الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثاني: أمور غير مرتبطة ببعضها:
فهناك من أهل العلم من يجيز الجمع بين أكثر من أمر، قال فضية الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله:«ويجوز أن يستخير في موضع واحد لأمرين أو لثلاثة، ولا يلزم أن يصلي لكل أمر صلاة ويدعو لها دعاء» .
إلا أن الظاهر من حديث الباب أن لكل أمر استخارة تخصه؛ ولا يجمع بين أمرين في صلاة واحدة، والله أعلم.
****
المسألة الثامنة عشرة
ما يختاره الداعي من الألفاظ التي اختلفت الرواية فيها
؟
اختلفت الرواية في حديث جابر رضي الله عنه في بعض الألفاظ، وبيان ذلك:
ورد في حديث جابر قوله: «وإن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله» .
وهذا شك من الراوي، قال الحافظ: هو شك من الراوي ولم تختلف الطرق في ذلك (1).
وبناء على هذا فشك الراوي له ثلاثة احتمالات، هي ما يلي:
الاحتمال الأول (2):
أنه بدل من الألفاظ الثلاثة في الرواية الأولى - ديني ومعاشي وعاقبة أمري - وعلى هذا يكون لفظ الحديث «إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في عاجل أمري وآجله» .
(1) الفتح 18/ 171.
(2)
فتح الباري 18/ 171، وعون المعبود 4/ 279.
الاحتمال الثاني: أنه بدل من اللفظين الأخيرين في الرواية الأولى، وعلى هذا يكون لفظ الحديث:«إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني وعاجل أمري وآجله» .
الاحتمال الثالث:
أنه بدل من اللفظ الأخير في الرواية الأولى، وعلى هذا يكون لفظ الحديث:«إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله» (1).
وعلى هذا: فماذا يفعل المصلي للاستخارة تجاه هذا الشك؟
الذي وقفت عليه من التصرفات على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: أن المصلي عليه أن يصلي ثلاث مرات، وفي كل مرة يأتي بذكر وارد ليصيب جميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (2).
النوع الثاني: أن المصلي عليه أن يأتي بجميع الألفاظ الواردة في الحديث، فيقول في دعاء الاستخارة: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله ونحو ذلك.
وهذان النوعان باطلان، ومما يرد به عليهما ما يلي (3):
1 -
أن هذه طريقة محدثة لم يسبق إليها أحد من الأئمة المعروفين.
2 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع بين هذه الألفاظ التي وردت، وإنما غاية ذلك أنه شك من الراوي.
(1) جلاء الأفهام 4/ 148.
(2)
انظر: الفتح 18/ 171.
(3)
انظر: جلاء الأفهام 4/ 148 مختصرًا.