الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لحج مبرور، وسفر مبارك آداب كثيرة منها: آداب واجبة وآداب مستحبة، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآداب الآتية:
1 - يستخير الله سبحانه في الوقت، والراحلة، والرفيق
، وجهة الطريق إن كثرت الطرق، ويستشير في ذلك أهل الخبرة والصلاح. أما الحج؛ فإنه خير لا شك فيه. وصفة الاستخارة أن يصلي ركعتين ثم يدعو بالوارد (1).
2 - يجب على الحاج والمعتمر أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله تعالى
، والتقرب إليه، وأن يحذر أن يقصد حطام الدنيا أو المفاخرة، أو حيازة الألقاب، أو الرياء والسمعة؛ فإن ذلك سبب في بطلان العمل وعدم قبوله. قال سبحانه:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (2). {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا
(1) انظر الاستخارة في البخاري، 7/ 162، وحصن المسلم، ص45، للمؤلف.
(2)
سورة الأنعام، الآيتان: 162، 163.
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (1). والمسلم هكذا لا يريد إلا وجه الله والدار الآخرة؛ ولهذا قال الله عز وجل: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا} (2)، وفي الحديث القدسي:((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)) (3).
وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الشرك الأصغر فقال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) فسُئل عنه فقال: ((الرياء)) (4). وقال صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به)) (5). قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ
(1) سورة الكهف، الآية:110.
(2)
سورة الإسراء، الآية:18.
(3)
مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، برقم 2985.
(4)
أحمد في المسند،5/ 428 وحسنه الألباني في صحيح الجامع،2/ 45.
(5)
متفق عليه من حديث جندب رضي الله عنه: البخاري، كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة، برقم 6499، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، برقم 2987.