الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
وبعد:
فقد امتن الله علينا بإنزاله القرآن العظيم، فيه شفاء للقلوب من أسقامها، وتزكية للنفوس عن أدرانها، وأنزل مع السنة النبوية تبيانًا له، فلا يشقى من تمسك بهما، ولا يخاف من اهتدى بهما، ولما كان عمود ذلك يقوم على التدبر والتأمل، وإعمال الفكر، وإعادة النظر، حتى يجول القلب في ملكوت الحكمة، فيقتنص من أوابدها، ويغوص لتحصيل دررها وجواهرها، فقد أنكر الله على من أهمل ذلك قائلًا له:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
واستجابة لأمر الله في التدبر والتأمل في وحيه، والسنة النبوية من وحيه تعالى، فقد عقدت العزم على التأمل والتدبر والاستنباط في بعض الأحاديث النبوية، وقد جمعت من ذلك ما يكون بداية طريق ارتسمته لنفسي، ومن ذلك قراءة حديث الاستخارة والغوص في معانيه، وحداني لذلك أمران:
الأول: تطبيق عملي لمشروعي في استنباطات من السنة النبوية.
الثاني: اختصاص حديث الاستخارة بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، حتى كأنه يعلمهم السورة من القرآن، وهذا يقتضي الإعادة والتكرار والمدارسة حتى يحفظوه.
ولا شك أن هذا يسترعي الاستغراب، ويستدعي الانتباه إلى وجوده أسرار إيمانية اختص بها دعاء الاستخارة من غيره من الأدعية.
ومع صغر البحث إلا أني أحببت تقسيمه إلى قسمين، هما:
القسم الأول: المسائل الفقهية المتعلقة بصلاة الاستخارة، وفيه إحدى وعشرون مسألة:
المسألة الأولى: الأحاديث الواردة في الاستخارة.
المسألة الثانية: أصل مشروعيتها.
المسألة الثالثة: حكم صلاة الاستخارة.
المسألة الرابعة: ما هي الأمور التي تشرع لها صلاة الاستخارة؟
المسألة الخامسة: هل تؤدى صلاة الاستخارة في وقت النهي؟
المسألة السادسة: متى تبدأ نية صلاة الاستخارة؟
المسألة السابعة: عدد ركعات صلاة الاستخارة.
المسألة الثامنة: ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة؟
المسألة التاسعة: متى يقال دعاء الاستخارة؟
المسألة العاشرة: ما يفعله من لم يحفظ دعاء الاستخارة:
المسألة الحادية عشرة: هل يستحب البدء في الدعاء بالحمد لله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
المسألة الثانية عشرة: هل يشرع تكرار صلاة الاستخارة؟
المسألة الثالثة عشرة: ماذا يفعل المسلم بعد صلاة الاستخارة؟
المسألة الرابعة عشرة: هل صلاة الاستخارة صلاة مستقلة أو يصح تداخلها مع غيرها من الصلوات؟
المسألة الخامسة عشرة: هل تصح النيابة في صلاة الاستخارة؟
المسألة السادسة عشرة: أنواع صلاة الاستخارة.
المسألة السابعة عشرة: هل يصح الاستخارة في أمرين أو أكثر في صلاة واحدة؟
المسألة الثامنة عشرة: ما يختاره الداعي من الألفاظ التي اختلفت الرواية فيها؟
المسألة التاسعة عشرة: هل يسمي حاجته أو يكتفي بالنية؟
المسألة العشرون: أيهما يقدم الاستخارة أو الاستشارة؟
المسألة الحادية والعشرون: مما قيل في الاستخارة.
القسم الثاني: الفوائد التربوية من دعاء صلاة الاستخارة، وفيه: ثمانون فائدة.
ولقد ترسخ لدي قناعةٌ بحاجة السنة النبوية إلى زيادة نظر وتدقيق واستنباط أحكام وفوائد، أو ما يصح تسميته (تثوير السنة)(1).
ولئن خدمها سلفنا الصالح بالتمحيص والتدقيق والتخريج، وبيان الشاذ من الألفاظ من غيرها، فقد كان لهم جهد واضح في الاستنباط، وكتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر نموذج فريد في ذلك، كان بالإمكان أن يُحتذى حذوه في بقية كتب السنة النبوية.
وأسال الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، والإخلاص في القول والعمل، وأن يتقبله مني، وأن يجعله في ميزان حسناتي ووالدي يرحمه الله، وألا يحرمه أجري وأجر جميع أعمالي، وأشكر الأخ الفاضل/ خليف بن هيشان العنزي على جهده في إخراج هذا الكتاب، وعنائه في ترتيبه وقراءته وفهرسته، سائلًا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن ينفع به، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
عقيل بن سالم الشمري
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن
Ageel001@yahoo.com
(1) هذا المصطلح مأخوذ من قول ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا: (من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن). أخرجه البيهقي في الشعب 2/ 331، والطبراني في الكبير 9/ 135.