المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(إعراب سورة فاطر «الملائكة») - الإعراب المفصل لكتاب الله المرتل - جـ ٩

[بهجت عبد الواحد صالح]

الفصل: ‌(إعراب سورة فاطر «الملائكة»)

(إعراب سورة فاطر «الملائكة»)

[سورة فاطر (35): آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلّهِ فاطِرِ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)

{الْحَمْدُ لِلّهِ فاطِرِ} : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار مجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ. فاطر: صفة-نعت-للفظ الجلالة مجرور مثله وعلامة الجر الكسرة الظاهرة.

{السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} : مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

والارض: معطوفة بالواو على «السموات» مجرورة مثلها. بمعنى: مبتدئها ومبتدعها.

{جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً} : جاعل: صفة ثانية للفظ الجلالة وهو اسم فاعل اضيف الى مفعوله «الملائكة» وعند اضافته الى الملائكة تعدى الى المفعول «رسلا» .الملائكة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

رسلا: مفعول به لاسم الفاعل المضاف «جاعل» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي رسلا بينه سبحانه وبين أنبيائه.

{أُولِي أَجْنِحَةٍ} : صفة-نعت-لرسلا منصوبة وعلامة نصبها الياء لانها ملحقة بجمع المذكر السالم وهي مضافة. والكلمة تكتب بواو ولا تلفظ وقيل:

زيدت الواو للتفريق بينها وبين «إلى» وهي جمع بمعنى: ذوو لا واحد له.

وقيل: هي اسم جمع واحده: ذو بمعنى صاحب. أجنحة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. اي أصحاب أجنحة.

ص: 373

{مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} : صفات-نعوت-لاجنحة. أي اولي أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة. وهذه الالفاظ او الصيغ ممنوعة من الصرف لتكرر العدل فيها لانها معدولة عن ألفاظ الاعداد كما عدل عمر عن عامر، اي عن صيغ الى صيغ اخر، وعن تكرير الى غير تكرير، واما الوصفية فلا يفترق الحال فيما بين المعدولة والمعدول عنها. إذ تقول: مررت بنسوة اربع وبرجال ثلاثة ويجوز ان يكون محلهن النصب على الحال بتقدير: معدودات لو كان الموصوف معرفة نحو قوله تعالى: {فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ.}

{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال. يزيد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الخلق: جار ومجرور متعلق بيزيد بمعنى: يزيد في خلق الأجنحة ما تقتضيه مشيئته وحكمته والاصل الجناحان لانهما بمزلة اليدين.

{ما يَشاءُ} : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء:

تعرب اعراب «يزيد» .وجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: ما يشاؤه او ما تقتضيه مشيئته وحكمته من زيادة.

{إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة:

اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة. على كل: جار ومجرور متعلق بقدير.

{شَيْءٍ قَدِيرٌ} : مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. قدير: خبر «ان» مرفوع بالضمة.

[سورة فاطر (35): آية 2] ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)

{ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ} : ما: اسم شرط جازم مبني على السكون بمعنى

ص: 374

«أي شيء» في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «يفتح» وهو اسم مبهم.

يفتح: فعل مضارع مجزوم بما وعلامة جزمه سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

للناس: جار ومجرور متعلق بيفتح.

{مِنْ رَحْمَةٍ} : من: حرف جر بياني. رحمة: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة لاسم الشرط «ما» .

التقدير: اي شيء يفتحه الله حالة كونه من رحمة. وقد استعير الفتح للاطلاق والارسال، يعني: اي شيء يطلق الله من نعمة رزق او مطر او صحة او غير ذلك من النعم. ونكرت «رحمة» لانها مبهمة بتقدير: من أية رحمة كانت سماوية أو ارضية.

{فَلا مُمْسِكَ لَها} : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بنفي مقترن بالفاء في محل جزم بما. والفاء واقعة في جواب الشرط.لا: نافية للجنس تعمل عمل «ان» .ممسك: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. لها: جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وأنث الضمير على معنى الرحمة وان كان عائدا الى «ما» بمعنى: فلا مانع لها.

{وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب اعرابها.

وفاعل «يمسك» ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على الله سبحانه.

وذكر الضمير لان لفظ المرجوع اليه لا تأنيث فيه. ولان الاول اي الضمير المؤنث في «لها» فسر بالرحمة فحسن اتباع التفسير. ولم يفسر الثاني فترك على اصل التذكير. ولم يفسر الثاني لدلالة الاول عليه.

{مِنْ بَعْدِهِ} : جار ومجرور متعلق بصفة-نعت-لمرسل والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة اي من بعد امساكه.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} : الواو استئنافية. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. العزيز الحكيم: خبران بالتتابع اي خبر بعد خبر للمبتدإ مرفوعان بالضمة الظاهرة. او يجوز ان يكون «الحكيم» صفة-نعتا-للعزيز.

ص: 375

[سورة فاطر (35): آية 3] يا أَيُّهَا النّاسُ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنّى تُؤْفَكُونَ (3)

{يا أَيُّهَا النّاسُ} : أعربت في سورة لقمان في الآية الثالثة والثلاثين.

{اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ} : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

نعمة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة. عليكم: جار ومجرور متعلق بصفة لنعمة الله والميم علامة الجمع.

{هَلْ مِنْ خالِقٍ} : هل: حرف استفهام لا عمل لها ولا محل لها. من:

حرف جر. خالق: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه مبتدأ وجاء حرف الجر «من» زائدا من المبتدأ لانه مسبوق باستفهام.

{غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ} : غير: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة على معنى: ما خالق إلا الله أي سوى الله ويجوز ان تكون «غير» صفة-نعتا-لخالق على المحل لا اللفظ وفي هذه الحالة تكون الجملة الفعلية «يرزقكم» في محل رفع خبر المبتدأ.

الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة.

يرزقكم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. ويجوز ان يكون «خالق» فاعلا لفعل مضمر يفسره ما بعده بتقدير: هل يرزقكم خالق غير الله. وتكون جملة «يرزقكم» تفسيرية لا محل لها من الاعراب. وهذا الوجه من التقدير في الاعراب هو الاصح لأن المعنى: ان الخالق لا يطلق على غير الله تعالى.

{مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ} : جار ومجرور متعلق بيرزقكم. والأرض: معطوفة بالواو على «السماء» مجرورة مثلها. وتعرب مثل اعرابها.

ص: 376

{لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} : الجملة لا محل لها من الاعراب لانها تفسيرية مثل «يرزقكم» .

لا: نافية للجنس تعمل عمل «ان» .إله: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. الا: اداة استثناء. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» .

{فَأَنّى تُؤْفَكُونَ} : الفاء استئنافية. أنى: اسم استفهام بمعنى «من أين» مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان. تؤفكون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى: فمن أي وجه تصرفون عن التوحيد الى الشرك.

[سورة فاطر (35): آية 4] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} : الواو استئنافية. ان: حرف شرط جازم. يكذبوك: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-في محل نصب مفعول به.

{فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ} : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بقد مقترن بالفاء في محل جزم بإن والفاء واقعة في جواب الشرط.كذبت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب والفعل مبني للمجهول. رسل: نائب فاعل مرفوع بالضمة. وقد أنث الفعل على اللفظ بمعنى جماعة الرسل. وقد جاء جزاء الشرط سابقا للشرط لان المعنى: وان يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك. فوضع-فقد كذبت رسل- موضع «فتأس» استغناء بالسبب عن المسبب: اي بالتكذيب عن التأسي.

{مِنْ قَبْلِكَ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من رسل والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطب-في محل جر بالاضافة.

{وَإِلَى اللهِ} : الواو استئنافية. إلى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بترجع.

لأن المعنى: الأمور مردها الى الله.

ص: 377

{تُرْجَعُ الْأُمُورُ} : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. الأمور: نائب فاعل مرفوع بالضمة.

[سورة فاطر (35): آية 5] يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (5)

• هذه الآية الكريمة أعربت في سورة لقمان في الآية الثالثة والثلاثين.

[سورة فاطر (35): آية 6] إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (6)

{إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الشيطان:

اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لكم: جار ومجرور متعلق بحال من «عدو» .والميم علامة جمع الذكور. عدو: خبر «ان» مرفوع بالضمة.

{فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} : الفاء سببية او استئنافية للتعليل. اتخذوه: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اول. عدوا:

مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ} : كافة ومكفوفة. يدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. حزبه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. وفاعل يدعو ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» .

{لِيَكُونُوا} : اللام حرف جر للتعليل. يكونوا: فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون» والالف فارقة. وجملة «يكونوا مع خبرها» صلة «ان»

ص: 378

المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بيدعو.

{مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ} : جار ومجرور متعلق بخبر «يكون» .السعير:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

[سورة فاطر (35): آية 7] الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)

{الَّذِينَ كَفَرُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا:

فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. والجملة الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها.

{لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «الذين» .اللام: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. شديد: صفة-نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا} : معطوفة بالواو على {الَّذِينَ كَفَرُوا»} وتعرب اعرابها وحذفت الصلة الجار بمعنى: آمنوا بربهم.

{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب اعرابها.

الصالحات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لانه ملحق بجمع المؤنث السالم. التقدير: الاعمال الصالحات فحذف المفعول الموصوف واقيمت الصفة مقامه.

{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} : تعرب اعراب {لَهُمْ عَذابٌ».} وأجر: معطوفة بالواو على «مغفرة» وتعرب اعرابها. كبير: صفة-نعت-لأجر مرفوعة مثلها بالضمة.

ص: 379

[سورة فاطر (35): آية 8] أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (8)

{أَفَمَنْ} : الهمزة حرف استفهام لفظا وحرف تقرير معنى. والفاء زائدة. من:

اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ خبره محذوف بمعنى:

أفمن زين له سوء عمله من هذين الفريقين كمن لم يزين له. وقال الزمخشري: وذكر الزجاج ان المعنى: أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليهم حسرة. فحذف الجواب لدلالة-فلا تذهب نفسك-عليه. او أفمن زين له سوء عمله كمن هداه الله فحذف لدلالة-فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.

{زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. له:

جار ومجرور متعلق بزين. سوء: نائب فاعل مرفوع بالضمة. عمله:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: زين له الشيطان عمله الشيء.

{فَرَآهُ حَسَناً} : الفاء استئنافية للتسبب. رآه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به اول لان المعنى: فتخيله لانها ليست «رأى» البصرية. حسنا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ} : الفاء استئنافية. ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.

الله لفظ الجلالة: اسمها منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يضل:

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

وجملة «يضل» وما بعدها في محل رفع خبر «ان» .

ص: 380

{مَنْ يَشاءُ} : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

يشاء: تعرب اعراب «يضل» .وجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. وحذف المفعول لانه معلوم بمعنى: من يشاء اضلاله.

{وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} : معطوفة بالواو على {يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ»} وتعرب اعرابها وعلامة رفع «يهدي» الضمة المقدرة على الياء للثقل.

{فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ} : الفاء واقعة في جواب «من» لانها مضمنة معنى الشرط.

لا: ناهية جازمة. تذهب: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره. نفسك: فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل جر بالاضافة. بمعنى: لا تذهب نفسك اي لا تهلك نفسك.

{عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى.

والجار والمجرور متعلق بتذهب. حسرات: مفعول له-لاجله-بمعنى «للحسرات» منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لانه ملحق بجمع المؤنث السالم. ويجوز ان تكون «حسرات» حالا اي مصدرا في موضع الحال من نفسك كأنها كلها صارت حسرات لفرط التحسر.

{إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما} : ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل للاستئناف او للتعليل. الله لفظ الجلالة: اسمها منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. عليم: خبر «ان» مرفوع بالضمة. بما: الباء: حرف جر. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بعليم.

{يَصْنَعُونَ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد -الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به.

التقدير: بما يصنعونه. ويجوز ان تكون «ما» مصدرية. فتكون الجملة الفعلية صلتها لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقا بعليم.

ص: 381

[سورة فاطر (35): آية 9] وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (9)

{وَاللهُ الَّذِي} : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. الذين: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو الذي. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ الاول «الله» .والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{أَرْسَلَ الرِّياحَ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو اي الله. الرياح: مفعول به منصوب بالفتحة.

{فَتُثِيرُ سَحاباً} : الفاء حالية والجملة بعدها في محل نصب حال. تثير: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

سحابا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى تحرك السحاب بعد سكون.

{فَسُقْناهُ} : الفاء عاطفة. سقناه: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا.

و«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وجيء بالفعل «سقناه» والفعل «أحيينا به» معدولا بهما عن لفظ الغيبة الى ما هو ادخل في الاختصاص وادل عليه وهو المتكلم.

{إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ} : جار ومجرور متعلق بسقناه. ميت: صفة لبلد مجرورة مثلها بالكسرة اي نتيجة الجدب بمعنى الى ارض ليس بها نبات.

{فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ} : معطوفة بالفاء على «سقناه» وتعرب اعرابها. به:

جار ومجرور متعلق بأحيينا. الأرض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: ارضها. اي ارض البلد الميت.

ص: 382

{بَعْدَ مَوْتِها} : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بأحيينا. موت: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{كَذلِكَ النُّشُورُ} : الكاف: اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة واللام للبعد والكاف للخطاب. والاشارة الى ما قبله بمعنى: مثل تلك الكيفية اي مثل احياء الموات نشور الاموات. النشور: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى:

احياء الاموات. بمعنى: مثل احياء الارض بعد موتها احياء الاموات وبعثهم.

[سورة فاطر (35): آية 10] مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)

{مَنْ كانَ} : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه-جزائه-في محل رفع خبر «من» .كان:

فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن. واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على «من» .

{يُرِيدُ الْعِزَّةَ} : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» .يريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. العزة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: الشرف.

{فَلِلّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمن. الفاء رابطة لجواب الشرط.لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر مقدم. العزة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. جميعا: حال منصوبة

ص: 383

وعلامة نصبها الفتحة او توكيد للعزة بمعنى كلها.

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال. اليه:

جار ومجرور متعلق بيصعد. يصعد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكلم:

فاعل مرفوع بالضمة. وهو جمع «كلمة» .الطيب: صفة-نعت-للكلم مرفوعة مثلها بالضمة.

{وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} : الواو استئنافية. والجملة الاسمية بعدها مستأنفة لا محل لها من الاعراب. العمل: مبتدأ مرفوع بالضمة. الصالح:

صفة-نعت-للعمل مرفوعة مثلها بالضمة. يرفعه: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «يرفعه» في محل رفع خبر المبتدأ. واختلف المفسرون حول معنى هذا القول الكريم. فبعضهم قال: المعنى: الكلم الطيب: التوحيد او بمعنى لا إله الا الله، وقيل الرافع الكلم، والمرفوع العمل لانه لا يقبل الا من موحد. وقال بعضهم:

العمل الصالح يرفع العمل الطيب. وقيل: الرافع هو الله تعالى والمرفوع العمل. ويجوز ان تكون الواو عاطفة و «العمل» فاعلا لفعل محذوف جوازا هو من جنس الفعل الموجود بعده. ويكون الفعل الموجود بعده مفسرا له.

{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ} : الواو استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يمكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. السيئات: صفة-نعت-للمصدر.

بمعنى يمكرون المكرات السيئات او اصناف المكر السيئات لان الفعل «مكر» لازم غير متعد. فالكلمة منصوبة وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لانها ملحقة بجمع المؤنث السالم. او تكون على معنى: يعملون. اي يعملون السيئات بمعنى: المنكرات.

{لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» .اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام. والجار والمجرور

ص: 384

متعلق بخبر مقدم. عذاب: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. شديد: صفة -نعت-لعذاب مرفوعة مثلها بالضمة.

{وَمَكْرُ أُولئِكَ} : الواو عاطفة. مكر: مبتدأ مرفوع بالضمة. اولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل جر بالاضافة والكاف للخطاب. والاشارة الى الذين مكروا تلك المكرات.

{هُوَ يَبُورُ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الاول «مكر» .هو:

ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان. يبور: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يبور» في محل رفع خبر «هو» ويجوز ان تكون «هو» ضمير فصل او عماد لا محل لها اي زائدة فتكون الجملة الفعلية «يبور» في محل رفع خبر المبتدأ {مَكْرُ أُولئِكَ»} والمعنى: لله مكر اولئك يفسد او يبطل. او مكر اولئك هو خاصة يكسد ويفسد دون مكر الله.

[سورة فاطر (35): آية 11] وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْااجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (11)

{وَاللهُ خَلَقَكُمْ} : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. خلقكم: فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. وجملة «خلقكم» في محل رفع خبر المبتدأ.

{مِنْ تُرابٍ} : الجار والمجرور في محل نصب تمييز لانه بيان لضمير المخاطبين «كم» في «خلقكم» .

{ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ} : ثم: حرف عطف يدل على التراخي. من

ص: 385

نطفة: معطوفة على {مِنْ تُرابٍ»} وتعرب اعرابها. جعلكم: معطوفة على «خلقكم» بحرف العطف «ثم» وتعرب مثلها.

{أَزْااجاً} : مفعول به ثان لجعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لان المعنى:

صيركم ازواجا. والمعنى: الله خلقكم اي خلق اصلكم وهو آدم اي خلقكم بخلق آدم من تراب مباشرة ثم من الماء القليل والمراد به هنا ماء الرجل ثم صيركم ازواجا اي ذكرا وانثى او اصنافا من الذكران والاناث اي زوج بعضكم بعضا.

{وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى} : الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. تحمل:

فعل مضارع مرفوع بالضمة. من: حرف جر زائد. انثى: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه فاعل وعلامة الرفع او الكسر مقدرة على الالف للتعذر وحذفت الصلة. اي وما تحمل انثى في بطنها.

{وَلا تَضَعُ إِلاّ} : الواو عاطفة. لا: زائدة لتأكيد النفي. تضع: معطوفة على «تحمل» وتعرب اعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

اي ولا تلد انثى ما تحمله من جنين في بطنها وحذف المفعول والصلة لانه معلوم من سياق القول. الا: اداة حصر لا عمل لها.

{بِعِلْمِهِ} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة بتقدير: الا معلومة له او الا مقرونا بعلمه او الا عالما به والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} : معطوفة بالواو على {ما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى»} وتعرب اعرابها. والفعل مبني للمجهول. و «معمر» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه نائب فاعل. بمعنى: وما يمد في عمر احد. او وما يعمر من احد وانما سماه معمرا بما هو سائر اليه. او بتأويل: ولا يطول عمر انسان.

{وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} : معطوفة بالواو على {ما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ»} وتعرب اعرابها. و «لا» زائدة لتأكيد النفي اي ولا يقصر او بمعنى: وما تقبض من روحه قبل الوقت المقرر والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والفعل مبني للمعلوم مرفوع بالضمة. و «عمره» : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لأنه فاعل.

ص: 386

{إِلاّ فِي كِتابٍ} : الا: اداة حصر لا عمل لها. في كتاب: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة بتقدير: الا هو مقدر في كتاب اي في لوح محفوظ.ويجوز ان تكون «الا» اداة استثناء والمستثنى محذوفا دل عليه المعنى. بتقدير: الا تعميرا او نقصا مقررا في كتاب.

{إِنَّ ذلِكَ} : إن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» واللام للبعد والكاف حرف خطاب.

بمعنى: ان علم ذلك المذكور كله.

{عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} : جار ومجرور متعلق بالخبر. يسير: خبر «ان» مرفوع بالضمة بمعنى: سهل او قليل او هين.

[سورة فاطر (35): آية 12] وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَااخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

{وَما يَسْتَوِي} : الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

{الْبَحْرانِ} : فاعل مرفوع بالالف لانه مثنى والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد. ضرب سبحانه البحرين العذب والمالح مثلين للمؤمن والكافر.

او بمعنى: لا يستوي الاسلام والكفر. وفي القول الكريم تشبيه واضح.

{هذا عَذْبٌ فُراتٌ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

عذب: خبر «هذا» مرفوع بالضمة. فرات: صفة-نعت-او بدل من عذب مرفوعة مثلها بالضمة. بمعنى طيب حلو. والجملة الاسمية في محل رفع صفة للبحرين.

{سائِغٌ شَرابُهُ} : الجملة الاسمية بدل من {عَذْبٌ فُراتٌ».} سائغ: خبر هذا مرفوع بالضمة. شرابه: فاعل لاسم الفاعل «سائغ» أي بفعله وهو أيضا

ص: 387

مرفوع بالضمة. والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والمعنى: هذا بحر طيب حلو يكسر العطش مريء سهل انحداره او مدخله الى الحلق لعذوبته.

{وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ} : معطوفة بالواو على {هذا عَذْبٌ فُراتٌ»} وتعرب اعرابها بمعنى: ملح مر يحرق بملوحته.

{وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ} : الواو استئنافية. من كل: جار ومجرور متعلق بتأكلون. بمعنى: ومن كل واحد من البحرين اي ومن كل واحد منهما.

او من كل منهما. فحذفت الاضافة ولهذا نونت «كل» .تأكلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً} : لحما: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. طريا: صفة-نعت-للحما منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة والواو عاطفة. تستخرجون حلية: تعرب اعراب {تَأْكُلُونَ لَحْماً».}

{تَلْبَسُونَها} : الجملة الفعلية في محل نصب صفة-نعت-لحلية. تلبسون:

تعرب اعراب «تأكلون» و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والمراد باللحم الطري «السمك» و «الحلية» اللؤلؤ والمرجان.

{وَتَرَى الْفُلْكَ} : الواو استئنافية. ترى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. الفلك:

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى: السفن.

{فِيهِ مَااخِرَ} : جار ومجرور متعلق بترى. مواخر: حال من «الفلك» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لانه ممنوع من الصرف-صيغة منتهى الجموع ثالث حروفه ألف بعده حرفان بمعنى وترى السفن جواري في الملح شاقات المياه. والكلمة جمع «ماخرة» .

{لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} : اللام حرف جر للتعليل. تبتغوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. من فضله: جار ومجرور متعلق

ص: 388

بتبتغوا والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والمعنى: لتطلبوا من فضل الله وان لم يجر له سبحانه ذكر في الآية الكريمة لدلالة المعنى عليه.

وجملة «تبتغوا» صلة «ان» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بما قبله من نعمة الله سبحانه وعطائه. أو يكون المصدر في محل نصب مفعولا لأجله.

{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} : الواو عاطفة لان المعنى بتقدير: لتبتغوا ولتشكروا لان حرف الرجاء «لعل» مستعار لمعنى الارادة. وسلك به مسلك لام التعليل فجاء على تقدير لتبتغوا ولتشكروا. لعل: حرف مشبه بالفعل من اخوات «ان» والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تشكرون: تعرب اعراب «تأكلون» .والجملة الفعلية «تشكرون» في محل رفع خبر «لعل» وحذف مفعولها لانه معلوم. اي لعلكم تشكرون نعمته وعطاءه.

[سورة فاطر (35): آية 13] يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13)

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} : اعربت في الآية الكريمة التاسعة والعشرين من سورة لقمان.

{ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ} : ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

اللام للبعد والكاف للخطاب والميم علامة الجمع. بمعنى: ذلكم الجاعل لذلك كله هو الله ربكم. الله لفظ الجلالة: خبر مبتدأ محذوف تقديره «هو» مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الاسمية «هو الله» في محل رفع خبر لاسم الاشارة. ربكم: خبر ثان مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل-ضمير

ص: 389

المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور.

او تكون كلمة «ربكم» بدلا من لفظ الجلالة بتقدير: هو ربكم. ويجوز ان يكون لفظ الجلالة «الله» صفة-نعتا-لذلكم او بدلا منه او عطف بيان له و «ربكم» خبرا لذلكم. وهذا هو حكم الاعراب الا ان المعنى يأباه. فالوجه الاول اصح.

{لَهُ الْمُلْكُ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثالث لاسم الاشارة اي خبر بعد خبر-اخبار مترادفة-.له: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. الملك:

مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ} : الواو عاطفة. الذين: اسم اشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. تدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى: «تعبدون» .وجملة «تدعون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ} : جار ومجرور متعلق بتدعون او بحال محذوفة من «الذين» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. ما: نافية لا عمل لها.

يملكون: تعرب اعراب «تدعون» وجملة {ما يَمْلِكُونَ»} في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» بمعنى لا يملكون.

{مِنْ قِطْمِيرٍ} : حرف جر زائد للتأكيد. قطمير: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه مفعول به بمعنى: لا يملكون شيئا. و «القطمير» هي القشرة الرقيقة للنواة. وقيل النقطة البيضاء في ظهر النواة.

[سورة فاطر (35): آية 14] إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اِسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)

{إِنْ تَدْعُوهُمْ} : حرف شرط جازم. تدعوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم»

ص: 390

ضمير الغائبين اي الاوثان في محل نصب مفعول به.

{لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ} : الجملة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الاعراب. لا: نافية لا عمل لها. يسمعوا: فعل مضارع جواب الشرط -جزاؤه-مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. دعاءكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. اي بمعنى لا تسمع الاوثان دعاءكم لانها جماد فهم صم.

{وَلَوْ سَمِعُوا} : الواو عاطفة. لو: حرف شرط غير جازم. سمعوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة وحذف مفعولها. اي ولو سمعوا دعاءكم او ولو سمعوه.

{مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب بمعنى: ولو سمعوه على سبيل الفرض لما اجابوكم لتبرئهم منكم.

وحذفت اللام الواقعة في جواب «لو» .استجابوا: تعرب اعراب «سمعوا» و «لكم» جار ومجرور متعلق باستجابوا والميم علامة جمع الذكور و «ما» نافية لا عمل لها.

{وَيَوْمَ الْقِيامَةِ} : الواو استئنافية. يوم: ظرف زمان-مفعول فيه-منصوب على الظرفية متعلق بيكفرون وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القيامة:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة.

{يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بشرككم: جار ومجرور متعلق بيكفرون والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى: ويكفرون باشراككم اياهم.

{وَلا يُنَبِّئُكَ} : الواو استئنافية. لا: نافية لا عمل لها. ينبئك: فعل مضارع

ص: 391

مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل مبني على الفتح-ضمير المخاطب-في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى: ولا يخبرك بالامر.

{مِثْلُ خَبِيرٍ} : فاعل مرفوع بالضمة. خبير: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: ولا يخبرك بالامر مخبر هو مثل خبير عالم به.

اي ان هذا الذي اخبرتكم به من حال الاوثان هو الحق لاني خبير.

[سورة فاطر (35): آية 15] يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)

{يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ} : اعربت في الآية الكريمة الثالثة. انتم:

ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الفقراء: خبره مرفوع بالضمة.

{إِلَى اللهِ} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «الفقراء» بمعنى الفقراء المحتاجون الى فضل الله.

{وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} : الواو عاطفة. الله لفظ الجلالة: مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. هو: مبتدأ ثان وهو ضمير منفصل في محل رفع. الغني الحميد: خبران للمبتدإ «هو» .والجملة الاسمية {هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ»} في محل رفع خبر المبتدأ الاول «الله» .ويجوز ان تكون «هو» ضمير فصل او عماد لا محل لها من الاعراب. ويكون {الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ»} خبرين للفظ الجلالة. ويجوز ان يكون «الحميد» صفة-نعتا-للغني. والمعنى: والله هو الغني عنكم وعن شكركم المحمود لانه جدير بذلك.

[سورة فاطر (35): آية 16] إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)

• هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة التاسعة عشرة من سورة ابراهيم.

ص: 392

[سورة فاطر (35): آية 17] وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ (17)

{وَما ذلِكَ} : الواو استئنافية. ما: نافية بمنزلة «ليس» عند الحجازيين ونافية لا عمل لها عند بني تميم. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع اسم «ما» على اللغة الاولى. ومبتدأ على اللغة الثانية واللام للبعد والكاف للخطاب.

{عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ} : جار ومجرور للتعظيم متعلق بالخبر. بعزيز: الباء حرف جر زائد للتأكيد. عزيز: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على اللغة الاولى على انه خبر «ما» ومرفوع محلا على اللغة الثانية على انه خبر المبتدأ «ذلك» بمعنى: وليس ذلك على الله بصعب او غير ممكن.

[سورة فاطر (35): آية 18] وَلا تَزِرُ اازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكّى فَإِنَّما يَتَزَكّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (18)

{وَلا تَزِرُ اازِرَةٌ} : الواو استئنافية. لا: نافية لا عمل لها. تزر: فعل مضارع مرفوع بالضمة. وازرة: فاعل مرفوع بالضمة.

{وِزْرَ أُخْرى} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أخرى: صفة -نعت-لموصوف محذوف. اي وزر نفس اخرى مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الالف للتعذر وكذلك «وازرة» فهي صفة-نعت- لموصوف محذوف اي: ولا تزر نفس وازرة فحذف الفاعل الموصوف واقيمت الصفة مقامه. بمعنى: ولا تحمل نفس آثمة اثم نفس اخرى لان كل نفس يوم القيامة لا تحمل الا وزرها الذي اقترفته. اي لا تؤخذ نفس بذنب نفس او لا تأثم آثمة.

ص: 393

{وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} : الواو استئنافية. ان؛ حرف شرط جازم. تدع: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره-حرف العلة- وحذف الفاعل الموصوف واقيمت الصفة مقامه بمعنى: وان تناد نفس مثقلة بالاوزار اي بالآثام. مثقلة: صفة-نعت-للفاعل الموصوف مرفوعة بالضمة.

{إِلى حِمْلِها} : جار ومجرور متعلق بتدع و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة بمعنى الى تخفيف حملها. فحذف المضاف المجرور وحل المضاف اليه محله. ومفعول «تدعو» محذوف اختصارا لأنه معلوم.

{لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} : الجملة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الاعراب. لا: نافية لا عمل لها. يحمل: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بان لانه جواب الشرط وعلامة جزمه السكون. منه: جار ومجرور متعلق بيحمل. شيء: نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى: لا يحمل احد منه شيئا عنها.

{وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى} : الواو حالية. لو: مصدرية. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على معنى «احد» اي ان «كان» اسند الى المدعو المفهوم من قوله تعالى- {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} - والمعنى: ان المثقلة اذا دعت احدا الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان مدعوها ذا قربى. ذا: خبر «كان» منصوب بالالف لانه من الاسماء الخمسة وهو مضاف. قربى: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الالف للتعذر بمعنى ولو كان المدعو قريبا لها لان كل انسان منشغل بنفسه. وجملة {كانَ ذا قُرْبى»} صلة «لو» المصدرية لا محل لها من الاعراب و «لو» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من المسند الى «كان» وهو الانسان المدعو. التقدير: مفروضا كونه ذا قربى.

{إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ} : كافة ومكفوفة. تنذر: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت والمخاطب هو الرسول الكريم

ص: 394

محمد صلى الله عليه وسلم. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

{يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

يخشون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. رب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{بِالْغَيْبِ} : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «يخشون» اي يخشون ربهم غائبين عن عذابه او غائبين عن الناس. أي في خلواتهم مع انفسهم.

{وَأَقامُوا الصَّلاةَ} : الواو عاطفة. اقاموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.

الصلاة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وقد عطف الماضي على المضارع لانه محمول على المعنى لان المعنى: الذين خشوا ربهم واقاموا الصلاة. او على تقدير: وقد اقاموا الصلاة فتكون الواو في هذا التقدير عاطفة على حال. والجملة الفعلية بعدها في محل نصب. والوجه الثاني اصح لانه معطوف على حال.

{وَمَنْ تَزَكّى} : الواو استئنافية: من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه-جزائه-في محل رفع خبر «من» .تزكى: فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بمن مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اي تطهر بفعل الطاعات وترك المعاصي.

{فَإِنَّما يَتَزَكّى لِنَفْسِهِ} : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم والفاء واقعة في جواب الشرط.انما: كافة ومكفوفة. يتزكى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لنفسه: جار ومجرور متعلق بيتزكى والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ} : الواو استئنافية. الى الله: جار ومجرور للتعظيم متعلق

ص: 395

بخبر مقدم. المصير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها من الاعراب.

[سورة فاطر (35): آية 19] وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19)

{وَما يَسْتَوِي} : الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. يستوي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل.

{الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ} : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر.

والبصير: معطوفة بالواو على «الاعمى» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة الظاهرة. مثل للكافر والمؤمن.

[سورة فاطر (35): آية 20] وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20)

• هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية السابقة بمعنى: ولا تستوي الظلمات والنور. اي الحق والباطل. و «لا» زائدة لتأكيد النفي. وتعرب اعراب الآية الكريمة السابقة.

[سورة فاطر (35): آية 21] وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21)

• هذه الآية الكريمة تعرب اعراب الآية الكريمة السابقة-الآية العشرين-وهما ايضا مثلان للحق والباطل. و «الحرور» ريح السموم.

[سورة فاطر (35): آية 22] وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْااتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)

{وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْااتُ} : تعرب اعراب الآية الكريمة

ص: 396

العشرين. مثل سبحانه حال الذين دخلوا في الاسلام بالاحياء. والذين لم يدخلوا فيه واصروا على الكفر بالاموات.

{إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «ان» منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة. يسمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

{مَنْ} : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية {يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ»} في محل رفع خبر «ان» .

{يَشاءُ} : تعرب اعراب «يسمع» .وجملة «يشاء» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب وحذف مفعولها. المعنى: من يشاء اسماعه. او من يشاء ان يسمعهم فيهديهم.

{وَما أَنْتَ} : الواو عاطفة. ما: نافية بمنزلة «ليس» في لغة الحجازيين. ونافية لا عمل لها في لغة بني تميم. انت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما» على اللغة الاولى ومبتدأ على الثانية.

{بِمُسْمِعٍ} : الباء حرف جر زائد للتأكيد. مسمع: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه خبر «ما» ومرفوع محلا لانه خبر المبتدأ «انت» وعلامة نصبه او رفعه فتحة او ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

{مَنْ فِي الْقُبُورِ} : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل «مسمع» .في القبور: جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة لا محل لها من الاعراب. التقدير: من سكن في القبور.

[سورة فاطر (35): آية 23] إِنْ أَنْتَ إِلاّ نَذِيرٌ (23)

{إِنْ أَنْتَ} : مخففة مهملة بمعنى «ما» .انت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

ص: 397

{إِلاّ نَذِيرٌ} : اداة حصر لا عمل لها. نذير: خبر «انت» مرفوع بالضمة.

[سورة فاطر (35): آية 24] إِنّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24)

{إِنّا أَرْسَلْناكَ} : ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» .ارسل: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «ارسلناك» في محل رفع خبر «ان» .

{بِالْحَقِّ} : جار ومجرور في محل نصب حال من ضمير «نا» بتقدير: محقين. او من ضمير المخاطب الكاف في «ارسلناك» بتقدير: محقا. او متعلق بصفة محذوفة من مصدر محذوف التقدير ارسلناك ارسالا مصحوبا بالحق. او متعلق بصلة لبشير ونذير. التقدير: بشيرا بالوعد الحق او نذيرا بالوعيد الحق. لان الكلمتين «بشير» و «نذير» من صيغ المبالغة اي فعيل بمعنى فاعل اي بمعنى: مبشرا للمؤمنين ومنذرا للكافرين.

{بَشِيراً وَنَذِيراً} : حال منصوب بالفتحة. ونذيرا: معطوف بالواو على «بشيرا» ويعرب اعرابه.

{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ} : الواو استئنافية. ان: مخففة مهملة بمعنى «ما» .من:

حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. امة: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده بمعنى: وما خلت من امة بمعنى:

وما مضت من امة. والاصح ان تكون «امة» اسما مجرورا لفظا مرفوعا محلا لأنه مبتدأ. وجاز الابتداء بالنكرة لان فيها التخصيص.

{إِلاّ خَلا} : اداة حصر لا عمل لها. خلا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر بمعنى: مضى.

ص: 398

{فِيها نَذِيرٌ} : جار ومجرور متعلق بالفعل «خلا» .نذير: فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية {خَلا فِيها نَذِيرٌ»} في محل رفع خبر المبتدأ «امة» اي:

إلا مضى او ارسل فيها نذير.

[سورة فاطر (35): آية 25] وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25)

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} : الواو استئنافية. ان: حرف شرط جازم. يكذبوك: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطب-مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والمخاطب هو الرسول الكريم.

{فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ} : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بقد مقترن بالفاء في محل جزم والفاء واقعة في جواب الشرط.قد: حرف تحقيق. كذب:

فعل ماض مبني على الفتح. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{مِنْ قَبْلِهِمْ} : جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة وحذف مفعول «كذب» اختصارا لان ما قبله يدل عليه. المعنى: كذب الذين كانوا من قبلهم رسلهم.

{جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ} : الجملة تعليلية لا محل لها من الاعراب او هي في محل نصب حال من المفعول المحذوف «رسلهم» او تكون لا محل لها من الاعراب بدلا من صلة الموصول. جاءت: فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الاعراب. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. رسل: فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة وقد أنث الفعل على المعنى. اي بمعنى جماعة الرسل.

ص: 399

{بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ} : جار ومجرور متعلق بجاءتهم. اي بالآيات البينات.

بمعنى: بالبراهين والحجج الواضحة فحذف المجرور الموصوف واقيمت الصفة مقامه. وبالزبر: معطوفة بالواو على «بالبينات» وتعرب مثلها.

والباء للتوكيد. ويجوز ان يكون التقدير: وجاءتهم بالزبر وحذف الفعل لان ما قبله يدل عليه. و «الزبر» جمع «زبور» .بمعنى كتاب.

{وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ} : تعرب اعراب «وبالزبر» .المنير: صفة-نعت-للكتاب مجرور بالكسرة. بمعنى: بالصحف والكتب النيرة.

[سورة فاطر (35): آية 26] ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26)

{ثُمَّ أَخَذْتُ} : عاطفة للتراخي. اخذت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{الَّذِينَ كَفَرُوا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها بمعنى: اهلكتهم.

{فَكَيْفَ كانَ} : الفاء استئنافية. كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» مقدم. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.

{نَكِيرِ} : اسم «كان» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة لاشتغال المحل بحركة الياء وحذفت الياء خطا واختصارا واتباعا لرءوس الآي الشريف. وبقيت الكسرة دالة عليها والياء المحذوفة ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: انكاري عليهم وعقابي لهم.

ص: 400

[سورة فاطر (35): آية 27] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْاانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْاانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27)

{أَلَمْ تَرَ} : بمعنى: ألم تعلم. الالف الف تقرير وتعجيب بلفظ الاستفهام.

لم: حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره حرف العلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.

ويجوز ان يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لان هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب. وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره هو.

{أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ} : ان وما بعدها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «ترى» .ان:

حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «ان» منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة. انزل: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لفظ الجلالة. وجملة «انزل» مع مفعولها في محل رفع خبر «أن» .

{مِنَ السَّماءِ ماءً} : جار ومجرور متعلق بأنزل. ماء: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ} : الفاء عاطفة. اخرج: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا معطوف على «انزل» وجيء بالفعل «اخرجنا» معدولا به عن لفظ الغيبة الى ما هو ادخل في الاختصاص وادل عليه. وهو المتكلم. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. به ثمرات: تعرب اعراب {مِنَ السَّماءِ ماءً»} وعلامة نصب المفعول الكسرة بدلا من الفتحة لانه ملحق بجمع المذكر السالم. والجار والمجرور منه متعلق بأخرج.

ص: 401

{مُخْتَلِفاً أَلْاانُها} : صفة-نعت-لثمرات منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. الوان: فاعل لاسم الفاعل «مختلفا» بتأويل: يختلف الوانها مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ} : الواو استئنافية. من الجبال: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. جدد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى: ومن الجبال مخطط ذو جدد اي خطط وطرائق ومنها ما هو على لون واحد. وقد حذف المضاف. ولا بد من تقديره في قوله تعالى- {وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ} -بمعنى: ومن الجبال ذو جدد حتى يتفق مع قوله تعالى- {ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْاانُها} -مع التقدير في ومن الجبال ذو جدد: اي: ومن الجبال مختلف الوانه.

{بِيضٌ وَحُمْرٌ} : تعرب اعراب «جدد» .وحمر: معطوفة بالواو على «بيض» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة بمعنى: ومن الجبال ما هو على لون واحد. اي ومنها بيض وحمر. او تكون «بيض» صفة للموصوف «جدد» وهذا الوجه من الاعراب هو الاصح.

{مُخْتَلِفٌ أَلْاانُها} : صفة-نعت-لحمر مرفوعة مثلها بالضمة. الوانها:

اعربت.

{وَغَرابِيبُ سُودٌ} : معطوفة بالواو على «بيض» او على «جدد» مرفوعة بالضمة. ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعيل» او لانها نهاية الجموع ثالث حروفه الف وبعد الالف ثلاثة احرف. سود:

مؤكد مؤخر مرفوع بالضمة لان كلمة «غرابيب» توكيد للموكد «سود» وجاء التوكيد متقدما وهو يصح لغة على خلاف القياس. لاننا نقول: اسود غربيب. اي حالك السواد او هو الذي ابعد في السواد واغرب فيه ومنه الغراب، وبما ان التاكيد من حقه ان يتبع المؤكد كقولنا أصفر فاقع فان تفسير ذلك او تقديره ان يضمر المؤكد قبله ويكون الذي بعده تفسيرا لما اضمر وذلك لزيادة التوكيد حيث يدل على المعنى الواحد من طريقي الاظهار والاضمار جميعا.

ص: 402

[سورة فاطر (35): آية 28] وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْاانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)

{وَمِنَ النّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ} : الواو عاطفة. من الناس: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. والدواب والانعام: معطوفتان بواوي العطف على «الناس» وتعربان اعرابها. وحذف المبتدأ لانه معلوم من السياق.

{مُخْتَلِفٌ أَلْاانُهُ} : مختلف: صفة-نعت-للموصوف المبتدأ المؤخر المحذوف. التقدير: خلق مختلف الوانه او صنف مختلف الوانه فحذف الموصوف وحلت الصفة محله. الوانه: فاعل لاسم الفاعل «مختلف» مرفوع وعلامة رفعه الضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة في تأويل يختلف الوانه. اي ان اسم الفاعل عمل عمل فعله.

{كَذلِكَ} : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت- لمصدر-مفعول مطلق-محذوف بتقدير: يختلف الوانه اختلافا مثل اختلاف الثمرات والجبال. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة واللام للبعد والكاف حرف خطاب.

{إِنَّما يَخْشَى اللهَ} : كافة ومكفوفة. او تكون مكونة من «ان» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «ان» .يخشى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر.

الله لفظ الجلالة: مفعول به منصوب للتعظيم اي مفعول مقدم وعلامة النصب الفتحة. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

{مِنْ عِبادِهِ} : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من-العلماء-لان «من» حرف جر بياني والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. التقدير: حالة كونهم من بين عباده.

{الْعُلَماءُ} : خبر «ان» مرفوع بالضمة. ويكون فاعل «يخشى» ضميرا مستترا

ص: 403

جوازا تقديره هو. اما اذا اعربت «انما» كافة ومكفوفة فتكون كلمة «العلماء» فاعل «يخشى» وكتبت «العلماء» بواو قبل الهمزة على لفظ او لغة من يفخم الالف قبل الهمزة فيميلها الى الواو.

{إِنَّ اللهَ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل لوجوب الخشية لدلالته على عقوبة العصاة واثابة اهل الطاعة والعفو عنهم. الله لفظ الجلالة: اسم «ان» منصوب للتعظيم بالفتحة.

{عَزِيزٌ غَفُورٌ} : خبران لأن مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة. ويجوز ان يكون «غفور» صفة-نعتا-لعزيز.

[سورة فاطر (35): آية 29] إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29)

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «ان» .يتلون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.

{كِتابَ اللهِ} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة:

مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة الظاهرة.

{وَأَقامُوا} : الواو عاطفة والفعل بعدها معطوف على «يتلون» على المعنى اي بمعنى ان الذين تلوا كتاب الله واقاموا. او تكون الواو حالية بمعنى وقد اقاموا. ويجوز ان تكون استئنافية. اقاموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.

{الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وانفقوا:

معطوفة بالواو على «اقاموا» وتعرب اعرابها.

ص: 404

{مِمّا رَزَقْناهُمْ} : اصلها: من: حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن. رزق: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به. وجملة «رزقناهم» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. او تكون «ما» مصدرية. وجملة «رزقناهم» صلتها لا محل لها من الاعراب. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بمن.

والجار والمجرور متعلق بأنفقوا. التقدير: وانفقوا من رزقنا اياهم على الفقراء والمساكين. و «من» في «مما» للتبعيض. وقد حذف مفعول «انفقوا» لدلالة «من» التبعيضية عليه.

{سِرًّا وَعَلانِيَةً} : حالان من ضمير «انفقوا» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة لان {وَعَلانِيَةً»} معطوفة بالواو على «سرا» وتعرب اعرابها بمعنى: ذوي سر وعلانية اي مسرين ومعلنين او منصوبتان على الظرفية. اي وقتي سر وعلانية او جاء نصبهما على النيابة المصدرية بمعنى: انفقوا انفاق سر وانفاق علانية.

{يَرْجُونَ تِجارَةً} : تعرب اعراب {يَتْلُونَ كِتابَ»} وجملة {يَرْجُونَ تِجارَةً»} في محل رفع خبر «ان» الواردة في صدر الآية الكريمة.

{لَنْ تَبُورَ} : الجملة الفعلية في محل نصب صفة-نعت-لتجارة. لن: حرف نفي ونصب واستقبال. تبور: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

[سورة فاطر (35): آية 30] لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)

{لِيُوَفِّيَهُمْ} : اللام حرف جر للتعليل. يوفي: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به اول.

{أُجُورَهُمْ} : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير

ص: 405

الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة «يوفيهم اجورهم» صلة «ان» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بلن تبور. بمعنى: تجارة ينتفي عنها الكساد وتنفق عند الله ليوفيهم بانفاقها عنده اجورهم.

{وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} : معطوفة بالواو على «يوفيهم» وتعرب اعرابها. من فضله: جار ومجرور متعلق بيزيدهم والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» .غفور شكور: خبران لان مرفوعان بالضمة. وهما من صيغ المبالغة. فعول بمعنى فاعل اي كثير الغفران كثير الشكر بمعنى غفور لهم شكور لاعمالهم.

[سورة فاطر (35): آية 31] وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)

{وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} : الواو استئنافية. الذي: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اوحى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. اليك: جار ومجرور متعلق بأوحينا. وجملة «اوحينا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: أوحيناه إليك.

{مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ} : جار ومجرور متعلق بأوحينا. ومن: للتبيين فيكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذي» التقدير: أوحيناه حالة كونه من الكتاب. هو: ضمير منفصل في محل رفع

ص: 406

مبتدأ. الحق: خبر «هو» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية {هُوَ الْحَقُّ»} في محل رفع خبر المبتدأ.

{مُصَدِّقاً} : حال مؤكدة للحق. لان الحق لا ينفك عن هذا التصديق منصوبة وعلامة نصبها الفتحة.

{لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} : اللام حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام. بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. يديه: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه مثنى وحذفت النون للاضافة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

وشبه الجملة {بَيْنَ يَدَيْهِ»} متعلق بصلة الموصول المحذوفة لا محل لها من الاعراب بمعنى: والذي اوحيناه اليك من القرآن هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه مصدقا لما تقدمه من الكتب السماوية.

{إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة:

اسمها منصوب للتعظيم بالفتحة. بعباده: جار ومجرور متعلق بخبرها والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. والجار والمجرور لما متعلق بكلمة مصدقا.

{لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} : اللام لام التوكيد-المزحلقة-.خبير بصير: خبرا «ان» مرفوعان بالضمة ويجوز ان يكون «بصير» صفة-نعتا-لخبير.

[سورة فاطر (35): آية 32] ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اِصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ} : ثم: حرف عطف. اورث: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع

ص: 407

فاعل. الكتاب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي اورثنا القرآن من بعدك.

{الَّذِينَ اصْطَفَيْنا} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان. اصطفينا: تعرب اعراب «اورثنا» .وجملة «اصطفينا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول اي الساقط من اللفظ الثابت في المعنى ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به.

التقدير: اصطفيناهم.

{مِنْ عِبادِنا} : جار ومجرور و «من» حرف بياني متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول اي في حالة كونهم من عبادنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} : الفاء استئنافية. من: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. ظالم: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. لنفسه: جار ومجرور متعلق بظالم وهي اسم فاعل تعدى الى مفعوله باللام والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ} : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على «منهم ظالم لنفسه» وتعربان اعرابها.

{بِإِذْنِ اللهِ} : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «سابق» .الله لفظ الجلالة:

مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{ذلِكَ} : اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب. والاشارة الى السبق اي ذلك السبق.

{هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» .

هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الفضل: خبر المبتدأ الثاني «هو» مرفوع بالضمة. الكبير: صفة-نعت-للفضل مرفوعة مثلها بالضمة.

ص: 408

[سورة فاطر (35): آية 33] جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (33)

{جَنّاتُ عَدْنٍ} : جنات: بدل من {الْفَضْلُ الْكَبِيرُ»} او مبتدأ مرفوع بالضمة.

عدن: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. بمعنى: جنات الاقامة الدائمة والاستقرار.

{يَدْخُلُونَها} : الجملة الفعلية في محل رفع خبر {جَنّاتُ عَدْنٍ»} وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{يُحَلَّوْنَ فِيها} : الجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة في «يدخلونها» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. او تكون الجملة «يحلون» في محل رفع خبرا ثانيا للمبتدإ. فيها: جار ومجرور متعلق بيحلون وحذف مفعولها لان «من» التبعيضية في {مِنْ أَساوِرَ»} تدل عليه.

{مِنْ أَساوِرَ} : من: حرف جر داخلة للتبعيض بمعنى يحلون بعض أساور.

أساور: اسم مجرور بمن لفظا منصوب بيحلون محلا وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-على وزن-مفاعل-وهو جمع ثالث احرفه الف بعدها حرفان.

{مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً} : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أساور» .

و«لؤلؤا» معطوفة بالواو على محل {مِنْ أَساوِرَ».}

{وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ} : الجملة الاسمية في محل رفع خبر آخر للمبتدإ «جنات» أي أخبار مترادفة خبر بعد خبر. الواو عاطفة. لباس: مبتدأ مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. فيها: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم: حرير: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة

ص: 409

الاسمية {فِيها حَرِيرٌ»} في محل رفع خبر «لباسهم» او تكون الواو حالية.

والجملة الاسمية في محل نصب حالا.

[سورة فاطر (35): آية 34] وَقالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)

{وَقالُوا} : الواو استئنافية. قالوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. والجملة الاسمية بعدها: في محل نصب مفعول-مقول القول-.

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي} : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة- نعت-للفظ الجلالة. والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها.

{أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عنا: جار ومجرور متعلق بأذهب. الحزن: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي الخوف من العاقبة.

{إِنَّ رَبَّنا} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. رب: اسم «ان» منصوب للتعظيم بالفتحة. و «نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{لَغَفُورٌ شَكُورٌ} : خبران لان، خبر بعد خبر مرفوعان بالضمة واللام لام التوكيد-المزحلقة-وهما من صيغ المبالغة اي فعول بمعنى فاعل.

[سورة فاطر (35): آية 35] الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (35)

{الَّذِي} : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. او في محل نصب صفة-نعت-لربنا في الآية الكريمة السابقة. او في محل جر بدل من «الذي» الاولى.

ص: 410

{أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ} : الجملة صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. أحلّ:

فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

و«نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب مفعول به اول. دار: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

المقامة: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. اي احلنا دار الاقامة.

{مِنْ فَضْلِهِ} : جار ومجرور متعلق بأحلنا والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير المتكلمين في «أحلنا» .لا: نافية لا عمل لها. يمس: فعل مضارع مرفوع بالضمة. و «نا» اعربت. فيها: جار ومجرور متعلق بلا يمسنا. نصب:

فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى: تعب.

{وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ} : معطوفة بالواو على {لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ»} وتعرب اعرابها. اي تعب واعياء.

[سورة فاطر (35): آية 36] وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا} : الواو استئنافية. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. وخبره الجملة الاسمية بعده او الجملة الفعلية {لا يُقْضى عَلَيْهِمْ»} في محل رفع. كفروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة وجملة «كفروا» صلة الموصول لا محل لها.

{لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ} : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.

والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. نار: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.

ص: 411

جهنم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لانه ممنوع من الصرف-التنوين-للمعرفة والتأنيث.

{لا يُقْضى عَلَيْهِمْ} : الجملة الفعلية في محل نصب حال من الكافرين. لا:

نافية لا عمل لها. يقضى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الالف للتعذر. على: حرف جر. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل.

{فَيَمُوتُوا} : الفاء سببية. يموتوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بالنفي وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة «يموتوا» صلة «أن» المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق. التقدير: لا قضاء عليهم فلا موت بمعنى: لا يقضى عليهم بموت آخر فينتهوا ويستريحوا بعد تلاشيهم.

{وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ} : معطوفة بالواو على {لا يُقْضى عَلَيْهِمْ»} وتعرب اعرابها.

وعلامة رفع الفعل «يخفف» الضمة الظاهرة. و «عنهم» جار ومجرور متعلق بلا يخفف لان «من» التبعيضية دلت على النائب عن الفاعل.

{مِنْ عَذابِها} : جار ومجرور متعلق بلا يخفف. و «من» للتبعيض و «ها» ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{كَذلِكَ} : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت- لمصدر-مفعول مطلق-محذوف او نائبة عنه. التقدير: مثل ذلك الجزاء نجزي. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة واللام للبعد والكاف للخطاب. ويجوز ان تكون الكاف في محل رفع مبتدأ.

والجملة الفعلية «نجزي» في محل رفع خبره.

{نَجْزِي} : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

{كُلَّ كَفُورٍ} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. كفور: مضاف اليه

ص: 412

مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. والكلمة صيغة مبالغة فعول بمعنى فاعل. اي كثير الكفران.

[سورة فاطر (35): آية 37] وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)

{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها} : الواو حالية. والجملة الاسمية بعدها في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم» في {لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ»} الواردة في الآية الكريمة السابقة. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يصطرخون:

فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

فيها: جار ومجرور متعلق بيصطرخون أي وهم يستغيثون او يتصارخون في جهنم مستغيثين. والجملة الفعلية {يَصْطَرِخُونَ فِيها»} في محل رفع خبر «هم» .

{رَبَّنا} : منادى بأداة نداء محذوفة. التقدير: يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل جر بالاضافة بمعنى ويدعون ربهم قائلين.

{أَخْرِجْنا} : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به بفعل مضمر اي ويقولون ربنا. اخرجنا: وهي فعل تضرع ودعاء وتوسل بصيغة طلب مبني على السكون لاتصاله بنا. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. و «نا» ضمير متصل-ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحذف الجار الصلة لانه معلوم من السياق او لان ما قبله دل عليه. المعنى:

اخرجنا من نار جهنم.

{نَعْمَلْ صالِحاً} : فعل مضارع مجزوم لانه جواب الطلب وعلامة جزمه

ص: 413

سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. صالحا:

مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو في الأصل صفة-نعت- لموصوف-منعوت-محذوف. المعنى: نعمل عملا صالحا فحذف الموصوف واقيمت الصفة مقامه.

{غَيْرَ الَّذِي} : صفة لكلمة «صالحا» او بدل منها. ويجوز ان تكون صفة ثانية للموصوف المحذوف عملا منصوبا بالفتحة وهي مضافة. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.

{كُنّا نَعْمَلُ} : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. كنا:

فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل -ضمير المتكلمين-مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» .نعمل:

فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

والجملة الفعلية «نعمل» في محل نصب خبر «كان» وحذف العائد-الراجع- الى الموصول وجوبا ومحله النصب لانه مفعول به. التقدير: نعمله.

{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} : الجملة الفعلية الاستفهامية في محل نصب مفعول به-مقول القول-بمعنى فيقول لهم او فنقول لهم: ألم نمد في عمركم. الهمزة همزة توبيخ من الله سبحانه لهم بلفظ استفهام. الواو زائدة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. نعمركم: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.

{ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ} : ما: اسم موصول مبني على السكون بمعنى «الذي» في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى: ألم نمد في عمركم الى الذي يتذكر فيه القابل للتذكر اي الى القدر الذي يتذكر فيه. يتذكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة. فيه: جار ومجرور متعلق بيتذكر. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل.

ص: 414

{يَتَذَكَّرُ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «تذكر» صلة الموصول لا محل لها.

{وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ} : الواو عاطفة. وما بعدها معطوف على معنى او لم نعمركم لان لفظه لفظ استخبار ومعناه معنى اخبار بتقدير: قد عمرناكم وجاءكم النذير. جاءكم: فعل ماض مبني على الفتح والكاف ضمير متصل -ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. والميم علامة جمع الذكور. النذير: فاعل مرفوع بالضمة. وهو بصيغة فعيل بمعنى فاعل. بمعنى: جاءكم المنذر ينذركم من العاقبة.

{فَذُوقُوا} : الفاء سببية. ذوقوا: فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.

وحذف مفعولها لعلم السامع. اي فذوقوا العذاب الذي تستحقون.

{فَما لِلظّالِمِينَ} : الفاء استئنافية للتعليل. ما: نافية لا عمل لها. للظالمين:

جار ومجرور متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

{مِنْ نَصِيرٍ} : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. نصير: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه مبتدأ مؤخر اي نصير ينقذهم.

[سورة فاطر (35): آية 38] إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (38)

{إِنَّ اللهَ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم «ان» منصوب للتعظيم وعلامة نصبه الفتحة.

{عالِمُ غَيْبِ السَّماااتِ وَالْأَرْضِ} : خبر «ان» مرفوع بالضمة. غيب:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. السموات:

مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض: معطوفة بالواو على «السموات» .وتعرب مثلها.

ص: 415

{إِنَّهُ عَلِيمٌ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل لانه اذا علم ما في الصدور وهو اخفى ما يكون فقد علم كل غيب في العالم. عليم:

خبر «ان» مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والهار في «انه» ضمير متصل في محل نصب اسم إن.

{بِذاتِ الصُّدُورِ} : جار ومجرور متعلق بعليم. الصدور: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي عليم بمضمرات الصدور.

[سورة فاطر (35): آية 39] هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاّ خَساراً (39)

{هُوَ الَّذِي} : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» .

{جَعَلَكُمْ خَلائِفَ} : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والكاف ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل نصب مفعول به اول. والميم علامة جمع الذكور. خلائف: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. ولم تنون لانها ممنوعة من الصرف- التنوين-على وزن-مفاعل-او جمع ثالث احرفه ألف بعده حرفان.

مفردها خليفة.

{فِي الْأَرْضِ} : جار ومجرور متعلق بجعلكم، والجملة الفعلية {جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ»} صلة الموصول لا محل لها. أو يكون الجار والمجرور {فِي الْأَرْضِ»} في مقام المفعول الثاني لجعل أو متعلقة بصفة محذوفة من خلائف.

{فَمَنْ كَفَرَ} : الفاء استئنافية. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه-جزائه-في محل رفع خبر «من» .كفر: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن

ص: 416

والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وحذف الجار. اي فمن كفر منكم.

{فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمن. عليه: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. كفره: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة بمعنى: فعليه جزاء كفره والفاء واقعة في جواب الشرط وحذف المضاف واقيم المضاف اليه مقامه.

{وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ} : الواو استئنافية. لا: نافية لا عمل لها. يزيد:

فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكافرين: مفعول به اول منصوب وعلامة نصبه الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

{كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} : فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. عند: ظرف مكان متعلق بيزيد منصوب على الظرفية.

رب: مضاف اليه مجرور بالكسرة. و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.

{إِلاّ مَقْتاً} : اداة حصر لا عمل لها. مقتا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اي الا بغضا شديدا.

{وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاّ خَساراً} : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب اعرابها. اي الا خسارة للآخرة.

[سورة فاطر (35): آية 40] قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماااتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاّ غُرُوراً (40)

{قُلْ} : فعل امر مبني على السكون وحذفت واوه لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.

ص: 417

{أَرَأَيْتُمْ} : الهمزة همزة تعجب بلفظ استفهام. رأيتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل-ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.

بمعنى: اخبروني.

{شُرَكاءَكُمُ} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين-مبني على الضم في محل جر بالاضافة والميم علامة جمع الذكور. بمعنى: اخبروني عن هؤلاء الشركاء. والجملة الفعلية {أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ»} في محل نصب مفعول به-مقول القول-.

{الَّذِينَ تَدْعُونَ} : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة-نعت- للشركاء. تدعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمعنى: تعبدون. وجملة «تدعون» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: الذين تدعونهم وحذف المفعول الثاني اي تدعونهم شركاء. لأن ما قبله يدل عليه ولأن الفعل «تدعو» يتعدى الى مفعولين.

{مِنْ دُونِ اللهِ} : جار ومجرور متعلق بتدعون او بحال محذوفة من مفعول «تدعون» .الله لفظ الجلالة: مضاف اليه مجرور للتعظيم بالكسرة.

{أَرُونِي} : فعل امر مبني على حذف النون لان مضارعه من الافعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والنون للوقاية. والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة «اروني وما بعدها» بدل من «أرأيتم» بمعنى: اخبروني عن هؤلاء الشركاء وعما استحقوا به الالهية.

{ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} : ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «خلقوا» و «من» حرف جر بياني للتعجب. الأرض: اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة. والجار والمجرور متعلق بخلقوا. والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به ثان لأروني. او تكون متعلقة بأروني على معنى: اخبروني لأنها أي-أروني-

ص: 418

بدل من-أرأيتم-بمعنى: اخبروني. وفي هذه الحالة يجوز ان تكون «ما» اسم استفهام مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ. و «ذا» اسما موصولا مبنيا على السكون في محل رفع خبر «ما» .خلقوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. من الارض: جار ومجرور متعلق بخلقوا. والجملة الفعلية {خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ»} صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: ماذا خلقوه من الارض. بمعنى: اروني اي جزء من اجزاء الارض استبدوا بخلقه من دون الله.

{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ} : أم: حرف عطف وهي «أم» المتصلة لانها مسبوقة بهمزة استفهام. لهم: اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.

والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم. شرك: اي شراكة مع الله مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية {لَهُمْ شِرْكٌ»} معطوفة بأم على «ما خلقوا» .

{فِي السَّماااتِ} : جار ومجرور متعلق بشرك. بتقدير: في خلق السموات.

فحذف المضاف المجرور واقيم المضاف اليه مقامه.

{أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً} : أم: اعربت. آتي: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

و«هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به أول. كتابا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بمعنى: أم آتينا هؤلاء الظالمين او الكفار كتابا من عندنا. فحذفت الصلة الجار والمجرور اختصارا لأنه معلوم.

{فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ} : الفاء سببية او استئنافية للتعليل. هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. على بينة: جار ومجرور متعلق بخبر «هم» .

منه: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بينة» بمعنى ام معهم كتاب من عند الله ينطق بأنهم شركاء فهم على حجة وبرهان من ذلك الكتاب. او فهم على دليل بهذا اي من الكتاب.

ص: 419

{بَلْ إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ} : بل: حرف اضراب للاستئناف. ان: مخففة من «ان» مهملة لانها مخففة بمعنى «ما» النافية. يعد: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الظالمون: فاعل مرفوع بالواو لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

{بَعْضُهُمْ بَعْضاً} : بدل من الظالمين مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة.

و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اي الرؤساء. بعضا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة اي الاتباع.

{إِلاّ غُرُوراً} : بمعنى ما يعد بعضهم بعضهم او بعضا منهم في شفاعة هؤلاء الشركاء. الا: اداة حصر لا عمل لها. غرورا: مفعول به ثان للفعل «يعد» بمعنى: قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله. اي ما يعدونهم الا بالباطل.

ويجوز ان تكون «غرورا» مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بفعل مضمر.

بمعنى: وما يعد بعضهم بعضهم اي يغرون بعضهم غرورا. او تكون حالا بمعنى: الا مغرورين.

[سورة فاطر (35): آية 41] إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماااتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)

{إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة:

اسمها منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يمسك: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بمعنى: يمنع او يحفظ.والجملة الفعلية «يمسك وما بعدها» في محل رفع خبر «ان» .

{السَّماااتِ وَالْأَرْضَ} : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لانه ملحق بجمع المؤنث السالم والواو عاطفة. الأرض: معطوفة على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة.

ص: 420

{أَنْ تَزُولا} : ان: حرف مصدرية ونصب. تزولا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والالف ضمير متصل-ضمير الاثنين-مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة «تزولا» صلة «ان» المصدرية لا محل لها من الاعراب. و «ان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول لاجله او من اجله بمعنى: كراهة ان تزولا ثم حذف. ويجوز ان يكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر مقدر. اي. بمنعهما من ان تزولا.

اي من الزوال لان الامساك منع.

{وَلَئِنْ زالَتا} : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم-اللام المؤذنة-.ان:

حرف شرط جازم. زالتا: فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء علامة او تاء التأنيث والالف ضمير متصل-ضمير الاثنتين- مبني على السكون في محل رفع فاعل. وجملة «ان زالتا» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه فلا محل لها من الاعراب بمعنى: ولو زالتا.

{إِنْ أَمْسَكَهُما} : الجملة الفعلية جواب القسم سد مسد الجوابين. ان: حرف مهمل للنفي لا عمل له بمعنى «ما» النافية. امسك: فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم. و «ما» للتثنية بمعنى: ما منعهما من الزوال.

{مِنْ أَحَدٍ} : من: حرف جر زائد لتأكيد النفي. احد: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على انه فاعل امسك.

{مِنْ بَعْدِهِ} : جار ومجرور في محل جر صفة-نعت-لاحد على اللفظ وفي محل رفع على المحل والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة. اي من بعد امساكه.

{إِنَّهُ كانَ} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل تفيد هنا التعليل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

ص: 421

{حَلِيماً غَفُوراً} : خبران لكان منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة. ويجوز ان يكون «غفورا» صفة-نعتا-لحليما. والجملة الفعلية {كانَ حَلِيماً غَفُوراً»} في محل رفع خبر «ان» .

[سورة فاطر (35): آية 42] وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاّ نُفُوراً (42)

{وَأَقْسَمُوا بِاللهِ} : الواو استئنافية. اقسموا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.

بالله: جار ومجرور للتعظيم متعلق بأقسموا.

{جَهْدَ أَيْمانِهِمْ} : مصدر مؤكد-مفعول مطلق-منصوب بمضمر تقديره:

يجهدون جهد إيمانهم اي جهدا والكلمة مضافة وعلامة نصبها الفتحة.

ايمان: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

و«هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. اي اقسموا قبل مبعث النبوة.

{لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ} : اللام موطئة للقسم. ان: حرف شرط جازم. جاء:

فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به مقدم. نذير: فاعل مرفوع بالضمة. وهي من صيغ المبالغة فعيل بمعنى فاعل اي منذر. وجملة «ان جاءهم نذير» اعتراضية بين القسم وجوابه فلا محل لها من الاعراب.

{لَيَكُونُنَّ} : الجملة جواب القسم لا محل لها من الاعراب. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم او جواب القسم سد مسد الجوابين اللام واقعة في جواب القسم. يكونن: فعل مضارع ناقص مبني على حذف النون لانه من الافعال الخمسة. وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة. وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع اسم «يكون» ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الاعراب.

ص: 422

{أَهْدى} : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الالف للتعذر ولم ينون لانه ممنوع من الصرف-التنوين-لانه على وزن-أفعل-التفضيل وبوزن الفعل.

{مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ} : جار ومجرور متعلق بأهدى وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على الالف للتعذر. الامم: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: من بعض الامم او من واحدة من الامم او من الامة التي يقال لها احدى الامم تفضيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة.

{فَلَمّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ} : الفاء استئنافية. لما: اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب. جاءهم نذير: اعربت. وجملة {جاءَهُمْ نَذِيرٌ»} في محل جر بالاضافة.

{ما زادَهُمْ إِلاّ نُفُوراً} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب. ما: نافية لا عمل لها. زادهم: تعرب اعراب «جاءهم» والفاعل محذوف اختصارا لان ما قبله يدل عليه اي ما زادهم مجيء النذير وهو محمد صلى الله عليه وسلم. والجملة اسناد مجازي لانه هو السبب في ان زادوا انفسهم نفورا عن الحق وابتعادا عنه. الا: اداة حصر لا عمل لها. نفورا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى: الا اعراضا وصدا عن الحق.

[سورة فاطر (35): آية 43] اِسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً (43)

{اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ} : استكبارا: بدل من «نفورا» الواردة في الآية الكريمة السابقة. أو مفعول له. على معنى: فما زادهم الا ان نفروا استكبارا

ص: 423

وعلوا. او تكون حالا بمعنى: مستكبرين وماكرين برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. في الارض: جار ومجرور متعلق باستكبارا.

{وَمَكْرَ السَّيِّئِ} : الواو عاطفة. مكر: معطوفة على «استكبارا» منصوبة مثلها بالفتحة. السيئ: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى:

ومكرا سيئا. ويجوز ان تكون معطوفة على «نفورا» واصله: وان مكروا السيئ: اي المكر السيئ ثم ومكروا السيئ ثم ومكر السيئ. والدليل عليه قوله تعالى {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ»} فحذف الموصوف استغناء بوصفه ثم بدل ان مع الفعل بالمصدر ثم اضيف.

{وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ} : الواو استئنافية تفيد التعليل. لا: نافية لا عمل لها. يحيق: اي يحيط: فعل مضارع مرفوع بالضمة. المكر: فاعل مرفوع بالضمة. السيئ: صفة-نعت-للمكر مرفوعة مثلها بالضمة.

{إِلاّ بِأَهْلِهِ} : اداة حصر لا عمل لها. بأهله: جار ومجرور متعلق بلا يحيق والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ} : الفاء استئنافية. هل: حرف استفهام لا عمل له.

ينظرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

{إِلاّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ} : اداة حصر لا عمل لها. سنة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الاولين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الياء لانه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد.

بمعنى: انما ينظرون انزال العذاب او العقاب على الذين كذبوا برسلهم من الامم قبلهم اي الكفار الاولين. او الا ان تجيئهم سنة الله فيهم اي طريقته سبحانه في اخذ الاولين وتعذيبهم. وأصل «الأولين» صفة-نعت-لموصوف محذوف اقيمت مقامه.

{فَلَنْ تَجِدَ} : الفاء استئنافية. لن: حرف نفي ونصب واستقبال. تجد: فعل

ص: 424

مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت.

{لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً} : جار ومجرور متعلق بالفعل «تجد» .الله لفظ الجلالة:

مضاف اليه مجرور للتعظيم بالاضافة وعلامة الجر الكسرة. تبديلا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً} : الجملة معطوفة بالواو على {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً»} وتعرب اعرابها.

[سورة فاطر (35): آية 44] أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماااتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (44)

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} : هذا القول الكريم اعرب في الآية الشريفة التاسعة من سورة الروم.

{وَما كانَ اللهُ} : الواو استئنافية. ما: نافية لا عمل لها. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله: اسمها مرفوع للتعظيم بالضمة.

{لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ} : اللام لام الجحود-النفي-.يعجزه: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. من: حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. شيء: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا لانه فاعل «يعجزه من شيء» .وجملة {كانَ اللهُ»} مع خبرها ابتدائية لا محل لها من الاعراب. وجملة «يعجزه» صلة «ان» المصدرية المضمرة لا محل لها من الاعراب. و «ان» المضمرة بعد لام الجحود وهي حرف جر يؤكد النفي الواقع على الفعل

ص: 425

الناقص «كان» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بخبر «كان» المحذوف. التقدير: وما كان الله مريدا ان يعجزه شيء بمعنى لا يفوته شيء.

{فِي السَّماااتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} : جار ومجرور في محل جر صفة-نعت- لشيء على اللفظ.وفي محل رفع على المحل والواو عاطفة. و «لا» زائدة لتأكيد النفي. في الارض: معطوفة على {فِي السَّماااتِ»} وتعرب مثلها.

{إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً} : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «ان» .والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبرها. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عليما قديرا: خبرا «كان» منصوبان بالفتحة.

ويجوز ان يكون «قديرا» صفة-نعتا-لعليما.

[سورة فاطر (35): آية 45] وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (45)

{وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ} : الواو استئنافية. لو: حرف شرط غير جازم.

يؤاخذ: فعل مضارع مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة: فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. الناس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{بِما كَسَبُوا} : الباء حرف جر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء. كسبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة. وجملة «كسبوا» صلة الموصول لا محل لها من الاعراب. والعائد-الراجع-الى الموصول ضمير محذوف منصوب المحل لانه مفعول به. التقدير: بما كسبوه. بمعنى: بما اقترفوه من معاصيهم وآثامهم. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلق بيؤاخذ. والتقدير بسبب ما كسبوا فحذف

ص: 426

المجرور المضاف وحل المضاف اليه محله.

{ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب. ما: نافية لا عمل لها. ترك: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لفظ الجلالة. على ظهر: جار ومجرور متعلق بترك و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة بمعنى: على ظهر البسيطة اي الارض. وإن لم يرد لها ذكر لأنها معلومة.

{مِنْ دَابَّةٍ} : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. دابة: اسم مجرور لفظا منصوب محلا لانه مفعول به للفعل ترك. بمعنى: ما ترك نسمة تدب على ظهر الأرض يريد بني آدم اي الانسان وغيره.

{وَلكِنْ} : الواو زائدة. لكن: حرف استدراك عاطف لا يعمل لانه مخفف وهو في الاصل حرف مشبه بالفعل.

{يُؤَخِّرُهُمْ} : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.

{إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} : جار ومجرور متعلق بيؤخرهم. مسمى: صفة-نعت- لاجل مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة للتعذر على الالف قبل تنوينها وقد نونت لانها اسم مقصور نكرة رباعي مضعف او مشدد بمعنى الى موعد مقرر وهو يوم القيامة.

{فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ} : الفاء استئنافية. اذا: ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون مضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاء:

فعل ماض مبني على الفتح. اجل: فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة. وجملة {جاءَ أَجَلُهُمْ»} في محل جر بالاضافة بمعنى: فاذا جاء موعدهم هذا.

{فَإِنَّ اللهَ} : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب اي الجملة المؤولة من «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها. الفاء واقعة في جواب الشرط.ان: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة: اسم

ص: 427

«ان» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. والجملة الفعلية بعده في محل رفع خبر «ان» .

{كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً} : كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على لفظ الجلالة. و «بعباده» جار ومجرور متعلق بخبر «كان» والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.

بصيرا: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

* * *

ص: 428