المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه - البخلاء للخطيب البغدادي

[الخطيب البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبُخْلِ، وَوَصْفِهِ، وَعَيْبِهِ، وَذَمِّهِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ.وَالاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْهُ

- ‌استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم باللَّه من البخل

- ‌نفي النبي صلى الله عليه وسلم البخل عن نفسه

- ‌وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السخاء والبخل

- ‌ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن طعام البخيل داء

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن اللَّه يبغض البخيل»

- ‌ما روي في نفي الإيمان عن البخل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل بعيد من اللَّه

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يدخل الجنة

- ‌البخل والشح

- ‌باب ذكر المأثور عن المتقدمين في ذم البخل والباخلين

- ‌فصل وصف الفضلاء مواعيد البخلاء

- ‌فصل من مدح بخيلا رجاء عطائه ثم أعقب مديحه بذمه وهجائه

- ‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

- ‌فصل أخبار مستظرفة لجماعة من البخلاء

- ‌فصل وقد كثر الهجاء بالبخل على الطعام

- ‌فصل المذكورون بأنهم أبخل الناس

- ‌فصل مذهب البخلاء فيما جمعوه أن الحزم ألا ينفقوه

- ‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

الفصل: ‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

214 -

أخبرنا القاضي أبو مُحَمَّد الحسن بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن رامين الاستراباذي، أخبرنا الحسن بْن إبراهيم بْن يزيد القطان الفسوي بها، حَدَّثَنَا أبو القاسم عمرو بْن مُحَمَّد الغلابي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن القاسم، قَالَ: حدثني أبي، عن خالد بْن سعيد، قَالَ: نزل جرير بعميرة: حي من بني عامر بْن كلب، فلم يقروه، ولم يرفعوا به رأسا حتى رحل عنهم، فأنشأ يقول، من الوافر:

وما لمنا عميرة غير أنا

نزلنا بالعذيب فما قرينا

فبتنا موحشين بليل سوء

وقد لقي المطي كما لقينا

"

215 -

وقال الغلابي: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن الضحاك، حَدَّثَنَا هشام، قَالَ: " نزل أبو مالك الخصاصي، وهو حي من أسد، بخالد بْن قطن الحارثي، بقرية له على نهر صرصر، فأساء قراه، فأنشأ يقول، من الوافر:

ص: 159

تضيفت ابن ملكة في قراه

فكان قراه لما أنّ أتاني

رغيفا خف من منقشر الأعالي

شديد اليبس ليس لذاك ثاني

أكل المهرجان كما رأينا

بقرية خالد في المهرجان

فلما أن مددت يدي إليه

تقشر من خشونته بناني

"

216 -

أخبرنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أنبأنا القاضي أبو سعيد السيرافي، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، أنبأنا أبو حاتم، أخبرني عمارة يعني: ابن عقيل، قَالَ: " نزل بلال بْن جرير برجل، يقال له: مسعود بْن طعمة، أحد بني بيدعة من بني عدي، فلم يحسن قراه، وقد كان قَالَ له: انزل علي إذا مررت.

فقال بلال، من المتقارب:

أمسعودا أنت الدنيء اللئيم

كأنك قنفذة في ضعة

سمعنا له إذ نزلنا به

كلاما كما تنطق الضفدعة

فأي اللئيمين أشبهته

أطعمة أم أمك الكوتعه

عددنا عديا وآباءهم

فشر عدي بنو بيدعة

ص: 160

فما أعطش الضيف لما غدا

من البيدعات وما أجوعه

"

217 -

قَالَ ابن دريد: وأخبرنا أبو حاتم، عن عمارة، قَالَ: " مر بلال بْن جرير بنفر من بني ناشرة، فجفوه، ولم يقروه، فقال، من المتقارب:

عددنا فقيما وآباءهم

فشر فقيم بنو ناشره

قصار الفعال طوال الخصى

مناتين ليست لهم بادره

يعدون غرما قرى ضيفهم

فلا عدموا صفقة خاسره

إذا ضفتهم وتخيلتهم

وجدت لهم علة حاضره

وليسوا إذا قلت ماذا هم

بأصحاب دنيا ولا آخره

"

218 -

أخبرنا أبو يعلي أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: قَالَ أبو مُحَمَّد الهدادي: " نزل حمزة بْن بيض بقوم، فأساءوا ضيافته، وطرحوا لبغلته تبنا رديئا فعافته، فأشرف عليها، فشحجت حين رأته، فقال، من الرمل:

احسبيها ليلة أدلجتها

فكلي إن شئت تبنا أو ذري

ص: 161

قد أتى مولاك خبز يابس

فتغدى فتغدي واصبري

219 -

وأخبرنا أبو يعلى، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد، أخبرنا الكوكبي، قَالَ: أخبرني المسكي، قَالَ: " قدم ابن حمدون النديم مدينة السلام منصرفا من الحج، وقد كان قطع عليه في الطريق، فعرض عليه مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن طاهر، وسأله أنّ ينزل عنده، فلم يفعل، فصرت إليه، فأنشدته، من الطويل:

ليهنك أجرا حجة ورزية

وأنك لم تحلل بدار ابن طاهر

بدار كأن الضيف في جنباتها

إذا ما غدا ضيف لأهل المقابر

"

220 -

أخبرنا أبو عبد اللَّه الخالع، إجازة، وأنبأنا مُحَمَّد بْن علي البيع عنه، قراءة، قَالَ، أنبأنا أَحْمَد بْن الفضل المعروف بسندانة، عن عبد اللَّه بْن المعتز، قَالَ: قَالَ بعضهم، من السريع:

عوذ لما بت ضيفا له

أقراصه بخلا بياسين

فبت والأرض فراشي وقد

غنت قفا نبك مصاريني

"

221 -

أخبرنا أبو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي، حَدَّثَنَا سهل بْن أَحْمَد الديباجي، قَالَ: أنشدني أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد المديني، لنفسه بمصر، من الوافر: «

ص: 162

فتى لرغيفه صوت فصيح

ينادي بالضيوف ألا حذار

يفر من الضيوف إذا رآهم

فرار الصقر من ذرق الحباري

»

222 -

وقال أبو نصر منصور بْن مشكان الخراساني الكاتب، من المتقارب:

ظلمناك لما طلبنا قراك

وما للقرى والفتى الباخل

وسمناك ما لم تكد تستطيع

وتأبى الطباع على الناقل.

223 -

أنشدني أبو الحسن علي بْن أَحْمَد النعيمي، قَالَ: أنشدني أبو هلال العسكري لنفسه، من الطويل:

تنانيركم للنمل فيها مدارج

وفي قدركم للعنكبوت مناسج

وعندكم للضيف حين ينوبكم

حوالات سوء بالقرى وسفاتج

وأنتم على ما تزعمون أكارم

فأيري في است أم المكارم والج

"

224 -

أنشدني أبو منصور عبد الباقي بْن عبد اللَّه البارع، لأبي عبد اللَّه بْن الحجاج، وأنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قَالَ: أنشدنا ابن حجاج لنفسه، من السريع:

ص: 163

يا ذاهبا في داره جائيا

بغير معنى وبلا فائده

قد جن أضيافك من جوعهم

فاقرأ عليهم سورة المائده

"

225 -

أخبرنا ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا ابن عبد الحكم، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن علي الباذبيني، قَالَ: قَالَ دعبل الخزاعي، من السريع:

يا تارك البيت على ضيفه

وهاربا منه من الخوف

ضيفك قد جاء بخبز له

فارجع وكن ضيفا على الضيف

"

226 -

وقال ابن عبد الحكم: حدثني مُحَمَّد بْن سهل، قَالَ: أنشدني أبو العباس القرشي، من البسيط:

قوم يغارون أن تغشى موائدهم

ولا يغارون في العصيان للحرم

إن جاء ضيف تواروا في بيوتهم

كأنه جاءهم يبغيهم بدم

لهم وقار وحلم من عدوهم

وفي البيوت لهم جهل على الخدم

ص: 164