الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للإنسان أن يدع الركعتين بعد الطواف.
وقوله «فجعل المقام بينه وبين البيت»
المقام أي مقام إبراهيم جعله بينه وبين الكعبة.
وهذا يشعر بأن المقام في مكانه الحالي لأنه لو كان لاصقا بالبيت كما في الرواية المشهورة ما احتاج أن يقول جعل بينه وبين البيت لأن المقام لاصق بالبيت.
وهذه المسألة اختلف فيها المؤرخون وأكثر المؤرخين على أنه كان في أول الأمر لاصقا بالبيت ثم زحزح ولكن الذي يظهر أنه من الأصل في مكانه هذا.
ومقام إبراهيم جعل الله فيه آية وهي أثر قدمي إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد شهده أوائل هذه الأمة شهدوا أثر القدم ولكنه انمحى وزال لكثرة مسه من الناس. وقد أشار إلى هذا أبو طالب في قوله:
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة
…
على قدميه حافيا غير ناعل (1) .
وقوله: «فصلى»
يعني ركعتين. واعلم أن المشروع في هاتين الركعتين التخفيف وأن يقرأ فيهما بـ) قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (و) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (وأنه ليس
(1) البداية والنهاية 3/ 43.
قبلهما دعاء وليس بعدهما دعاء.
والحكمة من تخفيفهما أن تفسح المجال لمن هو أحق منك فالناس ينتهون من الطواف أرسالاً فإذا انتهى الطائفون وأنت حاجز هذا المكان تطيل الصلاة فمعناه أنك حجزت مكاناً لمن هو أحق منك فلا تطل الصلاة ثم إنه قد يكون المطاف مزدحما فيحتاج الطائفون إلى المكان الذي أنت فيه أيضا فمن ثم خفف النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة واختار أن يقرأ بعد الفاتحة بسورتي الكافرون والإخلاص) قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (و) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (لأن إمام الحنفاء هو صاحب هذا المقام وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ((1) .
والحكمة في قراءة هاتين السورتين أن فيهما التوحيد كله بنوعيه التوحيد الخبري والتوحيد الطلبي العملي فالتوحيد الخبري في) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (والعملي الطلبي في) قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (.
وهل للمقام دعاء؟
الجواب: ليس للمقام دعاء ولا دعاء قبل الركعتين ولا بعدهما ولكن المشكلة أن مثل هذه البدع صارت كأنها قضايا
(1) سورة النحل: الآية 123.