المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال - البخلاء للخطيب البغدادي

[الخطيب البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبُخْلِ، وَوَصْفِهِ، وَعَيْبِهِ، وَذَمِّهِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ.وَالاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْهُ

- ‌استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم باللَّه من البخل

- ‌نفي النبي صلى الله عليه وسلم البخل عن نفسه

- ‌وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السخاء والبخل

- ‌ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن طعام البخيل داء

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن اللَّه يبغض البخيل»

- ‌ما روي في نفي الإيمان عن البخل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل بعيد من اللَّه

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يدخل الجنة

- ‌البخل والشح

- ‌باب ذكر المأثور عن المتقدمين في ذم البخل والباخلين

- ‌فصل وصف الفضلاء مواعيد البخلاء

- ‌فصل من مدح بخيلا رجاء عطائه ثم أعقب مديحه بذمه وهجائه

- ‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

- ‌فصل أخبار مستظرفة لجماعة من البخلاء

- ‌فصل وقد كثر الهجاء بالبخل على الطعام

- ‌فصل المذكورون بأنهم أبخل الناس

- ‌فصل مذهب البخلاء فيما جمعوه أن الحزم ألا ينفقوه

- ‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

الفصل: ‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

»

‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

307 -

أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ بِجَنْبَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ كُلَّهَا إِلا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَا أَفَلَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ بِجَنْبَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ كُلَّهَا إِلا الثَّقَلَيْنِ: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى "

308 -

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ يَعْنِي: ابْنَ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ، يَقْرَأُ هَذِهِ

ص: 220

الآيَةَ: " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] .

قَالَ: " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ، فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ، فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ، فَأَمْضَيْتَ؟ "

309 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلَمَاسِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطَرِّزُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي! مَالِي! إِنَّ مَا لَهُ مِنْ مَالِهِ، مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ، فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى، فَأَمْضَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ، فَذَاهِبٌ ".

وَقَالَ الْمُطَرِّزُ.

فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ

310 -

أخبرنا أبو سهل محمود بْن عمر بْن جعفر العكبري، قَالَ: أنبأنا أبو الحسن علي بْن الفرج بْن أبي روح، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد المقري، قَالَ: قيل لبعض الحكماء: اكتسب فلان مالا.

قَالَ: فهل اكتسب أياما يأكله فيها؟ قيل: ومن يقدر على ذلك؟ قَالَ: فما أراه اكتسب شيئا "

311 -

قَالَ ابن أبي الدنيا: وسمعت الحسين بْن عبد الرحمن ينشد، من البسيط:

يا جامعا مانعا والدهر يرمقه

مقدرا أي ناب فيه يعلقه

ص: 221

مفكرا كيف تأتيه منيته

أغاديا أم بها تسري فتطرقه

جمعت مالا ففكر هل جمعت له

يا جامع المال أياما تفرقه

المال عندك مخزون لوارثه

ما المال مالك إلا يوم تنفقه

"

312 -

أخبرنا أبو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الفوارس الحافظ، قَالَ: أنبأنا أبو مُحَمَّد علي بْن عبد اللَّه بْن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن المعتز: «بشر مال البخيل بحادث أو وارث»

313 -

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ الْفَقِيهُ بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيُّكُمْ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ.

قَالَ: اعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ.

قَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ إِلا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ.

قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّمَا مَالُ أَحَدِكُمْ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ "

314 -

أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، قالا: أنبأنا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، زاد التنوخي: ومُحَمَّد بْن عبد الرحمن

ص: 222

المخلص، قالا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن عبد الرحمن السكري، حَدَّثَنَا أبو يعلى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول:. . . . «كدك فيما نفعه لغيرك»

315 -

أخبرنا أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد الدمشقي، أنبأنا جدي، أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سهل السامري، قَالَ: سمعت أبا موسى عمران بْن موسى المؤدب، يقول: وفد على أنوشروان حكيم للهند وفيلسوف للروم، فقال للهندي: تكلم.

فقال: «خير الناس من ألفي سخيا، وعند الغضب وقورا، وفي القول متأنيا، وفي الرفعة متواضعا، وعلى كل ذي رحم مشفقا» .

وقام الرومي، فقال:«من كان بخيلا ورث عدوه ماله، ومن قل شكره لم ينل النجح، وأهل الكذب مذمومون، وأهل النميمة يموتون فقراء، ومن لم يرحم سلط عليه من لا يرحمه»

316 -

وقال مُحَمَّد بْن جعفر: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد، وغيره، يقول: قَالَ بعض الحكماء: " غافص الفرص عند إمكانها، وكل الأمور إلى وليها، ولا تحمل على نفسك هم ما لم يأتك، ولا تعدن عدة ليس في يديك وفاؤها، ولا تبخل بالمال على نفسك، فكم من جامع لبعل حليلته؟ فنقل هذا الكلام الأخير مُحَمَّد بْن بشير، فقال، من البسيط:

كم مانع نفسه لذاتها حذرا

للفقر ليس له من ماله ذخر

ص: 223

إن كان إمساكه للفقر يحذره

فقد تعجل فقرا قبل يفتقر

"

317 -

وقال مُحَمَّد بْن جعفر، لمحمود الوراق، من المتقارب:

تمتع بمالك قبل الممات

وإلا فلا مال إن أنت متا

شقيت به ثم خلفته

لغيرك بعدا وسحقا ومقتا

فجاد عليك بزور البكاء

وجدت له بالذي قد جمعتا

وأعطيته كل ما في يديك

وخلاك رهنا بما قد كسبتا

"

318 -

أخبرنا القاضي أبو الحسين مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن المهتدي باللَّه الهاشمي، أنبأنا أبو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن المأمون، قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: أنشدني أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، قَالَ: أنشدني عبد اللَّه بْن المعتز لنفسه، وعبد اللَّه حي، من السريع: «

سابق إلى مالك وراثه

ما المرء في الدنيا بلباث

كم صامت يخنق أكياسه

قد صاح في ميزان وراث

»

319 -

أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بْن علي بْن حمويه الهمذاني بها،

ص: 224

أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن عبد الرحمن الشيرازي، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد عبد الجبار بْن مُحَمَّد المروزي، قَالَ: أنشدنا أبو أَحْمَد علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن حبيب، لبعضهم.

وأخبرني أبو مُحَمَّد الجوهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس، أنبأنا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، قَالَ: أنشدنا أبو العباس أَحْمَد بْن يحيى:

إذا كنت جماعا لمالك ممسكا

فأنت عليه خازن وأمين

تؤديه مذموما إلى غير حامد

فيأكله عفوا وأنت دفين

"

320 -

أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو علي مُحَمَّد بْن الحسين الجازري، قالا: حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، أنبأنا أبو حاتم، عن العتبي، عن سعيد، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول:«عجبا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب، والمؤخر للسعة التي إياها طلب، ولعله يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلا إلا وغيره أسعد بماله منه، لأنه في الدنيا متهم بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدنيا من همه، وناج في الآخرة من إثمه»

ص: 225