتم عن عكرمة:{وَحُرِّمَ} ؛ قال: وَجَبَ بالحبشية. وانظر التعليق على الحديث السابق.

(2)

ضبطت في الأصل بفتح الحاء وكسر الراء فقط، ولم تضبط الميم. ورويت عن عكرمة قراءات كثيرة، يحتمل رسم الأصل منها:{وَحُرِّمَ} ، و {وَحُرِّمَ} ، بفتح الحاء وكسر الراء فيهما وفتح الميم في الأولى، وتنوينها بالرفع في الثانية، وكلاهما بلا ألف.

وانظر تخريج قراءة هذا الحرف في التعليق على الحديث السابق.

(3)

في الأصل جاء الحديث رقم [1449] قبل هذا الحديث، فقدمناه مراعاة لترتيب الآيات.

[1458]

سنده صحيح، وهذا الحديث من الأحاديث الأربعة التي نص العلماء على أن الأعمش سمعها من سعيد بن جبير، وقد صرح الأعمش بالسماع في بعض الطرق.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 400) للمصنِّف وابن مردويه =

ص: 306

سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِه عز وجل: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ

= عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وإنما هو عند المصنف هنا من قول سعيد بن جبير، ولم يرفعه إلى ابن عباس.

وعزاه السيوطي أيضًا (10/ 400) لهناد وعبد بن حميد وابن جرير؛ عن سعيد بن جبير.

وقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(14/ 298) فقال: حدثنا أحمد بن داود بن موسى، أنبأنا شعبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش

، فذكره هكذا بجعل شيخ أحمد بن داود شعبة، وهذا لا يمكن؛ لأن وفاة أحمد بن داود سنة (282 هـ) كما في "المنتظم" لابن الجوزي (5/ 151)، ووفاة شعبة سنة (160 هـ) كما في "التقريب" وغيره، وأبو معاوية أيضًا أصغر من شعبة، فوفاته سنة (195 هـ) كما في "التقريب"، ومثل هذا الإسناد لا يجيء إلا في حالات نادرة، كرواية الأكابر عن الأصاغر، والسابق عن اللاحق، فلو كان موجودًا لعني به أهل العلم وذكروه. وسيأتي بعد قليل أن شعبة يروي هذا الحديث عن الأعمش بلا واسطة، ومن المعلوم أنه من كبار تلاميذه.

والصواب - فيما يظهر - أن أحمد بن داود قال: "أنبأنا سعيد"؛ يعني: ابن منصور، فأحمد بن داود من طبقة تلاميذ سعيد بن منصور، وكلاهما مكي، وكثيرًا ما يتصحف "شعبة" إلى "سعيد" والعكس. وعلى وجه الخصوص إذا كان خط النسخة فارسيًّا، والله أعلم.

وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(658 و 659) عن الأعمش، نحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة (30779)، وهناد في "الزهد"(160)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 150)؛ من طريق وكيع، والفسوي (3/ 150)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(14/ 297)؛ من طريق حفص بن غياث، وإسحاق البستي في "تفسيره"(ق 45/ أ) من طريق شعبة، وابن جرير في "تفسيره"(16/ 431 و 435) من طريق يحيى بن عيسى، و (16/ 432) من طريق عيسى بن يونس؛ جميعهم (وكيع، وحفص، وشعبة، ويحيى، وعيسى) عن الأعمش، نحوه، وجاء في بعض الروايات مختصرًا.

وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(16/ 432 - 433 و 435)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(14/ 298)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 287)؛ من طريق منصور بن المعتمر، وأبو نعيم (4/ 287) من طريق عطاء بن السائب؛ كلاهما (منصور، وعطاء) عن سعيد بن جبير، نحوه.

ص: 307

الذِّكْرِ} قال: الزَّبُورُ: التَّوارةُ، والإنجيلُ، والقرآنُ. [{الذِّكْرِ}]

(1)

؛ قال: الأصلُ الذي نُسِخَتْ منه هذه الكُتبُ، {أَنَّ الْأَرْضَ} ؛ أرضَ الجنَّةِ، {يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} .

[قولُهُ تعالى: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}]

[1459]

حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو رَجاء الأَعْمَى

(2)

- من أهلِ مِصرَ - عن خالدِ بنِ حُميدٍ

(3)

، قال: قال أبو هريرةَ: {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا

(4)

لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}؛ قال: الصَّلوات الخَمس.

* * *

(1)

قوله: "الذكر" سقط من الأصل، فاستدركناه من "شرح مشكل الآثار" وكثير من مصادر التخريج.

(2)

هو: عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري أبو رجاء المصري، توفي سنة اثنتين وتسعين ومئة، ثقة كما في "التقريب". وانظر "الجرح والتعديل"(5/ 261)، و"تهذيب الكمال"(17/ 250).

(3)

خالد بن حميد المَهْري أبو حميد الإسكندراني، يروي عن صغار التابعين؛ مثل أبي عقيل زهرة بن معبد القرشي، وحميد بن هانئ الخولاني، وعمر بن عبد الله مولى غفرة، ولم يدرك أحدًا من الصحابة، توفي سنة تسع وستين ومئة، قال الحافظ في "التقريب":"لا بأس به". وانظر: "التاريخ الكبير"(3/ 144)، و"الجرح والتعديل"(3/ 325)، و "الثقات" لابن حبان (8/ 221)، و "تهذيب الكمال"(8/ 39).

[1459]

سنده ضعيف؛ للانقطاع بين خالد وأبي هريرة.

وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(10/ 404) للمصنِّف وابن المنذر.

(4)

في الأصل: "لبلاغ" دون الألف. ورسم المصحف بالألف، وليس في قراءتها اختلاف. ولعله رسمها على لغة ربيعة.

ص: 308