الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعين ذلك على بعض المكلفين لعدم قدرة غيره أو لعدم وجود غيره في ذلك المكان في ذلك الزمان والله أعلم.
[حكمة التفضيل بين الناس في الرزق]
وأما حكمة الله تعالى في خلقه بجعله تعالى بعضهم غنياً وبعضهم فقيراً، فروى أن آدم صلى الله عليه وسلم سأل ربه تعالى عن ذلك كما أخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الخباز رحمه الله بقراءتي عليه بدمشق قال: أنبأنا المسلم بن محمد، أنبأنا حنبل، أنبأنا هبة الله بن محمد الشيباني، أنبأنا الحسن بن علي بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني محمد بن يعقوب [الربالي](4)، حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أُبي بن كعب رضي الله عنه في قوله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (5) قال: جمعهم فجعلهم أرواحاً ثم صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثّاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى. قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيرى ولا رب غيرى ولا تشركوا بي شيئاً إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا ورفع عليهم آدم عليه السلام ينظر إليهم فرأى الغنى والفقير، وحسن الصورة ودون ذلك فقال:"يا رب لولا سويت بين عبادك؟ قال: إني أحب أن أشكر"(6).
(4) كذا في مسند أحمد وجاء في تعجيل المنفعة: الزبالي بالزاي.
(5)
سورة الأعراف الآية: 172.
(6)
إسناده حسن موقوف:
أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (5/ 135) من طريق محمد بن يعقوب الربالي ثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن الربيع بن أنس عن رفيع أبي العالية عن أبي بن كعب فذكره. =
هكذا رواه عبد الله بن أحمد في زياداته علي المسند، وإسناده حسن، ورواية أبي العالية عن أُبي بن كعب عند أصحاب السنن الثلاثة حسن الترمذي بعضها، وأبو العالية قرأ القرآن على أُبي بن كعب كما رواه النسائي في فضائل القرآن، وفي المناقب من سننه، وأما الحديث الذي رويناه في الحلية من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى وتقدس في حديث فيه:"وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك"(7) ومن عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو بسطت له لأفسده ذلك" (7) الحديث فاسد لا يصح إسناده، وحديث أُبي بن كعب الذي قبله أصح إسناداً منه إذ قد أراد الله واختار تفضيل بعض الخلق على بعض وكان ذلك هو المرتضى عند أهل الرضا بالقضا فهم يشهدون الإِعطاء في المنع وكان منهم من لم تكن نفسه مطمئنة
= هذا إسناد حسن موقوف لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأى.
محمد بن يعقوب الربالي لا ينزل إن شاء الله حديثه عن الحسن، والربيع بن أنس، لخص حاله ابن حجر في التقريب فقال: صدوق له أوهام.
والحديث أخرجه (2/ 324)، والطبري (9/ 115)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (991) من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب بنحوه، وفي بعضها زيادة.
(7)
إسناده ضعيف:
أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء [1] وأبو نعيم في الحلية (8/ 318)، والبيهقي في الأسماء والصفات (121)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 441) من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن صدقة بن عبد الله الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه تعالى مطولًا.
وسنده ضعيف فيه علل:
1 -
هشام الكناني لم أعرفه، وذكر ابن حبان في الثقات، وابن حجر في تهذيب التهذيب، هشام بن زيد بن أنس بن مالك يروى عن أنس وهو من رجال الشيخين، فلعله هو.
2 -
صدقة بن عبد الله -وهو أبو معاوية السمين- ضعيف.
3 -
الحسن بن يحيى الخشني، وهو صدوق كثير الغلط كما في التقريب.
وكان ذلك محل الابتلاء والفتنة كما قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (8) وقد راضى النبي صلى الله عليه وسلم أمته من هذه الفتنة بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والجسم فلينظر إلى من دونه في المال والجسم"(9) ولما روى الترمذي من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "إياك ومجالسة الأغنياء"(10) قال: هو نحو ما روى عن أبي
(8) سورة الفرقان الآية: 20.
(9)
أخرجه البخاري (6490/ فتح)، ومسلم (2963)، وأحمد (2/ 243)، وأبو يعلى (6261)، والبغوي (4100) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً، واللفظ لأبي يعلي والبغوي.
أما لفظ البخاري ومسلم وأحمد (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه).
(10)
إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الترمذي (1780) من طريق سعيد بن محمد الوراق وأبي يحيى الحماني قالا: حدثنا صالح بن حسان عن عروة عن عائشة قالت قال لي: إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء.
وقد ضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان -قال- وسمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول صالح بن حسان منكر الحديث ا. هـ.
وإسناده ضعيف جداً فيه علل:
الأولى: سعيد بن محمد الوراق، ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو داود.
الثانية: أبو يحيى الحماني: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن وهو صدوق يخطئ كما في التقريب.
الثالثة: صالح بن حسان، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.
والحديث أخرجه أيضاً الحاكم (4/ 312)، وابن سعد في الطبقات (8/ 52)، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال (376)، والبيهقي في شعب الإِيمان (5/ 6181)، والبغوي في شرح =
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رأى من فضل عليه في الخلق والرزق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه -أي هو- فإنه أجدو أن لا تزدروا (*) نعمة الله عليكم"(11).
قال: وروى عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: قال: "صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكثر هماً مني أرى دابة خيراً من دابتي وثوباً خيراً من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت" انتهى.
= السنة (12/ 44) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن صالح بن حسان (1) عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.
وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
فتعقبه الذهبي بقوله الوراق واهٍ.
ولا يخفى ما في كلام الحاكم والذهبي من الضعف فالحديث فيه صالح بن حسان وقد تقدم الكلام عليه.
ولكن سعيد بن محمد الوراق وأبو يحيى الحماني قد خولفا فيه خالفهما إبراهيم بن عيينة فرواه عن صالح بن حسان عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة مرفوعاً عند أبي يعلى (8/ 4610).
فجعل شيخ صالح بن حسان فيه هو هشام بن عروة، قال ابن عدي كما في الكامل (4/ 52): ومن قال عن صالح عن عروة أصح.
(*) تزدروا: تحتقروا.
(11)
أخرجه البخاري (6490)، ومسلم (2963)، وأحمد (2/ 243) من حديث أبي هريرة بلفظ (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه).
وأخرجه مسلم (4/ 2275/ عبد الباقي)، والترمذي (3/ 35)، وابن ماجة (4142)، والبغوي في شرح السنة (4101) من طرق عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
_________
(1)
وقع عند ابن أبي الدنيا صالح بن حيان وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.
ولما كان الناس متفاوتين في الأرزاق كان أهل الزمن الأول يتواسون بينهم، كان الأشعريون يعملون في خلط أزوادهم وقسمتهم لها بالسوية بينهم، ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"هم مني وأنا منهم"(12) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين أصحابه بالعدل في الفئ وغيره كما روينا في سنن أبي داود من حديث عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آتاه الفئ قسمه في يومه فأعطى الآهِل (*) حظين وأعطى العَزَبَ (*) حظاً (13). وزاد في رواية فدعيت فأعطاني حظين وكان لى أهل ثم دعى بعدي عمار بن ياسر فأعطى حظاً واحداً (14).
قال الإمام أحمد: إنه حديث حسن، ورواه أبو محمد بن الجارود في المنتقى بلفظ "كان إذا جاءه شيء"(15) الحديث، ثم كان الصحابة بعده كذلك كما روينا في مسند أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: مضى علينا زمان وما يرى أحدنا أنه أحق بالدرهم والدينار من أخيه المسلم، ثم قال رسول
(12) أخرجه البخاري (2486)، ومسلم (2500)، وأحمد (4/ 129)، والبيهقي (10/ 132)، والبغوي (2156) من، حديث أبي موسى الأشعري مطولًا مرفوعاً.
(*) الآهل: المتزوج وله أهل.
(**) العَزَب: غير المتزوج.
(13)
إسناده صحيح:
أخرجه أبو داود (2953)، والحاكم (2/ 141)، وأحمد (6/ 25)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 356) من طرق عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن عوف بن مالك مرفوعاً.
(14)
إسناده صحيح:
أخرجه أبو داود (2953)، وابن الجارود (1112).
(15)
إسناده صحيح:
أخرجه ابن الجارود في المنتقى (1112) من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعاً بلفظ (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه شيء قسمه من يومه فأعطى. . .)
الله صلى الله عليه وسلم: "إذا الناس تبايعوا بالعينة (16) واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاء فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم"(17) وذكره أبو الحسن بن القطان في باب أحاديث ذكر أن أسانيدها صحاح وعزاه إلى كتاب الزهد للإِمام أحمد فلما آل الحال إلى أن كثيراً من أصحاب الأموال
(16) العينة أن يبيع شيئاً من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل من ذلك القدر يدفعه نقداً.
(17)
صححه الألباني لمجموع طرقه:
وإني ناقل كلام الشيخ الألباني بنصه ونصه كما جاء في السلسلة الصحيحة (11): قال حفظه الله:
وهو حديث صحيح لمجموع طرقه، وقد وقفت على ثلاث منها كلها عن ابن عمر مرفوعاً:
الأولى: عن إسحاق أبي عبد الرحمن أن عطاء الخراساني حدثه أن نافعاً حدثه عن ابن عمر قال: فذكره.
أخرجه أبو داود (3462)، والدولابي في الكنى (2/ 65)، وابن عدي في "الكامل"(256/ 2)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(5/ 316)، وتابعه فضالة بن حصين عن أيوب عن نافع به.
رواه ابن شاهين في جزء من "الأفراد"(1/ 1)، وقال "تفرد به فضالة".
وقال البيهقي:
" روى ذلك من وجهين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر" يشير بذلك إلى تقوية الحديث، وقد وقفت على أحد الوجهين المشار إليهما وهو الطريق:
الثانية: عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.
أخرجه أحمد (4825)، وفي الزهد (20/ 84/ (1) 2)، والطبراني في الكبير (3/ 207/ 1)، وأبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر (202/ 1).
والوجه الثاني أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 107/ 1) عن ليث عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(1/ 79) والروياني في "مسنده"(247/ 2) من وجه آخر عن ليث عن عطاء.
أسقط من بينهما ابن أبي سليمان، وكذا رواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ (313) 314).
الثالثة: عن شهر بن حوشب عن ابن عمر، رواه أحمد (5007). =
ضنوا (18) بأموالهم حتى بالزكوات المفروضة عليهم اختار بعضهم الانفراد بنفسه وترك الرغبة في الأهل حتى كان بعض من لقيناه من أهل العلم ربما قال في دعائه: رب ذرني فرداً وأنت خير الوارثين، اختار أمنه لقلة العيال كما رَوينا من حديث بكر بن عبد الله المزني عن أبيه عبد الله بن عمرو بن هلال مرفوعاً:"قلة العيال أحد اليسارين"(19) ولا يصح إسناده. ورويناه في مشيخة القاضي أبي بكر الأنصاري في آخر ترجمة أبي الغنايم بن المأمون عن سفيان الثوري قال: كثرة
= ثم وجدت له شاهداً من رواية بشير بن زياد الخراساني: ثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
أخرجه ابن عدي في ترجمة بشير هذا من "الكامل" وقال "وهو غير معروف، في حديثه بعض النكرة"، وقال الذهبي "ولم يترك" انتهى كلام الشيخ الألباني حفظه الله.
قلت: ولفظ المصنف لأحمد في مسنده.
(18)
ضنوا: بخلوا.
(19)
إسناده ضعيف:
قال العراقي في تعليقه على الإِحياء (2/ 24)، والسخاوي في المقاصد (777)، والعجلوني في كشف الخفاء (1888)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (72) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث عبد الله بن عمرو بن هلال المزني بسند ضعيف ا. هـ.
وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 54) من طريق إسحاق بن إبراهيم الشامي قال: نا علي بن حرب قال: نا موسى بن داود الهاشمي قال: نا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عل رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ "التدبير نصف العيش والتودد نصف العقل، والهمُّ نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين".
قال الشيخ الألباني في الضعيفة (4/ 64): وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة واسمه عبد الله ضعيف.
وإسحاق بن إبراهيم الشامي، لم أعرفه، ويحتمل أن يكون واحداً من هؤلاء:
1 -
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي المعروف بابن زبريق.
2 -
إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي مولى عمر بن عبد العزيز. =
العيال شؤم فمن تهيأ لطلب الدنيا فليتهيأ للذل، وكثيراً ما يسأل الناس عن حديث حذيفة مرفوعاً "خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ. قيل: يا رسول الله ومن خفيف الحاذ؟ قال: من لا أهل له ولا مال" وفي رواية: "ولا ولد" (20) وهو حديث ضعيف رويناه في مسند أبي يعلى الموصلي، قال أبو حاتم الرازي: إنه
= والأول: ضعيف والآخر حسن الحديث، وقد جزم المناوي بأنه هو ولم يظهر لي وجهه والله أعلم.
والحديث رواه أيضاً الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس بن مالك، قال المناوي:
" قال العراقي: فيه خلاد بن عيسى، جهله العقيلي، ووثقه ابن معين".
قلت: -أي الشيخ الألباني- هو عند الديلمي (2/ 1/ 50) وكذا الخطيب بعضه (12/ 11)، من طريق أبي الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي: حدثنا علي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي: حدثنا خلاد بن عيسى عن ثابت عن أنس مرفوعاً به.
وفيه علة أخرى، وهي ضعف يعقوب هذا، فقد ترجمه الخطيب (14/ 290)، وروى عن الدارقطني أنه ضعيف، وعن ابن المنادي:
" كتبنا عنه في حياة جدي، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه، وذلك بعد معاتبة وتوقيف متواتر، فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن وعدة من أهل الحديث".
وعلى بن عيسى كأنه مجهول، فإن الخطيب أورده في "التاريخ"(12/ 11) من أجل هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا.
(20)
منكر:
أخرجه أبو يعلى -كما في الجامع للسيوطي-، والعقيلي في "الضعفاء"(2/ 69)، وابن عدي في الكامل (3/ 1037)، والخطابي في العزلة (ص - 36)، والخطيب في "التاريخ"(6/ (197) 198، 11/ 225)، وابن الجوزي في الواهيات (2/ 635) من طريق رواد بن الجراح، عن سفيان الثوري عن ربعي بن حراش عن حذيفة مرفوعاً به.
قلت: وسنده ضعيف، وآفته رواد بن الجراح، قال البخاري "كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه، ليس له كثير حديث قائم". وقال الساجي: "يتفرد بحديث ضعفه الحفاظ فيه وخطؤوه وهو: خيركم بعد المائتين". =
حديث منكر لا يشبه حديث الثقاة ولم ير أكثر العلماء والصلحاء ترك التزويج والانفراد للمحتاج إليه بل جروا على ما كان عليه الصدر الأول من الترغيب في اتخاذ الأهل وإن أدى إلى ذلك، فمنهم من كان يكتسب بيده وأحلُّ ما أكل الرجل من كسب يده، ومنهم من يتجر مع الرغبة في العلم كعبد الله بن المبارك، ومنهم من كان يأخذ جوائز الأمراء للحاجة لذلك، ومنهم من كان يستدين لحاجته بنية الوفاء، ومنهم من كان لا يرى الدين ويصبر على نفسه حتى يأتيه رزقه كعتبة الغلام، وقد استدان النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة المسلمين ولعياله، واستدان جماعة من الصحابة كما سيأتي معتمدين على إعانة الله للمديون إذا استدان بنية الوفاء، واستعان بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لوفاء الدين من الدعاء. وقد استخرت الله تعالى في جمع ما ورد في ذلك ورتبته على سبعة أبواب:
الباب الأول: في النهي عن الاستدانة والتشديد في ذلك.
الباب الثاني: في ترغيب أصحاب الأموال في الإِقراض وما فيه من الثواب.
الباب الثالث: في إنتظار المعسر والوضع له.
الباب الرابع: فيمن رغب في الاستدانة طلباً للعون والإعانة.
الباب الخامس: في أن نفس المؤمن مرتهنة بدينه حتى يقضى عنه.
الباب السادس: في تعوذه صلى الله عليه وسلم من غلبة الدين وضلعه ومن الفقر والقلة والذلة.
الباب السابع: في الأدعية المأثورة لوفاء الدين وهو المقصود.
وسميته "قرة العين بالمسرة بوفاء الدين" وإلى الله أرغب وأبتهل في النفع به فهو خير من يُسأل وحسبنا الله ونعم الوكيل.
= وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 132) عن أبيه: "حديث باطل" وقال في موضع آخر (2/ 420): "حديت منكر".
قال الذهبي في "الميزان"(2/ 56) عن أبي حاتم قال: "منكر لا يشبه حديث الثقات، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي أنّ رجلًا جاء إلى روّاد فذكر له هذا الحديث فاستحسنه، وكتبه، ثم بعد حدث به، يظنُّ أنه من سماعه".