الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تذييل ابْن سعيد على جَوَاب ابْن حزم
اما الْقرَان فَمن اجل مَا صنف فِي تَفْسِيره كتاب الْهِدَايَة إِلَى بُلُوغ النِّهَايَة فِي نَحْو عشرَة اسفار صنفه الإِمَام الْعَالم الزَّاهِد ابو مُحَمَّد مكي ابْن أبي طَالب الْقُرْطُبِيّ وَله كتاب تَفْسِير اعراب الْقُرْآن وعد ابْن غَالب فِي كتاب فرحة الْأَنْفس تآليف مكي الْمَذْكُور فَبلغ بهَا 77 تأليف وَكَانَت وَفَاته سنة 437 وَلأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة الغرناطي فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْكتاب الْكَبِير الَّذِي اشْتهر وطار فِي الغرب والشرق وَصَاحبه من فضلاء الْمِائَة السَّادِسَة
وَأما الْقرَاءَات فلمكي الْمَذْكُور فِيهَا كتاب التَّبْصِرَة وَكتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو الداني مَشْهُور فِي أَيدي النَّاس
وَأما الحَدِيث فَكَانَ بعصرنا فِي الْمِائَة السَّابِعَة الإِمَام ابو الْحسن عَليّ ابْن الْقطَّان الْقُرْطُبِيّ السَّاكِن بِحَضْرَة مراكش وَله فِي تَفْسِير غَرِيبه وَفِي رجال مصنفات واليه كَانَت النِّهَايَة وَالْإِشَارَة فِي عصرنا وَسمعت أَنه كَانَ اشْتغل بِجمع امهات كتب الحَدِيث الْمَشْهُورَة وَحذف المكرر وَكتاب رزين بن عمار الأندلسي فِي جمع مَا يتضمنه كتاب مُسلم وَالْبُخَارِيّ والموطأ وَالسّنَن وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ كتاب جليل مَشْهُور فِي أَيدي النَّاس بالمشرق وَالْمغْرب وَكتاب الاحكام لأبي مُحَمَّد عبد الْحق الإشبيلي مَشْهُور متدأول الْقِرَاءَة وَهِي احكام كبرى واحكام
صغري قيل ووسطى وَكتاب الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي مَشْهُور
وَأما الْفِقْه فالكتاب الْمُعْتَمد عَلَيْهِ الْآن الَّذِي ينْطَلق عَلَيْهِ اسْم الْكتاب عِنْد الْمَالِكِيَّة حَتَّى بالاسكندرية فكتاب التَّهْذِيب للبرإذعي السَّرقسْطِي وَكتاب النِّهَايَة وَلأبي الْوَلِيد بن رشد كتاب جليل مُعظم مُعْتَمد عَلَيْهِ عِنْد الْمَالِكِيَّة وَكَذَلِكَ كتاب الْمُنْتَقى للباجي
وَأما اصول الدّين واصول الْفِقْه فللإمام أبي بكر ابْن الْعَرَبِيّ الاشبيلي من ذَلِك مَا مِنْهُ كتاب العواصم والقواصم وَالْمَشْهُور بأيدي النَّاس وَله تصانيف غير هَذَا لأبي الْوَلِيد بن رشد فِي اصول الْفِقْه مَا مِنْهُ مُخْتَصر المستصفي
وَأما التواريخ فكتاب ابْن حَيَّان الْكَبِير الْمَعْرُوف بالمتين فِي نَحْو سِتِّينَ مجلدة وانما ذكر ابْن حزم كتاب المقتبس وَهُوَ فِي عشر مجلدات والمتين يذكر فِيهِ أَخْبَار عصره ويمعن فِيهَا مِمَّا شَاهده وَمِنْه ينْقل صَاحب الذَّخِيرَة وَقد ذيل عَلَيْهِ ابو الْحجَّاج البياسي أحد معاصرينا وَهُوَ الان بافريقية فِي حضرتها تونس عِنْد سلطأنها تَحت إحسانه الْغمر وَكتاب المظفر بن الافطس ملك بطليوس الْمَعْرُوف ب المظفري نَحْو كتاب المتين فِي الْكبر وَفِيه تَارِيخ على السنين وفنون آدَاب كَثِيرَة وتاريخ ابْن صَاحب الصَّلَاة فِي الدولة اللمتونية وَذكر ابْن غَالب ان ابْن الصَّيْرَفِي الغرناطي لَهُ كتاب فِي أَخْبَار دولة لمتونة وان ابا الْحسن السالمي لَهُ كتاب فِي أَخْبَار الْفِتْنَة الثَّانِيَة بالأندلس بَدَأَ من سنه 539 ورتبه على السنين وَبلغ بِهِ سنة 547 وابو الْقَاسِم خلف بن بشكوال لَهُ كتاب فِي تَارِيخ اصحاب الأندلس من فتحهَا إِلَى زَمَانه واضاف إِلَى ذَلِك من أَخْبَار قرطبة وَغَيرهَا مَا جَاءَ فِي خاطره وَله كتاب
الصِّلَة فِي تَارِيخ الْعلمَاء وللحميدي قبله جذوة المقتبس وَقد ذيل كَاتب الصِّلَة فِي عصرنا هَذَا ابو عبد الله بن الابار البلنسي كتاب سُلْطَان افريقية وَذكر ابْن غَالب ان الْفَقِيه ابا جَعْفَر بن عبد الْحق الخزرجي الْقُرْطُبِيّ لَهُ كتاب كَبِير بَدَأَ فِيهِ من بَدْء الخليقة إِلَى ان انْتهى فِي أَخْبَار الأندلس إِلَى دولة عبد الْمُؤمن قَالَ وفارقته سنه 565 وابو مُحَمَّد بن حزم صَاحب الرسَالَة الْمُتَقَدّمَة الذّكر لَهُ كتب جمة فِي التواريخ مثل كتاب نقط الْعَرُوس فِي تواريخ الْخُلَفَاء وَقد صنف ابو الْوَلِيد بن زيدون كتاب التَّبْيِين فِي خلفاء بني أُميَّة بالأندلس على منزع كتاب التَّعْيِين فِي خلفاء الْمشرق للمسعودي وللقاضي أبي الْقَاسِم صاعد بن أَحْمد الطليطلي كتاب التَّعْرِيف بأخبار عُلَمَاء الْأُمَم من الْعَرَب والعجم وَكتاب جَامع أَخْبَار الامم وابو عمر ابْن عبد الْبر لَهُ كتاب الْقَصْد والامم فِي معرفَة أَخْبَار الْعَرَب والعجم وعريب بن سعد الْقُرْطُبِيّ لَهُ كتاب أختصار تَارِيخ الطَّبَرِيّ قد سعد باغتباط النَّاس بِهِ واضاف اليه تَارِيخ افريقية والأندلس وَلأَحْمَد بن سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْفَيَّاض كتاب العبر وَكتاب أبي بكر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزبيدِيّ فِي أَخْبَار النَّحْوِيين واللغويين بالشرق والأندلس وَكتاب القَاضِي أبي الْوَلِيد بن الفرضي فِي أَخْبَار الْعلمَاء وَالشعرَاء وَمَا يتَعَلَّق بذلك وليحيى بن حكم الغزال تَارِيخ الفه كُله منظوما كَمَا صنع أَيْضا بعده ابو طَالب المتنبي من جَزِيرَة شقر فِي التَّارِيخ الَّذِي أورد مِنْهُ صَاحب الذَّخِيرَة مَا أورد وَكتاب الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام فِي جَزِيرَة الأندلس لَيْسَ هَذَا مَكَان الإطناب فِي تفضيلها وَهِي كالذيل على حدائق ابْن فرج وَفِي عصرها صنف الْفَتْح كتاب القلائد وَهُوَ مَمْلُوء بلاغة والمحاكمة بَين الكتأبين ذكرت بمَكَان آخر وَلِصَاحِب القلائد كتاب المطمح وَهُوَ ثَلَاث نسخ كبرى ووسطى وصغرى يذكر فِيهَا من الَّذين ذكرهم فِي القلائد وَمن
غَيرهم الَّذين كَانُوا قبل عصرهم وَكتاب سمط الجمان وَسقط المرجان لأبي عَمْرو بن الإِمَام بعد الكتأبين الْمَذْكُورين ذكر من أخلا بتوفيته حَقه من الْفُضَلَاء واستدرك من أدْركهُ بعصره فِي بَقِيَّة الْمِائَة السَّادِسَة وذيل عَلَيْهِ وان كَانَ ذيلا قَصِيرا ابو بَحر صَفْوَان بن ادريس المرسي بِكِتَاب زَاد الْمُسَافِر ذكر فِيهِ جمَاعَة مِمَّن أدْرك الْمِائَة السَّابِعَة وَكتاب أبي مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الحجاري الْمُسَمّى بالمسهب فِي فَضَائِل الْمغرب صنفه بعد الذَّخِيرَة والقلائد من أول مَا عمرت الأندلس إِلَى عصره وَخرج فِيهِ عَن مقصد الْكِتَابَيْنِ إِلَى ذكر الْبِلَاد وخواصها مِمَّا يخْتَص بِعلم الجغرافيا وخلطه بالتاريخ وتفنن الْأَدَب على مَا هُوَ مَذْكُور فِي غير هَذَا الْمَكَان وَلم يصنف فِي الأندلس مثل كِتَابه وَلذَلِك فَضله المُصَنّف لَهُ عبد الْملك بن سعيد وذيل عَلَيْهِ ثمَّ ذيل على ذَلِك ابناه أَحْمد وَمُحَمّد ثمَّ مُوسَى بن مُحَمَّد ثمَّ عَليّ بن مُوسَى كَاتب هَذِه النُّسْخَة ومكمل كتاب فلك الْأَدَب الْمُحِيط بحلى لِسَان الْعَرَب المحتوي على كتابي الْمشرق فِي حلى الْمشرق وَالْمغْرب فِي حلى الْمغرب فَيَكْفِي الأندلس فِي هَذَا الشان تصنيف هَذَا الْكتاب بَين سِتَّة اشخاص فِي 115 سنة آخرهَا سنة 645 وَقد احتوى على جَمِيع مَا يذاكر بِهِ ويحاضر بحلاه من فنون الْأَدَب المختارة على جهد الطَّاقَة فِي شَرق وَغرب على النَّوْع الَّذِي هُوَ مَذْكُور فِي غير هَذَا الْموضع وَمن اغفلت التَّنْبِيه على عصره وَغير ذَلِك من المصنفين المتقدمي الذّكر فيطلب الملتمس مِنْهُم فِي مَكَانَهُ الْمَنْسُوب اليه كَابْن بسام فِي شنترين وَالْفَتْح فِي اشبيلية وَابْن الامام فِي استجة والحجاري فِي وَادي الْحِجَارَة
وَأما مَا جَاءَ منثورا من فنون الْأَدَب فكتاب سراج الْأَدَب لأبي عبد الله ابْن أبي الْخِصَال الشقوري رَئِيس كتاب الأندلس صنفه على
منزع كتاب النَّوَادِر لأبي على وزهر الاداب للحصري وَكتاب وَاجِب الادب لوالدي مُوسَى بن مُحَمَّد بن سعيد واسْمه يُغني عَن المُرَاد بِهِ وَكتاب اللآلىء لأبي عبيد الْبكْرِيّ على كتاب الامالي لأبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ مُفِيد فِي الادب وَكَذَلِكَ كتاب الاقتضاب فِي شرح أدب الْكتاب لأبي مُحَمَّد ابْن السَّيِّد البطليوسي وَأما شرح سقط الزند لَهُ فَهُوَ الْغَايَة وَيَكْفِي ذكره عِنْد ارباب هَذَا الشان وثناؤهم عَلَيْهِ وشروح أبي الْحجَّاج الاعلم لشعر المتنبي والحماسة وَغير ذَلِك مَشْهُورَة
وَأما النَّحْو فلأهل الأندلس من الشُّرُوح على الْجمل مَا يطول ذكره فَمِنْهَا شرح ابْن خروف وَمِنْهَا شرح الرندي وَمِنْهَا شرح شَيخنَا أبي الْحسن بن عُصْفُور الاشبيلي واليه انْتَهَت عُلُوم النَّحْو وَعَلِيهِ الاحالة الان من الْمشرق وَالْمغْرب وَقد اتيت لَهُ من افريقية بِكِتَاب المقرب فِي النَّحْو فَتلقى بِالْيَمِينِ من كل جِهَة وطار بجناح الِاغْتِبَاط ولشيخنا أبي عَليّ الشلوبين كتاب التوطئة على الجزولية وَهُوَ مَشْهُور وَلابْن السَّيِّد وَابْن الطراوة والسهيلي من التقييدات فِي النَّحْو مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد اصحاب هَذَا الشان مُعْتَمد عَلَيْهِ وَلأبي الْحسن بن خروف شرح وشهور على كتاب سِيبَوَيْهٍ
وَأما علم الجغرافيا فَيَكْفِي فِي ذَلِك كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد الْبكْرِيّ الأونبي وَكتاب مُعْجم مَا استعجم من الْبِقَاع والاماكن وَفِي كتاب المسهب للحجاري فِي هَذَا الشان وتذييلنا عَلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب الْجَامِع مَا جمع زبد الْأَوَّلين والآخرين
وَأما المويسيقى فكتاب أبي بكر بن باجة الغرناطي فِي ذَلِك فِيهِ كِفَايَة وَهُوَ فِي الْمغرب بِمَنْزِلَة أبي نصر الفارأبي بالمشرق
واليه تنْسب الألحان المطربة بالأندلس الَّتِي عَلَيْهَا الإعتماد وليحيى الخدج المرسي كتاب الأغاني الأندلسية على منزع الأغاني لأبي الْفرج وَهُوَ مِمَّن أدْرك الْمِائَة السَّابِعَة
وَأما الطِّبّ فَالْمَشْهُور بايدي النَّاس الْآن فِي الْمغرب وَقد سَار أَيْضا فِي الْمشرق لنبله كتاب التَّيْسِير لعبد الْملك بن أبي الْعَلَاء بن زهر وَله كتاب الأغذية أَيْضا مَشْهُور مغتبط بِهِ فِي الْمغرب والمشرق وَلأبي الْعَبَّاس ابْن الرومية الإشبيلي من عُلَمَاء عصرنا بِهَذَا الشَّأْن كتاب فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَقد جمع ابو مُحَمَّد المالقي السَّاكِن الْآن بقاهرة مصر كتابا فِي هَذَا الشَّأْن حشر عَلَيْهِ مَا سمع بِهِ فَقدر عَلَيْهِ من تصانيف الْأَدْوِيَة المفردة ككتاب الغافقي وَكتاب الزهرأوي وَكتاب الشريف الإدريسي الصّقليّ وَغَيرهَا وَضَبطه على حُرُوف المعجم وَهُوَ النِّهَايَة فِي مقْصده
وَأما الفلسفة فإمامها فِي عصرنا ابو الْوَلِيد بن رشد الْقُرْطُبِيّ وَله فِيهَا تصانيف جَحدهَا لما راى انحراف مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن عَن هَذَا الْعلم وسجنه بِسَبَبِهَا وَكَذَلِكَ ابْن حبيب الَّذِي قَتله المامون بن الْمَنْصُور الْمَذْكُور على هَذَا الْعلم باشبيلية وَهُوَ علم ممقوت بالأندلس لَا يَسْتَطِيع صَاحبه اظهاره فَلذَلِك تخفى تصانيفه
وَأما التنجيم فلابن زيد الأسقف الْقُرْطُبِيّ فِيهِ تصانيف وَكَانَ مُخْتَصًّا بالمستنصر بن النَّاصِر المرواني وَله الف كتاب تَفْصِيل الْأَزْمَان ومصالح الْأَبدَان وَفِيه من ذكر منَازِل الْقَمَر وَمَا يتَعَلَّق بذلك مَا يستحسن مقْصده وتقريبه وَكَانَ مطرف الإشبيلي فِي عصرنا قد اشْتغل بالتصنيف فِي هَذَا الشَّأْن إِلَّا ان أهل بَلَده كَانُوا ينسبونه إِلَى الزندقة بِسَبَب اعْتِكَافه على هَذَا الشَّأْن فَكَانَ لَا يظْهر شَيْئا مِمَّا يصنف
ثمَّ قَالَ ابْن سعيد أَخْبرنِي وَالِدي قَالَ كنت يَوْمًا فِي مجْلِس صَاحب سبتة أبي يحيى بن أبي زَكَرِيَّا صهر نَاصِر بني عبد الْمُؤمن فَجرى بَين أبي الْوَلِيد الشقندي وَبَين أبي يحيى بن الْمعلم الطنجي نزاع فِي التَّفْضِيل بَين البرين فَقَالَ الشقندي لَوْلَا الأندلس لم يذكر بر العدوة وَلَا سَارَتْ عَنهُ فَضِيلَة وَلَوْلَا التوقير للمجلس لَقلت مَا تعلم فَقَالَ الْأَمِير ابو يحيى اتريد ان تَقول كَون أهل برنا عربا وَأهل بركم بربرا فَقَالَ حاشى لله فَقَالَ الْأَمِير وَالله مَا اردت غير هَذَا فضهر فِي وَجه أَنه اراد ذَلِك فَقَالَ ابْن الْمعلم اتقول هَذَا وَمَا الْملك وَالْفضل إِلَّا من بر العدوة فَقَالَ الْأَمِير الرَّأْي عِنْدِي ان يعْمل كل وَأحد مِنْكُمَا رِسَالَة فِي تَفْضِيل بره فَالْكَلَام هُنَا يطول ويمر ضيَاعًا وأرجوا إِذا أخليتما لَهُ فكركما ان يصدر عنكما مَا يحسن تخليده ففعلا ذَلِك
فَكَانَت رِسَالَة الشقندي