الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4326 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِى أَيُّوبُ، عَنْ أَبِى قِلابَةَ، عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِىِّ، عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ الرَّحَبِىِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ، حَتَّى فرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، [.......] وَإِنِّى أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَبْيَضَ وَالأَحْمَرَ، وَإِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى أَن لَا يُهْلِكُ أُمَّتِى بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكَهُمْ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا، وَلَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّى إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّى قَدْ أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وأن لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِمَّنْ سِوَاهُمْ، فَيُهْلِكُوهُمْ بِعَامَّةٍ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِى بَعْضًا.
قَالَ: وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: وَإِنِّى لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى إِلَاّ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، فَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِى أُمَّتِى لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
باب [فيما رأى صلى الله عليه وسلم لأمته]
4327 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِىُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَن
⦗ص: 200⦘
ِ ابْنِ حَوَالَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ فِى ظِلِّ دَوْمَةٍ، وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ [لَهُ] يُمْلِى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَا أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ فقُلْتُ: ماَ أَدْرِى مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّى، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً فِى الأُولَى: نَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِى، فِيمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّى] ، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِى مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّى فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِى عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِى الْكِتَابِ عُمَرُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ لَا يُكْتَبُ إِلَاّ فِى خَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: يَا ابْنَ حَوَالَةَ، كَيْفَ تَفْعَلُ فِى فِتْنَ تَخْرُجُ فِى أَطْرَافِ الأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِى بَقَرٍ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِى مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ، قَالَ: وَكَيْفَ تَفْعَلُ فِى أُخْرَى تَخْرُجُ بَعْدَهَا كَأَنَّ الأُولَى فِيهَا انْتِفَاجَةُ أَرْنَبٍ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِى مَا خَارَ اللَّهُ لِى وَرَسُولُهُ، قَالَ: اتَّبِغُوا هَذَا، [قَالَ] : وَرَجُلٌ مُقَفٍّ حِينَئِذٍ، فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِى اللَّه عَنْه.
4328 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ، حَدَّثَنِى رَجُلٌ مِنْ عَنَزَةَ، يُقَالُ لَهُ: زَائِدَةُ أَوْ مَزِيدَةُ عن ابْنُ حَوَالَةَ، قَالَ: كُنَّا مَع
⦗ص: 201⦘
َ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ مِنْ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ النَّاسُ مَنْزِلاً، وَنَزَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى ظِلِّ دَوْمَةٍ، فَرَآنِى مُقْبِلاً مِنْ حَاجَةٍ لِى، وَلَيْسَ غَيْرُهُ، وَغَيْرُ كَاتِبِهِ، فذكر نحوه، إلَاّ أَنه قًالَ فيه: فَإِذَا فِى صَدْرِ الْكِتَابِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَقَالَ فيه: أَصْنَعُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، وَقَالَ فيه: فَلَا أَدْرِى كَيْفَ، قَالَ: فِى الآخِرَةِ وَلأَنْ أَكُونَ عَلِمْتُ كَيْفَ، قَالَ: فِى الآخِرَةِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.
4329 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِىَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِى أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَبْلِغْهُ أَنِّى لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ، قَالَ عَاصِمٌ:[يَقُولُ:] يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عن بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَخَبَّرَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّى لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنَ، فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِى بِذَنْبٍ، وَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران]، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّى تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنِّى كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَتْ، وَقَدْ ضَرَبَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمِى، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمِ، فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّى لَمْ أَتْرُكْ
⦗ص: 202⦘
سُنَّةَ عُمَرَ، فَإِنِّى لَا أُطِيقُهَا، وَلَا هُوَ، فَأْتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ.
4330 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنَا أَبِى، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، فذكر نحوه.
4331 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ، يَعْنِى ابْنَ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنِى أَبُو عَوْنٍ الأَنْصَارِىُّ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ لابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ أَنْتَ مُنْتَهى عَمَّا بَلَغَنِى عَنْكَ؟ فَاعْتَذَرَ إِليه بَعْضَ الْعُذْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَيْحَكَ إِنِّى قَدْ سَمِعْتُ وَحَفِظْتُ، وَلَيْسَ كَمَا سَمِعْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّه سَيُقْتَلُ أَمِيرٌ، وَيَنْتَزِى مُنْتَزىٍ، وَإِنِّى أَنَا الْمَقْتُولُ، وَلَيْسَ عُمَرَ، إِنَّمَا قَتَلَ عُمَرَ وَاحِدٌ وَإِنَّهُ يُجْتَمَعُ عَلَىَّ.
4332 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، يَعْنِى ابْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ ابْنِ أَبِى الْجَعْدِ، قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: إِنِّى سَائِلُكُمْ، وَإِنِّى أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِى نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَيُؤْثِرُ بَنِى هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ [عُثْمَانُ:] لَوْ أَنَّ بِيَدِى مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لأَعْطَيْتُهَا بَنِى أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَلَا أُحَدِّثُكُمَا عَنْهُ؟ يَعْنِى عَمَّارًا، أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِذًا بِيَدِى نَتَمَشَّى فِى الْبَطْحَاءِ، حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الدَّهْرَ هَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: اصْبِرْ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتُ.
4333 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِىُّ، حَدَّثَنِى الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِىُّ، حَدَّثَنِى أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِىُّ الأَنْصَارِىُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ حُوصِرَ فِى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَلَوْ أُلْقِىَ حَجَرٌ لَمْ يَقَعْ إِلَاّ عَلَى رَأْسِ رَجُلٍ، فَرَأَيْتُ عُثْمَانَ أَشْرَفَ مِنَ الْخَوْخَةِ الَّتِى تَلِى مَقَامَ جِبْرِيلَ عليه السلام، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَلَا أَرَاكَ هَاهُنَا؟ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّكَ تَكُونُ فِى جَمَاعَةٍ يَسْمَعُون نِدَائِى آخِرَ ثَلاثِ مَرَّاتٍ، ثُمَّ لَا تُجِيبُنِى، أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا طَلْحَةُ تَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرِى وَغَيْرُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا طَلْحَةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِىٍّ إِلَاّ وَمَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ رَفِيقٌ مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، هَذَا يَعْنِينِى، رَفِيقِى فِى الْجَنَّةِ مَعِى. قَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
قلت: عند الترمذى طرف منه بإسناد منقطع.
4334 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِى أَبِى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بن عفان: إِنْ وَجَدْتُمْ فِى كِتَابِ اللَّهِ، عز وجل، أَنْ تَضَعُوا رِجْلِى فِى الْقَيْدِ فَضَعُوهَا.
4335 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ زَاهِرٍ أَبَا رُوَاعٍ، قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا، وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِمُونِى بِهِ، عَسَى أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ.
4336 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِى الأَوْزَاعِىُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ الْعَامَّةِ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى، وَإِنِّى أَعْرِضُ عَلَيْكَ خِصَالاً ثَلاثًا فاخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ فَتُقَاتِلَهُمْ، فَإِنَّ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً، وَأَنْتَ عَلَى الْحَقِّ، وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ، وَإِمَّا أَنْ نَخْرِقَ لَكَ بَابًا سِوَى الْبَابِ الَّذِى هُمْ عَلَيْهِ، فَتَقْعُدَ عَلَى رَوَاحِلِكَ فَتَلْحَقَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا، وَإِمَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ. فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا أَنْ أَخْرُجَ فَأُقَاتِلَ، فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى أُمَّتِهِ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ، وَأَمَّا أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِى بِهَا، فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُلْحِدُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يَكُونُ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ. فَلَنْ أَكُونَ أَنَا إِيَّاهُ، وَأَمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِى وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
4337 -
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، [فَذَكَرَ الْحَدِيثَ] .
⦗ص: 205⦘
قلت: وقد تقدم لهذا الحديث طريق فى الحج فى فضل مكة.
4338 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِى هِنْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ ابْنَةِ وَكِيعٍ، عَنْ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفَرَافِصَةِ، امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَتْ: نَعَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَأَغْفَى، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: لَيَقْتُلَنَّنِى الْقَوْمُ، قُلْتُ: كَلَاّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَمْ يَبْلُغْ ذَلكَ إِنَّ رَعِيَّتَكَ اسْتَغْتَبُوكَ، قَالَ:[إِنِّى] رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى مَنَامِى وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالُوا: تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ.
4339 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِى الْيَعْفُورِ الْعَبْدِىُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِى سَعِيدٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ عبدًا، وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَلْبَسْهَا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، وَقَالَ: إِنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَارِحَةَ فِى الْمَنَامِ، أَبَو بَكْرٍ، وَعُمَرَ، قَالُوا لِى: اصْبِرْ فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
4340 -
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِىٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَسَنِ.
4341 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ، قَالَ: كُنَّا بِبَابِ عُثْمَانَ فِى عَشْرِ الأَضْحَى.
4342 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِى: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِى أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
4343 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِىُّ، حَدَّثَنِى أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: وَلِىَ عُثْمَانُ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ سَنَةَ، وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ.
4344 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ، قَالَ: وَقُتِلَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَانىِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِى الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ سَنَةً، إِلَاّ اثْنَىْ عَشَرَ يَوْمًا.
4345 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: صَلَّى الزُّبَيْرُ عَلَى عُثْمَانَ، وَدَفَنَهُ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ.
4346 -
قَالَ عَبْد اللَّهِ: حَدَّثَنِى سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رَضِى اللَّه عَنْه،
⦗ص: 207⦘
دُفِنَ فِى ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ، وَلَمْ يُغَسَّلْ.