المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأحاديث في لزوم الجماعة والأقوال فيها - صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان

[محمد بشير السهسواني]

الفصل: ‌الأحاديث في لزوم الجماعة والأقوال فيها

أقول: رواه أحمد، وفي سنده البختري بن عبيد وهو ضعيف متروك، وقد تقدم الكلام عليه، فتذكر.

ص: 338

‌الأحاديث في لزوم الجماعة والأقوال فيها

أحاديث أخرى في لزوم الجماعة للمصنف

قلت: قد بقي في الباب أحاديث أخر، فلا بأس هنا أن نذكرها ونتكلم عليها بالإنصاف.

منها: حديث أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سألت ربي عز وجل أربعاً فأعطاني ثلاثة ومنعني واحدة، سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألت الله أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألت الله أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعاً ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها". رواه أحمد، كذا في تفسير ابن كثير، وفي سنده رجل لم يسم، كذا في مجمع الزوائد.

ومنها: حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سألت ربي لأمتي أربع خصال، فأعطاني ثلاثاً ومنعني واحدة: سألته أن لا تكفر أمتي واحدة فأعطانيها، وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" رواه ابن مردوية، وروى ابن أبي حاتم نحوه، كذا في تفسير ابن كثير، وهذا حديث مفسر لما جاء في الأحاديث الأخر من لفظ الضلالة، فغاية ما يثبت من أحاديث الإجماع أن ما أجمع عليه الأمة لا يكون كفراً.

ومنها: حديث زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" زاد فيه علي بن محمد "ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح للأئمة المسلمين ولزوم جماعتهم" رواه ابن ماجة وفي سنده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، ورواه الدارمي ولفظه: أخبرنا عصمة بن الفضل حدثنا حرمي بن عمارة عن شعبة عن عمرو بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت

ص: 338

من عند مروان بن الحكم بنصف النهار، قال فقلت: ما خرج هذه الساعة من عند مروان إلا وقد سأله عن شيء فأتيته فسألته، قال: نعم، سألني عن حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه فأداه إلى من هو أفقه منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ولا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال إلا دخل الجنة" قال قلت ما هي؟ قال: "إخلاص العمل والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، ومن كانت الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" قال: وسألته عن صلاة الوسطى: قال: هي الظهر. قلت: ورواته كلهم ثقات.

ومنها: حديث جبير بن مطعم رواه الدارمي بسندين ولفظه هكذا: أخبرنا سليمان بن داود الزهراني أخبرنا إسماعيل بن أبي جعفر حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن ابن الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة في حجة الوداع: "أيها الناس إني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يوم هذا بمكاني هذا، فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها، فرب حامل فقه ولا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم في هذا الشهر في هذا البلد، واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم".

أخبرنا أحمد بن خالد حدثنا محمد هو ابن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من مني فقال: "نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله، وطاعة ذوي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من ورائهم. اهـ. ورجال السند الأول كلهم رجال الصحيحين، غير عبد الرحمن بن الحويرث فإني لم أجده في التقريب والخلاصة والميزان والكاشف، ورجال السند الثاني أيضاً كلهم ثقات، إلا أن محمد

ص: 339

ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه: قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وله طريق عن صالح بن كيسان عن الزهري ورجالها موثقون.

ومنها: حديث أبي الدرداء رواه الدارمي ولفظه هكذا: أخبرنا يحيى بن موسى حدثنا عمرو بن محمد القرشي أخبرنا إسرائيل عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي عن أبي العجلان عن أبي الدرداء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لكل مسلم، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعائهم محيط من روائهم، انتهى.

قلت: رجال سنده كلهم ثقات غير عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي الكوفي قال البخاري: منكر الحديث، وقيل: النكارة هي من يحيى بن عقبة الراوي عنه نقل عن البخاري أيضاً كذا في الميزان. قلت: الراوي عنه فيما نحن فيه هو إسرائيل فلا بأس بحديثه والله أعلم. وقال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير ومداره على عبد الرحمن بن زبيد وهو منكر الحديث قاله البخاري اهـ. قلت: وقد عرفت جواب هذا الجرح، فافهم.

ومنها: حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه ليس بفقيه. ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ورائهم، رواه البزار ورجاله موثقون، إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد بن بزيع فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع فهو من رجال الصحيح فإنه روى عنهما والله أعلم، كذا في مجمع الزوائد.

ومنها: حديث معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه، فرب حامل فقه إلى أوعى منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأولي الأمر، والاعتصام بجماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم" رواه الطبراني في الكبير والأوسط، إلا أنه قال في الأوسط: "رب

ص: 340

حامل كلمة بدل "فقه" وفيه عمرو بن واقد رمي بالكذب وهو منكر الحديث، كذا في مجمع الزوائد.

قال الذهبي في الميزان: عمرو بن واقد الدمشقي عن يونس بن ميسرة وغيره، وعنه يحيى الوحاظي وهشام بن عمار، قال أبو مسهر: ليس بشيء، قال البخاري منكر الحديث، وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه، وقال الدارقطني: متروك، وروى الفسوي عن دحيم قال: لم يكن شيوخنا يحدثون عنه، وقال: وكان لم يشك أنه كان يكذب، وكذبه مروان بن محمد قال: وهو هالك. اهـ. ملخصاً.

ومنها: حديث النعمان بن بشير أنه قال في خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فقال: "نضر الله وجه عبد سمع مقالتي فحملها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" رواه الطبراني في الكبير، وفيه عيسى الخياط وهو متروك، كذا في مجمع الزوائد.

قال الذهبي في الميزان: عيسى بن أبي عيسى ميسرة المدني الحناط وهو الخياط والخباط عمل المعايش الثلاث، وروى عن أنس والشعبي، وعنه وكيع وعبيد الله بن موسى وابن أبي فديك وجماعة، ضعفه أحمد وغيره، قال الفلاس والنسائي متروك، وقال ابن سعد كان يقول: أنا حناط وخياط وخباط كلا قد عالجت، وقال أحمد: لا يساوي شيئاً. اهـ. ملخصاً.

ومنها حديث النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله عبداً سمع مقالتي فحفظها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين" رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن كبير الكوفي ضعفه البخاري وغيره، ومشاه ابن معين، كذا في مجمع الزوائد.

قال الذهبي في الميزان: قال أحمد: خرقنا حديثه، قال البخاري: كوفي منكر الحديث، وقال ابن المديني: كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه، ومشاه ابن معين،

ص: 341

لروى عباس عن يحيى قال: شيعي ولم يكن به بأس، قال ابن عدي: الضعف على حديثه بين اهـ. ملخصاً.

ومنها: حديث أبي قرصافة جندرة بن خيشنة1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وحفظها، فرب حامل علم إلى من هو أعلم منه، ثلاث لا يغل عليهن القلب: إخلاص العمل، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة". قال: وبلغني أن ابناً لأبي قرصافة أسرته الروم فكان أبو قرصافة يناديه من سور عسقلان في وقت كل صلاة: يا فلان الصلاة، فيسمعه فيجيبه وبينهما عرض البحر. رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وإسناده لم أر من ذكر أحداً منهم.

ومنها: حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها، فرب مبلغ أوعى من سامع، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من وائهم" رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن موسى البريري2 قال الدارقطني: ليس بالقوي، كذا في مجمع الزوائد.

ومنها: حديث أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف من منى فقال: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ثم ذهب بها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصح لمن ولاه الله عليكم الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من روائهم، رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم وهو ضعيف، كذا في مجمع الزوائد.

1 في الأصل حيدرة –بمهملة وياء- ابن خثيمة، والصواب جندرة بجيم مفتوحة ابن خيشنة بمعجمة فياء مثناة تحتية فشين معجمة فنون. وقرصافة بكسر القاف. وكتبه محمد رشيد رضا.

2 في حاشية نسخة الهند: وفي نسخة البربري.

ص: 342