الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القَوْل فِيمَن تحققنا حَاله من الْعلمَاء والصلحاء من أهل جبل سورق وبلد العربيين وصهبان والجند ومعشار الدملوة وَمَا والى ذَلِك
فَمن جبل سورق المقرىء الْفَقِيه الإِمَام ضِيَاء الدّين نسر بن عمرَان المقرىء الزبيدِيّ هَذَا الإِمَام المقرىء من شُيُوخ الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي كَانَ إِمَامًا فَاضلا مُحدثا مقرئا روى عَنهُ بعض تلامذته بِسَنَد صَحِيح أَنه قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ أسمعنا مَا مَعَك وَكَانَ يحفظ قصائد كَثِيرَة فَقَرَأَ بَعْضهَا فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن لَا ثمَّ كَذَلِك قصائد كَثِيرَة وَهُوَ صلى الله عليه وسلم يُشِير إِلَيْهِ لَا لَا فَلَمَّا فرغ مَا عِنْده قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل بَقِي مَعَك شَيْء فَقَالَ المقرىء ضِيَاء الدّين لم يبْق إِلَّا قصيدة الشاطبي فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أسمعنا مِنْهَا شَيْئا قَالَ فَقَرَأت أَرْبَعَة أَبْيَات من أول بَاب التنكير فأعجب النَّبِي صلى الله عليه وسلم ذَلِك وَقَالَ إيه إيه وَبكى ثمَّ بَكَى من حوله وَبكى المقرىء نسر فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من حفظهَا وَلَو بَيْتا مِنْهَا دخل الْجنَّة أوكنت ضمينا لَهُ على الله بِالْجنَّةِ هَكَذَا وجدت هَذِه الْحِكَايَة بِخَط القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي رحمه الله وعده من شُيُوخه وَقَالَ إِنَّه انْتفع بِهَذَا المقرىء وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ فِي علم الحَدِيث والقراءات وَتُوفِّي بآخر المئة الثَّامِنَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم تِلْمِيذه المقرىء الصَّالح صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر بن مُتبع العودي
وَكَانَ فَاضلا عَالما صَالحا أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن الْمقري نسر الْمُقدم ذكره وَعَن غَيره وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة وَكَانَ فِيمَا حكى المقرىء شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي لَهُ معرفَة فِي علم الْأَسْمَاء ويستخدم الْجِنّ وروى عَنهُ حِكَايَة عَجِيبَة فِي معنى ذَلِك ذكرتها فِي الأَصْل توفّي بِأول المئة التَّاسِعَة
وَمِنْهُم المقرىء نَفِيس الدّين سُلَيْمَان بن عبد الله السورقي اشْتهر بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَالْعِبَادَة وَقصد للزيارة فاق أهل وقته فِي علم الْقرَاءَات وَتُوفِّي بآخر المئة الثَّامِنَة رحمه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن شمس الدّين كَانَ مقرئا فَقِيها محققا درس وَأفْتى واشتهر بِشَيْء من علم الْأَسْمَاء وَنسب إِلَى الصّلاح وَكَانَت وَفَاته بعد سنة عشر وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح تَقِيّ الدّين عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الشغدري قَرَأَ بالقراءات السَّبع على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته وأجازوا لَهُ واجتهد بِتِلَاوَة كتاب الله تَعَالَى وَالْعِبَادَة وَتخرج على يَده جمَاعَة واشتهرت لَهُ الكرامات وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَمن المتوفين هُنَالك المقرىء عفيف الدّين سعيد بن عمر السورقي والمقرىء رَضِي الدّين أَبُو بكر بن عُثْمَان السورقي والفقيه عفيف الدّين نَاجِي بن سعيد السورقي وَلم أتحقق حَال هَؤُلَاءِ مفصلا وَإِنَّمَا تحققته مُجملا وَهُوَ أَنهم من الْفُضَلَاء والأخيار والعباد توفّي بَعضهم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة من ألم الطَّاعُون شَهِيدا رَحِمهم الله تَعَالَى ونفع بهم
وَمِنْهُم المقرىء الصَّالح عفيف الدّين سعيد بن عَليّ الفتوحي السورقي قَرَأَ على جمَاعَة بالقراءات السَّبع مِنْهُم المقرىء الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن يحيى السارقي من أهل حراز الْمُقدم الذّكر هُنَاكَ ثمَّ رَجَعَ بَلَده فَأَقَامَ فِيهَا مُفِيدا للطلبة الوافدين إِلَيْهِ
وباذلا نَفسه لإفادتهم وإعانتهم بِمَا يقدر عَلَيْهِ من المعونة لَهُم وَمَا عجز عَنهُ سعى لَهُم بِهِ وَكَانَ يُبَاشر عمل الزَّرْع بِيَدِهِ فِي أَرض يملكهَا وَكَانَ متواضعا لَا يتنعم بمطعم وَلَا ملبس وَله اجْتِهَاد بِقِيَام اللَّيْل وَصِيَام النَّهَار متورعا عَن الشُّبُهَات جَارِيا على طَريقَة السّلف الصَّالح واشتهرت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَلما حَضرته الْوَفَاة صلى الْعَصْر فِي الْمَسْجِد ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة وَهَلل وَكبر كثيرا مُشِيرا بإصبعه المسبحة ثمَّ توفّي فِي مَوضِع على طَهَارَة مُسْتَقْبلا الْقبْلَة من غير مرض مُتَقَدم وَكَانَت وَفَاته بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ
وَخَلفه وَلَده الْمُبَارك عبد الرَّحِيم فَلَزِمَ طَريقَة وَالِده بالتلاوة وَنسخ الْمَصَاحِف الْكَرِيمَة والتوسط بالإصلاح بَين أهل بَلَده ولكلامه قبُول عِنْد النَّاس وجلل بِسَبَبِهِ أَمَاكِن كَثِيرَة وَكتب هَذَا الْمَجْمُوع وَهُوَ فِي قيد الْحَيَاة
وَمِنْهُم المقرىء عفيف الدّين عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم السورقي قَرَأَ فِي الْقرَاءَات السَّبع على المقرىء سعيد الْمُقدم الذّكر فَأجَاز لَهُ وَكَانَ من الأخيار
وَمن أهل بلد العربيين الْحَاج الْوَلِيّ الصَّالح عفيف الدّين مفضل بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ مولده بِذِي الْقَرْض من بلد العربيين كَانَ مِمَّن أدْرك الشَّيْخ عبد الْأَكْبَر الْمَشْهُور برباط ذِي عسل كَانَ هُوَ وَإِخْوَته من فضلاء الْبَلَد رُوِيَ أَن هَذَا الْحَاج مفضل نَام فِي بعض اللَّيَالِي فَاسْتَيْقَظَ متفكرا فَأنْكر إخْوَته حَاله وَخرج من بَينهم ففقدوه أَيَّامًا فَسَأَلُوهُ عَنهُ فَأخْبرُوا أَنه بِرَأْس جبل قريب مِنْهُم يعبد الله تَعَالَى وَعِنْده شخص لم يُخْبِرهُمْ عَنهُ فَنزل مَعَهم إِلَى بَيتهمْ فَبَقيَ يعبد الله هُنَاكَ أَيَّامًا ثمَّ بَاعَ من أرضه مَا تجهز بِهِ إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وسافر إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عسقلان ثمَّ دخل بِلَاد الْمغرب فاس وأندلس ثمَّ رَجَعَ وَقد اجْتمع بِجَمَاعَة من
الصَّالِحين وتأدب بآدابهم وَقَرَأَ فِي كتب الزّهْد وخالط الْعلمَاء فَقَرَأَ كثيرا من كتب التَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ يحفظ مُعظم تَفْسِير الْقُرْآن الْكَرِيم للْإِمَام الْبَغَوِيّ وخالط الصُّوفِيَّة وَكَانَ يعظ النَّاس وَيكثر الْبكاء وَترك الدُّنْيَا وآثر الخمول واجتهد بِالْعبَادَة وَإِذا سمع كَلَام فحش أَو غيبَة فِي مجْلِس فَارق ذَلِك الْمجْلس وَصَحب جمَاعَة من الْفُقَرَاء فَكَانُوا يذكرُونَ الله تَعَالَى بكرَة وَعَشِيَّة واشتهر لَهُ كرامات كَثِيرَة عَظِيمَة وعد من أهل الخطوة الَّتِي يكرم بهَا الْأَوْلِيَاء من تسخير الأَرْض لَهُم إِن شاؤوا سَارُوا فِي الْهَوَاء أَو فِي المَاء وَقَطعُوا وَجه الأَرْض بِأَقَلّ من سَاعَة
وَأَخْبرنِي المقرىء الْعَالم شمس الدّين يُوسُف بن يُونُس الجبائي قَالَ كنت عِنْد الْحَاج مفضل فَجَاءَنِي بِشَيْء من الطَّعَام وَهِي عصيدة فَسمى الله تَعَالَى وأطعمني مِنْهَا لقْمَة وَأدْخل تِلْكَ اللُّقْمَة بِيَدِهِ الْمُبَارَكَة إِلَى فمي فَمن تِلْكَ السَّاعَة فتح الله عَليّ بِالْعلمِ الشريف وَبِكُل خير وَأخْبر عَنهُ بكرامات كَثِيرَة مُشَاهدَة مِمَّا يطول مِمَّا قد ذكرته بِالْأَصْلِ وَلما قربت وَفَاته اجْتهد بِالْعبَادَة وَلزِمَ الِاعْتِكَاف وتوحش عَن النَّاس وَصَارَت لَهُ هَيْبَة عَظِيمَة إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم الْحَاج الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الضبوعي كَانَ رجلا فَاضلا ورعا زاهدا رأى لَهُ الْفَقِيه عفيف الدّين عَطِيَّة بن عبد الرَّزَّاق رُؤْيا تدل على خَيره وَأخْبر غَيره عَنهُ بكرامات توفّي وَدفن بمقبرة ذِي الْقَرْض بِبَلَد العربيين سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن الذِّرَاع الْحَاج الصَّالح شمس الدّين عَليّ بن دَاوُد الْهَمدَانِي الْمَشْهُور بالحداد أصل بَلَده حِدة هَمدَان ثمَّ انْتقل إِلَى بعدان وَحل بقرية الشياعي وَتزَوج
مِنْهُم امْرَأَة من نَاس يُقَال لَهُم بَنو الْحداد ثمَّ انْتقل إِلَى قَرْيَة الذِّرَاع الْمَعْرُوفَة بِبَلَد صهْبَان وَتُوفِّي بهَا وَترك وَلَده داؤد الْمَذْكُور فَكَانَ مُبَارَكًا يعْمل بِيَدِهِ فِي الْحَرْث فَحدث لَهُ هَذَا الْوَلَد الصَّالح وَهُوَ الْحَاج شمس الدّين فَتوفي وَالِده وَتَركه ووالدته فَنَشَأَ هَذَا الْحَاج شمس الدّين حراثا وحدادا فحكي عَنهُ مَا تَوَاتر وَكَانَ السَّبَب لصلاحه أَنه قَالَ ذهبت إِلَى بعض الْقرى لآخذ شَيْئا من الطَّعَام أُجْرَة لعملي بشغل الْحَدِيد لبَعض الحراثين وأعطتني والدتي قرصين من الطَّعَام ودابة تحمل ذَلِك الطَّعَام فَلَمَّا كنت فِي أثْنَاء الطَّرِيق سَمِعت صَوتا ضَعِيفا فتبعت الصَّوْت فَنَظَرت رجلا مجذوما وقيحه وصديده يسيل عَلَيْهِ فَقلت مَا حَاجَتك فَقَالَ أُرِيد مَاء أشربه فَجِئْته بِمَاء وسقيته مِنْهُ وَأَطْعَمته من الزَّاد الَّذِي معي فَدَعَا لي فَلَمَّا فرغ من الْأكل هَمَمْت بالانصراف من عِنْده فَوجدت الْمَطَر مُقبلا إِلَيْنَا ففرشت إزَارِي فَوق ظهر حماري وحملت الرجل عَلَيْهِ وَكَانَ قيحه وصديده يسيل على إزَارِي وعَلى ظهر الْحمار فوصلت بِهِ إِلَى مَكَان يكنه من الْمَطَر فتركته ثمَّ انصرفت لحاجتي فَقلت فِي نَفسِي لَعَلَّ يَأْتِي بعض السبَاع فيأكل هَذَا المجذوم فَرَجَعت إِلَى ذَلِك الْمَكَان لأحمله إِلَى مَكَان آخر فَلم أَجِدهُ فتعجبت من ذَلِك ثمَّ ذهبت إِلَى بَيْتِي فَكَانَ كل من لَقِيَنِي قَالَ لي أَمَعَك مسك فَإنَّا نجد رِيحه مَعَك وَلم يكن معي شَيْء مِنْهُ فَذَهَبت بيتنا لأغسل ثِيَابِي من الْقَيْح والصديد الَّذِي وَقع بهَا من ذَلِك المجذوم فَلم نجد شَيْئا سوى رَائِحَة الْمسك فِيهَا فكتمت أَمْرِي ووقفت مُدَّة فِي بَيْتِي فَخرجت فِي بعض اللَّيَالِي إِلَى بعض الْمَسَاجِد فَنَظَرت جمَاعَة بهيئة حَسَنَة لم أعرفهم فَذَهَبت عَنْهُم فَجَاءَنِي بَعضهم وَقَالَ سلم على هَؤُلَاءِ فَسلمت عَلَيْهِم من غير أَن أتحقق حَالهم وهم قريب مَسْجِد قد عَرفته وَلَهُم هَيْئَة حَسَنَة انْتهى كَلَامه
ثمَّ قَالَ وَلَده الْحَاج جمال الدّين ثمَّ أَقَامَ وَالِدي بعد ذَلِك أَيَّامًا مُجْتَهدا بِالْعبَادَة ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة لِلْحَجِّ إِلَى بَيت الله الْحَرَام على طَرِيق ذمار وَصَنْعَاء هُوَ ورفقته
فَبَاتُوا فِي الْمَكَان الَّذِي يُسمى ذِي جزب عِنْد ذمار وَكَانَت اللَّيْلَة لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان قَالَ فعطش الرّفْقَة فَأخذت قربتين وقصدت المَاء فِي ظلمَة اللَّيْل فملأت إِحْدَاهمَا فَنَظَرت فَإِذا نور عَظِيم مَلأ الأَرْض إِلَى السَّمَاء فدعوت الله تَعَالَى بِمَا أردْت من خير الدَّاريْنِ ثمَّ مَلَأت الْقرْبَة الثَّانِيَة فَمَا فرغت من ذَلِك إِلَّا وَقد عَادَتْ الظلمَة فَرَجَعت إِلَى رُفَقَائِي وسقيتهم وَقلت لَهُم بِمَا رَأَيْت وأمرتهم بِالدُّعَاءِ ثمَّ نمنا وَكَانَت لَيْلَة مطيرة دَامَ فِيهَا الْمَطَر إِلَى الْيَوْم الثَّانِي ثمَّ سافرنا فوصلنا مَكَّة المشرفة ثمَّ توجهنا للزيارة فَلَمَّا كنت بَين المدينتين مَرضت فسافرت الرّفْقَة وتركتني فحرت فِي أَمْرِي وأتاني رجل أَخْضَر عَلَيْهِ ثِيَاب خضر فَوضع يَده على رَأْسِي ودعا لي فشفيت تِلْكَ السَّاعَة ثمَّ سرت فأدركت الْقَافِلَة ووصلت الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وزرت قبر النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثمَّ رَجعْنَا إِلَى مَكَّة المشرفة وحججنا ثمَّ رجعت بلدي
قلت وَلما رَجَعَ إِلَى بَلَده من مَكَّة الشرفة اشْتهر غَايَة الشُّهْرَة وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَقصد للمهمات وَكَانَ يقْضى على يَده الْحَاجَات باذلا نَفسه لذَلِك غير متكبر وَلَا مستغن عَن عمل الْحَدِيد وَكَانَ يخرج السحب الْحَدِيد من النَّار فيمسحه بِيَدِهِ وَلَا تحرق النَّار يَده وزرته بِحَمْد الله تَعَالَى فَوَجَدته مبتذلا متواضعا وَالنَّاس تزدحم على تَقْبِيل يَده
وَله كرامات كَثِيرَة من ذَلِك أَنه يدْخل بَين القبيلتين وهما فِي الْحَرْب فيصلح بَينهمَا وَتَقَع الْحِجَارَة فِي بدنه فَلَا تُؤثر فِيهِ بِجرح وَلَا ألم
وَمِنْهَا دعاؤه للمرضى فيشفون من وقتهم
وَمِنْهَا مَا أَخْبرنِي وَلَده الْحَاج جمال الدّين أَن امْرَأَة حَائِضًا صنعت طَعَاما فَقرب لَهُ وَلم يعلم فَرفع يَده من الطَّعَام وَقَالَ رَأَيْت الدَّم على الطَّعَام
وَحكي أَنه كَانَ راتبه فِي كل يَوْم يقْرَأ فِيهِ ألف شرف الْفَاتِحَة ومئة شرف وَأحد عشر
شرفا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة شَهِيدا من ألم الطَّاعُون وقبره بمقبرة الذِّرَاع يزار ويتبرك بِهِ
وَمن أهل المغربة من نواحي الْجند المقرىء الصَّالح عفيف الدّين مَسْعُود بن عمر الجندي كَانَ مقرئا محققا قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فِي علم الْقرَاءَات ومشاركا فِي بَاقِي الْعُلُوم وَله معرفَة للأسماء وَله فِي الْأَخْبَار عَن المغيبات حكايات كَثِيرَة وَله تصرف وتحكم على الْجِنّ بِمَا علمه من الْأَسْمَاء وشفي على يَده جمَاعَة مِمَّن يجن ويخالطه الجني من الْأنس وَأثْنى عَلَيْهِ سَيِّدي الشَّيْخ الْوَلِيّ شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الجبرتي ثَنَاء مرضيا قَالَ كَانَ لَهُ عبَادَة وَصِيَام وَقيام بِمَا يقرب إِلَى الله وَمن شُيُوخه الشَّيْخ وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الصَّمد الضمرِي وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وقبره بمقبرة المغربة وَهُوَ يزار ويتبرك بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم المقرىء جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الجندي كَانَ مقرئا عابدا صَالحا كثير الذّكر والتلاوة تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء والطلبة وَكَانَ على طَريقَة السّلف الصَّالح يُبَاشر أَعمال الزَّرْع بِيَدِهِ ويجتهد بِالْعبَادَة توفّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه يُوسُف بن عمرَان بن نعْمَان كَانَ فَاضلا عابدا يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار وَظَهَرت لَهُ كرامات توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم المقرىء جمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد القهامي قَرَأَ بالقراءات السَّبع على المقرىء عفيف الدّين جَعْفَر الْآتِي ذكره وَأَجَازَ لَهُ فدرس وَأفْتى بِعلم الْقرَاءَات وَتُوفِّي شَهِيدا من ألم الطَّاعُون سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَمن أهل الوثب الْفَقِيه شمس الدّين يُوسُف بن عمر بن مقدم العياني كَانَ فَقِيها مُجْتَهدا بِالْعبَادَة والإصلاح بَين النَّاس وَظَهَرت لَهُ كرامات توفّي سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم أَخُوهُ الْفَقِيه عفيف الدّين مُسلم بن عمر كَانَ فَاضلا مُجْتَهدا بِالْعبَادَة فظهرت لَهُ كرامات توفّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن أهل قَرْيَة قرامد القَاضِي الْأَجَل شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الشجاع الوجهي قَرَأَ بالفقه على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَولي الْقَضَاء وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَتُوفِّي بآخر المئة الثَّامِنَة
وَخَلفه بمنصبه ابْن عَمه القَاضِي رَضِي الدّين أَبُو بكر بن عبد الله الشجاع قَرَأَ على ابْن عَمه الْمُقدم الذّكر وعَلى غَيره ودرس وَأفْتى وَلم تطل مدَّته بل توفّي بعد ابْن عَمه بِمدَّة قَليلَة
وَمن اليهاقر المقرىء الْفَاضِل الصَّالح رَضِي الدّين أَبُو بكر بن عَليّ الْمَشْهُور بالمقرىء أصل بَلَده حمر فانتقل مِنْهَا للْقِرَاءَة فِي الْقرَاءَات السَّبع فاستوطن اليهاقر واشتهر بِعلم الْقرَاءَات وتجويدها فدرس بهَا وَفتحت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَنسب إِلَى علم الْأَسْمَاء وَظَهَرت لَهُ كرامات وزاره النَّاس وَأَجْمعُوا على صَلَاحه وجلله السُّلْطَان واحترمه فِي مَكَانَهُ وجيرانه وَمن لَجأ إِلَيْهِ أَمن وَقبلت شَفَاعَته فِيهِ ودام على ذَلِك إِلَى أَن توفّي بعد سنة عشر وثمانمئة وقبر بمقبرة اليهاقر عِنْد الْفُقَهَاء من بني التربتي الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ قَدِيما وَالصَّلَاح رَحِمهم الله تَعَالَى ونفع بهم آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَالم الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْمَشْهُور بالفقيه بَيَان حُكيَ أَنه من قَبيلَة يُقَال لَهُم بَنو قَاسم وَأَنه قَرَأَ على عُلَمَاء وقته فَكَانَ مقرئا فَقِيها مدرسا مفتيا عابدا صَالحا اشتهرت لَهُ كرامات وانقاد لَهُ أهل قطره فأتمروا بأَمْره وانتهوا بنهيه وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَنظر على الْمَسْجِد الْأَوْسَط باليهاقر فعمره عمَارَة جَيِّدَة وَقَامَ بِهِ أتم قيام ثمَّ توفّي بعد سنة خَمْسَة عشر وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ
وَمن أهل الْجند القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن حُسَيْن البَجلِيّ كَانَ عَالما عَاملا أصل بَلَده بجيلة انْتقل لطلب الْعلم فَقَرَأَ على جمَاعَة من الْأَئِمَّة وَحضر مجْلِس التدريس للْإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ والفقيه نَفِيس الدّين الْعلوِي فأجازا لَهُ وَتَوَلَّى الْقَضَاء بالجند وَكَانَت سيرته مرضية وَله شمائل مرضية توفّي بالعشر الأول من المئة التَّاسِعَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه الْعَالم وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن غَازِي قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته وأجازوا لَهُ وَكَانَ يخْطب بِجَامِع الْجند إِلَى أَن توفّي بعد سنة عشر وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الْفُقَهَاء بَنو شقير قد ذكر الجندي المؤرخ الْعلمَاء مِنْهُم وَنسب بِنَاء الْمدرسَة الشقيرية وَمِمَّنْ تَأَخَّرت وَفَاته مِنْهُم الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر بن شقير وَمن شُيُوخه الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَتُوفِّي فِي المئة التَّاسِعَة بأولها رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم المقرىء وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن شقير قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فِي الْقرَاءَات السَّبع وَفِي غَيرهَا وانتفع بِهِ وأجازوا لَهُ فَمن شُيُوخه فِي الْقرَاءَات المقرىء الملحاني وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فَكَانَ مقرئا مُحدثا وفقيها مدرسا
مفتيا وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء فِي الْجند فَامْتنعَ من قبُوله تورعا وَتُوفِّي بالفناء الْأَكْبَر شَهِيدا من ألم الطَّاعُون سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ آمين وَبِه انقرض من يذكر من بني شقير
وَمن المتوفين بالجند القَاضِي عفيف الدّين أَبُو الْقَاسِم بن مُحَمَّد الجبيلي قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته بِمَدِينَة تعز وزبيد وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء بالجند وأضيف إِلَيْهِ الخطابة بالجامع وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم المقرىء اللَّيْث البنائي قَرَأَ بالقراءات السَّبع على المقرىء شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي ثمَّ رتب إِمَامًا فِي جَامع الْجند وأضيف إِلَيْهِ الخطابة فِيهِ فَكَانَ يدرس بالقراءات السَّبع وَيكرم الضَّيْف ويجتهد بِقَضَاء حوائج الْمُسلمين وَكَانَت لَهُ عبَادَة وزهادة توفّي سنة خمسين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن أهل السمكرة القَاضِي رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد الحصوي حكى لي الثِّقَة أَنه كَانَ فَقِيها عَالما عَاملا يدرس ويفتي وَأَنه تولى الْقَضَاء بالجند وأعماله وَسَار فيهم سيرة حَسَنَة وَتُوفِّي بآخر المئة الثَّامِنَة وقبر بمقبرة السمكر رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم المقرىء رَضِي الدّين أَبُو بكر بن أَحْمد الْهَمدَانِي اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْقرَاءَات السَّبع وشارك فِي غَيرهَا من أَنْوَاع الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وَكَانَ مبارك التدريس ثَبت فِي الْفَتْوَى وَتُوفِّي بِأول المئة التَّاسِعَة وقبر بمقبرة السمكر رَحمَه الله
وَمن أهل زبران الْفَقِيه الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الزبراني قَرَأَ على الإِمَام الريمي ثمَّ الْفَقِيه زين الدّين عمر بن أَحْمد الزبراني كَانَا فاضلين مباركين أثنوا عَلَيْهِمَا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وتوفيا آخر المئة الثَّامِنَة وَاحِدًا بعد وَاحِد لم أتحقق السَّابِق مِنْهُم موتا رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما وللفقيه جمال الدّين الْمَذْكُور مَنَام عَجِيب يدل على خَيره وفضله ذكرت ذَلِك فِي الأَصْل وحذفته هُنَا اختصارا
وَمِنْهُم المقرىء الصَّالح شمس الدّين يُوسُف بن سعيد الييس السورقي قيل أَنه من تلامذة الْفَقِيه تَقِيّ الدّين عمر بن سعيد بن فاتك تولى الخطابة بِجَامِع الْجند وَكَانَت لَهُ عبَادَة وكرامات وَتُوفِّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن أهل البرح تَحت حصن الدملوة القَاضِي الْأَجَل جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن أبي بكر العريقي السكْسكِي البرحي قَرَأَ بفن الْفِقْه على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته وَقَرَأَ بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير وَسمع على الشَّيْخ مجد الدّين الصديقي وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَكَانَ عَالما عَاملا صَالحا سالكا طَرِيق السّلف الصَّالح مجمعا على جلالته وورعه وزهده وأضيف إِلَيْهِ ولَايَة الْقَضَاء فِي بلد الجوه وَمَا إِلَيْهَا ودام على ذَلِك إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ الشوق إِلَى بَيت الله الْحَرَام فسافر إِلَيْهِ وَتُوفِّي هُنَالك بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ
وَمن أهل اللفج الْحَاج الصَّالح شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن مكين كَانَ
رجلا مُبَارَكًا كثير التَّرَدُّد للسَّفر إِلَى مَكَّة المشرفة وَإِلَى الْمَدِينَة ويزور الصَّالِحين وَالْفُقَهَاء والأخيار وَأثْنى عَلَيْهِ القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي بعد أَن آخاه ووفد عَلَيْهِ إِلَى مَدِينَة إب بِشَهْر ربيع من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثمانمئة وَلم أتحقق من تَارِيخ وَفَاته وَلَا أَيْن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين عَطِيَّة بن عبد الله صَاحب الكبة وَكَانَ من الْعباد والزهاد واشتهرت لَهُ كرامات فجلل واحترم مَكَانَهُ لأَجله وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن ذُريَّته الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ والفقيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد السَّلَام كَانَا فقيهين فاضلين اشتهرا بِالْكَرمِ وإقراء الضَّيْف وقصدا للمهمات وقضيت على يديهما الْحَاجَات وَتُوفِّي الْفَقِيه مُحَمَّد بن عَليّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة شَهِيدا من ألم الطَّاعُون والفقيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد السَّلَام قبله بِنَحْوِ سنتَيْن وقبر بمقبرة رِبَاط الكبة رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما آمين
وَمن أهل اللفج الْفَقِيه الصَّالح برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن مسبح كَانَ فَقِيها عَالما عَاملا درس وَأفْتى إِلَى أَن توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم وَلَده النجيب الشَّيْخ الصَّالح الْوَلِيّ ذُو الكرامات وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن صَاحب اللفج قَرَأَ بالعلوم الْفِقْهِيَّة على بعض أَئِمَّة وقته وَقَرَأَ بِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَقَرَأَ بِعلم الْأَسْمَاء فِي اماكن مُتَفَرِّقَة وَكَانَ ذَا جاه عريض وكرم مستفيض باذلا نَفسه لقَضَاء حوايج الْمُسلمين مَعَ جاهه الْكَبِير عِنْد وُلَاة الْأَمر وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ كرامات كَثِيرَة وتواضع واجتهاد بِالْعبَادَة مَعَ الْقيام بِاللَّيْلِ وَالصِّيَام بِالنَّهَارِ وَدُعَاء وتضرع وابتهال وَأخْبر عَن الْيَوْم الَّذِي يَمُوت فِيهِ وَعند قريب وَفَاته ودع أهل بَلَده وَأَهله وَأَصْحَابه وأستبرأ ذمَّته مِنْهُم وَلما قربت وَفَاته كتب إِلَى الإِمَام
نَفِيس الدّين الْعلوِي أَنه يَمُوت قبل وَفَاء سنة من مَوته فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَتُوفِّي بِشَهْر شعْبَان الْكَرِيم سنة أَربع وَعشْرين وثمانمئة
فَلَمَّا توفّي خَلفه بمنصبه ابْن أَخِيه الْفَقِيه الْفَاضِل الْعَالم تَقِيّ الدّين عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المسبح قَرَأَ بِعلم الحَدِيث على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فِي علم الْفِقْه وعَلى غَيره بِعلم الْفِقْه من أهل وقته وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى فَكَانَ عَالما عَاملا صَالحا يرحل إِلَيْهِ طلبة الْعلم الشريف من أَمَاكِن شَتَّى ويفيدهم الْفَوَائِد الجليلة وَمِمَّنْ تخرج بِهِ بَنو المشملي والفقيه جمال الدّين مُحَمَّد بن حسن بن عبد الصَّمد وَمن وَفد إِلَيْهِ أكْرمه بأنواع الضيافات وَله كرامات اشتهرت عِنْد أهل تِلْكَ الْجِهَات وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَمن المتوفين بالمنصورة الْفَقِيه الْعَلامَة شمس الدّين يُوسُف بن أَحْمد بن عَطِيَّة الْخياط الجندي قَرَأَ بِالْحَدِيثِ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَغَيره بِمَدِينَة تعز وبمكة المشرفة على الشَّيْخ كَمَال الدّين أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة وَقَرَأَ على جمَاعَة من فُقَهَاء الْيمن فِي الْفِقْه فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء فِي منصورة الدملوة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الافتخارية بهَا وَكَانَ ذَا علم وَعمل انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة بالفتوى والتدريس بِتِلْكَ الْجِهَات إِلَى أَن توفّي قريب سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن درسته الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن حسن الْخَطِيب الْمَشْهُور هُنَالك
والفقيه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن زُرَيْع والفقيه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الصارم الموزعي وشهاب الدّين وعفيف الدّين عبد الله ابْنا عبد الرَّحْمَن الْخَطِيب فَهَؤُلَاءِ فُقَهَاء تِلْكَ الْبَلدة وَلم أتحقق تَارِيخ وفاتهم وَلَا تَفْصِيل حَالهم رَحِمهم الله تَعَالَى ونفع بهم آمين
وَمن المتوفين بالمنصورة من الوافدين إِلَيْهَا القَاضِي الْعَلامَة صارم الدّين داؤد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْهَمدَانِي نسبا المقروضي بَلَدا كَانَ عَالما عَاملا ذكيا فَاضلا قَرَأَ على الْفُقَهَاء بِمَدِينَة إب بِعلم الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي وَكَانَ قد تولى هَذَا القَاضِي صارم الدّين الْقَضَاء ببعدان ثمَّ انْفَصل عَنهُ فانتقل إِلَى تعز فولاه قَاضِي الْأَقْضِيَة وَهُوَ الشَّيْخ شهَاب الدّين الرداد على قَضَاء المنصورة وَقد كَانَ مُتَوَلِّيًا عَلَيْهَا قبل فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة القَاضِي وجيه الدّين النحواني فانتقل القَاضِي وجيه الدّين مِنْهَا إِلَى مَدِينَة إب وَاسْتمرّ القَاضِي صارم الدّين على الْقَضَاء بذلك الْمَكَان فَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر الْمخوف وَعمر مَا تشعث من الْمَسَاجِد بِتِلْكَ الْجِهَات مِنْهَا جَامع الجؤة وألزم أهل الْبَلَد إِقَامَة الْجَمَاعَة فِي الصَّلَوَات وَالْأَذَان بعد أَن كَانُوا أهملوا ذَلِك أَو بَعضهم وَقد قيل إِن هَذَا الْجَامِع مِمَّا عمره الْحُسَيْن بن سَلامَة وَلِهَذَا القَاضِي صارم الدّين أَبْيَات من الشّعْر ضمنهَا الأبيات الَّتِي للشَّيْخ يحيى بن أبي الْخَيْر العمراني حَيْثُ يَقُول
(كم حَاجَة بِمحل النَّجْم قربهَا
…
طول التَّعَرُّض والروحات وَالْبكْر)
فَقَالَ القَاضِي صارم الدّين مادحا للشَّيْخ عماد الدّين يحيى بن أبي الْخَيْر وللبيان الَّذِي صنفه الشَّيْخ يحيى بن أبي الْخَيْر رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
(إِن الْبَيَان بَيَان للعلوم وَقد
…
خص الْمذَاهب مَا قَالُوا وَمَا سطروا)
(جمع الْأَمَام تَقِيّ الْعدْل صنفه
…
لله يحيى فأحيا كلما ذكرُوا)
(وقلد الشَّافِعِي وَاخْتَارَ مذْهبه
…
لما رأى قَوْله يَعْلُو إِذا افْتَخرُوا)
(قولا سديدا بِحَبل الله معتصما
…
وزانه النَّص وَالْإِجْمَاع والأثر)
(وَقَالَ فِي خَتمه قولا فَصَارَ بِهِ
…
الركب يمتثل والبدو والحضر)
(كم حَاجَة بِمحل النَّجْم قربهَا
…
طول التَّعَرُّض والروحات وَالْبكْر)
(اشْدُد يَديك بِحَبل الدَّرْس مُجْتَهدا
…
وَإِن أمضك طول اللَّيْل والسهر)
(إِن التُّجَّار إِذا جاؤوا وَقد ربحوا
…
أنساهم الرِّبْح مَا عناهم السّفر)
هَذِه الأبيات الثَّلَاثَة الْأَخِيرَة للأمام عماد الدّين يحيى بن أبي الْخَيْر وَقد اضاف إِلَيْهَا القَاضِي صارم الدّين مَا تقدم مَعَ زِيَادَة عَلَيْهَا هِيَ مَذْكُورَة فِي الأَصْل وَتركت بَاقِيهَا هُنَا اختصارا وَتُوفِّي هَذَا القَاضِي صارم الدّين سنة تسع وَعشْرين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن بلد الأشعوب جمَاعَة من الْفُقَهَاء والفضلاء أَجلهم الْفَقِيه الْعَلامَة وجيه الدّين عبد الله بن الشَّيْخ الكبيري البرحي الشّعبِيّ الدملوي قَرَأَ على أَئِمَّة وقته بِبَلَدِهِ وبمدينة تعز وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَلم أتحقق وَفَاته
وَمِنْهُم وَلَده أَبُو بكر قَرَأَ على وَالِده وعَلى غَيره من أَئِمَّة وقته فدرس وَأفْتى وَتُوفِّي بعد وَالِده بِسنة
وَمن أَوْلَاده القَاضِي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم قَرَأَ على وَالِده وَجمع بَين طَريقَة الْفِقْه والتصوف فَمن مشايخه فِي التصوف الشَّيْخ مُحَمَّد المزجاجي وَفِي الحَدِيث الإِمَام نَفِيس الدّين وَالشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَكَانَ آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه عبد الصَّمد بن أبي بكر قَرَأَ على وَلَده الْفَقِيه برهَان الدّين الْمُقدم الذّكر وعَلى غَيره وَولده الْفَقِيه شهَاب الدّين وصنوه الْفَقِيه شمال عَليّ بن عبد الصَّمد كَانُوا ذَوي فضل وَعلم وَظَهَرت لبَعْضهِم كرامات
وَمن أهل تِلْكَ الْجِهَات بمعشار الدملوة القَاضِي عفيف الدّين عبد الرَّحِيم بن عبد الله الأصبحي هُوَ من درسة الإِمَام شمال عَليّ بن أَحْمد الأصبحي مُصَنف كتاب الْمعِين قَرَأَ هَذَا الْفَقِيه عبد الرَّحِيم على القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي فِي الْفِقْه وأجازوا لَهُ هُوَ وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي
حُكيَ أَن هَذَا الْفَقِيه عبد الرَّحِيم كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة زِيَادَة على مئة رَكْعَة تَطَوّعا واشتهرت لَهُ كرامات وَكَانَ باذلا نَفسه للطلبة وتدريس الْعلم وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وثمانمئة رحمه الله ونفع بِهِ آمين
وَمن أهل قدس الْفَقِيه الصَّالح تَقِيّ الدّين عمرَان بن عَليّ بن عمرَان السلَامِي كَانَ فَقِيها عَالما عَاملا ورعا زاهدا صَالحا عَلَيْهِ السكينَة وَالْوَقار درس وَأفْتى وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر وَكَانَ كثير الصّيام وَالْقِيَام لَا يَأْكُل طَعَاما فِيهِ شُبْهَة وَحصل كتبا كَثِيرَة وَإِذا سَافر حملهَا مَعَه وَقد ضَبطهَا أحسن ضبط توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن الْفُقَهَاء بذبحان الْفَقِيه شهَاب الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم السمري قَرَأَ على الإِمَام رَضِي الدّين ابْن الْخياط وعَلى غَيره من فُقَهَاء وقته وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَكَانَ
فَقِيها عَالما عَاملا وَحصل كتبا كَثِيرَة أوقفها على طلبة الْعلم هُنَالك وَتُوفِّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَأما بَنو المسن من أهل ذبحان فقد ذكر الجندي المؤرخ مِنْهُم الصَّالح شُجَاع الدّين عمر بن المسن وَبَعض ذُريَّته فَمِمَّنْ اشْتهر مِنْهُم من أهل عصرنا الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن المسن قَالَ القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النحواني هُوَ صَاحب الطَّرِيقَة وَإِمَام أهل الْحَقِيقَة واستاذ العارفين وَشَيخ الْمُحَقِّقين أخْبرت أَن مولده فِي الرَّابِع عشر من الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وسبعمئة قَالَ وَهُوَ مِمَّن جمع صِفَات المحاسن واحتوى على محَاسِن الصِّفَات وكرم الشَّمَائِل وعذوبة الطَّبْع وَحسن الْأَخْلَاق ولين العريكة وَقرب الجناب ولطف الْمَعْنى كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح متضلعا فِي فنون الْعلم متحريا فِيهَا سِيمَا علم الْعَرَبيَّة فَإِن لَهُ فِيهِ الْيَد الطُّولى والغاية القصوى وَله قريحة مطاوعة وفطنة لامعة وفصاحة رائعة وَقدم فِي الْعُلُوم بارعة وَكَانَ محبوبا إِلَى عَامَّة النَّاس وخاصتهم مَقْبُول الشَّفَاعَة مسموع الْكَلِمَة مجاب الدعْوَة فِي حَال السماع إِذْ كَانَ شاربا من الْمعرفَة بالكأس الأوفى سالكا مَسْلَك الحنفا وَأعْطِي الْحَظ وَالْمشْرَب الأصفى قَالَ النحواني رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من علم الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِك وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ هَذَا الشَّيْخ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل فمنحه الله الْخَيْر الدنيوي والأخروي وَظَهَرت لَهُ كرامات كَثِيرَة وَكَانَت لَهُ قريحة مطاوعة ينظم بهَا الشّعْر من ذَلِك مَا قرأته مُعَلّقا بِخَط تِلْمِيذه القَاضِي وجيه الدّين النحواني قَالَ أَقمت عِنْد الشَّيْخ الصَّالح الرباني عفيف الدّين عبد الله بن عمر المسن أَيَّامًا ثمَّ أردْت أَن استأذنه بِالسَّفرِ
من عِنْده فَكتبت إِلَيْهِ أبياتا فَأَجَابَنِي بقوله
(يَا سيدا رقت مَعَاني لَفظه
…
ومهذبا فاقت علاهُ فخارا)
(الْأذن إذنك لَا جنَاح فَمن يساوره
…
المشوق لَا يلذ قرارا)
(وَيكون صبح غَد رحيلك سالما
…
وتعود فِي كنف اللقا تسمارا)
وَلما تولى القَاضِي وجيه الدّين النحواني قَضَاء جبلة كتب إِلَيْهِ الشَّيْخ عفيف الدّين مَا مِثَاله من قصيدة طَوِيلَة أَولهَا
(سرى ناعم النشر من ذِي سلم
…
فَطَافَ بِربع الشجا واستلم)
(وخامرني من شذا طيبه
…
ارتياح السلاف وروح النعم)
حَتَّى قَالَ فِي آخرهَا يمدح القَاضِي وجيه الدّين النحواني
(لَعَلَّ الْوَجِيه وَيَا رُبمَا
…
لمستعطفيه تَقولُوا نعم)
(فتزهو اللَّيَالِي اللواتي خلفن
…
وَترجع بالوصل سود اللمم)
(أحبة قلبِي فَمن لي بكم
…
وَكم لي وَكم لي وَكم)
(وَلَوْلَا وَلَوْلَا وَلَوْلَا وَلم
…
لحمت على ربعكم والخيم)
(وأزكى التَّحِيَّة تغشاكم
…
صباحا مسَاء وأوفى النعم)
وَله غير ذَلِك من القصائد والتواسل
توفّي هَذَا الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن عمر الْمُقدم الذّكر فِي أَيَّام التَّشْرِيق من خَاتِمَة شهور سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ وقبره مَشْهُور بزار ويتبرك بِهِ
وَخَلفه بمنصبه الشَّيْخ الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله قَامَ مقَامه فِي إكرام
الضَّيْف وَالْإِحْسَان إِلَى الْوَافِد وَالسَّعْي فِي الْإِصْلَاح بَين النَّاس فَكَانَ مسموع القَوْل مُطَاع الْأَمر لَهُ الجاه العريض وَالثنَاء المستفيض وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى توفّي بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة
وَخَلفه بعده جمَاعَة من أَهله لم ينالوا رتبته إِلَى أَن نجب فيهم فِي وقتنا الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله هُوَ ابْن عَم الشَّيْخ عفيف الدّين الْمُقدم الذّكر صَاحب الشّعْر الْمُتَقَدّم فأحيا منصبهم مآثرهم وَهُوَ الْآن عُمْدَة للقاصد والوافد ويجتمع عِنْده جمَاعَة للذّكر وَجعل ذَلِك راتبا على الدَّوَام وَظَهَرت لَهُ كرامات ودام على ذَلِك إِلَى أَن توفّي
وَمن المتوفين بذبحان الْمقري عفيف الدّين مَسْعُود بن مُحَمَّد الحسني أَخذ الْعلم عَن المقرىء سعيد بن عَليّ السورقي والمقرىء نَاجِي بن سعيد السورقي وشارك بِشَيْء من علم الْفِقْه وَكَانَ معدودا من أهل بَيت الشَّيْخ الْعَفِيف بن عبد الله بن مُحَمَّد المسن وملازما لَهُ ومؤدبا لأولاده وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَسِتِّينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن بلد الأشعوب بعزلة سامع الشَّيْخ عفيف الدّين عَبَّاس بن عَليّ الكريمي كَانَ مِمَّن صحب الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن عمر المسن وتأدب بآدابه وتحكم على يَده واجتهد بِالْعبَادَة وَظهر لَهُ كرامات وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَله ولدان أَحدهمَا اسْمه مُحَمَّد كَانَ سالكا طَرِيق وَالِده فِي الْعِبَادَة وَشهر بِالْخَيرِ وَالثَّانِي اسْمه أَحْمد كَانَ مُبَارَكًا وَظَهَرت لَهُ كرامات وَتُوفِّي مُحَمَّد بعد سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة وَتُوفِّي أَحْمد بعده وَقد نَشأ لَهُ ولد هُوَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أخْبرت أَنه من الأخيار الصَّالِحين وَظَهَرت لَهُ كرامات وَتُوفِّي بِشَهْر جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَسبعين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين