الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي.
قال: قلت أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم قال:
قلت استغفر الله لي. قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين؟ قال:
فاستغفر لي.
قال: قلت أنت أخي لا تفارقني. قال: فإنما ليسرني فانبئت أنه قدم عليكم الكوفة. قال: فجعل ذلك الذي يسخر به يحقر.
قال: يقول ما هذا فينا ولا نعرفه.
قال: عمر بلى إنه رجل كذا. قال: كأنه يضع شأنه فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له أويس. قال لا أدرك أو لا أراك تدرك. قال: فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا فاستغفر لي يا أويس. قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد. وأن لا تذكر ما سمعته من عمر إلى أحد.
قال: فاستغفر له. قال أبشر فما لبث أن فشا أمره بالكوفة.
قال: فدخلت عليه فقلت له يا أخي ألا أراك العجيب ونحن لا نشعر.
فقال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله ثم أغلس مني فذهب رواه في الصحيح عن زهير بن حرب عن النضر بن هاشم بن القاسم مختصرا.
فصل
فيمن أبعد نفسه عن مواضع التهم
6799 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا علي بن محمد المصري نا مالك بن يحيى نا يزيد بن هارون نا حماد بن سلمة نا ثابت البناني (ح).
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز نا محمد بن عبيد الله بن المناوي نا يونس بن محمد نا حماد عن ثابت عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان مع امرأة من نسائه فمر برجل فقال يا فلان هذا امرأتي فلانة قال:
يا رسول الله من كنت أظن به فإني لم أكن أظن بك.
فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وفي رواية يزيد عن أنس أن رجلا مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع امرأة من نسائه فقال: يا فلان هلم إن هذه زوجتي فلانة.
قال: يا رسول الله من كنت أظن به فإني ما كنت لأظن بك.
فقال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق.
رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي عن حماد ورواه الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم نمت فانقلبت فقام ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا: سبحان الله يا رسول الله [قال]
(1)
: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا.
6800 -
أخبرناه أحمد بن الحسن القاضي أنا أبو علي محمد بن أحمد الميداني نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري فذكره. رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم من عبد الرزاق وأخرجاه من حديث شعيب وغيره عن الزهري.
6801 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس هو الأصم نا محمد بن اسحاق الصغاني نا محمد بن عمر الواقدي نا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الله بن [حنين]
(1)
يقول سمعت زيد بن ثابت يقول: إني لأكره أن أرى في مكان يساء بي الظن.
6802 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان نا محمد بن أحمد الكاتب نا محمد بن رافع نا إسحاق بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر الرازي يذكر عن الربيع بن أنس قال: مكتوب في الحكمة من يصحب
6799 -
(1)
سقطت من أ.
6801 -
(1)
في ب حين.
صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم.
6803 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر محمد بن داود الزاهد نا جعفر بن أحمد الحافظ نا علي بن خشرم قال: سمعت عيسى بن يونس يقول كان الأعمش يعود المغيرة إلى ابراهيم فلما انتهى إلى أزقة الكوفة صاح بهم الصبيان يمشين بين اثنين فكان بعد ذلك الأعمش إذا انتهى إلى الأزقة خلا عن المغيرة قال: فقال له الأعمش: يؤجر وتأثمون. قال: بل يسلم ويسلمون.
6804 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن سهل الفقيه نا ابراهيم بن معقل نا حرملة بن يحيى نا ابن وهب حدثني مالك قال بلغني أن معاوية بن أبي سفيان قال للأحنف بن قيس بم سدت قومك أنت ولست بأتمهم ولا أشرفهم فقال: إني لا أتناول أو قال: لا أتكلف ما كفيت ولا أضيع ما وليت ولو أن الناس كرهوا شرب الماء ما طعمته.
قال: قد سمعته وليس هذه تشبه هاتين.
الخامس والأربعون من شعب الإيمان
وهو باب في إخلاص العمل لله عز وجل وترك الرياء.
قال الله عز وجل:
وقال:
وقال:
وقال:
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه إنما أردت أن يقال فلان كذا فقد قيل ذلك اذهبوا به إلى النار.
6805 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النصر الفقيه نا الحارث بن محمد نا عبد الوهاب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني ابن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناقل أخو الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟
قال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت. قال: كذبت إنما أردت أن يقال
فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وقراءة القرآن فأتي به فعرفه نعمه، فقال: ما عملت فيها؟
قال: تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك. قال: كذبت إنما أردت أن يقال: فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من شيء تحب أن انفق فيه إلا نفقت فيه لك. قال:
كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار.
أخرجه مسلم من حديث ابن جريج.
6806 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن إبراهيم الخسروجردي نا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي نا داود بن الحسين الخسروجردي نا الحسين بن الحسن المروزي وكان مجاورا بمكة نا عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح حدثني الوليد بن أبي الوليد المدني أن عتبة بن مسلم حدثني شفي الأصبحي قال: قدمت المدينة فدخلت فإذا الناس قد اجتمعوا على رجل قلت من هذا؟ قالوا: أبو هريرة فذكر معنى الحديث الذي رويناه عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم.
6807 -
قال حيوة أو أبو عثمان: أخبرني العلاء بن حكيم وكان سيافا لمعاوية قال: دخل على معاوية فحدثه الحديث عن أبي هريرة قال الوليد:
فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فحدثه هذا فبكى معاوية فاشتد بكاؤه ثم أفاق من بكائه وهو يقول: صدق الله ورسوله.
قال الإمام أحمد رحمه الله: ورواه محمد بن مقاتل عن ابن المبارك عن حيوة عن الوليد عن العلاء بن أبي حكيم وكان سيافا لمعاوية.
6808 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا: نا أبو
العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا عبيد الله هو ابن موسى نا [قطري]
(1)
الخشاب عن عبد الوارث عن مولى أنس قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله عز وجل خالصا وفرقة يعبدون الله عز وجل رياء وفرقة يعبدون الله يصيبون به دنيا قال:
فيقول للذي كان يعبد الله عز وجل للدنيا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول: الدنيا فيقول: لا جرم لا ينفعك ما جمعت ولا ترجع إليه انطلقوا به إلى النار قال: ويقول: للذي يعبد الله عز وجل رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال الرياء قال: يقول: إنما كانت عبادتك التي كنت ترائي بها لا يصعد إليّ منها شيء ولا ينفعك اليوم انطلقوا به إلى النار قال ويقول للذي كان يعبد الله عز وجل خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول بعزتك وجلالك لأنت أعلم به مني كنت أعبدك لوجهك ولدارك. قال: صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة».
6809 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ نا محمد بن عبد الله الشافعي نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا محمد بن يحيى الأزدي نا جعفر بن محمد الخراساني نا عمرو بن زرارة ح.
قال أبو بكر الشافعي: حدثناه جعفر بن محمد الفريابي نا عمرو بن زرارة النيسابوري نا أبو جنادة ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان نا إبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله ومسدد بن قطن بن إبراهيم في جماعة آخرين قالوا: نا عمرو بن زرارة نا أبو جنادة عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها فيقولون يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من الثواب وما أعددت فيها لأولئك كان أهون قال: ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بي بارزتموني بالعظيم وإذا لقيتم الناس -
6808 -
(1)
في ب حبطري.
لقيتموهم مخبتين ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتم من الثواب».
6810 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا عبد الله بن سعد نا إبراهيم بن أبي طالب نا عمرو بن زرارة نا أبو جنادة عن الأعمش عن شقيق قال: قال عمر رضي الله عنه: أوصيكم بالله إذا بالله خلوتم. قال الحافظ: أبو جنادة هذا حصين بن مخارق الكوفي.
6811 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي نا سعيد بن مسعود نا النضر بن شميل أنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أصدق بيت قالته العرب ألا كل شيء ما خلا الله باطل» .
مخرج في الصحيح من حديث شعبة قال أحمد: ومما جاء في ذم الرياء والشهرة واستحباب الخمول حديث معاذ بن جبل.
6812 -
كما أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أبادي نا عثمان بن سعيد نا سعيد بن أبي مريم نا نافع بن يزيد حدثني عياش عن عيسى بن عبد الرحمن عن يزيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بمعاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قال: يبكيني ما سمعت من صاحب هذا القبر قال ما هو؟ قال: سمعته يقول: إن يسيرا من الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وأن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة. وروي في حديث أبي الدرداء فقال:
6813 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العدل نا يوسف بن موسى نا يحيى بن عثمان نا بقية عن سلام بن صدقة عن يزيد بن أسلم عن الحسن عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الإبقاء على العمل أشد من العمل إن الرجل ليعمل العمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان
حتى يذكره للناس ويعلنه فتكتب علانيته ويمحى بضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس الثانية ويحب أن يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتق الله امرؤ صان دينه وإن الرياء شرك».
هذا من أفراد بقية عن شيوخه المجهولين والله أعلم.
6814 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: أنا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي نا يحيى أنا جرير عن ليث عن عبيد الله الإفريقي عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قال الإمام أحمد: وقد روينا في ذم الرياء أحاديث منها ما.
6815 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءة عليهم.
وحدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب بن الليث قالا: أنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله سبحانه يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل لي عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي عمله».
6815 مكرر-
(1)
ورواه أيضا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن ابيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قال الله عز وجل: فمن عمل فيّ عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء هو للذي أشرك» .
6816 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ نا أبو زكريا العنبري نا أبو عبد الله البوشنجي نا أمية بن بسطام نا يزيد بن زريع نا روح بن القاسم ح قال: وأنا أبو
6815 مكرر-
(1)
سقط كله من أوأثبتناه من ب.
الحسن بن ابنة إبراهيم بن هاني نا إبراهيم بن أبي طالب نا يعقوب الدورقي نا ابن علية نا روح بن القاسم عن العلاء فذكره رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن ابن علية.
6817 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا محمد بن أحمد بن حامد العطار نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا يحيى بن معين نا محمد بن بكر نا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن زياد بن عيسى عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
6818 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي نا أبو نعيم نا سفيان عن سلمة بن كهيل قال: سمعت جندبا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم أسمع أحدا يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به» .
رواه البخاري عن أبي نعيم ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي نعيم وأخرجه أيضا من حديث وكيع.
6819 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن علي بن ميمون الميموني بالرقة وأبو أسامة عبد الله بن أسامة الحلبي بحلب قالا: نا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به» .
رواه مسلم في الصحيح عن عمر بن حفص.
6820 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا عباس بن الفضل الإسقاطي نا سعيد بن منصور نا حجر بن الحارث الغساني نا عبد الله بن عوف وكان عامل عمر بن عبد العزيز قال: لما قتل عبد الملك بن مروان
عمرو بن سعيد بن العاص قال: بشر بن عقربة يا أبا اليمان قد احتجت إلى كلامك فقم فتكلم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وقف موقف رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة وقال: عن سعيد بن منصور بشر بن عقربة.
6821 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس بن يعقوب نا أبو أسامة نا أبو نعيم.
وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة في المسجد الحرام أنا أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم نا أبو الحسن علي بن عبد العزيز نا أبو نعيم نا الأعمش نا عمرو بن مرة قال:
كنا جلوسا عند أبي عبيدة فذكر الرياء فقال: وفي رواية أبي أسامة كنا عند أبي عبيدة فذكر الرياء فقال: شيخ يكنى أبا يزيد سمعت عبد الله بن عمرو يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من سمع الناس بعمله سمع الله سامع خلقه يوم القيامة وصغره وحقره» .
6822 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا: نا أبو العباس هو الأصم نا محمد بن إسحاق نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن عمرو بن مرة قال: كنت عند أبي عبيدة بن عبد الله وعنده شيخ يكنى أبا عمرو كذا قال: كنت جالسا مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وهما يتحدثان.
فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من سمع الله سمع الله به سامع خلقه وصغره وحقره» . فبكى ابن عمر.
ورواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش وقال أبو يزيد: ورواه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت رجلا في بيت أبي عبيدة.
6823 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو عثمان بن عبد الله البصري نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب نا عبد الله بن يزيد المقرئ نا حيوة عن أبي صخر
حدثني مكحول قال: سمعت أبا هند الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من قام مقام رياء أو سمعة رايا الله يوم القيامة وسمع» .
6824 -
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا عبد الله بن زيد بن ورقاء الخزاعي المكي قال: أتيت الزهري بمنى فاجتمعنا عليه فأمر بنا فطردنا ثم أرسل إلينا الغلام فحدثنا الزهري قال: سمعت عباد بن تميم عن عمه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يا نعايا العرب يا نعايا العرب ثلاثا إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية» .
6825 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى الصغاني نا إسحاق بن إبراهيم بن جوثي نا عبد الملك بن عبد الرحمن الزماري نا سفيان الثوري عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يا نعايا العرب ثلاث مرات إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي الرياء والشهوة الخفية-يعني الزنا» .
6826 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز نا يحيى بن جعفر نا الضحاك بن مخلد أنا إبراهيم قال: سمعت ابن شهاب يقول: يا معاشر العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية.
6827 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح نا عبد العزيز عن أبي سلمة عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد عن شداد بن أوس أنه قال: يا نعايا العرب يا نعايا العرب يا نعايا العرب.
قال: ولا أعلم إلا قال بلى ثم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية.
6828 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا أحمد بن شيبان نا سفيان عن الزهري أراه عن محمود قال: لما حضرت شداد بن أوس الوفاة قال: أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية.
6829 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع وهو الذي مج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من بئرهم أن شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت بكى ومحمود جالس معه قال: يا نعايا العرب قال: فقلت له ما يبكيك يرحمك الله؟ قال: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية انكم إذ لا تؤتون إلا من قبل الرؤوس الذين إذا أمروا بخير أطيعوا وإذا أمروا بشر اطيعوا وما المنافق؟ إن المنافق كالبذخ اختنق في ريقه لا يضره إلا نفسه كذا قال. ومن وجه آخر عن شداد بن أوس مسندا بهذا اللفظ.
6830 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا عبد الواحد بن زيد البصري نا عبادة بن نسي الكندي عن شداد بن أوس أنه دخل عليه وهو في مصلاه يبكي. فقيل له ما يبكيك؟ فقال: حديث ذكرته سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له وما هو؟ قال:1 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أتخوف على أمتي من بعدي الشرك والشهوة الخفية. قلت: يا رسول الله أو تشرك أمتك من بعدك؟ قال: يا شداد إنهم، لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤون بأعمالهم قلت: يا رسول الله وما الشهوة الخفية؟
قال: «يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيواقع شهوته ويدع صومه» .
6831 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد بن شريك نا ابن أبي مريم نا أبي الزناد وحدثني عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمر عن قتادة عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» .
قال: وما الشرك الأصغر؟
6832 -
أخبرنا أبو سعيد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي نا محمد بن الحسين بن مكرم نا محمود بن غيلان نا أبو أحمد الزبيري نا كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده قال: كنا نتناوب النبي صلى الله عليه وسلم نبيت عنده فذكره وقال فيه أخاف عليكم أخوف من المسيخ الشرك الخفي أن يقول الرجل يعمل لمكان الرجل.
6833 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال البزاز نا أبو الأزهر نا الفريابي نا سفيان عن مغيرة عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذا رواه محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري ورواه زيد بن الحباب وغيره عن الثوري عن المغيرة الخراساني عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي.
6834 -
أخبرناه أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب نا سفيان فذكره ورواه قبيصة عن سفيان عن أيوب عن أبي العالية.
6835 -
أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو القاسم الطبراني نا حفص بن عمر نا قبيصة نا سفيان عن أبي أيوب عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الحليمي رحمه الله: فثبت بالقرآن والسنة أن كل عمل أمكن أن يراد به وجه الله إذا لم يعمل لمجرد التقرب به إليه وابتغاء رضوانه حبط ولم يستوجب به ثوابا إلا أن لذلك تفصيلا وهو أن العمل إن كان من جملة الفرائض فمن أداه وأراد به الفرض غير أنه أداه بنية الفرض ليقول الناس أنه فعول
(1)
لكذا إبطالا
6835 -
(1)
في ب عمله.
لرضوان الله واتقاء لسخطه سقط عنه الفرض ولم يؤاخذ به في الآخرة ولم يعاقب به التارك ولكنه لا يستوجب به ثوابا إنما ثوابه ثناء الناس عليه في الدنيا ومدحهم إياه بما فعل وإن كان العمل من باب التطوع يفعله يريد به وجوه الناس دون وجه الله تعالى جده فإن [أجره]
(1)
يحبط ولا يحصل من عمله على شيء يكون له كما حصل الأول على سقوط الفرض عنه ثم يعاقبهما على أنهما عملا لا لوجه الله تعالى وتماما ثواب الله بمحمدة الناس يحتمل وجهين. أحدهما أن يقال أن الذي جاء به الحديث من قول الله عز وجل فقد قيل ذلك اذهبوا به إلى النار إخبار بأن المرائي يعاقب عن عدوله عن قصد وجه الله إلى وجه الناس ومعنى هذا أنه استخف وجه الله واستهان نعمته فلم يجز أن يقصر ذلك عن ذنب غيره والذنوب كلها موجبة للعقاب فكذلك هذا قلت إلا أن يعفو الله. والوجه الآخر أنه لا يعاقب ولا يثاب ومعنى الحديث أن هذه الأعمال التي راياها لا تنفعه فيثقل بها ميزانه ويرجح بها كفة الطاعات كفة المعاصي لا إنه يعاقب على الرياء بالنار إنما عقوبة الرياء إحباط العمل فقط ووجه هذا أنه عمل ما عمل عبادة لله عز وجل إلا أنه أراد بعمله حمد الناس فإذا أحيل عليهم فقد جوزي بصنيعه وليس له وراء ذلك ذنب يستوجب عقابا لأن جميع عمله شيئان أحدهما فعل لم يخل من أن يكون فعله عبادة لله تعالى لأنه لو أراد عبادة غيره لكفر والآخر قصده أن يمدحه الناس بفعله لا أن يثاب عليه. فأما الأول فليس بذنب وأما الثاني فهو الذنب فإذا لم يتب وقصر على قول الناس فقد جوزي فثبت أن ذلك قصارى أمره والله أعلم. قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: فعلى هذا تأويل الخبر حين أمر به فألقي في النار أن يكون له ذنوب غير ذلك ولم يرجح بهذا الذي عمله رياء كفة الطاعات كفة المعاصي فعوقب بمعاصيه لا بما فعل رياء والله أعلم، والحديث الذي روينا عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك حديث أنس كالدلالة على هذا الوجه.
6836 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان نا أحمد بن عبيد الصفار نا تمام بن محمد بن غالب نا إبراهيم بن عرعرة نا الحارث بن غسان أبو غسان نا أبو عمران الجوني نا أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يجاء بأعمال بني آدم فيصب بين يدي الله تعالى يوم القيامة في صحف
(1)
في ب عبادة.
مختمة فيقول: خذوا وألقوا هذا. فيقولون والله ما علمنا إلا خيرا قال: إن عمله كان لغيري وإني لا أقبل إلا ما ابتغي به وجهي».
كذلك رواه جماعة عن الحارث بن غسان وفي حديث تميم بن طرفة عن الضحاك بن قيس الفهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر نا يحيى بن صاعد وجعفر بن محمد بن يعقوب الصيدلي قالا نا إبراهيم بن مجشر نا عبيدة بن حميد حدثني عبد العزيز بن رفيع وغيره عن تميم عن طرفه فذكره.
6837 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصفار نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا عبد الله بن مسلمة نا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روياه عن القعنبي عن مالك.
6838 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف أنا أبو سعيد الأعرابي نا سعدان بن نصر نا أبو معاوية نا عاصم الأحول عن أبي العالية قال: كنا نحدث منذ خمسين سنة أن الأعمال تعرض على الله عز وجل فما كان منها له قال: هذا لي وأنا أجزي به وما كان لغيره قال اطلبوا ثواب هذا ممن علمتموه له وكنا نحدث منذ خمسين سنة أن الرجل إذا حبس بمرض قال الله عز وجل: اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل في صحته حتى أقبضه أو أخلي سبيله وكنا نحدث منذ خمسين سنة أن من مرض مرضا أشرف فيه على نفسه كان من ذنوبه كيوم ولدته امه.
6839 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا العباس بن محمد نا
عبيد الله بن موسى نا بشير أبو إسماعيل عن عكرمة عن ابن عباس قال: من راءى بشيء في الدنيا من عمل وكله الله إليه يوم القيامة وقال: انظر هل يغني عنك شيئا.
6840 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس المحبوبي نا سعيد بن مسعود نا يزيد بن هارون وتلا «فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا» .
فقال: أخبرنا ابن أبي ذئب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن الوليد بن السرج عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبغي من عرض الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فعاد الرجل فقال لا أجر له. قال أحمد: وهذا مع ما قبله يؤكد ما اختاره الحليمي.
6841 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا إبراهيم بن مرزوق نا عثمان بن عمر نا شعبة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال: قلت يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف ويحب الضيافة ويذكر أشياء من مكارم الأخلاق. قال: إن أباك أراد أمرا فأدركه قال سماك: يقول الذكر.
6842 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري نا يحيى بن أيوب نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب وابن لهيعة قالا: نا عمارة بن غزية عن يعلى بن شداد بن أوس أنه حدثه عن أبيه قال: كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد الشرك الأصغر الرياء.
6843 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصغاني نا عمار بن صالح نا ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى بن شداد عن أبيه قال: كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر.
6844 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا العباس بن
الفضل الأسفاطي نا أبو الوليد نا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن شداد عن أبيه قال: كنا نعد الرياء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر. وبهذا الإسناد عن شداد بن أوس سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«من صام يرائي فقد أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك» .
6845 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو عتبة نا بقية نا الفزاري من ليث عن مجاهد في قول الله عز وجل:
{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ} .
قال: هم المراؤون.
6846 -
أخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر قالا: نا أبو العباس نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن ليث عن مجاهد وحدثنيه رجل عنه قال: «والذين يمكرون السيئات» الرياء.
{وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ} .
6847 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا ابن المبارك عن أبي سنان قال: قال مجاهد:
«والذين يمكرون السيئات» قال أصحاب الرياء:
6847 مكرر-قال: ونا سعيد نا سفيان عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب في قوله: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب (والذين يمكرون السيئات) قال: الذين يراؤون قال سفيان: المكر العمل.
6848 -
أخبرنا أبو محمد المحسن بن علي بن المؤمل أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري نا أبو أحمد بن عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد نا الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن [عمارة]
(1)
قال: يجاء
6848 -
(1)
في ب عبادة.
بالدنيا يوم القيامة فيقال: ميزوا ما كان منها لله عز وجل فيماز ويرمى سائره في النار.
6849 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا العباس الدوري نا مالك بن إسماعيل أبو غسان نا قيس بن الربيع عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عنبسة قال: إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم.
6850 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا عثمان أبو سلمة عن عمران القصير قال: بلغني إن في جهنم واديا تتعوذ منه جهنم كل يوم أربع مائة مرة أعد ذلك للمرائين 1 من القرائين.
6851 -
أخبرنا أبو بكر الفارسي أنا أبو إسحاق الأصبهاني نا أبو أحمد بن فارس نا البخاري نا ثابت بن محمد نا عمار بن سيف عن أبي معاذ عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
فقيل من يسكنه؟ قال المراؤون بأعمالهم. قال البخاري: أبو معاذ لا يعرف له سماع من ابن سيرين وهو مجهول. قال الإمام أحمد رحمه الله: وأمثاله فيمن يكون من أعماله مراءاة للخلق لا يبقى له شيء أراد به وجه الله عز وجل.
6852 -
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قال: نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب قال: قال أبو نصر: يعني عبد الوهاب سئل الكلبي وأنا شاهد عن قول الله عز وجل:
فقال: نا أبو صالح عن عبد الرحمن بن غنم أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم معاذ بن جبل فقال: عبد الرحمن يا أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي. فقال معاذ بن جبل: اللهم غفرا أو ما
أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حيث ودعنا إن الشيطان قد أيئس أن يعبد في جزيرتكم هذه ولكن يطاع فيما تحتقرون من أعمالكم فقد رضي. فقال عبد الرحمن: أنشدك الله يا معاذ فقد رضي، فقال عبد الرحمن: أنشدك الله يا معاذ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من صام رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك؟» .
فقال معاذ: لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:
{فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ} .
الآية قال: فشق على القوم ذلك واشتد عليهم فقال صلى الله عليه وسلم: أفلا أفرجها عنكم؟ فقالوا بلى يا رسول الله فرج الله عنك الهم والأذى. قال: هي مثل الآية التي في الروم.
{وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ} .
فقال صلى الله عليه وسلم:
«من عمل رياء لم يكتب له ولا عليه» .
قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا إن صح يشهد لما اختاره الحليمي من الوجه الآخر وقوله فقد أشرك يريد والله أعلم فقد أشرك في ارادته بعمله غير الله فيقول الله عز وجل أنا منه بريء وهو للذي أشرك.
6853 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا الحسن الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل:
أنزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله غيره وليست هذه في المؤمنين في قوله:
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ} .
هم المنافقون كانوا يراؤون المؤمنين بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا
غابوا ويمنعونهم العارية بغضة لهم وهي الماعون. كذا رواه علي بن أبي طلحة وقد
6854 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن [محمد]
(1)
الشعراني نا جدي نا نعيم بن حماد نا ابن المبارك أنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يرى موطني فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت.
ورواه عبدان عن ابن المبارك فأرسله لم يذكر فيه ابن عباس.
6855 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا محمد بن أحمد بن حامد العطار نا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين نا عمر بن عبيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن [جبير]
(1)
{وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} .
قال: لا يرائي.
6856 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي نا عبيد الله بن موسى أنا أبو جعفر الرازي (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان نا إسحاق بن أحمد الخزاز نا إسحاق بن سليمان الرازي نا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية الفقيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فارقها والله عنه راض وهو دين الله الذي جاءت به الرسل
6854 -
(1)
في ب أحمد.
6855 -
(1)
في ب بشير.
6856 -
أخرجه الحاكم (2/ 331 و 332) بنفس الإسناد وصححه ووافقه الذهبي.
وبلغوه عن ربهم من قبل مرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل».
زاد الفقيه في آخر ما أنزل فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال الفقيه في روايته قال: توبتهم خلع الأوثان وعبادتها. وقال أبو عبد الله: في روايته فإن تابوا يقول خلعوا الأوثان وعبادتها. قال في آية
(1)
أخرى فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم في الدين. لم يذكر الفقيه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة في أوله.
6857 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا الحسين بن محمد بن زياد نا محمد بن يحيى القطيعي نا عبد العزيز بن عبد الصمد نا أبو عمران الجوني عن أبي فراس رجل من أسلم قال: نادى رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: الإخلاص.
6858 -
وأخبرنا به في موضع آخر بهذا الإسناد عن أبي فراس رجل من أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوني عما شئتم فنادى رجل يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال: فما الإيمان؟ قال: الإخلاص قال: فما اليقين؟ قال: التصديق بالقيامة.
6859 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي حدثني أحمد بن عيسى المصري نا عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن زحر عن ابن أبي عمران عن عمرو بن مرة عن معاذ بن جبل أنه قال: لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن يا رسول الله أوصني. قال:
أخلص دينك يكفيك القليل من العمل. وكذلك رواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب وعمرو بن مرة هذا هو الجهمي كذا قال: شيخنا أبو عبد الله إنما أراد عمرو بن مرة الذي له صحبة وقد قال: في موضع آخر نا أبو العباس بن يعقوب نا بحر بن نصر نا عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن الوليد بن عمران عن عمرو بن مرة الجملي عن معاذ بن جبل أنه قال:
لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن يا رسول الله أوصني. قال: أخلص دينك
(1)
الصحيح رواية.
يكفيك القليل من العمل. هذا هو الكوفي الذي ليست له صحبة ولا أدرك معاذ فيكون الحديث مرسلا والله أعلم.
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا إسناد ضعيف.
6860 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سئل الاستاذ أبو سهل الصعلوكي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: نية المرء خير من عمله قال: لأن النية في مخلص الأعمال والأعمال لمقابلة الرياء والعجب.
6860 مكرر-قال الإمام أحمد: وأخبرنا أبو محمد بن يوسف قال:
سمعت أبا الحسين بن أحمد بن زكريا الأديب بهمدان سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله يقول: سمعت أحمد بن يحيى ثعلب يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: نية المؤمن خير من عمله لأن النية لا يدخلها الفساد والعمل يدخله الفساد. وإنما أراد بالفساد بالرياء فيرجع ذلك إلى ما قال: الاستاذ أبو سهل. وقد قيل: النية دون العمل قد تكون طاعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة» .
قالوا: والعمل دون النية لا يكون طاعة.
6861 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن أحمد بن حمدان أنا الحسن بن سفيان نا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي نا أبو معاوية السنجاري عمرو بن عبيد الجبار نا عبيدة بن حسان عن عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أبي عن جدي ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الدجى تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء.
6862 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا حاجب بن أحمد نا عبد الرحيم بن منيب نا الفضيل بن عياض عن منصور عن مجاهد (وتبتل إليه تبتيلا). قال:
أخلص إليه إخلاصا.
6863 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصنعاني نا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال عمر: ما قوام هذا الأمر يا معاذ؟ قال: الإسلام وهي الفطرة والإخلاص وهي الملة والطاعة وهي العصمة وسيكون بعدك اختلاف ثم قال: فقام عمر مدبرا فقال: أما إن شأنك خير من شأنهم.
6864 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو عمرو بن مطر ومحمد بن يزيد العدل قالا: نا يوسف بن موسى المروروذي نا يحيى بن عثمان نا بقية عن سلام بن صدقة عن زيد بن أسلم عن الحسن عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الاتقاء على العمل أشد من العمل إن الرجل ليعمل العمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ويعلنه فيكتب علانيته ويمحى تضعيف أجره ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس الثانية ويحب أن يذكر به ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتقى الله امرؤ صان دينه عن الدنيا وقال غيره وصان دينه فإن الرياء شرك وقد مضى ذكره.
6865 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا الأصم أنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله عز وجل وقد أضاع ما سواها فما زال يمنيه الشيطان فيها ويزين له حتى ما يرى شيئا دون الجنة فقبل أن تعملوا فانظروا ماذا تريدون بها فإن كانت خالصة لله فأمضوها وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم فلا شيء لكم فإن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا فإنه قال: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.
6866 -
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري نا جدي يحيى بن منصور نا عمر بن حفص السدوسي نا عاصم بن علي نا أبو الأشهب عن الحسن في قوله تعالى:
قال: إنما قل لأنه كان لغير الله عز وجل.
6867 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد الخلدي أنا أبو محمد الجريري قال: سمعت سهل بن عبد الله التستري قال: الدنيا كلها جهل موات إلا العلم منها والعلم كله حجة على الخلق إلا العمل به والعمل كله هباء إلا الإخلاص منه والإخلاص خطب عظيم لا يعرفه إلا الله عز وجل حتى يصل الإخلاص بالموت.
6868 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز قال:
سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون المصري يقول: الناس كلهم موتى إلا العلماء والعلماء كلهم نيام إلا العاملون والعاملون كلهم يغترون إلا المخلصين والمخلصون على خطر عظيم قال الله عز وجل:
{لِيَسْئَلَ الصّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} .
6869 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا بكير بن الحداد الصوفي بمكة نا أبو عمر محمد بن الفضل بن سلمة نا سعيد بن زنبور قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا ولا يقبله إذا كان خالصا له إلا على السنة سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم النسوي يقول: سمعت أبا جعفر الفريابي يقول: سألت الجنيد ما الظرف قال: استعمال كل خلق سني واجتناب كل خلق دنيء وأن يخلص العبد العمل لربه لا يرى عمله.
6870 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت سعيد بن أحمد البلخي سمعت أبي يقول: محمد بن عبد الله يقول: سمعت خالي محمد بن الليث يقول: سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتم الأصم يقول: سمعت شقيقا يقول: إن الله عز وجل يسأل عبده عن حفظ الأمر والنهي يوم القيامة وينجيهم بالإخلاص.
6871 -
وبإسناده قال: قال حاتم: اطلب نفسك في أربعة أشياء العمل الصالح بغير رياء والأخذ بغير طمع والعطاء بغير منة والإمساك بغير بخل.
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: قال:
محمد بن علي الترمذي ليس الفوز هناك بكثرة الأعمال إنما الفوز هناك بإخلاص العمل وتحسينه. وقال: قال محمد بن علي: من شرائط الخدام التواضع والاستسلام.
6872 -
أخبرنا أبو سعد الماليني نا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الفهري نا أبو بشر عيسى بن إبراهيم قال: قال سهل بن عبد الله:
اطلبوا من السر النية بالإخلاص، ومن العلانية الفعل بالاقتداء وغير ذلك مغاليط.
6873 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم أنا العباس بن الوليد أخبرني أبي حدثني الضحاك قال: سمعت بلال بن سعد يقول: عباد الرحمن إن العبد ليقول قول مؤمن فلا يدعه الله وقوله حتى ينظر في عمله وإن كان قوله قول مؤمن وعمله عمل مؤمن لم يدعه الله حتى ينظر في ورعه فإن كان قوله قول مؤمن وعمله عمل مؤمن وورعه ورع مؤمن لم يدعه الله حتى ينظر ما نوى به فإن صلحت النية فبالحري أن يصلح دونه، المؤمن يقول ولا يتبع قوله عمله والمنافق يقول بما يعرف ويعمل بما ينكر.
6874 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي تمامة الصائدي قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم عليه السلام ما المخلص لله؟ قال: الذي يعمل العمل لله عز وجل ولا يحب أن يحمده الناس عليه.
6875 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عمرو بن السماك نا الحسين بن عمرو قال: سمعت بشرا يقول: سمعت معتمرا يقول: قال عيسى ابن مريم عليه السلام العمل الصالح الذي لا تحب أن يحمدك الناس عليه.
6876 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني نا منصور بن محمد بن إبراهيم قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الكتاني قال:
سمعت أبا حمزة يقول: وقد سئل عن الإخلاص. فقال: الخالص من الأعمال ما لا يحب أن يحمده عليه إلا الله عز وجل.
6877 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي سمعت ابن الفرخي يقول:
الإخلاص فيه ثلاثة أقاويل أحدها صدق القلب في طلب الثواب والثاني إرادة إخراج العمل من كل شبهة والثالث لا يحب حمد المخلوقين ولا ذمهم.
6878 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول: سمعت جعفرا يقول: سمعت الجريري يقول: سمعت سهلا يقول: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا أن يكون حركاته وسكوته في سره وعلانيته لله وحده لا شريك له لا يمازجه شيء نفس ولا هوى ولا دنيا.
6879 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت علي بن بندار يقول: سمعت عبد الله بن محمود يقول: سمعت محمد بن عبد ربه يقول:
سمعت الفضيل يقول: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله عنهما.
6880 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت فارسا يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت ذا النون يقول: الإخلاص نفي المعارضة في السر والعلانية حتى لا يداخله في الخلق رياء ولا يزين عمله من أجلهم ولا يداخله من نفس عجب ولا استكبار.
6881 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: كان أبو عثمان السمرقندي كثيرا يقول: قال: لي أستاذي أبو عثمان إنك تنسب إلى الرياء والسمعة وكل شيء في كثرة صلاة فلا ينال به ولا تدع عادتك فيها.
6882 -
وأخبرنا أبو بكر القاضي أنا حاجب بن أحمد نا محمد بن حماد نا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن الحارث بن قيس قال: إذا كنت في شيء من أمر الدنيا فتوخ وإذا كنت في شيء من أمر الآخرة فامكث ما استطعت وإذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال إنك ترائي فزد وأطل.
6883 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ نا أبو عبد الله البوشنجي نا ابن عائشة نا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وأثنى عليه ابن عائشة قال وكان ثقة: نا عوف قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: ما أراد
رجل من الخير شيئا إلا سار في قلبه سوراته فإذا كانت الأولى فلا تهيدنك الآخرة. قال إبراهيم بن حبيب فحدثت به أبي فقال: كان الحسن يقوله.
6884 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي نا أبو الحسن الكازري أنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال: سمعت ابن عدي يحدث عن عوف عن الحسن قال: ما من أحد عمل عملا إلا سار في قلبه سورتان فإذا كانت الأولى منهما لله فلا تهيدنه الآخرة قال: أبو عبيد يقول: لا يصرفنه عن ذلك ولا يزيله والذي أراد الحسن بقوله فلا تهيدنه الآخرة يقول: إذا يقول: إذا صحت نيته في الأول ما يريد الأمر من البر فعرض له الشيطان فقال: إنك تريد بهذه الرياء فلا يمنعنه من ذلك الأمر الذي قد تقدمت فيه نيته وهذا شبيه بالحديث الآخر إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال: إنك ترائي فزدها طولا.
6885 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول صدق الإخلاص نسيان رؤية الخلق لدوام النظر إلى الخالق والإخلاص أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى خوفا من سخط الله كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك ثم تذكر منة الله عليك إذا وفقك لذلك العمل حتى يذهب العجب من قلبك وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما جعل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه» .
6886 -
قال أبو عثمان: والعجلة اتباع الهوى والرفق اتباع السنة فإذا فرغت من عملك وجل قلبك خوفا من الله أن يرد عليك عملك فلا يقبله منك قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ} .
من جمع هذه الخصال الأربعة كان مخلصا في عمله إن شاء الله.
6887 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد بن نصير نا أبو محمد الجريري قال سهل بن عبد الله التستري: لم يتخلص من هذه الثلاثة إلا
صديق: العجب [والذكر]
(1)
والدعوى ولم يتخلص منها إلا عرف نعم الله عليه في مسالك الروح وعرف تقصيره في أداء الشكر فمن كان هكذا سلم. قال: وأنا جعفر الخلدي قال: سمعت الخواص يقول: العجلة تمنع من إصابة الحق قال:
وأنا جعفر قال: سمعت إبراهيم الخواص يقول: الناس يروني وإما أعمل وإما أتكلف من الشدة وركوب الأمور الصعبة [وحملي] على نفسي يظنون أني أعمل في رفع الدرجات وأنما أعمل في فكاك رقبتي من الله أو كما قال:
وسمعت إبراهيم يقول: لو علم الناس كيفية ذل العارف في نفسه لرجموه بالحجارة ولو عرفوا [كيفية]
(2)
عزته عند الله لعبدوه من دون الله.
6888 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد قال: سمعت أبا محمد الجريري يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: لا يعرف الرياء إلا مخلص ولا يعرف النفاق إلا مؤمن ولا يعرف الجهل إلا عالم ولا يعرف المعصية إلا مطيع. قال: وسمعت سهل بن عبد الله يقول: اجتهد أهل العلم والمعرفة في ترك الإثم في سرهم وعلانيتهم فأدخل الله عليهم الضراء والنفع والنصب فأسلموا الأمر إلى الله تعالى فاستغنوا بالله عمن سواه.
6889 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا عمر بن مدرك اليامي نا عبد السّلام بن مطين نا سليمان بن المغيرة عن يونس بن عبيد قال: لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله.
6890 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا ابن أبي الدنيا أنا علي بن أبي مريم قال: سئل بعض العلماء عن الزهد فقال:
من أدنى الزهد أن يقعد أحدكم في منزله فإن كان قعوده لله رضا وإلا خرج ويخرج فإن كان إخراجه لله رضا وإلا رجع فإن كان رجوعه لله رضا وإلا حبسه ويحبسه فإن كان حبسه لله رضا وإلا تكلم. فقيل هذا صعب فقال: هذا هو الطريق إلى الله وإلاّ فلا تعلنوا قال: وأنا ابن أبي الدنيا نا عبد الملك بن عقاب الليثي قال: رأيت عامر بن عبد قيس في المنام فقلت: أي الأعمال وجدت -
6887 -
(1)
في ب الكثرة.
(2)
في أكيف.
أفضل؟ قال: ما أريد به وجه الله عز وجل.
6891 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب نا عمرو بن عبيد عن الحسن أنه قال: في قول الله عز وجل:
{إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ} .
قال: كان إذا قال قال لله وإذا عمل عمل لله وإذا نوى نوى الله.
6892 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا عثمان بن زفر نا رفيع
(1)
عن منذر عن الربيع بن خيثم قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله فهو مضمحل سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول:
سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: لو أن عبدا أتى بافتقار آدم وزهد عيسى وجهد أيوب وطاعة يحيى واستقامة إدريس وود الخليل وخلق الحبيب عليهم السلام وكان في قلبه مثقال ذرة لغير الله فليس لله فيه حاجة.
6893 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد الخياط يقول: اجتهد في اثنين كارها الصدق في الأقوال والإخلاص في الأعمال.
6893 مكرر-أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو عثمان أنا عبد الله أنا سفيان عن زيد قال: يسرني أن يكون لي في كل شيء نية حتى في الأكل والنوم.
6894 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ} قال: ما أريد به وجهه. ورواه أيضا عطاء بن مسلم الحلبي عن سفيان قال: إلا ما ابتغى به وجهه من الأعمال الصالحة.
6895 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو زكريا العنبري نا زكريا بن دلويه العابد نا بمثله محمد بن أبي تميلة نا الفضيل بن عياض عن يونس بن عبيد قال:
6892 -
(1)
في ب ربيع.
قال عيسى ابن مريم عليه السلام: لا يجد أحد حقيقة الإيمان حتى لا يحب أن يحمد على طاعة الله.
قال: وسمعت الفضيل بن عياض يقول: خيبة لك إن كنت ترى أنك تعرفه وأنت تعمل لغيره.
6896 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو منصور بن محمد الفقيه نا محمد بن نوفل نا حسين بن الربيع قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ويل لمن ليس لله.
6897 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا معاوية بن هشام عن سفيان عن سالم الأفطس عن مجاهد في قوله {إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ} قال: لم يقولوا حين أطعموهم لوجه الله ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم ليرغب فيه راغب.
6898 -
حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا عبد الله بن أحمد الشيباني نا سمعت زنجويه بن الحسن نا علي بن الحسن الهلالي نا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل يقول: خير العمل أخفاه وأمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء.
6899 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا محمد بن أبي عمر قال سفيان: قال أبو حازم: إني لأعظ وما أرى موضعا وما أريد إلا نفسي وقال: اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك.
6900 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا أبو سعيد عن قتادة نا العلاء بن زياد أن رجلا كان يرائي بعمله فجعل يشم ثيابه ويرفع صوته إذا قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه وعذله قال: ثم أقبل فرزقه الله يقينا بعد ذلك فخفض من صوته وجعل صلاته فيما بينه وبين الله وجعل لا يأتي على أحد إلا دعا له بخير.
6901 -
أخبرنا أبو سعيد محمد بن يونس نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة عن زائدة عن هلال بن يسار قال: قال
عيسى ابن مريم عليه السلام: إذا كان يوم يصوم أحدكم فليدهن لحيته ويمسح شفتيه وليخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم فإذا أعطى بيمينه فليخفه بشماله وإذا صلى أحدكم فليدل ستر بابه. قال أبو أسامة: يعني يرخيه قال الله تعالى:
يقسم الثناء كما يقسم الرزق.
6902 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو طاهر المحمد أبادي نا أبو قلابة نا روح بن عبادة نا حماد عن ثابت عن عبد الرحمن بن عباس القرشي أن أبا هريرة كان يعلمنا قال: إذا صام أحدكم فليدهن حتى لا يرى أثر الصوم عليه وإذا بصق فليوار بصاقه بيديه وليضعهما مقابل فيه حتى يقع البصاق إلى الأرض.
6903 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق نا والدي أنا أبو العباس السراج قال: سمعت محمد بن عمرو بن مكرم يقول: سمعت عبد الرحمن بن عفان يقول: سمعت سفيان بن سعيد يقول: قال أبو حازم: أخف حسنتك كما تخفي سيئتك ولا تكونن معجبا بعملك فلا تدري أشقي أنت أم سعيد.
6904 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا الحضر بن أبان نا سيار نا جعفر قال: سمعت أبا التياح الضبعي يقول:
أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه قال: ولقد كان الرجل إذا سافر سفرا عشرين سنة ما يعلم به جيرانه.
6905 -
قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا الحضر نا سيار نا جعفر وعبيد الله بن شميط قالا: نا شميط بن عجلان قال: قال رجل لعيسى ابن مريم: يا معلم الخير علمني عملا إذا أنا عملته كنت تقيا لله كما أمرني قال:
افعل في مؤونة يسيرة إن قبلت تحب الله بقلبك كله وتجهد له ببدنك كله وإذا أحسنت من حسناتك فانسه فقد حفظ لك من لا ينساه ولتكن ذنوبك نصب عينيك وترحم على ولد جنسك يعني ولد آدم.
6906 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن نا أبو العباس الأصم نا محمد بن علي الوراق نا عارم نا حماد بن زيد عن أيوب ذكر هارون بن زياد قال: كان من الذين يسرون الزهد. فقال أيوب: لأن يسر الرجل زهده خير له من أن يظهره.
6907 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عمر محمد بن عبد الواحد
الزاهد صاحب ثعلب نا أبو العباس محمد بن هشام الأنصاري حدثني إبراهيم الشيخ بمصر قال: قال لي إبراهيم بن أدهم: يا أبا إسحاق اعبد الله سرا حتى يخرج على الناس يوم القيامة كمينا.
6908 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال:
سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد الخياط يقول: (ح).
6909 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن أحمد يقول: سمعت محمد بن أحمد بن يعلى يقول: سمعت الحناط يقول: سمعت ذا النون يقول: لم أر شيئا أبعث لطلب الإخلاص من الوحدة لأنه إذا خلا لم ير غير الله وإذا لم ير غير الله لم يحركه إلا حكم الله ومن أحب الخلوة فقد تعلق بعمود الإخلاص واستمسك بركن كبير من أركان الصدق لفظهما سواء.
6910 -
أخبرنا أبو عبد الله أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال: سمعت سعيد بن عثمان الحناط يقول: سمعت ذا النون يقول: إذا لم يكن في عملك حب حمد المخلوقين ولا مخافة ذمهم فأنت حكيم مخلص إن شاء الله.
6911 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: اعلموا أنه لا يصفو لعامل عمل إلا بإخراج الخلق من القلب في عمله وهو الإخلاص فمن أخلص لله لم يرج غير الله فكن وكن على علم أنه لا قبول لعمل يراد به غير الله فمن أراد طريق التجريد إلى الإخلاص فلا يدخلن في ارادته أحد سوى الله عز وجل فشمر عن ساقك واحذر حذر الرجل أن يدخل في العظمة لله تعظيم غير الله واجعل الغالب على قلبك ذلك وقد صفا قلبك بالإخلاص.
6912 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: قال بعض العلماء: ما أخلص العبد لله إلا أحب أن يكون في جب لا يعرف.
6913 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: اعبدوا الله بإخلاص من الصدق فاوصل إليهم خالصا من البر.
6915 -
[*] وقال: وسمعت أبا الفيض يقول: اعلموا أن من أراد أن يلقى العدو بغير سلاح خفت أن لا يسلم من القتل.
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا قفز الترقيم بالمطبوع
6916 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: وأتاه رجل فقال: يا أبا الفيض رحمك الله دلني على طريق الصدق والمعرفة بالله؟ قال: يا أخي أد إلى الله صدق حالتك التي أنت عليها على موافقة الكتاب والسنة ولا ترق حيث لم ترق فتزل قدمك فإنه إذا زل بك لم تسقط وإذا ارتقت أنت سقطت وإياك أن تترك ما تراه يقينا لما ترجوه شكا.
6917 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: وسئل متى يجوز للرجل أن يقول أراني الله كذا وكذا؟ قال: إذا لم يطق نطق ذلك ثم قال ذو النون: أكثر الناس إشارة إلى الله في الظاهر أبعدهم من الله.
6918 -
قال: وسمعت ذا النون يقول: كلت ألسن المحققين لك عن الدعاوى ونطقت ألسن المدعين في الدعاوى.
6919 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني أنا سعيد بن أبي مريم أنا عبد الله بن سويد بن حبان من أهل مصر عن عمرو بن الحارث يحدث عن أبيه حدثني أبو صخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد أنه سمعه يقول: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف الجنة حتى انتهى ثم قال: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ هذه الآية
{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ} . الآيتين.
قال أبو صخر: فذكرت ذلك للقرظي فقال: إنهم أخفوا لله عز وجل عملا وأخفى لهم ثوابا قدموا على الله عز وجل فأقر تلك الأعين قد أخرجه مسلم من حديث ابن وهب عن أبي صخر دون حكاية أبي صخر عن القرظي.
6920 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد ابن إسحاق نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا معتمر قال: سمعت الحكم بن أبان يحدث عن الغطريف عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال: يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص بعضها ببعض وإن بقيت حسنة وسع الله له في الجنة. قال: فدخلت على [رداد]
(1)
6920 -
(1)
في ب يزداد.
فحدث بمثل هذا فقلت: فإن ذهبت الحسنة؟ قال: أولئك الذين يتقبل الله منهم ويتجاوز عن سيئاتهم. الآية قلت: أفرأيت قوله: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} قال: العبد يعمل سرا أسره الله عز وجل لم يعلم به الناس فأسر الله عز وجل له يوم القيامة قرة أعين.
6921 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في الأمالي نا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل نا السري بن خزيمة نا محمد بن عبد الله الرقاشي نا معتمر يذكره بإسناده نحوه.
6921 مكرر-سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا الفرج الورثاني يقول: سمعت أبا الطيب المعلى
(1)
يقول: قال أحمد بن أبي الحواري:
قلت لأبي سليمان: صليت صلاة في خلوة فوجدت لها لذة قال: وأي شيء ألذ فيها. قلت: حيث لم يرني أحد. فقال: إنك لضعيف حيث خطر بقلبك ذكر الخلق.
6922 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الوليد نا إبراهيم بن محمود قال:
سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال الشافعي رحمه الله: يا أبا موسى لو جهدت كل الجهد على أن ترضي الناس كلهم فلا سبيل له فإذا كان كذلك فأخلص عملك ونيتك لله عز وجل.
6923 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن محمد المروزي نا محمد بن عبدك حدثني مصعب بن بشر نا شيبان بن أبي شيبان المطوعي قال:
قال لي معدان: يا شيبان لا ترد بعملك غير الله فإن سفيان الثوري قال: يا معدان لا ترد بعملك غير الله فإنه براءة من الشرك.
حدثنى أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى:
«كل من عمل عملا أراد به غيري فأنا منه بريء» .
6924 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا يحيى بن منصور القاضي نا علي بن سعيد العسكري نا طاهر بن خالد بن نزار قال: سمعت أبي يقول: قال سفيان الثوري: الزهد زهدان زهد فريضة وزهد نافلة فأما الفريضة فإنه واجب عليك
6921 -
(1)
في ب المعلى.
وهو أن تدع الفخر والكبر والعلو والرياء والسمعة والتزين للناس، وأما زهد النافلة فهو أن تدع ما أعطى الله تعالى من الحلال فإذا تركت شيئا من ذلك صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله عز وجل وإن أردتم أن تدركوا ما عند الله عز وجل فكونوا في هذه الدنيا بمنزلة الأضياف.
6925 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني جعفر بن محمد بن نصير حدثني الجنيد بن محمد قال: سمعت السري بن المغلس وقد ذكر الناس قال: لا تعمل لهم شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تعط لهم شيئا ولا تكشف لهم شيئا قال الجنيد: يريد بهذا القول أن تكون أعمالك كلها لله وحده. قال: وسمعته يقول: إذا أحسست بإنسان يريد أن يدخل عليّ فقلت كذا بلحيتي وأمر يده على لحيته كأنه يريد أن يسويها من أجل دخول الداخل عليه فخفت أن يعذبني الله على ذلك بالنار.
6925 مكرر-قال: وسمعت السري يقول: إنما أذهب أكثر أعمال القراء العجب وخفي الرياء أو كلام نحو هذا.
6926 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي علي نا محمد بن أحمد بن يوسف نا أبو حاتم الرازي نا [قماز]
(1)
بن مطيع نا حماد بن يحيى نا محمد بن واسع عن مطرف بن الشخير قال: من صفا عمله صفا له اللسان الصالح ومن خلط خلط له.
6927 -
حدثنا أبو سعد الماليني أنا أبو محمد الحسن بن رشيق حدثني أبو دجانة أحمد بن إبراهيم المعافري قال: سمعت ذا النون يقول: أما إنه من الحمق التماس الإخوان بغير الوفاء وطلب الآخرة بالرياء ومودة النساء بالغلظة.
6928 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا أبو عبد الله بحر بن نصر بن سابق الخولاني نا بشر بن بكر أخبرني الأوزاعي حدثني عبدة بن أبي لبابة قال: إن أقرب التواضع الرضا بالمجلس دون شرف المجلس والابتداء بالسلام وأن يكره الرياء في عمله كله والمدح.
6929 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه نا أبو بكر القطان نا أحمد بن يوسف
6926 -
(1)
في ب عثمان.
السلمي نا محمد بن يوسف نا سفيان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال:
اجعل مالك جنة دون دينك ولا تجعل دينك جنة دون مالك.
6930 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية النيسابوري نا أبو حامد أحمد بن محمد العقصي نا أحمد بن سلمة نا إسحاق بن موسى الخطمي نا سفيان بن عيينة قال: قال مطرف: إن أقبح الرغبة في الدنيا أن تطلب بعمل الآخرة.
6931 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ وأبو الحسين بن بشران قالا:
أنا أبو عمرو بن أحمد نا محمد بن أحمد بن [الرقا]
(1)
أبو بكر بن عفان الصوفي حدثني بشر بن الحارث قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: لأن آكل الدنيا بالطبل والمزمار. وفي رواية ابن بشران لأن آكل الدنيا بالطبل والمزمار أحب إلي من أن آكلها بديني.
6932 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني جعفر بن محمد حدثني الجنيد قال: سمعت السري يذم من يأكل بدينه ويقول من النذالة أن يأكل العبد بدينه.
6932 مكرر-سمعت أبا سعد الزاهد يقول: سمعت علي بن جهضم يقول: سمعت محمد بن القاسم يقول: ثنا عيسى بن تمام نا الحسن بن عمرو قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قلة التوفيق وفساد الرأي وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب.
6933 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجراح يقول: نا يحيى بن محمد بن أعين قال: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: قال لي ربيعة الرأي وكان أستاذ مالك يا مالك من السفلة؟ قال: قلت من أكل بدينه. فقال: من سفلة السفلة؟ قال: من أصلح دنيا غيره بفساد دينه قال:
فصدرني.
6934 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران نا أبو عمر وعثمان بن السماك نا -
6931 -
(1)
في ب البراء.
جعفر الخياط صاحب أبي ثور نا عبد الصمد بن بريد قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: سئل المبارك من الناس؟ قال العلماء: قال: من الملوك؟ قال:
الزهاد قال: فمن السفلة؟ قال: الذي يأكل بدينه.
6935 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا دعلج بن أحمد أنا أبو الحسين العودي نا هدبة نا سلام بن أبي مطيع قال: سمعت أيوب السختياني يقول: لا خبث أخبث من قارئ فاجر.
6936 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنا جعفر بن محمد بن الأزهر نا المفضل بن غسان نا شيخ من الكتاب أن صالح المري لما أرسل إليه المهدي فقدم عليه فلما أدخل عليه ودنا بحماره من بساط المهدي أمر ابنيه وهما وليا العهد موسى وهارون فقال: قوما فأنزلا عمكما فلما انتهيا إليه أقبل صالح على نفسه فقال: يا صالح لقد خبت وخسرت إن كنت إنما عملت لهذا اليوم.
6937 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو طاهر المحمد أبادي نا الفضل بن محمد نا إبراهيم بن بشار الرمادي قال: سمعت سفيان يقول: لو صلح القراء لصلح الناس.
6937 مكرر-قال: وسمعت سفيان يقول: إن أقبح الرغبة في الدنيا أن تطلب بعمل الآخرة.
6938 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني نا يونس ابن حبيب نا أبو داود نا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره.
6939 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا عبيد بن شريك نا ابن أبي مريم نا إبراهيم بن أبي يحيى نا شريك بن أبي نمر عن ابن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
6938 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (2398).
6940 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وعبد الله بن يوسف الأصبهاني قالا:
نا أبو جعفر عمر بن محمد بن أحمد الجمحي بمكة أنا علي بن عبد العزيز نا أحمد بن عيسى المصري نا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لو أن رجلا عمل عملا في صخر لا باب لها ولا كوة خرج عمله إلى الناس كائنا ما كان.
6941 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار ببغداد أنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان نا أبو الأشعث نا المعتمر عن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن رافع عن يحيى قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: من عمل عملا كساه الله رداءه إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا. هذا هو الصحيح موقوفا على عثمان وقد رفعه بعض الضعفاء.
6942 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران نا دعلج بن أحمد نا معاذ بن المثنى نا سليمان بن النعمان نا حفص بن سليمان نا علقمة بن يزيد عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عثمان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من كانت له سريرة مالحة أو سيئة أظهر الله منها رداء ما يعرف به» .
6943 -
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان املاء أنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد نا عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن عقيل الهلالي بالبصرة نا (بشر بن موسى معاذ العقدي) 1 نا يوسف بن عطية أنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: من المؤمن؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: المؤمن الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ولو أن عبدا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من الحديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث بها الناس ويزيدون قالوا: وكيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: لأن التقي لو يستطيع أن يزيد في بره لزاد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الكافر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: الذي لا يموت حتى
6943 - هكذا بالأصل (م)، (ب).
يملأ الله مسامعه مما يكره ولو أن فاجرا فجر في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يحدث به الناس ويزيدون.
قالوا: كيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: لأن الفاجر لو يستطيع أن يزيد في فجوره لزاد. تفرد به يوسف بن عطية الصفار عن ثابت وروايته عنه أكثرها مناكير لا يتابع عليه والله تعالى أعلم.
6944 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المهرجاني نا محمد بن أحمد بن يوسف الفقيه نا أحمد بن عثمان نا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن منصور نا جعفر بن سليمان نا ثابت قال: كان يقال: لو أن ابن آدم عمل بالخير في سبعين بيتا لكساه الله رداء عمله حتى يعرف.
6945 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا الأسود بن عامر نا صدقة بن رستم من الأشكيف كوفي قال: سمعت ابن المسيب بن رافع قال: ما من رجل يعمل حسنة في سبع أبيات إلا أظهرها الله. قال: وتصديق ذلك كتاب الله تعالى:
إن {اللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} .
6946 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو محمد بن يوسف الأصبهاني ومحمد بن موسى قالوا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا سعيد بن منصور نا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال: ما تزين للناس بغير ما يعلم الله منه شانه.
6947 -
أخبرنا أبو جعفر الشعراني نا محمد بن عثمان بن سعيد نا أبو الخطاب نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال: لا تكن لله وليا في العلانية وعدوا في السر.
6948 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا أنا جعفر بن محمد حدثني الجنيد بن محمد قال: سمعت السري بن مغلس يقول: احذر أن لا يكون لك ثناء منشور وعيب مستور.
6949 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن إسحاق أنا عبيد بن عبد الواحد نا هشام بن عمار نا صدقة بن خالد نا أبو جابر حدثني محمد بن أبي
عائشة قال: لا تكن ذا وجهين وذا لسانين تظهر للناس أنك تحب الله ويحمدونك وقلبك فاجر.
6950 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد المقري قال: نا الأصم نا الخضر نا سيار نا جعفر نا ثابت عن عقبة بن عبد الغافر قال: إذا عمل العبد عملا في السر عمل حسنا ثم عمل في العلانية مثله قال الله عز وجل:
6951 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا ابن نمير عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير يجري عليها الناس يتخذونها سنة إذا غير منها شيء قيل غيرت السنة. فقيل متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وكثرت امراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة.
6952 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب هو ابن عطاء أنا أبو عثمان ثنا أبو سلمة عن عمران القصير قال: بلغني أن في جهنم واديا تعوذ منه جهنم في كل يوم أربع مائة مرة أعد ذلك للمرائين من القراء. وروي فيه حديث مرفوع ذكرناه في كتاب البعث.
6953 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب نا الحريري عن أبي الورد عن وهب بن منبه قال: ظهرت في بني إسرائيل قراء فسقة وسيكثرون فيكم.
6954 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ نا أبو الفضل أحمد بن الحسن المستملي نا محمد بن مقاتل المروزي نا يوسف بن عطية وكان من أهل السنة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يكون في آخر الناس عباد جهال وقراء فسقة» .
يوسف بن عطية كثير المناكر.
6955 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو يوسف يعقوب بن محمد بن
إسحاق بن زيد المذكر نا أبو بكر محمد بن ياسين بن النضر نا أبي نا إبراهيم بن عيسى الطلقاني نا أبو حفص البصري عن مالك بن دينار قال: مثل قراء هذا الزمان مثل رجل نصب فخا فوقع عصفور في فخه. فقال: ما لي أراك [سجينا]
(1)
في التراب؟ فقال: التواضع. قال: فلم حنيت ظهرك؟ قال: من طول العبادة. قال: فما هذه الجنة المنصوبة قيل قال: أعددتها للصائمين. فلما نسي تناول الحبة فوقع الفخ على عنقه فخنقته. فقال العصفور: إن كان العباد يخنقون خنقك فلا خير في العباد اليوم.
6956 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور الهروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا أبو معشر عن محمد بن كعب قال: جاءه رجل قال: إنما في بعض الكتب إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر يلبسون للناس مسوك الضأن من اللين يحتلبون الدنيا بالدين قال الله تعالى:
عليّ يجترئون وبي يغترون بعزتي [لأتيحن]
(1)
لهم فتنة تدع العليم فيها حيران فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله عز وجل: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ} . قال الرجل: قد علمنا فيما أنزلت. فقال له محمد: إن الأمر ينزل في رجل ثم يكون عاما.
6957 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن المعلم نا إسحاق بن الحسن الحربي نا أبو نعيم نا جعفر بن برقان أخبرني أبو راشد حدثني وهب بن منبه قال: أجد في كتاب الله المنزل أناسا يدينون بغير العبادة يحتلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الضأن قلوبهم كقلوب الذئاب وألسنتهم أحلى من العسل وأنفسهم أمر من الصبر فبي يغترون وإياي يجترئون أقسمت لأبعثن عليهم فتنة أترك الحليم فيها حيران.
6958 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان نا زيد بن الحباب حدثني عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني نا شرحبيل بن يزيد المعافري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
6955 -
(1)
في ب متغيبا.
6956 -
(1)
في ب لأبعثن.
قال الإمام أحمد: كذا قال زيد بن الحباب شرحبيل وقال ابن المبارك: عن عبد الرحمن بن شرحبيل في إحدى الروايتين المعافري عن شرحبيل بن يزيد وتابعه ابن وهب.
6959 -
كما أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو عثمان أنا عبد الله بن المبارك ح. قال يعقوب: ونا محمد بن يحيى أنا ابن وهب جميعا عن عبد الرحمن بن شريح حدثني شرحبيل بن يزيد المعافري عن محمد بن هدبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أكثر منفاقي أمتي قراؤها» رواه الحسين بن الحسن المروزي عن ابن المبارك في كتاب الرقائق وقال شرحبيل بن يزيد: عن عبد الله بن عمرو.
6960 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصغاني نا منصور بن سلمة أنا الوليد بن المغيرة قال أبو سلمة: ولم أر بمصر أثبت منه نا مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
«أكثر منافقي هذه الآمة قراؤها» .
6961 -
أخبرني أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الفضل بن إبراهيم نا أحمد بن سلمة قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول في الرجل الذي ترك كيتين قال: إنما ترك الصلاة عليه لأنه كان من أهل الصفة وهو يظهر أنه فقير ليس له شي وإنه من أهل الصفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
6962 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله قال: توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كيتان» .
6962 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (357).
6963 -
أخبرناه أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي المقرئ ثنا أحمد بن سلمان الفقيه قال: قرئ على محمد بن الهيثم وأنا أسمع نا أبو دومة الربيع بن نافع ثنا محمد بن مهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من ترك دينارين فقد ترك كيتين» .
6964 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد نا سهل بن عمار نا يحيى بن أبي بكير نا شعبة أنا قتادة قال: سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا توفي قال: أراه من أهل الصفوة وترك دينارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: له كية وتوفي آخر وترك دينارين فقال له: كيتان.
6965 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسين إسحاق الاسفرايني نا سعيد بن عثمان الخياط نا عبد الله بن محمد المكي عن سويد بن حاتم عن الحسن قال: كان الرجل: إذا تقرا وله دراهم ذهبت دراهمه واليوم إذا تقرا وليست له دراهم كثرت دراهمه.
6966 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا يحيى بن آدم نا محمد بن خالد الضبي عن محمد بن سعد الأنصاري عن أبي الدرداء قال: استعيذوا بالله من خشوع النفاق. قيل له وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
6967 -
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى أنا أبو عبد الله الصفار نا أحمد بن محمد [البرتي]
(1)
نا مسلم بن إبراهيم نا الحارث بن عبيد نا مسلم بن سفيان السكري عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال: خطب أبو بكر الصديق فذكر الحديث قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«تعوذوا بالله من خشوع النفاق» .
قالوا: يا رسول الله وما خشوع النفاق؟ قال: خشوع البدن ونفاق القلب.
6967 -
(1)
في ب المزكي.
6968 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب وسمعت أنا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت محمد بن عبيد يقول:
سمعت سفيان يقول: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم لا تزيدوا الخشوع على ما في القلب فقد وضح الطريق فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا تكونوا عيالا على المسلمين.
6969 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وسمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول: سمعت جدي يقول: سمعت محمد بن زياد الأعرابي يقول:
قال بعض الحكماء: خوفوا المؤمنين بالله وخوفوا المنافقين بالسلطان والمرائين بالناس.
6970 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ قال: سمعت بشر بن أحمد التميمي يقول: سمعت داود بن الحسين البيهقي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت على الأمير عبد الله بن طاهر وفي كمي تمر آكله فنظر إليّ الأمير وقال: يا أبا يعقوب إن لم يكن تركك الرياء من الرياء فما في الدنيا أحد أقل رياء منك.
6971 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا سعدان بن نصر نا سفيان قال: سمعت خالد بن حوشب قال: [كان]
(1)
جواب يرعد عند الذكر. فقال له إبراهيم: إن كنت تملكه ما أبالي ألا أعيذ بك وإن كنت لا تملكه فقد خالف من كان قبلك.
6972 -
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس الأصم نا الحسن بن علي بن عفان نا أبو أسامة عن الربيع بن صبيح قال: وعظ الحسن يوما فانتحب عنده رجل فقال: أما والله ليسألنك الله ما أردت بهذا.
6973 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي نا ابن أبي الدنيا حدثني علي بن الحسن عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: لا يجوز لأحد أن يظهر للناس الزهد والشهوات
6971 -
(1)
ليست بالأصل وهي كلمة يقتضيها السياق.
في قلبه فإذا المرء لم يبق في قلبه من شهوات الدنيا شيء جاز أن يظهر للناس الزهد لأن العباء علم من أعلام الزهد فإذا زهد بقلبه وأظهر العباء كان مستوجبا لها وإن ستر زهده بثوبين ابيضين ليدفع بهما أبصار الناس عنه كان أسلم لزهده قال: وسمعت أبا سليمان يقول: أما يستحي أحدكم أن يلبس عباء بثلاثة دراهم وفي قلبه شهوة بخمسة دراهم.
6974 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا إبراهيم بن عصمة بن يحيى نا أبي نا يحيى بن يحيى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قال طالوت: قال إبراهيم بن أدهم: ما صدق الله عبدا أحب الشهوة.
6975 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا الربيع بن سليمان نا أيوب بن سويد نا أبو زرعة قال: خرج الضحاك ابن قيس فاستسقى بالناس ولم يمطروا ولم يروا سحابا قال الضحاك: أين يزيد بن الأسود؟ فقال: هذا أنا قال: نعم فاستشفع لنا إلى الله عز وجل أن يسقينا فقام فعطف برأسه على منكبيه وحسر عن ذراعيه فقال: اللهم إن عبادك هؤلاء استشفعوا بي إليك فما دعا إلا ثلاثا حتى مطروا مطرا كادوا يغرقون منه ثم قال:
إن هذا شهرني فأرحني فما لبث بعد ذلك إلا جمعة حتى مات.
6976 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا أحمد بن محمد السكري نا إبراهيم بن الجنيد حدثني الحسن بن القاسم قال: سمعت بشر بن الحارث قال: كتب حذيفة إلى يوسف بن أسباط يا أخي إني أخاف عليك أن يكون بعض محاسننا أضر عليك في القيامة من مساوئنا قال: وكتب إليه أيضا حتى لا يكون في موضع إذا جئت إلى البقال فقلت: أعطني مطهرتك قال:
هات كساءك أوضع كساءك.
6977 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب نا أحمد بن عيسى نا ابن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعيد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«حسب امرئ من الشر إلا من عصمه الله أن يشير إليه الناس بالأصابع في دينه. ودنياه» .
6978 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أحمد بن عدي نا علي بن الحسين بن عبد الرحيم نا إسحاق الحنظلي أنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة الحلبي نا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه في دينه ودنياه إلا من عصمه الله» .
وبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قلت: رواه أيضا عبد العزيز بن [حصين]
(1)
عن ابن أمية عن الحسن عن أبي هريرة والإسناد ضعيف.
6979 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا جعفر بن محمد نا أبو جعفر النفيلي نا كثير بن مروان المقدسي حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وشاج عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع» .
قالوا: يا رسول الله وإن خيرا؟ قال: فإن كان خيرا فهي مذلة إلا من رحم الله وإن كان شرا فيه فهو شر. كثير بن مروان هذا غير قوي.
أخبرنا الحسين بن الفضل أنا أبو سهل بن زياد القطان نا إسحاق بن الحسن الحربي نا عفان نا حماد بن سلمة أنا الحجاج الأسود عن معاوية بن قرة قال: من يدلني على بكاء بالليل بسام بالنهار.
6980 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن بالويه نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا محمد بن حميد أبو سفيان عن سفيان الثوري عن زيد قال: إذا كانت سريرة الرجل أفضل من علانيته فذلك الفضل وإذا كانت سريرة الرجل وعلانيته سواء فذلك النصف وإذا كانت علانيته أفضل من سريرته فذلك الجور.
6981 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت منصور بن -
6978 -
(1)
في ب حسين.
عبد الله يقول: سمعت العباس بن عبد الله الواسطي يقول: سمعت إبراهيم بن يونس يقول: سمعت ذا النون يقول: إياك أن تكون بالمعرفة مدعيا أو تكون بالزهد محترفا أو تكون بالعبادة متعلقا.
6982 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط قال: سمعت ذا النون يقول: إياك أن تكون بالمعرفة مدعيا أو تكون بالزهد محترفا أو تكون بالعبادة متعلقا. فقيل له: فسر لنا ذلك رحمه الله.
6982 مكرر- فقال أما علمت أنك إذا أشرت في المعرفة إلى نفسك بأشياء أنت معرى عن حقائقها كنت مدعيا وإذا كنت في الزهد موصوفا بحالة وبك دون الأحوال كنت محترفا وإذا علقت بالعبادة قلبك وظننت أنك تنجو من الله تعالى بالعبادة لا بالله في العبادة كنت بالعبادة متعلقا لا [بوليها]
(1)
والمنان بها عليك.
6983 -
أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد نا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران بمكة أنا أبو بكر أحمد بن محمد البغوي قال: قال الجنيد معاشر الفقراء إنما عرفتم به وأكرمتم من أجله فإذا خلوتم فانظروا كيف تكونون معه.
6984 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا عبد الله بن محمد الرازي نا إبراهيم بن زهير نا مكي بن إبراهيم نا جعفر بن حسان عن محمد بن واسع قال:
قال لقمان لابنه: يا بني اتق الله لا ترى أنك تخشى يكرمونك وقليل فاجر.
6985 -
أخبرنا أبو عبد الله الغضائري نا أحمد بن سلمان نا إسماعيل نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد قال: سمعت أبي حدث عن بعض أشياخه أن لقمان قال لابنه: لا تري الناس أنك تخشى الله يكرموك وقلبك فاجر.
6986 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الكتاني وسأله بعض المريدين فقال له: أوصني فقال: كن كما ترى الناس وإلا فأبن للناس كما تكون.
6987 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا بكر الرازي -
6982 مكرر-
(1)
في ب بربها.
يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.
6988 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني علي بن المثنى الطبري قال:
سمعت أبا بكر محمد بن علي بن جعفر بن علكان الرازي يقول: سمعت يحيى ابن معاذ الرازي يقول: من خان الله عز وجل في السر هتك الله ستره في العلانية.
السادس والأربعون من شعب الإيمان
باب في السرور بالحسنة والاغتمام بالسيئة
6989 -
أخبرنا الاستاذ أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني نا أبو بشر يونس بن حبيب نا أبو داود نا جرير بن حازم نا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم قال: فذكر الحديث إلى أن قال: ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
6990 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أخبرنا أبو بكر بن حبيب نا أبو بكر بن العوام نا أبو عامر العقدي نا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن أبي أمامة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان؟ قال: إذا ساءتك سيئاتك وسرتك حسناتك فأنت مؤمن قال: فما الإثم؟ قال: إذا حل في صدرك شيء فدعه.
6991 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن إسحاق أنا موسى بن الحسن بن عباد نا عبد الله بن بكر السهمي نا هشام الدستوائي فذكره.
6992 -
حدثنا محمد بن الحسن بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال: قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا» .
6993 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو محمد دعلج بن أحمد السجزي نا محمد بن علي بن زيد الصائغ نا سعيد بن منصور نا يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز بن محمد عن عمرو مولى المطلب عن المطلب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
6989 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (ص 7).
6992 -
أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (1533).
«من عمل سيئة وكرهها حين يعمل وعمل حسنة فسر بها فهو مؤمن» .
6994 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا هشام بن علي نا عبد الله بن عبيد بن عقيل نا عبد الله بن جعفر المديني عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن» .
كذا قال: عن أبيه ورواية الجماعة عن عمرو ليس فيه عن أبيه.
6995 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد نا العباس بن حمزة نا مخلد بن عمرو البلخي نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي نا عطاء بن السائب عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
6996 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة من أصل كتابه أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج نا الحسين بن المثنى البصري نا عفان نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
«اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا» .
قال الحليمي رحمه الله: ومعنى هذا والله أعلم أن من عمل حسنة فسره أن وفقه الله تعالى لها ويسرها له حتى حصلت في ميزانه فجلس كما يجلس المهنئ فرحا مسرورا بما يرجوه من رحمة الله وفضله أو عمل سيئة فساءته أن خلا بالله تعالى ونفسه حتى عمل بما سوله له الشيطان وجلس كما يجلس المصاب مهموما كئيبا حزينا حياء من الله تعالى وخوفا من مؤاخذته فذلك دليل على صدق إيمانه وخلوص اعتقاده فإن الثقة بالوعد والوعيد لا يكون إلا من قوة التصديق بالله ورسوله قال أحمد رحمه الله: ولذا جاء هذا التفسير مرفوعا بلفظ موجز قال: إن المؤمن إذا عمل حسنة رجا ثوابها وإذا عمل سيئة خاف عقابها.
6997 -
أخبرنا أبو الحسين الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا
يعقوب بن سفيان نا سعيد بن منصور نا خلف بن خليفة عن سيار عن أبي وائل قال: انطلقت أنا [وأخي]
(1)
حتى دخلنا على الربيع بن خيثم فإذا هو جالس في مسجده فسلمنا عليه فرد علينا السّلام ثم قال: ما جاء بكم؟ قلنا جئنا لتذكر الله عز وجل ونذكره معك وتحمد الله ونحمده معك قال: فرفع يديه يقول:
الحمد لله لم تقولا جئناك تشرب فنشرب معك ولا جئناك تزني فنزني معك.
6998 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن عجلان قال: قيل للقمان أي الناس أغنى قال: من رضي بما أعطي. قيل: فأي الناس خير؟ قال: الغني قيل: غنى المال؟ قال: لا ولكن الذي إذا طلب عنده خير وجد قيل: فأي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا فأما من سرته حسنته من حيث يثنى ويذكر عنه فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني ما.
6999 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي املاء أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا وكيع نا شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل لله العمل يحبه الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. رواه مسلم عن أبي بكر وإسحاق عن وكيع.
7000 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أحمد بن سلمان الفقيه نا عبد الملك بن محمد الرقاشي نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا شعبة. وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن إسحاق الفقيه نا إسماعيل بن قتيبة نا يحيى بن يحيى أنا [حماد بن زيد]
(1)
جميعا عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل الصالح والناس يحمدونه على ذلك؟. قال: تلك عاجل بشرى المؤمن في الدنيا رواه [مسلم]
(2)
عن يحيى بن يحيى وعن محمد بن المثنى عن عبد الصمد.
6997 -
(1)
في ب أمي.
7000 -
(1)
في ب حماد عن زيد وهو خطأ.
(2)
سقط من الأصل، وهي إضافة واجبة.
7001 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أحمد بن سلمان النجاد إملاء نا عبد الملك بن محمد نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أنهم قالوا يا رسول الله الرجل يعمل لآخرته ويحبه الناس؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.
7002 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أحمد بن سلمان فذكره بإسناده مثله.
7003 -
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب أنا داود نا سعيد بن سنان أبو سنان نا حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله الرجل يعمل العمل يسره وإذا اطلع عليه سره ذلك وأعجبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«له أجران، أجر العلانية وأجر السر» .
قال يونس: ذكر عن أبي عبيد أنه فسره أن لا يكون اطلع عليه على عمل سوء قال أحمد: وروى هذا الحديث الأعمش عن حبيب بن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
7004 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار نا أحمد بن أسد الكوفي نا يحيى بن اليمان عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ذكوان عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعمل العمل أسره فيظهر فافرح به فقال: كتب لك أجران.
7005 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأخبرني أبو بكر أحمد بن إسحاق نا محمد بن سليمان نا أحمد بن أسد أبو عاصم البجلي فذكره بإسناده مثله زاد أجر السر والعلانية.
7006 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نا أحمد بن أسد البجلي فذكره بإسناده قال الحليمي رحمه الله: فروي عن عبد الرحمن بن
7003 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (2430).
مهدي أن معناه فإذا اطلع عليه سرني ليقتدى بي ويعمل مثل عملي ليس أنه يسره أن يذكر ويثنى عليه وإنما هو كقوله صلى الله عليه وسلم:
«من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» .
7007 -
وكما روي أن رجلا قام من الليل يصلي فرآه جار له فقام يصلي فغفر للأول يعني أن الثاني أخذ عنه وتابعه وهذا محتمل ومحتمل غيره وهو أنه إذا عمل خيرا سره أن يذكر به فيكون محمودا في الناس لا مذموما ولا حمد أبلغ من أن يقال: انه قوام بحق ربه وليس هذا من المراءاة في شيء إنما المراءاة أن يعمل الخير لا يريد به وجه الله تعالى ولا يبتغي به مرضاته ولا ثوابه إنما يريد به أن يقول الناس هذا رجل خير فأما أن يعمل لله بالحقيقة ويسره أن يعمل الناس منه أنه من عمال
(1)
الله فإن مدحوه مدحوه بصلاحه لعبادة الله لا لغير ذلك مما يتمدح به الناس ويثني بعضهم على بعض من أمور الدنيا فليس هذا من الرياء في شيء ألا ترى أن الله تعالى ذم قوما يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فدل ذلك على أن من أحب أن يحمد بما فعل فلا ذم فكيف يذم من أراد أن يكون إضافته إلى الله تعالى لا إلى غيره كما جعل [مخه]
(1)
مقصورا على عبادته دون غيرها، إنما المذموم من يعمل ما أمر أن يبتغي به وجهه مريدا به وجه غيره والفرق بينهما ظاهر لمن أنصف. قال: واحتج ذلك القائل بأن الحديث جاء بكراهية أن يزكى الرجل في وجهه فيقال له هذا أن يثنى عليه في وجهه فيمتلئ منه عجبا ومدحا ويقول: في نفسه أنا الممدوح بكذا وكذا ويستهين بذلك غيره وما قلنا غير هذا وهو أن يسمع الرجل يضاف إلى مولاه بالطاعة وحسن العبادة يسره أن الله تعالى أنزله منزله الكرامة من نفسه وجمع له بين الحسنيين أحدهما أن وفق لعبادته والأخرى أن جعله ما إذا مدح باسمه وأضيف إلى ما يكون مرجعه إليه من عبادته ولم يجعله يمدح بما يمدح به أبناء الدنيا وأهلها الراكنون إليها وبينهما بون بعيد ولولا أن هذا هكذا لما كان ذلك بشرى المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الإمام أحمد رحمه الله:
7008 -
والذي روينا فيما مضى في معنى الإخلاص أن الذي لا يحب أن -
7007 -
(1)
في ب فيه.
(1)
في المنهاج من عمل.
يحمد على عمله فهو أن يكون عمله لله لا ليحمد ثم إن علم به فحمد عليه وسره ذلك فلا يخرجه من الإخلاص كما روينا في سائر الحديث والله أعلم. والذي رواه الحليمي عن عبد الرحمن بن مهدي فقد رويناه أيضا عن ابن عيينة كما
7009 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني نا أبو الطيب المظفر بن سهل الخليلي القائد بمكة نا إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي عن أبيه قال:
سمعت سفيان بن عيينة وقد سأله رجل عن قول الصحابي للنبي صلى الله عليه وسلم إني لأسر العمل فإذا اطلع عليه سرني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لك أجران أجر السر وأجر العلانية» .
7010 -
قال ابن عيينة: هذا من أجود الأحاديث وأحكمها لرجل يسر العبادة فيطلع عليه مطلع فيعمل بمثل عمله فسره إذا بلغه أن فلانا قد عمل بما عملت وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» .
وأما قول عبد الرحمن ففيما.
7011 -
أخبرنا السلمي أنا أبو الحسن الكارزي نا علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله إني أعمل العمل أسره فإذا اطلع عليه سرني؟ فقال: لك أجران اجر السر وأجر العلانية.
قال أبو عبيد: حدثناه أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن صالح يرفعه قال أبو عبيد: قال ابن مهدي: وجهه عندي أنه إنما يسر به إذا اطلع عليه ليستن به. قال أبو عبيد: يعني أنه ليس يسر به وليس للحديث عندي وجه الإمام قال: ثم استدل أبو عبيد بما روينا عن ابن عيينة وبما حكاه الحليمي من قيام الرجل من الليل واقتضاء جاره به فكلاهما من احتجاج عبيدة به.
7012 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا عيسى بن حماد القاضي ببغداد نا محمد بن جرير الطبري نا سعيد بن عمرو السكوني نا بقية بن الوليد عن عبد الملك بن مهران عن عثمان بن زائدة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«عمل السر أفضل من العلانية والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء به» .
تفرد به بقية عن عبد الملك بن مهران هذا.
7013 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي نا الحسين بن أحمد بن الليث نا علي بن هاشم الرازي نا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن أبي الأحوص قال: قال أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنموا قل ما تمر بي ليلة إلا وأقرأ فيها ألف آية وإني لأقرأ البقرة في ركعة وإني لأصوم الأشهر الحرم وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس ثم تلا.
{وَأَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} .
7014 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو سعيد الثقفي نا [الحسين]
(1)
بن أحمد بن الليث نا زياد بن أيوب نا هشيم أنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال: كان يلقى الرجل من إخوانه فيقول لقد رزق الله البارحة من الصلاة كذا وكذا ورزق من الخير كذا وكذا.
7015 -
أخبرنا أبو محمد السكري أنا أبو بكر الشافعي نا جعفر بن محمد بن الأزهر نا الغلابي حدثني أبي قال: قيل لسفيان إن أهل مكة يزعمون أنك قليل الطواف فغضب فقال: إني لأدنو بالطائفين بالبيت ليصيبني من غبارهم وإني لكذا وإني لكذا. فقال له رجل: يا أبا محمد وايش تجزع من هذا وقد سترك الله وأحسن إليك. قال: إني لأكره أن يقول الناس: إن سفيان زاهد في الخير.
7016 -
أخبرنا أبو محمد السكري أنا أبو بكر الشافعي نا جعفر بن محمد نا الغلابي نا أبو سهل المدائني قال: وحضرت ابن عيينة وسأله رجل فقال: يا أبا محمد أرأيت الرجل يعمل العمل لله يؤذن أو يؤم أو يعين أخاه أو يعمل شيئا من الخير فيعطى الشيء؟ قال: يقبله ألا ترى إلى موسى عليه السلام لم يعمل للعمالة إنما عمل لله فعرض له رزق من الله تعالى فتقبله وقرأ. {إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا} .
7017 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الفضل بن إبراهيم نا أحمد بن سلمة نا الحسين بن منصور قال: سمعت علي بن عثام وذكر قوله تعالى:
7014 -
(1)
في ب الحسن.
{فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ} قال: فذهب معها وإنما كان أول الأمر لله عز وجل فلم يبال.
7018 -
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس الأصم نا محمد بن علي الوراق نا مسلم بن إبراهيم نا أبو هلال نا عقبة بن أبي ثبيت الراسبي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أهل الجنة من ملأ أذنيه من خير سمعه وأهل النار من ملأ أذنيه من شر سمعه» .
قال مسلم: بلغني عن عقبة هذا أنه كان يدعو الطير فيجيبه.
7019 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا حجاج بن الأعور قال: قال ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة أن حميد بن عبد الرحمن بن صفوان أخبره أن مروان قال: اذهب يا رافع لتقرأنه إلى ابن عباس فقل لئن كان كل منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعين.
فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية إنما نزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس:
{وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} الآية.
ثم قال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أوتوا من كتابهم إياه ما سألهم عنه. أخرجاه في الصحيح.
7020 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا (أبو بكر)
(1)
محمد بن شوذب الواسطي نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا يزيد بن هارون أنا زياد بن أبي زياد الجصاص قال: قال معاوية بن قرة: كل شيء فرض الله عليك فالعلانية فيه أفضل قول الرجل صليت في مسجد كذا وكذا وأذهب وأصلي في مسجد كذا وكذا وأعطيت زكاة مالي في شهر كذا وكذا.
7020 -
(1)
في ب (أبو محمد).
السابع والأربعون من شعب الإيمان
وهو باب في معالجة كل ذنب بالتوبة
قال الله تعالى:
وقال:
وقال:
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ} .
إلى سائر ما ورد في التوبة من آيات [الله]
(*)
ولما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم:
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يعني
7021 -
ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنا الحسن بن سفيان نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه.
(*) في ب (القرآن).
حرملة بن يحيى وأخرجه البخاري من حديث شعبة عن ابن شهاب الزهري.
7022 -
أخبرنا أبو بكر بن محمد الحسين بن فورك قال: أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني نا يونس بن حبيب نا أبو داود. وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر محمد بن محمويه نا جعفر بن محمد نا آدم قالا: نا شعبة أخبرني عمرو وهو ابن مرة سمع أبا بردة يحدث أنه سمع رجلا من جهينة يقال له: الأغر يحدث عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة» .
لفظ حديث أبي داود في رواية آدم نا عمرو بن مرة قال: سمعت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري قال: سمعت رجلا من جهينة يقال له: الأغر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي داود.
7023 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو بكر بن إسحاق نا إسماعيل بن قتيبة نا يحيى بن يحيى أنا حماد بن زيد. وأخبرنا أحمد بن زيد الثقفي نا يوسف بن يعقوب نا أبو الربيع نا حماد بن زيد نا ثابت البناني عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» .
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأبي الربيع وروينا في الحديث الثابت عن ابن شهاب الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال:
قال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«والله إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة» .
7024 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن محمد يقول: سمعت بندار بن الحسين يقول: استحسنت لأبي بكر بن طاهر قوله: في الغين أن الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على ما يكون في أمته من بعده من الخلاف وما يصيبهم فيه وكان إذا ذكر ذلك وجد غينا في قلبه فاستغفر لأمته قال الإمام أحمد: زعم بعض أهل العلم أن الغين شيء يغشى القلب فيغطيه بعض التغطية
7022 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (1202).
ويحجبه عما يشاهده وهو كالغيم الرقيق الذي يعرض في الهواء فلا يكاد يحجب [عين]
(1)
الشمس ولا يمنع ضوءها والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه يغشى قلبه ما هذه صفته وذكر انه ليستغفر الله في كل يوم مائة مرة.
7025 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت الأستاذ أبا سهل محمد بن سليمان الحنفي يقول: قوله ليغان على قلبي له تأويلان أحدهما مختص به وهو حملهم إياه على غشية السكرة التي هي الصحو في الحقيقة ومعنى الاستغفار عقيبها على التحسر للكشف عنها وأهل الظاهر يحملونها على الخطرات العارضة للقلب والطلبات الواردة عليه الشاغلة له بهذه الغشية الملابسة ثم يستدركها النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار والإنابة والرجوع منها إلى ربه عاتبا على قلبه فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم هذا وصفه فما ظنك بالخليقة المنهمكة في الهلكة وبالله العياذ وبه الاعتصام وعليه التوكل قال الإمام وفي أهل العلم من عمل ذلك على ما يهمه من أمر أمته حين أخبر بما يكون فيهم من الآيات والاستغفار الذي كان بعده كان لأمته قلت: ومنهم من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقل من حال إلى حال هو أرفع منه فإذا رفع إلى درجة [أخرى]
(1)
رأى ما نقل عنها تقصيرا في واجب حق الله فرأى ذلك غينا يجب له الاستغفار منه.
7026 -
أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن محمد الأصبهاني قال: سمعت بندار بن الحسين الصوفي يقول: الغين ثقل مطالبة الحق على قلب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان مطالبا بالاوامر فكان إذا أمر بأمر التزمه فكان يثقل عليه إلى أن يدخل فيه قال الله عز وجل:
{إِنّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} .
7027 -
أخبرنا أبو الحسن الأهوازي أنا أحمد بن عبيد نا تمام حدثني إبراهيم بن بشار نا سفيان عن وائل بن داود عن أبيه عن بكر عن الزهري قال:
أخبرني أربعة عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعبد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) في ب عن.
7024 -
(1)
الصواب «من» .
7025 -
(1)
زيادة من ب.
«إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار» .
وبهذا اللفظ رواه حامد بن يحيى عن سفيان غير أنه شك في إسناده.
7028 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان الجلاب بهمدان نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل. وأخبرنا أبو عبد الله أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي نا أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي وفرة المدني مولى عثمان بن عفان نا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن عمر عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعلقمة بن وقاص الليثي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الافك ما قالوا فبرأها الله منه فكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت لها اقتصاصا وقد وعيت من كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعضهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى من بعض. زعموا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه. قالت عائشة: فأقرع بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته تلك. أذن الله بالرحيل فخرجت حين أذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فلمست صدري فإذا عقد لي حزج لظفار قد انقطع فخرجت فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ولم يحملن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين حملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل فساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعوا إليّ فبينا أنا جالسة إذ غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان بن المعطل الصفواني ثم الذكواني من وراء
(1)
في مسلم جزع ص 14 جـ 5.
الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي وو الله ما كلمته كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين عرفني أناخ راحلته ووطئ على يدها فركبتها وانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة وملك
(1)
في من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فشكيت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك وأنا لا أشعر بالشيء حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح قبل المناصع وكان متبرزنا لا نخرج إليها إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وإنما أمرنا أمر العرب الأول في البرية قبل الغائط وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فأقبلت أنا وأم مسطح قيل يعني حين فرغنا من شأننا وأم مسطح وهي ابنة أبي إبراهيم بن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح فقلت لها: بئس ما قلت، وماذا قال: فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فلما دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف تيكم؟ فقلت له: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ وأنا حينئذ أريد أن استيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت أبوي فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث به الناس؟ فقالت: يا بنية هوني عليك هذا الشأن فو الله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها. فقلت: سبحان الله ولقد تحدث الناس بها قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت ثم أصبحت ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فإنه أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم من الود لهم قال: يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء بكثير سواها سل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: يا بريرة هل رأيت على عائشة
(1)
في مسلم فهلك.
شيئا تنكرينه عليها. قالت: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت على عائشة شيئا أغمصه عليها غير أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله. قالت عائشة: فقام على المنبر حين استلبث الوحي يستعذر من عبد الله ابن أبي ابن سلول فقال: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغ أذاه في أهلي فو الله ما علمت على أهلي إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا وهو معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري. فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة الخزرجي وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية. فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا قالت عائشة: وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ولا أظن البكاء إلا فالق كبدي قالت:
فبينا أنا أبكي وأبواي عندي إذ استأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها أمي فجلست تبكي معنا فبينا نحن على ذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها وقد لبث شهرا [لا يوحى] إليه في شأني بشيء قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: يا عائشة أما فقد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه. قالت:
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي:
أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال: قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله فيما قال: فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت، وإني لجارية حديثة السن لا أقرأ شيئا من القرآن: والله لقد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث واستقر في أنفسكم ولئن قلت لكم إني بريئة والله ليعلم إني بريئة وأعلم أنه مبرئي ببراءة اني بريئة لا تصدقون ولئن اعترف لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فو الله ما أجد لي ولكم مثلا إلا أن أبا يوسف قال: «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» زاد ابن ديزيل في
حديثه ونسيت اسم يعقوب لما بي من الحزن وإخراق القلب ثم رجع إلى حديثهما قالت: ثم تحولت إلى فراشي فنمت وأنا أعلم أني بريئة والله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما علمت أن الله ينزل في شأني قرآنا يتلى ولشأني أحقر في نفسي من أن ينزل الله في وحيا يتلى قالت: فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ذاك ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه لينحدر مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم كان أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة أما الله فقد برأك فقال لي أبي قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لا أقوم ولا أحمد إلا الله تعالى.
قالت: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} .
العشر الآيات كلها قالت: فلما أنزل الله في براءتي هذا. قال أبو بكر الصديق: وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال قالت: فأنزل الله:
فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر لي فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه فقال: والله لا أنزعها منه أبدا. قالت عائشة: وكانت زينب بنت جحش هي التي تساميني من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع فطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك. قال ابن شهاب: فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل بريرة عن شأن عائشة قالت: يا رسول الله تسألني عن عائشة فو الله لعائشة أطيب من طيب الذهب ولئن كان ما يقول الناس حقا ليخبرنك الله. قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى إلينا من خبر هؤلاء الرهط. هذا حديث مخرج في الصحيحين من حديث يونس بن زيد وصالح بن كيسان وفليح بن سليمان وغيرهم عن الزهري وهو غريب من حديث مالك عن عبيد الله ابن عمر ويحيى بن سعيد عن الزهري تفرد به إسحاق بن محمد الفروي
ومقصود ما في هذا الموضع من الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:
وأخبرني خبرا آخر أن الندم توبة.
7029 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن شيبان نا سفيان بن عيينة الهلالي ثنا أبو محمد عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل قال: دخلت أنا وأبي على عبد الله بن مسعود فقال له أبي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة؟ قال: نعم أنا سمعته يقول: الندم توبة.
7030 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس نا الحسين بن مكرم البزار نا أبو النصر نا أبو خيثمة نا عبد الكريم الجزري عن زياد عن عبد الله بن معقل قال: كنت مع أبي إلى جنب عبد الله بن مسعود فقال له: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«الندم توبة؟» قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
7031 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسين محمد بن أحمد القنطري ببغداد نا أبو قلابة نا أبو عاصم نا سفيان.
وأخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة نا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي الهمداني نا محمد بن أيوب نا محمد بن كثير نا سفيان الثوري نا عبد الكريم نا زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل المزني قال: سأل أبي عبد الله بن مسعود أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة؟ قال: نعم. لفظ حديث جناح وفي رواية الحافظ عن زياد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الندم توبة.
7032 -
وأخبرنا جناح بن نذير بن جناح أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنا أبو نعيم وعلي بن حكيم قالا أنا شريك
عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة.
7033 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير أنا أبو جعفر بن دحيم نا أحمد بن حازم أنا أبو غسان نا حسين بن صالح عن أبي سعد البقال عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم فهو كفارته» .
7034 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد النجاد المقرئ بالكوفة قالا: أنا أبو جعفر بن دحيم نا القاضي إبراهيم بن إسحاق نا قبيصة عن سفيان عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير سمعت عمر رضي الله يقول: «توبوا إلى الله توبة نصوحا» قال هو: الرجل يعمل الذنب ثم يتوب ولا يريد أن يعمل به ولا يعود.
7035 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن الحسين نا آدم بن أبي إياس نا إسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: التوبة النصوح أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه أبدا.
7036 -
قال: ونا آدم نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: التوبة النصوح أن يهجر العبد الذنب وهو يحدث نفسه أن لا يعود إليه أبدا. وروى ذلك عن آدم بن أبي إياس عن بكر بن خنيش عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«التوبة من الذنب ألا يعود إليه أبدا» .
7037 -
أخبرناه أبو سعد الزاهد عبد الملك بن عثمان قال: أخبرني أبي نا محمد بن عبد الوهاب الثقفي نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا آدم فذكره والصحيح هو الأول ورفعه ضعيف.
7038 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا أحمد بن عبد الله يعني ابن يونس نا يحيى بن
عمرو بن مالك النكري قال: سمعت أبي يقول: عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أسنده يحيى بن عمرو عن أبيه وقد.
7039 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال: أنا أبو عثمان البصري قال: نا محمد بن عبد الوهاب نا محمد بن الفضل نا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء قال: والذي نفس محمد بيده إن كفارة الذنب الندامة.
7040 -
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء أنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي أنا الفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري نا أحمد بن عبد الله أبو علي النهرواني نا روح بن عبادة عن محمد بن مسلم عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تفرد به هذا النهرواني وهو مجهول وقد سمعته من وجه آخر عن روح وليس بمحفوظ.
7041 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه نا محمد بن عمر الدرابجردي نا النضر بن شميل أنا هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي خالد عن هشام بن حسان.
7042 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا
أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7043 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الفضل السلمي الوزير نا أبو عبد الله محمد بن علي الأنصاري نا أحمد بن أبي الحواري نا [بقية]
(1)
بن الوليد حدثني بعض الرهوين قال: سمع جبريل إبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام وهو يقول يا كريم العفو فقال له جبريل وتدري ما كريم العفو؟ قال: لا يا جبريل. قال: أن يعفو عن السيئة ويكتبها حسنة.
7044 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله أنا أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه ح.
7045 -
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف السلمي نا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.
7046 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر القطان نا أحمد بن يوسف نا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قالت الملائكة: يا رب ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به. قال:
7043 -
(1)
في ب عتبة.
ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنه تركها من جرائي».
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.
7047 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم نا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنا وكيع عن الأعمش عن [المعرور]
(1)
بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى:
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع وزاد في الحديث ومن أتاني يمشي أتيته هرولة من لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة.
7048 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو أنا الحسن بن سفيان نا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع فذكره بنحوه وزاد ما ذكرنا وقال: في متنه وأزيد وقال: بدل قوله واعفو وأغفر. وقال مسلم: في رواية أبي معاوية عن الأعمش أو أزيد.
7049 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس هو الأصم نا الربيع بن سليمان نا أسد بن موسى نا مروان بن معاوية أنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صاحب اليمين [أمين]
(1)
على صاحب الشمال فإذا عمل العبد بحسنة كتبت بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها. قال:
صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة».
7047 -
(1)
في ب عمرو.
7049 -
(1)
في ب أمير.
7050 -
أخبرنا [أبو الحسن]
(1)
علي بن عبد الله الخسروجردي أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرني الحسن بن علي بن [سلمان]
(2)
نا إسماعيل بن عيسى العطار نا المسيب بن شريك عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة فذكر هذا الحديث بمعناه مرفوعا.
7051 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك نا عبد الكريم بن الهيثم نا أبو اليمان. وأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين العلوي أنا [عبيد الله]
(1)
بن إبراهيم بن بالويه المزكي نا محمد بن يحيى الإسفرايني نا أبو اليمان الحكم بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة بن رويم عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم
«إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات» .
وفي رواية أبي عبد الله سبع ساعات عن العبد المسلم المخطئ المسيء فإن ندم واستغفر منها ألقاها عنه وإلا كتبت واحدة.
7052 -
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الراوي أنا أبو بكر محمد بن سليمان الباغندي نا سليمان يعني ابن سلمة [الخبائري]
(1)
نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7053 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان قال: نا أبي نا زكريا بن دلويه نا العلاء بن عمرو التيمي نا بشر بن أحمد نا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا زياد بن أيوب نا مبشر بن إسماعيل عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7050 -
(1)
في ب أبو الحسين.
(2)
في ب سليمان.
7051 -
(1)
في ب عبد الله.
7052 -
(1)
في ب الحاجري.
وفي رواية الدهان ما حفظا فيرى الله في أول صحيفتهما خيرا وآخرها خيرا إلا قال الله عز وجل:
«أشهدكم ملائكتي اني قد غفرت له ما بين طرفي الصحيفة» .
7054 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك نا الحسن بن عمرو سمعت بشر بن الحارث يقول: إذا صعد الملكان أو قال الملك بعمل العبد قال: انظروا فإن كان في أوله ذكر وفي آخره ذكر فدعوا له ما بينهما قلت: ويشبه أن يكون حديث الخبائري أو تمام بن نجيح بلغه أو حديثا آخر لم يحضرنا فقال هذا. والحديث المرفوع في ذلك فيه نظر والله أعلم.
7055 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن سنان (ح).
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو قلابة نا أبو عاصم نا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قوله {إِلاَّ اللَّمَمَ} قال: هو أن يأتي الرجل الفاحشة ثم يتوب منها. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن تغفر اللهم تغفر جما
…
وأي عبد لك لا ألما».
وفي رواية ابن سنان اللهم إن تغفر.
7056 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان نا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار نا أبو الأزهر نا روح بن عبادة عن زكريا عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قول الله عز وجل:
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} .
7056 - سقط الحديث كله من أ.
قال: هو الرجل يصيب الفاحشة يلم بها ثم يتوب منها. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم إن تغفر تغفر جما وأي عبد لك لا ألما. وروي هذا عن ابن عباس موقوفا كما
7057 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن الحسين نا آدم بن أبي إياس نا شعبة قال: وأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا محمد بن غالب نا عفان بن مسلم نا شعبة نا منصور عن مجاهد عن ابن عباس في هذه الآية
{إِلاَّ اللَّمَمَ} .
قال: الذي يلم بالذنب ثم يدعه ألا تسمع إلى قول الشاعر.
إن تغفر اللهم تغفر جما
…
وأي عبد لك لا ألما
هذا هو المحفوظ موقوف.
7058 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا معاذ بن المثنى نا محمد بن المنهال نا يزيد بن زريع نا يونس بن عبيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل:
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} .
قال: اللمة من الزنا أن يتوب فلا يعود واللمة من السرقة أن يتوب فلا يعود واللمة من شرب الخمر أن يتوب فلا يعود. قال: فقال الحسن: فذلك الإلمام.
7059 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب القاضي نا محمد بن المنهال فذكره بإسناده غير أنه قال في المواضع الثلاثة: ثم يتوب فلا يعود.
7060 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو زكريا العنبري نا محمد بن عبد السّلام نا إسحاق نا عبد الرزاق أنا معمر عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود في قوله عز وجل:
{إِلاَّ اللَّمَمَ} .
قال: زنا العين النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين المشي ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه فإن صدقه بفرجه كان زانيا وإلا فهو اللمم.
7061 -
قال الحليمي رحمه الله: فثبت بالكتاب والسنة وجوب التوبة إلى الله على كل مذنب [وإسراع القلب]
(1)
والإنابة وأن الله تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ولا يردها عليه والتوبة هي الرجعة، ومعنى تاب إلى الله تعالى أي رجع إلى الله فترك نزوعه عن العصيان وعودة إلى الطاعة رجعة وعبر عنها بالتوبة قال:
وحد التوبة القطع للمعصية في الحال إن كانت دائمة والندم على ما سلف منها والعزم على ترك العود ثم إن كان الذنب ترك صلاة فإن التوبة لا تصح حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها وهكذا إن كان ترك صوما أو تفريطا في زكاة إن كان الرجل مثريا، وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فإن تمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوبا به فإن عفي عنه بمال وكان واجدا له فإنه يؤدي ما عليه، وإن كان قذفا يوجب الحد فإن يبذل ظهره للحد إن كان مطلوبا به فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بإخلاص وإن كان حدا من حدود الله تعالى فإذا تاب إلى الله تعالى بالتندم الصحيح قبل أن يرفع إلى الإمام سقط عنه الحد وإن رفع إلى الإمام ثم قال: قد تبت لم يسقط عنه الحد وبسط الكلام فيه قلت: وهو منصوص عليه في المحاربين وقد علق الشافعي رحمه الله القول فيه في غير المحاربين لأن الله تعالى إنما ذكر الاستثناء بالتوبة في المحاربين دون غيرهم.
7062 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا هشام بن علي نا ابن رجاء نا همام عن إسحاق عن أبي المنذر البزار عن أبي أمية رجل من الأنصار أن سارقا سرق متاعا فوجدوا معه المتاع فاعترف به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا إخالك سرقت؟ قال: نعم قالها ثلاث مرات فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع فلما قطع قال: تب إلى الله تعالى، فقال: أتوب إلى الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم تب عليه. قلت: هذا السارق باعترافه وجب عليه رد المتاع على صاحبه ولو رجع عن الإقرار سقط عنه القطع لما ورد من التخفيف في حقوق الله عز وجل فلما لم يرجع قطع وأمره بالتوبة من ذنب ودعا له. وقد وردت
7061 -
(1)
في ب وسرعة الفيئة.
أخبار في أن الحدود كفارات وكأنها إنما تكون كفارات إذا تاب صاحبها بهذا الخبر وغيره وبالله التوفيق.
7062 مكرر - قال الحليمي رحمه الله: وإن الذنب من مظالم العباد فلا تصح التوبة منه إلا بأداء الواجب عينا كان أو دينا ما دام مقدورا عليه، فإن لم يكن مقدورا عليه فالعزم على أن يؤديه إذا قدر في أعجل وقته وأسرعه وتصح التوبة من كبيرة يتوب عنها دون أخرى من غير جنسها لم يتب عنها كما [لا تصح]
(1)
إقامة الحد عليه لأجلها وإن كان عليه حد آخر من غير جنسه وإذا تاب العبد فليس بواجب على الله جل جلاله أن يقبل توبته ولكنه لما أخبر عن نفسه أنه يقبل التوبة عن عبادة ولم [يخبر]
(2)
أن يخلف وعده علمنا أنه لا يرد التوبة الصحيحة على صاحبها فضلا منه ولا يجب لعباده عليه شيء بحال فليس هو [تحت]
(3)
أمر آمر ولا نهي ناه فيلزمه شيء وقوله {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وقوله: {كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا} . فمعناه أنه لما قضى ذلك وأخبر به فهو يفعله ولا يخلف وعده وقوله:
فمعناه إنما التوبة التي وعد الله قبولها وهو لا يخلف وعده بالقبول منه واقع لا محالة كما يقع الفعل الواجب ممن وجب عليه وقوله ثم يتوبون من قريب فما قبل التوبة قريب قال الله عز وجل في القيامة:
{عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً} .
فإذا كان أجل الجميع قريبا كذلك أجل كل واحد قريب وبيانه فيما
7063 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن علي بن أبي علي السقا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو زرعة الدمشقي نا علي بن عباس نا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7062 مكرر -
(1)
في ب تصح.
(2)
في أيجز.
(3)
سقطت من أ.
«إن الله ليقبل توبة العبد ما لم يغرغر» .
7064 -
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف بمكة نا أبو بكر بن أبي الموت نا أحمد بن علي بن سهل المروزي نا علي بن الجعد أنا ابن ثوبان (ح).
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد أنا أبو القاسم حبيب بن الحسن بن داود القزاز نا أبو بكر عمر بن حفص بن عمر نا عاصم نا عبد الرحمن بن ثابت عن ثوبان فذكره بإسناده مثله غير أنهما قالا: عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه ما لم تبلغ روحه رأس حلقه وذلك وقت المفازة التي يرى فيه مقعده من الجنة أو مقعدة من النار وعسى أن يعاين فيه الملك ولعل من بلغ أمره أن يغرغر بروحه لم يقبل في تلك الحال توبته أو لم يتمكن منها. فكان هذا القول إشارة إلى أن الله تعالى [يقبل]
(1)
توبة العبد ما دام يتوب وهو ما لم يغرغر بروحه يمكن أن يتوب فإن تاب قبل توبته قال الحليمي رحمه الله: وقد يجوز أن يحدد وقت التوبة مما هو أبين من هذا وأشبه بقول الله عز وجل: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ: إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} . وهو أن يقول إن التوبة تقبل ما لم تبطل الدواعي التي تكون للأحياء إلى ضروب المعاصي فإذا بطلت تلك الدواعي بسقوط القوى وبطلان الشهوات والاستسلام للممات فقد انقضى وقت التوبة ولا ينقضي وقتها بعجز الحي عن بعض المعاصي بما يحول دونها فإنه لا يخلو مع ذلك من أن تعرض له الدواعي فيقول في نفسه: لولا العجز لكنت فإذا لم يقله فإن الله تعالى طرحها ما يدعا إليه كان مستديما للتوبة وأما من انقطعت الدواعي عنه وانمحت آثارها فلا يبين لتوبته أثر قط لا بالعزم ولا بالفعل فلذلك لم تصح توبته والله أعلم. قلت: وقد روينا أخبارا في وقت التوبة وفضلها مع ما فيها من الإشارة إلى سعة رحمة الله عز وجل منها ما
7065 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل بن إبراهيم نا أحمد بن سلمة نا محمد بن بشار نا ابن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق -
7064 -
(1)
في ب يفعل.
الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله فقال: هل من توبة؟ قال: لا فقتله. وجعل يسأل فقال رجل: ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها ومات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى إلى هذه أن تباعدي قال: فوجدوه أقرب إلى هذه بشبر فغفر له. رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن يسار هكذا رواه شعبة ورواه هشام الدستوائي.
7066 -
كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي نا أحمد بن سلمة نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي الصديق عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ممن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال: لا فقتله فكمل به المائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فأتاه فقال: قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها ناسا يعبدون الله تعالى فاعبد معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا أتى نصف الطريق فأتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا إلى الله عز وجل. وقالت: ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. قال قتادة:
فقال الحسن: ذكر لنا أنه ناء بصدره. رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وقوله ناء بصدره رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى وقوله ناء بصدره يحتمل أن يكون المراد به تباعد عن معاصيه وتكره عليها.
7067 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن مرزوق نا وهب بن جرير نا شعبة عن إبراهيم بن ميمون عن رجل عن الحارث بن كعب ثنا رجل منا فقال له أيوب قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول: من تاب قبل موته بعام تبت عليه حتى قال شهر حتى قال ساعة حتى قال فواق ناقة قلت: سبحان الله أو لم يقل
الله {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} قال: إنما حدثتك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7068 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن البيلماني سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من تاب إلى الله قبل أن يموت بيوم قبل منه» .
قال: فحدثتها رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر فقال: أنت سمعته؟ قلت: نعم. قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف يوم قبل الله منه» .
قال: فحدثتها رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آخر قال: أنت سمعته؟ قلت:
نعم. قال: فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من تاب إلى الله قبل أن يموت بالضحوة قبل الله منه» .
فحدثتها رجلا آخر قال: أنت سمعته؟ قلت: نعم. قال: فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من تاب إلى الله قبل أن تغرغر نفسه قبل الله منه» .
ورواه عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: سمعت عبد الله بن عمرو فذكره.
7069 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور العباس بن الفضل النضروي الهروي بها نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«والذي نفسي بيده ما من إنسان يتوب قبل أن يموت بيوم إلا قبل الله عز وجل توبته» .
قال: فأخبرت بذلك رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت ذلك منه؟ قلت: نعم. قال: فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما من إنسان يتوب قبل أن يموت بنصف يوم إلا قبل الله توبته» .
قال: فأخبرت بذلك رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت ذاك منه؟ قلت نعم. قال: فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما من إنسان يتوب قبل أن يموت بضحوة إلا قبل الله توبته. فأخبرت بذلك رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت ذلك منه قلت: نعم.
قال: فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما من إنسان يتوب قبل أن يغرغر بنفسه في شدقه إلا قبل الله توبته» .
7070 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: إن الله عز وجل لما لعن إبليس سأله النظرة فقال: وعزتك لا أخرج من صدر عبدك حتى تخرج نفسه. قال وعزتي لا أحجب توبتي عن عبدي حتى تخرج نفسه أو قال:
روحه.
7071 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان نا سيار نا جعفر نا ثابت بلغنا أن إبليس قال: يا رب إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينك عداوة فسلطني.
قال قيل له صدورهم مساكن لك. قال: رب زدني. قال: لا يولد لآدم ولد إلا ولك عشرة. قال: رب زدني. قال: تجري منه مجرى الدم. قال:
رب زدني. قال: أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد. قال: فشكا آدم إبليس إلى ربه فقال: يا رب إنك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضاء وسلطته علي وأنا لا أطيقه إلا بك. قال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء. قال: رب زدني قال: الحسنة بعشر أمثالها. قال: رب زدني قال لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر.
7072 -
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل نا أبو العباس الأصم نا
7072 - -قال السيوطي في الدر المنثور (2/ 131) رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والمصنف.
أسيد بن عاصم نا الحسين بن حفص نا سفيان عن يعلى بن نعمان حدثني من سمع ابن عمر يقول: التوبة مبسوطة ما لم يسق ثم قرأ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ} الآية قال: وهل الحضور إلا السوق.
7073 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس هو الأصم نا ابراهيم بن مرزوق نا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. {يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ} قال: كل من عصى ربه فهو جاهل.
7074 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا اسماعيل بن زكريا عن شيخ من أهل الكوفة قال:
سمعت الضحاك بن مزاحم يقول: في قوله: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قال:
كل توبة قبل الموت فهو قريب.
7075 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن حمشاذ نا اسماعيل بن اسحاق القاضي نا سليمان بن حرب نا شعبة ح.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وبالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» .
رواه مسلم في الصحيح عن بندار عن أبي داود.
7076 -
وأخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا الحسن بن محمد الزعفراني نا سفيان بن عيينة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن صفوان بن غسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه أربعون عاما أو سبعون سنة فتحه
7075 - أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (490).
الله عز وجل للتوبة يوم خلق السموات والأرض فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه».
7077 -
أخبرنا الاستاذ أبو بكر محمد بن الحسن الأصولي أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني نا أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر نا أبو داود الطيالسي نا شعبة أخبرني عثمان بن المغيرة سمعت علي بن ربيعة الأسدي يحدث عن أسماء أو ابن أسماء الفزاري قال: سمعت عليا يقول: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله تبارك وتعالى بما شاء أن ينفعني قال علي وحدثني أبو بكر. وصدق أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له» .
«ثم تلا هذه الآية:
والآية الأخرى:
7078 -
وأخبرنا ابن فورك قال عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا أبو عوانة ح.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا يوسف بن يعقوب بن اسماعيل بن حماد بن زيد وزياد بن الخليل أبو سهل التستري قالا نا مسدد بن مسرهد أبو الحسن نا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقول كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله منه بما شاء أن ينفعني
7077 - -أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (ص 2).
7078 -
أخرجه المصنف من طريق الطيالسي (ص 2 و 3).
وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له» .
ثم قرأ هذه الآية:
7079 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الاسفرايني نا أبو سهل بن زياد القطان نا محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي نا اسماعيل بن أبي أويس نا عبد الله بن نافع الصائغ المكي عن أبي المثنى المازني [سلمان]
(1)
بن يزيد عن المقبري عن علي بن أبي طالب أنه قال ما حدثني واحد بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا استحلفته عليه إلا أبو بكر الصديق فإنه لا يكذب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما أذنب عبد ذنبا فذكره فتوضأ فصلى ركعتين ثم استغفر الله من ذلك الذنب إلا غفره الله له» .
7080 -
أخبرنا علي بن محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن اسحاق نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا فضيل بن سليمان ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن [حمشاذ]
(1)
نا أبو المثنى العنبري ومحمد بن أيوب قالا نا عبد الرحمن بن المبارك نا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة حدثني عبيد الله بن سليمان الأغر عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة وأحب أن يتوب إلى الله عز وجل فليأت بقعة رفيعة فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم يقول: إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبدا يغفر له ما لم يرجع في عمله
7079 -
(1)
في ب سليمان.
7080 -
(1)
في ب حماد.
ذلك. وروي ذلك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
7081 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس هو الأصم نا أحمد بن عبد الجبار نا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما أذنب عبد ذنبا ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى براز من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له.
7082 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر بن محمد الصيرفي نا إسماعيل بن إسحاق القاضي ح.
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا عباس بن الفضل الأسفاطي نا أبو الوليد نا عكرمة بن عمار حدثني شداد أبو عمار حدثني أبو أمامة قال: بينا أنا قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ. قال: فأعرض عنه، ثم عاد وقال مثل ذلك وأقيمت الصلاة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم خرج قال: فحدثني أبو أمامة قال: إني لأمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجل يتبعه وهو يقول يا رسول الله أصبت حدا فأقمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس خرجت من بيتك توضأت فأحسنت الوضوء؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: وشهدت معنا هذه الصلاة؟ قال: بلى يا رسول الله قال: فإن الله غفر لك حدك أو قال: ذنبك. لفظ حديث ابن عبدان أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار.
7083 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا ابن أبي قماش نا أبو حذيفة عن عكرمة بن عمار. وأنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا ابن أبي قماش نا أبو حذيفة عن عكرمة بن عمار عن شداد أبي عمار عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أخذت امرأة فصنعت بها كل شيء إلا الجماع فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذا رواه أبو حذيفة بهذا اللفظ وهو بهذا اللفظ محفوظ من حديث ابن مسعود.
7084 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النصر الفقيه أنا أبو عبد الله محمد بن نصر نا يحيى بن يحيى أنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض ما شئت. فقال له عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك. قال: ولم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ودعاه فتلا عليه هذه الآية.
فقال رجل من القوم: هذا له خاصة؟ قال: بل للناس كافة. رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى.
7085 -
أخبرنا محمد بن الحسين القطان أنا علي بن عبد الرحمن بن هاني نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة
(1)
أنا عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يهوى امرأة فكان ذات يوم جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فأذن له فخرج في يوم مطر فإذا هو بامرأة على غدير تغتسل فلما رآها جلس منها مجلس الرجل من امرأته وحرك ذكره فإذا هو مثل الهدبة فقام نادما فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال: له رسول الله صلى الله عليه وسلم اركع ركعات فأنزل الله عز وجل:
7086 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا الكديمي نا -
7085 -
(1)
في ب ابن أبي غرزة.
الضحاك بن مخلد نا (مستورد)
(2)
بن عباد الهنائي عن ثابت عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما جئتك حتى ما تركت حاجة ولا داجة إلا أتيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: بلى. قال: فإن الله قد غفر لك كل حاجة وداجة.
7087 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو النضر نا محمد بن أيوب ح قال:
أنا أبو بكر بن إسحاق أنا محمد بن غالب ومحمد بن يعقوب ويوسف بن يعقوب قال ابن أيوب أنا وقالا: نا أبو الوليد الطيالسي نا همام بن يحيى سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي عمرة يقول: سمعت أبا هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبدا أصاب ذنبا فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي. فقال له ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب
(3)
ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر ودعا قال:
ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي. قال له ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له. ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا آخر وربما قال: ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي فقال له ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء. رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن أبي الوليد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن همام.
7088 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان نا إبراهيم بن الحسين نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرئيل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا، يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمت فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوت فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو
(2)
كذا في من المخطوطة والصحيح المستور بن عباد.
(3)
الصواب الذنب.
أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منكم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. قال سعيد بن عبد العزيز: وكان أبو أويس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه إعظاما له. رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر الصغاني عن علي بن مسهر.
7089 -
وحدثنا أبو الحسن العلوي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن موسى بن المسيب عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله عز وجل:
«يا بني آدم كلكم مذنب إلا من عفيت فاستغفروني أغفر لكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أعطكم يا بني آدم كلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم ومن استغفرني [وعلم]
(1)
أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى ينتهوا مسألة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز إبرة لو غمسها أحدكم في البحر وذلك اني جواد وماجد وأجد عطائي كلام وعذابي كلام إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون».
7090 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق نا يونس بن محمد نا عمر بن أبي خليفة
7089 -
(1)
في ب وهو يعلم.
حدثني [أبو بدر]
(1)
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إني أذنب. قال: استغفر ربك قال: فاستغفر ثم أعود قال: فإذا عدت فاستغفر ربك ثلاث مرات أو أربعا شك عمر فقال: استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور. أبو بدر هذا هو يسار بن الحكم البصري.
7091 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا هشام بن علي نا عيسى بن إبراهيم الشعيري نا سعيد بن عبد الله نا نوح بن ذكوان أبو أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: جاء جبير بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل مقراف الذنوب إني أتوب ثم أعود ثم أتوب ثم أعود قال: يا جبير عفو الله أكثر من ذنوبك. كذا وجدته جبير والصواب حبيب قاله عبد الغني: وفي رواية عبد الغني أنه في حديث رواه أيوب بن ذكوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وفي كتاب شيخنا نوح بن ذكوان أبو أيوب والصواب أخو أيوب ونوح وكلاهما ضعيف والله أعلم.
7092 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس هو الأصم نا أحمد بن الفضل الصائغ نا آدم نا حماد بن سلمة عن السماك بن حرب عن النعمان بن بشير.
{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .
قال يقول: إذا أذنب أحدكم فلا يلقين بيده إلى التهلكة ولا يقولن لا توبة لي ولكن ليستغفر الله وليتب إليه فإن الله غفور رحيم.
7093 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن السبيعي نا أحمد بن حازم الغفاري نا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء وقاله له رجل يا أبا عمارة.
{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .
أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل؟ قال: لا ولكن هو الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفره الله لي.
7090 -
(1)
في ب أبو زيد.
7094 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر أنا أبو خليفة نا أبو الوليد والحوضي حفص بن عمر ومحمد بن كثير العبدي قالوا نا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء وسأله رجل عن هذه الآية.
{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .
هو الرجل يحمل على الكتيبة وهم ألف والسيف بيده؟ قال: لا ولكنه رجل يصيب الذنب فيلقى بيديه ويقول لا توبة لي.
7095 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن قوله عز وجل:
{فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابِينَ غَفُوراً} .
قال: هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
تابعه الثوري عن يحيى بن سعيد.
7096 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرايني نا أبو عثمان الخياط نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا وهب بن جرير عن أبيه قال: كنت جالسا عند الحسن إذ جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد ما تقول: في العبد يذنب الذنب ثم يتوب قال: لم يزدد بتوبته من الله إلا دنوا. قال: ثم عاد في ذنبه ثم تاب قال: لم يزدد بتوبته إلا شرفا عند الله. قال: ثم قال لي: ألم تسمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت: وما قال؟ قال: مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتستقيم أحيانا وفي ذلك تكبر فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره ثم قرأ.
الآية.
7097 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن سلمان الفقيه قال: قرئ على محمد بن الهيثم القاضي وأنا أسمع نا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني أن رجلا أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب؟ قال: يكتب عليه. قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود ويذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود ويذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا.
7098 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن قالا: نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي نا جعفر بن محمد الفريابي نا قتيبة بن سعيد نا سعيد بن مرزوق عن عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
7099 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا: أنا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى أنا عبد الحميد بن عبد الرحمن عن عثمان بن واقد العمري عن أبي نصير قال:
لقيت مولى لأبي بكر رضي الله عنه فقلت له: سمعت من أبي بكر شيئا؟ قال:
نعم سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لم يصر من استغفر الله وإن عاد في اليوم سبعين مرة» .
7100 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا ابن ملحان نا يحيى هو ابن بكير حدثني الليث حدثني محمد بن قيس نا
…
(1)
بن عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال: حين حضرته الوفاة قد كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم» .
رواه مسلم في الصحيحين عن قتيبة عن الليث.
7101 -
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنا جدي يحيى بن منصور القاضي نا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي نا عاصم بن علي نا أبو خيثمة سعد الطائي حدثني أبو المدله أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا يا رسول الله: كنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإنا إذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا -
7100 -
(1)
كلمة غير واضحة بالأصل.
النساء والأولاد فقال: لو تكونون أو لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليه عندي لصافحتم الملائكة بأكفكم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم. قال: قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم ولا يبؤس ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السموات ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
7102 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنا معمر عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» .
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.
7103 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا: أنا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي الذهلي نا يحيى بن يحيى أنا عبد الله بن وهب عن حيي عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر أنه قال:
أنزلت إذا زلزلت الأرض زلزالها وأبو بكر الصديق قاعد فبكى أبو بكر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا أبا بكر؟ فقال: أبكاني هذه السورة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون فيغفر لكم لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم» .
7104 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز نا محمد بن عبيد الله بن يزيد نا أبو بدر شجاع بن الوليد نا سليمان بن مروان يعني الأعمش ح.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ واللفظ له أنا
الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب القاضي نا أبو الربيع نا ابن شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد نا عبد الله هو ابن مسعود حدثني أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا. قال: وقال: لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل معه راحلة عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فانطلق في طلبها حتى إذا اشتد عليه العطش أو الجوع شك ابن شهاب قال أرجع إلى مكاني فأموت فيه فرجع إلى مكانه فوضع رأسه فاستيقظ فإذا هو براحلته عنده عليها طعامه وشرابه. لفظ حديث ابن شهاب وفي حديث أبي بدر قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
وقال: «حتى إذا بلغه الموت لم يشك بمعناه» .
واللفظ مختلف رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب وأخرجاه من حديث أبي أسامة وغيره عن الأعمش.
7105 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه من أصله أنا أبو حامد بن بلال البزار نا أحمد بن منصور يعني المروزي نا عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار قال:
حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن عمر بن يونس وأخرجاه من حديث قتادة عن أنس حديث الغار في بني إسرائيل.
7106 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي نا عثمان بن سعيد الدارمي حدثني أبو اليمان أن شعيب بن أبي حمزة أخبره عن الزهري حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن
عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى اواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم.
فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي طلب السحر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فجئتهما به فوجدتهما نائمين فتحرجت أن أوقظهما وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فقمت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت انفراجا لا يستطيعون الخروج منها قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم وكانت أحب الناس إليّ فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها. قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب النساء إليّ وتركت الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم قال الثالث: اللهم استأجرت أجراء فأعطيتهم أجورهم غير رجل واحد منهم ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال وارتعجت فجاءني بعد حين فقال لي: يا عبد الله أد لي أجري فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك فأخذ ذلك كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا من الغار يمشون. رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان ورواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن وغيره عن أبي اليمان. وقوله وارتعجت يعني كثرت.
7107 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون أنا سلمة بن نبيط عن عبيد بن أبي الجعد عن كعب أن لله عز وجل لدارا من درة أو لؤلؤة فوقها لؤلؤة فيها سبعون
ألف قصر في كل قصر سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل أو رجل محكم في نفسه. قال سلمة:
فقلت لعبيد: وما الرجل المحكم في نفسه؟ قال: الرجل يطلب الحرام من المال والنساء فيعرض له إن شاء تقدم وإن شاء تأخر فيتركه مخافة الله عز وجل فذلك الرجل المحكم نفسه.
7108 -
أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني نزيل بيهق وأبو الحسن علي بن عبد الله البيهقي قالا: أنا أبو بكر الإسماعيلي قال نا أبو عمرو أحمد بن محمد الجيزي نا أبو شيبة بن عبد الله بن أبي شيبة نا محمد بن أبي عبيدة بن معن نا أبي عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة قال: قال عبد الله بن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الكفل سبع مرات فقال: إن الكفل كان رجلا من بني إسرائيل يعمل بالمعاصي فأراد امرأة عن نفسها على أن يعطيها ستين دينارا فلما جلس منها حيث يجلس الرجل من امرأته بكت فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: هذا شيء لم أفعله قط. قال: فأنا أحق أن لا أفعل ثم قام فقال:
خذي هذه الستين دينارا فهي لك ولا أعصى الله أبدا. قال: فمات من الليل فقال الناس: مات الكفل فكتب على بابه إن الله غفر للكفل.
7109 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن صالح بن هانئ نا أحمد بن محمد بن هاشم الطوسي ساكن نيسابور نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي نا أسباط بن محمد القرشي عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعد مولى طلحة عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين حتى عد سبع مرات ولكني سمعته أكثر من ذلك قال:
كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت.
فقال: ما يبكيك أكرهتك؟ قالت: لا ولكن هذا عمل ما عملته قط وإنما حملني عليه الحاجة. قال: فتعلمي هذا ولم تفعليه قط فاذهبي فهو لك ثم قال: والله لا أعصى الله أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوب على بابه قد غفر الله للكفل. قال أبو عيسى وقد روى شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش فأخطأ فيه
وقال: عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عمر وهو غير محفوظ.
7110 -
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الهاشم العلوي وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا: أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال: نا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنا وكيع عن الأعمش عن جامع بن شداد عن مغيث بن سمي قال: كان رجل فيمن كان قبلكم يعمل بالمعاصي فأدركه يوما فقال: اللهم غفرانك غفرانك فغفر له.
7111 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري أنا أبو بكر الشافعي نا جعفر بن محمد بن الأزهر نا الغلابي نا مصعب بن عبد الله حدثني مصعب بن عثمان قال: كان سليمان بن يسار من أحسن الناس وجها فدخلت عليه امرأة فسامته نفسها فامتنع عليها فقالت: إذا أفضحك فخرج إلى خارج وتركها يعني في منزله وهرب منها قال سليمان: فرأيت بعد يوسف فيما يرى النائم فكأني أقول له أنت يوسف؟ قال: نعم. أنا يوسف الذي هممت وأنت سليمان الذي لم تهم. حديث ابن العابد الذي ارتد ثم عاد إلى الإسلام.
7112 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب أنا علي بن عاصم نا داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد وكان معتزلا في كهف له. قال: وكان بنو إسرائيل قد أعجبوا بعبادته فبينما هم عند نبيهم عليه السلام إذ ذكروه فآمنوا عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لكما تقولون لولا أنه تارك لشيء من السنة قال: لنقل ذلك إلى العابد. قال: ففكر العابد فقال: علام أذيب نفسي وانصبها أصوم النهار وأقوم الليل وأنا تارك لشيء من السنة قال: فهبط من مكانه قال: وأتى النبي صلى الله عليه وسلم والناس عنده فسلم عليه ورد عليه النبي والنبي لا يعرفه بوجهه ويعرف باسمه. قال: يا نبي الله إنه بلغني أني ذكرت عندك بخير فقلت: إنه لكما تقولون لولا أنه تارك لشيء من السنة فإن كنت تاركا فعلام أذيب نفسي أصوم النهار وأقوم الليل قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت فلان؟ قال: نعم.
قال: ما هو بشيء أحدثته في الإسلام إلا لك لا تروح. قال له العابد: وما هو
هذا؟ قال: لا وكان العابد استخف بذلك. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال: أرأيت لو فعل الناس ما فعلت من أين كان يكون هذا النسل من كان يتقي العدو عن ذراري المسلمين من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ومن كان يجمع في المسلمين. قال: فعرف العابد. قال: فقال: يا نبي الله هو كما قلت بأبي أن أكون أحرمه ولكني أخبرك عني أنا رجل فقير وأنا كل على الناس وهم يطعمونني ويكسونني ليس لي مال فأنا أكره أن أتزوج امرأة مسلمة أعضلها وليس عندي ما أنفق عليها وأما الأغنياء فلا يزوجونني. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بك إلا ذاك؟ قال: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنا أزوجك ابنتي. قال: وتفعل؟ قال: نعم. قال:
قد قبلت فزوجه ابنته قال: فدخل بها فولدت له غلاما قال ابن عباس: فو الله ما ولد في بني إسرائيل مولود وكانوا أشد فرحا به منهم بذلك الغلام. قالوا ابن عابد منا وابن نبينا إنا نرجو أن يبلغ الله به ما بلغ برجل منا. قال: فلما بلغ الغلام انقطع إلى عبادة الأوثان قال: فتبعته فئام منهم كثير. قال: فلما رأى كثرتهم قال لهم: إني أراكم كثيرا وإن هؤلاء القوم غالبون لكم فبم ذلك. قالوا: نخبرك لهم رأس وليس لنا رأس. قال: ومن رأسهم قالوا: جدك وليس لنا رأس. قال:
فأنا رأسكم قالوا: تفعل؟ قال: نعم، قال: فخرج وخرج معه خلق كثير قال:
فأرسل جده وأبوه أن اتق الله خرجت إلينا بعبدة الأوثان وتركت الإسلام وأخذت في دين غيره فأبى فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبوه فدعوه فأبى فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل ثم اقتتلوا اليوم التالي حتى حجز بينهم فقتل النبي وقتل أبوه وانهزم المسلمون وضبط الأرض واستوسق له الناس قال: فجعلت نفسه لا تدعه حتى يتبع المسلمين ويقتلهم في الجبال قال: فلما رأى ذلك اجتمع المسلمون فقالوا قد خلينا له عن الملك وهو يتبعنا ويقتلنا وانهزمنا عن نبينا وعابدنا حتى قتلا وليس يدعنا أو يقتلنا فتعالوا نتوب إلى الله توبة نصوحا فنقتل ونحن تائبين فتابوا إلى الله وولوا رجلا منهم فخرجوا إليه فاقتتلوا أول يوم حتى حجز بينهم الليل ثم غدوا فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل وكثرت القتلى بينهم وغدوا اليوم الثالث فاقتتلوا فلما علم الله منهم الصدق وأنهم قد تابوا تاب الله عليهم وأقبلت الريح لهم. فقال لهم صاحبهم: إني لأرجو أن يكون الله قد تاب علينا وقبل منا إني أرى الريح قد أقبلت معنا إن نصرنا الله فإن
استطعتم أن تأخذوه سلما فلا تقتلوه قال: فأنزل الله عليهم النصر من آخر النهار فهزموهم وأخذوه أسيرا ومكن الله للمسلمين في الأرض وظهر الإسلام. قال:
فجمع رأس المسلمين خيار الناس فقال: ما ترون في هذا بدل
(1)
دينه ودخل مع عبدة الأوثان في دينهم وقتل نبينا جده وقتل أباه، فقائل يقول أحرقه بالنار يموت فيذهب وقائل يقول: قطعه. قال: فقال إنه يموت فيذهب قالوا: فأنت أعلم اصنع به ما شئت قال: فإني أرى أن أصلبه حيا ثم أدعه حتى يموت. قالوا: افعل ذلك.
قال: ففعل ذلك به صلبه حيا وجعل عليه بطرس ولم يقتله وجعلوا لا يطعمونه ولا يسقونه فلبث أول يوم والثاني واليوم الثالث فلما كان في جوف الليل أخذ الرجل ..
(2)
إلى أوثانه التي كان يعبد من دون الله فجعل يدعو صنما صنما منها فإذا رآه لا يجيبه تركه ودعا آخر حتى دعاها كلها فلم تجبه قال: وجهد فقال:
اللهم إني قد جهدت وقد دعوت الآلهة التي كنت أدعو من دونك فلم تجبني ولو كان عندها خير أجابتني وأنا تائب إليك رب جدي وأبي فخلصني مما أنا فيه فإني قد تبت إليك وأنا من المسلمين فتحلل عنه عقده فإذا هو بالأرض فأخذ فأتي به صاحبهم فقال: ما ترون فيه؟ فقالوا إنا نرى فيه الله تخلى عنه وتسألنا ما نرى فيه. قال: صدقتم قال: فخلوا عنه. قال: فقال ابن عباس: فو الله ما كان في بني إسرائيل بعد رجل خيرا منه.
7113 -
أخبرنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي أنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم بن عبد الله البزار الرازي نا أبو خالد هدبة بن خالد القيسي الأزدي نا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن بكر بن عبد الله المزني أن ملكا من الملوك كان متمردا على ربه عز وجل فغزاه المسلمون فأخذوه سالما وقالوا: بأيها قتلة نقتله فأجمع رأيهم على أن يأخذوا قمقما عظيما ويجعلوه فيه ويحثوا النار تحته لا يقتلوه ليذيقوه طعم العذاب ففعلوا ذلك فجعلوا يحثون النار تحته فجعل يدعو آلهته واحدا فواحدا يا فلان ألم أكن أعبدك وأصلي لك وأمسح وجهك وأفعل بك وأفعل فأنقذني مما أنا فيه فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع رأسه إلى السماء فقال: لا إله إلا الله فدعا الله عز وجل مخلصا فقال: لا إله إلا الله فصب
(1)
في المخطوطة بدله.
(2)
بياض بالأصل.
الله عز وجل شعبا من السماء فأطفأ تلك النار وجاءت ريح فاحتملت القمقم فجعل [يدور]
(1)
بين السماء والأرض وهو يقول: لا إله إلا الله فاخرجوه فقالوا ويحك ما لك قال: أنا ملك بني فلان كان من أمري وكان من أمري فآمنوا.
7114 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نا عبد الله بن أبي الزناد وهارون بن عبد الله قالا: نا سيار نا جعفر سمعت ثابت البناني قال: كان شاب به رهق فكانت أمه تعظه فتقول يا بني إن لك يوما فاذكر يومك إن لك يوما فاذكر يومك فلما نزل به أمر الله أكبت عليه أمه فجعلت تقول: يا بني قد كنت أحذرك مصرعك هذا وأقول لك: إن لك يوما فاذكر يومك. قال: يا أماه إن لي ربا كثير المعروف وإني لأرجو أن لا يعدمني اليوم بعض معروف ربي أن يغفر لي. قال: يقول ثابت: فرحمه الله بحسن ظنه بربه في حاله تلك.
7115 -
وأخبرنا أبو الحسين أنا الحسين نا عبد الله بن محمد نا محمد بن عبد العزيز المروزي نا علي بن شقيق أنا الحسين بن واقد عن أبي غالب قال:
كنت أختلف إلى الشام في تجارة وعظم ما كنت أختلف من أجل أبي أمامة فإذا فيها رجل من قيس من خيار الناس وكنت أنزل عليه ومعنا ابن أخ له مخالف لأمره ينهاه ويضربه فلا يطيعه فمرض الفتى فبعث إلى عمه فأبى لوصايته فأتيته أنا به حتى أدخلته عليه فأقبل عليه يشتمه ويقول: أي عدو الله الخبيث ألم تفعل كذا.
قال: أفرغت أي عم قال: نعم. قال: أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي؟ قال: إذا والله كانت تدخلك الجنة. قال: فو الله لله أرحم بي من والدتي فقبض الفتى فخرج عليه عبد الملك بن مروان فدخلت القبة مع عمه فخطوا له خطا ولم يلحدوه قال: فقلنا باللبن فسويناه. قال: فسقطت منه لبنة فوثب عمه فتأخر. قلت: ما شأنك؟ قال: ملأ الله قبره نورا وفسح له مد البصر.
7116 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين نا عبد الله حدثني الحسين بن عمرو بن محمد القرشي ومحمد بن يزيد بن رفاعة عن الحسين بن -
7113 -
(1)
في ب يعود.
علي الجعفي عن محمد بن أبان عن حميد. قال: كان لي ابن أخت مرهق فمرض فأرسلت إلى أمه فأتيتها فإذا هي عند رأسه تبكي فقال: يا خال ما يبكيها؟ قال: ما تعلم منك قال: أليس إنما ترحمني؟ قلت: بلى قال: فإن الله أرحم بي منها. فلما مات أنزلت القبر مع غيري فذهبت أسوي لبنه فاطلعت في اللحد فإذا هو مد بصري فقلت لصاحبي رأيت ما رأيت؟ قال: نعم فليهنك ذاك قال:
فظننت أنه بالكلمة التي قالها.
7117 -
أخبرنا أبو الحسين قال: أنا الحسين نا عبد الله نا أبو إسحاق الفريابي أنا رجا بن وداع قال: كان شاب رهق فاحتضر فقالت له أمه: يا بني توصي بشيء؟ قال: نعم خاتمي لا تلبسنيه فإن فيه ذكر الله لعل الله أن يرحمني فمات فريء في النوم قال: أخبروا أمي أن الكلمة قد نفعتني وأن الله قد غفر لي.
7118 -
وأخبرنا أبو الحسين أنا الحسين نا عبد الله حدثني المفضل بن غسان عن أبيه قال: احتضر النصر بن عبد الله بن حازم فقيل له أبشر فقال: والله ما أبالي أمت أم ذهب بي إلى الابلة والله ما أخرج من سلطان ربي إلى غيره ولا يقبلني ربي من حال قط إلى حال إلا كان ما يقلبني إليه خيرا لي مما يقلبني عنه.
7119 -
وأخبرنا علي بن عبد الله بن بشران أنا الحسين نا عبد الله حدثني الحسين بن جمهور عن إدريس بن عبد الله المروزي قال: مرض أعرابي فقيل له إنك تموت. قال: أين يذهب بي؟ قال: إلى الله. قال: فما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه.
7120 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا عفان نا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال: خياركم كل مفتن تواب. قال أبو عبد الله: قد أسند هذا عن عبد الرحمن.
7121 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا جعفر بن محمد الخلدي نا محمد بن إبراهيم الرازي بمصر نا سليمان بن داود الزعفراني نا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خياركم كل مفتن تواب.
7122 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا غنام نا سعيد بن سليمان نا إسماعيل بن زكريا عن عبد الرحمن بن إسحاق فذكره بنحوه غير أنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: وروي من وجه آخر غير قوي عن محمد بن الحنفية عن أبيه موقوفا [إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب]
(1)
.
7123 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال نا إسماعيل بن محمد العلائي في سنة إحدى وستين ومائتين نا عبد الأعلى بن حماد النرسي نا يعقوب بن إسحاق حدثني سعيد بن خالد نا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن واه راقع سعيد من هلك على رقعة» .
تابع صالح جزرة عبد الأعلى.
7124 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر القاضي قالا: أنا أبو عمرو بن مطر نا إبراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى أنا عبد الله بن دكين عن قيس الماضي عن داود المصري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أحمد بن سلمان الفقيه أنا أحمد بن زهير أنا موسى بن إسماعيل أنا عبد الله بن الدكين سمعت قيسا يحدث عن داود البصري وليس بأبي هند عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
وفي رواية يحيى إن لكل مؤمن وزاد مفتنا خطاء. قوله الفينة بعد الفينة يريد الحين بعد الحين ثم يتوب.
7125 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا النادي الحسين بن أحمد الصوفي سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: كان عندنا شاب عبد الله عشرين سنة فأتاه الشيطان فقال له: يا هذا أعجلت في التوبة والعبادة وتركت لذات الدنيا فلو رجعت فإن التوبة بين يديك قال: فرجع إلى ما كان عليه من لذات الدنيا قال:
7122 -
(1)
ما بين المعكوفتين سقط من أ.
فكان يوما في منزله قاعدا في خلوة فذكر أيامه مع الله عز وجل فحزن عليها فقال: ترى إن رجعت يقلبني قال: فنودي أن يا هذا عبدتنا فشكرناك وعصيتنا فامهلناك ولئن رجعت إلينا قبلناك.
7126 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني نا جدي نا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبيد الله بن محمد بن حنين حدثني عبد الله بن محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: واذنوباه واذنوباه. فقال هذا القول مرتين أو ثلاثا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل:
«اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي» .
فقالها: ثم قال: عد فعاد قال: ثم قال: عد فعاد قال: قم قد غفر الله لك. قال أبو عبد الله: رواته مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح.
7127 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل الصفار نا محمد بن عبد الملك بن مروان نا مسلم بن إبراهيم من كنانة وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن علي الوراق نا مسلم بن إبراهيم. وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نا عثمان بن سعيد الدارمي نا مسلم بن إبراهيم نا علي بن مسعدة الباهلي نا قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» .
تفرد به علي بن مسعدة.
7128 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا سهل بن علي الدوري نا إسحاق بن موسى الخطمي نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن النضر الحارثي قال: قرأت في بعض الكتب يقول الله عز وجل: يا ابن آدم لو يعلم الناس منك ما أعلم لنبذوك ولكني سأغفر لك ما لم تشرك بي قال إسحاق بن موسى خرج بشر بن الحارث إلى الكوفة في هذا الحديث حتى سمعه ورجع وفي هذا المعنى.
7129 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي أنا عبد الله بن إسماعيل
الهاشمي نا عبد الله بن أبي الدنيا نا الحسين بن عمرو عن يحيى بن اليمان قال:
قال سفيان الثوري: ما أحب أن حسابي جعل إلى والدتي ربي عز وجل خير لي من والدتي.
7130 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة نا أبو داود نا عبد الله بن محمد النفيلي نا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني رجل من أهل الشام يقال له: أبو منظور عن عمه حدثني عمي عن عامر الرام أخي الخضر قال النفيلي: هو الخضر ولكن كذا قال محمد بن سلمة: إني لببلادنا إذ رفعت لنا رايات وألوية فقلت ما هذا؟ فقالوا هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا وهو جالس تحت شجرة قد بسط له كساء وهو جالس عليه وقد اجتمع إليه أصحابه فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسقام فقال:
فقال رجل: ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام؟ والله ما مرضت قط.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قم عنا فلست منا فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضة شجر فسمعت فيها أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن أمهن فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي. فقال: ضعهن عنك فوضعتهن وأبت أمهن إلا لزومهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
«أتعجبون لرحمة أم الفراخ بفراخها ارجع بهن حتى تضعهن من حيث أخذتهن وأمهن معهن فرجع بهن» .
7131 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصفار نا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا معمر عن زيد بن أسلم: قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأخذ رجل فرخ طائر فجاء الطير فألقى نفسه في حجر الرجل مع فرخه فأخذه الرجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«عجبا لهذا الطائر جاء فألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده فو الله لله أرحم
بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه».
وهذا شاهد لما تقدم.
7132 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا ابن أبي مريم نا أبو غسان حدثني زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟» .
فقلنا لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لله تعالى أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها» .
رواه البخاري عن ابن أبي مريم ورواه مسلم عن ابن عسكر وغيره عن ابن أبي مريم وقد روي عن زيد بن أسلم مرسلا.
7133 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصغاني أنا عبد الله بن أبي بكر نا حميد عن أنس قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وصبي على ظهر الطريق فخشيت أمه أن يؤطأ الصبي فشقت وقالت: ابني ابني فاحتملت ابنها فقالوا: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. قال: والله لا يلقي حبيبه في النار.
7134 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن مطر نا أحمد بن الحسين بن نصرح.
وأخبرنا محمد بن أبي معروف الفقيه أنا أبو سهل الإسفرايني أنا أبو جعفر أحمد بن الحسين الحذاء أنا علي بن المديني نا مروان أنا معاوية نا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: كان رجل من الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صبي له. قال: فجعل يضمه إليه ويرحمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اترحمه؟ قال: نعم يا رسول الله.
7132 - أخرجه مسلم (4/ 2109).
7135 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا أحمد بن عبيد الله النرسي نا حجاج بن محمد نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7136 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي حدثني أبي حدثني معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي نا أبو عثمان النهدي قال: احتجب عبد الله بن العلاء فبعثوا امرأة فتلطفت فدخلت عليه فسألته عن الذنب الذي لا يغفره الله. فقال:
ما من عمل بين السماء والأرض يعمله العبد ثم يتوب قبل أن يموت إلا تاب الله عليه.
7137 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا الحجاج نا ابن لهيعة عن أرفد قال: سمعت أبا عبد الرحمن المزني يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي أنه سمع ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية» .
{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} إلى آخرها.
فقال رجل: يا رسول الله ومن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
«إلا ومن أشرك [إلا ومن أشرك. إلا ومن أشرك]
(1)
».
قال الإمام أحمد رحمه الله: وسبب نزول هذه الآية قد ذكرنا في كتاب دلائل النبوة وهو أنها نزلت في بعض من رد من الهجرة وفتن عن دينه فافتتن ثم حين عرضت عليه هذه الآية فرح بها وعلم أن له توبة فعاد في الإسلام.
7138 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن -
7137 -
(1)
زيادة من ب.
إسماعيل القاري نا عثمان بن سعيد الدارمي نا الحسين بن الربيع نا عبد الله بن إدريس حدثني محمد بن إسحاق أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال: كنا نقول: ما لمفتن توبة وما الله بقابل منه شيئا فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل فيهم.
{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} .
والآية التي بعدها.
قال الإمام أحمد: وروينا عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية ما
7139 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن محمد وإبراهيم بن أبي طالب وزكريا بن داود الخفاف قالوا نا الحسن بن محمد الزعفراني نا حجاج عن ابن جريج أخبرني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه سمعه يحدث عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا ثم زنوا فاكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة فنزلت.
ونزلت:
{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا} .
أخرجاه من حديث ابن جريج فروى في ذلك عن ابن جريج كما
7140 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط نا محمد بن يزيد الأدمي نا سعيد بن سالم القداح نا عبد الملك بن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: جاء وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد جئتك مستجيرا بك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إلى قوله:
{يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ} .
الآية فقرأها عليه فقال: أرى شرطا فلعلي لا أعمل صالحا أنا في جوارك حتى يسمع
(1)
كلام الله فنزلت
{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} .
فدعاه فقرأها عليه. فقال وحشي: فلعلي ممن لا يشاء الله أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. قال: فنزلت
{يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} .
الآية قال: وحشي الآن لا أرى شرطا فتشهد وأسلم.
7141 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا أبو معاوية عن إسحاق عن عطاء البزاز عن بشير الأزدي قال: قال عبد الله: هو ابن مسعود أربع آيات في كتاب الله أحب إليّ من حمر النعم وسردها. قال: قالوا له: وأين هي؟ قال: إذا مر بهن العلماء عرفوهن.
قال: قالوا في أي سورة؟ قال: في سورة النساء قوله:
{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ} .
وقوله: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} .
وقوله: {[وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ]}
(1)
.
وقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} الآية
(2)
.
ورويناه عن ابن مسعود في فضائل القرآن بإسناد آخر وزاد آية خامسة قوله:
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ} الآية.
7142 -
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عبد الرحمن بن صالح نا جرير عن أشعث القمي عن شمر بن عطية في قوله:
7140 -
(1)
هكذا بالمخطوطة والصواب اسمع فلتنظر.
7141 -
(1)
سقط من أ.
{إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} .
قال: غفر لهم الذنوب التي عملوها وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فأثابهم به ..
7142 مكرر-أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن عيسى [الحيري]
(1)
نا إبراهيم بن أبي طالب نا ابن أبي عمر نا سفيان عن عمر بن سعيد عن لبيد عن عامر الأسدي قال: قال عبد الله بن مسعود التوبة النصوح تكفر كل سيئة وهو في القرآن ثم قرأ.
الآية.
7143 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن مسعود قال: كان الرجل-أحسب عبد الرزاق قال: كان الرجل في بني إسرائيل إذا أذنب أصبح على بابه مكتوبا أذنب كذا وكذا وكفارته من العمل كذا فلعله أن بتكاثره يعمله قال ابن مسعود: ما أحب أن الله أعطانا ذلك مكان هذه الآية.
7144 -
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا نا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن نا حسين بن محمد نا شيبان عن نعيم بن أبي هند عن إبراهيم عن الأسود وعلقمة عن عبد الله قال: إني لأعلم آيتين في كتاب الله عز وجل لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ثم يستغفر الله منه إلا غفر له. قلنا: أي شيء في كتاب الله؟ فلم يخبرنا ففتحنا المصحف فقرأنا البقرة فلم نصب شيئا.
ثم قرأنا النساء وهو في تأليف عبد الله على إثرها فانتهينا إلى هذه الآية
7142 -
(1)
في أ (الحفري وهو خطأ.
قلت أمسك هذه ثم انتهينا إلى النساء
(*)
إلى هذه الآية التي يذكر فيها.
{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} .
فأطبقنا المصحف فأخبرنا بها عبد الله فقال: هما هاتان.
7145 -
أخبرنا محمد بن موسى أنا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام حدثني صالح المري عن قتادة قال: قال ابن عباس: ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت أولهن.
ثلاثا متتابعات، والرابعة.
والخامسة:
{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها} . الآية.
والسادسة:
والسابعة:
{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآية.
والثامنة:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} الآية.
فأخبرهم ثم أقبل يفسرها ابن عباس في آخر الآية وكان الله للذين عملوا من الذنوب غفورا رحيما.
7146 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا أبو عبد الله حدثني أبو حاتم نا هدبة بن خالد نا سلام بن مسكين قال: سمعت قتادة يقول: إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داؤكم فذنوبكم وأما دواؤكم فالاستغفار وقد روي هذا بإسناد مجهول مرفوعا.
(*) في الأصل آل عمران.
7147 -
أخبرناه علي بن بشران أنا علي بن محمد المصري نا يحيى بن عثمان نا عبد الله بن هلال العطار حدثني الربيع بن نجاح بن يسار عن أبيه نجاح بن يسار عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ألا أدلكم على دائكم ودوائكم ألا إن داءكم الذنوب ودواءكم الاستغفار» .
7148 -
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله الصفار نا ابن أبي الدنيا نا عبد الرحمن بن صالح نا جرير عن أشعث القمي عن شمر بن عطية في قوله:
{إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} .
قال: غفر لهم الذنوب التي عملوها وشكر لهم الخير الذي دلهم عليه فعملوا به فأثابهم عليه.
7149 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا عبد الله نا محمد بن داود القنطري نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا الربيع بن صبيح عن قيس بن سعد قال:
قال ابن عباس: كل ذنب أصر عليه العبد كبير وليس بكبير ما تاب عنه العبد.
7150 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا دعلج بن أحمد نا موسى بن هارون نا أبو الربيع نا حماد عن يحيى بن عتيق وهشام عن محمد بن سيرين أن ابن عباس سئل عن الكبائر فقال: كل ما نهى الله عنه كبيرة. وقد ذكرنا طرقه.
7151 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا عبد الله بن أبي الدنيا نا محمد بن علي بن الحسن نا إبراهيم بن الأشعث نا يوسف بن إبراهيم عن أبي الصباح عن همام عن كعب قال: إن العبد ليذنب الذنب الصغير فيحقره ولا يندم عليه ولا يستغفر منه فيعظم عند الله حتى يكون مثل الطود، ويعمل الذنب العظيم فيندم عليه ويستغفر منه فيصغر عند الله عز وجل حتى يغفر له.
7152 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن أبي القاسم مولى بني هاشم قال: قال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك كذا يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله.
7153 -
وقال أبو بكر قال علي بن محمد بن شقيق حدثني حامد أخبرني
7148 - -سبق برقم (7142) وفي الأصل القرشي بدلا من القمى.
ابن المبارك عن الأوزاعي قال: كان يقال من الكبائر أن يعمل الرجل الذنب يحتقره.
7154 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم أنا العباس بن الوليد أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره.
7155 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ سمعت محمد بن عبد الله بن إبراهيم التميمي يقول: سمعت محمد بن المنذر شك نا ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: قال ابن السماك: لا تخف ممن تحدر ولكن احذر ممن نأمن.
7156 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا ابن أبي الدنيا حدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثني إبراهيم بن رجاء سمعت ابن السماك قال:
أصبحت الخليقة على ثلاثة أصناف صنف من الذنب تائب موطن لنفسه على هجران ذنبه لا يريد أن يرجع إلى شيء من سيئته هذا المبرز وصنف يذنب ثم يندم ويذنب ويحزن ويذنب ويبكي هذا يرجى له ويخاف عليه وصنف يذنب ولا يندم ويذنب ولا يحزن ويذنب ولا يبكي فهذا الكائن الحائد عن طريق الجنة إلى النار.
7157 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا أبو بكر حدثني أبي وعبيد الله بن عمر وشريح بن يونس عن يونس بن العوام بن حوشب قال: كان يقال: الابتهاج بالذنب أشد من ركوبه.
7157 مكرر-قال: وحدثني ابن أبي الدنيا نا عبيد الله بن عمر الجشمي نا المنهال بن عيسى عن غالب القطان عن [بكر بن]
(1)
عبد الله المزني قال: إنه من يأتي الخطيئة وهو يضحك يدخل النار وهو يبكي.
7158 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا حاجب بن أحمد نا عبد الرحيم بن منيب نا الفضيل عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله:
7157 -
(1)
في ب يحيى.
{يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا} .
قال: يعملون بالمعاصي ويقولون: سيغفر لنا.
{وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} .
7159 -
أخبرنا أبو سعيد نا أبو عبد الله نا أحمد بن مهران نا خلف نا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد لا تنظر إلي صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت.
7160 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب نا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان نا أبو كامل نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال: قال عبيد بن عمرو لحذيفة: ألا تحدثنا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعته يقول:
قال حذيفة: وسمعته يقول:
«إن رجلا فيمن كان قبلكم لما جاء ملك الموت ليقبض نفسه» .
قال ملك: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، فقيل انظر فقال: ما أعلم غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأحار فيهم فانظر المعسر فأتجاوز عن المعسر قال: فأدخله الله الجنة. قال: وسمعته يقول: إن رجلا حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا حطبا أحسبه قال: كثيرا جزلا ثم أوقدوا فيه نارا يعني ثم ألقوني فيها حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي وامتحشت فخذوها واطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروني في البحر ففعلوا فجمعه الله. فقال لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك قال: فغفر الله له. فقال:
عقبة بن عمرو وأنا سمعته يقول: ذلك وكان نباشا رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة.
7161 -
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أنا أبو عبد الله نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا هارون بن عبد الله نا سيار نا جعفر نا مالك بن دينار عن معبد الجهني عن أبي
العوام ساكن بيت المقدس عن كعب قال: أصاب رجل من بني إسرائيل ذنبا فحزن عليه وجعل يذهب ويجيء ويقول: بم أرضي ربي قال: فكتب صدّيقا.
7162 -
وبإسناده عن كعب قال: انطلق رجلان من بني إسرائيل إلى مسجد من مساجدهم فدخل أحدهما وجلس الآخر خارجا من المسجد وجعل يقول: ليس مثلي يدخل بيت الله عز وجل وقد عصيت الله تعالى، ليس مثلي ليدخل بيت الله وقد عصيت الله قال: وكتب صديقا.
7163 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا أبو بكر نا الحسين بن الصباح نا زيد بن الحباب نا محمد بن نشيط الهلالي نا بكر بن عبد الله المزني أن قصابا ولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها أهلها إلى حاجة لهم في قرية أخرى فتبعها فراودها عن نفسها، فقالت: لا تفعل لأنا أشد حبا لك منك لي ولكني أخاف الله. قال: فأنت تخافينه وأنا لا أخافه فرجع تائبا فأصابه العطش حتى كاد ينقطع عنقه فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل فسأله قال: ما لك قال: العطش.
قال: تعال حتى ندعو حتى تظلنا سحابة حتى ندخل القرية. قال: ما لي من عمل فادعو. قال: فأنا أدعو فأمن أنت. قال: فدعا الرسول وأمن هو فأظلتهم سحابة حتى انتهوا إلى القرية فأخذ القصاب إلى مكانه ومالت السحابة فمالت عليه ورجع الرسول فقال له: زعمت أن ليس لك عمل وأنا الذي دعوت وأنت أمنت فأظلتنا السحابة ثم تبعتك لتخبرني ما أمرك؟ فأخبره فقال الرسول: التائب إلى الله تعالى بمكان ليس أحد من الناس بمكانه.
7164 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا عاصم بن علي نا ابن هلال نا ابن سيرين قال: خرجت دابة تقتل الناس من يدنو منها غير أنها سحرت
(1)
لإنسان فقتلها. قال: فجاءت جارية فقالت: دعوني وإياها وما أراني مغنية عنكم شيئا فدنت إلى الدابة فقتلتها الدابة فجاء رجل أعور فقال: دعوني وإياها فدنا منها فوضعت رأسها له حتى قتلها.
فقالوا: حدثنا من أمرك. قال: ما أصبت ذنبا قط إلا ذنبا يعني فأخذت سهما ففقأتها به. قال الإمام أحمد: لعل هذا كان في بني إسرائيل وفي شريعة من كان
(1)
أظنها سخرت.
قبلنا فأما في شريعتنا فلا يجوز فقء العين التي ينظر بها إلى ما لا يحل لكن يستغفر الله تعالى من ذلك ولا يعود إليه وبالله التوفيق.
7165 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا يعقوب بن عبيد نا يزيد بن هارون نا يوسف الصيقل عن الحجاج بن أبي زينب قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: ما في القرآن آية أرجى عندي لهذه الآية من قوله:
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً} الآية.
7166 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان نا سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان عن ثابت عن مطرف قال: إني لأستلقي من الليل على فراشي وأتدبر القرآن فأعرض أعمالي على أعمال أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة
{كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ} .
{يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً} فلا أراني منهم.
{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً} .
فأعرض نفسي على هذه الآية.
{ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا: لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} .
إلى قوله:
{نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} .
فأرى القوم مكذبين فأمر بهذه الآية.
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً} .
فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا أخوتاه منهم.
7167 -
أخبرناه أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي في المسجد الحرام أنا إسحاق بن أحمد الفاسي أنا أبو العباس السراج نا عبد الله بن محمد نا محمد بن قدامة قال: سمعت سفيان يقول: كان من دعاء مطرف بن عبد الله اللهم إني استغفرك مما سألتك منه ثم عدت فيه واستغفرك مما جعلته لك على
نفسي ثم لم أوف لك به واستغفرك مما زعمت أني أردت فيه وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت.
7168 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا حاتم محمد بن موسى السجستاني يقول:
سمعت [أبا يزيد بن خالد بن يزيد بن داود]
(1)
يقول: سمعت محمد بن سابق المصري يقول: اللهم إني استغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، واستغفرك للنعم التي أنعمت بها علي فقويت بها على معاصيك، واستغفرك من كل شيء أوجبت لك على نفسي ثم لم أوف لك به واستغفرك لكل شيء أردت بها وجهك ثم خالطها ما ليس لك رضا.
7169 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الفضل بن خيرويه نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم عن سيار عن أبي وائل قال: قال عبد الله وددت أن الله عز وجل غفر لي ذنبا من ذنوبي وأنه لا يعرف [بنسبي]
(1)
.
7170 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج نا يوسف بن يعقوب القاضي نا عبد الله بن محمد بن اسماء نا مهدي بن ميمون نا عبد الحميد صاحب الزيادي عن ابن أخت وهب بن منبه عن وهب بن منبه قال: كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله عز وجل زمانا وصام لله سبعين سبتا يأكل في كل سبت إحدى عشرة تمرة قال: وطلب إلى الله عز وجل حاجة فلم يعطها قال: فلما رأى ذلك أقبل على نفسه فقال: أيتها النفس منك أعطيت لو كان فيك خير أعطيت حاجتك وليس عندك خير. قال: فنزل عليه ملك فقال: يا ابن آدم إن ساعتك التي أزريت على نفسك فيك خير من عبادتك التي مضت كلها وقد أعطاك الله تبارك وتعالى حاجتك التي سألت.
7171 -
أخبرنا أبو محمد المؤملي نا أبو عثمان البصري نا أبو أحمد عبد الوهاب أنا يعلى بن عبيد نا مسعر عن جواب التيمي عن الحارث بن سويد عن ابن مسعود قال: إن من أحب الكلام إلى الله عز وجل أن يقول العبد: اللهم
7168 -
(1)
في ب أبا خالد بن يزيد بن داود.
7169 -
(1)
في ب بنسبتي.
اعترفت بالذنب وأبوء بالنعمة فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب إلا أنت.
7172 -
وأخبرنا أبو محمد المؤملي نا أبو عثمان البصري نا أبو أحمد بن عبد الوهاب نا جعفر بن عون أنا موسى بن عبيدة [الربذي]
(1)
عن محمد بن كعب القرظي قال:
{فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ} .
قال: قوله:
{رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} .
7173 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا أبو سهل بن زياد نا علي بن أحمد الأبار نا جناح بن عبد العزيز نا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس في قوله عز وجل:
{فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ} .
قال: سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم وذكر أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شك فيه.
7174 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا أبو جعفر محمد بن عبيد الله المنادي نا يونس بن محمد نا شيبان عن قتادة في قوله:
{فَتَلَقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ} .
قال: ذكر لنا أنه قال: يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت. قال: فإني إذا أراجعك إلى الجنة. قال:
{رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} .
فاستغفر آدم ربه وتاب إليه فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم وأما عدو الله إبليس فو الله ما تنصل من ذنبه ولا سأل التوبة حتى وقع فيما وقع ولكنه سأل النظرة إلى يوم الدين فأعطى الله كل واحد منهما ما سأل.
7172 -
(1)
في ب الرندي.
7175 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني يعقوب بن عبيد أنا يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب حدثني عبد الرحيم المكتب عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية قال: الكلمات التي تلقى آدم من ربه فتاب عليه لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك اللهم عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. قال الإمام أحمد رحمه الله: ومعنى الاعتراف بالذنب والاستغفار منه لا بد من التوبة على الوجه الذي معنى تفسيره لأن الله تعالى علق الإجابة على الدعاء بالمشيئة فقال:
{بَلْ إِيّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ} الله.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إجابة الدعاء قد تكون بدفع البلاء عنه فكان ما سأل أو بأن يعوضه الله منه في الآخرة خيرا منه فلا تعلم نفس (
…
)
(*)
الاستغفار أن الذنب قد سقط عن المستغفر كما يعلم بنفس التوبة أن الذنب قد سقط عن التائب والله أعلم.
7176 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي سمعت أبا العباس الفسوي سمعت أحمد بن عطاء نا محمد بن الزبرقان سألت أبا علي الروذباري عن التوبة فقال: الاعتراف والندم والإقلاع.
7177 -
أخبرنا محمد بن الحسين الأسدي قال: سمعت محمد بن عبد العزيز البجلي يقول: أنا الحسين المالكي سمعت علي بن الفضل صاحب ذي النون يقول: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار من غير إقلاع توبة الكذابين سمعت محمد بن الحسين سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي سمعت أبا عثمان سمعت أبا حفص يقول: من قدم الاستغفار على الندم كان مستهزئا ولا يعلم. قال: وسمعت عبد الله بن محمد سمعت أبا عثمان يقول:
التوبة طول الندم ودوام الاستغفار.
(*) غير واضح.
7178 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أحمد بن بديل الأيامي نا سلم بن سالم نا سعيد الحمصي عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
7179 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا إبراهيم بن أحمد بن فراس سمعت إبراهيم بن أحمد الخواص يقول: قال ميمون بن مهران عن ابن عباس: كم من تائب يرد يوم القيامة يظن أنه تائب وليس بتائب لأنه لم يحكم أبواب التوبة.
7180 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا عبد الله بن محمد بن علي بن زياد نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنا عبد الرحمن بن مهدي أنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عوف بن مالك قال: ما من ذنب إلا وأنا أعرف بتوبته. قيل وما هو؟ قال: أن تتركه ثم لا تعود إليه. قلت: وإنما أراد والله أعلم أن يتركه وهو نادم على ما مضى منه عازم على أن لا يعود إليه.
7181 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني جعفر بن محمد بن نصير حدثني الجنيد بن محمد قال: قال السري يوما وقد انصرف من الجمعة وهو شبيه بالمتعجب فسألناه عن ذلك أو بدأنا هو به فقال: لقيني شاب وأنا أمضي إلى الصلاة. فقال: ما صدق التوبة. فقلت: أن لا تنسى ذنبك. فقال لي ما أعجب ما قلت لي. فقلت له: فما الذي عندك؟ فقال لي: هو أن لا يذكر ذنبه فتعجبت من ذلك القول وكان الصواب عندي ما قال هو.
7182 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الخياط قال: سمعت السري يقول: التوبة على أربعة دعائم استغفار باللسان وندم بالقلب وترك بالجوارح واضمار أن لا يعود فيه.
7183 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: التوبة على ثلاثة معان أولها الندم الذي قال النبي صلّى الله عليه وسلّم
الندم توبة وهو على إصرار من القلوب وتنقل من مذموم الأفعال إلى محمودها والثاني يعزم على ترك المعاودة فيما نهي وأن لا يعاوده فيما يبقى، والثالث في أداء المظالم في كل عرض من مال ودم فهذه الأحوال الثلاثة التي يتم بها أمر التوبة والله أعلم.
7184 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الحفص بن محمد سمعت الجنيد يقول: التوبة على ثلاثة معان أولها الندم والثاني يعزم على ترك المعاودة إلى ما نهي عنه والثالث يسعى في أداء المظالم.
7185 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق سمعت سعيد بن عثمان الخياط يقول: سمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعلام التوبة إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب والخوف المتعلق من الوقوع فيها وهجران إخوان السوء وملازمة أهل الخير.
7186 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي سمعت يوسف بن الحسين يقول: سئل ذو النون عن الاستغفار فقال: يا أخي الاستغفار اسم جامع لمعان ستة أولهن الندم على ما مضى والثاني العزم على ترك الرجوع إلى الذنوب أبدا والثالث إذا كان فرض ضيعته فيما بينك وبين الله عز وجل والرابع أداء المظالم إلى المخلوقين في أموالهم وأعراضهم ويصالحهم عليها والخامس إذابة كل لحم ودم نبت من الحرام والسادس إذاقة البدن ألم الطاعات كما ذاق حلاوة المعصية.
7187 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل المصري بمكة أنا أبو الحسين أحمد بن محمود السمعي نا خلف بن عمرو العكبري نا إسحاق بن إسماعيل نا [عمار]
(1)
عن الأعمش عن الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ} قال إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا.
7187 -
(1)
في ب حماد.
7188 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو بكر بن داود الزاهد حدثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي نا وزيرة عن محمد الغساني نا شبيب بن واضح سمعت أبا عتبة الخواص سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أراد التوبة فليخرج من المظالم وليدع مخالطة من كان يخالط وإلا لم ينل ما يريد.
7189 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي سمعت منصور بن عبد الله سمعت محمد بن حامد سمعت أحمد بن خضرويه سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: التوبة الرجوع إلى الله بصفاء السر.
7190 -
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي نا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا بندار نا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال:
{فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابِينَ غَفُوراً} قال الرجاعين إلى الخير.
7191 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الخياط نا هناد بن السري نا عبده عن جويبر عن الضحاك في قوله: {فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابِينَ غَفُوراً} قال: الراجعين من الذنب.
7192 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله نا ابن أبي الدنيا حدثني يوسف بن موسى نا عبد الملك عن هارون بن عنترة عن سعيد بن سنان في قوله: {لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ} قال: حفظ ذنوبه فتاب منها ذنبا ذنبا.
7193 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا محمد بن إسحاق الصغاني نا سعيد بن سليمان نا مهران الرازي نا أبو سنان عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب قال: سألت ابن عباس عن قوله: {لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ} قال: حفظ ذنوبه حتى يرجع عنها.
7194 -
وأخبرنا أبو عبد الله نا أبو العباس نا محمد بن إسحاق نا أبو نعيم نا سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس أنه قال: {لِلْأَوّابِينَ غَفُوراً} قال:
التوابين.
7195 -
أخبرنا أبو عبد الله نا أبو العباس نا الحسين بن عفان نا ابن نمير عن الأعمش عن أبي راشد عن عبيد بن عمير في قوله: {فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابِينَ غَفُوراً} قال الذي يذكر ذنبه فيستغفر ربه. ورواه منصور عن مجاهد عن عبيد بن
عمير قال: الذي يتذكر ذنوبه فيستغفر لها.
7196 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب نا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن عوف عن أبي المنهال عن أبي العالية في قوله: {يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} قال: من الذنوب وباسناده عن سفيان عن عاصم عن الشعبي قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ثم قرأ: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} .
7197 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا أبو بكر بن إسحاق الصغاني نا أبو عبيد نا حجاج عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: إذا أصاب رجل رجلا لا يعلم المصاب من أصابه فاعترف له المصيب فهو كفارة للمصيب. وكان مجاهد يقول عند هذا أصاب عروة بن الزبير عين إنسان عند الركن فيما يستلمون فقال له: يا هذا أنا عروة بن الربير فإن كان بعينك بأس فأنا لها. قال الصغاني حدثناه حجاج بلا شك.
7198 -
أخبرنا أبو سعيد أنا أبو عبد الله أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا [إدريس]
(1)
عن أبيه عن وهب بن منبه قال: قال رجل من العباد لابنه يا بني لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة بطول الأمل. قال ونا أبو بكر نا أبو سعيد الأشج
(2)
نا إسحاق بن سليمان الرازي عن عثمان بن زايدة قال: قال لقمان لابنه يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.
7199 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد نا أحمد بن حاتم الطويل نا يحيى بن يمان عن سفيان عن السدي «وحيل بينهم وبين ما يشتهون» قال: التوبة.
7200 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا جعفر بن محمد بن نصير الخواص نا إبراهيم بن هاشم البغوي نا أحمد بن حنبل نا عباد عن عاصم الأحول قال: كنت أمشي مع الفضيل الرقاشي فقال: لا يلهينك الناس عن نفسك لأن الأمر يخلص إليك دونهم ولا تقل أقطع النهار بكذا وكذا -
7198 -
(1)
في ب قيس.
(2)
في المخطوطة الأسج.