المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية - فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - جـ ٣

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء]

فهرس الكتاب

- ‌ هل يجوز المشاركة في الاحتفال بذكرى المعراج

- ‌ لا يجوز إقامة عيد ميلاد لأحد

- ‌ خلع النعال عند التحية

- ‌ الولائم التي تقدم إلى الأولياء

- ‌ حكم حمل الجنازة مع أناشيد البردة

- ‌بدع من تسمى بخادم الحجرة النبوية وأمثاله

- ‌الفتن

- ‌ما يفعل وقت الفتن

- ‌أشراط الساعة

- ‌ أوثق كتاب يتحدث عن أشراط الساعة وعن الملاحم

- ‌ المهدي

- ‌ الخبر في المهدي المنتظر ونزول عيسى عليه السلام

- ‌ خروج المهدي

- ‌ من المهدي

- ‌ المسيح الدجال

- ‌ فتنة الدجال

- ‌ يأجوج ومأجوج

- ‌الفرق بين الاسم والصفة

- ‌جواز التسمي بالاسم المشترك

- ‌ترجمة أسماء الله

- ‌صفة المجيء

- ‌صفة الهرولة

- ‌وصف الله بالعقل المدبر

- ‌صفة الاستواء

- ‌القرآن كلام الله

- ‌قول سبحان الذي عينه لا تنام

- ‌دفع شبهة الحلول

- ‌الأشاعرة

- ‌رمي ابن تيمية بالتجسيم

- ‌تأويل الصفات

- ‌ أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية

- ‌ عدد الأنبياء والرسل

- ‌أول الرسل

- ‌إبراهيم عليه السلام

- ‌قبر إسماعيل عليه السلام

- ‌يوسف عليه السلام

- ‌الخضر عليه السلام

- ‌ هل الخضر نبي

- ‌عيسى عليه السلام

- ‌الإجابة عن شبه حول بعض الأنبياءومسائل في العقيدة

- ‌عموم الرسالة

- ‌دعوة الرسل إلى الله

- ‌ الثلاثة الذين خلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ما يتعلق بأهل الكتاب

- ‌من هم أهل الكتاب

- ‌معاملة الجيران من أهل الكتاب

- ‌الاستغفار للمشركين

- ‌قراءة الإنجيل

- ‌بدء الكافر بالسلام

- ‌تهنئة النصارى بأعيادهم

- ‌عذاب القبر

- ‌البعث يوم القيامة

- ‌محاسبة الناس يوم القيامة

- ‌دخول الجنة بفضل الله وليس بالعمل

- ‌الجزاء والثواب على العمل

- ‌وضع ذنوب المسلم على اليهودي والنصراني

- ‌مصير الملائكة يوم القيامة

- ‌موت العصاة من أهل النار

- ‌وزر الزنا على الزاني

- ‌مصير أهل الفترة

- ‌من غير في دين الله

- ‌أبناء الكفار

- ‌ مصير أبناء الكفار

- ‌ إبليس من الجن وليس من الملائكة

- ‌الإيمان بالقضاء والقدر

- ‌هل الإنسان مسير أم مخير

- ‌ الإنسان مخير ومسير

- ‌توفيق الله العبد للإيمان

- ‌تمني الموت

- ‌التسخط وعدم الرضا بالقدر

- ‌عدم الندم على ما فات

- ‌الانتحار

- ‌قول الإنسان: قابلت فلانا صدفة

الفصل: ‌ أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية

على الوجه اللائق به، كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1)

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الشورى الآية 11

ص: 250

س4 ما هو‌

‌ أفضل كتاب يبحث في التوحيد والعقائد الإسلامية

وكيف الحصول على ذلك؟

ج4 أعظم كتاب وأفضل كتاب يوضح العقيدة الصحيحة هو كتاب الله عز وجل ثم أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحسن الكتب في ذلك كتاب [فتح المجيد] ، وكتاب [العقيدة الواسطية] ، وكتاب [العلو للعلي الغفار] ، وكتاب [التوسل والوسيلة] ، وكتاب [مختصر الصواعق المرسلة] ، وكتاب [تطهير الاعتقاد] و [شرح الطحاوية] .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 250

فتوى رقم (4323) :

س أولا: أبدأ سؤالي بأن تنصحوني لأستفيد منكم والمثل هنا (العلم يأتي من أفواه الرجال) فمثلا أريد بأن يقوى إيماني.

ثانيا: أريد أن أتعلم ولكن الكتب في الجزائر مهجورة إلا

ص: 250

بعض الإخوان جزاهم الله خيرا بتعلمهم.

ثالثا: إني أعمل بناء والناس الذين في المعمل ليس لهم عقيدة وكلامهم سخيف وليس كلامهم إلا فاحشة.

رابعا: أنا أمشي مع أخ ولكن عقيدته فاسدة وليس كلامه إلا في إخواننا المؤمنين الصالحين وأنا مهلك منه وأرجو أن تعطوني دواء لهذا الداء؟

ج: أولا: ننصحك أن تقرأ القرآن كثيرا وتكثر من الاستماع لتلاوته وتتدبر معاني ما تقرأ وما تسمع منه بقدر استطاعتك، وما أشكل عليك فهمه فاسأل عنه أهل العلم ببلدك أو مكاتبة غيرهم من أهل العلم من علماء السنة، وننصحك أيضا بالإكثار من ذكر الله بما ورد من الأذكار في الأحاديث الصحيحة مثل لا إله إلا الله، ومثل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ونحو ذلك، وارجع في ذلك إلى كتاب [الكلم الطيب] لابن تيمية، وكتاب [الوابل الصيب] لابن القيم، وكتاب [رياض الصالحين] ، وكتاب [الأذكار النووية] للنووي، وأمثالها فإن ذكر الله يزداد به الإيمان وتطمئن به القلوب، قال الله تعالى:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (1) وحافظ على الصلاة والصيام وسائر أركان الإسلام مع رجاء رحمة الله والتوكل

(1) سورة الرعد الآية 28

ص: 251

عليه في كل أمورك، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (1){الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (2){أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (3) .

ثانيا الكتب الإسلامية موجودة في كل دولة إسلامية بكثرة بالمكتبات الحكومية العامة وللبيع بمكتبات الأهالي التجارية ومن طلبها وجدها ونوصيك بمراجعة أهل العلم الشرعي عندك لمعرفة ما يصلح لك من الكتب لتقرأ فيه بالمكتبات الحكومية أو تستعيره للقراءة أو تشتري ما تحتاجه من المكتبات التجارية، وتسأل أهل العلم عما أشكل، وليس لدينا مانع من إجابتك عما تسأل عنه من مسائل الشرع المطهر ونسأل الله الثبات على الحق والله المستعان.

ثالثا ورابعا عليك بمصاحبة الأخيار وبمجالسة الصالحين لتستفيد منهم علما وخلقا ويكونوا عونا لك على الطاعة، وإياك وقرناء السوء ومجالسة الأشرار؛ خشية أن يؤثروا عليك في أخلاقك، أو يفتروا همتك ويضعفوا عزيمتك في أداء شعائر دينك والقيام بواجب أسرتك، أو يسيئوا سمعتك، وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم أمته بمجالسة الأخيار وحذرهم من مجالسة الأشرار، وضرب المثل

(1) سورة الأنفال الآية 2

(2)

سورة الأنفال الآية 3

(3)

سورة الأنفال الآية 4

ص: 252

الكريم في ذلك فقال: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتري منه أو يحذيك أو تجد ريحا طيبة، وكير الحداد يحرق ثيابك أو تجد ريحا خبيثة (1) » رواه البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) أحمد (4 / 204، 205، 408) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (2101، 5534) ، ومسلم برقم (2628) ، وأبو داود برقم (2829، 4830، 4831) .

ص: 253

السؤال الثاني من الفتوى رقم (10561) :

س2 الإيمان يزيد وينقص، فإذا كنت ممن نقص إيمانه وقسا قلبه، فكيف لي بزيادة إيماني وليونة قلبي وخشوع جوارحي في وسط صراع الدنيا ومغرياتها في هذا الزمان؟ فضيلة الشيخ أرجو من سيادتكم الإفادة بالتفصيل وجزاك الله عنا خير الجزاء

ج2 حقا الإيمان يزيد بطاعة الله، وينقص بمعصيته، فحافظ على ما أوجب الله من أداء الصلوات في وقتها جماعة في المساجد، وأداء الزكاة طيبة بها نفسك طهرة لك من الذنوب

ص: 253

ورحمة بالفقراء والمساكين، وجالس أهل الخير والصلاح؛ ليكونوا؛ عونا لك على تطبيق الشريعة، وليرشدوك إلى ما فيه السعادة في الدنيا والآخرة، وجانب أهل البدع والمعاصي لئلا يفتنوك، ويضعفوا عزيمة الخير فيك، وأكثر من فعل نوافل الخير، والجأ إلى الله واسأله التوفيق، إنك إن فعلت ذلك زادك الله إيمانا وأدركت ما فاتك من المعروف، وزادك الله إحسانا واستقامة على جادة الإسلام.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 254

السؤال السابع من الفتوى رقم (9206) :

س7 كنت في المرحلة الثانوية قابضا على ديني بشدة ولكن الآن أشعر بنقصان في إيماني منذ دخولي الجامعة فأرجو منكم النصيحة والعون في أمري هذا، هل يمكن أن تبعثوا لي شريطا في العقيدة وخاصة في الكفر والنفاق؟

ج7 عليك تلاوة القرآن وتدبره والعمل بما فيه وقراءة ما يوضحه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجوع إلى كلام أهل العلم الموثوقين في العقيدة والفقه، وعليك الإكثار من الأعمال الصالحة

ص: 254

ومجالسة أهل الخير والبعد عن الشر وأهله، وادفع عنك وساوس الشيطان بكثرة ذكر الله والاستغفار، وحاسب نفسك فيما مضى منك، فإن كنت مسيئا فتب إلى الله واستغفره وأقلع من الذنوب، واندم على فعلك، واعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 255

صفحة فارغة

ص: 256

أحاديث الأنبياء

ص: 257

السؤال الخامس من الفتوى رقم (7289) :

س5 هل الإنسان في حاجة إلى الرسل ما دام أن الله أكرمه بالعقل والفطرة ولماذا يكون الرسل من البشر؟

ج5 بل في أشد الضرورة إليهم؛ لأن عقول الناس مختلفة أعظم اختلاف، ولا تستطيع أن تستقل بمعرفة ما يرضي الله سبحانه أو يسخطه من الأقوال والأعمال والعقائد، ومن أجل ذلك أرسل الله رسله من نوح عليه الصلاة والسلام إلى أن ختموا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بدين شامل كامل باق عام للبشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

وننصحك بالإكثار من قراءة القرآن والتأمل فيه وخاصة قصص الأنبياء فيه وماذا واجهوا به أممهم من أمور الرسالة وأغراضها المذكورة في مثل قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (1) أما إرسالهم من البشر؛ فلأن ذلك أكمل في إقامة الحجة؛ لكونهم من جنسهم يستطيعون التفاهم معهم وسؤالهم عما يهمهم ويتمكنون

(1) سورة الأنبياء الآية 25

ص: 258

من فهم كلامهم؛ لقول الله عز وجل: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} (1){قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} (2) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} (3) الآية.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الإسراء الآية 94

(2)

سورة الإسراء الآية 95

(3)

سورة إبراهيم الآية 4

ص: 259

السؤالان الأول والثاني من الفتوى رقم (8381) :

س1 ما الحكمة في جعل الأنبياء والرسل على فترات متقطعة، ولماذا لم يجعلهم في فترة واحدة؟

ج1 الله تعالى حكيم، ومن حكمته أن جعل أنبياءه ورسله على فترات، يختارهم ويبعثهم كلما دعت حاجة البشر إليهم؛ ليهدوهم إذا ضلوا، ولينقذوهم مما انتشر فيهم من الشرك والفساد، وقد يجتمع أنبياء ورسل في فترة واحدة؛ كداود وسليمان، وكإبراهيم ولوط، وموسى وهارون.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 259

س2 ما هو آخر نبي ورسول كان قبل آخر رسول وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟

ج2 هو عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أولى الناس بابن مريم؛ لأنه ليس بيني وبينه نبي (1) » .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) أحمد (2 / 319، 437، 463، 482، 541) ، والبخاري [فتح الباري] برقم (3442، 3443) ، ومسلم برقم (2365) ، وأبو داود برقم (4675) ، والطبراني في معجمه كتاب التفسير برقم (7145) .

ص: 260

السؤال السادس من الفتوى رقم (1000) :

س6 أستفسر عن التفريق بين رسل الله، وأيهم أفضل مكانة؟

ج6 يجب الإيمان برسالة كل من ثبتت رسالته بالقرآن أو السنة الصحيحة فمن آمن ببعضهم وكفر ببعض فقد كفر؛ لقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (1) سورة

(1) سورة البقرة الآية 285

ص: 260

البقرة، وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (1){أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} (2){وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (3) .

وأما الفرق بين الرسل في المكانة والمنزلة والتفاوت بينهم في الفضل والدرجة فهذا صحيح ورد به النص الشرعي، قال الله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (4) الآية. وأفضلهم أولو العزم، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وأفضل هؤلاء الخمسة الخليلان إبراهيم ومحمد لاختصاصهما بالخلة وهي كمال المحبة عليهم الصلاة والسلام، وأفضل الرسل على الإطلاق خاتم النبيين محمد عليهم الصلاة والسلام؛ لحديث:«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع (5) » رواه مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه وحديث: «أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين

(1) سورة النساء الآية 150

(2)

سورة النساء الآية 151

(3)

سورة النساء الآية 152

(4)

سورة البقرة الآية 253

(5)

أحمد (5 / 540) ، ومسلم برقم (2278) ، وأبو داود برقم (4673) ، وابن خزيمة في [التوحيد] برقم (362) .

ص: 261

ولا فخر (1) » الحديث رواه الدارمي في سننه وحديث «أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة (2) » رواه مسلم في صحيحه وأحاديث اختصاصه بالشفاعة العظمى وإقدامه عليها بعد اعتذار الأنبياء عنها، وإنقاذ الناس من هول الموقف بشفاعته لهم وغير ذلك من الأحاديث التي وردت في تفضيله، وإجماع الأمة على ذلك، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يتأدب مع الأنبياء فلا يخوض في التفضيل بينهم إلا في مقام التعليم والإرشاد ونحو ذلك، خشية أن يجر ذلك إلى الجدل والتفاخر، وأن يكون ذريعة إلى انتقاص بعضهم، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أنه قال: «استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال اليهودي في قسم يقسمه: والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم يده فلطم وجه اليهودي، فقال: أي خبيث وعلى محمد صلى الله عليه وسلم،

(1) الدارمي (1 / 31) ، والبيهقي في [الدلائل](5 / 480) من حديث جابر بن عبد الله.

(2)

أحمد (2 / 341، 451) ، ومسلم برقم (196) ، وابن ماجه برقم (4356) ، وابن أبي شيبة في [المصنف](11 / 503) .

ص: 262

فجاء اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفضلوني على الأنبياء (1) » الحديث، فنهى عن الدخول في المفاضلة بينه وبين الأنبياء في مثل هذه الحالة خشية أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه، وإن كان تفضيل بعضهم على بعض ثابتا في القرآن والسنة، وتعيين من هو أفضل ثابتا أيضا بالنص الصريح.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن منيع

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

إبراهيم بن محمد آل الشيخ

(1) أحمد (3 / 41) بلفظ: ''لا تفضلوا بعض الأنبياء على بعض'' من حديث أبي سعيد الخدري، والبخاري [فتح الباري] برقم (3414) ، ومسلم كتاب الفضائل حديث (159)، والبيهقي في [الدلائل] (5 / 482) بلفظ: ''لا تفضلوا بين أنبياء الله''.

ص: 263

السؤال العاشر من الفتوى رقم (6290) :

س10: بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون أن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل، داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني فأفتى، يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئا، يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع

ص: 263

الصحابة: أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا بأنه أخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي:{عَبَسَ وَتَوَلَّى} (1){أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} (2) فهل الأنبياء والرسل حقا يخطئون؟ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟

ج10: نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم؛ فضلا منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال، ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحا، وأما ابنا آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لما قتل أحدهما الآخر ظلما وعدوانا بين الله سوء صنيعه بأخيه وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «أن ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل (3) » .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب رئيس اللجنة

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة عبس الآية 1

(2)

سورة عبس الآية 2

(3)

صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3336) ، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (1677) ، سنن الترمذي العلم (2673) ، سنن النسائي تحريم الدم (3985) ، سنن ابن ماجه الديات (2616) ، مسند أحمد بن حنبل (1/433) .

ص: 264