الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفسيُر سُورَة النَّحْلِ
[قولُهُ عز وجل: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)}]
[1222]
حدَّثنا سعيد، قال: نا أبو مُعاويةَ، قال: نا الأعمشُ، عن الشَّعبيِّ، عن علقمةَ، أنه كان يقرأُ: {فَإِنَّ
(1)
اللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ يُضِلُّ}
(2)
.
[1222] سنده صحيح. وعنعنة الأعمش هنا لا تؤثر؛ لأنه صرَّح بالسماع كما يتضح من التخريج، ومع ذلك فقد توبع كما في الأثر التالي.
عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 45) للمصنِّف وابن المنذر.
وعزاه أيضًا لأبي عبيد وابن المنذر، ولفظه: عن الأعمش، قال: قال لي الشعبي: يا سليمان! كيف تقرأ هذا الحرف؟ قلت: {لَا يَهْدِى مَنْ يُضِلُّ} .
فقال: كذلك سمعت علقمة يقرؤها.
وقد أخرجه الفراء في "معاني القرآن"(2/ 99) عن الحسن بن عياش وقيس بن الربيع، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"(2/ 635 و 676) من طريق عمر بن سعيد الثوري؛ جميعهم عن الأعمش، به. وله طريق أخرى عن الشعبي، في الأثر التالي.
(1)
في الأصل: "إن"، ولا خلاف في قراءتها.
(2)
رسمت كلمة "يهدي " في الأصل في هذا الأثر: "يُهدَي" بضم الياء وفتح الدال ونقط الياء الآخرة، وفي الأثر التالي:"يهدَى" بتعرية الياء من الضبط وفتح الدال وعدم نقط الياء الآخرة. وقرأ علقمة وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن مسعود والحسن والأعمش وابن المسيب والشعبي وقيس بن الربيع: {لا يَهْدِي} بفتح الياء وكسر الدال، وبالياء في آخره بالبناء للفاعل، وماضيه "هَدَى".
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب والحسن والأعرج ومجاهد وابن سيرين وغيرهم: {لَا يُهْدَي} بضم الياء وفتح الدال والألف اللينة، مبنيًّا للمفعول. وقرئ أيضًا:{لا يَهِدِّي} بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال المكسورة، وأصلة:"يهتدي"، وقرئ أيضًا:{لا يُهْدِي} ، وحكيت عن أبيٍّ فيها قراءات أخرى شاذة. =
[1223]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد اللّه، عن داود
(1)
، عن الشَّعبيِّ، عن علقمةَ؛ أنه كان يقرأُ: {فَإِنَّ
(2)
اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ}.
[قولُهُ عز وجل: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}]
[1224]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو الأَحْوَص
(3)
، عن سعيدِ بنِ مسروقٍ
(4)
، عن عِكرمةَ؛ في قولِه:{وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} ؛ قال: دائمًا.
= ولم يختلف في قراءة {يُضِلُّ} أنها بضم الياء وكسر الضاد، إلا ما حكاه الزمخشري - غير منسوب - أنها قرئت:"يَضل" بفتح الياء.
وانظر هذه القراءات وتفصيل توجيهها والفرق بينها في: "السبعة" لابن مجاهد (ص 372)، و"النشر في القراءات العشر"(2/ 341 - 342)، و"البحر المحيط"(5/ 476)، و"االكشاف"(2/ 436)، و"الحجة" لابن خالويه (ص 121 - 122)، و"حجة القراءات"(ص 388 - 389)، و"الدر المصون"(7/ 217 - 219)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (4/ 627 - 629).
(1)
هو: ابن أبي هند، تقدم في الحديث [63] أنه ثقة.
[1223]
سنده صحيح.
وقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 355 - 356) عن سفيان بن عيينة، عن داود، به. وانظر الرواية السابقة.
(2)
في الأصل: "إن"، ولا خلاف في قراءتها.
(3)
هو: سلَّام بن سُليم.
(4)
هو والد سفيان الثوري، تقدم في الحديث [52] أنه ثقة.
[1224]
سنده صحيح. وسيأتي عند المصنف برقم [1804] بهذا الإسناد في تفسير قوله تعالى: {
…
وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} [الصَّافات: 9].
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 247 - 248) من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم ويعلى بن النعمان؛ كلاهما عن عكرمة، به.
[قولُهُ عز وجل: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}]
[1225]
حدَّثنا سعيد، قال: نا خالدٌ
(1)
، عن حُصينٍ
(2)
، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ؛ في قولِه:{لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} ؛ قال: مُتَّرَكُون (*) في النارِ.
[1226]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُويدُ بنُ عبدِالعزيزِ
(3)
، عن حُصينٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ؛ قال: يُقذفون في النارِ.
[1227]
حدَّثنا سعيد، قال: نا هُشيم، قال: نا حُصينٌ، عن سعيدِ بن جبيرٍ؛ قال: مُتَّرَكُون (*) في النَّارِ، مَنسيُّون فيها أبدًا.
(1)
هو: ابن عبد اللّه الواسطي، وقد جاء مُكرَّرًا في الأصل في آخر الورقة (146/ ب) وأول التي تليها.
(2)
هو: ابن عبد الرحمن السُّلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد اللّه - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[1225]
سنده صحيح. وسيأتي في الأثرين التاليين من طريقين آخرين عن حصين.
(*) نقطت في الموضع الأول بعد الميم بنقطتين متباعدتين، ولم تنقط في الموضع الثاني، ورسم الكاف في الموضعين قريب جدًّا من اللام لأنها دون الخط المائل.
والذي في مصادر التخريج - كما في تخريج الأثر بعد التالي -: "متروكون" اسم مفعول من الثلاثي "تَرَكَ"، بمعنى خَلَّى وطَرَحَ. وما وقع هنا في الأصل - على ما ضبطناه - "مُتَّركون" اسم مفعول من الثلاثي المزيد "اتَّرَك" وهو بمعنى "تَرَك". ولم نقف على "أَتْرَك" من هذه المادة. وانظر:"تاج العروس"(ت ر ك).
(3)
تقدم في الحديث [174] أنه ضعيف.
[1226]
سنده فيه: سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف، لكنه لم ينفرد به؛ فقد تقدم في الأثر السابق عن خالد بن عبد اللّه، وسيأتي في الأثر التالي عن هشيم؛ كلاهما عن حصين، به، بمعناه؛ فالأثر صحيح.
وقد أخرجه ابن المقرئ في "معجمه"(436) - ومن طريقه ابن العديم في "بغية الطلب"(3/ 1204) - من طريق محمد بن هاشم، عن سويد، به.
[1227]
سنده صحيح. =
[قولُهُ عز وجل: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}]
[1228]
حدَّثنا سعيد، قال: نا أبو عَوانةَ
(1)
وأبو الأَحْوَصِ
(2)
وسُفيانُ
(3)
وشَرِيكٌ
(4)
، عن الأسودِ بنِ قيسٍ
(5)
، عن عَمرِو بنِ سفيانَ
(6)
، عن ابنِ عبّاسٍ؛ في قولِه عز وجل: {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا
= وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 67 - 68) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 264) عن يعقوب بن إبراهيم ومن طريق حجاج بن المنهال، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 288) من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم؛ جميعهم (يعقوب، وحجاج، وأبو معمر) عن هشيم بن بشير، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 264) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، به.
وعلقه النحاس في "معاني القرآن"(4/ 79) عن هشيم قال: أخبرنا أبو بشر وحصين، عن سعيد بن جبير، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنَّف"(36363)، وابن جرير في "تفسيره"(14 - 264/ 263 و 264) من طريق شعبة، عن أبى بشر، عن سعيد بن جبير، به.
(1)
هو: وضاح بن عبد اللّه.
(2)
هو: سلَّام بن سليم.
(3)
هو: ابن عيينة.
(4)
هو: ابن عبد اللّه النخعي القاضي.
(5)
هو: الأسود بن قيس العبدي - ويقال: العجلي - الكوفي، يكنى أبا قيس، ثقة، روى له الجماعة.
انظر: "التاريخ الكبير"(1/ 448)، و "الجرح والتعديل"(2/ 292)، و"الثقات" لابن حبان (4/ 32)، و"تهذيب الكمال"(3/ 229).
(6)
هو: عمرو بن سفيان الثقفي، مقبول؛ كما في "التقريب". وانظر "التاريخ الكبير"(6/ 334)، و "الجرح والتعديل"(6/ 234)، و "الثقات" لابن حبان (5/ 172)، و"تهذيب الكمال"(22/ 43 - 44).
[1228]
سنده فيه: عمرو بن سفيان؛ وتقدم بيان حاله، ولكنه لم ينفرد به، فقد =
وَرِزْقًا حَسَنًا}؛ قال: السَّكَرُ: فا حَرُمَ من ثمرَتِها، والرِّزقُ الحَسَنُ:
= روي عن ابن عباس بإسناد صحيح كما سيأتي، وعلقه البخاري في "صحيحه" مجزومًا به، وصححه الحاكم وابن حجر في "فتح الباري"(8/ 387).
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 69) للمصنِّف وعبد الرزاق والفريابي وأبي داود في "الناسخ والمنسوخ" وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" والحاكم والبيهقي في "سننه" وابن مردويه.
وقد أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"(5227) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 277) من طريق العباس بن أبي طالب، والمزي في "تهذيب الكمال"(22/ 44) من طريق قتيبة بن سعيد؛ كلاهما عن أبي عوانة، به.
وأخرجه سفيان بن عيينة في "تفسيره"؛ كما في "تهذيب التهذيب"(8/ 36).
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 276) عن سفيان بن وكيع وسعيد بن الربيع الرازي، و (14/ 277) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حجر في "تغليق التعليق"(4/ 236 - 237) من طريق سعيد بن عبد الرحمن؛ جميعهم (ابن وكيع، وسعيد بن الربيع، ويونس، وسعيد بن عبد الرحمن) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 277) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، به.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(491) عن الأسود بن قيس، به.
ومن طريق الثوري أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(4/ 237) - والحاكم في "المستدرك"(2/ 387)، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "سننه"(8/ 297).
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق"(1/ 193) من طريق الطبراني، عن ابن أبي مريم، عن الفريابي، عن الثوري، به.
وأخرجه أبو داود في "الناسخ والمنسوخ" - كما في "تهذيب الكمال"(22/ 44)، وفي "تغليق التعليق"(4/ 237) - وابن جرير في "تفسيره"(14/ 277)؛ من طريق زهير بن معاوية، وابن جرير (14/ 275 - 276) من طريق أيوب بن جابر، و (14/ 276 - 277) من طريق الحسن بن صالح؛ جميعهم (زهير، وأيوب، والحسن) عن الأسود، به. =
ما حَلَّ منه
(1)
.
[قولُهُ عز وجل: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}]
[1229]
حدَّثنا سعيد، قال: نا أبو الأَحْوَصِ
(2)
، عن أبي إسحاقَ
(3)
، عن أبي الأَحْوَصِ
(4)
؛ قال: قال عبدُ اللّهِ
(5)
: القرآنُ
= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 276) من طريق شعبة، عن الأسود بن قيس؛ قال: سمعت رجلًا يحدث عن ابن عباس، به.
وأخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" - كما في "تغليق التعليق"(4/ 237) - فقال: ثنا النضر بن شُمَيل، أنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: السَّكَرُ: ما حرُم منه، والرزق الحسن: حلاله.
وهذا إسناد صحيح، وأبو حصين اسمه: عثمان بن عاصم.
وذكر البخاري في "صحيحه" متن الحديث معلقًا بصيغة الجزم عن ابن عباس في تفسير سورة النحل من كتاب التفسير (8/ 384).
(1)
كذا في الأصل، والجادة: منها"؛ كما سبق في قوله: "ما حرم من ثمرتها".
وما في الأصل يوجه على ما وجه به تذكير الضمير في الآية الكريمة: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} ؛ قال أبو حيان في "البحر المحيط"(5/ 494): "وكان الضمير مفردًا راعيًا لمحذوف؛ أي: ومن عصير ثمرات، أو على معنى الثمرات؛ وهو الثمر، أو بتقدير: من المذكور". وذكر في الآية أوجهًا أخرى؛ وهو هنا يريد أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ فالثمرات أو الثمرة بمعنى "الثمر"، فأعاد الضمير بالتذكير رعيًا للمعنى، أو من باب عود الضمير على المفهوم من السياق؛ وهو قوله "المذكور". وانظر في الحمل على المعنى وفي عود الضمير على المفهوم من السياق التعليق على الحديث [1189]، والآية الكريمة هنا تعد من شواهد هاتين المسألتين.
(2)
هو: سلَّام بن سُليم.
(3)
هو: السُّبيعي.
(4)
هو: عوف بن مالك.
(5)
هو: ابن مسعود.
[1229]
سنده صحيح؛ فقد رواه الثوري وشعبة عن أبي إسحاق كما سيأتي،=
والعسلُ هما الشِّفاءانِ.
= وهما من قدماء أصحابه، ومع ذلك فقد توبع أبو إسحاق كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 74) للمصنِّف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
وقد أخرجه الطبراني في "الكبير"(9/ رقم 9576) من طريق المصنِّف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (35643 - ط. عوامة)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 295)، والدارقطني في "العلل"(5/ 323)؛ من طريق سفيان الثوري، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10418)، والبيهقي (9/ 345)؛ من طريق إسرائيل بن يونس، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8915) من طريق شعبة؛ جميعهم (الثوري، وإسرائيل، وشعبة) عن أبي إسحاق، به.
وروى هذا الحديث زيد بن الحباب واختلف عليه:
فقد أخرجه ابن ماجة في "سننه"(3452)، وابن عدي في "الكامل"(3/ 209 - 210)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 200)، والبيهقي في "السنن"(9/ 344)؛ من طريق علي بن سلمة، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 133)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 385)؛ من طريق عبد اللّه بن محمد أبي عبد الرحمن الأذرمي؛ كلاهما (علي بن سلمة، والأذرمي) عن زيد بن الحباب، عن الثوري، عن أبي إسحاق، به، مرفوعًا.
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"(3823/ أطراف الغرائب)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 385)؛ من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، به، مرفوعًا.
قال الدارقطني في "العلل"(915): "فرواه زيد بن الحباب، عن الثوري، عن أبي إسحاق مرفوعًا، وقيل: عن زيد بن الحباب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، مرفوعًا أيضًا، ووقفه يحيى القطان وأبو حذيفة، عن الثوري؛ وهو الصحيح".
وقال ابن عدي بعد أن رواه: "وهذا مرفوع عن الثوري يعرف من حديث زيد بن حباب عنه". وقال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أوقفه وكيع بن الجراح عن سفيان". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه زيد بن الحباب". وقال البيهقي في "السنن": "رفعه غير معروف، والصحيح موقوف، وقد رواه وكيع عن سفيان موقوفًا". =
[1230]
حدَّثنا
(1)
سعيد، قال: سمعتُ سفيانَ يقولُ؛ في قولِهِ: {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} ؛ قال: ليس يُعْيِيهَا جَبلٌ ولا غيرُهُ.
= وقال في "شعب الإيمان"(2345): "رفعه زيد بن الحباب، والصحيح موقوف على ابن مسعود".
وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 418) عن القاسم بن زكريا، عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الثوري، به، مرفوعًا، ثم قال:"وهذا يعرف عن الثوري مرفوعًا من رواية زيد بن الحباب، عن سفيان، وأما من حديث وكيع مرفوعًا لم يروه عنه غير ابنه سفيان، والحديث في الأصل عن الثوري بهذا الإسناد موقوف".
وقد رواه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 290) كما تقدم عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، به، موقوفًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (24038 و 30520) عن أبي معاوية محمد بن خازم - وقرن معه في الموضع الأول عبد الله بن نمير - عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن ابن مسعود، به، موقوفًا.
وقد رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 57 و 384) عن النضر بن إسماعيل، والواحدي في "الوسيط"(3/ 72) من طريق علي بن مسهر؛ كلاهما (النضر، وعلي) عن الأعمش، عن خيثمة، عن ابن مسعود، به، موقوفًا، وليس فيه ذكر للأسود.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 200) من طريق محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن خيثمة والأسود؛ قالا: قال عبد اللّه
…
فذكره.
وأخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 323) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن ابن مسعود، به.
(1)
هذا الأثر في الأصل متأخر عن الحديث التالي؛ فقدمناه عليه لتعلقه بالآية السابقة.
[1230]
سنده صحيح.
[قولُهُ عز وجل: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)}]
[1231]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا حمّادُ بنُ زيدٍ، عن عاصمِ بنِ بَهْدَلَةَ
(1)
، عن زِرّ بنِ حُبَيْش؛ قال: كنتُ أُمْسِكُ على عبدِ اللّهِ
(2)
المُصحفَ، فأتى على هذه الآيةِ:{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} ، فقال لي: تَدْري ما الحَفَدَةُ؟ فقال
(3)
: هم حَشَمُ الرَّجُلِ
(4)
؟ قال: لا، ولكنهم الأَختَانُ
(5)
.
(1)
تقدم في الحديث [17] أنه ثبت حجة في القراءة، صدوق حسن الحديث.
(2)
أي: ابن مسعود.
(3)
أي: زِرّ بن حبيش.
(4)
حَشَمُ الرجل: خاصَّته الذين يغضبون له إذا أصابه أمر؛ من عيال وأهل وقرابة وعبيد وجيران. "لسان العرب"(ح ش م).
(5)
وهم الأصهار كما فسرتها الرواية التالية.
[1231]
سنده حسن لذاته، وهو صحيح لغيره؛ لمجيئه من غير طريق عاصم، وقد صححه الحافظ في "الفتح"(8/ 386).
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 82) للمصنِّف والفريابي والبخاري في "تاريخه" وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في "سننه".
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9592) من طريق عارم أبي النعمان، عن حماد بن زيد، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 296)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(12/ 189)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9093)؛ من طريق سفيان الثوري، وأبن جرير (14/ 297)، والطحاوي (12/ 188)؛ من طريق حماد بن سلمة، وابن جرير (14/ 296)، والطبراني (9/ رقم 9090)؛ من طريق أبي بكر بن عياش، والطحاوي (12/ 191) من طريق شعبة، والطبراني (9/ رقم 9089) من طريق شريك بن عبد اللّه، والبيهقي (7/ 77) من طريق شيبان بن عبد الرحمن؛ جميعهم (الثوري، وحماد بن سلمة، وأبو بكر بن عياش، وشعبة، وشريك، وشيبان) عن عاصم بن بهدلة، به. =
[1232]
حدَّثنا سعيد، قال: نا سُفيانُ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ؛ قال: قال لي عبدُ اللّهِ: هل تَدري ما الحَفَدَةُ؟ قلتُ: نعم؛ هم حُفَّادُ الرَّجُلِ من ولدِهِ وولدِ ولدِهِ. قال: لا؛ همُ الأَصْهارُ.
[1233]
حدَّثنا سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِاللّهِ، عن حُصينٍ
(1)
، عن عِكرمةَ؛ قال: هم الّذين يَنفعونَهُ من وَلَدِهِ.
= ورواه سفيان بن عيينة، عن عاصم، وروايته هي الآتية في الحديث التالي.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 296)، والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9088)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 355)؛ من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن أبان بن تغلب، عن المنهال بن عمرو، عن زر، به.
وسنده صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في "تاريخه". (6/ 154) تعليفا من طريق مسروق، عن عبد اللّه:"الحفدة: الأخْتان".
[1232]
سنده حسن، وهو صحيح لغيره؛ كما في الحديث السابق.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9091)، والبيهقي في "سننه"(7/ 77)؛ من طريق المصنّف.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 358) عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 297) عن سفيان بن وكيع، والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 78) من طريق الحميدي، والأزهري في "تهذيب اللغة"(4/ 247) من طريق عبد الجبار بن العلاء؛ جميعهم (ابن وكيع، والحميدي، وعبد الجبار) عن سفيان بن عيينة، به.
(1)
هو: ابن عبد الرحمن السلمي، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد اللّه الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[1233]
سنده صحيح. وسيأتي عند المصنف [1236] عن هشيم، عن حصين، به.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 229) من طريق عمران بن عيينة، و (14/ 351) من طريق سفيان الثوري؛ كلاهما عن حصين، به. =
[1234]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، قال: نا منصورٌ
(1)
، عن الحسنِ
(2)
؛ وجُويبر
(3)
، عن الضَّحَّاكِ
(4)
؛ قالا: هم الخَدَمُ.
[1235]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، قال: نا مُغيرةُ، عن إبراهيم، قال: الحَفَدةُ: هم الأَصْهارُ.
= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 358)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 299)؛ من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 298 و 299) من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، قال: الحفدة: الخدام.
(1)
هو: ابن زاذان.
(2)
هو: البصري.
(3)
يعني: أن هشيمًا روى الحديث أيضًا عن جويبر، عن الضحاك، وانظر الحكم على الحديث.
(4)
هو: ابن مزاحم.
[1234]
سنده صحيح عن الحسن البصري، وهو ضعيف جدًّا عن الضحاك؛ لحال جويبر بن سعيد؛ فقد تقدم في الحديث [93] أنه ضعيف جدًّا، ومع ذلك فلم يصرِّح هشيم بالسماع منه، فيخشى أن يكون دلَّسه تدليس العطف الذي سبق بيانه في الحديث [380].
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 299) من طريق عمرو بن عون، عن هشيم، عن منصور، عن الحسن، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 358)، والطحا وي في "شرح مشكل الآثار"(12/ 191)؛ من طريق سليمان بن طرخان التيمي، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 299)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(12/ 191)؛ من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي؛ كلاهما (سليمان التيمي، وأبو هلال) عن الحسن، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 352) قال: حُدّثتُ عن الحسن بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} : يعني ولد الرجل يحفدونه ويخدمونه، وكانت العرب إنما تخدمهم أولادهم الذكور.
[1235]
سنده ضعيف؛ فيه مغيرة بن مقسم الضبي، وقد تقدم في الحديث [54] =
[1236]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا هُشيمٌ، قال: نا حُصينٌ، عن عكرمةَ؛ قال: همُ الّذين يَنفعونَه من ولدِهِ.
[قولُهُ عز وجل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ
…
(76)}]
[1237]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن حُميدٍ الأعرج
(1)
وأبي أميَّةَ
(2)
، عن مجاهِدٍ؛ قال: كان يقرأُ
(3)
: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ
(4)
لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ}.
= أنه ثقة متقن، إلا أنه يدلس عن إبراهيم النخعي، وهذا من روايته عنه، ولم يصرح فيها بالسماع.
وقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 297) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن هشيم، به.
وأخرجه ابن جرير في (14/ 297) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، به.
[1236]
سنده صحيح، وهو طريق آخر للأثر [1233]، وسبق تخريجه هناك.
(1)
هو: حميد بن قيس الأعرج، تقدم في الحديث [3] أنه ثقة.
(2)
هو: عبد الكريم بن أبي المُخارق، تقدم في الحديث [28] أنه ضعيف.
[1237]
سنده صحيح، وضعف أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق هنا لا يؤثر؛ لأنه تابعه حميدُ بن قيس.
(3)
أي: مجاهد. وقوله: "قال: كان يقرأ" الجادة فيه: "قالا" أي: حميد وأبو أمية، وما في الأصل له توجيهات انظرها في التعليق على الحديث [1189].
(4)
كذا رسمت في الأصل - لكن بلا ضبط أو نقط - وهو رسم المصحف، وقراءة الجمهور وهي القراءة المتواترة بالياء في أولها، وبهاءين في آخرها.
أما القراءة المنسوبة لمجاهد في كتب التفسير والقراءات فهي: "يُوَجّهْ" بالياء وكسر الجيم وبهاء واحدة ساكنة، مبنيًّا للفاعل، ورويت عن ابن مسعود وعلقمة ويحيى بن وثاب وطلحة. والفاعل فيها ضمير مستتر يعود على مولاه، وضمير المفعول به محذوف للعلم به، وفيها تخريجات أخرى. =
[قولُهُ عز وجل: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}]
[1238]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا فُضيلٌ
(1)
، عن لَيثِ بنِ أبي سُليمٍ، عن عونِ بنِ عبدِ اللهِ
(2)
؛ في قولِهِ: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} ؛ يقولون: لولا فلانٌ لكان كذا وكذا، لولا فلانٌ لكان كذا وكذا؛ فذلك إنكارُهم.
= وقرأ علقمة وطلحة أيضًا كقراءة مجاهد إلا أنها بضم الهاء: "يُوَجِّهُ".
وقرأ ابن مسعود ويحيى بن وثاب وعلقمة وطلحة أيضًا: "يُوَجَّهْ" بالياء وفتح الجيم وبهاء واحدة ساكنة، مبنيًّا للمفعول.
وقرأ ابن مسعود أيضًا وابن محيصن كقراءة الجمهور إلا أنها بتاء الخطاب: "تُوَجِّههُ". وفيها قراءات أخرى، انظر تفصيلها وتوجيهها في:"مختصر ابن خالويه"(ص 77)، و "المحتسب"(2/ 11 - 12)، و"الكشاف"(3/ 457)، و"المحرر"(3/ 411)، و "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري (1/ 768 - 769)، و"تفسير القرطبي"(12/ 388)، و"البحر المحيط"(5/ 504)، و"الدر المصون"(7/ 269 - 271)، و"إتحاف فضلاء البشر"(2/ 187)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (4/ 663 - 665).
(1)
هو: فضيل بن عياض.
(2)
هو: عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود.
[1238]
سنده ضعيف؛ فيه ليث بن أبي سليم، وقد تقدم في الحديث [9] أنه صدوق، اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه، فترك.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 94) للمصنِّف وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 326) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن ليث، به.
[قولُهُ عز وجل: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)}]
[1239]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ
(1)
، عن الأَعمشِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُرَّةَ
(2)
، عن مَسْروقٍ
(3)
، عن عبدِ اللهِ
(4)
؛ في قولِه: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا} ؛ قال: زِيدُوا عَقَاربًا
(5)
أنيابُها كالنَّخلِ الطِّوالِ.
(1)
هو: محمد بن خازم.
(2)
هو: الهمداني الخارقي.
(3)
هو: ابن الأجدع.
(4)
هو: ابن مسعود.
(5)
كذا في الأصل، وكذا عند الطبراني:"عقاربًا". والجادة - كما في سائر مصادر التخريج -: "زيدوا عقاربَ"؛ لأن "عقارب" ممنوعة من الصرف لأنها موازنة لـ"مفاعل".
وما في الأصل وعند الطبراني له تخريجان:
الأول: أن يكون جاريًا على لغة بعض العرب، يصرفون ما لا ينصرف في الاختيار وسعة الكلام؛ ومنها قراءة من قرأ:{سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا} [الإنسان: 4] بتنوين "سلاسل".
الثاني: أن تكون الألف هنا بلا تنوين: "عقاربًا"؛ إذ ذكر ابن جني أن من العرب من يقف على المنصوب الممنوع من الصرف بالألف.
انظر: "سر صناعة الإعراب"(2/ 677)، و"مشكل إعراب القرآن"(2/ 784 - 783)، و"مغني اللبيب"(ص 195)، و"البحر المحيط"(8/ 336 و 387)، و"همع الهوامع"(1/ 131 - 133).
[1239]
سنده صحيح، وقد رواه شعبة عن الأعمش كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 96) للمصنِّف وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد بن السري في "الزهد" وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي في "البعث والنشور".
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9153) من طريق المصنّف، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، به. فما ندري أهو اختلاف في الرواية أم خطأ فيها؟!
وأخرجه ابن أبي شيبة (35137)، وهناد بن السري في "الزهد"(260)؛ عن أبي معاوية، به، كما عند المصنف هنا. =
[1240]
حدَّثنا سعيدٌ، نا سُفيانُ
(1)
، عن الأَعمشِ، عن عبدِ اللهِ بن مُرَّةَ - أو مسلمٍ
(2)
، شكَّ سفيانُ - عن مسروقٍ، عن عبدِ اللهِ؛ قال: زِيدوا عقاربًا
(3)
لها أنيابٌ كأمثالِ النَّخلِ الطِّوالِ.
= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 331) عن سفيان بن وكيع، عن أبي معاوية، به، كما عند المصنف هنا.
وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(494) عن الأعمش، به، إلا أنه لم يذكر في المطبوع:"عبد اللّه بن مسعود".
ورواه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 330) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، و (14/ 330 - 331) من طريق وكيع؛ كلاهما عن سفيان الثوري، عن الأعمش، وفيه:"عبد الله بن مسعود".
وأخرجه أسد بن موسى في "الزهد"(26) عن يحيى بن عيسى، وهناد في "الزهد"(260) عن وكيع، وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(93) من طريق عبد ربه بن نافع أبي شهاب الحناط، وأبو يعلى (2659) من طريق مروان بن معاوية، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 331) من طريق جعفر بن عون وسعيد - لعله ابن أبي عروبة، وربما كان تصحيفًا من شعبة - والحاكم في "المستدرك"(4/ 594 - 593) من طريق شعبة، والبيهقي في "البعث والنشور"(560) من طريق يعلى بن عبيد؛ جميعهم (يحيى بن عيسى، ووكيع، وأبو شهاب، ومروان، وجعفر بن عون، وسعيد، وشعبة، ويعلى) عن الأعمش، به.
ورواه سفيان بن عيينة عن الأعمش، وروايته في الأثر التالي.
وهو في "تفسير مجاهد"(786) من طريق عبد الرحمن بن عبد اللّه المسعودي، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود.
(1)
في الأصل: "قال: نا سفيان"، وضرب على قوله:"قال".
(2)
الظاهر أنه يعني: مسلم بن صُبَيح، أبا الضُّحَى الكوفي.
(3)
كذا في الأصل، وانظر توجيهها في التعليق على الحديث السابق.
[1240]
سنده صحيح، وسيأتي في التخريج عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، بغير شك، وهو موافق لما في الحديث السابق.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9105) من طريق المصنف، به، وذكر شك سفيان في الراوي.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 362) عن ابن عيينة، به، بغير شك.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 331) من طريق سفيان بن وكيع،=
[قولُهُ عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)}]
[1241]
حدَّثنا سعيدٌ؛ قال: نا أبو الأَحْوَصِ، عن سعيدِ بنِ مسروقٍ، عن الشَّعبيِّ؛ قال: جلس مسروقٌ [وشُتَيرُ]
(1)
بنُ شَكَلٍ في المسجدِ الأعظمِ، فرآهما ناسٌ، فتحوَّلوا إليهما، فقال شُتيرٌ لمسروقٍ: إنما تَحَّولَ هؤلاء إلينا لنُحدِّثَهم؛ فإما أن تُحدِّثَ وأُصدِّقَكَ، وإما أن أُحدِّثَ وتُصدِّقَني.
فقال مسروق: حدِّثْ وأُصدِّقُكَ.
فقال شُتير: حدَّثَنَا عبدُاللّهِ بن مسعودٍ: أنّ أعظمَ آيةٍ في كتابِ اللّهِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
…
} إلى آخرِ الآيةِ.
قال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
وحدَّثنا عبدُ اللّهِ: أنَّ أَجمعَ آيةٍ في كتابِ اللّهِ: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
…
} الآيةَ.
فقال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
وحدَّثنا أنَّ أكبرَ - أو أكثرَ - آيةٍ في كتابِ اللّهِ فرحًا: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
…
} الآية.
= والحاكم في "المستدرك"(2/ 355 - 356) من طريق ابن أبي عمر العدني؛ كلاهما عن ابن عيينة، به، بغير شك.
(1)
في الأصل: "وشتيل"، وجاء على الصواب عند الطبراني في "المعجم الكبير"(8577)؛ حيث روى الحديث من طريق المصنف، وسيأتي على الصواب في بقية الحديث.
[1241]
سنده صحيح، وقد تقدم مختصرًا برقم [426]؛ فانظر تخريجه هناك.
فقال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
وحدَّثنا أنَّ أشدَّ آيةٍ في كتاب اللّهِ تفويضًا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
…
} إلى آخرِ الآيةِ.
فقال مسروقٌ: صَدَقْتَ.
[1242]
حدَّثنا سعيد، قال: نا حمَّادُ بنُ زيدٍ، قال: نا عاصمُ بنُ بَهْدَلةَ، عن أبي الضُّحى
(1)
؛ قال: اجتمع مسروقٌ وشُتَيرٌ في المسجدِ، فَتَقَوَّضَ إنيهما حِلَقُ المسجدِ
(2)
، فقال مسروقٌ لشُتيرٍ: إني [لا أرى]
(3)
جَلَس هؤلاء إلينا إلا لِيَسْمَعُون
(4)
منَّا خيرًا؛ فإما أن تُحدِّثَ عن عبدِ اللهِ وأُصدِّقَكَ، وإما أن أُحدِّثَ وتُصدِّقَني. فقال شُتيرٌ: حَدِّثْ يا أبا عائشةَ!
(1)
هو: مسلم بن صُبيح.
[1242]
سنده حسن لذاته، وقد تقم مختصرًا برقم [427]؛ فانظر تخريجه هناك.
ويظهر أن عاصمًا أخطأ في جعل القائل الأول هو مسروق بن الأجدع، والصواب أنه شتير بن شكل، وسبق بيان هذا في الحديث [427].
(2)
الحَلَقُ والحِلَقُ: جمع حَلْقَة؛ وهي الجماعة من الناس مستديرين كحَلْقةِ الباب وغيرها. و"تقوّضت" أي: تفرقت وانتقضت، والمراد: أنها تفرقت من اجتماعها وذهبت إلى مسروق وشتير. وانظر: "تاج العروس"(ق و ض، ح ل ق).
(3)
في الأصل: "لارى".
(4)
قوله: "ليسمعون" كذا في الأصل. والجادة: "ليسمعوا"، بحذف النون؛ لأنه منصوب بعد لام التعليل، ونحو ما في الأصل ما وقع عند مسلم (1106):"عن الأسود ومسروق أنهما دخلا على أم المؤمنين ليسألانها"؛ قال النووي في "شرح مسلم"(7/ 217 - 218): "كذا هو في كثير من الأصول: "ليسألانها" باللام والنون، وهي لغة قليلة، وفي كثير من الأصول: "يسألانها" بحذف اللام، وهذا واضح". اهـ.
فقال مسروقٌ: سمعتُ عبدَ اللهِ يقولُ: العَينانِ تَزْنيانِ، والرِّجْلانِ تَزْنيانِ، واليَدَانِ تَزْنيانِ؛ والفَرْجُ يُصدِّقُ ذلك أو يُكذِّبُه.
قال: قال: وأنا قد سمعتُه.
قال: أسمعتَ عبدَ اللهِ يقولُ: ما مِن سماءٍ، ولا أرضٍ، ولا سهلٍ، ولا جبلٍ أعظمُ من آيةِ الكُرسيِّ؟
قال: قال: نعم؛ وأنا قد سمعتُه.
قال: أسمعتَ أنَّ عبدَ اللهِ يقولُ: إنّ أجمعَ آيةٍ في القرآنِ لِحلالٍ وحَرام وأمرٍ ونهي، هذه الآيةُ:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} ؟
قال: قال: نعم، وأنا قد سمعتُه.
قال: أسمعتَ عبدَ اللهِ يقولُ: إنَّ أقربَ آيةٍ في القرآنِ فَرَجًا: {
…
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ
…
}؟
قال: نعم، وأنا قد سمعتُه.
قال: أسمعتَ عبدَ اللهِ يقولُ: إنَّ أشدَّ آيةٍ في القرآنِ تَفْويضًا هذه الآيةُ: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)} ؟
قال: قال: نعم، وأنا قد سمعتُه.
[قولُهُ تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)}]
[1243]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خَلَفُ بنُ خليفةَ
(1)
، قال: نا أبو يَزيدَ
(2)
، عن الشَّعبيِّ: قال ابنُ مسعودٍ: إيَّاكُم و"أَرأيتَ أَرأيتَ"! فإنما أُهلك من كان قبلَكُم بـ "أَرأيتَ وأَرأيتَ"، ولا تَقِيسوا الشّيءَ بالشّيءِ {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} ، وإذا سُئل أحدُكم عمّا لا يعلمُ، فليقلْ: لا أعلمُ؛ فإنه ثُلُثُ العِلمِ.
(1)
تقدم في الحديث [76]، أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2)
هو: داود بن يزيد الأودي، كما قال الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(3/ 389)، فقد قال عبد اللّه بن أحمد:"سألت أبي عن حديث خلف بن خليفة قال: أخبرنا أبو يزيد، عن عامر؟ فقال أبي: أبو يزيد هو داود الأودي عم ابن إدريس". وداود ضعيف الحديث.
انظر: "التاريخ الكبير"(3/ 239 - 240)، و"الضعفاء الكبير" للعقيلي (2/ 40/ 42)، و"الجرح والتعديل"(3/ 427)، و"المجروحين" لابن حبان (1/ 289)، و"الكامل" لابن عدي (3/ 79 - 81)، و"تهذيب الكمال"(8/ 467 - 470).
[1243]
سنده ضعيف، لضعف داود بن يزيد الأودي، وأيضًا فإن الشعبي لم يسمع من عبد اللّه بن مسعود، كما تقدم في الحديث [63]. وقد روي الحديث عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، ولا يصح كما سيأتي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 109) للمصنف والطبراني.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8550)، والهروي في "ذم الكلام وأهله"(278 و 556)؛ من طريق المصنف.
ونقله ابن القيم في "إعلام الموقعين"(1/ 106) عن المصنف بهذا الإسناد.
قال ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1678): "وذكر نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن إدريس، عن عمه داود - يعني: ابن يزيد الأودي - عن الشعبي، عن مسروق، قال: لا أقيس شيئًا بشيء فتزل قدمي بعد ثبوتها". =
[1244]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن مُجَالِدٍ
(1)
، عن الشَّعبيِّ، عن مسروقٍ
(2)
؛ قال: قال عبدُ اللّهِ
(3)
: ليسَ عامٌ إلا الذي
= وتابع دوادَ على هذا الوجه إسماعيلُ بن أبى خالد، فرواه عن الشعبي، عن مسروق؛ أنه قال: إنى أخاف وأخشى أن أقيس فتزل قدمى؛ أخرجه الدارمي (197) عن عمرو بن عون، عن أبي عوانة الوضاح بن عبد اللّه اليشكري، عن إسماعيل بن أبى خالد. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه أيضًا ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1676) من طريق إسماعيل بن أبى خالد، به.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 9081) من طريق يحيى الحماني، عن قيس بن الربيع، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، به، مختصرًا. ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث؛ كما تقدم في الحديث [841].
وجابر بن يزيد الجعفي ضعيف جدًّا؛ كما تقدم في الحديث [101].
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه"(489) من طريق سفيان الثوري، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(1677) من طريق زهير بن معاوية؛ كلاهما (الثوري، وزهير) عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الشعبي، عن مسروق قال: لا أقيس شيئًا بشيء. قلت: لم؟ قال: أخشى أن تزل رِجْلي.
(1)
هو: مُجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي، تقدم في الحديث [941] أنه ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.
(2)
هو: ابن الأجدع.
(3)
يعني: ابن مسعود.
[1244]
سنده ضعيف؛ لضعف مجالد، وهو صحيح لغيره كما سيأتي، وقد جود الحافظ ابن حجر في "الفتح"(13/ 20 - 21) إسناد الطبراني - وهو من طريق المصنف - وحسّن إسناد الدارمي.
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(9/ رقم 8551)، والهروي في "ذم الكلام وأهله"(280)؛ من طريق المصنّف.
وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(3/ 493)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(483)؛ من طريق الحميدي، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها"(ص 40) من طريق أسد بن موسى، و (ص 87) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(211) من طريق محمد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، وابن حزم في "الإحكام" =
بعده شرٌّ منه، ولا عامٌ خيرٌ من عامٍ
(1)
، ولا أمَّةٌ خيرٌ من هذه
= (8/ 509)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2008)؛ من طريق عبد اللّه بن وهب، وابن عبد البر (2009) من طريق يونس بن عبد الأعلى؛ جميعهم (الحميدي، وأسد، وابن مهدي، وابن المقرئ، وابن وهب، ويونس) عن سفيان بن عيينة، به، ووقع في رواية ابن المقرئ: عن الشعبي، أراه عن مسروق.
وأخرجه الدارمي (194) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2007)؛ من طريق يحيى بن زكريا، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(205) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن عبد البر (2010) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"(484) من طريق عبدة بن سليمان؛ جميعهم (يحيى، وأبو أسامة، وأبو خالد الأحمر، وعبدة) عن مجالد بن سعيد، به، ولم يُذكر مسروقٌ في إسناد عبدة بن سليمان.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(1589) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن هبيرة بن يريم وأبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه. قالوا: إنا فيه؛ يأتي علينا العام يخصب، والعام لا يخصب فيه. قال: إني واللّه لا أعني خصبكم ولا جدبكم، ولكن ذهاب العلم والعلماء، قد كان قبلكم عمر فأروني العام مثله.
وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح"(13/ 21) أن يعقوب بن شيبة أخرجه أيضًا من طريق الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود. وذكر أنه أخرجه أيضًا من طريق الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب؛ قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: "لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالًا يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس؛ فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر؛ فعند ذلك يهلكون".
ويشهد له ما أخرجه البخاري في "صحيحه"(7068) من طريق الزبير بن عدي؛ قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحَجَّاج، فقال:"اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم"، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
(1)
كذا في الأصل، وكذا عند الطبراني والهروي؛ وقد روياه من طريق المصنف،=
الأمَّةِ
(1)
، ولكنْ ذَهَابُ خِيارِكُمْ وعُلمائِكم، ولكنْ يَحْدُثُ
(2)
قومٌ يَقيسونَ الأُمورَ برأيِهِم، فيَنهدِمُ الإسلامُ ويَنْثَلِمُ.
[1245]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا جَريرٌ
(3)
، عن مُغيرةَ
(4)
، عن الشَّعبيّ؛ قال: السُّنَّةُ لم تُوضَعْ بالمَقَايِيسِ. قال
(5)
: وذهبتُ أسألُه عن شيءٍ من أنسابِ قريشٍ؟ قال: إنك تسألُ عن علمٍ لا ينفعُ في دنيا ولا آخرةٍ.
= ووقع نحوه في رواية عند أبي نعيم في "السنن الواردة في الفتن"(211).
وفي كثير من مصادر التخريج التي ذكرت هذه العبارة: "لا أقول - أو: لا أعني - عام خير من عام
…
" إلخ.
وانظر ما نقل في التخريج من "شعب الإيمان" و"فتح الباري".
(1)
عند الطبراني والهروي من طريق المصنِّف: "ولا أمة خير من أُمَّة"، وعند باقي المخرجين:"ولا أمير خير من أمير".
(2)
كذا في الأصل، وكذا عند الهروي من طريق المصنف، وفي المطبوع من "معجم الطبراني" - وهو من طريق المصنف -: "ويحدث قوم
…
".
(3)
هو: ابن عبد الحميد.
(4)
هو: ابن مقسم الضبي.
(5)
أي: مغيرة.
[1245]
سنده صحيح، وقد صرح فيه مغيرة بسماعه من الشعبي. وسيأتي برقم [3416] من الطريق نفسه.
وقد أخرجه ابن حزم في "المحلى"(1/ 68)، وفي "الإحكام"(8/ 512)، والبيهقي في "المدخل"(227)، كلاهما من طريق المصنف.
وعلقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2025) عن عمرو بن ثابت، عن مغيرة، به.
[1246]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو شِهابٍ
(1)
، عن القاسمِ بنِ الوليدِ الهَمْدانيّ
(2)
، عن داودَ بنِ أبي عَمْرةَ؛ أن عليًّا رضي الله عنه قال: خَمْسٌ خُذُوهُنَّ عنِّي: لا يَخَافَنَّ أحدٌ منكم إلا ذَنْبَه، ولا يَرْجو إلا ربَّه، ولا يَسْتَحِي من لا يَعلمُ أن يتعلَّمَ، ولا يَسْتَحِي من يعلمُ إذا سُئل عمَّا لا يعلمُ أن يقولَ: اللّهُ أعلمُ. إنَّ الصَّبرَ من الإيمانِ بمنزلةِ الرَّأسِ من الجَسَدِ؛ إذا ذهب الصبرُ ذهب الإيمانُ، هاذا ذهب الرَّأسُ ذهب الجَسَدُ.
(1)
هو: عبد ربه بن نافع، تقدم في الحديث [7] أنه صدوق.
(2)
هو: أبو عبد الرحمن الكوفي، القاضي، توفي سنة إحدى وأربعين ومئة، وهو صدوق، وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي والذهبي. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال:"يخطئ ويخالف"، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق يغرب".
وانظر: "الطبقات" لابن سعد (6/ 350)، و "التاريخ الكبير"(7/ 167 - 168)، و"الجرح والتعديل"(7/ 122 - 123)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 334 و 338)، و"تهذيب الكمال"(23/ 456 - 458)، و"الكاشف"(4537).
[1246]
سنده فيه داود بن أبي عمرة، ولم نهتد إليه، والحكم على الحديث متوقف على معرفته ومعرفة حاله.
والأثر عزاه السيوطي في "تاريخ الخلفاء"(ص 186) للمصنف.
وقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(42/ 510) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، عن أبي شهاب الحناط، به.
وأخرجه معمر في "جامعه"(21031/ الملحق بمصنف عبد الرزاق) عن الحكم بن أبان، عن عكرمة مولى ابن عباس؛ قال: قال علي .. ، فذكره بنحوه. وسنده ضعيف، لأن رواية عكرمة عن علي رضي الله عنه مرسلة كما نص عليه أبو زرعة، كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 158 رقم 585).
وأخرجه وكيع في "الزهد"(199) عن أبي جعفر عيسى بن أبي عيسى، عن رجل يقال له: عمر، عن محمد بن علي بن أبي طالب، عن علي رضي الله عنه مختصرًا، بلفظ:"الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(30957 و 35507)، وفي "الإيمان"(130)، والدينوري في "المجالسة"(309)؛ من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن علي رضي الله عنه، مختصرًا. وسنده ضعيف أيضًا؛ لأن أبا إسحاق رأى عليًّا، وقيل: لم يسمع منه؛ كما في "تهذيب الكمال"(22/ 106)، وقال النووي في "تهذيب الأسماء" (2/ 171):"ولد أبو إسحاق لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ورأى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد والمغيرة بن شعبة، ولم يصح له سماع منهم".
وأخرجه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني في "الإيمان"(19)، وأبو القاسم الجوهري في "مسند الموطأ"(19)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(548)؛ من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب عليه"(8) من طريق عمر بن علي المقدمي؛ كلاهما (ابن عيينة، والمقدمي) عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي - وفي رواية المقدمي زيادة في سنده: عن مسروق - عن علي بن أبي طالب.
وسنده ضعيف جدًّا؛ فالراوي عن الشعبي هو ابن عمه: السري بن إسماعيل الهمداني، الكوفي، وهو متروك الحديث؛ كما في "التقريب".
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1569) من طريق محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن علي، به، مختصرًا، وفي سنده محمد بن زياد اليشكري، الطحان، الكوفي، الأعور، المعروف بالميموني، وهو كذاب يضع الحديث؛ رماه بالكذب ووَضْع الحديث جمع من الأئمة. انظر:"تهذيب الكمال"(25/ 222 - 226).
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 75 - 76) من طريق ثابت بن أبي صفية أبي حمزة الثمالي، عن أبي الزغل، عن علي بن أبي طالب. و ثابت بن أبي صفية ضعيف رافضي كما في "التقريب". وأبو الزغل لم نعرفه.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(795)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(42/ 511)؛ من طريق إبراهيم بن عبد اللّه الكناني، عن علي رضي الله عنه.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(831) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد اللّه بن معبد الأسدي، عن علي رضي الله عنه، وجابر الجعفي تقدم في تخريج الحديث [101]، أنه ضعيف جدًّا. =
[قولُهُ عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}]
[1247]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن إسماعيلَ بنِ سُمَيْعٍ
(1)
، عن أبي الرَّبيع
(2)
، عن ابنِ عبَّاسٍ؛ قال: سُئل
(3)
عن هذه الآيةِ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} ؛ قال: الحياةُ الطَّيّبةُ: الرِّزقُ الحلالُ، وإذا صارَ إلى ربِّه جازاه بأحسنِ ما كان يعملُ.
= وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 183 - 184) من طريق عبد اللّه بن زياد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن أبى طالب؛ قال: قال لى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم
…
فذكر نحوه مطولًا. قال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع، والمتهم به عبد اللّه بن زياد وهو ابن سمعان، قال مالك ويحيى: كان كذابًا، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، على أن على بن زيد قد قال فيه أحمد ويحيى: ليس بشيء".
(1)
تقدم في الحديث [916] أنه صدوق تُكُلم فيه لبدعة الخوارج.
(2)
هو: سليمان بن أبي هند - ويقال: ابن أبي هندية، ويقال: ابن أبي جعفر - أبو الربيع، مولى زيد بن الخطاب القرشي، أرسل عن عمر بن الخطاب وخباب بن الأرت، وروى عن سالم بن عبد اللّه بن عمر؛ روى عنه محمد بن جحادة وإسماعيل بن سميع، وهو مجهول الحال، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر:"التاريخ الكبير"(4/ 40 - 41 رقم 1899)، و"الجرح والتعديل"(4/ 148 رقم 641)، و"الثقات" لابن حبان (4/ 354)، و"تهذيب الكمال"(8/ 220).
(3)
أي: قال أبو الربيع: سئل ابن عباس.
[1247]
سنده فيه أبو الربيع، وهو مجهول الحال، وقد تابعه أبو مالك غزوان الغفاري كما سيأتي، لكنها متابعة معلولة.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 109) للمصنف وعبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره"(495 و 496) - ومن طريقه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 360)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 351 و 356) - =
[1248]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيانُ، عن مُطَرِّفٍ
(1)
، عن الضَّحَّاكِ، في قولِه عز وجل:{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} ؛ قال: الرِّزقُ الحَلالُ.
= عن إسماعيل بن سميع، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 350 و 355)، فقال: حدثني أبو السائب - وهو: سَلْم بن جنادة - قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي مالك، عن ابن عباس، به.
وكذا أخرجه الأزهري في "تهذيب اللغة"(5/ 184) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن إسماعيل، عن أبي مالك، به.
وأخرجه ابن جرير أيضًا من طريق سفيان بن وكيع، عن أبي معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي مالك وأبي الربيع، عن ابن عباس.
وسفيان بن وكيع تقدم في تخريج الحديث 8621، أنه كان صدوقًا، غير أنه ابتلي بورَّاقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فسقط حديثه، ولو صحت هذه الرواية عن أبي معاوية لكانت رافعة لمخالفته خالد بن عبد اللّه وسفيان الثوري؛ لكونه قرن شيخي إسماعيل بن سميع. فالذي يظهر أن رواية أبي معاوية هذه شاذة لمخالفته خالد بن عبد اللّه والثوري، واللّه أعلم.
(1)
هو: ابن طريف، تقدم في الحديث [544] أنه ثقة فاضل.
[1248]
سنده ضعيف؛ مطرف بن طريف لم يسمع من الضحاك بن مزاحم؛ فقد قال الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال"(2/ 548 - 549 رقم 3599): "مطرف لم يسمع من الضحاك بن مزاحم شيئًا، أدخل بينه وبين الضّحاكِ خالدًا السجستاني وأبو [كذا] اليعفور"، وقد تابع مطرفًا أبو روق عطية بن الحارث، إلا أن في إسناده - كما سيأتي - بشر بن عمارة، وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ في "التقريب".
والأثر عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 109) لابن جرير فقط.
وقد أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 351) عن سفيان بن وكيع، عن سفيان بن عيينة، به.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 351 - 352)، وأبو القاسم بدر بن الهيثم القاضي في "حديثه"(23/ جمهرة الأجزاء الحديثية)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(315)؛ من طريق بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي روق عطية بن الحارث، عن الضحاك، به.
[قولُهُ عز وجل: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}]
[1249]
حدَّثنا سعيد، قال: نا سُويدُ بنُ عبدِ العزيزِ، عن حُصينِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ الحَضْرمِيِّ
(1)
؛ قال: كان لنا
[1249] سنده فيه سويد بن عبد العزيز، وقد تقدم في الحديث [174] أنه ضعيف؛ لكنه توبع كما سيأتي؛ فالحديث صحيح إن ثبتت صحبة عبيد اللّه بن مسلم الحضرمي، وصحح سنده الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(6/ 365).
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 116) للمصنف وآدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.
وهو في "تفسير مجاهد"(791) من طريق آدم بن أبي إياس، عن ورقاء بن عمر اليشكري، وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 367) من طريق هشيم، وابن جرير أيضًا (14/ 368)، والبغوي في "معجم الصحابة " - كما في "الإصابة" لابن حجر (6/ 365) - من طريق محمد بن فضيل؛ جميعهم (ورقاء، وهشيم، وابن فضيل) عن حصين بن عبد الرحمن، به. وجاء في "تفسير مجاهد":"عبيد بن مسلم"، وعند البغوي:"عبيد اللّه بن مسلم".
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(136) من طريق آدم، عن ورقاء، به، وفيه أيضًا:"عبيد اللّه بن مسلم".
ومن طريق البغوي أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 181)، والواحدي في "أسباب النزول"(287)، وفيه:"عبيد اللّه بن مسلم". وانظر ترجمته، وانظر الحديث التالي.
(1)
ويقال فيه أيضًا: "عبيد اللّه"، ويقال:"عبيد" بلا إضافة؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 332 رقم 1569)، فقال:"عبيد اللّه بن مسلم الحضرمي: كانت له صحبة، روى عنه حصين بن عبد الرحمن"، ولم يرد فيه نسبة هذا القول لأبيه، لكن الحافظ ابن حجر نسبه في "التهذيب"(7/ 44) لأبي حاتم، فقد يكون في نسخته كذلك، وقد يكون اعتبر بذكر ابن أبي حاتم بعده لعبيد اللّه بن مسلم الحضرمي الذي روى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وروى عنه قيس بن مسلم وأبو رملة، ثم قال ابن أبي حاتم:"سمعت أبي يقول ذلك".=
عَبْدان من أهلِ عينِ التَّمرِ
(1)
، يقال لأَحدهما: يَسَار، والآخرُ: خَيرٌ،
= وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(7/ 43 - 44): "وقال البغوي في "الصحابة": عبيد اللّه بن مسلم، يقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرج له حديثين من رواية حصين عنه".
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 1019 رقم 1739): "عبيد بن مسلم الأسدي: قال عباد بن العوام: عن حصين بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبيد بن مسلم - وله صحبة - قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ليس من مملوك يطيع اللّه، ويطيع سيده؛ إلا كان له أجران"".
ولم يثبت ابن منده صحبته، فيما حكاه عنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (13/ 383)؛ حيث قال:"عبيد بن مسلم: ذكره بعض المتأخرين [يعني: ابن منده]، وقال: في صحبته نظر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في أجر المملوك؛ رواه عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد بن مسلم، ولم يزد عليه".
وإلى هذا ذهب ابن سيد الناس في "تلقيح فهوم أهل الأثر"(ص 164)؛ حيث قال: "عبيد بن مسلم في صحبته نظر"، وكذا قال الصغاني؛ فيما حكاه عنه العلائي في "جامع التحصيل"(ص 234 رقم 498)، وولي الدين أبو زرعة ابن العراقي في "تحفة التحصيل"(ص 221)، وأقرَّاه، ونص عبارتهما:"عبيد بن مسلم ذكره الصغاني فيمن في صحبته نظر".
ويلتبس هذا بعبيد اللّه بن مسلم الحضرمي الذي يروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، ويروي عنه أبو رملة ويحيى بن عبيد الله الجابر التيمي، فقد قال المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال" (19/ 157):"وروى حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد اللّه بن مسلم الحضرمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا أدري هو هذا أو غيره؟! ". وتعقبه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(7/ 43 - 44) بقوله: "قلت: قال ابن عبد البر في كتاب "الصحابة": عبيد اللّه بن مسلم القرشي، ويقال: الحضرمي، لا أقف على نسبه، روى عنه حصين، وقد قيل: إنه عبيد بن مسلم الذي روى عنه حصين، فإن كان إياه فهو أسدي؛ أسد قريش، كذا قال ابن عبد البر! والظاهر أنه غيره؛ فقد قال أبو حاتم: عبيد اللّه بن مسلم الحضرمي: له صحبة، وقال البغوي في الصحابة: عبيد اللّه بن مسلم: يقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخرج له حديثين من رواية حصين عنه".
(1)
هي بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، منها يجلب التمر، افتتحها المسلمون في سنة 12 للهجرة: انظر: "معجم البلدان"(4/ 176).
وكانا يَصنعانِ السُّيوفَ بمكَّةَ، وكانا يَقْرَيَا
(1)
الإنجيلَ، فرُبَّما مَرّ بهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهما يَقرأَانِ فيقفُ وَيستَمِعُ، فقال المُشركون: إنّما يتعلّمُ منهما، فنزلتْ:{لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} .
[1250]
حدَّثنا
(2)
سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصينٍ
(3)
،
(1)
كذا في الأصل، والجادة:"يقرأان" بالهمزة والنون - كما سيأتي قريبًا في هذا الحديث وفي الحديث التالي -:
أما الهمزة: فإن همزة مادة (ق ر أ) قد تحذف تخفيفًا؛ فيقال: قرَيْتُ وهو قارٍ وقُرَان؛ "تاج العروس"(ق ر أ)، ومنه ما وقع هنا "يقريا" أي:"يقرأا".
وأما حذف النون، فإنه لغة قليلة لبعض العرب؛ يحذفون نون الرفع من الأمثال الخمسة (الأفعال الخمسة) تخفيفًا بلا ناصب أو جازم أو نون توكيد أو وقاية، وهو ثابت في الكلام الفصيح نثرًا ونظمًا؛ كما قال ابن مالك، ومن شواهدها قراءة الحسن:{يَوْمَ يَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في "صحيح مسلم"(54)، وغيره:"لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حتى تُؤْمِنُوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا"، وقول عمر عند مسلم أيضًا (2874):"يا رسول اللّه، كيف يسمعوا وأنَّى يُجيبوا؛ وقد جيّفوا؟! ". وانظر: "إعراب الحديث النبوي"(ص 233 و 278، وغيرها)، و "شرح النووي"(2/ 36)، و (12/ 126)، و"الأشباه والنظائر"(2/ 63 - 65)، و"همع الهوامع"(1/ 200 - 202).
وأما مجيئه في الموضع التالي: "يقرأان" على الجادة، واجتماع ذلك مع ما مضى، فإن ذلك من اجتماع لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وهو سائغ أيضًا وارد في كلام العرب، وانظر بابًا عنه في "الخصائص" لابن جني (1/ 370 - 374).
(2)
قوله: "حدثنا" جاءت في نهاية الحديث السابق بنهاية السطر، ثم أعاد الناسخ كتابتها في أول السطر بداية هذا الحديث.
(3)
هو: ابن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [56] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد اللّه الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.
[1250]
سنده صحيح إن ثبتت صحبة عبد اللّه بن مسلم، على ما سبق بيانه في الحديث السابق.
وقد أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 49 - 50) عن وهب بن بقية، =
عن عبدِ اللهِ بنِ مسلمٍ
(1)
؛ أن غُلامَانِ
(2)
يقالُ لأحدِهما: يسارٌ، والآخرُ: خيرٌ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ربَّما مرَّ بهما وهما يَعملانِ ويَقْرأانِ، فربَّما استمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهما، فقال المُشرِكون: إنَّه يتعلَّم منهما، فأنزل اللّهُ عز وجل: {لِسَانُ الَّذِي
(3)
يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.
[قولُهُ تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)}]
[1251]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن بَيَانٍ
(4)
،
= و (ص 99) عن محمد بن خالد الواسطي، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 368) من طريق معلى بن أسد؛ جميعهم (وهب، ومحمد، ومعلى) عن خالد بن عبد اللّه، به. وانظر الحديث السابق.
(1)
راجع ترجمته في الحديث السابق.
(2)
كذا في الأصل، والجادة:"أنَّ غلامين". وما في الأصل يخرج على أن "غلامان" منصوبة بحركة مقدرة على الألف، وهي لغة كنانة وبلحارث بن كعب وغيرهم من العرب؛ يلزمون المثنى والملحق به الألف مطلقًا، ويعربونه بحركات مقدرة على الألف. وعليها أحد توجيهات قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو:{إنَّ هذان لساحران} بتشديد النون.
وانظر في هذه اللغة: "شرح التسهيل"(1/ 62 - 63)، و"شرح الأشموني"(1/ 85 - 84)، و"البحر المحيط"(6/ 238)، و"همع الهوامع"(1/ 145 - 147)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (5/ 448 - 453).
(3)
في الأصل: "الذين".
(4)
هو: ابن بشر الأحْمَسي، تقدم في الحديث [188] أنه ثقة ثبت.
[1251]
سنده رجاله ثقات؛ لكنه منقطع بين الشعبي وابن مسعود، وجاء في بعض الطرق أن الواسطة بينهما: مسروق بن الأجدع، وهذا محتمل جدًّا، وله طرق أخرى عن ابن مسعود يتقوى ببعضها؛ فأقل أحواله أنه حسن لغيره، إن لم يكن صحيحًا. وانظر الحديث التالي.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 130) للمصنّف وعبد الرزاق والفريابي =
عن عامر الشَّعبيِّ، أنَّ ابنَ مسعودٍ قال: إنَّ مُعاذًا كان أُمةً قانتًا للّهِ حَنيفًا. فقالوا: إنما ذاك إبراهيمُ، أنَسيتَ؟ قال: إنَّما كنَّا نُشَبِّهُهُ
= وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم.
وقد أخرجه الدينوري في "المجالسة"(1676) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن خالد بن عبد اللّه، به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 348)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 395)؛ من طريق محمد بن فضيل، عن بيان، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ رقم 9946)، وأبو الحسين بن المظفر في "حديث شعبة"(157 و 158)؛ من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن مجالد وبيان أو أحدهما؛ قال: سمعت الشعبي يحدث عن مسروق، قال: قال عبد اللّه .. ، فذكره؛ هكذا بزيادة مسروق، وبالشك في شيخ شعبة.
وخالفه وهب بن جرير بن حازم عند ابن سعد في "الطبقات"(2/ 349)؛ فرواه عن شعبة، عن فراس ومجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود. وهذه الرواية أرجح لموافقتها لبقية الروايات عن شعبة وغيره كما في هذا الحديث والذي بعده، ولكون يحيى بن أبي بكير شك في شيخ شعبة؛ ولأن الثقات الذين رووا الحديث عن بيان لم يذكروا مسروقًا في سنده، فتبين بهذا أن بيان بن بشر يرويه عن الشعبي، عن ابن مسعود، ليس فيه ذكر لمسروق بينهما.
وخالفه فراس بن يحيى، كما في الحديث التالي، فرواه عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود.
والترجيح بين الروايتين لا يخلو من إشكال، وإن كان القلب يميل إلى إثبات الواسطة مسروق.
وقد روي الحديث عن الشعبي من طرق أخرى: فرواه زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي - كما في الحديث التالي - لكن تبين أنه دلسه، والصواب أنه رواه عن فراس، عن الشعبي، فرجعت روايته إلى رواية فراس.
ورواه مجالد بن سعيد وسيار أبو الحكم ومنصور بن عبد الرحمن والسري بن إسماعيل، فتابعوا بيان بن بشر وفراس بن يحيى، على اختلاف بينهم.
أما رواية مجالد بن سعيد؛ فأخرجها ابن سعد - كما سبق - من طريق شعبة، عنه، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود.
وكذا أخرجها ابن جرير في "تفسيره"(14/ 395 - 396)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 9945)؛ من طريق هشيم بن بشير، عن مجالد، =
بإبراهيمَ. قالوا: فما الأُمَّةُ؟ قال: الذي يُعلِّمُ النَّاسَ الخيرَ. قالوا: فما القانِتُ؟ قال: الَّذي يُطيعُ اللّهَ عز وجل.
= وزكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، به، ومجالد بن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو الكوفي، ليمس بالقوي؛ كما تقدم في الحديث [941].
وأما سيار أبو الحكم؛ فيرويه عنه هشيم بن بشير، واختلف على هشيم: فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 395 - 396) من طريق الحسين بن داود، عن هشيم، عن سيار، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود. والحسين بن داود المعروف بـ "سُنيْد" ضعيف؛ كما تقدم في تخريج الحديث [206].
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 9949) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، وأبو بكر الآجري في "أخلاق العلماء"(ص 44)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 230)؛ من طريق زياد بن أيوب؛ كلاهما (يحيى الحماني، وزياد) عن هشيم، عن سيار، به، ولم يذكرا مسروقًا في سنده. ويحيى بن عبد الحميد الحماني متهم بسرقة الحديث؛ كما تقدم في تخريج الحديث [841].
وزياد بن أيوب ثقة حافظ كما في "التقريب"، والرواي عنه عند الآجري هو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي، وهو شيخ الآجري، قال عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 105):"ثقة".
وأما منصور بن عبد الرحمن الغداني: فخالف فيه الآخرين؛ فرواه عن عامر الشعبي، قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي، قال: قال ابن مسعود .. ، فذكره؛ هكذا بجعل الواسطة بين الشعبي وابن مسعود: فروة بن نوفل.
وهذه الرواية أخرجها ابن سعد في "الطبقات"(2/ 348 - 349) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 418) - وابن جرير في "تفسيره"(14/ 394)، والطبراني في "الكبير"(10/ رقم 9947)، والحاكم في "المستدرك"(3/ 272 - 271)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 230)؛ من طريق إسماعيل بن علية، عن منصور بن عبد الرحمن، به.
ولما ذكر ابن عساكر رواية من رواه عن الشعبي عن ابن مسعود بلا واسطة وذكر رواية منصور هذه؛ قال: "وكلا الحديثين غير محفوظ، والمحفوظ رواية الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، وراجعه فيه فروة بن نوفل
…
"، ثم أخرجه من طريق فراس وغيره. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومنصور بن عبد الرحمن الغداني، البصري، الأشل، صدوق يهم؛ كما في "التقريب".
وأما رواية السري بن إسماعيل: فأخرجها الطبراني في "الكبير"(10/ رقم 9948) من طريقه عن الشعبي، عن ناجية بن كعب، عن ابن مسعود، به.
والسري بن إسماعيل تقدم في تخريج الحديث [1246] أنه متروك الحديث، ومع ذلك فقد خالف جميع الرواة بذكر ناجية بن كعب في سنده.
فتبين بهذا أن الذي ينبغي أن ينظر فيه: هو الخلاف في إثبات الواسطة - مسروق - بين الشعبي وابن مسعود، أو حذفها، والقلب يميل إلى إثبات الواسطة، فهي زيادة ثقة خالَفَه مثلُه، وليس هناك ما يمنع من أن يكون الشعبي يكسل أحيانًا فيحدث به عن عبد اللّه بن مسعود بلا واسطة، وينشط أحيانًا فيسنده.
وقد روي الحديث عن ابن مسعود من أربع طرق أخرى:
1 -
الطريق الأولى يرويها أبو الأحوص عوف بن مالك، قال: بينما ابن مسعود يحدث أصحابه ذات يوم؛ إذ قال: "إن معاذًا كان أمة
…
" الحديث بنحوه.
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 349) - ومن طريقه ابن عساكر (16/ 624 - 623) - والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ رقم 47) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 229 - 230) - كلاهما (ابن سعد، والطبراني) من طريق عبيد اللّه بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، به.
وسنده رجاله ثقات، لكن عبد الملك بن عمير حصل له تغير في آخر عمره، ومع ذلك فهو مدلس كما سبق بيانه في الحديث [419]، ولم يصرح بالسماع.
2 -
الطريق الثانية يرويها أبو العبيدين: أنه جاء إلى عبد اللّه، فقال: من نسأل إذا لم نسألك؛ فكأن ابن مسعود رق له، فقال: أخبرني عن الأُمّة؟ قال: الذي يعلِّم الناس الخير.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 393) من طريق الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين، به، هكذا دون أن يذكر معاذًا.
3 -
الطريق الثالثة يرويها زر بن حبيش، عن عبد اللّه: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله! تدرون ما الأمة؟ الذي يعلم الناس الخير. =
[1252]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا سُفيانُ، عن زكريّا
(1)
، عن الشَّعبيِّ؛ قال: قال عبدُ اللّهِ
(2)
: إنَّ معاذًا كان أُمّةً قانتًا للّه. فقال له فَروةُ بنُ نوفل الأشجعيُّ
(3)
: أَوْهَمَ
(4)
أبو عبدِالرّحمنِ، إنما ذاك إبراهيمُ! فقال عبدُ اللّهِ: إنّا كنّا نُشبِّهُهُ بإبراهيمَ. قالوا: فما الأُمّةُ؛ قال: مُعَلِّمُ النّاسِ الخيرَ. قالوا: فما القانِتُ؟ قال: المُطيعُ، وكان [معاذٌ]
(5)
كذلك.
= أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 9950) من طريق يحيى الحماني، عن أبي بكر بن عياش وحماد بن شعيب، عن عاصم، عن زر، به.
وهذا إسناد واهٍ؛ فالحماني تقدم أنه متهم بسرقة الحديث.
4 -
الطريق الرابعة يرويها إبراهيم بن يزيد النخعي، قال: قال عبد اللّه: كنا نشبِّه معاذًا بإبراهيم، وقرأ: إن معاذًا كان أمة قانتًا.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 420) من طريق أبي العباس بن عقدة، عن محمد بن عبيد بن عتبة، عن سعيد بن شرحبيل، عن عمرو بن يزيد أبي بردة، عن أبي إسحاق، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم، به. وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ فأبو العباس بن عقدة متَّهم، وعمرو بن يزيد ضعيف.
وعليه؛ فالطريقان الثالثة والرابعة لا يلتفت إليهما؛ لشدة ضعفهما، وأما الطريق الثانية التي يرويها أبو العبيدين؛ فلا تشهد إلا لجزء من الحديث، فليس فيها ذكر لمعاذ وثناء ابن مسعود عليه.
وأما الطريق الأولى التي يرويها أبو الأحوص عوف بن مالك، ففيها ضعف يسير قد يحتمل، فتتقوى بطريق الشعبي هذه، فأقل أحوال الحديث أنه حسن لغيره، إن لم يكن صحيحًا. وانظر الحديث التالي.
(1)
هو: ابن أبي زائدة، تقدم في الحديث [590] أنه ثقة، وكان يدلس.
(2)
بعده في الأصل: "قال".
(3)
مختلف في صحبته، والصواب أن الصحبة لأبيه، كما في "التقريب"، وانظر تخريج الحديث [128].
(4)
أي: أخطأ. مثل "وَهِمَ". "تاج العروس"(و ه م).
(5)
كأن الناسخ كتبها بخلاف ما هو مثبت ثم أراد تصويبها، فأشبه أن تكون "معاذًا".
[1252]
سنده منقطع بين الشعبي وابن مسعود، ومع ذلك، فقد دلسه زكريا،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والصواب أنه يرويه عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، والحديث حسن لغيره على أقل أحواله إن لم يكن صحيحًا، كما سبق بيانه في الحديث السابق.
وقد أخرجه البيهقي في "المدخل"(ص 389) من طريق يحيى بن الربيع، عن سفيان بن عيينة، به.
ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(58/ 417).
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 349) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق وأبي نعيم الفضل بن دكين؛ كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، به. هكذا بزيادة مسروق في سنده.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 395)، والطبراني في "المعجم الكبير"(15/ رقم 9945)؛ من طريق هشيم بن بشير، عن مجالد وزكريا، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه، به، هكذا بزيادة مسروق في سنده. وهذه الرواية أرجح؛ لأن هشيم بن بشير توبع كما تقدم.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5955)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 419)؛ من طريق محمد بن بشر، حدثنا زكريا، حدثني فراس، عن عامر، أن مسروقًا قال: كنا عند عبد اللّه بن مسعود
…
فذكره، هكذا بزيادة فراس بن يحيى بين زكريا والشعبي.
ويظهر أن هذا أصوب؛ لأن زكريا بن أبي زائدة مدلس كما سبق، ولم يصرح بالسماع، وقد روى فراس بن يحيى هذا الحديث عن الشعبي؛ فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 360 - 361)، وأبو عبيد في "الخطب والمواعظ"(ص 122 - 123 رقم 32)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 349)، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(14/ 394)، والطبراني في "المعجم الكبير"(15/ رقم 9943)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 358)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(58/ 419)، من طريق سفيان الثوري، ومسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3647)، وابن سعد (2/ 349)، وابن جرير (14/ 394)، والطبراني (10/ رقم 9944)، وأبو الحسين بن المظفر في "حديث شعبة"(159)، والحاكم (3/ 272)؛ من طريق شعبة، كلاهما (الثوري، وشعبة) عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، به.
[1253]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ
(1)
، عن عُمارةَ بنِ غَزِيَّةَ
(2)
، عن محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ
(3)
، عن محمَّدِ بنِ كعبٍ؛
(1)
هو: الدَّرَاوَرْدي، تقدم في الحديث [69] أنه صدوق.
(2)
هو: عُمَارة بن غَزِيَّة بن الحارث الأنصاري، المازني، المدني، ثقة؛ وثقه الإمام أحمد وأبو زرعة والعجلي والدارقطني. وقال ابن سعد:"كان ثقة، كثير الحديث"، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وقال ابن معين:"ليس به بأس"، وكذا قال النسائي، وفي رواية أخرى عن ابن معين قال:"صالح"، وقال أبو حاتم:"ما بحديثه بأس، كان صدوقًا". انظر: "التاريخ الكبير"(6/ 503)، و"الجرح والتعديل"(6/ 368)، و "الثقات" لابن حبان (7/ 260)، و"تهذيب الكمال" وحاشيته (21/ 258 - 261).
(3)
جاء منسوبًا في رواية الطبراني هكذا: "محمد بن عبد اللّه بن أزهر الأنصاري"، ولم نجد راويًا بهذا الاسم، وقال الهيثمي في "مجمع الزائد" (9/ 311):"وفيه محمد بن عبد اللّه بن أزهر الأنصاري، ولم أعرفه".
ولولا مجيئه منسوبًا هكذا؛ لأمكن أن يكون: محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، الملقَّب بالديباج؛ فهو من شيوخ عمارة بن غزية، كما في "تهذيب الكمال" (21/ 260، وقد يكون هذا هو الصواب، وتكون نسبته في "معجم الطبراني" خطأ من أحد الرواة، فإن كان هو فهو صدوق كما في "التقريب".
[1253]
سنده ضعيف؛ لإرساله؛ فمحمد بن كعب القرظي تابعي، وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 311):"رواه الطبراني مرسلًا، وفيه محمد بن عبد اللّه بن أزهر الأنصاري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلنا: لكن محمد بن عبد اللّه قد توبع كما سيأتي، وللحديث طرق أخرى موصولة ومرسلة ذكرها الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"(3/ 81 - 84 رقم 1091)، وصحح الحديث بمجموعها، وهو مخرَّج أيضًا في "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد اللّه الحاكم"(4/ 1917 - 1923 رقم 676).
وأما رواية محمد بن كعب القرظي هذه، فتروى عنه من طريقين:
الأولى: طريق محمد بن عبد اللّه بن أزهر الأنصاري هذه التي رواها المصنف عن شيخه عبد العزيز بن محمد، عن عمارة، عن محمد بن عبد اللّه. وخالف المصنفَ قتيبةُ بن سعيد، فرواه عن عبد العزيز بن محمد، وأسقط محمد بن =
قال: قال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: [إِنّ]
(1)
معاذًا إمامٌ، أَمامَ العُلماءِ
(2)
رَتْوَةً
(3)
".
[قولُهُ تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ .... (125)}]
[1254]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خَلَفُ بنُ خَليفةَ
(4)
، قال: حدَّثني
= عبد اللّه من سنده؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 228 - 229) عن شيخه إبراهيم بن عبد اللّه، عن أبي العباس الثقفي، عن قتيبة، به، ثم قال أبو نعيم:"رواه يحيى بن أيوب، عن عمارة، فأدخل محمد بن عبد اللّه بن الأزهر الأنصاري بينه وبين محمد بن كعب"، ثم ساقه أبو نعيم عن شيخه الطبراني، وهو في "المعجم الكبير"(20/ رقم 41).
ورواية يحيى بن أيوب هذه ترجِّح رواية سعيد بن منصور على رواية قتيبة، وقد يكون الخطأ ممن هو دون قتيبة، واللّه أعلم.
والثانية: طريق عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن محمد بن كعب القرظي؛ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إن معاذ بن جبل أمام العلماء رتوة".
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"(2/ 347) عن شيخه أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني، حدثني سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، فذكره.
(1)
ما بين المعقوفين ليس في الأصل، وهو في أكثر مصادر التخريج.
(2)
كذا في الأصل، وضَبَطها:"امامُ امام العلماء" لتقرأ كما ضبطناها هنا. والذي في مصادر التخريج: "أمامَ العلماء" فقط.
(3)
قال أبو عبيد: "فيها أقوال: فبعضهم يقول: الرَّتْوة: الخطوة
…
؛ ويقال: الرَّتْوة: الرمية
…
، والرَّتْوة: البسطة، والرَّتْوة: نحوٌ من ميل". وفي أكثر المصادر: "برتوة". وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/ 157 - 159)، و"الفائق للزمخشري (2/ 35)، و "النهاية"(2/ 159)، و "تاج العروس"(ر ت و).
(4)
في الأصل: "حدثنا سعيد؛ قال: نا
…
" ثم بياض بقدر كلمتين أو ثلاث، ثم: "قال: نا خلف بن خليفة .. "، ثم ذكر باقي الإسناد.
[1254]
سنده فيه خلف بن خليفة، وتقدم في الحديث [76] أنه صدوق اختلط في الآخر، وفي سنده أيضًا عون بن أبي شداد وهو مختلف فيه؛ ولذا يقول عنه الحافظ ابن حجر:"مقبول"؛ يعني: حيث يتابع، وقد توبع هو وخلف على هذه الرواية كما سيأتي؛ فأقل أحوال هذا الأثر أنه حسن لغيره عن هرم بن حيان.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 137) للمصنف وابن سعد وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (36444) عن خلف بن خليفة، عن عون بن شداد، عن هرم، وهكذا جاء عنده:"عون بن شداد".
وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(345) من طريق يزيد بن مروان، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 121) من طريق قتيبة بن إسماعيل؛ كلاهما عن خلف بن خليفة، به.
ووقع عند أبي نعيم: "عون بن شداد" أيضًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (36445) عن خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال هرم: "اللَّهم إني أعوذ بك
…
" إلخ. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 120).
وسنده ضعيف؛ لأجل خلف بن خليفة، وقد يكون هذا من اختلاطه؛ فمرة يرويه عن عون بن أبي شداد، ومرة عن إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"(7/ 131، 132 - 133)، وعبد اللّه بن أحمد في زوائده على "الزهد"(ص 282)؛ من طريق هشام بن حسان، عن الحسن البصري، عن هرم بن حيان، بذكر آخره فقط: "اللهم إني أعوذ بك
…
" إلخ، إلا أن ابن سعد في إحدى روايتيه زاد: "فيقال له: أوصنا، فيقول: أوصيكم بخواتيم سورة البقرة".
وسنده ضعيف؛ لأن رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري مرسلة كما تقدم بيانه في الحديث [55].
وأخرجه ابن سعد أيضًا (7/ 132)، وأحمد في "الزهد"(ص 282)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 409 - 410)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 121)؛ من طريق قتادة، أنه بلغه أن هرم بن حيان .. ، فذكره، ولم يذكر قوله: "اللَّهم إني أعوذ بك
…
" إلخ. وسنده ضعيف أيضًا لإبهام شيخ قتادة.
وأخرجه الدارمي في "مسنده"(3223) عن سهل بن حماد، عن شعبة، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي قزعة.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد"(ص 284) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، حدثنا موسى، عن أبي قزعة: أن هرم ابن حيان أوصى عند الموت؛ فقال: "أوصيكم بالأواخر من سورة النحل: =
عونِ بنِ أبي شَدَّادٍ
(1)
- في زمنِ خالدِ بنِ عبدِ اللهِ
(2)
- عن هَرِمِ بن حَيَّانٍ
(3)
؛ أنه لما نزل به الموتُ قالوا له: يا هَرِمُ! أَوْصِ. قال: أُوصيكم أن تَقْضوا عنِّي دَيني. قال
(4)
: بِمَ تُوصي يا هَرِمُ؟ قال: بآخِرِ
= {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
…
} الآية [النّحل: 125] ".
هكذا في "الزهد": "عن شعبة، حدثنا موسى"، والصواب ما في "مسند الدارمي"، فقد قال أبو نعيم في "الحلية" (2/ 121):"رواه شعبة، عن ابن يونس، عن أبي قزعة". كذا جاء في المطبوع من "الحلية"، والصواب:"عن أبي يونس" كما في "مسند الدارمي"، ورجال الدارمي ثقات إلا أننا لم نجد من ذكر أبا قزعة سويد بن حجير الباهلي فيمن روى عن هرم بن حيان.
وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(344)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 121)؛ من طريق حميد بن هلال، قال: قيل لهرم بن حيان العبدي: أوص. قال: "قد صدقتني نفسي في الحياة، وما لي شيء أوصي به، ولكن أوصيكم بخواتيم سورة النحل". فإن كان حميد بن هلال سمع من هرم بن حيان، فالسند صحيح.
(1)
هو: عون بن أبي شداد العَقيلي - بفتح أوله - وقيل: العبدي، أبو معمر البصري، مقبول؛ كما في "التقريب". وانظر:"التاريخ الكبير"(7/ 15)، و"الثقات" لابن حبان (7/ 281)، و"تهذيب الكمال"(22/ 451).
(2)
هو: خالد بن عبد اللّه بن يزيد بن أسد القَسْري، أمير الحجاز ثم الكوفة، ولي مكة سنة تسع وثمانين إلى سنة ست ومئة، وولي العراق بعدها مدة إلى أن عزله هشام بن عبد الملك سنة عشرين ومئة، ومات مقتولًا سنة ست وعشرين ومئة، له ترجمة مطولة في "سير أعلام النبلاء"(5/ 425 - 432).
(3)
هو: هرم بن حيان العَبْدي - ويقال: الأزدي - البصري، أحد العابدين، حدّث عن عمر، روى عنه الحسن البصري وغيره، وَليَ بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ببلاد فارس، قال ابن سعد:"كان ثقة، وله فضل وعبادة".
انظر: "الطبقات" لابن سعد (7/ 131 - 134)، و"التاريخ الكبير"(8/ 243)، و"الجرح والتعديل"(9/ 115)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 513)، و"سير أعلام النبلاء"(4/ 48 - 50).
(4)
كذا في الأصل، وقد تقدم قوله:"قالوا" أي: الحاضرون عنده. و"قال" أي: أحدهم أو مجموعهم، وعلى كل عاد الضمير على مذكور لفهمه من السياق.=
سورةِ النَّحلِ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
…
} الآية، اللَّهمَّ! إنِّي أعوذُ بك من شرِّ زمانٍ يتمرّدُ فيه صغيرُهم، ويأمُلُ فيه كبيرُهم، وتَقْتربُ فيه آجالُهم.
[قولُهُ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}]
[1255]
حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا خَلَفٌ
(1)
، قال: نا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ، عن الحَسنِ
(2)
؛ قال: كان يقولُ
(3)
: اتّقُوا اللّه فيما حَرَّم عليكم، وأَحسِنوا فيما رَزَقكم اللّهُ عز وجل.
* * * * *
= أو يكون أراد "قالوا" فحذف الواو اكتفاء بالضمة؛ فتضبط: "قالُ".
وانظر التعليق على الحديث [1189].
(1)
هو: ابن خليفة، وقد ذكرنا في الحديث السابق أنه صدوق اختلط في الآخر.
(2)
هو: البصري.
(3)
أي: قال إسماعيل: كان الحسن يقول.
[1255]
سنده ضعيف، لما تقدم عن حال خلف بن خليفة.
وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(9/ 137) للمصنف وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرجه ابن أبي شيبة (36323) عن خلف بن خليفة، به.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 364)، وابن جرير في "تفسيره"(14/ 409)، من طريق سفيان الثوري، عن رجل، عن الحسن، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(14/ 409)، إلا أنه وقع فيه:"معمر" بدل: "سفيان الثوري"؛ فلا ندري: هل هناك خطأ في أحد الموضعين، أو هي رواية أخرى؟ وسنده ضعيف لإبهام الرواي عن الحسن.