المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل - البخلاء للخطيب البغدادي

[الخطيب البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْبُخْلِ، وَوَصْفِهِ، وَعَيْبِهِ، وَذَمِّهِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ.وَالاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْهُ

- ‌استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم باللَّه من البخل

- ‌نفي النبي صلى الله عليه وسلم البخل عن نفسه

- ‌وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم السخاء والبخل

- ‌ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن طعام البخيل داء

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

- ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن اللَّه يبغض البخيل»

- ‌ما روي في نفي الإيمان عن البخل

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل بعيد من اللَّه

- ‌الرواية عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يدخل الجنة

- ‌البخل والشح

- ‌باب ذكر المأثور عن المتقدمين في ذم البخل والباخلين

- ‌فصل وصف الفضلاء مواعيد البخلاء

- ‌فصل من مدح بخيلا رجاء عطائه ثم أعقب مديحه بذمه وهجائه

- ‌فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

- ‌فصل أخبار مستظرفة لجماعة من البخلاء

- ‌فصل وقد كثر الهجاء بالبخل على الطعام

- ‌فصل المذكورون بأنهم أبخل الناس

- ‌فصل مذهب البخلاء فيما جمعوه أن الحزم ألا ينفقوه

- ‌فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

الفصل: ‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

ح أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ التَّنُوخِيُّ بِبَيْرُوتَ، قَالا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، زَادَ النَّيْسَابُورِيُّ: ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، ثُمَّ اتَّفَقَا الدِّمْيَاطِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ.

ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ الْمُثَنَّى الإِسْتِرَابَاذِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَبُّوشُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، زَادَ التَّنُوخِيُّ: ابْنُ أَنَسٍ، ثُمَّ اتَّفَقُوا، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " طَعَامُ السَّخِيِّ دَوَاءٌ، وَقَالَ التَّنُوخِيُّ: شِفَاءٌ، وَطَعَامُ الشَّحِيحِ دَاءٌ "

‌قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

23 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي لِحْيَانَ؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّهُ رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَأَيُّ دَاءٍ أَكْبَرُ مِنَ الْبُخْلِ؟»

ص: 51

24 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلَنْجِيُّ الْمُعَدَّلُ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو سَلِمَةَ، رَهْطُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَقَالَ:«يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟» .

25 -

قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، إِلا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ.

قُلْتُ: قَدْ رُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَيْضًا، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ

26 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي سَلِمَةَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ! مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّنَا نُبَخِّلُهُ.

قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» .

27 -

وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْخُوزِيُّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَذَلِكَ

28 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامُ الْمَسْجِدِ

ص: 52

الْجَامِعِ بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمَ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَلَكِنَّنَا نُبَخِّلُهُ.

قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! وَلَكِنَّ سَيِّدَكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ»

29 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْغَضَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ النَّذِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَجْلِسِ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ:«يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: إِنَّ السَّيِّدَ لا يَكُونُ بَخِيلا، بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ "

30 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بَنِي سَلِمَةَ! مَنْ

ص: 53

سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ.

فَقَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الْقَطِطُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» .

31 -

كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَرُوِيَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«بَلْ سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ»

32 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَسَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تُسَوِّدُونَهُ؟» قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ، لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ لَيْسَ ذَلِكَ سَيِّدَكُمْ» .

قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ»

33 -

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ،

ص: 54

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ هُوَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، يَعْنِي: كَعْبًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ.

فَقَالَ: «وَبِمَا تُسَوِّدُونَهُ؟» قَالُوا: لأَنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ لَيْسَ ذَلِكَ سَيِّدَكُمْ» .

قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «سَيِّدُكُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ» .

هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الْحِيرِيِّ، وَزَادَ الآخَرَانِ: قَالَ ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ حَيًّا، وَمَيِّتًا، اسْتَقْبَلَهَا قَبْلَ أَنْ يُوَجِّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَرَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَطَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُوَجِّهُوهُ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

34 -

قُلْتُ: كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الْبَرَاءَ مَاتَ فِي صَدْرِ الإِسْلامِ قَبْلَ هِجْرَةِ

ص: 55

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى مَا شَرَحَ ابْنُ كَعْبِ بْنُ مَالِكٍ، وَسُؤَالُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الأَنْصَارَ، وَقَوْلُهُ لَهُمْ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» إِنَّمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَوْتِ الْبَرَاءِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ قَالَ:«سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ» .

عَلَى مَا قَدَّمْنَا فِي رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.

وَرُوِيَ كَذَلِكَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.

35 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَسْكَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ.

قَالَ: «بِمَ سَوَّدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: لأَنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ، لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ.

قَالَ: «فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟» قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ» .

36 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ هُوَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا

ص: 56

مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ.

قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ»

37 -

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.

ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْغَضَارِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ» ؟ قَالَ: فَسَمَّوْا رَجُلا.

وَفِي حَدِيثِ الْجَوْهَرِيِّ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي عُبَيْدٍ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّ فِيهِ بُخْلا.

ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ ابْنُ سَيِّدِكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ»

38 -

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي

ص: 57

سَلِمَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، قَالَ:«يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ.

قَالَ: فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَقَالَ:«أَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ لا، وَلَكِنَّ سَيِّدَكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ الْقَطِطُ»

39 -

وَكَانَ جوادا سيدا مدافعا عن قومه، فقال شاعر بني سَلِمَةَ من الطويل:

أجد بْن قيس داو بخلك إنه

أبى لك عند المصطفى أن تسودا

40 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمُطَرِّزُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمِسْعَرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ، قَالَ: لَمَّا حَدَّثْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ بِحَدِيثِ جَدِّ بْنِ قَيْسٍ، أَنْشَدَنَا لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مِنَ الطَّوِيلِ: وقال: «

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ والحق لازم

لمن كان منا من تسمون سيدا

فقلنا له جد بْن قيس على الذي

نبخله فينا وقد نال سؤددا

فقال وأي الداء أدوى من الذي

رميتم به جدا وأغلى بها يدا

ص: 58