الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السابع والعشرون
عن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)). رواه مسلم.
وعن وابصة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم قال _ استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)) حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل، والدارمي بإسناد صحيح.
المفردات:
البر: معظمه، وهو عبارة عما اقتضاه الشرع وجوبا أو ندبا.
حسن الخلق: وهو الإنصاف في المعاملة، والرفق في المجادلة، والعدل في الأحكام،
والبذل والإحسان في اليسر، والإيثار في العسر، وغير ذلك، من الصفات الحميدة.
والإثم: الذنب.
حالك في صدرك: اختلج في النفس وتردد في القلب، ولم يطمئن إليه.
وكرهت: كراهة دينية.
أن يطلع عليه الناس: وجوههم وأماثلهم الذين يستحى منهم.
اطمأنت إليه النفس: سكنت إليه النفس الطيبة.
أفتاك الناس: علماؤهم، كما في الرواية، (وإن أفتاك المفتون).
وأفتوك: بخلافه، لأنهم إنما يقولون على ظواهر الأمور دون بواطنها.
يستفاد منه:
1 -
ضابط البر والإثم.
2 -
الترغيب في حسن الخلق.
3 -
أن الحق والباطل لا يلتبس أمرهما على المؤمن البصير، بل يعرف الحق بالنور الذي في قلبه، وينفر عن الباطل فينكره.
4 -
معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر وابصة بما في نفسه قبل أن يتكلم به، وأبرزه في حيز الاستفهام التقريري مبالغة في إيضاح إطلاعه عليه واحاطته به.
5 -
أن الفتوى لا تزيل الشبهة إذا كان المستفتي ممن شرح الله صدره. وكان المفتي إنما أفتى بمجرد ظن، أو ميل إلى الهوى من غير دليل شرعي، فأما ما كان له مع المفتي به دليل شرعي فيجب على المستفتي قبوله وإن لم ينشرح صدره، كالمطر في السفر والمرض، وقصر الصلاة في السفر، ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدور كثير من الجهال.