الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ
ثم يُفيض إلى مكة ويطوفُ طوافَ الإفاضة بالنيَّة.
وأولُ وقتِه من نصفِ ليلةِ النحر، وسُنَّ في يومه وله تأخيرُه، ثم يسعى متمتعٌ بين الصفا والمروة، ومَنْ لم يسعَ مع طوافِ القدوم، ثم قد حلَّ له كل شيءٍ. ويشرب من ماء زمزم لما أحبَّ، ويَتَضلَّع منه، ويقول:"بسم الله، اللَّهم اجعله لنا علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، ورِيَّاً وشِبَعًا (1) وشفاءً من كل داءٍ، واغسل به قلبي، واملأه من خشيتك".
فصلٌ
ثم يرجع فيبيت بِمِنى ثلاثَ ليالٍ، ويرمي الجمرات أيامَ التشريقِ، فيبدأ بالأُولى وتَلي مسجدَ الخَيْفِ بسبعِ حصياتٍ، ويجعلها عن يساره، ويتأخَّر قليلًا ويدعو طويلاً، ثمَّ الوسطى ويجعلها عن يمينه فيرميها بالسَّبْعِ، ويتأخَّر (2) قليلًا ويدعو، ثم جمرةِ العَقَبةِ ويجعلها عن يمينه، ويستبطنُ الوادي، ولا يقف عندها.
وكذا يفعل في اليوم الثاني والثالث بعد الزَّوال، ويستقبل القبلةَ.
(1) قوله: "وشبعًا" ليس في (أ).
(2)
في (ج): "فيتأخر".
وإنْ رماه في الثالث أجزأَ أداء، وُيرتِّبه بالنيَّة، وإنْ أخره عنها، أو لم يَبِتْ بها فَدَمٌ.
ومَنْ تعجَّل في يومين خَرَجَ قبل الغروب، وسَقَطَ عنه رميُ اليومِ الثالثِ، ويَدفنُ حَصاه نَدْبًا.
وإذا أراد الخروجَ من مكَّة ودَّع البيتَ بِالطَواف، ويسقطُ عن حائضٍ، وإنْ أقامَ أو اتَّجر بعده أعادَه، ومَنْ تركه رجع إليه إنْ لم يشقَّ، فإنْ لم يفعل (1) فعليه دمٌ.
ويقفُ بِالمُلتَزم بين الركن والباب مُلْصِقًا جميعَه، ويدعو فيقول:"اللَّهم هذا بيتك، وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حَمَلْتنِي على ما سخَّرت لي من خَلْقك، وسيَّرتني في بلادك، حتى بلَّغتني بنعمتك إلى بيتك، وأعنتني على أداء نُسُكي، فإنْ كنتَ رضيتَ عنّي فازددْ عنِّي رضًا، وإلا فمن الآن قبل أن تَنْأى عن بيتك دَارِي، وهذا أَوَانُ انصرافي إنْ أذنتَ لي (2) غير مستبدلٍ بك ولا ببيتك، ولا راغب عنك ولا عن بيتك، اللَّهمَّ فَأصْحبني العافيةَ في بدني، والصحةَ في جسمي، والعصمةَ في ديني، وحسِّن مُنقلبي، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير"(3) ويدعو بما أحبَّ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول في انصرافه:"اللَّهم لا تجعله آخرَ العهد"، وتدعو حائضٌ (4) بباب المسجد.
(1) في (أ): "يفعله".
(2)
قوله: "إن أذنت لي" ليس في (أ).
(3)
استحب هذا الدعاء الإمامُ الشافعي رحمه الله في "الأم"(3/ 575)، ورواه عنه البيهقي (5/ 165)، وقال:"وهو حسن".
(4)
في (ب): "الحائض".