الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر)) فسئل ابن عباس لم فعل ذلك؟ فقال: ((أراد أن لا يحرج أحدًا من أمته))، وفي لفظ:((أراد أن لا يحرج أمته)) (1). والصواب في تأويل هذا الحديث قول من قال: هو محمول على الجمع بعذر المرض أو نحوه مما هو في معناه من الأعذار (2).
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر حمنة بنت جحش رضي الله عنها لما كانت مستحاضة بتأخير الظهر وتعجيل العصر، وتأخير المغرب وتعجيل العشاء (3)، وهذا هو الجمع الصوري.
15 - لا يجوز للمريض ترك الصلاة بأي حال من الأحوال
مادام عقله ثابتًا، بل يجب على المكلف أن
(1) مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، برقم 49 - (705)، 50 - (705)، 54 - (705).
(2)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 226، والمغني لابن قدامة، 3/ 135، وسمعت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله يقول بهذا القول.
(3)
أبو داود، برقم 287، والترمذي، برقم 128، وابن ماجه، برقم 627، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، برقم 188، وتقدم تخريجه في الطهارة في أحكام المستحاضة.
يحرص على الصلاة أيام مرضه أكثر من حرصه عليها أيام صحته ويصليها في وقتها المشروع حسب استطاعته، فإذا تركها متعمدًا وهو عاقل عالم بالحكم الشرعي مكلف يقوى على أدائها ولو إيماءً فهو آثم، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك (1)؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) (2)؛ ولحديث جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) (3)؛ ولحديث معاذ رضي الله عنه وفيه: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)) (4).
(1) انظر: مجموع فتاوى الإمام ابن باز، 12/ 244.
(2)
الترمذي عن بريدة رضي الله عنه، برقم 2621، والنسائي، برقم 463، وابن ماجه، برقم 1079، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 156، وتقدم تخريجه في منزلة الصلاة، حكم تارك الصلاة.
(3)
مسلم، برقم 76، وتقدم تخريجه في منزلة الصلاة، حكم تارك الصلاة.
(4)
الترمذي، برقم 2616، وابن ماجه، برقم 3973، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/ 138.