الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع
فيمن رغب في الاستدانة طلباً للعون والإِعانة
أخبرني محمد بن إسماعيل الخباز رحمه الله بقراءتي عليه بدمشق قال: أنبأنا المسلم القيسي، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا جعفر بن زياد، عن منصور قال: حسبته عن سالم عن ميمونة أنها استدانت ديناً فقيل لها: تستدينين وليس عندك وفاؤه؟ قالت: إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من أحد يستدين ديناً يعلم الله -عز رجل- أنه يريد أداءه إلا أداه"(65) هذا حديث حسن إن سلم من الانقطاع بين سالم وميمونة فإن كان هو سالم بن أبي الجعد -وهو الظاهر- فإنه من شيوخ منصور بن المعتمر، وهو كثير الإِرسال أرسل عن عائشة وغيرها.
(65) إسناده ضعيف. وهو صحيح بمجموع طرقه:
أخرجه أحمد (6/ 332) من طريق منصور قال حسبته عن سالم عن ميمونة مرفوعاً به.
وسنده ضعيف للانقطاع بين سالم بن أبي الجعد وميمونة، وأخرجه أيضاً أحمد (6/ 335) من طريق منصور عن رجل عن ميمونة مرفوعاً بلفظ (من استدان ديناً يعلم الله عز وجل منه أنه يريد أداءه أداه الله عنه).
وفيه رجل لم يسم ولعله سالم بن أبي الجعد وأخرجه النسائي (4686)، وابن ماجة (2408)، والحاكم (2/ 23)، والبيهقي (5/ 354)، وابن حبان (7/ 249/ إحسان) كلهم من طريق زياد بن عمرو بن هند عن عمران بن حذيفة قال كانت ميمونة فذكره بنحوه، وفيه زياد بن عمرو بن هند، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 539)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 363)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. =
وفي رواية لأحمد عن منصور، عن رجل غير مسمى، عن ميمونة، أخرجه النسائي عن محمد بن قدامة عن جرير، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبيدة عن حميد كلاهما عن منصور عن زياد بن عمرو بن هند عن عمران بن حذيفة عن ميمونة وقال:"إلا أداه عنه في الدنيا" فوقع لنا عاليا بدرجتين، وعمران بن حذيفة أحد المجاهيل قاله المزي، وقال الذهبي في الميزان: لا يعرف. قلت: رواه الحاكم في المستدرك من طريق منصور عن زياد بن عمرو ابن هند، عن عمران بن حذيفة، عن ميمونة به أتم منه، ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم.
وبه إلى الإِمام أحمد بن حنبل قال: حدثنا مؤمل، حدثنا القاسم -يعني ابن الفضل- حدثنا محمد بن علي قال: كانت عائشة تدان فقيل لها: مالك والدين؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد كانت ل نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون"(66) وفي رواية له:
= وفيه أيضاً عمران بن حذيفة: مجهول: قال الذهبي: لا يعرف. وأخرجه النسائي (4687)، والطبراني في الكبير (23/ 432) (24/ 28) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ميمونة استدانت فقيل لها: يا أم المؤمنين تستديني وليس عندك وفاء؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أخذ ديناً وهو يريد أن يؤديه أعانه الله عز وجل".
قال الشيخ الألباني في الصحيحة (3/ 26): وإسناده صحيح على شرط الشيخين إذا كان عبيد الله بن عبد الله سمعه من ميمونة، فإن المعروف أنه يروى عنها بواسطة عبد الله بن عباس.
(66)
إسناده ضعيف، والحديث صحيح:
أخرجه أحمد (6/ 72، 99، 131، 235)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 354)، والحاكم (2/ 22) من طريق محمد بن علي قال كانت عائشة فذكره.
وسنده ضعيف للانقطاع بين محمد بن علي وعائشة فإنه لم يسمع من عائشة كما قال أبو حاتم في المراسيل (149).
قال الهيثمي في المجمع (4/ 132) رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة.
"إلا كان له من الله عون وحافظ" وفي رواية له: "قيل لها: مالك والدين ولك عنه مندوحة" هذا حديث رجاله ثقات، ومحمد بن علي هو زين العابدين لكنه لم يسمع من عائشة، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي بكر بن إسحاق عن أبي مسلم الكجي عن الحجاج بن منهال، عن القاسم بن الفضل شاهد الرواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة، ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم، ورواه من طريق أبي داود الطيالسي عن القاسم بن الفضل قال: وقيل: عن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر أخبرني محمد بن إسماعيل بن الحموي رحمه الله بقراءتي عليه بدمشق، أنبأنا علي بن أحمد بن البخاري، أنبأنا منصور بن عبد المنعم في كتابه، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأنا الحافظ أبو بكر البيهقي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الفضل الفقيه، حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي، وصالح بن محمد بن حبيب الحافظ قالا: حدثنا سعيد ابن سليمان الواسطي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، حدثنا عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تدان فقيل لها: مالك والدين وليس عندك قضاء؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون"(67). ورواه الحاكم في المستدرك بهذا الإِسناد وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
وبالإِسناد المتقدم إلى أحمد قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا طلحة بن شجاح، قال حدثتني ورقاء أن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله
وللحديث شاهد من حديث ميمونة وقد تقدم (65)، ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (2387)[من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله].
(67)
إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الحاكم (2/ 22)، والبيهقي (4/ 354) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر ثنا عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة فذكره وسنده ضعيف جداً فيه محمد بن عبد الرحمن ابن مجبر: قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: سكتوا عنه وقال أبو زرعة واه الحديث وقال النسائي: متروك.
وقد صح معنى الحديث كما تقدم ذكره.
- صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان عليه دين همه قضاؤه أوهم بقضائه لم يزل معه من الله حارس"(68) وإسناده حسن.
أخبرني محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم رحمه الله قال: أنبأنا يعقوب بن أحمد بن فضائل، أنبأنا الموفق عبد اللطف بن يوسف البغدادي، حدثنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن الحسين المقدسي، أنبأنا القاسم بن أبي المنذر، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة قال: حدثنا محمد بن يزيد بن ماجة قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله مع الدائن حتى يقضى دينه ما لم يكن فيما يكره الله"(69) قال: فكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي
(68) إسناده ضعيف:
أخرجه أحمد (6/ 255)، والطبراني في الأوسط كما في كنز العمال (15554) من طريق أبي سعيد مولى بنى هاشم حدثنا طلحة بن شجاح قال حدثتني ورقاء أن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً به.
سنده ضعيف: طلحة بن شجاح: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 482)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 348) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وورقاء هذه قال في التعجيل (ص 561) بنت هرم كذا في نسخة من المسند وفي أخرى اعتمدها الحسيني بنت هرار وقال في ترجمة طلحة الراوي عنها بنت هرام بالميم وقال ابن أبي حاتم في ترجمة طلحة كالأول وإن ذلك رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وهي التي في المسند، وقال في رواية أبي عامر العقدي آخرها راء الهنائية عن عائشة في فرك الثوب من الجنابة وغير ذلك روي عنها طلحة بن شجاح لا أعرف حالها ا. هـ.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم (5809).
(69)
إسناده ضعيف والحديث صحيح:
أخرجه ابن ماجة (2409)، والدارمي (2595)، والحاكم (2/ 23)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 204)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 476)، والبيقي في السنن (5/ 355) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا سعيد بن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله ين جعفر مرفوعاً.
دين فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخبرني به عالياً على الموافقة أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي رحمه الله بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، أنبأنا سعيد بن أبي منصور الجمال، وأحمد بن محمد اللبال في كتابهما قالا: أنبأنا الحسن بن أحمد الحداد، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي ح.
قال أبو نعيم: وحدثنا أبو بكر أحمد بن السندي، حدثنا موسى بن هارون الحافظ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي فوقع لنا عاليًا من طريق أبي نعيم الثاني
ولفظ ابن ماجة [كان الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله].
وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ووافقه الذهبي.
وقال البوصيري في الزوائد (2/ 243): إسناده صحيح.
وقال المنذري: إسناده حسن.
كذا قالوا ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سفيان.
قال الذهبي في الميزان (2/ 141): لا يكاد يعرف، وقواه ابن حبان.
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 27)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 476)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن حجر في التقريب: مقبول أي عند المتابعة.
قال الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 537):
ولم أقف له على متابع بهذا المتن والسند وإن كان له شواهد فهو لذلك صحيح المعنى.
قلت: فمن شواهده حديث عاثشة وأبو هريرة المتقدمين قوله: (مع الدائن) قال: محمد فؤاد عبد الباقي في تعليقه على سنن ابن ماجة -أي في عونه- لأنه قد أعان أخاه المديون بالدين، هذا هو المتبادر من اللفظ، لكن كلام عبد الله بن جعفر يشير إلى أن الدائن بمعنى ذى الدين، أي المديون، ثم رأيت في الصحاح قال، دان يجيء بمعنى أقرض واستقرض، وعلى هذا فكلام عبد الله مبني على أنه من ادن بمعنى استقرض.
وبدلاً عالياً من طريقه الأول، وهذا حديث حسن وسعيد بن سفيان ذكره ابن حبان في الثقات.
وبه قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أبيه عن عبد الله بن جعفر لم يروه عنه إلا سعد ولا عنه إلا ابن أبي فديك انتهى.
ورواه الحاكم في المستدرك من رواية أبي نعيم ضرار بن صرد ويعقوب بن حميد بن كاسب كلاهما عن ابن أبي فديك وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، قال: وشاهده حديث أبي أمامة، ثم رواه من رواية بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء، ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه ثم مات اقتص الله لغريمه يوم القيامة"(70). قلت: بشر ابن نمير تركه يحيى القطان وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ولا حاجة للاستشهاد بمثل هذا الضعيف مع وجود الأحاديث الصحيحة في ذلك كحديث أبي هريرة في الصحيح ونحوه من الحسان.
(70) إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الحاكم (2/ 23)، والطبراني في الكبير (8/ 286) من طريق بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً، وسنده ضعيف جداً، فيه بشر بن نمير: متروك قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أحمد بن حنبل: ترك الناس حديثه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال يحيى بن سعيد: كان ركنا من أركان الكذب.
وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم متروك، وتابعه جعفر بن الزبير.
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 290) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً بنحوه، ولكن هذه متابعة لا يفرح بها فإن جعفر بن الزبير: متروك.
قال شعبة كان يكذب، وقال يحيى: ليس بثقة، وتركه أحمد بن حنبل، وقال السعدي: نبذوا حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي وعلى بن الجنيد والدارقطني: متروك.
أخبرنا مسند الديار المصرية أبو علي عبد الرحيم بن عبد الله بن شاهد الجيش رحمه الله أنبأنا أحمد بن علي بن يوسف، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، وإسماعيل بن عبد القوي قالوا: أنبأنا هبة الله بن علي بن سعود، أنبأنا محمد بن بركات بن هلال قال: حدثتنا كريمة بنت أحمد قالت: أنبأنا محمد بن مكي الكشمهيني، أنبأنا محمد بن يوسف الفربري، أنبأنا البخاري حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي، حدثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" وأخرجه ابن ماجة مقتصراً على قوله "من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله"(71).
وروينا في سنن ابن ماجة بالإسناد المتقدم إليه قريباً قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا رشدين بن سعد وعبد الرحمن المحاربي وأبو أسامة وجعفر ابن عون عن ابن أنعم ح.
وحدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أنعم عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يقضى من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا من تدين في ثلاث خلال: الرجل تضعف قوته في سبيل الله فيستدين ليقوى به لعدو الله وعدوه، ورجل يموت عنده مسلم لا يجد ما يكفنه ويواريه إلا بدين، ورجل خاف على نفسه العزبة ينكح خشية على دينه فإن الله يقضي عن هؤلاء يوم القيامة"(72) هذا حديث
(71) أخرجه البخاري (2387)، وابن ماجة (2411)، وأحمد (2/ (361) 417)، والبيهقي (5/ 354)، والبغوي (8/ 202) من طرق عن أبي الغيث عن أبي هريرة مرفوعاً ولفظ ابن ماجة مختصراً على [من أخذ أموال الناس يريد اتلافها أتلفه الله].
(72)
إسناده ضعيف:
أخرجه ابن ماجة (2435)، والبيهقي في الشعب (5559) من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً.
وسنده ضعيف: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو الأفريقي ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي.
والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (1442).
حسن، وابن أنعم هو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي إفريقية مختلف في الاحتجاج به. وروينا في مسند الإِمام أحمد بالإِسناد المتقدم إليه قال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا صدقة، حدثنا أبو عمران، حدثنا قيس بن زيد قاضي المصريين، عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه فيقال: يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين؟ وفيم ضيعت حقوق الناس؟ فيقول: يا رب أنت تعلم أني أخذته ولم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع ولكن أتى يدي على إما حرق (*) وأما سرق (**) وإما وضيعة (
…
) فيقول: صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك اليوم فيدعو الله بشيء فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل رحمتة" (73) هكذا أخرجه الإِمام أحمد في مسنده وأبو بكر البزار، والطبراني وهو حديث غريب غير صالح للعمل به لكونه من الترغيب والترهيب، وصدقة هو
(*) الحَرَق: أي أتت عليه نار فأكلته.
(**) السَّرَق: أي أتى عليه سارق فسرقه.
(
…
) الوضيعة: أي خسر خسارة كبيرة فباعه بأقل مما اشتراه به.
(73)
إسناده ضعيف:
أخرجه أحمد (1/ 198)، والبزار (1332 / كشف الأستار) -بنحوه- من طريق صدقة ابن موسى، عن أبي عمران الجوني حدثني قيس بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكر مرفوعاً.
وسنده ضعيف فيه صدقة بن موسى وهو ضعيف لسوء حفظه أورده الذهبي في الضعفاء وقال ضعفوه.
وقال في الميزان: ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي.
وقيس بن زيد: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 98)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 152)، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن حجر في التعجيل (346): قيس بن يزيد -وهو خطأ صوابه زيد- مختلف في صحبته روى عن ابن عباس وغيره وعنه أبو عمران الجوني: قال ابن أبي حاتم عن أبيه لا أعلم له صحبة وذكره ابن حبان في الثقات.
ابن موسى الدقيقي وثقه مسلم بن إبراهيم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالقوي، وضعفه ابن معين والنسائي.
آخر الجزء الثاني يتلوه الجزء الثالث
= وقال ابن حجر في لسان الميزان (4/ 478): قال الأزدي ليس بالقوي ا. هـ.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند (3/ 156): وهذا كله اضطراب حققه ابن حجر في الإِصابة (289:5) فأبان أنه تابعي صغير.